منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط

منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط (http://www.noorfatema.com/vb/index.php)
-   القرآن الكريم والأدعية والزيارات الأذكار اليومية أدعية لقضاء الحوائج ختمات (http://www.noorfatema.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   [بقلمي] " آيـة .. وقصة (http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=26446)

نور القرآن 07-07-2010 01:50 AM

" آيـة .. وقصة
 
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كيف حالكن غالياتي الفاطميات ..

خطرت ببالي فكرة من فترة.. ولكن لم نوفق لطرحها قبل الآن ,,

" آيــــة .. وقصـــة "


القصة تشد الإنسان قهراً عنه وتؤثر فيه بدون أن يشعر .. إنها فنٌ رائع تسهل المقصود وتقربه إلى الفهم .. ولا أظن أن هناك فناً يقدر على إيصال المطلوب إلى قلوب السامعين و القارئين أقوى من القصة .. إنها تأخذ بمجامع القلوب و تستولي على العواطف وتوجه الإنسان نحو الهدف الذي رسمته و هدفت إليه , و نحن نرى كيف استطاعت القصص العالمية أن تشق طريقها إلى مجتمعنا بل تأخذ من قلوب الناس موقعاً كبيراً تؤثر في كيانهم و حركة حياتهم ..


لهذا ,, إن أكثر ما نحن بحاجة إلى فهمه الآن .. هو التدبر في آيات القرآن الكريم .. ومعرفة مكان نزولها و سبب نزولها .. ليساعدنا ذلك في تثبيت الآية و حفظها و فهمها أكثر في أذهاننا ..


" آيــــة .. وقصــــة "

فكرة خطرت ببالي و أرجو أن تروقكن و تنال على إعجابكن ورضاكن ..

سوف أطرح في كل أسبوع إن شاء الله آية كريمة .. و سوف أذكر القصة المتعلقة بهذه الآية .. و لربما تكون عدة قصص مرتبطة ببعضها البعض .. إلى أن نصل لساعة نزول الآية الكريمة ..

و لربما تكون في القصة الواحدة أكثر من آية كريمة واحدة..


و هذا كله لأجل الفهم و زيادة ثقافتنا القرآنية ,,

وسوف يكون المرجع إن شاء الله كتاب للسيد عباس علي الموسوي إن شاء الله

يحمل عنوان الموضوع كذلكـ ,,

وفقنا الله وإياكن لكل ما هو خير إن شاء الله ..


إنتظرنني مع أول " آيـــة .. وقصـــة " قريباً إن شاء الله


لكن مني تحية و سلآم , ,, rose22rose22rose22

مملكتي 07-07-2010 10:47 AM

رد: " آيــــة .. وقصـــة "
 
اللهم بحق محمد وآل محمد صلي على محمد وآل محمد وعجل فرج آل محمد

ام شبر 07-07-2010 11:28 AM

رد: " آيــــة .. وقصـــة "
 
اللهم صل على محمد وآل محمد

جزاك الله خيرا حبيبتي

نور القرآن

على هذه الفكرة المميزة

وبارك الله بك ِ ووفقك ِ لكل خير

بانتظار قصصك حبيبتي


روحي فاطميه 07-07-2010 02:22 PM

رد: " آيــــة .. وقصـــة "
 
اللهمـ صلى على محمد وال محمد
جزاكي الله خير الجزاء اختي نور القران
الفكره حلوهـ ... نتمنى لكي التوفيق :)
وبنتظااااركـ ....

نور القرآن 08-07-2010 01:16 PM

رد: " آيــــة .. وقصـــة "
 
جزانا و إياكن خير الجزاء إن شاء الله

وأنار دروبكن بنور القرآن في الدنيا و الآخرة


إنتظرنني مع أول آية و قصة

,,

نور القرآن 08-07-2010 01:46 PM

رد: " آيــــة .. وقصـــة {قصة الإسراء والمعراج}"
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


:b0119:سنبدأ ببركة الصلاة على محمد وآل محمد أول قصة إن شاء الله .. :b0119:

rose33وهي قصة " الإسراء والمعراج " rose33















,, الجزء الأول ,,


"قصة الإسراء "


من مكة ستبدأ أول رحلة معجزة.. ستُطوى الأرض ويختصر الزمن وتذوب فوارق البُعد والمسافات الطويلة .. سيبدأ هذا الإنسان يستحضر الوسيلة التي بها يرتفع عن الأرض ليعلو في آفاق السماء ليصل إلى القمر ويحطّ عليه ثم يفكّر بأكثر من ذلك حيث يغزو ماهو أبعد مسافة وأعمق غوراً في الفضاء.. وبعد أكثر من ألف من السنين وقيام حضارات وزوالها , وبعد أن ارتقى الإنسان وتقدّم .. بعد أن ارتقى فكراً وعلماً وتقدّم في ميادين البحث والدراسة... بعد ذلك يعود إلى أول بعثة الرسول الكريم محمد ليقف عاجزاً أمام تفسير صحيح لما حدث ليلة الإسراء.. الليلة التي رحل فيها النبي صلى الله عليه وآله محمد من مكة إلى بيت المقدس ومن بيت المقدس صعوداً إلى السماوات العلى...

وكيف تفسًََّر الرحلة ؟!.. ولا وسيلة يومها إلا الجمل سفينه تخترق الصحراء و المسافة تحتاج إلى شهرين فضلاً عن رحلة السماء التي لا يقدّر زمانها ولا يمكن استيعاب الوقت الذي تحتاجه .. وقف العقل القرشي يومها عن تفسير لها فكذّبها و استهزئ بصاحبها بل تعدّى الأمر إلى بعض ضعفاء العقول من المسلمين حيث ارتدّوا عن الإسلام لما سمعوا النبي صلى الله عليه وآله يقصّ عليهم نبأ الرحلة وماجرى له فيها وما كان خلالها من مشاهد ورؤى ..


كذّبت قريش رسول الله و اتهمته بما لا يليق به ولكن في مقابل ذلك وقف المؤمنون وقفة صادقة وقفة الإيمان بالنبوة التي اختار الله لها محمداً دون سواه .. وقف المؤمنون مع النبي يصدقونه فيما يقول و يؤمنون بكل ما تحدّث به وما نقله إليهم .. وما الإسراء و المعراج إلا جزئية صغيرة أمام النبوة و عظمتها .. من يؤمن أن محمداً اختصه الله بالنبوة وجعله سفيره إلى خلقه وهو على اتصال به يهون عليه الإيمان بالإسراء والمعراج بل لا يجد غرابة في ذلك ولا استهجاناً ...


الوقت أوائل البعثة النبوية ... في مطلع أنوار النبوة ... من المسجد الحرام في مكة المكرمة بعد صلاة المغرب والعشاء .. التوقيت دقيق زماناً ومكاناً ... والوسيلة " البراق" دابة لم يعهدها الإنسان في تاريخ حياته الماضية ولن يعهدها في المستقبل .





:b0119:,,, إنتظرن الجزء الثاني من قصة الإسراء والمعراج ,,,:b0119:

نور القرآن 10-07-2010 02:35 PM

رد: " آيــــة .. وقصـــة "[قصة الإسراء والمعراج]
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وآل محمد



مباركـٌ على الجميع هذا اليوم المباركـ ,, يوم مبعث رسولنا الكريم.. عليه وعلى آله أفضل وأزكى الصلاة والسلام ,,



نكمل قصة " الإسراء والمعراج " مع الجزء الثاني والأخير من القصة



"البُراق وسيلة "

كان البراق هو الوسيلة التي قطع بها النبي صلى الله عليه وعلى آله هذه المسافات الطويلة وقد هوّن عليه الإيمان بها ما نجده اليوم من سفن فضائية تغزو عمق الفضاء وتخترق الأجواء وتصل إلى عنان السماء ...

والبراق دابة لم يعهدها بنو البشر أبداً ولولا وصف النبي صلى الله عليه وآله كما في الرواية عنه لبقي أمرها مجهولاً يتخيّله كل فرد حسب مايملك من تصوّر , وما يحمله من خيال ولكن النبي صلى الله عليه وآله يقول في وصفه : إنه فوق الحمار ودون البغل خده كخد الإنسان وذنبه كذنب البقرة وعرفه كعرف الفرس , وقوائمه كقوائم الإبل , عليه رحل من الجنة وله جناحان من فخذيه, خطوه منتهى طرفه .



ابتدأت الرحلة بحضور ثلاثة من الملائكة الكبار .. جبرائيل و ميكائيل وإسرافيل , وكان زمام البراق بيد جبرائيل فقال النبي صلى الله عليه وآله : اركب , فركب وانطلق البراق إلى بيت المقدس , إلى القبلة الأولى للمسلمين حيث ملتقى الأديان وملتقى الأنبياء ... بلحظات كانت أقدام رسول الله تحطّ في بيت المقدس .


ولما وصل إلى هناك هبط بعض الملائكة , الله يزف له البشرى و يهنئه بالكرامة التي اختصه الله بها ... ثم أخذ جبرائيل بيده فأقعده على الصخرة الشريفة , ومن هناك انطلق النبي في رحلة جديدة نحو أعالي السماء سميت المعراج .. اخترق خلالها السماوات سماء بعد سماء , حتى وصل للسماء السابعة , واجتازها إلى أن انفرد وحده في الوصول إلى سدرة المنتهى عندها جنة المأوى , تخلّف جبرائيل في نهاية الرحلة حيث لم يسمح له بدخول تلك المنطقة التي أباحها الله لنبيه وحبيبه محمد وحرّم دخولا على غيره ..


كانت للنبي مشاهدات رائعة , وكان له اتصالات ومحاورات وتعارف ولقاء , كان بينه وبين الأنبياء لقاء كما كان بينه وبين الملائكة .. انزاحت الحجب و انعدمت , ووصل إلى مرتبة لم يصلها ملك مقرّب ولا نبي مرسل ...


ابتدأ النبي بهذه الرحلة إلى السماء الدنيا فرأى عجائبها وملكوتها وملائكتها فسلموا عليه و سلم عليهم ... ولم يمر بملكاً إلأا كان مستبشرا فرحاً إلا ملكاً واحداً فإنه رآه حزيناً كئيباً فسأل جبريل من يكون فأجابه أنه مالك خازن جهنم وهكذا جعله الله تعالى , ثم صعد به جبرئيل إلى السماء الثانية فرأى فيها عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا .
ثم صعد إلى السماء الثالثة فرأى فيها يوسف
ثم صعد إلى السماء الرابعة فرأى فيها إدريس
ثم صعد إلى السماء الخامسة فرأى فيها هارون
ثم صعد إلى السماء السادسة فإذا فيها خلق كثير يموج بعضهم في بعض وفيها الملائكة الكروبيّون . . .
ثم صعد إلى السماء السابعة فأبصر فيها خلقاً وملائكة .
ثم صعد إلى أعلى عليين... إلى سدرة المنتهى ... إلى مقام لم يصل أحد إليه .

كانت هذه الرحلة في ليلة واحدة ... استغرقت طوال الليل, طاف بها النبي صلى الله عليه وآله الأرض والسماوات ... وعندما انفلق الصبح واشرقت شمسه أخذ النبي صلى الله عليه وآله في الحديث عن رحلته وما جرى له فيها وحدودها وخصائصها ...


لقد وصل النبأ إلى أبي جهل فأنكر ذلك وكذّب النبي صلى الله عليه وآله فيما يدّعيه وكذلك وقف المشركون جميعاً هذا الموقف ... لقد أنكروا على الرسول رحلته ورموه بكل شائنة حتى وصل الأمر برجل اسمه مطعم بن عدي أن قال له : إنك تزعم أنك سرت مسيرة شهرين في ساعة , أشهد إنك كاذب ... ثم أرادت قريش أن تفشّل رحلة النبي صلى الله عليه وآله وترد عليه دعواه هذه , وتوقف الناس على بطلان ما قال فلعلها تفلح أو تنجح في مسعاها.


أرادت أن تستفسر عن قافلتها التي في رحلة الشام لعله يعجز عن وصفها ولعلها يعثر في بعض ما يقول فيفشل حديثه وينهزم فيما يقول, ولكن النبي أخذ يحدثهم بدقة عن القافلة وعن بعض خصوصياتها التي لا يطلع عليها إلا بعض من رافقها ومشى معها .


أخذ يحدّث قريش عن قافلتها قائلاً: مررت بعير بني فلان وقد أضلّوا بعيراً لهم وهم في طلبه وفي رحلهم قعب مملوء من ماء فشربت الماء ثم غطيته كما كان فسألوهم هل وجدوا الماء في القدح فلما نفوا ذلك قالت قريش هذه آية واحدة, وقال : قد مررت بعير بني فلان فنفرت بكرة فلان فانكسرت يدها فسألوهم عن ذلك فصدّقوه فقالت قريش هذه آية أخرى .


فقالت قريش أخبرنا عن عيرنا: قال مررت بها بالتنعيم وبيّن لهم أجمالها وهيئاتها وقال : تقدمها جمل أورق عليه قرارتان محيطتان ويطلع عليكم عند طلوع الشمس فقالوا هذه آية أخرى ثم خرجوا يشتدون نحو التيه وهم يقولون : لقد قضى محمد بيننا وبينه قضاء بيّنا وجلسوا ينتظرون مطلع الشمس ليكذّبوه.


فقال قائل: والله إن الشمس قد طلعت , وقال آخر : والله هذه الإبل قد طلعت يقدمها بعير أورق فبهتوا ولم يؤمنوا ... إنها رحلة وصفها النبي بدقة وأتى على جميع جوانبها وحصوصياتها .. ولكنها قريش و عنادها وكفرها وأغلالها ... إنها رفضت الإيمان مع وجود المعجزات والبينات ...


كانت هذه الرحلة في وقت مبكر من عمر الإنسانية , أنكرها من جرت في عهده وآمن بها من آمن برسوله رحلة تير على المسلمين أن يكونوا في السماء كما هم في الأرض... أن يكونوا قادة وسادة ... أحراراً في دنياهم ... يتساوى عندهم غزو الفضاء وغزو الأرض ... إنها رحلة نزلت فيها آيات بينات في أشرف كتاب وأعز بيان حيث قال تعالى :


((بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ))
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}(1)

تنزه الله عما لا يليق به أو تعجب من هذا الإسراء الذي كان بعبد الله محمد ليلاً حيث كان المنطلق من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في فلسطين .. هذا الكسجد الذي بارك الله حوله حيث كان للأنبياء مقراً وللملائكة مهبطاً ,, رأى النبي عجائب الكون ومافي السماء من أنبياء وملائكة وفيه أعظم آية هي طي الأرض واختصار المسافة حيث في ليلة واحدة قطع النبي ما يقطعه المسافر في ذلك الزمن في شهرين .. .



إنها رحلة معجزة اخترقت الزمان وتجاوزت المكان وسبقت العلم الحديث ولاتزال سابقة له في زمانها وفي وسيلة النقل وفي الحدود التي وصلت إليها ...


رحلة ترفع رؤوس المسلمين وتشدّ من عزائمهم وتدفعهم إلى أن يكونوا رواد العلم والمعرفة وبيدهم مفاتيح السماء فضلاً عن مفاتيج الأرض ...



* (1) سورة الإسراء ,, آية 1




هذا وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على خير المرسلين .. محمد الصادق الأمين .. وعلى آله الطيبين الطاهرين .. وسلم تسليماً كثيرا ,,



إنتظروني الأسبوع القادم مع قصة وآية جديدة بإذن الله ,,


نسألكم خالص الدعاء بظهر الغيب ..

فرقان 13-07-2010 01:02 AM

رد: " آيـة .. وقصة "[قصة الإسراء والمعراج]
 
أهداف الإسراء والمعراج
أوّلاً: إنّ حادثة الإسراء والمعراج معجزة كبرى خالدة، ولسوف يبقى البشر إلى الأبد عاجزين عن مجاراتها وإدراك أسرارها، ولعلّ إعجازها هذا أصبح أكثر وضوحاً في هذا القرن، بعد أن تعرّف هذا الإنسان على بعض أسرار الكون وعجائبه.
ثانياً: يُلاحظ من قصّة الإسراء والمعراج هو أن يشاهد الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) بعض آثار عظمة الله تعالى في عملية تربوية رائعة، وتعميق وترسيخ للطاقة الإيمانية فيه، وليعدّه لمواجهة التحدّيات الكبرى التي تنتظره، وتحمّل المشاق والمصاعب والأذايا التي لم يواجهها أحد قبله ولا بعده.
ثالثاً: لقد كان الإنسان ولاسيّما العربي آنئذٍ يعيش في نطاق ضيّق، وذهنية محدودة، ولا يستطيع أن يتصوّر أكثر من الأُمور الحسّية، أو القريبة من الحسّ التي كانت تحيط به، أو يلتمس آثارها عن قرب.
فكان والحالة هذه لابدّ من فتح عيني هذا الإنسان على الكون الرحب، الذي استخلفه الله فيه؛ ليطرح على نفسه الكثير من التساؤلات عنه، ويبعث الطموح فيه للتعرّف عليه، واستكشاف أسراره، وبعد ذلك إحياء الأمل وبثّ روح جديدة فيه، ليبذل المحاولة للخروج من هذا الجوّ الضيّق الذي يرى نفسه فيه، ومن ذلك الواقع المزري الذي يُعاني منه، وهذا بالطبع ينسحب على كلّ أُمّة وكلّ جيل وإلى الأبد.
رابعاً: والأهم من ذلك: أن يلمس هذا الإنسان عظمة الله سبحانه، ويدرك بديع صنعه وعظيم قدرته، من أجل أن يثق بنفسه ودينه ويطمئن إلى أنّه بإيمانه بالله، إنّما يكون قد التجأ إلى ركن وثيق لا يختار له إلّا الأصلح، ولا يريد له إلّا الخير، قادر على كلّ شيء، ومحيط بكلّ الموجودات.
خامساً: وأخيراً، إنّه يريد أن يتحدّى الأجيال الآتية، ويخبر عمّا سيؤول إليه البحث العلمي من التغلّب على المصاعب الكونية، وغزو الفضاء، فكان هذا الغزو بما له من طابع إعجازي خالد هو الأسبق والأكثر غرابة وإبداعاً، وليطمئن المؤمنون وليربط الله على قلوبهم ويزيدهم إيماناً.


نور القرآن 16-07-2010 01:30 PM

رد: " آيـة .. وقصة "[قصة الإسراء والمعراج]
 
باركـَ الله بكـِ عزيزتي" فرقان ع المداخلة الطيبة

في ميزان أعمالكـِ إن شاء الله ,,


لكـِ مني تحية وسلآم ,,

نور القرآن 16-07-2010 01:55 PM

رد: " آيـة [من سورة التوبة المباركة].. وقصة "[قصة ثعلبة بن حاطب الأنصاري]
 
بسم الله الرحمن الرحيم


rose22السلام عليكم ورحمة الله وبركاته rose22



عزيزاتي الفاطميات " نبدأ القصة الثانية على بركة الصلاة على محمد وآل محمد



اللهم صل على محمد وآل محمد



وهي قصة " ثعلبة بن حاطب الأنصاري "


ونستعرض خلالها بإذن الله آيات كريمة من سورة التوبة المباركة ..


الجزء الأول


ثعلبة رجل من الأنصار انضم إلى المسلمين بعد قدوم رسول الله إلى المدينة مهاجراً وقد تظاهر بالطاعات وترك المحرمات ... كان يداوم على صلوات الجمعة والجماعة ولا ينقطع عنها أبداً إلا حين الضرورة كمرض أو سفر وبقي على هذه الطريقة يتبع النبي صلى الله عليه وآله ويستمع منه ولكن حالته المادية كانت سيئة جداً ... كان فقيراً معدماً قد طحنه الإفلاس طحن الرحى حبّ القمح ... والفقر لا يرحم ولا يجعل الإنسان موضع الراحة والإستقرار إذا ضرب بسهم أصاب وإذا أصاب قتل وكان سهم الفقر قد أصاب ثعلبة في الصميم وأخذ عليه تفكيره وملك عليه كل حواسه ... كان عندما يقوم يفكر في حاله السيئة وإذا قعد يفكر فيها , وإذا نام أيقظه حلم الفقر المزعج وإذا أفاق أفاق على صوت الفقر وهكذا تحوّل الفقر هاجسه الوحيد وكل شغله فهو يبحث باستمرار عما يعالج ماهو فيه من هذا المرض الشديد ...

وفي يوم أغر لم تطلع شمسه عن صبح أحسن منه إذا بثعلبة يضع يديه على مفاتيح الغنى والثروة .. إنه يوم تاريخي في دنيا ثعلبة حيث عثر على الكنز الذي لا يفتقر بعده أبداً ... إنها دعوة من رسول الله صلى الله عليه وآله تفتح لثعلبة مفاتيح الدنيا وتغلق عنه أبواب الفقر والفاقة .. في يوم من أيام ثعلبة التاريخية يتقدم الرجل من الرسول الأعظم ويطلب منه قائلاً : يا رسول الله ادعُ الله أن يرزقني مالاً ...

التفت رسول الله صلى الله عليه وآله إليه وهو يقرأ داخله ويستحضر مستقبله وما سيئول أمره إليه إذا اغتنى .. ثم يجيبه بجواب فيه مصلحته وسعادته :" ويحك يا ثعلبة .. قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه " ردّ نبوي فيه العناية بهذا الشخص ...
فأنت يا ثعلبة مع قصور ذات يدك وأنت تؤدي شكر ما أنت فيه من خير من كثرة المال إذا قصّرت في أداء ما عليك منه ... إذا اغتنيت وزادت ثروتك وتكدّس المال لديك فأنت مطالب بإخراج الحقوق منها زكاة وخمساً وصدقات وهذه قد تأتي على قسم منها وينقص الرقم قليلاً فهل تحتمل نزول رقم المال بدل تصاعده ... كان رسول الله صلى الله عليه وآله يلحظ هذه النفوس الجشعة التي تطلب زيادة الرقم في أموالها ولا تقبل نقصانه أبداً تحت أية ضرورة أو اضطرار أو واجب أو التزام .. كان يقرأ في مستقبل ثعلبة انحرافاً وسقوطاً إن هو اغتنى فلذا ردّه النفس والألم المحض يشع في نفسه ويتصوّر من خلاله الغنى .. ولكن للفقر أجراس تقرأ باستمرار ولا تنام أبداًً .. إن الحاجة تلح على فكر صاحبها وتدعوه لإعادة الكرة من جديد.. وإن ردَّه المسئول مرة وأخرى وثالثة فمع التكرار سيستجيب له ويفتح الأبواب ... وكأن ثعلبة كان يعرف القاعدة التي تقول : (( من قرع الباب ولجّ ولج )) لذا يريد أن يطبقها في حاجته فيصمم العودة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال له : يا رسول الله طلب منه بالأمس وبالفعل تقدّم في يوم آخر من رسول الله صلى الله عليه وآله وقال له : يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالاً فو الذي بعثك بالحق لئن رزقني الله مالاً لأعطين كل ذي حق حقه ..


وهنا أيضاً أراد الرسول مصلحة ثعلبة فأراد أن يقدّم له القدوة والمثل الأعلى لعله يفيق أو يتحرك فيه الحس الداخلي فيعود لنفسه ويفكّر بجدّية أن الرسول لم يكن عدم دعائه إلا لأجله وأجل سعادته ومصلحته , وهنا توجه إليه النبي صلى الله عليه وآله قائلاً : أما ترضى أن تكون مثل نبي الله ؟ فوالذي نفسه بيده لو شئت أن تسير الجبال معي ذهباً وفضة لسارت!


يا ثعلبة هذا نبي الله وأقرب الناس منه قد تخلى عن الدنيا ومافيها ورغب في الآخرة وما عند الله أفلا تكون مثله وعلى سيرته وسنّته ... ولكن ثعلبة تمثّل شبح الفقر مخيما فوق رأسه وأعاد إلى ذاكرته معاناته بل لا يزال يعيش مأساته وتعاسته فهل يقتنع بما قاله النبي صلى الله عليه وآله وهل يرضيه ذلك .. ؟! ... لا .. لم يقتنع ولن يرضى بل أعاد طلبه من النبي صلى الله عليه وآله أن يدعو له بالرزق على أن يلتزم بإيفاء الحقوق لأصحابها ...


rose11 rose11 rose11


إنتظرن الجزء الثاني ومعرفة ما سيحدث لثعلبة ..


هل سيبقى في فقره أم يكون من ذي المال والغنى ...


دمتن بحفظ المولى

فداء شسع نعل فاطمة 17-07-2010 12:59 PM

رد: " آيـة .. وقصة "[قصة ثعلبة بن حاطب الأنصاري]
 
شكرا يا اختي الغالية نور القرآن جزاك الله خير الجزاء

نور القرآن 17-07-2010 01:36 PM

رد: " آيـة .. وقصة "[قصة ثعلبة بن حاطب الأنصاري]
 
على الرحب والسعة غاليتي .. وإنما الشكر لله رب العالمين ..

باركـَ الله بكـِ وسدد خطاكـِ

لكـِ مني تحية وسلآم

نور القرآن 17-07-2010 02:33 PM

رد: " آيـة .. وقصة "[قصة ثعلبة بن حاطب الأنصاري]الجزء الثاني
 
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عزيزاتي الفاطميات ..

نكمل بسم الله قصة " ثعلبة بن حاطب الأنصاري "



الجزء الثاني



هنا رفع النبي صلى الله عليه وآله يديه قائلاً : (( اللهم ارزق ثعلبة مالاً)) فانفتحت أبواب الإجابة لرسول الله واخترقت كلماته الحجب وتقبّل الله دعاؤه في هذا الرجل وقال الله لثعلبة " خذ" هذا عطاؤنا غنماً على عادة العرب فيحدّث الرواة أنها نمتْ كما ينمو الدود ... بسرعة فائقة تحوّلت أغنامه القليلة إلى كثرة كثيرة بحيث ضاقت عليها المدينة وهنا أمام هذا العطاء الرباني تنحّى ثعلبة عن المدينة ليتخذ من بعض الأودية القريبة منها مكاناً لأغنامه وبحُكم هذا البُعد القليل باعد عن الصلاة جماعة خلف رسول الله صلى الله عليه وآله إلا في الظهرين وكان هذا أول تراجع في الممارسة العبادية وأول خطوات الوهن والضعف في العقيدة ...


وبعد فترة من الزممن ضاق الوادي بأغنام ثعلبة لنموها وتكاثرها فابتعد عن المدينة وانقطع عن الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وآله إلا في يوم الجمعة وأما فيما بقي من الأيام فقد انصرف إلى رعي أغنامه والإعتناء بها .


وأعطاه الله أكثر فأكثر فابتعد في الصحراء وراء أغنامه وانقطع عن الجمعة وطفق يتلقّى الركبان يومها ليسألهم عن الأخبار وأحوال الرسول وأهل المدينة ...


وفي أحد الأيام يتلفّت الرسول إلى المسلمين وقد افتقد ثعلبة ويقول لهم: مافعل ثعلبة؟

فيقولون : يا رسول الله اتخذ غنماً فضاقت عليه المدينة ثم أخبروه بأمره فارتفع صوت رسول الله فوراً " يا ويح ثعلبة , يا ويح ثعلبة " ثلاث مرات تردد كلمة يا ويح ثعلبة على لسان رسول الله إشعاراً بخطر ما صار إليه الرجل وما سيئول إليه أمره ...


وغابت الكلمات قليلاً وهبط الأمين جبرئيل على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله يأمره بأمره الإلهي: " خُذْ مِنْ أََمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَواتَكَ سَكَنٌ لًّهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَليمٌ " (1) فيستدعي النبي صلى الله عليه وآله عاملين من عمَال الصدقة ويوجههما إلى المسلمين خارج المدينة بعد أن يكتب لهما كتاباً يبيّن لهما فيه كيف يأخذان الصدقة ويكشف لهما شروطها وأنصبتها وفيما تجب وعلى من تجب ومن جملة ما أوصاهما أن يمرّا على ثعلبة ذلك الرجل الذي اغتنى بعد فقر وأثرى بعد عَوَز وعلى رجلٍ من بني سليم فيأخذا منهما صدقة أغنامهما...


مشى رسولا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين قبائل العرب يجمعان الزكاة وعملا بأوامر النبي وأطاعاه في تنفيذ ما صدر عنه وها هما يقتربان من مضارب ثعلبة وأغنامه يحدوهما الأمل بأن يقوم ثعلبة بالتزامه فيرحب بهما باعتبارأنهما رسولا رسول الله ويستقبلهما أجلّ استقبال ويكرمهما أحسن إكرام ويبادر فوراً على إخراج الزكاة المفروضة عليه في أمواله ... تقدما منه وأقرآه كتاب رسول الله وعرّفا م اجاءا لأجله .


وبدل الستقبال الحار إذ به يقطّب وجهه ويعبس ويبادر ليقول لهما : ما هذه إلا جزية ما هذه إلا أخت الجزية .


ما أدري ما هذا؟ .. وأتخيّل الرجل وقد استنفرت جميع جوارحه وأعصابه وراح في حالة جنونية يلتفت تارة إلى اليمين وأخرى إلى الشمال رافعاً يديه مستنكراً طلبهما مستغرباً منهما هذا الأمر ... وهل يُرغم نفسه ويعطي الزكاة أم يدفعهما عن نفسه ويؤخرهما عسى أن ينجح في التخلّص منهما ويهرب من طلبهما وبسرعة قال لهما : انطلقا حتى تفرغا ثم عودا إليّ .

انطلقا إلى السلمي وقبل قدومهما إليه ووصولهما إلى مضارب خيامه إذا به يعزل أفضل أنعامه ويعيّنها زكاة ثم يستقبلهما بأفضل ما يكون الاستقبال ويحتفي بهما أجلّ الاحتفاء ويكرمهما أفضل إكرام حبّا لرسول الله صلى الله عليه وآله وطاعة له واحتراماً لهما ويلتفت الرسولان إلى ما أخرجه فيجدانه أفضل ما عنده فيمتنعان عن قبضه لأن الواجب عليه أن يخرج الوسط منها " دون الرفيع السمين الأفضل ودون الهزيل الضعيف " ولكن السلمي أصر على أن يقبضا ما أخرجه ويبين لهما أن ما أخرجه إنما أخرجه عن طيب نفس ورغبة فأخذا ما دفعه منها ودعوا له بالرزق الوفير ثم مرّا على الناس وأكملا الشوط المرسوم لهما في المرور على من أمرهما رسول الله صلى الله عله وآله بالمرور عليه ثم انتهيا مما هو واجب عليهما ولم ينسيا أن يعودا في طريقهما على ثعلبة ذلك الرجل الذي دفعهما وسوّف في دفع ما يجب عليه ...


عاد الرسولان بما معهما ومرّا على ثعلبة فطلب منهما كتاب رسول الله فقرأه وأعاد ما قاله أولاً: ما هذه إلا جزية ما هذه إلا أخت الجزية إنطلقا حتى أرى رأيي ...





إنتهى الجزء الثاني و انتظرن الجزء الثالث عزيزاتي لمعرفة بقية القصة


لكن مني تحية وسلآم ..rose11rose11

فرقان 20-07-2010 02:35 PM

رد: " آيـة .. وقصة "[قصة ثعلبة بن حاطب الأنصاري]
 
http://4upz.almsloob.com/uploads/ima...b3f9bed186.gif

الوفية 28-07-2010 09:19 PM

رد: " آيـة .. وقصة "[قصة ثعلبة بن حاطب الأنصاري]
 
http://img252.imageshack.us/img252/3...3327116oz0.gif

اللهم صل على محمد وال محمد

وفقكي الله اختي على الطرح الرائع اللهم يزيدكي من علم محمد وال محمد

موضوع اكثر من رائع

ونسألكم الدعاء

نور القرآن 02-08-2010 12:43 AM

رد: " آيـة .. وقصة "[قصة ثعلبة بن حاطب الأنصاري]
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عذراً عزيزاتي الفاطميات ع التأخر في إتمام آخر جزء من القصة , ,,


الجزء الثالث والأخير

وغادر الرسولان إلى رسول الله وعندما رآهما وقبل أن يكلمهما قال : يا ويح ثعلبة ودعا للسلميّ بالبركة فأخبراه بالذي صنع ثعلبة والذي صنع السلمي فتنزل عندها الآيات لتسم ثعلبة بوسام الخزي والعار ويبقى فعله سبة عليه مدى الدهر ويتحول رمزاً لكل فقير اغتنى فخالف الله وكل إنسان عاهد الله امراً فنقضه ولم يفِ بمضمونه ...


تتنزل آيات الله لتشير إلى فعل ثعلبة منددة به وبعلمه " وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77)" (1)
قرأها رسول الله صلى الله عليه وآله على المسلمين وتناقلتها الألسن وأخذوا يتحدثون بها وإذا برجل من أقارب ثعلبة يحملها إليه فيقول له : ويحك يا ثعلبة قد أنزل الله فيك كذا وكذا .

ويقرأ الآيات عليه فإذا به يصاب بدوار , إنها صفعة ربانية كلما قرأها مسلم تذكّر الحادثة بتفاصيلها واعاد إلى ذاكرته ثعلبة وفعله الشنيع .. إنها حادثة أليمة على قلب ثعلبة جعلته يفكّر في الخلاص منها وبعد تفكير لم يدم طويلاً ظن أن خلاصه يكون بحمل زكاته إلى النبي صلى الله عليه وآله وتنتهي المشكلة وترفع عنه قبائح ما ارتكب وتمحى عن ساحته هذه الأوصاف الخسيسة التي نعت بها واتسم بسماتها ...

حمل ثعلبة زكاة أمواله ذليلاً خجلاً .. حملها و حمل معه عار الدهر وقبح الشر وسفالة الباطل وضلال الإنحراف والرذيلة .. حملها قاصداً النبي صلى الله عليه وآله , وأخاله عندما تقدّم من رسول الله لم يستطع أن يرفع إليه نظره خزياً وعاراًَ .. تقدم ثعلبة بزكاته من النبي صلى الله عليه وآله وسأله سؤال الذليل الضعيف أن يقبلها منه .. يا رسول الله هذه زكاة مالي فأضرع إليك ان تقبلها مني ...

وياتي الجواب من رسول الله بكلمات معدودة حاسمة قاطعة لا تردد فيها ولا شبهة تعتريها .. كلمات حسمت الموقف و قطعت طريقة الطلب بالقبول مرة أخرى ...

" إن الله منعني ان أقبل منك صدقك " ووقعت كلمات النبي صلى الله عليه وآله على رأس ثعلبة وقع الصاعقة .. أضاعت منه لبه وأذهلته عن كل عزيز وحبيب ...
إنه العار الدائم الذي سيلاحقه طيلة حياته ويمتد في عقبه وإلى آخر الدهر. عندها ارتفع صوته بالويل والثبور ولم يكتف بذلك بل راح يحثو على رأسه التراب . لم يقبلها منه النبي صلى الله عليه وآله لأنه لم يقصد بها وجه الله تعالى وإنما أراد من خلالها أن يرفع عن نفسه آيات كريمة نزلت فيه وفضحته وكشفت نفسيته المنافقة التي لم تؤمن بالله ولا برسول الله وإنما كان ما تظاهر به من أجل مصلحته ولم يكن تديّناً وإلتزاماً بأمر الله عن عقيدة وإيمان . . .

وبعد هذا الرفض من النبي صلى الله عليه وآله جر ثعلبة أبواب الخزي والعار ولملم نفساً تحمل ذلاً ثقيلاً يعجز غيره عن حمل مثله . ورحل رسول الله إلى جوار ربه دون ان يأخذ صدقة ثعلبة وبقيت في نفس ثعلبة بقية من أمل عسى أن يرفع بها في حياته هذه المذلة فقصد الخلفاء بعد رسول الله ليعطيهم الزكاة فرفضوها وأجابوه : لم يقبلها منك رسول الله ونحن لن نقبلها .

وبقيت غصة في نفسه حتى مات في عهد عثمان وتحوّل ثعلبة إلى رمز بغيض لم يمت هذا الرمز بموته فالحقيقة تأبى ذلك فإن لثعلبة أشباهاً كثيرين في زماننا وفي كل زمان مضى أو سيأتي تجري عليهم الآيات التي جرت فيه , فحذار حذار ان يكون بعضنا ثعلبة عصره فتنطبق الآيات عليه , جنبنا الله الزلل وأنجانا من الخزي , وأعاننا على طاعته وتقواه ...


(1) سورة التوبة : الآيات 75- 77









تمت بعون الله ,,


أنتظرنني في قصة قادمة إن شاء الله ..

نور القرآن 10-08-2010 02:58 PM

رد: " آيـة .. وقصة "[قصة المباهلة ]
 
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نبدأ اليوم بعون الله في سرد فصة جديدة وآيات جديدة من كتاب الله الكريم



وهي قصة " المباهلة "


بعد أن بلغ الإسلام ذروته وارتفعت أعلامه في الجزيرة العربية أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله يكتب إلى قادة العالم يدعوهم إلى الإسلام والإيمان فكتب إلى كسرى وقيصر وإلى المقوقس وغيرهم من أقطاب ذلك الزمان , ووصلت الدعوة إلى نصارى نجران (1) يدعوهم فيها رسول الله إلى الإيمان بدعوته واتباع سيرته وسنته .


عقد رؤساؤهم اجتماعاً مهماً تدارسوا خلاله موقفهم من الدعوة الجديدة وتذاكروا فيما بينهم بشائر النبي عيسى عليه السلام وما كان يبشرهم به وأحبارهم ورهبانهم وما يذكرونه لهم من علامات النبوة وعلامات النبي القادم ...


التقى النصارى في نجران بعد أن بلغتهم الدعوة بظهور النبي الموعود وبعد بحث طويل وأخذ ورد قرروا أن يوفدوا عنهم وفدا يطلع عن كثب على أخبار النبي صلى الله عليه وآله وما يحمله معه من تعاليم وأحكام ثم يأتيهم بالخبر اليقين عن ذلك الحدث العظيم الذي كانوا يرتقبون قدومه وينتظرون ظهوره ...


تكوّن الوفد من ذوي الرأي والمقام الرفيع حيث ضم في عضويته أربعة عشر من أشرافهم ووجهائهم ورؤساء دينهم وأصحاب الكلمة فيهم ... كان من جملتهم كبيرهم وأميرهم واسمه عبد المسيح ويتلوه مشيرهم وصاحب رأيهم واسمه الأيهب وسلقب بالسيد والثالث حبرهم وأسقفهم والمسئول عن شؤونهم الدينية ويسمى أبو حارثة وكان برفقة أخوه ويسمى كرز ... وغيرهم من كبار رجالهم ... انطلق الوفد من نجران وهو يحمل أمنية في نفسه الغالية ... إنها أمنية اكتشاف الحقيقة في النبي الذي شاع ذكره وانتشر صيته وعمّت دعوته أرجاء الجزيرة .. سار الوفد حتى وصل إلى المدينة المنورة ولم يجد فيها أحسن من مساجدها مقصداً حيث كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقيم بجانبه ...
دخلوا المسجد فرحب بهم رسول الله لِما لهم من صلة بالأنبياء وعلى عادته الكريمة في احترام الناس ومداراتهم .


وتقول الرواية أنه لما حانت صلاتهم ضربوا بالناقوس في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وصلّوا فيه فأراد أصحاب النبي صلى الله عليه وآله أن منعوهم فردهم النبي صلى الله عليه وآله وسمح لهم بممارسة عبادتهم وما جرت عليه عادتهم وانتهت عبادتهم واستقر بهم المقام ثم أخذوا يجادلون رسول الله صلى الله عليه وآله ويحاورونه في عيسى : فتارة يدّعون أنه الرب وأخرى انه الأبن وثالثة أنه ثالث ثلاثة ورسول الله يفنّد دعواهم ويبدد ما يدّعون ويقولون وتنزل الآيات الواحدة تلو الأخرى تبيّن بطلان ما يذهبون إليه حتى وصل بهم الأمر في خلال استعراضهم لأدلتهم على ربوبية عيسى أن قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله : هل رأيت إنساناً يتكون من غير أب ؟!.. إن عيسى تكوّن كذلك فهو ابن الله ؟...


وهنا قطع الله حجتهم وألقمهم حجراً حيث لقّن الله نبيه نصّاً واضحاً بأن دعواكم ربوبية عيسى أو بنوّته لله إنما كانت لعدم وجود أب له وهذا لو صح لكان آدم الذي خلقه الله تعالى من غير أب ولا أم أولى بالنبوة من عيسى وأنزل الله في ذلك قوله تعالى : (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (2)




* 1 : نجران = بلدة في مخاليف اليمن من ناحية مكة

* 2: سورة آل عمران , الآية : 59

إنتظرن الجزء الثاني من القصة ومزيد من الأحداث ^_^

الصبح تنفس 11-08-2010 05:26 PM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة المباهلة ]
 
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
جزاكم المولى خير الجزاء
واجركم على اهل البيت عليهم السلام
وموفقين لكل خير
ودمتم لخدمة الدين واهله
وجعلنا الله واياكم من حملة القرآن الكريم بجاه محمد وآل بيت محمد الطيبين الطاهرين

نور القرآن 17-08-2010 03:04 PM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة المباهلة ]
 
أجمعين إن شاء الله عزيزتي " الصبح تنفس


بارك الله بكِ وأنرتِ صفحتي بتواجدكِ النيّر


دمتي بحفظ رب العباد

قرة عيني رقية 18-08-2010 08:12 PM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة المباهلة ]
 
بسم الله الرحمن الرحيم

وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ 83 وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ 84 وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ 85

قصة جميلة بارك الله فيكِ عزيزتي
بإنتظار الجزء الثاني ..
وشكراً جزيلاً

نور القرآن 18-08-2010 08:43 PM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة المباهلة ]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نكمل الجزء الثاني عى بركة الصلاة على محمد وآل محمد


اللهم صل على محمد وآل محمد

وتلا رسول الله الآية عليهم وأسمعهم كلماتها ومعناها و هنا التفت كرز إلى أخيه الأسقف فالتقت العيون ببعضها وفهمت القلوب ما تحمل تلك العيون من معان رمزية إلى الحق المحمدي ولم يستطع الأسقف أن يسر له كلمة الحق فيقول له : إن محمداً هو النبي الذي كنا ننتظره , بل انطلقت الكلمات من عمق الرجل ومن قلبه , ادرك الحقيقة ولم يستطع ان ينكرها امام اعز الناس عليه ,, أنه باح بالحقيقة وكشف الستر المغطى وأفصح عما توصل اليه خلال محاورته مع النبي صلى الله عليه وآله ..

لم يستطع الأخ بفطرته الطبيعية وسلامته النفسية إلا ان يصيح بأخيه : وما يمنعك منه ما دمت على يقين من صدقه ؟...

إذا كانت رؤيتك واضحة و يقينك سليماً فلماذا لا تؤمن بالنبي الموعود وتُسلم مع محمد لله رب العالمين ؟...

وهنا لم يستطع أبو حارثة ان يخفي حقيقة ما في نفسه فلم يلف ولم يدر ولم تأخذه الحيرة ولم يعلُ جبينه الخجل والحياء بل بصراحة المحب للدنيا العاشق لها المضحي من أجل الحصول عليها قال : إن الملوك أعطونا أموالاً كثيرة وأكرمونا فلو آمنا بمحمد لأخذوا منا كل شيء ...


إذن إنها الدنيا التي تقف حاجزاً دون الإيمان برسالة محمد ولا تزال تقف في وجوه الكثيرين من أحبار النصارى ورهبانهم الذين ادركوا الحقيقة ولم يقدروا على الجهر بها رعاية لدنياهم وحبا بالعيش الرغيد و الحياة الناعمة الهادئة ...


ويسمع الأخ صوت أخيه يعلو و يرتفع بهذه الحقيقة فلا يطيق الصبر عليها والسكوت عنها وما هي الا ايام حتى يعلن اسلامه و يحكي ذلك للمسلمين ...


وعندما ادرك النبي صلى الله عليه و آله ان الوفد لن يقبل الحق ولن يقتنع بالحجج و البينات التي يسوقها النبي صلى الله عليه و اله عنادا و استكبارا و انه لن تحسم القضية بالحوار اراد ان ينتقل الى موقع اخر من مواقع الحسم فلعل به تكون النهاية وان كانت نهاية قاسية وأليمة مُرة ...


دعاهم رسول الله صلى الله عليه و اله الى المباهلة ( وهي الملاعنة) .. فإذا لم تقنعهم المحاورة الصادقة السديدة فليكن الدعاء عليهم وهو الحاسم في هذا الموقف ...ان رسول الله على يقين انه لو دعا الله عليهم لاستجاب له و لم يبق منهم مخبراً يعود لاهله يخبرهم بل ربما عم دعاؤه فشمل نصارى نجران كلهم ...


هنا التفت النبي صلى الله عليه و اله الى ابي حارثة و قال له لتكن بيننا و بينكم المباهلة ولتنزل اللعنة على الكاذب منا ومنكم ووافق كبير اسقافهم على هذا الطلب شرط ان يؤجلهم الى صبيحة الغد .. قبِل النبي صلى الله عليه و اله الانتظار على امل ان يلتقي بهم في صبيحة اليوم التالي ...


وهنا انفرد الاسقف مع جماعته , و على ما عنده من تعاليم الانبياء قال لهم : انظروا محمداً في غدٍ فإن غداً بولده و اهله فاحذروا مباهلته وان غداً باصحابه فباهلوه فإنه على غير شيء ...


وبات الأسقف و جماعته وهم ينتظرون الغد ليروا النبي صلى الله عليه و اله بمن يباهل ... انهم ينتظرون الرسول ليروا حسب ادعائهم بمن يخرج ... ولم يبزغ فجر غد ِ الا وكان النبي صلى الله عليه و اله كالبدر يطلع عليهم مع مجموعته التي تدور في فلكه آخذاً بيد علي ابن ابي طالب عليه السلام بينما الحسن و الحسين بين يديه و فاطمة الزهراء تمشي خلفه ...





إنتظرن المباهلة بين الرسول صلى الله عليه و اله والنصارى ,,


في الجزء الثالث قريباً إن شاء الله


:b0119:دمتن بحفظ الله :b0119:

قرة عيني رقية 19-08-2010 02:14 AM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة المباهلة ]
 
هم إنتظرو النبي الموعود صلى الله عليه وآله وسلم
ونحن ننتظر الموعود قائم آل محمد عجل الله تعالى فرجه الشريف ..
أشكركِ عزيزتي وبإنتظار الجزء الثالث ..

نور القرآن 20-08-2010 01:14 AM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة المباهلة ]
 
بارك الله بكِ عزيزتي تبارك و كلنا جميعاً بالإنتظار ان شاء الله ,,

و الجزء الثالث غداً ان شاء الله ,,

^_^


لكِ مني تحية وسلآم "

قرة عيني رقية 20-08-2010 05:23 AM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة المباهلة ]
 
إن شاء الله ...

مشكوورة حبيبتي على هذا الجهد .

نور القرآن 20-08-2010 05:14 PM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة المباهلة ]
 
rose11السلام عليكم ورحمة الله وبركاته rose11

العفو وإنما الشكر لله رب العالمين


بورِكتِ غاليتي" تبارك ع التواصل الطيب


نكمل القصة مع الجزء الثالث ,,


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد


وقدِم الأسقف ووفد النصارى فلما رأى كبيرهم النبي صلى الله عليه واله ومن معه سأل عنهم :

- من هذا الرجل الذي يده بيد محمد ؟

- قيل له : هذا ابن عمه وزوج ابنته وأحبّ الخلق إليه .

- ومن هذان الولدان اللذان يمشيان امامه ؟

- قيل له : هذان ابنا بنته من علي

- ومن هذه الجارية ؟

- قيل له : ابنته فاطمة أعز الناس عليه وأقربهم إلى قلبه

ولم يكد الأسقف ينتهي من حديثه حتى يتقدّم رسول الله صلى الله عليه وآله منهم ثم يجثو على ركبتيه للمباهلة .

وهنا تأخذ الأسقف قشعريرة وخوف وينطلق لسانه ليعبّر عن حقيقة تلقاها من أسلافه قائلاً :

جثا والله كما جثا الأنبياء للمباهلة ... فكعّ الأسقف ولم يقدم على المباهلة وهنا صاح السيد باندفاع وحماس ادنُ أبا الحارثة للمباهلة .. ولكن ابا الحارثة لم يتمالك نفسه ولم يجرؤ عليها بل التفت الى السيد ومن معه قائلاً : إني لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ...

إنها الكلمة المسئولة بحدودها الضيقة لم تجرؤ بعد إن رأت الطهر والقداسة والصدق والنزاهة , بعد أن رأت سيد الأنبياء بطلعته النبوية وعلياً بطلعة الإمامة السنيّة وسيدة نساء العالمين وسبطي رسول الله الحسن والحسين لم تستطع بعد أن رأت تلك الأنوار الإقدام على المباهلة بل تراجعت وذلّت وقبلت بأداء الجزيّة في كل عام على أن تُسلم وتذعن لله الواحد الديان ..


التفت الأسقف إلى رسول الله وقال : يا أبا القاسم إنا لا نباهلك ولكن نصالحك فصالحنا على ما ننهض به .


وهنا تم الصلح بين رسول الله وبين نصارى نجران اعترافاً من النصارى بالدين الجديد و إقراراً منهم بالعجز عن الموواجهة حتى في أبسط صورها التي لا تتجاوز الدعاء من المحق على المبطل ...

استدعى النبي صلى الله عليه وآله أحد كتبته فكتب صك الصلح وفيه : صالحهم رسول الله على ألفي حلة , ألف في رجب (1) وألف في صفر وعلى عاريّة ثلاثين درعاً وثلاثين رمحاً وثلاثين بعيراً , إن كان باليمن كيد , ولنجران وحاشيتهم جوار الله وذمة محمد النبي صلى الله عليه وآله رسول الله على أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وبيعهم .. إلى آخر اللعهد ثم اشهد على ذلك شهوداً وحُفظت لهم عهودهم طالما حفظوها واستمروا على ماهم عليه إلى ما بعد شهادة رسول الله ...


وفي هذه الحادثة أنزل الله تعالى كلماته الكريمة : فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ(2) مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ(3)


تمت بعون الله ,,,


(1) مأخذه الطبقات لابن سعد ومجمع البيان للطبرسي
(2) فمن حاجك فيه : في عيسى عليه السلام
(3) سورة آل عمران : الآية 61

قرة عيني رقية 24-08-2010 07:36 PM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة المباهلة ]
 
أشكرج حبيبتي على قصة المباهلة ..

بإنتظار القصص الباقية ..

أبدعت أختي وتألقت في هذا الموضوع ..

ايمان 123 27-08-2010 12:02 PM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة المباهلة ]
 
شكرا علا المشاركة

نور القرآن 29-08-2010 12:45 AM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة المباهلة ]
 
سلِمتِ حبيبتي " قمري

^_^

من ذووقج

العفو اختي " ايمان ,,

نورتو ,,

و ان شاء الله قريبا راح نبدأ آية و قصة جديدة ,,,


دمتن بحفظ الله "

نور القرآن 29-08-2010 01:07 AM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة الإمام علي عليه السلام و مناجاة النبي صلى الله عليه وآله ]
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

غالياتي الفاطميات ,,

بما أننا نعيش ذكرى استشهاد أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين عليه السلام ..

سوف نستعرض قصة ترتبط به عليه السلام ..

و هي .. " قصة الإمام علي عليه السلام و مناجاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم "

نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم ..


مناجاة الإمام علي للنبي صلى الله عليه و آله وسلم

في رحاب رسول الله يجتمع المسلمون وهو المرجع و القيادة .. . هو مصدر النور الذي يشع فيملأ الدنيا بهجة و سروراً .. كان المبلّغ عن الله تعالى رسالة السماء , والموجّه للمسلمين الوجهة السليمة الصالحة ... فالمهمات متعددة المستويات ... عليه أداء الرسالة وإيصالها للناس ... عليه تنفيذ الأحكام وما يصدر من قبل السماء ... عليه إدارة الحرب و قانون الجهاد... عليه توجيه الناس و تأديبهم ونشر الأخلاق في صفوفهم ... عليه ترتيب وضع المسلمين فيما بينهم و بين غيرهم ... عليه أن يفصل الخصومات والمنازعات التي تحدث بين أمته وأتباعه .. عليه كل شيء و إليه يرجع كل شيء... ضغط شديد لا يتحمله إلا رسول الله الذي زوّده الله تعالى بطاقات إلهية خارقة ...


ليس في المقام فراغ , بل الوقت لا يكاد يتسع للمهمات , ومتطلبات الدعوة وحاجات الناس , فكل دقيقة لها ثمن وكل لحظة لها قيمة , والزمن سيف فإن قطعته وإلا قطعك, ومع هذا كله كان هناك بعض الناس ... بل كثير من الناس يرغب في الإنفراد برسول الله لقضاياه الشخصية وقد تكون جانبية و قليلة الفائدة ...


كان بعض المسلمين يحب مناجاة رسول الله على انفراد وقت تستغرق الجلسة مدة طويلة ليخرج صاحبها مدلاً على الناس بحديثه الإنفرادي مع الرسول .

وهنا يضيق وقت النبي وتأكله الأمور الشخصية لبعض الناس ويُحرم المسلمون من بركاته الكثيرة و عطاياه الجمّة ...


وماذا يفعل النبي ؟ وكيف يقابل هذه الظاهرة ؟! ... إنه صاحب الأخلاق الرفيعة الذي خاطبه ربه قائلاً : وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ(1) وصاحب الرحمة و العطف الذي خاطبه ربه قائلاً : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ(2) فليس من شأنه أن يواجه المسلمين بالقساوة أو الفضاضة أو ما ينبئ عن أدنى درجات الضجر والتبرم , وحاشاه أن يجري في قاموسه شيء من تلك المفردات , فما المخرج من هذه الحالة التي يعيشها النبي صلى الله عليه وآله وتتكرر في أكثر الأوقات؟!...



سوف نعرف في الجزء الثاني عزيزاتي كيف تصرف النبي صلى الله عليه وآله في هذا الموقف الذي كثيراً ما يواجهه ..

انتظرن المزيد من الأحداث ..

دمتن بحفظ الرحمن ,,,

قرة عيني رقية 30-08-2010 05:29 PM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة الإمام علي عليه السلام و مناجاة النبي صلى الله عليه وآله وس
 
عظم الله لكم الأجر

بإنتظار الجزء الثاني بفارغ الصبر ^^ ..

نور القرآن 30-08-2010 08:28 PM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة الإمام علي عليه السلام و مناجاة النبي صلى الله عليه وآله وس
 
لنا ولكم إن شاء الله

بارك الله بكِ ع التواجد الطيب عزيزتي ,,



نكمل الجزء الثاني ,,


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد وآل محمد



إن الحل الوحيد أن تُختبر النيات وأن يوضع الرجال على المحك الأصيل ... المال هو المحك الذي يختبر به الرجال ... فقد يعطيك الشخص من المديح والإطراء والرفعة والثناء, مايجعلك تطير فوق الريح , ولكن عند الحقيقة وفي الواقع العملي عندما تحتاجه إلى نقير أو فلس أصفر حقير تراه أبخل الناس وأضنّهم به عليك...


قد يغنيك بالحديث ولكن يبخل عليك بما في الكيس , بل قد يؤدي الصلاة ويكثر منها ويجيدها لأنها لا تكلفه صفراء ولا بيضاء, ولو كلفته شيئاً من ذلك لتركها وضيّعها ولم يؤدِ فرضاً منها وبهذا ورد الخبر عن أبي جعفر عليه السلام قال : يكون (3) في آخر الزمان قوم ينبع فيهم قوم مراؤون... إلى أن قال: ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها , إذن فليكن المال هو المحك للرجال...


كل من أراد مناجاة الرسول والحديث معه فليتصدّق بصدقة... إنه حكم يتضمن إختباراً للنواياالمخلصة المحبة التي تعشق الحديث مع الرسول وإن كلفها ما كلفها من المال ... في هذه الصدقة يتعرى المراؤون الذين كانوا يأخذون وقت الرسول بدون فائدة ويضيعونه بدون ثمرة...


في الأمر بالصدقة قبل الحديث مع الرسول إمتحان لأصحاب الرسول من جهة , وفيها نفع كبير للفقراء وأصحاب الحاجة من جهة ثانية, كما أن فيها تخفيفاً عن الرسول حيث ينصرف للمهات العظمى بدل أن تصرف بعض طاقاته في الأمور الشخصية والصغيرة والضيقة من جهة ثالثة...


تباروا يا أصحاب محمد ... أيها الأغنياء... يامن كنتم تشغلون أوقات الرسول بقضاياكم الشخصية والجانبية, هيا فالطريق إلى رسول الله والحديث معه مفتوح شرط أن تتصدقوا على فقرائكم... شرط أن تدخلوا البخل من نفوسكم وتتعودوا الكرم والسماحة.


أين ذلك الحديث من الأغنياء والانفراد القديم برسول الله ؟!... إنه امتحان يكلّف الرجال صدقة... ومن يملك النفس الطيبة السمحة التي تؤثر الحديث مع رسول الله على كل أموال الدنيا...


لم يتحرك من اصحاب النبي صلى الله عليه وآله أحد خلا رجل الساعة ... الرجل الذي أعده الله لكل أمر جسيم... إنه علي ابن أبي طالب عليه السلام... الرجل الوحيد الذي التفت إلى هذا الأمر الإلهي فصغرت الدنيا في عينه وهانت الأموال عنده, إنه علي عليه السلام الحريص بشدة على لقاء النبي صلى الله عليه وآله والحديث معه ... علي عليه السلام الذي لم يفارق النبي صلى الله عليه وآله ولم يتخلف عنه, بل كان باستمرار إلى جنبه يستوعب ما يقوله وينفرد معه في لقاءات يزعج بها بعض نسائه... علي عليه السلام لا يقدر على فراق رسول الله او البعد عنه ولا يمكن ان تكون الأموال سبباً يمنع اللقاء أو يقف حاجزاً عن المناجاة, فمن هنا عمد الإمام إلى دينار فصرفه بعشرة دراهم, ثم أخذ كلما أراد أن يناجي النبي صلى الله عليه وآله يتصدّق بدرهم, وبهذا بقي حبل الوصل ملتئماً والإتصال مستمراً ...



flower33rose^flower33



.... نكمل إن شاء الله القصة مع الجزء الثالث والأخير قريباً ....

ومأجورين جميعاً "


قرة عيني رقية 04-09-2010 07:31 PM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة الإمام علي عليه السلام و مناجاة النبي صلى الله عليه وآله وس
 
سلام الله على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ..

بإنتظار الجزء الثالث حبيبتي

نور القرآن 10-09-2010 01:10 AM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة الإمام علي عليه السلام و مناجاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ]
 
سيتم عرض الجزء الثالث قريباً إن شاء الله


نسألكم الدعاء

قرة عيني رقية 14-09-2010 12:25 AM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة الإمام علي عليه السلام و مناجاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ]
 
إن شاء الله ..

نور القرآن 16-09-2010 04:43 PM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة الإمام علي عليه السلام و مناجاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ]
 
rose22بسم الله الرحمن الرحيم rose22

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وآل محمد

rose22المعذرة عزيزتي تبارك ع التأخير ,, rose22rose333

نسألكم السماح ,,

نكمل القصة مع آخر جزء إن شاء الله ,,

" الجزء الثالث"

علي عليه السلام هو وحده الذي عمل بهذا الحكم الإلهي , ولم يعمل به أحد من المسلمين باتفاق الجميع .. أبداً لم يعمل به مسلم غير علي عليه السلام ..
لقد تخلفت وجوه المهاجرين والأنصار ولم ينهضوا بهذا التكليف الإلهي .. إنه أسقط عنهم واجباً وأقام تكليفاً , وقد أنزل الله فيه آية قرآنية يرتلها المسلمون بشيء من الزهو والإعتزاز ويشرحون مدلولها وسبب نزولها, وأن علياً هو مصداقها الوحيد الذي انحصرت فيه دلالتها فقال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1)

وسرت الآية بين المسلمين وأخذ كل واحد يتمنى لو أنه مصداق لها أو أنها تنطلق عليه ولكن الله يختص برحمته من يشاء وهو أعلم أين يجعل رسالته ...

تلقى النبي صلى الله عليه وآله الآية وبلغها للمسلمين فأسقط مافي أيديهم على هذه النعمة التي فاتتهم بسوء تقديرهم وبخلهم, وكان حجة يشهرها الإمام ويظهرها ويقول للناس: " إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي , كان لي دينار فاشتريت به عشرة دراهم فكلما ناجيت رسول الله صلى الله عليه وآله قدّمت بين يدي نجواي درهماً ثم نسخت فلم يعمل بها أحد " . (2)

لم يعمل بهذه الآية غير الإمام ... إنهم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله رأى الله منهم تسويفاً وتأخيراً بل رأى منهم حباً للمال وخوفاً عليه , فثنّى الآية بقوله تعالى : أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ. (3)

وبهذا كانت لعلي عليه السلام فضيلة السبق إليها والتفرد بتنفيذ أمر الله دون غيره من الصحابة الذين تباطأوا فعفى الله عنهم وأمرهم بإقامة الصلاة وأداء الزكاة وهي واجبات بالأصالة وعلى الدوام .




________________________________
________________________________



المصادر:

1- سورة المجادلة : الآية 12
2- التفسير الكبير للفخر الرازي ج21 ص271
3- سورة المجادلة :الآية 13





,, تمت بعون المولى ..

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على خير المرسلين
محمد و على آله الطيبين الطاهرين
وسلم تسليماً كثيرا


عاشقة الورد 16-09-2010 06:12 PM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة الإمام علي عليه السلام و مناجاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ]
 
السلام عليكم الله عليج في حب اهل البيت صلوات الله عليهم اجمعين

عاشقة الورد 16-09-2010 06:13 PM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة الإمام علي عليه السلام و مناجاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ]
 
اتمنى الابداع الجميل منكي تحياتي الكي

حور عين 16-09-2010 06:39 PM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة الإمام علي عليه السلام و مناجاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله
وصحبه الطيبين المنتجبين

بوركت أناملك أختي الغالية نور القرآن

جعله الله في ميزان حسناتك..وبورك عملك والذي
يعزّز مانقوم بطرحه في
قصص المعصومين عليهم السلام أجمعين
لاحرمنا الله مواضيعك المميّزة...فنحن بالأنتظار
دمتِ لكل خير و


نور القرآن 17-09-2010 02:11 PM

رد: " آيـة .. وقصة " [قصة الإمام علي عليه السلام و مناجاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ]
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سلِمتما عزيزتاي " عاشقة الورد .. حور عين

بارك الله بكما وجعل ما قرأتما زيادة لكما في علم نافع إن شاء الله ,,

جزانا وجزاكِ خير الدنيا والآخرة ^_^

دمتما بحفظ المولى وأمانه ..


الساعة الآن 02:53 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir