بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الكساء وبيان عظمة أهل البيت في الكون ..
إن عظمة ومكانة الزهراء البتول هي ليست فقط لأهل الأرض بل هي عظيمة أيضاً لأهل السماء
وإن شهرتها ليست فقط لمخلوقات الارض بل هي للكون كله . وإن رسول الله صلى الله عليه واله
وسلم لم يترك مناسبة متميزة إلا وبين للناس عظمة الزهراء ومكانتها عنده . ولكنه وفي مناسبة
معينة اشترك الوحي الالهي عن الله عزوجل مع رسول الله (ص) في بيان المكانة الكونية للزهراء
وأبيها وزوجها وبنيها وذلك حين اجتمعوا تحت الكساء اليماني في بيت " فاطمة " ( عليها السلام )
فقد روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن " فاطمة " ( عليها السلام ) أنها قالت : دخل علي
أبي رسو الله (ص) في بعض الأيام فقال : السلام عليك يا " فاطمة " ، فقلت : وعليك السلام
يا أبتاه فقال : إني أجد في بدني ضعفا ، فقلت له : أعيذك بالله يا أبتاه من الضعف ، فقال : يا "فاطمة "
أيتيني بالكساء اليماني فغطيني به ، فأتيته بالكساء اليماني فغطيته به وصرت أنظر إليه وإذا وجهه
يتلأ لأ كأنه البدر في ليلة تمامة وكمالة . فما كانت إلا ساعة وإذا بولدي " الحسن " ( عليه السلام )
قد أقبل وقال : السلام عليك يا أماه ، فقلت : وعليك السلام يا قرة عيني وثمرة فؤادي ، فقال : ياأماه
إني أشُم عندك رائحة طيبة كأنها رائحة جدي رسول الله (ص) فقلت : نعم إن جدك تحت الكساء ،
فأقبل " الحسن " نحوالكساء وقال : السلام عليك يا جداه يارسول الله ، أتأذن لي أن أدخل معك
تحت الكساء فقال : وعليك السلام يا ولدي وياصاحب حوضي قد أذنت لك ، فدخل معه تحت الكساء .
فما كانت إلا ساعة وإذا بولدي " الحسين " ( عليه السلام ) قدأقبل وقال : السلام عليك ياأماه
فقلت وعليك السلام ياولدي ياقرة عيني وثمرة فؤادي ، فقال لي : ياأماه إني أشُمُ عندك رائحة
طيبة كأنها رائحة جدي رسو الله (ص) فقلت : نعم إن جدك وأخاك تحت الكساء ، فدنا " الحسين "
( عليه السلام ) نحو الكساء وقال : السلام عليك ياجداه ، السلام عليك يامن اختاره الله ، أتأذن
لي أن أكون معكما تحت الكساء ؟ فقال : وعليك السلام ياولدي وياشافع أمتي قد أذنت لك، فدخل
معهما تحت الكساء . فأقبل عند ذلك أبو الحسن " علي بن أبي " طالب وقال : السلام عليك يا
بنت رسول الله (ص) فقلت : وعليك السلام ياأبا الحسن وياأمير المؤمنين ، فقال : يا "فاطمة "
إني أشُمُ عندك رائحة طيبة كأنها رائحة أخي وإبن عمي رسول الله (ص) فقلت : نعم ، هاهو مع
ولديك تحت الكساء، فأقبل " علي " نحو الكساء وقال : السلام عليك يارسول الله (ص) أتأذن
لي أن أكون معكم تحت الكساء ؟ قال له : وعليك السلام ياأخي ويا وصيي وخليفتي وصاحب
لوائي قد أذنت لك ، فدخل " علي " تحت الكساء . ثم أتيت نحو الكساء وقلت : السلام عليك باأبتاه
يارسول الله أتأذن لي أن أكون معكم تحت الكساء ؟ قال : وعليك السلام يا بنتي ويابضعتي قد
أذنت لك ، فدخلتُ تحت الكساء . فلما اكتملنا جميعا تحت الكساء أخذ أبي رسول الله بطرفي الكساء
وأومأ بيده اليمنى إلى السماء وقال : اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي وحامتي ، لحمهم لحمي ،
ودمهم دمي ، يؤلمني مايؤلمهم ، ويحزنني مايحزنهم أنا حرب من حاربهم، وسلم من سالمهم ،
وعدوّ من عاداهم ، ومحب لمن أحبهم إنهم مني وأنامنهم ، فاجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك
وغفرانك ورضوانك علي وعليهم ، وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
فقال الله عزوجل : ياملائكتي وياسكان سماواتي ، إني ماخلقت سماء مبنية ولاأضاً مدحية ولا
قمراً منيراً ولاشمساً مضيئة ولافُلكاً يدور ولا بحراً يجري ولافُلكاً يسري إلا محبة هؤلاء الخمسة
الذين هم تحت الكساء . فقال الأمين جبرئيل يارب : ومن تحت الكساء ؟ فقال عزوجل : هم أهل
بيت النبوة ومعدن الرسالة هم " فاطمة " وأبوها وبعلها وبنوها ، فقال جبرئيل : يارب أتأذن لي
أن أهبط إلى الأرض لأكون معهم سادساً ؟ فقال الله عزوجل : نعم قد أذنت لك ، فهبط الأمين
جبرئيل وقال : السلام عليك يارسول الله ، العلي الأعلى يقرئك السلام ، ويخصك بالتحية والأكرام
ويقول لك : وعزتي وجلالي إني ماخلقت سماء مبنية ولا أرضاً مدحية ولاقمراً منيراً ولاشمساً
مضيئة ولا فُلكاً يدور ولابحراً يجري ولافُلكاً يسري إلا لأجلكم ومحبتكم ، وقد أذن لي أن أدخل معكم ،
فهل تأذن لي يارسول الله ؟ فقال رسول الله : وعليك السلام ياأمين وحي الله إنه نعم قد أذنت لك ،
فدخل جبرئيل معنا تحت الكساء ، فقال لأبي : إن الله قد أوحى إليكم يقول : ( إنما يريدالله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) .
فقال " علي " لأبي : يارسول الله أخبرني ما لجلوسنا هذا تحت الكساء من الفضل عن الله ؟ فقال
النبي (ص) والذي بعثني بالحق نبياً واصطفاني بالرسالة نجيا ، ماذكر خبرنا هذا في محفل من
محافل أهل الأرض وفيه جمع من شيعتنا ومحبينا إلا ونزلت عليهم الرحمة ، وحفّت بهم الملائكة
واستغفرت لهم إلى أن يتفرقوا فقال " علي " ( عليه السلام ) إذاً والله فزنا وفاز شيعتنا ورب الكعبة
فقال أبي رسول الله (ص) : يا " علي " والذي بعثني بالحق نبياً واصطفاني بالرسالة نجيا ماذكر
خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض وفيه جمع من شيعتنا ومحبينا وفيهم مهموم إلا وفرج
الله همه ، ولا مغموم إلا وكشف الله غمه ، ولا طالب حاجة إلا وقضى الله حاجته ، فقال " علي "
( عليه السلام ) : إذاً والله فزنا وسعدنا وكذلك شيعتنا فازوا وسعدوا في الدنيا والآخرة ورب الكعبة .
وقد نظم أحد العلماء هذا الحديث شعراً فقال :
روت لنا فاطمة خير النساء------------------- حديث أهل الفضل أصحاب الكساء
تقول : أن سيد الانام ------------------------ قد جاءني يوما من الايام
فقال لي : إني أرى في بدني ---------------- ضعفا أراه اليوم قد أنحلني
قومي عليّ يالكساء اليماني --------------- وفيه غطيني بلا تواني
قالت: فجئته وقد لبيته -------------------- مسرعة وبالكسا غطيته
وكنت أرنووجهه كالبدر------------------- في أربع بعد ليال عشر
فما مضى إلايسيرمن زمن---------------حتى أتى أبو محمد الحسن
فقال :ياأماه اني أجد -------------------- رائحة طيبة أعتقد
بأنها رائحة النبي ---------------------- -أخي الوصي المرتضى عليّ
قلت: نعم هاهوذاتحت الكسا ------------ مدثر به تغطى واكتسى
فجاءنحوه إبنه مسلما ----------------- مستأذنا قال له : أدخل مكرما
فما مضى إلاالقليل إلا ----------------- جاء الحسين السبط مستقلا
فقال ياأم أشم عندك ------------------- رائحة كأنها المسك الذكي
وحق من أولادك منه شرفا ------------ أطنها ريح النبي المصطفى
قلت:نعم تحت الكساءهذا-------------- بجنبه أخوك فيه لاذا
فأقبل السبط له مستأذناً -------------- مسلما قال له : أدخل معنا
وما مضى من ساعة إلاوقد---------- جاء أبوهما الغضنفرالأسد
أبوالأئمة الهداةالنجبا ---------------- المرتضى رابع أصحاب الكسا
فقال ياسيدة النساء ------------------ ومن بهازُوجت في السماء
إني أشم في حماك رائحة ----------- كأنها الورد الندي فايحة
يحكي شذاها عرف سيد البشر------- وخير من لبى وطاف واعتمر
قلت:نعم تحت الكسا التحفا --------- وضم شبليك وفيه اكتفا
فجاء يستأذن منه سائلا ----------- منه الدخول قال : فادخل عاجلا
قالت: فجئت نحوهم مسلمة ------- قال: أدخلي محبوةُ مكرمة
فعندما بهم أضاء الموضع--------- وكلهم تحت الكسا اجتمعوا
نادى إله الخلق جل وعلا --------- يسمع أملاك السموات العلى
أُقسم بالعزة والجلال ------------- وبارتفاعي فوق كل عالي
مامن سما رفعتها مبنية---------- وليس أرض في الثرى مدحية
ولا خلقتُ قمراً منيرا-------------- كلا ولا شمسا أضاءت نورا
إلا لأجل من هم تحت الكسا ------- من لم يكن أمرهم ملتبسا
قال الأمين: قلت: يارب ومن------تحت الكسا ؟ بحقهم لنا أبن
فقال لي: هم معدن الرسالة ------ ومهبط التنزيل والجلالة
وقال: هم فاطمة وبعلها---------- والمصطفى والحسنان نسلها
فقلت:يارباه هل تأذن لي -------- أن أهبط الأرض لذاك المنزل
فأغتدي تحت الكسا سادسا------ كماجُعلتُ خادما وحارسا
قال:نعم فجاءهم مسلما--------- مسلما يتلوعليهم إنما
يقول:إن الله خصكم بها--------- معجزة لمن غدا منتبها
أقراكم رب العلا سلامه -------- وخصكم بغاية الكرامة
وهويقول معلنا ومفهما -------- أملاكه الغرّ بما تقدما
قال علي:قلت:ياحبيبي--------- مالجلوسنا من النصيب ؟
قال النبي: والذي اصطفاني ----- وخصني بالوحي واجتباني
ما أن جرى ذكرٌ لهذا الخبر----- في محفل الاشياع خير معشر
إلاوأنزل الإله الرحمة --------- وفيهم حفّت جنود جمة
من الملائكة الذين صدقوا------ تحرسهم في الدهر ماتفرقوا
كلاوليس فيهمُ مغموم --------- إلا وعنه كشفت هموم
كلاولاطالب حاجة يرى-------- قضاءها عليه قد تعسرا
إلاقضى الله الكريم حاجته----- وأنزل الرضوان فضلا ساحته
قال علي:نحن والأحباب------- أشياعنا الذين قدما طابوا
فزنا بما نلناورب الكعبة ----- فليشكرن كل فرد ربه
يتبع ..