نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#81 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() كلامه ( عليه السلام ) لعمار بن ياسر بعد وفاتها :
وحكي أنه : لما توفت " فاطمة " ( عليها السلام ) حزن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لفقدها حزناً عظيماً وانفرد بالعزاء وحده وتحجب من الناس مدة طويلة ، فاستمع جماعة من إخوانه المؤمنين وشيعته الصادقين وقالوا : ان علي بن أبي طالب إمامنا وولينا وأميرنا وأمير المؤمنين أجمع قد احتجب عنا وصرنا لانراه إلا في وقت أداء الفرايض وانقطع عنا ماكان يفيدنا به من أحاديثه ويرشدنا به من أخباره ، وقد طال ذلك علينا منه وصرنا كالغنم بغير راع فوقع عين الجماعة على عمار بن ياسر وقالوا له ياعمار امض إلى أمير المؤمنين وكلمه في ذلك فلعلك تأتينا به أو تستأذن لنا بادخول عليه ، قال عمار : فقمت ودخلت عليه فوجدته جالساً في بيته ومعه ولداه " الحسن " و " الحسين " ( عليهما السلام ) وهو مع ذلك يبكي فسلمت عليه وجلست بين يديه ساعة فقلت له :يا سيدي أتأذن لي أن أقول أو أسكت ؟ فقال لي : قل ما شئت ، ( فقال عمار ) : ياسيدي مابالكم تأمروننا بالصبر على المصيبة ونراكم تجزعون ، قال الإما علي ( عليه السلام ) : ياعمار إن العزاء عن مثل من فقدته لعزيز ، ياعمار لما فقدت رسول الله كانت " فاطمة الزهراء " هي الخلف منه والعوض عنه وكانت صلوات الله عليها اذا نطقت ملأت سمعي بكلامه وان مشت حكت كريم قوائمه ، فوالله ياعمار ما أحسست بوجع المصيبة الا بوفاتها وما أحسست بألم الفراق إلا بفراقها ، قال عمار : فأبكاني كلامه وبكاؤه فبكيت رحمة له فقلت : يا أمير المؤمنين إعلم أن الناس صنفان مقرر ومفتقر اليك وقول الناصح ثقيل فقال لي : ياعما إني أحدثك بحديث سمعته من رسول الله (ص) قال: لما قتل النبي يحيى بن زكريا ( عليه السلام ) ووجمعيسى بن مريم وجوما فقطعه ذلك من الكلام واحتجب من الأنام ودخل عليه أحد الحواريين فقال له : ياروح الله لاتقطع عادتك المباركة عنا واخبرنا بالأحاديث الصحيحة لعل الله يرحمنا ولعل حديثك ينبه ابناء الدنيا من رقدة الغفلة ويخرجهم من ظلمة الجهل فرب كلمة قد أحيت سامعاً بعد الموت ورفعته بعد الضعة ونعشته بعد الصرعة واغنته بعد الفقر وجبرته بعد الكسر وأيقظته بعد الغفلة وبقيت في قلبه ففجرت ينابيع الحياة فسالت منه أودية الحكمة ونبتت فيه غرائس الحكمة إذا وافق ذلك القضاء من الله عزوجل، قال له عيسى : نعم ياعبدالله ان مثلك من يستدعي من العالم الكلام ولابأس عليك ، وأما أنت ( ياعمار ) اعلم هذه المفقودة الماضية بنت رسول الله وعند الله أحتسبها ثم نهض ودموعه تنحدر على لمته فتلقوه الجماعة وصاروا بين عاذر وعاذل فقال لهم رويدا فإن القلوب اذا خلت قالت واذا كرهت مالت ألستم تعلمون أنه لما توفيت أم المؤمنين خديجة الكبرى جزع رسول الله (ص) جزعاً شديداً حتى اني أشفقت عليه من شدة الجزع فقلت له : يارسول الله أنت والله القبلة واليك الاشارة وبك القدوة وعليك المعتمد ومنك التعليم وأنت السراج اذا ضللنا وأنت الصلاح اذا فسدنا وانت الهادي إذا تهنا وحولك حاسد وحاقد ومحب وواجد وقريش شاخصة الابصار اليك مصغية الآذان نحوك ، وبعد فانت يارسول الله ممن اذا قال فعل وإذا أمر عمل ، فقال لي : مهلاً يا أبا الحسن بردت دمعي ، وسكنت جزعي . ثم انه (ص) صار يحب الخلوة بنفسه ويتطرق الأمكنة الخالية ، فبينما هو ذات يوم بظاهر مكة شرفها الله تعالى اذ سمع هاتفاً ينشد بيتاً من الشعر وهو : وكل ذي سفرة يؤب -------------------------- وغائب الموت لا يؤب فقال النبي (ص) وآله : " ان من الشعر لحمكة " . ثم قال لي (ص)يا " علي " حفظته ؟ قلت نعم فاستعاده مني نوبا كثيرة وكان (ص) يقول: وكل ذي سفرة يؤب ولا يؤب غائب الموت " . ثم قال ( عليه السلام ) : ياعمار والله ماذكرت أمها خديجة الا وجابهها رسول الله في ذكرها ولا رآها تبكيها الا وسبقتها عبرة عليها ولا جرى ذكرها الا وأسهب في وصفها وطال الثناء عليها وتلهف على فراقها ، ولما مات ولده ابراهيم ( عليه السلام ) بكى رسول الله حتى جرت دموعه على لمته صلوات الله عليه ، فقيل له : يارسول الله أتنهى عن البكاء وأنت تبكي هكذا ، فقال: ليس هذا بكاء وإنما هو رحمة ومن لايرحم لايُرحم ، وإنما البكاء الذي هو رنة وصراخ عال ومن لايرحم لايُرحم ، ثم التفت إلى أصحابه وقال : أتلومونني على فقد بنت رسول الله (ص) واني أقتدي برسول الله لانه بكى على خديجة الكبرى وليست بنت نبي ، وان "فاطمة الزهراء " ست النساء ، بنت أشرف الانبياء ، ووالدة الشهداء ، صلوات الله عليها وعلى أبيها . |
![]() |
![]() |
![]() |
#82 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() عمرها حين وفاتها
وبعد الهجوم الخاطف والشديد على بيت " فاطمة " ( عليها السلام ) لم تعش " فاطمة " طويلاً ، من أثر الصدمة وشدة الضربة ، قال أبو الفرج الاصفهاني : وكانت وفاة " فاطمة الزهراء " ( عليها السلام ) بعد وفاة النبي (ص) بمدة يختلف في مبلغها فالمكثر يقول: ستة أشهر ، والمقل يقول أربعين يوما ، الا ان الثابت في ذلك ما روي عن الامام أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، إنها توفيت بعده بثلاثة اشهر . وقال اليعقوبي : إنها عاشت بعد أبيها ثلاثين . أو خمسة وثلاثين يوما ، وهذا أقل ماقيل في مدة بقائها بعد أبيها . وقول آخر أربعون يوما ، وقول ثالث خمسة وسبعون يوما وهو الأشهر . والرابع خمسة وتسعون يوماً وهو الأقوى . وهناك أقوال لايعبأ بها بأنها عاشت بعد أبيها ستة أشهر ، أو ثمانية أشهر وهذا أكثر ماقيل في مكثها بعد أبيها (ص) . وقال الإمام الصادق: إنها قبضت في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة احدى عشرة من الهجرة . أما عمرها يوم وفاتها ( عليها السلام ) ، فقد جاء في البحار عن جابر بن عبدالله : وقبض النبي (ص) ولها يومئذ ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر . وعن الامام محمد الباقر : وتوفيت ولها ثماني عشر سنة وخمسة وسبعون يوماً . وذكر ابن طاووس والشيخ الطوسي والكفعمي ، أن الثلاثة أشهر هو الثابت في وفاة السيدة فاطمة الزهراء ، براوية أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) 25- يا " علي " إرفع " الحسنان " عن " فاطمة " فإنهما أبكيا ملائكة السماء قالت أم سلمى زوجة أبي رافع : كنت أُمرض " فاطمة " أيام شكاتها ، فأصبحت يوماً كأمثل ما رأيتها في شكواها ، فقالت لي : يا أُماه اسكبي لي غسلاً ، فاغتسلت كأ حسن ما رأيتها تغتسل ، ثم قالت لي : يا أماه اعطيني ثيابي الجدد ، فلبستها وأمرتني أن أقدم فراشها وسط البيت ، ففعلت ، فنامت عليه مستقبلة القبلة وقالت : يا أماه إني مقبوضة الآن ، فلا يكشفني أحد . تقول أسماء بنت عميس : لما دخلت " فاطمة " البيت انتظرتها هنيئة ثم ناديتها : فلم تجب ، فناديت : يابنت محمد المصطفى ، يابنت أكرم من حملته النساء ، يابنت خير من وطأ الحصى ، يابنت من كان من ربه قاب قوسين أو أدنى ، فلم تجب ، قد فدخلت البيت وكشفت الرداء عنها فإذا بها قد قضت نحبها شهيدة ، صابرة مظلومة محتسبة مابين المغرب والعشاء ، فوقعت عليها أقبلها وأقول : يا " فاطمة" إذا قدمت على أبيك (ص) فأقرئيه مني السلام ، فبينا هي كذلك واذا " بالحسن والحسين " دخلا الدار وعرفا أنها ميتة ، فوقع " الحسن " يقبلها ويقول : يا أماه كلميني قبل أن تفارق روحي بدني و " الحسين " يقبل رجلها ويقول : يا أماه أنا ابنك " الحسين " كلميني قبل أن ينصدع قلبي فأموت ثم خرجا الى المسجد وأعلما أباهما بشهادة أمهما ، فأقبل أمير المؤمنين الى المنزل وهو يقول: بمن العزاء يابنت محمد ؟ كنت بك أتعزى ، ففيم العزاء من بعدك ؟ وقال ( عليه السلام ) : اللهم إني راضٍ عن ابنة نبيك (ص) ، اللهم إنها قد أوحشت فآنسها ، وهجرت فصلها ، وظُلمت فاحكم لها يا أحكم الحاكمين . وخرجت أم كلثوم متجللة برداء وهي تصيح : يا أبتاه يارسول الله الآن حقاً فقدناك فقداً لا لقاء بعده . وكثر الصراخ في المدينة على ابنة رسول الله ، واجتمع الناس ينظرون خروج الجنازة ، فخرج إليهم أبوذر وقال: انصرفوا إن ابنة رسول الله أخر إخراجها هذه العشية . وأخذ أمير المؤمنين في غسلها ، وعلله الامام الصادق ( عليه السلام ) بأنها صديقة فلا يغسلها إلا صديق ، كما أن مريم لم يغسلها إلا عيسى ( عليه السلام ) . وقال عليه السلام : إن " علياً " أفاض عليها من الماء ثلاثاً وخمساً ، وجعل في الخامسة شيئاً من الكافور ، وكان يقول: اللهم إنها أمتك ، وبنت رسولك ، وخيرتك من خلقك ، اللهم لقنها حجتها ، واعظم برهانها ، وأعل درجاتها واجمع بينها وبين محمد (ص) . وحنطها من فاضل حنوط رسول الله الذي جاء به جبرائيل ، فقال النبي (ص) يا " علي " ويا " فاطمة " هذا حنوط من الجنة دفعه الي جبرائيل ، وهو يقرئكما السلام ويقول لكما : أقسماه واعزلا منه لي ولكما ، فقالت " فاطمة " ثلثه لك ، والباقي ينظر فيه " علي " ( عليه السلام ) . فبكى رسول الله وضمها إليه وقال: إنك موفقة رشيدة مهدية ملهمة ، يا " علي " قل في الباقي ، فقال: نصف منه لها ، والنصف لمن ترى يارسول الله ، قال: هو لك . وكفنها في سبعة أثواب ، وقبل أن يعقد الرداء عليها نادى : يا أم كلثوم ، يازينب ، يافضة ، يا " حسن " يا " حسين " هلموا وتزودوا من أمكم الزهراء ، فهذا الفراق ، واللقاء في الجنة . فأقبل الحسنان ( عليهما السلام ) يقولان: واحسرتا لاتنطفي من فقد جدنا محمد المصطفى وأمنا الزهراء ، إذا لقيت جدنا فأقرئيه منا السلام وقولي له : إنا بقينا بعدك يتيمين في دار الدنيا ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام )أُشهد أنها حنت وأتت ومدت يديها وضمتها الى صدرها ملياً ، واذا بهاتف من السماء ينادي يا أبا الحسن ارفعهما عنها ، فلقد أبكيا والله ملائكة السماء . فرفعهما عنها وعقد الرداء عليها ، وصلى عليها ، ومعه " الحسن " و " الحسين " وعقيل وعمار وسلمان والمقداد وأبوذر ، ودفنها في بيتها . ولما وضعها في اللحد قال: بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله محمد بن عبدالله ، سلمتك أيتها الصديقة الى من هو أولى بك مني ، ورضيت لك بما رضى الله لك ، ثم قرأ: " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى " وفي حديث : إن أمير المؤمنين لما أنزلها في القبر وسواه عليها ، سألها الملكان من ربك ؟ قالت: الله ربي ، قالا : ومن نبيك ؟ قالت: أبي محمد ، قالا : ومن إمامك ؟ قالت: هذا القائم على قبري " علي " . |
![]() |
![]() |
![]() |
#83 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
الزهراء والمقام العظيم والشفاعة الكبرى يوم القيامة إن مهما قيل في هذه السيدة العظيمة ونشر من فضلها فهو قليل في حقها ..... ، فقدرها ومكانتها عند الخالق العظيم الذي لا يعرف قدرها ألا هو ومن شاء من خلقه ، لأنه عزوجل الذي خلقها وجعل خلق الكون الفسيح بسببها وأبيها وزوجها وبنيها . ومن العدل أن يكافأ كل انسان يوم القيامة ويعطى من الجوائز بقدر ما عرف من حقها ، ولكنها سلام الله عليها لاترضى بذلك بل هي المكرمة المتفضلة تسعى يوم القيامة لنجدة وانقاذ كل من عرف ولوجزء من قرها المعظم ، كل من أشار الى فضلها كل من قطرت من عينه قطرة في مظلوميتها ، كل من حزن قلبه لها ، وحتى كل من أكرم أحداً من ذريتها وشيعتها ومحبيها . يروى عن النبي (ص): كأني أنظر إلى ابنتي " فاطمة "قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور ، عن يمينها سبعون ألف ملك ، وعن يسارها سبعون ألف ملك ، وبين يديها سبعون ألف ملك ، وخلفها سبعون ألف ملك ، تقود مؤمنات أُمتي إلى الجنة . فإيما إمرأة صلت في اليوم والليلة خمس صلوات ، وصامت شهر رمضان ، وحجت بيت الله الحرام ، وزكت مالها ، وأطاعت زوجها ، ووالت " علياً " بعدي ، دخلت الجنة بشفاعة ابنتي " فاطمة " . عن النبي (ص) قال: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد يامعشر الخلائق غضوا أبصاركم ، ونكسوا رؤوسكم حتى تمر " فاطمة بنت محمد " فتكون أول من يُكسا وتستقبلها من الفردوس إثنا عشر ألف حوراء وخمسون ألف ملك على نجائب من الياقوت ، أجنحتها وأزمتها الؤلؤ الربط ، ركبها من زبرجد ، عليها رحل من الدر على كل رحل نمرقة من سندس حتى يجوزوا بها الصراط ويأتوا بها الفردوس . فيتباشر بمجيئها أهل الجنان فتجلس على كرسي من نور يجلسون حولها وهي جنة الفردوس التي سقفها عرش الرحمن وفيها قصران ، قصر أبيض وقصر أصفر من لؤلؤ على عرق واحد . في القصر الأبيض سبعون ألف دار مساكن محمد وآل محمد وفي القصر الأصفر سبعون ألف دار مساكن ابراهيم وآل ابراهيم ( عليه السلام ) . ثم يبعث الله ملكاً لها لم يبعث لأحد قبلها ولايُبعث لأحد بعدها فيقول إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول سليني !! فتقول ( عليها السلام ) : هو السلام ومنه السلام قد أتم نعمته وهنأني كرامته وأباحني جنته وفضلني على سائر خلقه أسأله ولدي وذريتي ومن ودهم بعدي وحفظهم في . فيوحي الله إلى ذلك الملك من غير أن يزول من مكانه : أخبرها أني شفعتها في ولدها وذريتها ومن ودهم فيها وحفظهم بعدها ، فتقول : الحمد الله الذي أذهب عنا الحزن وأقر عيني . فيقر الله بذلك عين " محمد " وقال رسول الله (ص): ان الله ليغضب لغضب " فاطمة " ويرضى لرضاها . فالله عزوجل يرضى لـ " فاطمة " أن تشفع لجميع شيعتها ومحبيها فتدخلهم الجنة معها ، اللهم لاتحرمنا شفاعتها ( عليها السلام ) يا وجيهةٌ عند الله إشفعي لنا عند الله . عن النبي (ص) إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من وراء الحجاب ياأهل الجمع غضوا أبصاركم عن " فاطمة بنت محمد " (ص) حتى تمر . وعن الإمام " علي " ( عليه السلام ) قال: دخلت يوماً منزلي فإذا رسول الله (ص) جالس و " الحسن " و " الحسين " عن يساره و " فاطمة " بين يديه وهو يقول : يا " حسن " ويا " حسين " أنتما كفتا الميزان و " فاطمة " لسانه ولاتعدل الكفتان إلا باللسان ولايقوم اللسلن إلا على الكفتين انتما الإمامان ولامكما الشفاعة . قول الائمة سلام الله عليهم أجمعين نحن حجج الله على خلقه و " فاطمة " حجة الله علينا فهي أم الائمة ( عليهم السلام ) عن رسول الله (ص) قال: إذا كان يوم القيامة نصب للأنبياء والرسل منابر من نور ، فيكون منبري أعلى منابرهم يوم القيامة ، ثم يقول الله : يامحمد ، اخطب . فأخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأنبياء والرسل بمثلها . ثم ينصب للأوصياء منابر من نور ، وينصب لوصيي " علي بن أبي طالب " ( عليه السلام ) في أوساطهم منبر من نور فيكون منبره أعلى منابرهم . ثم يقول الله : ياعلي ، اخطب ، فيخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأوصياء بمثلها ، ثم ينصب لأولاد الأنبياء والمرسلين منابر من نور ، فيكون لابني وسبطي وريحانتي أيام حياتي منبر من نور ، ثم يقال لهما : اخطبا . فيخطبان بخطبتين لم يسمع أحد من أولاد الأنبياء والمرسلين بمثلهما . ثم يُنادي المنادي وهو جبرائيل ( عليه السلام ): أين " فاطمة " بنت محمد ؟ أين خديجة بنت خويلد ؟ أين مريم بنت عمران ؟ أين آسية بنت مزاحم ؟ أين أم كلثوم أم يحيى بن زكريا ؟ فيقمن ، فيقول الله تبارك وتعالى : يا أهل الجمع لمن الكرم اليوم ؟ فيقول " محمد وعلي والحسن والحسين " لله الواحد القهار ، فيقول الله تعالى : ي أهل الجمع ، إني جعلت الكرم " لمحمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة " يا أهل الجمع طأطئوا الرؤوس ، وغضوا الأبصار ، فإن هذه " فاطمة " تسير إلى الجنة . فيأتيها جبرائيل بناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين خطامها من اللؤلؤ " المخفق " الرطب ، عليها رحل من المرجان ، فتتاخ بين يديها ، فتركبها ، فيبعث اليها مائة ألف ملك فيصيرون على يمينها ، ويبعث إليها مائة ألف ملك فيصيرون على يسارها ، ويبعث إليها مائة ألف ملك يحملونها على أجنحتهم حتى يسيرونها عند باب الجنة . فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت ، فيقول الله : يابنت حبيبي ، ما التفاتك وقد أمرت بك إلى جنتي ؟ فتقول: يارب أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم ، فيقول الله : يابنت حبيبي ، ارجعي فانظري من كان في قلبه حب لك أو لاحد من ذريتك خذي بيده فأدخليه الجنة . قال أبو جعفر الباقر ( عليه السلام ) : والله - ياجابر ، أنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء ، فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة ، يلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا ، فإذا التفتوا ، فيقول الله عزوجل : يا أحبائي ، ما التفاتكم وقد شفعت فيكم " فاطمة " بنت حبيبي ؟ فيقولون : يارب أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم ، فيقول الله : يا أحبائي ، ارجعوا وانظروا من أحبكم لحب " فاطمة " ، أنظروا من أطعمكم لحب " فاطمة " أنظروا من كساكم لحب " فاطمة " أنظروا من سقاكم شربة في حب " فاطمة " أنظروا من رد عنكم غيبة حب " فاطمة " خذوا بيده وأدخلوه الجنة . قال أبو جعفر ( عليه السلام ) - والله - لايبقى في الناس إلا شاك أو كافر أو منافق ، فإذا صاروا بين الطبقات ، نادوا كما قال الله تعالى : ( فمالنا من شافعين ولاصديق حميم ) فيقولون : ( فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ) قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : هيهات هيهات ، منعوا ما طلبوا ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه إنهم لكاذبون ) . قال رسول الله (ص) : أول شخص يدخل الجنة " فاطمة " . عن " علي " ( عليه السلام ) : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش يا أهل القيامة ، اغمضوا أبصاركم لتجوز " فاطمة بنت محمد " (ص) مع قميص مخضوب بدم " الحسين " ( عليه السلام ) فتحتوي على ساق العرش ، فتقول: أنت الجبار العدل ، اقض بيني وبين من قتل ولدي ، فيقضي الله بسنتي - ورب الكعبة . ثم تقول: اللهم اشفعني فيمن بكى على مصيبته فشفعها الله فيهم . ووجد على حجر مكتوب عليه : لابد أن ترد القيامة فاطم ------------------------ وقميصها بدم الحسين ملطخ ويل لمن شفعاؤه خصمائه ---------------------- والصور في يوم القيامة ينفخ عن ابن عباس قال : سمعت أمير المؤمنين " علي بن أبي طالب " ( عليه السلام ) يقول: دخل رسول الله (ص) ذات يوم على " فاطمة " ( عليها السلام ) وهي حزينة ، فقال لها : ما حزنك يا بنية ؟ قالت: يا أبه ، ذكرت المحشر ووقوف الناس عراة يوم القيامة . قال: يابنية ، إنه ليوم عظيم ، ولكن قد أخبرني جبرائيل ( عليه السلام ) عن الله عزوجل أنه قال : أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ، أنا ، ثم أبي ابراهيم ، ثم بعلك " علي بن أبي طالب " ( عليه السلام ) ثم يبعث الله إليك جبرائيل في سبعين ألف ملك فيضرب على قبرك سبع قباب من نور ، ثم يأتيك إسرافيل بثلاث حلل من نور فيقف عند رأسك فينادينك : يا " فاطمة بنت محمد " قومي إلى محشرك ، فتقومين آمنة روعتك ، مستورة عورتك ، فيناولك إسرافيل الحلل فتلبسينها ، ويأتيك روفائيل بنجيبة من نور زمامها من لؤلؤ رطب عليها محفة من ذهب ، فتركبينها ، ويقود روفائيل بزمامها ، وبين يديك سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التسبيح ، فإذا جد بك السير ، استقبلتك سبعون ألف ملك حوراء ، يستبشرون بالنظر إليك ، بيد كل واحدة منهن مجمرة من نور يسطع منها ريح العود من غير نار ، وعليهن أكاليل الجوهر مرصع بالزبرجد الأخضر فيسرن عن يمينك . فإذا ( سرت ) مثل الذي سرت من قبرك إلى أن لقينك ، استقبلتك مريم بنت عمران في مثل من معك من الحور ، فتسلم عليك وتسير هي ومن معها عن يسارك ثم تستقبلك أمك خديجة بنت خويلد أول المؤمنات بالله ورسوله ومعها سبعون ألف ملك يأيديهم ألوية التكبير ، فإذا قربت من الجمع ، استقبلتك حواء في سبعين ألف حوراء ، ومعها آسية بنت مزاحم ، فتسير هي ومن معها معك ، فإذا توسطت الجمع ، وذلك أن الله يجمع الخلائق في صعيد واحد ، فيستوي بهم الأقدام ( إليك ) ، ثم ينادي مناد من تحت العرش يسمع الخلائق : غضوا أبصاركم حتى تجوز " فاطمة " الصديقة بنت " محمد " (ص) ومن معها . فلا ينظر إليك يومئذ إلا ابراهيم خليل الرحمن صلوات الله وسلامه عليه و " علي بن أبي طالب " ويطلب آدم حواء فيراها مع أمك خديجة أمامك . ثم ينصب لك منبر من النور ، فيه سبع مراق ، بين المرقاة إلى المرقاة صفوف الملائكة بأيديهم ألوية النور ، ويصطف الحور العين عن يمين المنبر وعن يساره وأقرب النساء منك " معك " عن يسارك حواء وآسية . فإذا صرت في أعلى المنبر أتاك جبرائيل ( عليه السلام ) فيقول لك : يا " فاطمة " سلي حاجتك ، فتقولين : يارب أرني " الحسن " و " الحسين " فيأتيك وأوداج " الحسين " تشخب دماء وهو يقول : يارب خذ لي اليوم حقي ممن ظلمني . فيغضب عند ذلك الجليل ، وتغضب لغضبه جهنم والملائكة أجمعون ، فتزفر جهنم عند ذلك زفرة ثم يخرج فوج من النار ويلتقط قتلة " الحسين " وأبناءهم وأبناء أبنائهم ، ويقولون : يارب إنا لم نحضر " الحسين " ( عليه السلام ) . فيقول الله لزبانية جهنم : خذوهم بسيماهم ، بزرقة الأعين وسواد الوجوه ، خذوا بنواصيهم فألقوهم في الدرك الأسفل من النار ، فإنهم كانوا أشد على أولياء " الحسين " من آبنائهم الذين حاربوا " الحسين " ( عليه السلام ) فقتلوه ، فيسمع شهيقهم في جهنم . ثم يقول جبرائيل( عليه السلام ) : يا " فاطمة " سلي حاجتك ، فتقولين : يارب شيعتي ، فيقول عزوجل : قد غفرت لهم . فتقولين : يارب ، شيعة ولدي ، فيقول الله : قد غفرت لهم . فتقولين : يارب شيعة شيعتي ، فيقول الله : انطلقي فمن اعتصم بك فهو معك في الجنة ، فعند ذلك يود الخلائق أنهم كانوا فاطميين . فتسيرين ومعك شيعتك ، وشيعة ولدك ، وشيعة أمير المؤمنين ، آمنة روعاتهم مستورة عوراتهم ، قد ذهبت عنهم الشدائد ، وسهلت لهم الموارد ، يخاف الناس وهم لايخافون ، ويظمأ الناس وهم لايظمأون فإذا بلغت باب الجنة ، تلقتك أثنتا عشر ألف حوراء ، لم يتلقين أحداً " كان " قبلك ولايتلقين أحداً كان بعدك ، بأيديهم حراب من نور ، على نجائب من نور ، رحائلها " حمائلها " من الذهب الاصفر والياقوت ، أزمتها من لؤلؤ رطب على كل نجيب نمرقة من سندس منضود . فإذا دخلت الجنة تباشر بك أهلها ، ووضع لشيعتك موائد من جوهر على أعمدة من نور ، فيأكلون منها والناس في الحساب ( وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون ) فإذا استقر أولياء الله في الجنة زارك آدم ومن دونه من النبيين ، وإن في بطنان الفردوس لؤلؤتان من عرق واحد ، لؤلؤة بيضاء ولؤلؤة صفراء فيهما قصور ودور ، في كل واحدة سبعون ألف دار ، فالبيضاء منازل لنا ولشيعتنا والصفراء منازل لإبراهيم وآل ابراهيم صلوات الله عليهما أجمعين . قالت: يا آبه فما كنت أحب أن أرى يومك (ولا ) أبقى بعدك . قال: يابنية ، لقد أخبرني جبرائيل عن الله عزوجل : أنك أول من يلحقني من أهل بيتي فالويل كله لمن ظلمك ، والفوز العظيم لمن نصرك . قال عطاء : وكان ابن عباس إذا ذكر هذا الحديث تلا هذه الآية ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ) . عن " علي بن أبي طالب " ( عليه السلام ) قال: قال رسول الله (ص): يمثل لـ " فاطمة " ( عليها السلام ) رأس " الحسين " ( عليه السلام ) متشحطاً بدمه فتصيح : وا ولداه ، وا ثمرة فؤاداه ، فتصعق الملائكة لصيحة " فاطمة " ( عليها السلام ) . وينادي أهل القيامة : قتل الله قاتل ولدك يا " فاطمة " . قال: فيقول الله عزوجل : ذلك أفعل به وبشيعته وأحبائه وأتباعه . عن أبي عبدالله الصادق ( عليه السلام ) قال: لما أسرى بالنبي (ص) الى أن قال : - وأما أبنتك فإني أوقفها عند عرشي ؟ فيقال لها : إن الله قد حكمك في خلقه فمن ظلمك ، وظلم ولدك فاحكمي فيه بما أحببت فإني أجيز حكومتك فيهم ، فتشهد العرصة ، فإذا أوقف من ظلمها أمرت به إلى النار. فيقول الظالم ( واحسرتاه على مافرطت في جنب الله ) ويتمنى الكرة ويعض الظالم على يديه يقول ياليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً وقال : ( حتى إذا جاءنا قال ياليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ولن ينفعكم اليوم اذ ظللتم أنكم في العذاب مشتركون ) . فيقول الظالم : ( أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ) أو الحكم لغيرك ؟ فيقال لهما : ( ألا لعنة الله على الظالمين، الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون ) . وأول من يحكم فيه محسن بن " علي " ( عليه السلام )في قاتله ثم في قنفذ فيؤتيان هو وصاحبه فيضربان بسياط من نار ، لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها ، ولو وضعت على جبال الدنيا لذابت حتى تصير رماداً فيضربان بها ... فقال المفضل للصادق ( عليه السلام ) يامولاي ، مافي الدموع من ثواب ؟ قال: مالايحصى إذا كان من محق ، فبكى المفضل " بكاء " طويلاً ويقول : يابن رسول الله إن يومكم في القصاص لأعظم من يوم محنتكم ، فقال له الصادق ( عليه السلام ) ولا كيوم محنتنا بكربلاء ، وإن كان يوم السقيفة وإحرق النار على باب أمير المؤمنين و " الحسن " و " الحسين " و " فاطمة " و " زينب " و " أم كلثوم " ( عليهم السلام ) وفضة ، وقتل " محسن " بالرفسة أعظم وأدهى وأمر ، لانه أصل يوم العذاب . وقال ( عليه السلام ) ويأتي " محسن " مخضباً محمولاً تحمله خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين ( عليهما السلام ) وهما جدتاه ، وأم هاني وجمانة عمتاه ، إبنتا أبي طالب ، وأسماء إبنة عميس الخثعمية صارخات ، أيديهن على خدودهن ، ونواصيهن منشرة والملائكة تسترهن بها بأجنحتهن و " فاطمة " أمه تبكي وتصيح وتقول : هذا يومكم الذي كنتم توعدون ، وجبرائيل يصيح ، يعني محسناً . ويقول : إني مظلوم فانتصر فيأخذ رسول الله محسنا على يديه رافعاً له إلى السماء وهو يقول : إلهي وسيدي صبرنا في الدنيا احتساباً ، وهذا اليوم الذي تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً . روى عن سلمان قال: أتيت ذات يوم منزل " فاطمة " ( عليها السلام ) في حديث إلى أن قال النبي (ص) : والذي بعثني بالرسالة ، واصطفاني بالنبوة ، قد حرم الله تعالى النار على لحم " فاطمة " ودمها ، وشعرها ، وعصبها ، وعظمها ، وذريتها ، وشيعتها . إن من نسل " فاطمة " من تطيعه النار والشمس والقمر ، والنجوم ، والجبال ، وتضرب الجن بين يديه بالسيف ، ويوافي إليه الأنبياء بعهودهم ، وتسلم إليه الأرض كنوزها وينزل عليه من السماء بركات مافيها . الويل لمن شك في فضل " فاطمة " . لعن الله من يبغضها ، ويبغض بعلها ولم يرض بإمامة ولدها . إن لـ " فاطمة " يوم القيامة موقفاً ولشيعتها موقفاً . وإن " فاطمة " تدعى وتكسى وتشفع على رغم كل راغم . |
![]() |
![]() |
![]() |
#84 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
الظلم الكبير الذي وقع عليها وعلى زوجها وعلى ذريتها وبعد الظلم الكبير الذي وقع على سيدة النساء " فاطمة الزهراء " وزوجها سيد الأوصياء الإمام " علي بن أبي طالب " وجرى ماجرى من مكر وخداع وكذب ممن خالفوا أمر رسول الله (ص) ولم يجعلوا من بعده أمير المؤمنين " علي بن أبي طالب " خليفةً وقائداً لهم حيث كان أفضلهم وأعلمهم وأقربهم من رسول الله (ص) وقد قال رسول الله (ص) : أعلم أمتي من بعدي " علي بن أبي طالب " وقال : أقضى أمتي " علي " ويدل اعترافهم بعلمه وتقواه قولهم له بعد أن خضعت الرقاب لهم وسيطروا على الأمور : لولا " علي " لهلك عمر . وطلب العون والمساعدة منه عند عجزهم عن مواجهة المشاكل التي كانت تحدث في الدولة الإسلامية والإجابة عن أسئلة علماء اليهود والنصارى فما كانوا يريدونه قد حصلوا عليه وهو حكم المسلمين وأما الدين وأحكامه وعلومه فهو ليس من اختصاصهم وإنما هو من اختصاص الخليفة الفعلي لهذه الأمة وهو " علي بن أبي طالب " . ولقد قال عمر يوماً : أقضانا علي . وقال عمر : اللهم لاتبقي لمعضلة ليس لها أبن أبي طالب حياً . وقول عمر : اللهم لاتنزل بي شدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي . في تفسير قوله تعالى ( إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة ) روي أنه لما ولي عمر بن الخطاب الخلافة أتاه قوم من أحبار اليهود فقالوا له : يا عمر أنت ولي الأمر بعد " محمد " وصاحبه وإنا نريد أن نسألك عن خصال إن أخبرتنا بها علمنا أن الإسلام حق وأن " محمد اً " كان نبياً ، وإن لم تخبرنا بها علمنا أن الإسلام باطل ، وأن " محمداً " لم يكن نبياً ، فقال عمر : سلواعما بدا لكم ، قالوا: أخبرنا عن أقفال السماوات ماهي ، وأخبرنا عن مفاتيح السماوات ماهي ؟ وأخبرنا عن قبر سار بصاحبه ما هو ؟ وأخبرنا عمن أنذر قومه لا هو من الجن ولاهو من الإنس ؟ وأخبرنا عن خمسة أشياء مشوا على وجه الأرض ولم يخلقوا في الأرحام ؟ وأخبرنا مايقول الدراج في صياحه ؟ ومايقول الديك في صراخه ؟ ومايقول الفرس في صهيلة ؟ ومايقول الضفدع في نقيقه ؟ ومايقول الحمار في نهيقة ؟ وما يقول القُبر في صفيره ؟ قال فنكس عمر رأسه في الأرض ثم قال: لاعيب بعمر إذا سئُل عما لايعلم أن يقول لاأعلم وأن يسأل عما لايعلم ، فوثب اليهود وقالوا : نشهد أن " محمداً " لم يكن نبياً وأن الإسلام باطل ، فوثب سلمان الفارسي وقال لليهود : قفوا قليلاً ، ثم توجه نحو " علي " ( عليه السلام ) حتى دخل عليه فقال: يا أبا الحسن أغث الإسلام ، فقال: وماذاك؟ فأخبره الخبر ، فأقبل يرفل في بردة رسول الله (ص) ، فلما نظر إليه عمر وثب قائماً فاعتنقه ، وقال يا أبا الحسن أنت لكل معضلة وشدة تدعى ، فدعا " علي " ( عليه السلام ) اليهود فقال: سلوا عما بدا لكم فإن النبي (ص) علمني ألف باب من العلم فتشعب لي من كل باب ألف باب ، فسألوه عنها فقال " علي " ( عليه السلام ) : إن لي عليكم شريطة إذا أخبرتكم كما في توراتكم دخلتم في ديننا وآمنتم فقالوا: نعم ، فقال: سلوا عن خصلة خصلة ، ( قالوا) أخبرنا عن أقفال السماوات ماهي؟ قال: أقفال السماوات الشرك بالله لأن العبد والأمة إذا كانا مشركين لم يرتفع لهما عمل ، ( قالوا) فأخبرنا عن مفاتيح السماوات ماهي؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله . قال: فجعل بعضهم ينظر إلى بعض ويقول: صدق الفتى ، ( قالوا) فأخبرنا عن قبرسار بصاحبه ، فقال:ذلك الحوت الذي التقم يونس بن متى فسار به في البحار السبعة ، ( فقالوا) أخبرنا عمن أنذر قومه لا هومن الجن ولا من الإنس ، قال: هي نملة سليمان بن داود ( قالت يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ) ، ( قالوا) فأخبرنا عن خمسة مشوا على الأرض ، ولم يخلقوا في الأرحام؟ قال: ذلك آدم وحواء وناقة صالح وكبش إبراهيم وعصا موسى ( قالوا) فأخبرنا ما يقول الدراج في صياحه ؟ قال: يقول: الرحمن على العرش استوى ، ( قالوا) فأخبرنا مايقول الديك في صراخه ؟ قال: يقول: اذكروا الله ياغافلين ، ( قالوا) أخبرنا مايقول الفرس في صهيلة ؟ قال: يقول: إذا مشى المؤمنون إلى الكافرين - اللهم انصر عبادك المؤمنين على الكافرين ، (قالوا) فأخبرنا مايقول الحمار في نهيقة ؟ قال: يقول: لعن الله العشار وينهق في أعين الشياطين ، (قالوا) فأخبرنا مايقول الضفدع في نقيقه؟ قال: يقول: سبحان ربي المعبود المسبح في لجج البحار، (قالوا)فأخبرنا مايقول القُبر في صفيره؟ قال: يقول: اللهم العن مبغضي محمد وآل محمد ، وكان اليهود ثلاثة نفر قال اثنان منهم: نشهد أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله (ص) ، ووثب الحبر الثالث فقال: يا " علي " لقد وقع في قلوب أصحابي ماوقع من الإيمان والتصديق وقد بقي خصلة واحدة أسألك عنها ، فقال: سل عما بدا لك ، فقال: أخبرني عن قوم في أول الزمان ماتوا ثلاثمائة وتسع سنين ثم أحياهم الله فما كان قصتهم ؟ قال " علي " ( عليه السلام ) : يا يهودي هؤلاء أصحاب الكهف وقد أنزل الله على نبينا قرآناً فيه قصتهم وإن شئت قرأت عليك قصتهم ، فقال اليهودي: ما أكثر ماقد سمعنا من قرآنكم ، إن كنت عالماً فأخبرني بأسمائهم وأسماء آبائهم واسم مدينتهم واسم ملكهم واسم كلبهم واسم جبلهم واسم كهفهم وقصتهم من أولها إلى آخرها ، فاحتبى " علي " ( عليه السلام ) ببردة رسول الله (ص) ( ثم قال) يا أخا اليهود حدثني حبيبي " محمد" (ص) أنه كان بأرض رومية يقال لها : أفسوس ويقال هي طرسون وكان اسمها في الجاهلية أفسوس فلما جاء الإسلام سموها طرسون ، قال: وكان لهم ملك صالح ، فمات ملكهم وانتشر أمرهم فسمع بهم ملك من ملوك فارس يقال له دقيانوس ، وكان جباراً كافراً فأقبل في عساكره حتى دخل أفسوس فاتخذها دار ملكه وبنى فيها قصراً ، فوثب اليهودي وقال: إن كنت عالماً فصف لي ذلك القصر ومجالسه فقال: يا أخا اليهود ابتنى فيها قصر من الرخام طوله فرسخ في عرض فرسخ ، واتخذ فيه أربعة آلاف اسطوانة من الذهب وألف قنديل من الذهب ، لها سلاسل من اللجين تسرج في كل ليلة بالأذهان الطيبة ، واتخد لشرقي المجلس مائة وثمانين كوة ولغربية كذلك ، وكانت الشمس من حين تطلع إلى حين تغيب تدور في المجلس كيفما دارت ، واتخذ فيه سريراً من الذهب طوله ثمانون ذراعاً في عرض أربعين ذراعاً مرصعاً بالجواهر ، ونصب على يمين السرير ثمانين كرسياً من الذهب فأجلس عليها بطارقته، واتخذ أيضاً ثمانين كرسياً من الذهب عن يساره فأجلس عليها هراقلته ، ثم جلس هو على السرير ووضع التاج على رأسه ، فوثب اليهودي وقال: يا علي إن كنت عالماً فأخبرني مم كان تاجه ؟ فقال: يا أخا اليهود كان تاجه من الذهب السبيك له تسعة أركان على كل ركن لؤلؤة تضيء كما يضيء المصباح في الليلة الظلماء ، واتخذ خمسين غلاماً من أبناء البطارقة فمنطقهم بمناطق الديباج الأحمر ، وسرولهم بسرواويل القز الأخضر وتوجهم ودملجهم وخلخلهم ، وأعطاهم عمد الذهب ، وأقامهم على رأسه واصطنع ستة غلمة من أولاد العلماء وجعلهم وزراء فما يقطع أمراً دونه ، وأقام منهم ثلاثة عن يمينه وثلاثة عن يساره ، فوثب اليهودي وقال: ياعلي إن كنت صادقاً فأخبرني ماكانت أسماء الستة ؟ فقال " علي " ( عليه السلام ) : حدثني حبيبي " محمد (ص) إن الذين كانوا عن يمينه أسماؤهم تمليخا ومكسلمينا ومحسلمينا ، وأما الذين كانوا عن يساره فمرطليوس وكشطوس وسادنيوس ، وكان يستشيرهم في جميع أموره ، وكان إذا جلس كل يوم في صحن داره واجتمع الناس عنده دخل من باب الدار ثلاثة غلمة في أحدهم جام من الذهب مملوء من المسك وفي يد الثاني جام من فضة مملوء من الورد ، وعلى يد الثالث طائر فيصيح به فيطير الطائر حتى يقع في جام ماء الورد فيتمرغ فيه فينشف مافيه بريشه وجناحيه ، ثم يصيح به الثاني فيطير فيقع في جام المسك فيتمرغ فيه فينشف مافيه بريشه وجناحيه ، ثم يصيح به الثالث فيطير فيقع على تاج الملك فينفض ريشه وجناحيه على رأس الملك بما فيه من المسك وماء الورد ، فمكث الملك في ملكه ثلاثين سنة من غير أن يصيبه صداع ولا وجع ولاحمى ولا لعاب ولابصاق ولامخاط ، فلما رأى ذلك من نفسه عتا وطغى وتجبر واستعصى ، وأدعى الربوبية من دون الله تعالى ، ودعا إليه وجوه قومه فكل من أجابه أعطاه وحباه وكساه وخلع عليه ، ومن لم يجبه ويتابعه قتله ، فأجابوه بأجمعهم ، فأقاموا في ملكه زماناً يعبدونه من دون الله تعالى ، فبينما هو ذات يوم جالس في عيد له على سريره والتاج على رأسه إذا أتى بعض بطارقته فأخبره أن عساكر الفرس قد غشيته يريدون قتاله ، فاغتم لذلك غماً شديداً حتى سقط التاج عن رأسه وسقط هو عن سريره ، فنظر أحد فتيته الثلاثة الذين كانوا عن يمينه إلى ذلك - وكان عاقلاً يقال له تمليخاً - فتفكر وتذكر في نفسه وقال: لو كان دقيانوس هذا إلهاً كما يزعم لما حزن ولما كان ينام ولما كان يبول ويتغوط وليست هذه الأفعال من صفات الإله ، وكانت الفتية الستة يكونون كل يوم عند واحد منهم وكان ذلك اليوم نوبة تمليخاً فاجتمعوا عنده فأكلوا وشربوا ، ولم يأكل تمليخاً ولم يشرب فقالوا: يا تمليخاً مالك لاتأكل ولاتشرب؟ فقال: يا إخوتي وقع في قلبي شيء منعني عن الطعام والشراب والمنام ، فقالوا: وماهو يا تمليخاً ؟ فقال: أطلت فكري في هذه السماء فقلت: من رفعها سقفاً محفوظاً بلا علاقة من فوقها ولا دعامة من تحتها ؟ ومن أجرى فيها شمسها وقمرها ؟ ومن زينها بالنجوم؟ ثم أطلت فكري في هذه الأرض من سطحها على ظهر اليم الزاخر ومن حبسها وربطها بالجبال الرواسي لئلا تميد؟ ثم أطلت فكري في نفسي فقلت: من أخرجني جنيناً من بطن أمي ؟ ومن غذاني ورباني ؟ إن لهذا صانعاً ومدبراً سوى دقيانوس الملك ، فانكبت الفتية على رجليه يقبلونهما وقالوا: ياتمليخاً لقد وقع في قلوبنا ماوقع في قلبك فأشر علينا فقال: يا إخوتي ما أجد لي ولكم حيلة إلا الهرب من هذا الجبار إلى ملك السماوات والأرض فقالوا: الرأي ما رأيت ، فوثب تمليخاً فابتاع تمراً بثلاثة دراهم وصرها في ردائه وركبوا خيولهم وخرجوا ، فلما ساروا قدر ثلاثة أميال من المدينة قال لهم تمليخاً : يا إخوتاه قد ذهب عنا ملك الدنيا وزال عنا أمره فانزلوا عن خيولكم وامشوا على أرجلكم لعل الله يجعل لكم من أمركم فرجاً ومخرجاً ، فنزلوا عن خيولهم ومشوا على أرجلهم سبعة فراسخ حتى صارت أرجلهم تقطر دماً لأنهم لم يعتادوا المشي على أقدامهم ، فاستقبلهم رجل راعٍ فقالوا: أيها الراعي أعندك شربة ماء أولبن ؟ فقال: عندي ماتحبون ولكني أرى وجوهكم وجوه الملوك وما أظنكم إلا هراباً فأخبروني بقصتكم ، فقالوا: ياهذا إنا دخلنا في دين لايحل لنا الكذب أفينجينا الصدق ؟ قال: نعم فأخبروه بقصتهم ، فأنكب على أرجلهم يقبلها ويقول: قدوقع في قلبي ماوقع في قلوبكم ، فقفوالي هاهنا حتى أرد الأغنام إلى أربابها وأعود إليكم ، فوقفوا له فردها وأقبل يسعى فتبعه كلب له ، فوثب اليهودي قائماً فقال: يا " علي " إن كنت عالماً فأخبرني ماكان لون الكلب واسمه ؟ فقال: يا أخا اليهود حدثني حبيبي " محمد " (ص) أن الكلب كان أبلق بسواد وكان اسمه قطمير ، قال: فلما نظر الفتية إلى الكلب قال بعضهم لبعض : إنا نخاف إن يفضحنا الكلب بنبيحه فألحوا عليه طرداً بالحجارة فلما نظر إليهم الكلب وقد ألحوا عليه بالحجارة والطرد أقعى على رجليه وتمطى وقال بلسان طلق ذلق: ياقوم لم تطردونني وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، دعوني أحرسكم من عدوكم وأتقرب بذلك إلى الله سبحانه وتعالى ، فتركوه ومضوا ، فصعد بهم الراعي جبلاً وانحط بهم على كهف ، فوثب اليهودي وقال: يا " علي " ما اسم ذلك الجبل وما اسم الكهف ؟ قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يا أخا اليهود اسم الجبل ناجوس واسم الكهف الوصيد ، ( وقيل خيرم ) ، قال: وإذا بفناء الكهف أشجار مثمرة وعين غزيرة ، فأكلوا من الثمار وشربوا من الماء وجنهم الليل فأووا إلى الكهف وربض الكلب على باب الكهف ومد يديه عليه ، وأمر الله ملك الموت بقبض أرواحهم ، ووكل الله تعالى بكل رجل منهم ملكين يقلبانه من ذات اليمين إلى ذات الشمال ومن ذات الشمال إلى ذات اليمين ، قال: وأوحى الله تعالى إلى الشمس فكانت تزاور عن كهفهم ذات اليمين إذا طلعت وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال ، فلما رجع الملك دقيانوس من عيده سأل عن الفتية فقيل له : إنهم اتخذوا إلهاً غيرك وخرجوا هاربين منك ، فركب في ثمانين ألف فارس وجعلوا يقفون آثارهم حتى صعد الجبل وشارف الكهف ، فنظر إليهم مضطجعين فظن أنهم نيام ، فقال لأصحابه: لوأردت أن أعاقبهم بشيء ما عاقبتهم بأكثر مما عاقبوا به أنفسهم فأتوني بالبنائين ، فأتى بهم فردموا عليهم باب الكهف بالجص والحجارة ثم قال لأصحابه : قواوا لهم يقولوا لإلههم الذي في السماء إن كانوا صادقين يخرجهم من هذا الموضع ، فمكثوا ثلاثمائة وتسع سنين ، فنفخ الله فيهم الروح وهبوا عن رقدتهم لما بزغت الشمس ، فقال بعضهم لبعض: لقد غفلنا هذه الليلة عن عبادة الله تعالى قوموا بنا إلى العين ، فإذا بالعين قد غارت والأشجار قد جفت ، فقال بعضهم لبعض: إنا من أمرنا هذا لفي عجب ، مثل هذه العين قد غارت في ليلة واحدة ، ومثل هذه الأشجار قد جفت في ليلة واحدة ، فألقى الله عليهم الجوع ، فقالوا: أيكم يذهب بورقكم هذه إلى المدينة فليأتينا بطعام منها ، ولينظر أن لايكون من الطعام الذي يعجن بشحم الخنزير ، وذلك قوله تعالى ( فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما ) أي أحل وأجود وأطيب فقال لهم تمليخاً : يا أخوتي لايأتكم أحد بالطعام غيري ولكن أيها الراعي ادفع إلي ثيابك وخذ ثيابي ، فلبس ثياب الراعي ومر وكان يمر بمواضع لا يعرفها وطريق ينكرها حتى أتى المدينة فإذا عليه علم أخضر مكتوب عليه لا إله إلا الله عيسى روح الله ، فطفق الفتى ينظر إليه ويمسح عينيه ويقول : أراني نائماً ، فلما طال عليه ذلك دخل المدينة فمر بأقوام يقرأون الانجيل واستقبله أقوام لايعرفهم حتى انتهى إلى السوق فإذا هو بخباز فقال له: ياخباز ما اسم مدينتك هذه ؟ قال: أفسوس ، قال: وما أسم ملككم ؟ قال: عبد الرحمن ، قال تمليخاً : إن كنت صادقاً فإن أمري عجيب ادفع لي بهذه الدراهم طعاماً - وكانت دراهم ذلك الزمان الأول ثقافاً كباراً ، فتعجب الخباز من تلك الدراهم ، فوثب اليهودي وقال: يا " علي " إن كنت عالماً فأخبرني كم كان وزن الدرهم منها ؟ فقال: يا أخا اليهود أخبرني حبيبي " محمد " (ص) أن وزن كل درهم منها عشرة دراهم وثلثا درهم، فقال له الخباز: ياهذا قد أصبت كنزاً فأعطني بعضه وإلا ذهبت بك إلى الملك ، فقال تمليخاً: ما أصبت كنزاً وإنما هذا من ثمن تمر بعته بثلاثة دراهم منذ ثلاثة أيام وقد خرجت من هذه المدينة وهم يعبدون دقيانوس الملك ، فغضب الخباز وقال: ألا ترضى أن أصبت كنزاً أن تعطيني بعضه حتى تذكر رجلاً جباراً كان يدعي الربوبية قد مات مند ثلاثمائة سنة وتسخر بي وأمسكه واجتمع الناس ثم أنهم أتوا به إلى الملك - وكان عاقلاً عادلاً - فقال لهم: ماقصة هذا الفتى ؟ قالوا: أصاب كنزاً . فقال له الملك: لاتخف فإن نبينا عيسى ( عليه السلام ) أمرنا أن لا نأخذ من الكنوز إلا خمسها فادفع إلي خمس هذا الكنز وامض سالماً ، فقال: أيها الملك تثبت في أمري ما أصبت كنزاً وإنما أنا من أهل هذه المدينة فقال له: أنت من أهلها ؟ قال: نعم ، قال: أفتعرف فيها أحداً ؟ قال: نعم قال: فسم لنا فسمى له نحواً من ألف رجل فلم يعرفوا منه رجلاً واحداً ، قالوا: ياهذا مانعرف هذه الأسماء وليست هي من أسماء أهل زماننا ولكن هل لك في هذه المدينة دار ؟ فقال: نعم أيها الملك فابعث معي أحداً فبعث معه الملك جماعة حتى أتى بهم داراً أرفع دار في المدينة وقال: هذه داري ، ثم قرع الباب فخرج لهم شيخ كبير قد استرخى حاجباه من الكبر على عينيه وهوفزع مرعوب مذعور ، فقال: أيها الناس ما بالكم ؟ فقال له رسول الملك: إن هذا الغلام يزعم أن هذه الدار داره فغضب الشيخ والتفت إلى تمليخاً وتبينه وقال له : ما اسمك ؟ قال: تمليخاً بن فلسطين ، فقال له الشيخ : أعد علي فأعاد عليه فأنكب الشيخ على يديه ورجليه وقال: هذا جدي ورب الكعبة وهو أحد الفتية الذين هربوا من دقيانوس الملك الجبار إلى جبار السماوات والأرض ولقد كان عيسى ( عليه السلام ) أخبرنا بقصتهم وأنهم سيحيون ، فأنهى ذلك إلى الملك فركب الملك وأتى إليهم وحضرهم ، فلما رأى الملك تمليخاً نزل عن فرسه وحمل تمليخاً على عاتقه فجعل الناس يقبلون يديه ورجليه ويقولون له: تمليخاً مافعل بأصحابك ؟ فأخبرهم أنهم في الكهف ، وكانت المدينة قد وليها رجلان ملك مسلم وملك نصراني ، فركبا في أصحابهم وأخذا تمليخاً فلما صاروا قريباً من الكهف ، قال لهم تمليخاً : ياقوم إني أخاف أن إخوتي يحسون بوقع حوافر الخيل والدواب وصلصلة اللجم والسلاح فيظنون أن دقيانوس غشيهم فيموتون جميعاً فقفوا قليلاً حتى أدخل عليهم فأخبرهم فوقف الناس ودخل تمليخاً فوثب إليه الفتية واعتنقوه ، وقالوا: الحمد لله الذي نجاك من دقيانوس ، فقال: دعوني منكم ومن دقيانوس كم لبثتم ؟ ( قالوا: لبثنا يوماأوبعض يوم ) قال: بل لبثتم ثلاثمائة وتسع سنين ، وقد مات دقيانوس وانقرض قرن بعد قرن وآمن أهل المدينة بالله العظيم وقد جاؤوكم ، فقالوا له: ياتمليخاً تريد أن تصيرنا فتنة للعالمين ، قال: فماذا تريدون ؟ قالوا: إرفع يديك ونرفع أيدينا ، فرفعوا أيديهم وقالوا: اللهم بحق ما أريتنا من العجائب في أنفسنا إلا قبضت أرواحنا ولم يطلع علينا أحد فأمر الله ملك الموت بقبض أرواحهم وطمس الله باب الكهف وأقبل الملكان يطوفان حول الكهف سبعة أيام فلا يجدان له باباً ولا منفذاً ولامسلكاً فأيقنا حينئذ بلطيف صنع الله الكريم وأن أحوالهم كانت عبرة أراهم الله إياها ، فقال المسلم: على ديني ماتوا أنا أبني على باب الكهف مسجداً ، وقال النصراني: بل ماتوا على ديني فأنا أبني على باب الكهف ديراً ، فاقتتل الملكان فغلب المسلم النصراني فبنى على باب الكهف مسجداً فذلك قوله تعالى ( قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا ) وذلك يايهودي ماكان من قصتهم ثم قال " علي " ( عليه السلام ) لليهودي: سألتك بالله يايهودي أوافق هذا مافي توراتكم ؟ فقال اليهودي: مازدت حرفاً ولا نقصت يا أبا الحسن ، لاتسمني يهودياً فأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وأنك أعلم هذه الأمة . لقد كان هناك الكثير من الصحابة المرافقين لرسول الله (ص) يرون ويسمعون ماينقله لهم رسول الله (ص) عن الوحي ( عليه السلام ) عن الله عزوجل ولا ينكر أحد أنه كان يوجد بين الصحابة الكثير من المنافقين أعداء الدين على اختلاف نفاقهم ، فمنهم من كان هدفه من الإسلام ومن مرافقة ومصاحبة النبي الحصول على مكان قيادي ومهم في السلطة الإسلامية ، ومنهم من كان هدفه المحافظة على ماكان يملكه من أموال وغيره . ومنهم من كان هدفه تشويه صورة الدين ومساعدة الأعداء على القضاء على الإسلام ، ومنهم من كان يحما أحقاداً وبغضاً دفيناً للإسلام وقياداته الحقيقية فكان ينتظر الفرصة للانتقام والتدمير . والقرآن الكريم أورد سورة كاملة سماها سورة المنافقين والتاريخ الإسلامي يذكر بعد وفاة رسول الله (ص) ولايمكن لأحد أن يقول إن جميع الصحابة كانوا من الصدق والطهارة إلى درجة أن لايمكن أن يخطأوا أو يعملوا عملاً يغضب الله ورسوله ، فهذا القرآن الكريم يذكر في بعض آياته أنه حتى الأنبياء وزوجاتهم وهم أقرب الناس إليهم يمكن أن يكونوا من أهل النار فأبن النبي نوح وزوجته وزوجة النبي لوط كانوا أعواناً للكافرين . ولقد حفظ لنا التاريخ الاسلامي الكثير من المواقف الي تبين لنا عظم الأخطاء التي قام بها البعض : منهم ماقام به خالد بن الوليد من قتل مالك بن نويرة والتعدي على زوجته وقتل الكثير من رجال قبيلته ظلماً وعدوناً ... يقول ابن الأثير ... ودخل ( أي خالد ) المسجد وعليه قباء ، وقد غرز في عمامته أسهماً فقام إليه عمر فنزعها وحطمها وقال له : قتلت إمرءاً مسلماً ، ثم نزوت على امرأته ، والله لأرجمنك بأحجارك. وهذه عائشة بنت أبي بكر زوجة النبي (ص) قادت حملة حربية مع الكثير من الصحابة في المعركة المسماة بمعركة الجمل لقتال إمام زمانها والخليفة المفترض الطاعة بعد رسول الله ، وقتل بسبب ذلك آلاف من المسلمين . وهذا معاوية بن أبي سفيان الذي أصر على البقاء حاكماً على المسلمين في الشام وقد حرباً ضد خليفة المسلمين الإمام " علي " ( عليه السلام ) في معركة تسمى بمعركة صفين وسن سنة سب أهل البيت على منابر المسلمين لسنوات طويلة . وجعل على الناس بعه إبنه يزيد ملكاً عليهم الذي فعل مافعل من تحريف وتشويه للدين الإسلامي . |
![]() |
![]() |
![]() |
#85 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() وإليكم بعض الاعترافات : وفي هذه الرسالة اعتراف واضح وصراحة شاملة بسلب أبي بكر ، وعمر الخلافة من " علي بن أبيأما عن رسالة محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابها فنقتصر هنا على جواب معاوية لما فيها من صراحة خطيرة: من معاوية بن صخر إلى الزاري على أبيه محمد بن أبي بكر أما بعد: فقد أتاني كتابك فتذكر فيه ما الله أهله في عظمته وقدرته وسلطانه ، وما اصطفى به رسول الله (ص) مع كلام كثير فيه تضعيف . ولأبيك فيه تعنيف . ذكرت فيه فضائل أبن أبي طالب ، وقديم سوابقه وقرابته الى رسول الله (ص) ومواساته فيه في كل هول وخوف ، فكان احتجاجك علي وعيبك لي بفضل غيرك لابفضلك . فاحمد رباً صرف هذا الفضل عنك ، وجعله لغيرك ، فقد كنا وأبوك فينا نعرف فضل أبن أبي طالب . وحقه لازماً لنا ، مبروراً علينا ، فلما اختار الله لنبيه ( عليه الصلاة والسلام ) ماعنده وأتم له ماوعده وأظهر دعوته ، وأبلج حجته ، وقبضه الله إليه ( صلوات الله عليه ) ، فكان أبوك وفاروقه أول من ابتزه حقه ، وخالفه على أمره ، على ذلك إتفقا وإتسقا ، ثم أنهما دعواه إلى بيعتهما ، فأبطأ عنهما وتلكأ عليهما ، فهما به الهموم وأرادا به العظيم ، ثم انه بايع لهما وسلم لهما ، وأقاما لايشركانه في أمرهما ، ولايطلعناه على أمرهما ، حتى قبضهما الله ، ثم قام ثالثهما عثمان فهدى بهديهما وسار بسيرهما ، فعبته أنت وصاحبك ، حتى طمع فيه الاقاصي من أهل المعاصي ، فطلبتما له الغوائل وأظهرتما عداوتكما فيه ، حتى بلغتما فيه مناكما ، فخذ حذرك يا ابن أبي بكر ، وقس شبرك بفترك يقصر عنه أن توازي وتساوي من يزن الجبال بحلمه ، لايلين عن قسر قناته ، ولايدرك ذو مقال أناته ، أبوك مهد مهاده وبنى لملكه وساده ، فإن يكن مانحن فيه صواباً ، فأبوك استبد به ونحن شركاؤه ولولا مافعل أبوك من قبل ، ماخلفنا ابن أبي صواباً ، ولسلمنا إليه ، ولكنا رأينا أباك فعل ذلك به من قبلنا ، فأخذنا بمثله ، فعب أباك بما بدا لك أو دع ذلك ، والسلام على من أناب . طالب " ( عليه السلام ) . وقد اضطر إليها معاوية في رد احجة محمد بن أبي بكر ، وردعه عن مواصلة دعم " علي " ( عليه السلام ) ويبين معاوية اتفاق الاثنين على سلب الخلافة من " علي " ( عليه السلام ) ، وعملهما المشترك لإنزال أقسى العقوبات به لاجباره على البيعة ، إذ قال: فهما به الهموم وأرادا به العظيم . روى البلاذري قائلاً لما قُتل " الحسين " كتب عبدالله بن عمر إلى يزيد بن معاوية : " إما بعد ... فقد عظمت الرزية وجلت المصيبة ، وحدث في الإسلام حدث عظيم ، ولايوم كيوم قتل " الحسين " . فكتب إليه يزيد: أما بعد يا أحمق ، فإنا جئنا إلى بيوت مجددة، وفرشٍ ممهدة ، ووسائد منضدة ، فقاتلنا عنها ، فإن يكن الحق لنا فمن حقنا قاتلنا ، وإن كان الحق لغيرنا ، فأبوك أول من سن هذا واستأثر بالحق على أهله " . وفي هذه الرسالة أعتراف واضح من يزيد بن معاوية بتسلط عمر وأبي بكر على منصب الخلافة ، وأخذها من أهلها الشرعيين . وقد أرسل يزيد جملته إرسال المسلمات ! ولقد قبل أمير المؤمنين " علي " ( عليه السلام ) أن يكون عوناً للدين والمحافظة عليه وليس عوناً لمن آذوا الله ورسوله بمخالفتهم للأوامر الإلهية والأحاديث النبوية والتي أشارت إلى أن الخلفاء من بعد رسول الله (ص) إثني عشر خليفة روتها الكثير من الكتب الإسلامية . قال رسول الله (ص): من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال " علياً " من بعدي وليوال وليه وليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي رزقوا فهماً وعلماً وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي . قال رسول الله (ص) لايزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم إثنا عشر خليفة كلهم من قريش . قال الرسول (ص) للحسين بن علي بن أبي طالب: هذا إمام أخوإمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم . وقال (ص): أنا سيد النبيين و " علي " سيد الوصيين وإن أوصيائي بعدي إثنى عشر أولهم " علي " وآخرهم المهدي . وقال (ص): بعدي إثنا عشر خليفة بعد نقباء بني إسرائيل . وقال(ص): من أحب أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال " علياً " وليعاد عدوه وليأتم بالأئمة الهداة من ولده فإنهم خلفائي وأوصيائي وحجج الله على خلقه بعدي وسادات أمتي وقواد الأتقياء إلى الجنة حزبهم حزبي وحزبي حزب الله . ويروى أن نعثل اليهودي سأل النبي (ص) قائلاً: فاخبرني عن وصيك من هو؟ فقال رسول الله (ص) : نعم إن وصيي والخليفة من بعدي " علي بن أبي طالب " وبعده سبطاه " الحسن " و " الحسين " تتلوهم تسعة من صلب " الحسين " أئمة أبرار . قال: يا " محمد " فسمهم لي قال: " نعم إذا مضى " الحسين " فإبنه " علي " فإذا مضى فإبنه " محمد " فإذا مضى فإبنه " جعفر " فإذا مضى فإبنه " موسى " فإذا مضى فإبنه " علي " فإذا مضى فإبنه " محمد " فإذا مضى مضى " محمد " فإبنه " علي " فإذا مضى " علي " فإبنه " الحسن " فإذا مضى " الحسن " فبعده ابنه " الحجة بن الحسن بن علي ( عليهم السلام ) فهذه إثنا عشر إماماً على عدد نقباء بني إسرائيل " . إلى أن قال (ص): " طوبى لمن أحبهم وطوبى لمن تمسك بهم والويل لمبغضهم " فانتفض نعثل وقام بين يدي رسول الله (ص) وأنشأ يقول : صلى العلي ذو العلي ----------------------- عليك ياخير البشر أنت النبي المصطفى ----------------------- والهاشمي المفتخر بك اهتدانا ربنا ---------------------------- وفيك نرجوا ما أمر ومعشر سميتهم --------------------------- أئمة إثنا عشر حباهم رب العلى -------------------------- ثم صفاهم من كدر قدفاز من والاهم -------------------------- وخاب من عفى الأثر آخرهم يشفى الضمى --------------------- وهو الإمام المنتظر عترتك الأخيار لي ------------------------ والتابعون ما أمر من كان عنكم معرضاً -------------------- فسوف يصلى بسقر وينقل لنا التاريخ قصة تثبت التخبط الذي عاشه قسم كبير من المسلمين بعد وفاة رسول الله (ص) حيث التقى أحد الشخصيات القيادية البارزة في مكان ما مع مجموعة من العلماء المسلمين بعد أن ثبت لديه أن رسول الله (ص) قال: أن الخلفاء من بعدي إثنا عشر فأخذ يقابل العلماء واحداً بعد الآخر وكل واحد منهم يسأله عن الحديث وحين يجيب أنه صحيح كان يقول له اكتب أسماءهم على ورقة وهكذا حتى انتهى منهم جميعاً وقد تبين له أن كل واحد منهم قد كتب أسماء مختلفة عن الآخر .. وعند ذلك قال لهم هل من المعقول أن رسول الله يعين للمسلمين خلفاء لا تعرفونهم ولكن الشيعة الاثنى عشرية يعرفون خلفاءهم الاثنى عشر ولو سألنا حتى أطفالهم لاتفقوا جميعاً على أسماء أئمتهم . |
![]() |
![]() |
![]() |
#86 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() لماذا لم يطالب الإمام " علي " بحقه
وهنا سؤال يفرض نفسه: إذا كان الامام هو الخليفة بالنص الثابت ، فلماذا لم يطالب الامام بالخلافة حين تولاها أبوبكر بعد الرسول ؟! وقد تردد هذا السؤال ، وتكرر منذ عهد الامام حتى اليوم ، بل سئل عن ذلك الامام بالذات ، وفيما يلي ننقل ماأجاب به الامام ، وماقاله بعض الباحثين ، وما أستنتج من منطق الحوادث ، وإليك ملخص الأجوبة: 1- قال الإمام مجيباً عن هذا السؤال: والله مامنعني الجبن ، ولاكراهية الموت ، ولكن منعني عهد أخي رسول الله ، إذ قال: يا أبا الحسن إن الأمة ستغدر بك ، وتنقض عهدي ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى . فقلت: ماذا تعهد إلي يارسول الله إذا كان ذلك ؟ فقال: إن وجدت أعواناً فبادر إليهم ، وجاهدهم ، وإن لم تجد أعواناً فكف يدك ، واحقن دمك ، حتى تلحق بي مظلوماً . ثم قال: إن لي أسوة بسبعة أنبياء: أولهم نوح ، إذ قال: " إني مغلوب فانتصر " والثاني إبراهيم الخليل ، حيث قال: " واعتزلكم وماتدعون من دون الله " والثالث ابن خالته لوط الذي قال لقومه : " لو كان لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد " والرابع يوسف ، إذ قال: " رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه " والخامس موسى حيث قال: " ففررت منكم لما خفتكم " والسادس هارون الذي قال: " إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني " والسابع محمد لما هرب من المشركين إلى الغار . وقيل للامام الرضا ( عليه السلام ) لِم لم يجاهد " علي " أعداءه خمساً وعشرين سنة بعد رسول الله ، ثم جاهد في أيام ولايته ؟ فقال: " لأنه اقتدى برسول الله في تركه جهاد المشركين بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة ، وبالمدينة تسعة عشرة شهراً ، وذلك لقلة أعوانه عليهم ، وكذلك ترك " علي " مجاهدة أعدائه لقلة أعوانه عليهم " . 2- إن الناس كانوا قريبي العهد بالإسلام ، وأكثرهم أو الكثير منهم لم يتمكن الدين من نفوسهم ، ولم يكن للمسلمين بعدُ من القوة والمناعة ما يصمدون بها أمام الهزات العنيفة بخاصة أن ثورات أهل الردة قد نشبت في أنحاء الجزيرة وأن النبي كان قد أعد حملة في مرض موته على الروم الذين كانوا يتحفزون هم والفرس للقضاء على الدولة الإسلامية الناشئة ، فلو ثار الامام فيمن ثار على الخلافة ، والحال هذه ، لتشتت كلمة الإسلام والمسلمين ، وذهب ريحهم وسلطانهم ولما كان للإسلام تلك العظمة والانتشار ، ولما رفرف علمه في مصر والعراق والشام وفارس في أمد قصير ، وماكان الامام وهو الناصح لدين الله ورسوله والذي جاهد وضحى بما ضحى من أجله أن يكون السبب في هدمه وتقويض أركانه ، لذلك سكت الإمام ، ولم يشهر السيف ويعلن الكفاح . 3- آمن " علي " بحقه في الخلافة ، ولكن أراده حقاً يطلبه الناس ولايسبقهم إلى طلبه . وهذا غير بعيد عن زهد الامام القائل: " إن دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز " . وقد وصف بعض العارفين إعراض الإمام عن الدنيا بقوله : " الدنيا أهون عليه من الرماد في يوم عصفت به الريح ، والموت أهون عليه من شرب الماء على الظمأ " . 4- قد كان بين المسلمين أعداء كثيرون للإمام من الذين قتل آباءهم وإخوانهم وأقرباءهم على الشرك ، فلو قام الإمام بالسيف لتذرعوا كذباً ونفاقاً بأنه شق عصا المسلمين ، ولقاموه متسترين باسم الدين ، وماكان الإمام ليوجد لهم السبيل إلى نفسه ، وهو القائل: " إن امرءاً أمكن عدوه من نفسه يحز لحمه ويفري جلده ، ويهشم عظمه ، ويسفك دمه ، وهو يقدر على منعه لعظيم وزره .... " 5- كان للإمام حساد كماكان له أعداء . قيل للخليل بن أحمد: مابال أصحاب رسول الله كأنهم بنو أم واحدة ، وعلي بينهم كأنه ابن علة ؟ ( أبناء العلات هم الأخوة من أب واحد . وأمهات شتى ) . فقال: تقدمهم إسلاماً ، وبذهم شرفاً وفاقهم علماً ، ورجحهم حلماً ، وكثرهم هدى فحسدوه ، والناس على أشكالهم وأمثالهم أميل . وقيل لمسلمة بن نميل : كيف ترك الناس علياً ، وله في كل خير ضرس قاطع ؟ فقال: لأن ضوء عيونهم يقصر عن نوره . وقال الصحابي الجليل أبو الهيثم بن التيهان للإمام : " حسد قريش إياك على وجهين : أما خيارهم فتمنوا أن يكونوا مثلك منافسة في الملأ وارتفاع الدرجة ، وأما شرارهم فحسدوا حسداً أثقل القلوب ، وأحبط الأعمال ، ذلك أنهم رأوا عليك نعمة قدمها إليك الحظ ، وأخرهم عنها الحرمان ، فلم يرضوا أن يلحقوا حتى طلبوا أن يسبقوك ، فبعُدت والله عليهم الغاية ، وقطعت المضمار ، فلما تقدمتهم بالسبق ، وعجزوا عن اللحاق بلغوا منك ما رأيت ، وكنت والله أحق قريش بشكر قريش ، نصرت نبيهم حياً ، وقضيت عنه الحقوق ميتاً ، والله ما بغيهم إلا على أنفسهم .... وإذا كان المسلمون بين عدو موتور ، وحاسد مقهور ، فبمن يحارب ؟ ! وعلى من يعتمد؟! بخاصة أن أبابكر ومن معه أظهروا الشدة ، واستعملوا القوة في أخذ البيعة لأبي بكر ( كان أبوبكروعمر وأبو عبيدة وجماعة من الأصحاب لايمرون بأحد إلا خبطوه ، وقدموه فمدوا يده فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه شاء ذلك أو أبى ) إن بيعة أبي بكر سياسية ملكية ، عليها طوابع الدولة المحدثة ، وأنها إنما قامت كما تقوم الحكومات على أساس القوة والسيف . ولما تأكدوا من أن الإمام لا يقاتل بحال خيروه بين القتال وبين المبايعة ، فبايع مكرهاً دفعاً لأخطر الضررين . وبعد تلك الحادثة الأليمة على قلب رسول الله (ص) والتي هي أساس الظلم والجور وهي حادثة أخذ الخلافة من " علي بن أبي طالب " بدون وجه حق منهم ، جرت حوادث كثيرة سودت وجه التاريخ الإسلامي وتسببت في انحراف الكثير من المسلمين عن الخط الذي رسمه رسول الله (ص) حيث قال: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهم أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما . فبعد أن ظلموا السيدة الزهراء وزوجها الوصي " علي " ( عليه السلام ) آذوا سيد شباب أهل الجنة الإمام " الحسن" وحاربوه ثم قتلوه مسموماً بخطة ماكرة من معاوية بن أبي سفيان عدو رسول الله الذي كان حاكماً على الشام . وقدروى أن النبي رأى أبا سفيان على جمل أحمر يسوقه معاوية ويقوده عتبة فقال: " اللهم إلعن الراكب والقائد والسائق " . وبعد أن صارت الخلافة إلى الإمام " علي " ( عليه السلام ) تمرد عليه معاوية وتسبب في قتل الآلاف من المسلمين وأمر الناس بسب " علي " وأهل البيت لسنين طويلة . وبعد ذلك حول الخلافة الإسلامية إلى ملك له ولأبناءه من بني أمية فنصب من بعده على المسلمين إبنه يزيد ذلك الماجن الفاسد الذي حكم لمدة ثلاث سنوات تقريباً قتل فيها في السنة الأولى سيد شباب أهل الجنة الإمام " الحسين " في مجزرة رهيبة في أرض كربلاء وقتل أهل بيته وقطعت رؤوسهم وسُبيت نساءهم بنات رسول الله (ص) وذلك بعد أن رفض الإمام " الحسين " ( عليه السلام ) أن يبايع يزيد وخرج للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وللسير على خط جده رسول الله ( صلى الله عليه واله ) . |
![]() |
![]() |
![]() |
#87 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
ما واجبنا إتجاه السيدة " فاطمة " ( عليها السلام ) إن للزهراء ( عليها السلام ) حقوق على المسلمين وغيرهم فببركتها نحيا ونعمل ونطيع حتى ندخل الجنة ، فلولاها ولولا أبوها وزوجها وأبنيها لما خلق الله السموات والارض وما خلقنا ، فمن واجبنا أن نعمل الآ تي إكرماً لها : طاعتها : عن الامام الباقر ( عليه السلام ) " ... ولقد كانت ( عليها السلام ) مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والانس والطير والوحش والانبياء والملائكة فنعمل بماكانت تأمر به وننتهي عما كانت تنهي عنه وماكانت تأمر أو تنهي إلا بما يرضي الله عزوجل . قال رجل لأمرته إذهبي إلى " فاطمة " بنت رسول الله (ص) فأسأليها عني أني من شيعتكم أم ليس من شيعتكم ؟ فسألتها فقالت: قولي له : إن كنت تعمل بما أمرناك ، وتنتهي عما زجرناك عنه فأنت من شيعتنا وإلا فلا ، فرجعت فأخبرته فقال: ياويلي ومن ينفك من الذنوب والخطايا فأنا إذا خالد في النار ، فإن من ليس من شيعتهم فهو خالد في النار . فرجعت المرأة لـ " فاطمة " ماقال زوجها فقالت " فاطمة " : قولي له : ليس هكذا شيعتنا من خيار أهل الجنة ، وكل محبينا وموالي أوليائنا ومعادي أعداءنا والمسلم بقلبه ولسانه لنا ليسوا من شيعتنا اذا خالفوا أوامرنا ونواهينا في سائر الموبقات وهم مع ذلك في الجنة ، ولكن بعدما يطهرون من ذنوبهم بالبلايا والرزايا أو في عرصات القيامة بأنواع شدائدها ، أو في الطبق الأعلى من جهنم بعذابها إلى أن نستنقذهم بحبنا منها وننقلهم إلى حضرتنا . المهدي من ولد " فاطمة " عن أم سلمة قالت: قال رسول الله (ص) : المهدي من عترتي من ولد " فاطمة " لقد اختار الله عز وجل السيدة الزهراء لتكون أماً لرجل من ذريتها من أبناء أبناءها يكون على يديه خلاص الأرض من الظلم والجور يغيب فترة طويلة من الزمن ثم يظهر في آخر الزمان ليعيد الحق الى مكانه . ولقد رفض بعض المتوهمين فكرة المهدي لا لشيء سوى اعتقاد الشيعة به مع أن قضية المهدي تعتبر من القضايا العقائدية العامة التي يجب على جميع المسلمون الإيمان بها لأن الأخبار التي وردت في المهدي المنتظر أحصاها المحققون بأكثر من 600 خبر فيها الصحيح وفيها المعتبر وفيها الموثق منها أكثر من 107 من هذه الأخبار روتها المذاهب الأربعة ( الحنبلية والشافعية والمالكية والحنفية ) . وطبقاً لمقاييسهم فإن كثير منها صحيح . رواها أبو داود والترمدي وابن ماجه والبخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه ( باب نزول عيسى ) . وكثير من العلماء السنة ألفوا كتب في الامام المهدي ( عليه السلام ) : 1- البيان في أخبار صاحب الزمان للكنجي الشافعي . 2- العرف الوردي في أخبار المهدي للسيوطي . 3- المختصر في علامات المهدي المنتظر لابن حجر . 4- إقامة البرهان ، وكتاب آخر لأحد العلماء المعاصرون اسمه التويجري طبعت في الرياض . 5- كتاب البيانات للمودودي ، وهوعالم معاصر يقول فيه: إن روايات خروج المهدي تحمل حقيقة أساسية هي القدر المشترك فيها وهي أن النبي أخبر أنه سيظهر في آخر الزمان زعيم عامل بالسنة يملأ الأرض عدلاً ويمحو عن وجهها أسباب الظلم والعدوان ويعلن فيها كلمة الاسلام . 6- بن باز وهو من علماء أهل السنة .. يقول: إن أمر المهدي أمر معلوم والأحاديث فيه مستفيضة بل متواترة متعاضده فهي بحق تدل على أن هذا الشخص الموعود به ، أمره ثابت وخروجه حق . أبعد الكمية الضخمة من الأحاديث يأتي أحدهم وينكر لأن الشيعة يعتقدون بذلك وهذه الحالة من التعصب الأعمى الخطير ، فالانسان يجب أن يعتقد بالحق ويفكر بإمكانية الغيبة الطويلة للامام المهدي ( عليه السلام ) . فهذا الخضر الذي يعتقد به كل المسلمون حي غائب ، والنبي يونس غاب في بطن الحوت ، وعيسى رفع إلى السماء ، وموسى غاب عن قومه وغيرهم .... ويروى أنه إنما أطال الله عمر الخضر ليكون حجة على المعاندين في غيبة المهدي ( راجع كتاب الشيخ الصدوق ، إكمال الدين وتمام النعمة حول موضوع غيبة الأنبياء ) . نعلم ونقر بأنها ( عليها السلام ) تشفع للناس : إن للزهراء مقام عند الله ورسوله وعند أولياءه ومن كان لها هذا المقام فإن شفاعتها مقبولة ، عن رسول الله (ص) إن الله تعالى فطم إبنتي " فاطمة " وولدها ومن أحبهم عن النار فلذلك سميت " فاطمة " . ورسول الله (ص) شفيع لمن تشفع له " فاطمة " . وهو القائل: معرفة آل محمد براءة من النار وحب آل محمد جواز على الصراط وهو القائل: الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقى الله عزوجل وهويودنا دخل الجنة بشفاعتنا ، والذي نفسي بيده لاينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا . قول الأئمة ( عليهم السلام ) : نحن حجج الله على خلقه و " فاطمة " حجة الله علينا . وقد قال الرسول يوماً لـ " لحسن " و " الحسين " ( عليهم السلام ) ... أنتما الامامان ولأمكما الشفاعة . إظهار حبنا لها : ويكون ذلك عن طريق : 1- إقامة مجالس الفرح ومجالس العزاء في ذكر الزهراء نفرح لفرحها ونحزن لحزنها ونذكر مظلوميتها ونكره أعداءها . 2- ذكر فضائلها وسيرتها ومظلوميتها حديثاً أو كتابةً أو تمثيلاً أو رسماً أو بأي وسيلة شرعية أخرى تحت نظر العلماء والمختصين . 3- المحافظة على الحجاب الاسلامي الشرعي الكامل لزوجاتنا وبناتنا وأخواتنا ونساء مجتمعنا إمتثالاً لأمر الزهراء ( عليها السلام ) ولأنها كانت سلام الله عليها رمزاً ، وقدوتاً لنا في الشرف والفضيلة والستر . حب من والاها وبغض من عاداها : 1- ان من لايدري من الناس كيف يوجه حبه وبغضه ربما وجهه الى ناحية تضره وتسبب الانحراف له ولمجتمعه . 2- فالله عزوجل ورسوله (ص)وأهل البيت ( عليهم السلام ) أولى بالحب وأعداء الله ورسوله وأهل بيت الرسول أولى بالبغض . 3- نحب الزهراء وزوجها وبنوها لانهم ساروا على خط رسول الله (ص) وأوصلوا لنا ما أمر به ووضحوا لنا طريق الحق والهداية فهم باب مدينة علم الرسول ومثلهم مثل سفينة نوح من ركبها نجا وهم الحبل الذي من تمسك به اهتدى . 4- وأحق الناس بالبغض من آذوا بضعة الرسول وذريته ولقد قال رسول الله (ص) في حق أهل البيت أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم وعدو لمن عاداهم ومحب لمن أحبهم . تعظيم وتكريم واحترام ذريتها : 1- بالدفاع عنهم وتقديمهم على الآخرين والعفو عنهم ومساعدتهم وقضاء حوائجهم . 2- وكل التعظيم والتكريم لحجة الله على الخلق في زماننا إمام العصر الامام الثاني عشر من الذرية الطاهرة ، الامام المهدي المنتظر إبن الامام الحسن العسكري ( عليه السلام ) الذي يملأ الارض قسطاً وعدلاً بعدما تملأ ظلماً وجورا . فاحترامنا وتعظيمنا وطاعتنا لإمام زماننا والذي هو من ذرية " فاطمة الزهراء " هو تعظيم وطاعة لسيدة النساء ، فهي سلام الله عليها تفرح بذلك وتسعد لأنها تعلم أن الخير كل الخير سيصيبنا أن فعلنا ذلك . عن رسول الله ( ص) : - المهدي من عترتي من ولد " فاطمة " . - المهدي مني ... يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلما . - المهدي حق وهو من بني " فاطمة " . - المهدي من ولدي تكون له غيبة إذا ظهر يملأ الأرض قسطاً وعدلا . - المهدي من هذه الأمة وهو الذي يؤم عيسى . - المهدي إذا قام لا تبقى أرض إلا نودي فيها شهادة لا إله إلا الله . - إذا نادى مناد من السماء أن الحق في آل محمد فعند ذلك يظهر المهدي . - إن " علياً " وصيي ومن ولده القائم المنتظر المهدي . أنا سيد النبيين و " علي " سيد الوصيين ، وان أو صيائي بعدي إثنى عشر أولهم " علي " وآخرهم المهدي . - لولم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي . الا ستغاثة ، التوسل ، النيابة عنها ( سلام الله عليها ) الا ستغاثة " بفاطمة الزهراء " صلوات الله عليها روى المفضل بن عمر ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال: إذا كانت لك حاجة إلى الله وضقت بها ذرعاً ، فصل ركعتين ، فإذا سلمت ، كبر الله ثلاثاً ، وسبح تسبيح " فاطمة " ( عليها السلام ) ، ثم اسجد وقل مائة مرة: يامولاتي ( يا ) " فاطمة " أغيثيني ، ثم ضع خدك الأيمن على الأرض ، وقل مثل ذلك ، ثم عد إلى السجود وقل ذلك مائة مرة وعشر مرات ، واذكر حاجتك ، فإن الله يقضيها . عن أبي عبدالله الصادق ( عليه السلام ) ، قال: إذا كانت لأحدكم استغاثة إلى الله تعالى فليصل ركعتين ، ثم يسجد ويقول: يا " محمد " يارسول الله ، يا " علي " ياسيد المؤمنين والمؤمنات ، بكما أستغيث إلى الله تعالى ، يا " محمد " يا " علي " أستغيث بكما ، ياغوثاه بالله وب " محمد " و " علي " و " فاطمة " - وتعد الأئمة ( عليهم السلام ) - بكم اتوسل إلى الله تعالى ( فإنك تغاث من ساعتك إن شاء الله تعالى ) . صلاة الاستغاثة بالبتول ( عليها السلام ) تصلي ركعتين ، ثم تسجد وتقول: يا " فاطمة " مائة مرة ثم ضع خدك الأيمن على الارض وقل مثل ذلك ، وتضع خدك الايسر على الارض وتقول مثله ، ثم اسجد وقل ذلك مائة وعشر دفعات وقل: يا آمناً من كل شيء وكل شيء منك خائف حذر . أسألك بأمنك من كل شيء وخوف كل شيء منك ، أن تصلي على " محمد " وآل " محمد " وأن تعطيني أماناً لنفسي وأهلي ومالي وولدي لا أخاف ولا أحذر من شيء أبداً ، إنك على كل شيء قدير . عن الشيخ الطوسي عن الصنعاني عن ابي عبدالله الصادق ( عليه السلام ) قال: تصلي للأمر المخوف العظيم ركعتين وهي التي كانت الزهراء ( عليها السلام ) تصليها ، تقرأ في الاولى الحمد وقل هو الله أحد خمسين مرة وفي الثانية مثل ذلك فإذا سلمت صليت على النبي وآله ثم ترفع يديك وتقول: اللهم إني أتوجه بهم اليك بحقهم العظيم الذي لا يعلم كنهه سواك وبحق من حقه عندك عظيم وبأسماءك الحسنى وكلماتك التامات التي أمرتني أن أدعوك بها وأسألك بأسمك العظيم الذي أمرت إبراهيم ( عليه السلام ) أن يدعوبه الطير فأجابته وبأسمك العظيم الذي قلت للنار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم فكانت ، وبأحب أسماءك إليك وأشرفها عندك وأعظمها لديك وأسرعها إجابة وأنجحها طلبة وبما أنت أهله ومستحقه ومستوجبه وأتوسل إليك وأرغب إليك واتصدق منك واستغفرك واستميحك وأتضرع إليك وأخضع بين يديك وأخشع لك وأقر لك بسوء صنيعتي وأتملقك وألح عليك وأسألك بكتبك التي أنزلتها على أنبياءك ورسلك صلواتك عليهم أجمعين من التوراة والإنجيل والقرآن العظيم من أولها إلى آخرها فإن فيها أسمك الأعظم وبما فيها من أسماءك العظمى ، أتقرب إليك وأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفرج عن محمد وآله وتجعل فرجي مقروناً بفرجهم وتبدأ بهم فيه وتفتح أبواب السماء لدعائي في هذا اليوم وتأذن في هذا اليوم وفي هذه الليلة بفرجي وإعطاء سؤلي وأملي في الدنيا والآخرة فقد مسني الفقر ونالني الضر وشملتني الخاصة وألجأتني الحاجة وتوسمت بالذلة وغلبتني المسكنة وحقت علي الكلمة وأحاطت بي الخطيئة وهذا الوقت الذي وعدت أولياءك فيه الإجابة فصل على محمد وآل محمد وامسح مابي بيمينك الشافية وانظر بعينك الراحمة وأدخلني في رحمتك الواسعة وأقبل إلي بوجهك الذي إذا أقبلت به على أسير فككته وعلى ضال هديته وعلى حائر أديته وعلى فقير أغنيته وعلى ضعيف قويته وعلى خائف آمنته ولا تخلني لقاً لعدوك وعدوي ياذا الجلال والإكرام يامن لايعلم كيف هو وحيث هو وقدرته إلا هو يامن سد الهواء بالسماء وكبس الأرض على الماء واختار لنفسه أحسن الأسماء يامن سمى نفسه بالاسم الذي به تقضي حاجة كل طالب يدعوه وأسألك بذلك الاسم فلا شفيع أقوى لي منه وبحق محمد وآل محمد أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقضي لي حوائجي وتسمع محمداً وعلياً وفاطمة والحسن والحسين وعلياً ومحمداً وجعفراً وموسى وعلياً ومحمداً وعلياً والحسن والحجة بن الحسن صلواتك عليهم وبركاتك ورحمتك وصلواتي ليشفعوا لي إليك وتشفعهم في ولا تردني خايباً بحق لا إله إلا أنت وبحق محمد وآل محمد صل على محمد وآل محمد وافعل بي ( كذا وكذا ) ياكريم . |
![]() |
![]() |
![]() |
#88 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() التوسل بالزهراء
قال الشيخ أحمد الهمداني : سمعت شيخي ومعتمدي آية الله المرحوم ملا علي المعصومي يقول في التوسل بالزهراء ( عليها السلام ) : تقول خمسمائة وثلاثين مرة: ( اللهم صل على " فاطمة " وأبيها وبعلها وبنيها ما أحاط به علمك ) . وأيضاً عنه ( رضي الله عنه ) : ( إلهي بحق " فاطمة " وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ) . تقضي حاجتك إن شاء الله تعالى . عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي إبراهيم ( عليه السلام ) - في حديث - قلت: جعلت فداك ، إن أذنت لي حدثتك بحديث عن أبي بصير ، عن جدك : أنه كان إذا وعك استعان بالماء البارد ، فيكون له ثوبان: ثوب في الماء البارد وثوب على جسده ، يراوح بينهما ثم ينادي حتى يسمع صوته على باب الدار : يا " فاطمة " بنت محمد " فقال صدقت . فضل الطواف عن " فاطمة الزهراء " ( عليها السلام ) خصوصاً عن موسى بن القاسم - في حديث - قال: قلت لابي جعفر الثاني ( عليه السلام ) وربما طفت عن أمك " فاطمة " ( عليها السلام ) ، وربما لم أطف . فقال: استكثر من هذا ، فإنه أفضل ما أنت عامله إن شاء الله . مايهدى إلى " فاطمة الزهراء " ( عليها السلام ) من الصلاة ماتهديه إلى " فاطمة " ( عليها السلام ) يقول: اللهم إن هاتين الركعتين هدية مني إلى الطاهرة المطهرة الطيبة الزكية " فاطمة " بنت نبيك . اللهم فتقبلها مني وأبلغهما إياها عني ، وأثبني عليهما أفضل أملي ورجائي فيك وفي نبيك صلوات الله عليه وآله ووصي نبيك والطيبة الطاهرة " فاطمة " بنت نبيك ، و " الحسن " و " الحسين " سبطي نبيك ، ياولي المؤمنين ، يا ولي المؤمنين ، يا ولي المؤمنين . صلاة الهدية ثماني ركعات ، روى عنهم ( عليهم السلام ) أنه يصلي العبد في يوم الجمعة ثماني ركعات ، أربعاً يهدي إلى رسول الله (ص) وأربعاً يهدي إلى " فاطمة " ( عليها السلام ) ، ويوم السبت أربع ركعات ، يهدي إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ثم كذلك كل يوم إلى واحد من الأئمة ( عليهم السلام ) إلى يوم الخميس أربع ركعات يهدي إلى جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام) ثم يوم الجمعة أيضاً ثماني ركعات ، أربعاً يهدي إلى رسول الله (ص) وأربع تهدى إلى " فاطمة " ( عليها السلام ) ثم يوم السبت أربع ركعات يهدي إلى موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ثم كذلك إلى يوم الخميس أربع ركعات ، يهدي إلى صاحب الزمان ( عليه السلام ) . الدعاء بين كل ركعتين: اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، وإليك يعود السلام ، حينا ربنا منك بالسلام اللهم إن هذه الركعات هدية مني إلى فلان بن فلان بن فلان ، فصل على محمد وآل محمد ، وبلغه إياها وأعطني أفضل أملي ورجائي فيك وفي رسولك صلواتك عليه وآله ( وفيه ) ( وتدعوا بما أحببت إن شاء الله تعالى ) . |
![]() |
![]() |
![]() |
#89 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
زيارة " فاطمة " عليها السلام عن الشيخ الطوسي رضوان الله تعالى عليه باسناده عن العريضي عن الإمام الجواد ( عليه السلام ) قال: إذا صرت إلى قبر جدتك " فاطمة " ( عليها السلام ) فقل: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليك يابنت رسول الله السلام عليك يابنت نبي الله السلام عليك يابنت حبيب الله السلام عليك يابنت خليل الله السلام عليك يابنت صفي الله السلام عليك يابنت أمين الله السلا عليك يابنت خير خلق الله السلام عليك يابنت أفضل انبياء الله ورسله وملائكته السلام عليك يابنت خير البرية السلام عليك يا سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين السلام عليك يازوجة ولي الله وخير الخلق بعد رسول الله وآله السلام عليك يا أم الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة السلام عليك أيتها الرضية المرضية السلام عليك أيتها الفاضلة الزكية السلام عليك أيتها الحوراء الإنسية السلام عليك أيتها التقية النقية السلام عليك أيتها المحدثة العليمة السلام عليك أيتها المظلومة المغصوبة السلام عليك أيتها المضطهدة المقهورة السلام عليك يا " فاطمة " بنت رسول الله ورحمة الله وبركاته صلى الله عليك وعلى روحك وبدنك أشهد أنك مضيت على بينة من ربك وان من سرك فقد سر رسول الله (ص) ومن جفاك فقد جفا رسول الله (ص) ومن آذاك فقد آذا رسول الله (ص) ومن وصلك فقد وصل رسول الله (ص) ومن قطعك فقد قطع رسول الله ( عليه الصلاة والسلام) لأنك بضعة منه وروحه الذي بين جنبيه أشهد الله ورسوله وملائكته أني راض عمن رضيت عنه ساخط على من سخطت عليه متبرء ممن تبرئت منه موال لمن واليت معاد لمن عاديت مبغض لمن أبغضت محب لمن أحببت وكفى بالله شهيداً وحسيباً وجازياً ومثيباً . ثم قل ماقاله الجواد ( عليه السلام ) : يا ممتحنة إمتحنك الله الذي خلقك قبل ان يخلقك فوجدك كما إمتحنك صابرة ، وزعمنا أنا لك أولياء ومصدقون وصابرون لكل ما آتانا به أبوك (ص) وأتى به وصيه فإنا نسألك إن كنا صدقناك إلا ألحقتينا بتصديقنا لهما لنبشر أنفسنا بأنا قد طهرنا بولايتك . ثم صل عليها هكذا: اللهم صل على الصديقة " فاطمة " الزكية حبيبة حبيبك ونبيك وأم أحباءك وأصفياءك التي انتجبتها وفضلتها واخترتها على نساء العالمين ، اللهم كن الطالب لها ممن ظلمها واستخف بحقها وكن الثائر اللهم بدم أولادها اللهم وكما جعلتها أم أئمة الهدى وحليلة صاحب اللواء والكريمة عند الملأ الأعلى فصل عليها وعلى أمها صلاة تكرم بها وجه أبيها محمد (ص) وتقر بها أعين ذريتها وأبلغهم عني في هذه الساعة أفضل التحية والسلام ثم ( ودعها بما يلي ) : السلام عليك ياسيدة نساء العالمين السلام عليك يا والدة الحجج على الناس أجمعين السلام عليك أيتها المظلومة الممنوعة حقها اللهم صل على أمتك وابنة نبيك وزوجة وصي نبيك صلاة تزلفها فوق زلفى عبادك المكرمين من أهل السماوات وأهل الأرضين واغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات أجمعين آمين يارب العالمين . ( ثم توسل بها وقل) : يا " فاطمة الزهراء " يابنت محمد (ص) ياقرة عين الرسول ياسيدتنا ومولاتنا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي حاجاتنا ياوجيهه عندالله إشفعي لنا عند الله . ثم قل: اللهم صل على " فاطمة " وأبيها وبعلها وبنيها بعدد ما أحاط به علمك اللهم بلغ روحها الطيب وجسدها الطاهر مني التحيةوالسلام وأردد علي منها السلام اللهم ارزقني في الدنيا زيارتها وفي الآخرة شفاعتها ووفقني لطلب ثارها مع ولدها المهدي ( عليه السلام ) . |
![]() |
![]() |
![]() |
#90 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم علاقتها مع شيعتها ومحبيها إن للزهراء مكانة عظيمة في قلوب شيعتها ومحبيها فهي المثل الاعلى والقدوة الصالحة والأم الحنون لهم جميعاً يذكرونها دائماً في أحزانهم ومسراتهم تنزل الدموع متسارعة عند ذكر مظلوميتها تتهلل وجوههم فرحاً في ذكرى ميلادها وعند التطرق في الحديث عن فضائلها فما أحلى اسمها في فم محبيها .. فاطمة .. زهراء . بتول . كوثر . وهي عوناً لهم عندما يحتاجون إليها فبفضل الله عزوجل الذي أعطاها وأعطاها لاتتركهم إن طلبوها وحتى إن لم يطلبوها فهي تسارع في نجدتهم وإرشادهم وكلٌ يذكر القصص والاحداث المتعددة الكثيرة التي كان للزهراء يداً في تخليصهم من مشاكلهم . ( يا " فاطمة الزهراء " يابنت رسول الله ياحجة الله على خلقه ياسيدتنا ومولاتنا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيهه عند الله اشفعي لنا عند الله ) . وإليك أيها المحب بعض النماذج المتعلقة بعلاقة الزهراء بشيعتها ومحبيها وعلاقتهم بها : أدخلت السجن لانها قالت : لعن الله ظالميك يا " فاطمة " عن بشار المكاري ، قال: دخلت على أبي عبدالله الصادق ( عليه السلام ) بالكوفة وقد قدم له طبق رطب طبرزد وهو يأكل ، فقال: يابشار، ادن فكل . فقلت: هناك الله وجعلني فداك ، قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي ! أوجع قلبي ، وبلغ مني . فقال لي : بحقي عليك لما دنوت فأكلت . قال: فدنوت فأكلت . فقال لي: حديثك؟ قلت: رأيت جلوازاً يضرب رأس امرأة ويسوقها إلى الحبس وهي تنادي بأعلى صوتها: المستغاث بالله ورسوله ، ولا يغيثها أحد . قال: ولم فعل ذلك بها ؟ قال: سمعت الناس يقولون: إنها عثرت ، فقالت: لعن الله ظالميك يا " فاطمة " فارتكب منها ما ارتكب . قال: فقطع الأكل ولم يزل يبكي حتى ابتل منديله ولحيته وصدره بالدموع ثم قال: يابشار ، قم بنا إلى المسجد السهلة ، فندعوالله عزوجل ونسأله خلاص هذه المرأة . قال: ووجه بعض الشيعة إلى باب السلطان وتقدم إليه بأن لايبرح إلى أن يأتيه رسوله ، فإن حدث بالمرأة حيث صار إلينا حيث كنا . ( أي طلب من بعضهم أن يخبروه بما يجري على المرأة ويأتيه الخبر وهو في مسجد السهلة ) . قال: فصرنا إلى مسجد السهلة وصلى كل واحد منا ركعتين ، ثم رفع الإمام الصادق ( عليه السلام ) يده إلى السماء وقال: أنت الله الذي لا إله إلا أنت - إلى آخر الدعاء - قال: فخر ساجداً لا أسمع منه إلا النفس ثم رفع رأسه فقال: قم فقد أطلقت المرأة . قال: فخرجنا جميعاً ، فبينما نحن في بعض الطريق إذ لحق بنا الرجل الذي وجهناه إلى باب السلطان فقال له ( عليه السلام ) ما الخبر؟ قال: قد أطلق عنها . قال: كيف كان إخراجها؟ قال: لا أدري ولكنني كنت واقفاً على باب السلطان إذ خرج حاجب فدعاها وقال لها: ما الذي تكلمت؟ قالت: عثرت فقلت: " لعن الله ظالميك يافاطمة " ففعل بي ما فعل ، قال: فأخرج مائتي درهم وقال: خذي هذه واجعلي الأمير في حل ، فأبت أن تأخذها ، فلما رأى منها ذلك دخل وأعلم صاحبه بذلك ، ثم خرج فقال: انصرفي إلى بيتك ، فذهبت إلى منزلها فقال أبوعبدالله الصادق ( عليه السلام ) : أبت أن تأخذ المائتي درهم؟ قال: نعم وهي - والله - محتاجه إليها ، قال: فأخرج من جيبه صرة فيها سبعة دنانير ، وقال: إذهب أنت بهذه إلى منزلها فأقرئها مني السلام وادفع إليها هذه الدنانير ، قال: فذهبنا جميعاً فأقرأناها منه السلام . فقالت: بالله أقرأني جعفربن محمد السلام؟ فقلت لها: رحمك الله والله إن جعفر بن محمد أقرأك السلام ، فشقت جيبها ووقعت مغشية عليها . قال: فصبرنا حتى أفاقت ، وقالت: أعدها علي ، فأعدناها عليها حتى فعلت ذلك ثلاثاً ، ثم قلنا لها : خذي! هذا ما أرسل به إليك ، وأبشري بذلك . فأخذته منا ، وقالت: سلوه أن يستوهب أمته من الله ، فما أعرف أحداً توسل به إلى الله ( أتوسل به الى الله أكبر ) منه ومن آبائه وأجداده ( عليهم السلام ) . قال: فرجعنا إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) فجعلنا نحدثه بما كان منها : فجعل يبكي ويدعو لها .... حاشا بني " فاطمة " وفي جواهر العقدين للشريف السمهودي المصري من العجائب أن أبا المحاسن نصر بن عيين الشاعر توجه إلى مكة المعظمة ومعه متاع ومال , فخرج عليه بعض الأشراف من بني داود المقيمين بوادي الصغرى فأخذوا ماكان معه وجرحوه فكتب قصيدة إلى الملك العزيز طغتكين بن أيوب صاحب اليمن وقد كان أخوه الملك الناصر أرسل رسولاً إلى الملك الناصر أن يذهب بالساحل ويفتحه من أيدي الافرنج وهذه هي القصيدة : أغنت صفاتك ذاك المصقع اللسنا ------------------- جزت بالجود حد الحسن والمحسنا ولاتقل ساحل الافرنج اقتحمه ----------------------- فما يساوي إذا قاسيته عدنا وأن أردت جهاداً فادن سيفك من ------------------- قوم أضاعوا فروض الله والسننا طهر سيفك بيت الله من دنس ----------------------- وما أحاط به من خسة وخنا ولاتقل أنهم أولاد فاطمة --------------------------- لو أدركوا آل حرب حاربو الحسنا فلما أتم هذه القصيدة رأى في النوم " فاطمة " ( عليها السلام ) وهي تطوف بالبيت فسلم عليها فلم تجبه , فتضرع إليها وتذلل عندها وسألها عن ذنبه الذي أوجب ذلك ., فأنشدت " فاطمة " ( عليها السلام ) هذه القصيدة : حـــــــاشا بني فــــــــاطمة كلهم ------------------ من خسة يعرض أو من خنا وأنما أيام في غــــــدرها ------------------------ وفعلها السوء أساءت بنا لئن جنا من ولدي واحد ------------------------- تجعل كل السب عمداً لنا فتب إلى الله فمن يقترف ----------------------- إثماً بنا لا يأمن مما جنا فاصفح لأجل المصطفى أحمد ------------------ ولا تثر من أله أعينا فكل ما نالك منهم غدا ------------------------- تلقى به في الحشر منا منا ثم صب بيدها المباركة المقدسة شيئاً شبيه الماء على جرحه , ثم أيقظ من منامه فرأى أن جراحه التي كانت في بدنه صارت ملتئمة صحيحة ., فكتب فوراً قصيدة " فاطمة " ( عليها السلام ) التي أنشدتها في رؤياه , ثم قال معتذراً : عـــــــــذر إلى بنت نبي الهـــــــدى ------------------- تصفح عن ذنب محب جنا وتوبة تقبلهــــا عن أخي ---------------------------- مقالة توقعها في العنا والله لو قطعني واحــــــــــد ------------------------- منهم بسيف البغي أو بالقنا لم أره بفـــــــعله ظــــالماً -------------------------- بل أنه في فعله أحسنا فكتب هذه الحكاية إلى ملك اليمن فارسل الملك الهدايا الكثيرة لهذه الأشراف وأهل مكة . وهذه القصيدة مشهورة بين الناس ومسطورة في ديوان ابن عيين . هدية منها ( عليها السلام ) لزوجة المؤمن في الجنة عن " فاطمة " بنت رسول الله ( عليها السلام ) قالت: قال لي رسول الله (ص) : ألا أبشرك ؟ إذا أراد الله أن يتحف زوجة وليه في الجنة بعث إليك تبعثين إليها من حليك . استحباب إكرام البنت التي اسمها " فاطمة " عن السكوني قال: دخلت على أبي عبدالله الصادق ( عليه السلام ) وأنا مغموم مكروب فقال لي : ياسكوني ما غمك؟ فقلت: ولدت لي ابنة , فقال: ياسكوني على الأرض ثقلها وعلى الله رزقها تعيش في غير أجلك وتأكل من غير رزقك فسرى والله عني . فقال: ما سميتها؟ قلت " فاطمة " قال: آه آه آه , ثم وضع يده على جبهته ( إلى أن قال ) ثم قال: إذا سميتها " فاطمة " فلا تسبها ولا تلعنها ولا تضربها . يوم القيامة يود الناس أنهم كانوا فاطميين عن النبي ( ص) قال ثم يقول جبرائيل : يا " فاطمة " سلي حاجتك فتقولين: يارب , شيعتي فيقول الله تعالى : قد غفرت لهم فتقولين : يارب شيعة ولدي فيقول الله : قد غفرت لهم , فتقولين: يارب شيعة شيعتي , فيقول الله : انطلقي , فمن اعتصم بك فهو معك في الجنة , فعند ذلك تود الخلائق أنهم كانوا فاطميين ... . |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لوح فاطمة الزهراء عليها السلام | معصومة اهل البيت | نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها | 32 | 23-10-2020 04:26 PM |
{أقوال عن فاطمة الزهراء}عليها السلام | قرة عيني رقية | نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها | 6 | 15-04-2013 12:50 PM |
فضل فاطمة الزهراء( عليها السلام ) | مهدية | نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها | 27 | 04-12-2012 11:50 AM |