عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2009, 09:58 PM   #2
معصومة اهل البيت
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية معصومة اهل البيت
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: بلاد الله الواسعه
المشاركات: 3,312
معدل تقييم المستوى: 248
معصومة اهل البيت has a reputation beyond reputeمعصومة اهل البيت has a reputation beyond reputeمعصومة اهل البيت has a reputation beyond reputeمعصومة اهل البيت has a reputation beyond reputeمعصومة اهل البيت has a reputation beyond reputeمعصومة اهل البيت has a reputation beyond reputeمعصومة اهل البيت has a reputation beyond reputeمعصومة اهل البيت has a reputation beyond reputeمعصومة اهل البيت has a reputation beyond reputeمعصومة اهل البيت has a reputation beyond reputeمعصومة اهل البيت has a reputation beyond repute
افتراضي

وبعد كل ما تقدم نقول :
إن إسلام أي شخص أو عدمه ، إنما يستفاد من أمور أربعة :

1-من مواقفه العملية ، ومواقف أبي طالب ، قد بلغت الغاية التي ما بعدها غاية في الوضوح والدلالة على اخلاصه وتفانيه في الدفاع عن هذا الدين .

2-من اقراراته اللسانية بالشهادتين ، ويكفي أن نشير إلى ذلك القدر الكثير منها في شعره في المناسبات المختلفة .

3-وإما من موقف ممثل الإسلام ورائد الحق النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) منه . والموقف الرضي أيضاً ثابت منه (عليه السلام) تجاه أبي طالب على اكمل وجه .

4-
من إخبار المطلعين على أحواله عن قرب ، وعن حس ، كاهل بيته ، ومن يعيشون معه . وقد قلنا :انهم مجمعون على ذلك .

بل إن نفس القائلين بكفره لما لم يستطيعوا إنكار مواقفه العملية ، ولا الطعن بتصريحاته اللسانية ، حاولوا : أن يشبهوا على العامة بكلام مبهم ، لا معنى له ؛ فقالوا : ( إنه لم يكن منقاداً ) (16)!! .

كل ذلك رجماً بالغيب ، وافتراء على الحق والحقيقة ، من أجل تصحيح ما رووه عن المغيرة بن شعبة وامثاله من أعداء آل أبي طالب كما سنشير إليه حين الكلام على الأدلة الواهية إن شاء تعالى .


ومن أجل أن توفي أبا طالب بعض حقه ، نذكر بعض ما يدل على إيمانه – من مصادر غير الشيعة عموماً – ونترك سائره ، وهو يعد بالعشرات وهي .

1-قال العباس : يا رسول الله ، ما ترجو لأبي طالب ؟قال : كل الخير أرجوه من ربي (17).

2- جاء ابو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقوده ، وهو شيخ أعمى ، يوم فتح مكة . فقال رسول الله . ألا تركت الشيخ في بيته حتى نأتيه ؟! قال : أردت أن يؤجره الله .لأنا كنت بإسلام أبي طالب أشد فرحاً مني بإسلام أبي ، التمس بذلك قرة عينك الخ (18).

والعلامة الاميني في الغدير ، لا يوافق على أن يكون الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قال لأبي بكر ذلك ، وقد بحث ذلك بحثا جياً ، ونحن نوافقه في ذلك أيضاً . وربما تكون هذه العبارة زيادة من بعض المتزلفين ، كما عودونا في امثال هذه المناسبات .

3-قال المعتزلي : ( باسأنيد كثيرة ، بعضها عن العباس بن عبد المُطلب ، وبعضها عن أبي بكر بن أبي قحافة : أن أبا طالب مامات حتى قال : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ) (19) .

4-ولقد ترحم عليه ودعا له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واسغفر له ، حتى في المدينة حينما استسقى لاهلها فجاءهم الغيث فذكر أبا طالب ، واستغفر له على المنبر (20) ولما مات أبو طالب تبع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جنازته مع انهم يروون النهي عن المشي في جنازة المشرك . كما أنهم يروون أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر عليا بأن يغسّله ويكفنه ويواريه (21) ، وانما لم يأمره بالصلاة عليه لأن صلاة الجنازة لم تكن فرضت بعد ولاجل ذلك قالوا : إن خديجة لم يصل عليها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حينما توفيت ، مع انها سيدة نساء العالمين .

