![]() |
الرضا بالقضاء الألهي
إنّ الحياة لا تمضي جزافاً ، بل هنالك سنن وقوانين تتحكم بها ، فحينما توجد الأسباب تتبعها النتائج ، وهذه السنن حاكمة على الانسان لا تختلف ولا تتخلف ، وأحياناً تكون خارجة عن ارادة الانسان واختياره ، بمعنى انّه لا يملك الحول والقوة في تغييرها وتبديلها مهما بذل من جهد وطاقة ، فقد تطبق عليه الظروف ليبقى فقيراً مستضعفاً محروماً أو لا ينجح في أعماله ومشاريعه ، أو لا توافق رغباته رغبات الآخرين ، وفي جميع ذلك فان الارتباط بالله تعالى والرضا بقضائه كفيل بتهوين الآلام والمآسي وإبعاد آثارها السلبية عن العقل والقلب والضمير ، وعن ردود أفعالها السلبية تجاه النفس والمجتمع. قال أمير المؤمنين عليه السلام : « نعم الطارد للهمّ الرضا بالقضاء ». قال عليه السلام : « الرضا بقضاء الله يهوّن عظيم الرزايا ». وقال عليه السلام : « من رضي بالقضاء طابت عيشته » . وينبغي أن يدرك الانسان ان قضاء الله هو خير للمؤمن بجميع مظاهره وحالاته وألوانه ، قال الامام محمد الباقر عليه السلام : « في كل قضاء الله خير للمؤمن » وقال الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام : « ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئه في رزقه ، ولا يتهمه في قضائه » . من كتاب ملامح المنهج التربوي عند أهل البيت عليهم السلام . |
رد: الرضا بالقضاء الألهي
بسم الله الرحمن الرحيم |
رد: الرضا بالقضاء الألهي
وجوب الرضا بقضاء اللّه وقدره :
1 ـ قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "قال اللّه جلّ جلاله: من لم يرض بقضائي ولم يؤمن بقدري فليلتمس إلهاً غيري"(1). 2 ـ قال الإمام علي(عليه السلام) لأحد الأشخاص: " ... وإن كنت غير قانع بقضائه وقدره فاطلب رباً سواه"(2). توضيحات : 1 ـ يجب الرضا بقضاء اللّه وقدره ، لأ نّه تعالى لا يقضي إلاّ بالحق، ولا يقدّر إلاّ ما كان صواباً، ولا يفعل إلاّ ما كان عدلا . 2 ـ إنّ معنى الرضا بالقضاء والقدر الإلهي وفق تفسيره بكتابة اللّه تعالى لأفعال العباد في اللوح المحفوظ وإخباره الملائكة بها هو الرضا بهذه الكتابة والإخبار(3) . 3 ـ إنّ معنى الرضا بالقضاء والقدر الإلهي وفق تفسيره بالأمر والنهي الإلهي هو القبول والاستسلام والإيمان والإذعان بما كلّف اللّه به العباد من أوامر ونواه وأحكام . 4 ـ إنّ معنى الرضا بالقضاء والقدر الإلهي وفق تفسيره بنظام الأسباب يعني ____________ 1- التوحيد ، الشيخ الصدوق: باب60: باب القضاء والقدر و... ، ح11، ص360 . 2- المصدر السابق: ح13 ، ص361 . 3- انظر: كشف المراد ، العلاّمة الحلّي: المقصد الثالث ، الفصل الثالث ، المسألة الثامنة، ص433 . الرضا بالنظام الذي اقتضته الحكمة الإلهية وأرادت جريانه في هذا العالم . 5 ـ إنّ اللّه سبحانه وتعالى قضى وقدّر أن يكون الإنسان حرّاً مختاراً في سلوكه، والرضا بقضاء اللّه وقدره لا يعني الرضا بكلّ ما يفعله الإنسان ، وإنّما هو الرضا بأنّ اللّه تعالى خلق الإنسان حرّاً ومختاراً في سلوكه وتصرّفاته . 6 ـ لا يعني الرضا بالقضاء والقدر الإلهي أن يتّجه الإنسان نحو التكاسل ويترك الأسباب ويرضى بكلّ ما يجري عليه ، لأنّ الإنسان مكلّف بتغيير الواقع السيء الذي هو فيه، ولا يجوز له الاستسلام والقعود عن العمل في الحالات التي يكون قادراً على التغيير . ـ إنّ القضاء والقدر أمران متلازمان ، ولا ينفك أحدهما عن الآخر ، لأنّ أحدهما بمنزلة الأساس وهو "القدر" ، والآخر بمنزلة البناء وهو "القضاء"(1). 2 ـ إنّ القضاء والتقدير الفعليّين من صفات اللّه الفعلية، لأ نّهما يتعلّقان بالموجودات الممكنة ، ولا يكون لهما وجود خارجي إلاّ بوجود الخلقة . 3 ـ إنّ القضاء والقدر الفعليّين (العينيّين) مخلوقان للّه تعالى . قال الإمام الصادق(عليه السلام): "إنّ القضاء والقدر خلقان من خلق اللّه ، واللّه يزيد في الخلق ما يشاء"(2) . معنى خلق اللّه للقضاء والقدر : لا تتحقّق أي ظاهرة في الكون ، ولا تصل إلى مرتبة الوجود إلاّ بعد توفّر أسبابها وتعيين قدرها من قبل الأسباب ، واللّه سبحانه وتعالى هو الخالق للأسباب ، فلهذا ينسب خلق القضاء والقدر إليه تعالى(3). 4 ـ إنّ المألوف والمتداول على الألسنة هو أن يقال: "القضاء والقدر"، فيقدّم "القضاء" على "القدر" ، ولكن "القدر" ـ في الواقع ـ مقدّم على "القضاء" في مراتب الفعل الإلهي، لأنّ اللّه تعالى يقدّر ثمّ يقضي، ولا يقضي شيئاً إلاّ بعد تحديد قدره . ____________ 1- انظر: لسان العرب، ابن منظور: مادة (قضى) . 2- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 60: باب القضاء والقدر، ح1، ص354 . 3 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم وفقكم الله لكل خير |
الساعة الآن 03:44 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir