اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم
الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..
السلام عليكم أخواتي الفاطميات المؤمنات....
ورحمة الله وبركاته
عجلّ الله تعالى فرج إمامنا وسيدنا الشريف وسهل
مخرجه وقيامه المبارك
وجعلنا وإياكم من الطائعين والمخلصين له ومن
المستشهدين بين يديه الشريفة الكريمة
حياةُ الدَّولة</SPAN>
من مختصات دولة الامام المهدي (عليه السلام)
المظفّرة أنها آخر الدّوَل، وباقية الدّوَل الى
آخر الدنيا.
فيردف الله تعالى مع الكرم كرماً ومع الفضل فضلاً،
فتدوم هذه الدولة الكريمة بالرجعة العظيمة رجعة
أهل البيت (عليهم السلام) الى الدنيا،
وتبقى الى مئات السنين وآلاف السنوات،
والى ما قدّر الله تعالى في الدنيا من الحياة.
ففي الحديث القدسي الشريف:
« ولاُملكنّه مشارق الأرض ومغاربها،
ولاسخرنّ له الرياح، ولاُذلّلنَّ له الرِّقاب الصعاب،
ولاُرقينّه في الأسباب، ولأنصرنّه بجندي،
ولاُمدَّنّه بملائكتي حتّى يعلن دعوتي،
ويجمع الخلق على توحيدي.
ثمَّ لاُديمنَّ مُلكه ولاُداولنَّ الأيّام بين أوليائي إلى
يوم القيامة »
فداوم مُلكه وبقاء دولته يكون الى يوم القيامة ـ
بوجوده أوّلاً، ثمّ بالأئمة الطاهرين (عليهم السلام)
الراجعين الى الدنيا من بعده.
وهنا سؤالٌ يُطرح كثيراً وهو أنه كم يملك وكم
سنة يحكم الامام المهدي (عليه السلام) في دولته ؟
الجواب : أن الأحاديث الواردة في المقام مختلفة.
(99) فبعضها تحدّد مدة حكومته (عليه السلام)
بسبع سنين، وبعضها بتسع عشرة سنة وأشهراً،
وبعضها بسبعين سنة .
وقال الشيخ المفيد اعلى الله مقامه: ـ
(قد رُوى أن مدة دولة القائم (عليه السلام)
تسع عشرة سنة، يطول أيامها وشهورها) .
لكن اختار السيد الاصفهاني القول بان ملكه (عليه السلام) 309
سنة، استناداً الى حديث الفضل بن شاذان انه قال:
حدثنا عبدالرحمن بن ابي نجران، عن حماد بن عيسى،
عن حريز، عن زرارة ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر
(عليه السلام) انه قال :
« يملك المهدي ثلاثمائة وتسع سنين كما لبث أهل
الكهف من كهفهم ... ) .
ثم انه ترتعش الأنامل، وتفيض عيناي الدموع،
لهول المصاب ومحنة الاكتئاب حين أنقل حديث
الامام الصادق (عليه السلام) انه:
إذا جاء الحجة الموت يكون الذي يغسّله، ويكفّنه،
ويحنّطه، ويلحده في حفرته الحسين بن علي
(عليهما السلام)، ولا يلي الوصيّ الا الوصيّ،
فسلام عليه يوم وُلد إلى يوم يبعث حيّا.
وفي حديث الامام الحسن المجتبى (عليه السلام)
انه قال : ـ
(لقد حدثني حبيبي جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله)
أنّ الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من أهل بيته وصفوته،
ما منّا الا مقتول، أو مسموم) .
فصلوات الله عليهم أجمعين،
ولعن الله ظالِميهم وقاتليهم الى يوم الدين.
ولا يخفى انه نقل قبل هذا الحديث ما رواه عبدالكريم
الخثعمي عن الامام الصادق (عليه السلام): ـ
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام)
كم يملك القائم (عليه السلام) ؟
قال : سبع سنين.
نعم .. يُصاب الناس بامامهم (عليه السلام)
لكن تدوم دولته الحقّة الى يوم القيامة،
يؤمّها بقيّة العترة الطاهرة في رجعتهم الزاهرة،
التي ثبتت بالادلة القطعيّة،
ونذكر هنا حديثاً واحداً في الختام، مسكاً نتبرك به،
وكرامةً نأملها في رجعة المعصومين (عليهم السلام)
ورجوع سيد الشهداء الحسين (عليه السلام).
وهو ما رواه الشيخ الجليل الحسن بن سليمان الحلي ـ
تلميذ الشهيد الاول ـ في كتابه، قال:
رويت عن جعفر بن محمد، عن الحسين بن محمد بن عامر،
عن المعلى بن محمد البصري، قال:
حدثني أبو الفضل، عن ابن صدقة، عن المفضل بن عمر
قال: قال ابوعبدالله (عليه السلام):
« كأني والله بالملائكة قد زاحموا المؤمنين على
قبر الحسين (عليه السلام).
قال: قلت فيتراؤن لهم ؟
قال: هيهات هيهات ؛ لزماء والله المؤمنين،
حتى انهم ليمسحون وجوههم بايديهم. </SPAN>
قال: وينزل الله على زوار الحسين (عليه السلام)
غدوة وعشية من طعام الجنة، وخدامهم الملائكة.
ولا يسأل الله عبد حاجة من حوائج الدنيا والآخرة
الا أعطاه اياها.
قال: قلت: هذه والله الكرامة.
قال المفضل: قال لي ابوعبدالله (عليه السلام):
ازيدك ؟
قلت: نعم يا سيدي.
قال: كأني بسرير من نور قد وضع، وقد ضُربت عليه
قبة من ياقوتة حمراء مكللة بالجوهر.
وكأني بالحسين (عليه السلام) جالساً على ذلك
السرير وحوله تسعون الف قبة خضراء، وكأني
بالمؤمنين يزورونه ويسلّمون عليه،
فيقول الله عزّوجلّ لهم:
اوليائي سلوني، فطال ما اوذيتم وذللتم واضطهدتم،
فهذا يوم لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة
الا قضيتها لكم.
فيكون اكلهم وشربهم من الجنة. فهذه والله الكرامة
التي لا يشبهها شيء »
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ، وسلام على محمد
وآل الطاهرين
سلام الله عليهم أجمعين
فبانتظار ذلك اليوم الزاهر، والعصر المشرق،
والحياة الذهبيّة، مع المراقى المعنويّة،
تحت ظل الامام المنتظر الحجة بن الحسن المهدي
أرواحنا فداه، أمل المؤمنين
وغاية الطالبين ومنقذ العالمين.
يا مولاي شقي من خالفكم و سعد من أطاعكم فاشهد
على ما أشهدتك عليه و أنا ولي لك بريء من عدوك
فالحق ما رضيتموه و الباطل ما سخطتموه و المعروف
ما أمرتم به و المنكر ما نهيتم عنه فنفسي مؤمنة
بالله وحده لا شريك له و برسوله و بأمير المؤمنين
و بكم يا مولاي أولكم و آخركم و نصرتي معدة
لكم و مودتي خالصة لكم آمين آمين .
اللهم وفقنا لنصرته وصبر قلوبنا بالتقوى في إنتظاره
وأكرمنا منزلة الشهادة بين يديه
الشريفتين.
وفقنّا الله تعالى لحسن مرضاته ولجميع طاعته
يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله
وصلّ الله على محمد وآل محمد