5-لقد رثاه ولده علي (عليه السلام) حينما توفي بقوله :

أبا طالب عصمة المستجــير وغيث المحـول ونـور الظلـم
لقد هدّ فقدك أهـل الحفـاظ فصـلى عليـك ولـي النعـم
ولقّـاك ربـك رضوانـــهفقد كنت للطهر من خير عـم (22)


5-وكتب أمير المؤمنين (عليه السلام) رسالة مطولة لمعاوية جاء فيها : (ليس أمية كهاشم ، ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المهاجر كالطليق ، ولا الصريح كاللصيق ) (23).

فإذا كان أبو طالب كافراً وأبو سفيان مسلماً ، فكيف يفضل الكافر على المسلم ثم لا يردّ عليه ذلك معاوية بن أبي سفيان ؟ .

ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً ؛ فان أبا سفيان هو الذي قال : (إنه لا يدري ما جنه ولا نار ) كما سيأتي في أواخر غزوة أحد .


7-وحمل محمد بن الحنفية يوم الجمل على رجل من أهل البصرة ، قال : فلما غشيته قال : أنا على دين أبي طالب ، فلما عرفت الذي أراد كففت عنه (24).

8-وورد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً قوله : إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي ، وأمي وعمي أبي طالب ، وأخ لي كان في الجاهلية (25).

9-وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن الله عز وجل قال له على لسان جبرئيل : حرمت النار على صلب أنزلك ، وبطن حملك ، وحجر كفلك . أما الصلب فعبد الله ، وأما البطن فآمنة ، وأما الحجر فعمة ، يعني أبا طالب ، وفاطمة بنت أسد . وبمعناه غيره مع اختلاف يسير (26) .

10-وسئل الإمام السجاد (عليه السلام) عن إيمان أبي طالب ، فقال : واعجبا ، إن الله نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر ؛ وقد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الإسلام ، ولم تزل تحت أبي طالب حتى مات (27).

ونزل آية النهي عن الامساك بعصم الكوافر في المدينة ، لا يضر ولا يوجب بطلان هذه الرواية ، لا مكان أن يكون النهي عن ذلك بالقول على لسانه (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل نزول القرآن . وعدم خضوع بعض المسلمين لذلك حينئذٍ ربما كان لظروف معينة فرضت عليهم ذلك .

11-وأخيراً ، فقد كتب بعضهم يسأل الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن إسلام أبي طالب ، فانه قد شك في ذلك ، فكتب (عليه السلام) إليه : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ، ويتبع غير سبيل المؤمنين(28) الآية . وبعدها : إنك إن لم تقر بإيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار(29) .

12-وسيأتي في غزوة بدر : ان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقبل من شهيد بدر عبيدة بن الحارث أن يعرّض بعمه أبي طالب ، ولو بمثل أن يقول : إني أولى بما قال منه :

كذبتم وبيت الله يبـزى محمـدولمّا نطاعـن دونـه ونناضـل
ونُسْلِمُه حتى نُصَـرَّع دونــه ونُذهل عن أبنائنـا والحلائـل

فإذا كان النبي يغضب ولو لمثل هذا التعريض ، فهل تراه سوف يكون مسروراً بمن يحكم على عمه بالشرك ، ويجعله في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه ؟ آخر ما هنالك؟!.



الأدلة الواهية :
وقد استدل القائلون بكفر أبي طالب –والعياذ بالله – بروايات وأدلة واهية ، ونحن نشير هنا إلى عمدة ما اعتمدوا عليه في ذلك ، وهي :

1-حديث ابن الضحاح :
عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقد ذكر عنده عمه ، فقال : لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة ، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه . وحسب نص آخر : ان العباس قال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : ما أغنيت عن عمك ، فوالله ، كان يحوطك ويغضب لك ، قال : هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار (30).

ونقول :
أ- لقد ناقش كل من الاميني والخنيزي (31)جميع أسانيد هذه الرواية ، وبينا وهنها وضعفها ، وتناقض نصوصها العجيب . ونحن نحيل القارئ الذي يرغب في التوسيع إلى ما ذكره هذان العالمان حول هذا الموضوع .

ب-إنه إذا كان (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نفع أبا طالب ، وأخرجه من الدرك الأسفل إلى الضحضاح ؛ فلماذا لا يتمم معروفه ، ويخرجه من هذا الضحضاح أيضاً ؟!.

وايضاً هل تكون الشفاعة في الدنيا ؟!.

ج-لقد رووا : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) طلب منه حين وفاته : أن يقول كلمة لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ؛ ليستحل له بها الشفاعة يوم القيامة ، فلم يعطه إياها . فهذا يدل على أنه قد أناط (صلى الله عليه وآله وسلم) مطلق الشفاعة بكلمة لا إله إلا الله (32). فلماذا استحل هذه الشفاعة ، مع أنه لم يعطه الكلمة التي توجب حليتها؟!.

ثم أو ليس يروون : أن الشفاعة لا تحل لمشرك ؟ فلماذا حلّت لهذا المشرك بالذات ، بحيث أخرجته من الدرك الأسفل إلى الضحضاح ؟ (33).

د-قال المعتزلي ، نقلاً عن الامامية والزيدية : (قالوا : وأما حديث الضحضاح ؛ فانما يرويه الناس كلهم عن رجل واحد ، وهو المغيرة بن شعبة ، وبغضه لبنى هاشم ، وعلى الخصوص لعلي (عليه السلام) مشهور معلوم ، وقصته وفسقه غير خاف ) (34).

ولكننا نجدهم يروونه عن غير المغيرة أيضاً ، كما في البخاري وغيره ، فلعل رواية غير المغيرة قد حدثت في وقت متأخر ، فان من غير المعقول أن يورد الشيعة على غيرهم بذلك إن لم يكن له واقع .. وقد سكت المعتزلي على ردّهم هذا ، وكأنه يحتمل ما احتملناه ولو وسعه الرد لفعل .

هـ-وسئل الإمام الباقر (عليه السلام) عما يقوله الناس : إن أبا طالب في ضحضاح من نار ؛ فقال : لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان ، وايمان هذا الخلق في كفة أخرى لرجح ايمانه . ثم قال : ألم تعلموا : أن أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) كان يأمر أن يحج عن عبدالله ، وابنه ، وأبي طالب في حياته ، ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم (35).

و-سئل علي (عليه السلام) في رحبة الكوفة عن كون ابيه معذباً في النار أولا ، للسائل : مه ، فضّ الله فاك ، والذي بعث محمداً بالحق نبياً ، لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله فيهم . أبي معذب في النار ، وأبنه قسيم الجنة والنار ؟(36)

ز-يلاحظ : وجود التناقض في روايات الضحضاح ، فواحدة تقول : لعله تنفعه شفاعتي ؛ فيجعل في ضحضاح يوم القيامة . واخرى تجزم بأنه قد جعل في الضحضاح بالفعل . فراجع .

2-إرث عقيل لأبي طالب :
واستدلوا : بأن ولده عقيل هو الذي ورثه ، ولم يرثه علي وجعفر ،لأنه كان مشركاً وهما مسلمان . فهما من ملتين مختلفتين ، وأهل ملتين لا يتوارثان (37).

ولكن ذلك لا يصح أيضا .

فأولاً :
من أين لهؤلاء : أن علياً وجعفراً لم يرثاه .

وثانياً :
إن قوله أهل ملتين لا يتوارثان .

نقول بموجبه ؛ لأن التوارث تفاعل ، ولا تفاعل عندنا في ميراثهما ، واللفظ يستدعي الطرفين ، كالتضارب ، فانه لا يكون إلا من اثنين ، فان الصحيح هو مذهب أهل البين من أن المسلم يرث الكافر ، ولا يرث الكافر المسلم (38).

وثالثاً :
لقد روي عن عمر قوله : ( أهل الشرك نرثهم ولا يرثونا (39)) وقد حكم كثير من العلماء بأن ميراث المرتد للمسلمين لا يصح ؛ وقالوا : نرثهم ولا يرثونا(40) .

ورابعاً :
إنهم يقولون : ان الميراث في وقت موت أبي طالب لم يكن قد فرض بعد ، وإنما كان الامر بالوصية ؛ فلعل أبا طالب قد أوصى لعقيل محبة له (41).

3-وهم ينهون عنه ، وينأون عنه :
لقد ذكروا : أن آية:وهم ينهون عنه ، وينأون عنه ، قد نزلت في أبي طالب ، الذي كان ينهى الناس عن أذى الرسول ، وينأى عن أن يدخل في الإسلام (42) .
__________________

معصومة اهل البيت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس