نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-05-2010, 10:36 PM   #61
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

بسم الله الرحمن الرحيم


وهذا ملخص الظلم الكبير الذي وقع على التي من آذاها فقد آذى الله ورسوله ومن أغضبها فقد

أغضب الله ورسوله .

حول الهجوم ، وإحراق الباب ، وكسره ، ودخول البيت ولطم خد الزهراء وكسر ضلعها ونبت المسمار

في صدرها وسقوط جنينها : من الكتب

إن عمر بن الخطاب هجم مع ثلاثمائة رجل على بيتها


. الغدير : أقبل عمر بقبس

من نار إلى دار " فاطمة " . عن سلمان التميمي في أنساب الأشراف : فجاء عمر ومعه فتيلة ...

فقالت : " فاطمة " : يا ابن الخطاب ، أتراك محرقاً علي بابي ؟ قال نعم ، وذلك أقوى فيما جاء

به أبوك !!

العقد الفريد: فقالت " فاطمة " : يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا ؟ قال : نعم .

الإمامة والسياسة : فدعا بالحطب ، وقال: والذي نفس عمر بيده ، لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها .

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : والذي نفسي بيده لتخرجن إلى البيعة ، أو لأحرقن البيت عليكم .

الاحتجاج : والذي نفس عمر بيده ليخرجن أو لأحرقنه على مافيه .

تاريخ الطبري: والله لأحرقن عليكم ، أو لتخرجن إلى البيعة .

علم اليقين : والله لئن لم تفتحوا لنضرمنه بالنار .

قرة العين: وأيم الله ماذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بهم أن يحرق عليهم الباب .

نهج الحق : أخرجي من في البيت وإلا أحرقته .

كتاب سليم : فحملوا الحطب وحمل معهم عمر ، فجعلوه حول منزل " علي " و " فاطمة " .

الاحتجاج : فحملوا حطباً وحمل معهم ، فجعلوه حول منزله .

مؤتمر علماء بغداد: وجمع عمر الحطب على باب بيت " فاطمة " وأحرق الباب بالنار .

إرشاد القلوب : فجمعوا الحطب الجزل على بابنا وأتوا بالنار ليحرقوه ويحرقونا .

بعض مؤلفات أصحابنا : وجمعهم الجزل والحطب على الباب لإحراق بيت أمير المؤمنين وإحراقهم

النار على الباب .

الملل والنحل : وكان يصيح : أحرقوا دارها .

إثبات الوصية: فهجموا عليه ، وأحرقوا بابه ، واستخرجوه منه كرهاً .

العياشي : فضرب عمر الباب برجله فكسره ، ثم دخلوا .

نوائب الدهور: وإن كان يوم السقيفة ، وإحراق النار على باب أمير المؤمنين ، وقتل محسن

بالرفسة أعظم وأدهى .

لسان الميزان: قال أبو بكر : إني لاآسي على شيء إلا على ثلاث : .......... وددت أني لم اكشف

بيت " فاطمة " وتركته .

إسقاط جنينها ( عليها السلام )

فرائد السمطين : عن ابن عباس: قال(ص) : وخلد في نارك من ضرب جنبها ، حتى ألقت ولدها .

البحار: قال عمر بن الخطاب: ... فركلت الباب ، وقد ألصقت أحشاءها بالباب تترسه ... فقالت:

" فاطمة " : آه يافضة ، إليك فخذيني ، فقد والله قتل مافي أحشائي من حمل ... ودخلت البيت فأسقطت

سقطاً سماه " علي " محسناً " .

وفي الملل والنحل : إن عمر ضرب بطن " فاطمة " ( عليها السلام ) يوم البيعة حتى القت الجنين

من بطنها وكان يصيح : أحرقوا الدار بمن فيها : وما كان في الدار غير " علي " و " فاطمة "

و " الحسن " و " الحسين " .

وقال الصفدي في الوافي بالوفيات : إن عمر ضرب بطن " فاطمة " يوم البيعة حتى القت " المحسن "

من بطنها .

لسان الميزان : إن عمر رفس " فاطمة " حتى أسقطت بمحسن .

شرح نهج البلاغة : إذا كان رسول الله أباح دم هبار بن الأسود لأنه روع " زينب " ، فألقت ذا

بطنها ، فظاهر الحال أنه لوكان حياً لأباح دم من روع " فاطمة " حتى ألقت ذا بطنها .

" ضرب جنبها ( عليها السلام ) بالسوط "

فرائد السمطين : قال رسول الله (ص) : اللهم إلعن من ظلمها وعاقب من غصبها وأذل من أذلها

وخلد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها .

كتاب سليم : فرفع عمر السيف - وهو في غمده - فوجأ به جنبها ، فصرخت يا أبتاه .

علم اليقين: فضربها قنفذ بالسوط على ظهرها وجنبيها إلى أن أنهكها وأثر في جسمها الشريف .

الاحتجاج : فألجأها إلى عضادة باب بيتها ، فدفعها فكسر ضلعاً من جنبها .

" نبت المسمار في صدرها ( عليها السلام ) "

الخلافة والإمامة : ولما جاءت " فاطمة " خلف الباب لترد عمر وأصحابه ، عصر عمر " فاطمة "


خلف الباب حتى أسقطت جنينها ونبت مسمار الباب في صدرها وسقطت مريضة حتى ماتت .

مؤتمر علماء بغداد : ونبت مسمار الباب في صدرها

" ضرب عضدها وذراعها وكتفها ( عليها السلام ) بالسوط "

الاحتجاج : فضربها قنفذ بالسوط على عضدها ، فبقى أثره في عضدها مثل الدملج .

كتاب سليم : وأن أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج ، فماتت وفي عضدها أثر كأنه الدملج .

ومنه فرفع السوط فضرب به ذراعها .

بعض مؤلفات الاصحاب: وضرب عمر لها بالسوط على عضدها حتى صار كالدملج .

إرشادات القلوب: فأخذ عمر السوط من يد قنفذ فضرب به عضدي فالتوى السوط على عضدي حتى

صار كالدملج . وركل الباب برجله فرد عليه وأنا كنت حاملاً فسقطت لوجهي والنار تسعر وتسفع

وجهي فضربني بيده حتى انتشر قرطي من أذني وجاءني المخاض فاسقطت محسناً قتيلاً بغير جرم .

ومنه: فقد عز على علي بن أبي طالب أن يسود متن فاطمة ضرباً .

الجنة العاصمة : أخذ عمر من خالد بن الوليد سيفاً فجعل يضرب بغمده على كتفها حتى صارت مجروحة

" لطم خدها ( عليها السلام ) "

أمالي الصدوق : ولطم " فاطمة " خدها .

بعض مؤلفات الأصحاب: وصفقة خدها حتى بدا قرطاها تحت خمارها .

إرشادات القلوب: والنار تسعر وتسفع وجهي ، فضربني بيده حتى انتثر قرطي من أذني .

سبب وفاتها ( عليها السلام )

كامل الزيارات: وتطرح مافي بطنها من الضرب ، وتموت من ذلك الضرب .

دلائل الإمامة: فلما قبض رسول الله وجرى ماجرى في يوم دخول القوم عليها دارها أسقطت به ولداً

تماماً ، وكان ذلك أصل مرضها ووفاتها .

منه : وكان سبب وفاتها أن قنفداً مولى عمر وكزها بنعل السيف .

علة وفاتها ( عليها السلام ) أن عمر هجم مع ثلاثمائة رجل على بيتها .



__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2010, 10:37 PM   #62
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

بسم الله الرحمن الرحيم
" عدد المرات التي ضربها عمر "

إن عمر الذي لم يحدثنا التاريخ ، ولا في رواية واحدة أنه قد قتل كافراً أو مشركاً طيلة غزوات

المسلمين في صدر الإسلام ، أو في خلافته ، سوى الأسير الذي أسره المسلمون - وليس هو - فقتله .

ويشهد لذلك مخاطبة خالد بن سعيد بن العاص له ، وهو من المنكرين على أبي بكر بيعته عندما تكلم

بكلام يوم الجمعة ، فقال عمر : أسكت ، فلست من أهل المشورة . فقال - خالد بن سعيد - : بل

أسكت أنت يابن الخطاب ، فإنك تنطق بغير لسانك ؟! وتفوه بغير قول ، وإنك لجبان في الحرب ،

ما وجدنا لك في قريش فخراً .

ولم يعرفنا التاريخ من شجاعة ابن صهاك سوى اقتراحات جبانة في يوم بدر أعرض النبي (ص)

عنه بسببها وفرار يوم اُحد ، وجبن ذريع وخوف حينما عبر ابن عبدود الخندق ، وانهزم وفشل حين

أخذ الراية يوم خيبر حيث رجع يجبن أصحابه ويجبنونه وكل ذلك مذكور في الكتب المعتبرة عند

المسلمين . فمتى كان عمر فارساً مقداماً ؟! أظهر قوته يوم هتك حريم دار " فاطمة " ( صلوات الله

عليها ) ، وفعل ما فعل حتى سطرها على عينها الشريفة فاحمرت وازدادت احمراراً .

ومما استفاضت به الروايات أن عمر لم يعتد على الزهراء الحوراء ( عليها السلام ) مرة واحدة

فقط ، بل إنما تلتها اعتداءات ، ومن تلك التجاوزات والاعتداءات :

1- يوم هجم مع مجموعة من المنافقين على دار الرسالة والوحي لأخذ البيعة من الإمام أمير

المؤمنين ( عليه السلام ) حيث ضرب عمر برجله الباب فعصر " فاطمة " ( عليها السلام ) ،

خلفها ، ورفع السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها ، ورفع السوط فضرب به ذراعها و .....

2- يوم مطالبتها ( عليها السلام ) بفدك : فلقيها عمر فقال: يابنت محمد ؟!

ماهذا الكتاب الذي معك ؟ فقالت:كتاب كتبه لي أبو بكر برد فدك ، فقال: هلميه إلي ، فأبت أن تدفعه

إليه . فرفسها برجله وكانت حاملة .. ثم لطمها ..... ثم أخذ الكتاب فخرقه . وإليك الفصيل

الهجوم على بيت الزهراء :

تفسير العياشي : عن عمرو بن أبي المقداد ، عن أبيه ، عن جده : ما ـى علي يوم قط أعظم من

يومين أتيا علي : فأما اليوم الأول : فيوم قبض رسول الله (ص)

وأما اليوم الثاني : فوالله إني لجالس في سقيفة بني ساعدة عن يمين أبي بكر والناس يبايعونه ،

إذ قال له عمر: ياهذا ، ليس في يديك شيء مهما لم يبايعك " علي " .

فابعث إليه حتى يأتيك يبايعك ، فإنما هؤلاء رعاع . فبعث إليه قنفذ ، فقال له : اذهب فقل " لعلي " :

أجب خليفة رسول الله (ص) . فذهب قنفذ فما لبث أن رجع ، فقال لأبي بكر: قال لك : ماخلف رسول

الله ( ص)أحداً غيري ، قال: ارجع إليه فقل: أجب فإن الناس قد أجمعوا على بيعتهم إياه ، وهؤلاء

المهاجرين والأنصار يبايعونه وقريش ، وإنما أنت رجل من المسلمين ، لك مالهم ، وعليك ما عليهم .

فذهب إليه قنفذ فما لبث أن رجع ، فقال: قال لك : إن رسول الله (ص) قال لي وأوصاني أن - إذا

واريته في حفرته - لا أخرج من بيتي حتى أُؤلف كتاب الله ،فإنه في جرائد النخل ، وفي أكتاف الإبل

قال عمر: قوموا بنا إليه . فقام أبوبكر ، وعمر ، وعثمان ، وخالد بن الوليد ، والمغيرة بن شعبة ،

وأبو عبيدة بن الجراح ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وقنفذ ، وقمت معهم . فلما انتهينا إلى الباب

فرأتهم " فاطمة " ( عليها السلام ) أغلقت الباب في وجوههم وهي لاتشك أن لا يدخل عليها إلا

بإذنها ، فضرب عمر الباب برجله فكسره - وكان من سعف -ثم دخلوا فأخرجوا " علياً " ( عليه

السلام ) ملبباً . فخرجت " فاطمة " ( عليها السلام ) فقالت: يا أبابكر ، أتريد أن ترملني من زوجي

- والله - لئن لم تكف عنه لأنشرن شعري ولاشقن جيبي ، ولاتين قبرأبي ، وأصيحن إلى ربي .

فأخذت بيد " الحسن والحسين " ( عليهما السلام ) ، وخرجت تريد قبر النبي (ص) . فقال " علي "

( عليه السلام ) لسلمان: إدرك إبنة محمد (ص) فإني أرى جنبتي المدينة تكفيان .

والله إن نشرت شعرها ، وشقت جيبها ، واتت قبر أبيها ، وصاحت إلى ربها لا يناظر بالمدينة أن

تخسف بها ( وبمن فيها ) ، فأدركها سلمان رضي الله عنه ، فقال: يابنت محمد ، إن الله إنما بعث

أباك رحمة ، فارجعي . فقالت: ياسلمان ، يردون قتل " علي " ما على " علي " صبر ، فدعني

حتى آتي قبر أبي فأنشر شعري ، وأشق جيبي ، وأصيح إلىربي ، فقال سلمان: إني أخاف أن تخسف

بالمدينة ، و " علي " ( عليه السلام ) بعثني إليك ، ويأمرك أن ترجعي إلى بيتك ، وتنصرفي .

فقالت: إذاً أرجع ، وأصبر ، وأسمع له ، وأُطيع . قال: فأخرجوه من منزله ملبباً ، ومروا به على

قبر النبي (ص) قال: فسمعته يقول: يـ ( ابن أم إن القوم استضعفوني ) إلى آخر الآية .

وجلس أبو بكر في سقيفة بني ساعدة ، وقدم " علي " فقال له عمر: بايع . فقال له " علي "

( عليه السلام ): فإن أنا لم أفعل ، فمه ؟ فقال له عمر: إذاً أضرب والله عنقك . فقال له " علي "

( عليه السلام ) : إذاً - والله - أكون عبد الله المقتول ، وأخا رسول الله . فقال عمر: أما عبد الله

المقتول فنعم ، وأما أخورسول الله فلا - حتى قالها ثلاثاً - فبلغ ذلك العباس بن عبد المطلب فأقبل

مسرعاً يهرول ، فسمعته يقول: ارفقوا بابن أخي ، ولكم علي أن يبايعكم ، فأقبل العباس وأخذ بيد

" علي " ، فمسحها على يد أبي بكر ، ثم خلوه مغصباً ، فسمعته يقول - ورفع رأسه إلى السماء :

اللهم إنك تعلم أن النبي (ص) قد قال لي : إن تموا عشرين فجاهدهم ، وهو قولك في كتابك ( إن يكن

منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ) . قال: وسمعته يقول: اللهم وإنهم لم يتموا عشرين - حتى

قالها ثلاثاً - ثم انصرف .
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2010, 10:38 PM   #63
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

شرح نهج البلاغة : قال ابن أبي الحديد ضمن نقل قصة خروج " زينب " بنت رسول الله (ص) إلى

المدينة : قال محمد بن اسحاق : قدم لها كنانة بن الربيع بعيراً فركبته ، وأخذ قوسه وكنانته ، وخرج

بها نهاراً يقود بعيرها ، وهي في هودج لها ، وتحدث بذلك الرجال من قريش والنساء ، وتلاومت

في ذلك ، وأشفقت أن تخرج ابنة محمد (ص) من بينهم على تلك الحال . فخرجوا في طلبها سراعاً

حتى أدركوها بذي طوى ، فكان أول من سبق إليها هبار بن الأسود بن عبد المطلب بن أسد بن عبد

العزى بن قصي ، ونافع بن عبد القيس الفهري ، فروعها هبار بالرمح ، وهي في الهودج ، وكانت

حاملاً . فلما رجعت طرحت مافي بطنها ، وقد كانت من خوفها رأت دماً ، وهي في الهودج ، فلذلك

أباح رسول الله (ص) يوم فتح مكة دم هبار بن الأسود . قلت: وهذا الخبر أيضاً قرأته على النقيب

أبي جعفر رحمه الله ، فقال: إذا كان رسول الله (ص) أباح دم هبار بن الأسود ، لأنه روع " زينب "

فألقت ذا بطنها . فظاهر الحال أنه لو كان حياً لأباح دم من روع " فاطمة " حتى ألقت ذا بطنها .

فقلت :أروي عنك ما يقوله قوم : إن " فاطمة " روعت فألقت " المحسن " ؟ فقال : لاترووه عني

ولا تروواعني بطلانه - إلى أن قال - : بعث رسول الله (ص) سرية أنا فيها إلى عير قريش ، فيها

متاع لهم وناس منهم ، فقال: إن ظفرتم بهبار بن الأسود ونافع بن عبد قيس ... فأقتلوهم فأما

البلاذري فإنه روى أن هبار بن الأسود كا ممن عرض لزينب بنت رسول الله (ص) حين حملت من

مكة إلى المدينة . فكان رسول الله (ص) يأمر سراياه إن ظفروا به أن يحرقوه بالنار ، ثم قال: لا

يعذب بالنار إلا رب النار ، وأمرهم إن ظفروا به أن يقطعوا يديه ورجليه ويقتلوه . وقال ابن أبي

الحديد في موضع آخر : وأما حديث الهجوم على بيت " فاطمة " ( عليها السلام ) فقد تقدم الكلام

فيه ، والظاهر عندي صحة مايرويه المرتضى والشيعة .

علم اليقين في أصول الدين : ثم إن عمر جمع جماعة من الطلقاء والمنافقين وأتى بهم إلى منزل

أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فوافوا بابه مغلقاًَ . فصاحوا به : أخرج يا " علي " فإن خليفة رسول

الله يدعوك ، فلم يفتح لهم الباب . فأتوا بحطب فوضعوه على الباب ، وجاؤوا بالنار ليضرموه ،

فصاح عمر ، وقال: والله ، لئن لم تفتحوا لنضرمنه بالنار ، فلما عرفت " فاطمة " ( عليها السلام )

أنهم يحرقون منزلها قامت وفتحت الباب ، فدفعها القوم قبل أن تتوارى عنهم ، فأختبأت " فاطمة "

( عليها السلام ) وراء الباب والحائط . ثم إنهم تواثبوا على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو

جالس على فراشه ، واجتمعوا عليه حتى أخرجوه سحباً من داره ، ملبباً بثوبه يجرونه الى المسجد

فحالت " فاطمة " ( عليها السلام ) بينهم وبين بعلها ، وقالت: والله ، لاأدعكم تجرون ابن عمي

ظلماً ، ويلكم ما أسرع ما خنتم الله ورسوله فينا أهل البيت ، وقد أوصاكم رسول الله (ص) باتباعنا

ومودتنا والتمسك بنا ! وقال الله تعالى : ( قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) .

قال: فتركه أكثر القوم لأجلها ، فأمر عمر قنفذ بن عمه أن يضربها بسوطه . فضربها قنفذ بالسوط

على ظهرها وجنبيها إلى أن أنهكها وأثر في جسمها الشريف وكان ذلك الضرب أقوى ضرراً في

إسقاط جنينها ، وقد كان رسول الله (ص) سماه " محسناً " ، وجعلوا يقودون أمير المؤمنين ( عليه

السلام ) إلى المسجد حتى أوقفوه بين يدي أبي بكر ، فلحقته " فاطمة " ( عليها السلام ) إلى المسجد

لتخلصه ، فلم تتمكن من ذلك .
فعدلت إلى قبر أبيها فأشارت إليه بحزن ونحيب ، وهي تقول :

نفسي على زفراتها محبوسة ---------------- ياليتها خرجت مع الزفرات

لاخير بعدك في الحياة وإنما ----------------- أبكي مخافة أن تطول حياتي


ثم قالت : وا أسفاه عليك يا أبتاه ، واثكل حبيبك أبو الحسن المؤتمن ، وأبو سبطيك " الحسن والحسين

ومن ربيته صغيراً ، وآخيته كبيراً ، وأجل أحبائك لديك وأحب أصحابك عليك ، أولهم سبقاً إلى الإسلام ،

ومهاجرةً إليك ياخير الأنام .، فها هو يساق في الأسر كما يقاد البعير . ثم قالت إنها أنت أنهً وقالت:

وامحمداه ، واحبيباه ، واأباه ، واأبا القاسماه ، واأحمداه ، وا قلة ناصراه ، واغوثاه ، واطول كربتاه ،

واحزناه ، وامصيبتاه ، واسوء صباحاه ، وخرت مغشية عليها ، فضج الناس بالبكاء والنحيب ، وصار

المسجد ماتماً . ثم إنهم أقفوا أمير المؤمنين ( عليه السلام )بين يدي أبي بكر ، وقالوا له : مديدك

فبايع ، فقال: - والله - لا أُبايع ، والبيعة لي في رقابكم .

روي عن عدي بن حاتم أنه قال: والله - ما رحمت أحداً قط رحمتي " علي بن أبي طالب " ( عليه

السلام ) حين أُتي به ملبباً بثوبه ، يقودونه إلى أبي بكر ، وقالوا: بايع . قال: فإن لم أفعل ؟ قالوا:

نضرب الذي فيه عيناك . قال : فرفع رأسه إلى السماءوقال: اللهم إني أُشهدك أنهم أتوا أن يقتلوني ،

فإني عبدالله وأخو رسول الله ، فقالوا له : مد يدك فبايع ، فأبى عليهم ، فمدوا يده كرها فقبض " علي

" ( عليه السلام ) أنامله ، فلم يقدروا ، فمسح عليها أبو بكر ، وهي مضمومة ، وهو ( عليه السلام )

يقول وينظر إلى قبر رسول الله (ص) : يـ ( ابن أُم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني ) .قال

الراوي : إن " علياً " ( عليه السلام ) خاطب أبابكر بهذان البيتين :

فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم ------------------- فكيف بهذا والمشيرون غيب

وإن كنت بالقربىحججت خصيمهم-------------------- فغيرك أولى بالنبي وأقرب

وكان ( عليه السلام ) كثيراً مايقول :

واعجباه ! تكون الخلافة بالصحابة ، ولا تكون بالقرابة والصحابة ؟!

ويقول آخر :

الواثبين لظلم آل محمد -------------------- ومحمد ملقى بلا تكفين

والقائلين لفاطم آذيتنا --------------------- في طول نوح دائم وحنين

والقاطعين أراكة كي ما ------------------ تقيل بظل أوراق لها وغصون

وُمجمعي حطب على البيت الذي ---------- لم يجتمع لولاه شمل الدين

والداخلين على البتولة بيتها ------------- والمسقطين لها أعز جنين

والقائدين إمامهم بنجاده ----------------- والطهر تدعو خلفهم برنين

خلوا ابن عمي أولأكشف في الدعا ------- رأسي واشكو للإله شجوني

ماكان ناقة صالح وفصيلها -------------- بالفضل عند الله إلا دوني

ورنت إلى القبر الشريف بمقلة ----------- عبرى وقلب مكمد محزون

أبتاه هذا السامرىُ وعجله --------------- تبعا ومال الناس عن هارون

أي الرزايا أتقي بتجلدي ------------------ هو في النوائب ما حييت قريني

فقدي أبي أم غصب بعلي حقه ------------ أم كسر ضلعي أم سقوط جنيني

أم أخذهم حقي وفاضل نحلتي ------------ أم جهلهم قدري وقد عرفوني

قهروا يتيميك الحسين وصنوه ----------- وسألتهم إرثي وقد نهروني


يقول الشاعر :

تركوا عهد أحمد في أخيه ---------------------- وأذاقوا البتول ما أشجاها

وهي العروة التي ليس ينجو-------------------- غير مستعصم بحبل ولاها

لم يرالله للرسالة أجراً ------------------------ غير حفظ الزهراء في قرباها

يوم جاءت ياللمصاب إليها -------------------- ومن الوجد ما أطال بكاها

فدعت واشتكت إلى الله شكوى ---------------- والرواسي تهتز من شكواها

فاطمأنت لها القلوب وكادت ------------------- أن تزول الأحقاد ممن حواها

تعظ القوم في أتم خطاب ----------------------- حكت المصطفى به وحكاها

أيها القوم راقبوا الله فينا ---------------------- نحن من روضة الجليل جناها

نحن من بارئ السماوات سر------------------ لو كرهنا وجودها مابراها

بل بآثارنا ولطف رضانا ----------------------- سطح الأرض والسماء بناها

وبأضواءنا التي ليس تخبو ------------------- حوت الشهب ماحوت من سناها

واعلمواأننا مشاعردين الله ------------------ فيكم فأكرموا مثواها

ولنا من خزائن الغيب فيض ------------------ يرد المهتدون منه هداها

إن ترموا الجنان فهي من الله ---------------- إلينا هدية أهداها

هي دارلنا ونحن ذووها ---------------------- لايرا غير حزبنا مرآها

وكذاك الجحيم سجن عدانا ------------------- حسبهم يوم حشرهم سكناها

أيها الناس أي بنت نبي ؟ -------------------- عن مواريثها أبوها زواها

كيف يزوى عني تراثي زاو------------------- بأحاديث من لدنه إدعاها

هذه الكتب فاسألوها تروها ------------------- بالمواريث ناطقاً فحواها

وبمعنى يوصيكما الله أمر -------------------- شامل للعباد في قرباها

كيف لم يوصنا بذلك ------------------------- مولانا وتلكم من دوننا أوصاها ؟

هل رآنا لانستحق إهتداء -------------------- واستحقت هي الهدى فهداها

أوتراه أضلنا في البرايا --------------------- بعد علم لكي نصيب خطاها

مالكم قد منعتمونا حقوقاً -------------------- أوجب الله في الكتاب أداها

قدسلبتم من الخلافة خوداً ------------------ كان منا قناعها ورداها

ولأي الأمور تدفن سراً --------------------- بضعة المصطفى ويعفى ثراها

فمضت وهي أعظم الناس وجدا------------- في فم الدهر غصة من جواها

وثوت لا يرى لها الناس مثوى ------------- أي قدس يضمه مثواها

ويقول آخر :

إن حديث الباب ذو شجون ---------------------- مما جنت به يد الخؤن

أيهجم العدى على بيت الهدى------------------- ومهبط الوحي ومنتدى الندى ؟

أيُضرم الناربباب دارها ------------------------ وآية النور على منارها ؟

وبابها باب نبي الرحمة ----------------------- وباب أبواب نجاة الأمة

بل بابها باب العلي الأعلى -------------------- فثم وجه الله قد تجلى

ما اكتسبوابالنار غير العار-------------------- ومن وراءه عذاب النار

ما أجهل القوم فإن النار لا ------------------- تطفئ نور الله جل وعلا

لكن كسر الضلع ليس ينجبر------------------ إلا بصمصام عزيز مقتدر

إذ رضوا تلك الأضلع الزكية ----------------- رزية لامثلها رزية

ومن نبوع الدم من ثدييها -------------------- يُعرف إثم ماجرى عليها

وجاوزواالحد بلطم الخد ---------------------- شُلت يد الطغيان والتعدي

فأجرت العين وعين المعرفة ---------------- تذرف بالدمع على تلك الصفة

ولايزيل حمرة العين سوى ------------------ بيض السيوف يوم ينشر اللوا

وللسياط رنة صداها ----------------------- في مسمع الدهر فماأشجاها

والأثر الباقي كمثل الدملج ----------------- في عضد الزهراء أقوى الجج

ومن سواد متنها إسود الفضا ------------- ياساعد الله الإمام المرتضى

ووكز نعل السيف في جنبها --------------- أتى بكل ما أتى عليها

ولست أدري خبر المسمار --------------- سل صدرها خزانةالأسرار

وفي جنين المجد مايدمى الحشا --------- وهل لهم إخفاء أمر قد فشى ؟

والباب والجدار والدماء ----------------- شهود صدق مابه خفاء

لقد جنى الجاني على جنينها ------------- فاندكت الجبال من حنينها

أهكذا يصنع بإبنة النبي ؟ --------------- حرصاً على الملك فيا للعجب !

أتمنع المكروبة المطروحة ------------- عن البكا خوفاً من الفضيحة ؟

تالله ينبغي لها تبكي دما ----------------- مادامت الأرض ودارت السما

لفقد عزها أبيها السامي ---------------- ولا هتضامها وذل الحامي

أتُستباح نحلة الصديقة ----------------- وإرثها من أشرف الخليقة

كيف يرد قولها بالزور ----------------- إذ هو رد آية التطهير

أيؤخذ الدين من الأعرابي ------------- وينبذ المنصوص في الكتاب

فاستلبوا ماملكت يداها ---------------- وارتكبوا الخزية منتهاها

ياويلهم قد سألوها البينة -------------- على خلاف السنة المبينة

وردهم سهادة الشهود ---------------- أكبر شاهد على المقصود

ولم يكن سد الثغور غرضا ----------- بل سد بابها وباب المرتضى

صدوا عن الحق وسدوا بابه --------- كأنهم قد آمنوا عذابه

أبضعة الطهر العظيم قدرها ---------- تدفن ليلاً ويعفى قبرها ؟

مادفنت ليلاً بستر وخفا -------------- إلا لوجدها على أهل الجفا

ماسمع السامع في ماسمعا --------- مجهولة بالقدر والقبر معاً

ياويلهم من غضب الجبار------------ بظلمهم ريحانة المختار

ويقول آخر :

يا عجبا يستأذن الأمين ---------------- عليهم ويهجم الخئون

قال سُليمٌ:قلت:ياسلمان---------------- هل دخلوا ولم يك استئذان

فقال: أي وعزة الجبار----------------- ليس على الزهراء من خمار

لكنها لاذت وراء الباب ---------------- رعايةً للستر والحجاب

فمذ رأوها عصروها عصرة ---------- كادت بروحي أن تموت حسرة

تصيح:يافضةُ أسنديني ---------------- فقد وربي قتلوا جنيني

فأسقطت بنت الهدى واحزنا ----------- جنينها ذاك المسمى محسنا
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2010, 10:39 PM   #64
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

ويقول آخر :

إن قيل حواء قلت فاطم فخرها --------------------- أو قيل مريم قلت فاطم أفضل

أفهل لحواء والدٌ كمحمد --------------------------- أم هل لمريم مثل فاطم أشبل

كلٌ لها حين الولادة حالة -------------------------- منها عقول ذوي البصائر تذهل

هذي لنخلتها إلتجت فتساقطت --------------------- رطبا جنيا فهي منه تأكل

وضعت بعيسى وهي غيرمروعة ------------------ أنى وحارسها السري الأبسل

وإلى الجدار وصفحت الباب إلتجت----------------- بنت النبي فأسقطت ما تحمل

سقطت وأسقطت الجنين وحولها ------------------ من كل ذي حسب لئيم جحفل

هذا يعنفها وذاك يدعُها --------------------------- ويردُها هذا وهذا يركل

وأمامها أسد الاسود يقوده ----------------------- بالحبل قنفذ هل كهذا معضل

ولسوف تأتي في القيامة فاطم-------------------- تشكو إلى رب السماء وتعول

ولترفعن جنينها وحنينها ------------------------- بشكاية منها السماء تتزلزل

حق الزهراء ( عليها السلام ) في فدك :

فدك قرية بخيبر وقيل بناحية الحجاز ، فيها عين ونخل أفاءها الله على نبيه . فاطمة الزهراء هي

الوريثة الوحيدة الشرعية لأبيها رسول الله (ص) . عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية

( وآت ذا القربى حقه ) دعا رسول الله (ص) " فاطمة " سلام الله عليها فأعطاها فدكاً

لما انصرف رسول الله من خيبر بعث الى أهل فدك يدعوهم الى الإسلام فصالحوا رسول الله على

نصف الأرض فقبل منهم ذلك ، وكان نصف فدك خالصاً لرسول الله لأنه لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب

قال تعالى : ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين

وابن السبيل ) ...

كان مخيريق أحد بني النضير حبراً عالماً فآمن بالنبي (ص) وجعل ماله وهو سبع حوائط لرسول الله

(ص) ، وأمواله التي أوصى بها هي بساتينه السبع وهي : الدلال ، وبرقة ، والصافية ، والمثيب ،

ومشربة أم ابراهيم ، والأعواف ، وحسنى ، وأوقفها النبي (ص) على خصوص " فاطمة " وكان

يأخذ منها لأضيافة وحوائجه ، وعند وفاتها أوصت بهذه البساتين وكل ماكان لها من مال الى أمير

المؤمنين ( عليه السلام ) ومن جملة ماغنمه المسلمون أموال يهود خيبر فأخذ النبي (ص) سهمه

وسهم الله وسهم ذي القربى وأعطى المسلمين سهامهم .

قال تعالى : ( واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى

والمساكين وابن السبيل ) .

كانت المقاسم على أموال خيبر على الشق ونطاه والكتيبة فكانت الشق ونطاه في سهام المسلمين

وكانت الكتيبة خمس لله عزوجل وخمس النبي وسهم ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل .

استولى أبا بكر بعد موت الرسول الأكرم (ص) على الحوائط السبعة وعلى فدك وعلى حقها في

خمس خيبر . ان أبا بكر قد منع بني هاشم من الخمس وجعلهم كغيرهم من يتامى المسلمين

ومساكينهم وأبناء السبيل منهم . ان أبا بكر منع " فاطمة " وبني هاشم سهم ذوي القربى وجعله في

سبيل الله في السلاح والكراع . عن عائشة ، أن " فاطمة " ( عليها السلام ) بنت النبي (ص)

أرسلت إلى أبوبكر تسأله ميرائها من رسول الله (ص) - إلى أن قالت : فأبى أبوبكر أن يدفع إلى

" فاطمة " ( عليها السلام ) منها شيئاً فوجدت ( أي غصبت ) " فاطمة " على أبي بكر في ذلك ،

فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت . فلما توفيت دفنها زوجها " علي " ( عليه السلام ) ليلاً ، ولم يؤذن

بها أبابكر . لما تولى أبوبكر الخلافة أرسل من ينتزع فدك من " فاطمة " فنازعته في ذلك ولما

طلب منها البنية على النحلة قيل عليه أنه الغريم لها فتكون عليه البنية ، ولا تطلب من ذي اليد على

مافي يده بالضرورة من الدين . واما شهادة علي ، وام ايمن ، فهي على وجه التبرع والاستظهاء

والزام أبي بكر لفاطمة با لإشهاد .

وان " علياً " ( عليه السلام ) شهد " لفاطمة " بأن النبي (ص) أعطاها فدكا ، فاسقطوا شهادته

بحجة أنه يريد الفائدة لنفسه أو بحجة نقص الشهود . وشهد أبي بكر أن ميراث النبي (ص) فيء

للمسلمين فقبلوا شهادته ، فلماذا هذه التفرقة في الشهادتين .

وقد قال رسول الله (ص) في حق " علي " الفاروق بين الحق والباطل وقال (ص): " علي " مع

القرآن والقرآن مع " علي " لا يفترقان حتى يردا علي الحوض . وحين شهدت أم أيمن قال لها لا

يجوز إلا شهادة رجل وأمرأتين . أيجوز أن يقال أو يعتقد أن " علي بن أبي طالب " مع ورعه وزهده

يشهد " لفاطمة " بغير حق وقد شهد الله تعالى ورسوله بالفضائل العضيمة له ؟ أو هل يجوز مع

علمه وفضله أن يقال: أنه يمشي في شهادة وهو يجهل الحكم فيها ؟ وهل يجوز أن يقال: أن

" فاطمة " مع طهارتها وعصمتها وأنها سيدة نساء العالمين وسيدة أهل الجنة ( كما روى المسلمون)

تطلب شيئاً ليس لها ، تظلم فيه جميع المسلمين ، وتقسم عليه بالله الذي لا إله إلا هو ؟ أو يجوز أن يقال

عن أم أيمن وأسماء بنت عميس أنهما شهدتا بالزور ، وهما من أهل الجنة ؟ أن الطعن على

" فاطمة " وشهودها طعن على كتاب الله وإلحاد في دين الله حاشا الله أن يكون ذلك كذلك .
كان أبي بكر يعلم صدق الزهراء ( عليها السلام ) في كل ماتقوله فهي إبنة الصادق الأمين (ص)

وقد سمع من رسول الله (ص) الكثير من الأحاديث التي تدل على نقاء وصفاء وأمانة الزهراء ولكنه

فعل ذلك ولم يعطها حقها لأنه لو أعطاها فدكا وصدقها في كل شيء فمعنى ذلك أنها إذا قالت أن حق

الخلافة لزوجها " علي " ( عليه السلام ) فيجب عليه أن يسلم الخلافة لمن أوصى به النبي ( ص)

وهو " علي " ( عليه السلام ) لأنها صادقة ولا تحتاج الى البينة . لقد قبلوا شهادة عائشة حين قالت

أن النبي قال: مروا أبابكر بالصلاة بالناس وهو أمر خطير متعلق بمصير الخلافة فصدقت عائشة

لأبيها ولم تصدق " فاطمة "و " الحسن " و " الحسين " والإمام " علي " وأم أيمن في مثل فدك

وتطالب مثل " فاطمة الزهراء " ( عليها السلام ) البينة على ما طلبت من حقها و " فاطمة " هي

المأمونة بآية التطهير وآية المباهلة كما روى ذلك عامة المسلمين .

إن " فاطمة " بنت رسول الله ( عليها السلام ) جاءت إلى أبي بكر وهو على المنبر فقالت: ياأبابكر

أفي كتاب الله أن ترثك إبنتك ولا أرث أبي ؟ فاستعبر أبوبكر باكيا ، ثم نزل فكتب لها فدك ، ودخل عليه

عمر فقال : ما هذا ؟ فقال كتاب كتبته " لفاطمة " بميراثها من أبيها ، فقال عمر : من ماذا تنفق على

المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى ، ثم أخذ عمر الكتاب فشقه . جاءت " فاطمة " إلى أبي

بكر وقالت: إن أبي أعطاني فدك و " علي " وأم أيمن يشهدان لي ، فقال: ماكنت لتقولي على أبيك

إلا الحق ، قد أعطيتكها ودعا بصحيفة من أدم فكتب لها فيها ، فخرجت فلقيت عمر فقال: من أين جئت

يا " فاطمة " ؟ قالت : جئت من عند أبي بكر ، أخبرته أن رسول الله أعطاني فدك ، وأن " علياً "

وأم أيمن يشهدان لي بذلك فأعطانيها وكتب لي بها ، فأخذ عمر منها الكتاب ، ثم رجع إلى أبي بكر

فقال: أعطيت " فاطمة " فدك وكتبت بها لها ؟ قال: نعم ، إن " علياً " يجر إلى نفسه وأم أيمن

إمرأة وبصق في الكتاب فمحاه وخرقه . ولما ولي عمر بن عبد العزيز رد فدك على ولد " فاطمة "

وكتب إلى واليه على المدينة أبي بكر عمر بن حزم يأمره بذلك ... وقال: إذا ورد عليك كتابي هذا

فأقسمها في ولد " فاطمة " من " علي " والسلام .

فلما ولي يزيد بن عبدالملك قبضها ( أي قبض فدك من ولد فاطمة ) فلم تزل في يد بني امية حتى

ولي أبو العباس السفاح فدفعها الى الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب ، فكان هو القيم

عليها يفرقها في ولد " علي " فلما ولي المنصور وخرج عليه بنو حسن قبضها منهم فلما ولي ابنه

المهدي اعادها عليهم ثم قبضها موسى الهادي ومن بعده الى ايام المأمون فجاءه رسول بني علي

فطالب بها فأمر ان يسجل لهم بها فكتب السجل وقرئ على المأمون ، فقام دعبل وأنشد :

أصبح وجه الزمان قد ضحكا -------------------- برد المأمون هاشم فدكا .

يقول الشاعر بن إدريس شريف مكة في وصفه مطالبة الزهراء ( عليها السلام ) بإرثها من أبيها :

وأتت فاطمة تطالب بالإرث ----------------------- من المصطفى فما ورثاها

ليت شعري لما خولفت سنن القرآن ------------- فيها والله قد أبداها

رضى الناس اذ تلوها بما لم -------------------- يرضى فيها النبي حين تلاها

نسخت آية المواريث منها ---------------------- أم هما بعد فرضها بدلاها

أم ترى آية المودة لم تأت ---------------------- بود الزهراء في قرباها

ثم قالا أبوك جاء بهذا -------------------------- حجة من عنادهم نصباها

قال: للأنبياء حكم بأن لا يورثوا---------------- في القديم وانتهراها

أفبنت النبي لم تدر أن كان -------------------- نبي الهدى بذلك فاها

بضعة من محمد خالفت ماقال ----------------- حاشاها مولاتنا حاشاها

سمعته يقول ذلك وجاءت --------------------- تطلب الارث ضلة وسفاها

هي كانت لله أتقى وكانت --------------------- أفضل الخلق عفة ونزاها

أو تقول النبي قدخالف القرآن ---------------- ويح الاخبار ممن رواها

سل بإبطال قولهم سورة النمل---------------- وسل مريم التي قبل طاها

فهما ينبئان عن ارث يحيي ------------------ وسليمان من اراد انتباها

فدعت واشتكت الى الله من ----------------- ذاك وفاضت بدمعها مقلتاها
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2010, 10:40 PM   #65
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

بسم الله الرحمن الرحيم


هناك مجموعة أهداف مهمة كانت وراء طلب الزهراء لحقها :

أولاً : أرادت الزهراء استرجاع حقها المغصوب ، وهذا أمر طبيعي لكل إنسان غصب حقه أن يطالب

به بالطريق المشروعة .

ثانياً : كان الحاكم قد استولى على جميع الحقوق السياسية والاقتصادية لبني هاشم ، وألغى جميع

امتيازاتهم المادية والمعنوية ، فهذا عمربن الخطاب يقول لابن عباس : أتدري مامنع قومكم ( أي

قريش ) منكم بعد محمد (ص) ؟ كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة فتبجحوا على قومكم بجحا

بجحا ، فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت هذا بالنسبة للخلافة . وبالنسبة للأموال فقد منعوا

بني هاشم فدك والميراث والخمس . أي سهم ذوي القربى . واعتبروهم كسائر الناس .

وجعلت الزهراء من نفسها مطالبة بحق بني هاشم وحقها ، ومدافعة عنهم اعتمادا على فضلها

وشرفها وقربها من رسول الله (ص) .

ثالثاً : استهدفت الزهراء من مطالبتها الحثيثة بفدك فسح المجال أمامها للمطالبة بحق زوجها

والواقع أن فدك صارت تتمشى مع الخلافة جنبا الى جنب ، كما صا لها عنوان كبير وسعة في المعنى

فلم تبق فدك قرية زراعية محدودة بحدودها في عصر الرسول ، بل صار معناها الخلافة والرقعة

الاسلامية بكاملها . ومما يدل على هذا تحديد الائمة لفدك فقد حدها " علي " ( عليه السلام ) في

زمانه بقوله : حد منها جبل أحد ، وحد منها عريش مصر ، وحد منها سيف البحر ، وحد منها دومة

الجندل . وهذه الحدود التقريبية للعالم الاسلامي آنذاك . أما الإمام الكاظم فقد حدها للرشيد بعد أن

ألح عليه الرشيد أن يأخذ فدكا ، فقال له الإمام : ما آخذها إلا بحدودها ، قال الرشيد : وما حدودها ؟

قال: الحد الأول عدن ، والحد الثاني سمرقند ، والحد الثالث أفريقية ، والحد الرابع سيف البحر

مما يلي الخزر وأرمينية ، فقال له الرشيد : فلم يبق لنا شيء فتحول في مجلسي ( أي أنك طالبت

بالرقعة الإسلامية في العصر العباسي بكاملها ) . فقال الإمام : قد أعلمتك أني إن حددتها لم تردها .

ففدك تعبير ثان عن الخلافة الإسلامية ، والزهراء جعلت فدكا مقدمة للوصول إلى الخلافة ،

فأرادت استرداد الخلافة عن طريق استرداد فدك . ومما يدل على هذا تصريحات الزهراء في خطبتها

بحق " علي " وكفاءته وجهاده ، فهي القائلة في خطبتها الكبيرة التي ألقتها في مسجد رسول الله

" فأنقذكم الله بأبي محمد بعد اللتيا والتي وبعد ان مني ببهم الرجال ،وذؤبان العرب ، ومردة اهل

الكتاب ، كلما اوقدوا ناراً للحرب اطفأها الله ، اونجم قرن للشيطان ، أو فغرت فاغرة من المشركين

قذف أخاه في لهواتها ، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصة ، ويخد لهبها بسيفه ، مكدوداً في

ذات الله ، ومجتهداً في أمر الله ، قريباً من رسول الله (ص) ، سيداً في أولياء الله ، مشمراً ناصحاً ،

مجداً كادحاً ....

رابعاً : أرادت الزهراء ( عليها السلام ) بمنازعة أبي بكر اظهار حاله وحال اصحابه للناس ،

وكشفهم على حقيقتهم ، ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيي من حي عن بينة ، وإلا فبضعة الرسول

أجل قدرا وأعلى شأنا من أن تقلب الدنيا على أبي بكر حرصا على الدنيا ، ولا سيما أن النبي (ص)

اخبرها بقرب موتها وسرعة لحاقها به ولذا لم ينهها " علي " ( عليه السلام ) عن منازعة أبي

بكر في فدك وهو القائل : " وما اصنع بفدك وغير فدك ، والنفس مكانها في غد جدث "

قال ابن أبي الحديد : قلت لمتكلم من متكلمي الإمامية يعرف بعلي ابن تقي من بلدة النيل : وهل

كانت فدك إلا نخلا يسيرا وعقارا ليس بذلك الخطير ؟ فقال لي : ليس الأمر كذلك ، بل كانت جليلة جدا

وكان فيها من النخل نحو ما بالكوفة الآن . ( أي في القرن السادس الهجري ) وما قصد أبو بكر

وعمر بمنع " فاطمة " عنها إلا ألا يتقوى بحاصلها وغلتها على المنازعة في الخلافة ، ولهذا اتبعا

ذلك بمنع " فاطمة " و " علي " وسائر بني هاشم وبني المطلب حقهم في الخمس ، فإن الفقير

الذي لامال له تضعف همته ، ويتصاغر عند نفسه ، ويكون مشغولاً بالاحتراف والاكتساب عن طلب

الملك والرئاسة .

وقال الإمام الصادق للمفضل بن عمر : " لما بويع أبو بكر أشار عليه عمر أن يمنع " علياً "

وأهل بيته الخمس والفيء وفدكا ، فإن شيعته إذا علموا ذلك تركوه وأقبلوا إليك رغبة في الدنيا ،

فصرفهم أبو بكر عن جميع ماهو لهم " . قال المحقق الفاضل الألمعي عبد الزهراء عثمان محمد:

ربما يعترض البعض على موقف " فاطمة " فيقول: لماذا إذن تقف " فاطمة " هذا الموقف الصلب

في مطالبتها بفدك ، فلولم يكن هناك هدف آخر تبتغيه من ورائه ، لما طالبت هذه المطالبة الحقيقية

به . ولأجل أن نبرز الحقائق التي دفعت الصديقة " فاطمة الزهراء " ( عليها السلام ) للمطالبة

بفدك نضع أمامنا النقاط الآتية :

1- انها ( عليها السلام ) رأت أن تأميم فدك قد هيأ لها فرصة ذهبية في الادلاء برأيها حول الحكومة

القائمة ، وكان لابد أن تدلي بتصريحاتها أما الجماهير ، وقد هيأت لها قضية فدك هذه الملابسات

المناسبة ، فحضرت دار الحكومة في المسجد النبوي وألقت بتصريحاتها التي لا تنطوي على أي

لبس أو غموض .

2- تبيان أحقية " علي " في قيادة الأمة بعد رسول الله (ص) وقد تجلى ذلك في خطبتها التي ألقتها

في مسجد أبيها (ص) على مسمع ومرأى من المسلمين وبضمنهم الحكومة الجديدة ، فكان من بعض

أقوالها : " أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي ؟ " وقولها : " وأبعدتم

من هو أحق بالبسط والقبض " . حيث أوضحت أن " علياً " ( عليه السلام ) أعلم الناس بعد محمد

(ص) بمعرفة الرسالة وأحكامها وقوانينها ، وهو لذلك أحق برعاية شؤون الأمة التي صنعها الوحي

المقدس .

3- كشف ألاعيب الحكومة الجديدة على الشرع المقدس ، واجتهاداتهم التي لاعلاقة لها بأهداف

الرسالة ... وهذه: النقاط الثلاث هي التي استهدفتها " فاطمة " ( عليها السلام ) في مطالبتها

الحثيثة بفدك ، ليس غير ، وليس لها وراء ذلك هدف مادي رخيص ، كما يعتقد البعض من مؤرخي

حياتها ، فهي - لعمر الحق - قد تصرفت مامن شأنه أن يحفظ الرسالة من شبح الانحراف الذي تبأت

بوقوعه بعد إنتخاب الحكومة الجديدة ، فاتخذت من فدك خير فرصة لخدمة المبدأ ، وإلقاء الحجة

على الأمة تأدية للمسؤلية ، ونصرا للرسالة ، وحفظا لبيضة الإسلام .
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2010, 10:41 PM   #66
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

بسم الله الرحمن الرحيم


خطبة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) في مسجد النبي صلى الله عليه واله وسلم

لما أجمع أبو بكر وعمر على منع " فاطمة " ( عليها السلام ) فدكاً وبلغها ذلك ، لاثت خمارها

على رأسها ، واشتملت بجلبابها ، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها ، وتطأ ذيولها ، ماتخرم

مشيتها مشية رسول الله (ص) . حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار

وغيرهم فنيطت دونها ملاءة ، فجلست ثم أنت أنة ، أجهش القوم لها بالبكاء ، فارتج المجلس ، ثم

أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم ، وهدأت فورتهم .،

افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه ، والصلاة على رسوله (ص) فعاد القوم في بكائهم ، فلما

أمسكوا عادت في كلامها ، فقالت ( عليها السلام ) : الحمد لله على ما أنعم ، وله الشكر على ما

ألهم ، والثناء بما قدم ، من عموم نعم ابتداها ، وسبوغ آلاء أسداها ، وتمام منن أولاها ، جم عن

الإحصاء عددها ، ونأى عن الجزاء أمدها ، وتفاوت عن الإدراك أبدها ، وندبهم لاستزادتها بالشكر

لاتصالها ، واستحمد إلى الخلائق بإجزالها ، وثنى بالندب إلى أمثالها .،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، كلمة جعل الأخلاص تأويلها ، وضمن القلوب موصولها

وأنار في التفكر معقولها ، الممتننع من الأبصار رؤيته ، ومن الألسن صفته ، ومن الأوهام كيفيته .

ابتدع الأشياء لامن شيء كان قبلها ، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها ، كونها بقدرته وذرأها

بمشيئته ، من غير حاجة منه إلى تكوينها ، ولا فائدة له في تصويرها ، إلا تثبيتها لحكمته ، وتنبيهاً

على طاعته ، وإظهاراً لقدرته ، وتعبداً لبريته ، وإعزازاً لدعوته ، ثم جعل الثواب على طاعته ،

ووضع العقاب على معصيته ، ذيادة لعباده عن نقمته وحياشة لهم إلى جنته .

وأشهد أن أبي محمداً عبده ورسوله اختاره ( وانتجبه ) قبل أن أرسله ، وسماه قبل ان اجتباه ،

واصطفاه قبل أن ابتعثه ، إذ الخلائق بالغيب مكنونة ، وبستر الأهاويل مصونة ، وبنهاية العدم مقرونة

علماً من الله تعالى بما يلي الأمور ، وإحاطة بحوادث الدهور ومعرفةً بمواقع الأمور .

ابتعثه الله تعالى إتماماً لأمره ، وعزيمةً على إمضاء حكمه ، وإنقاداً لمقادير حتمه ، فرأى الأمم

فرقاً في أديانها ، عكفا على نيرانها ، عابدةً لأوثانها ، منكرةً لله مع عرفانها ، فأنار الله بأبي محمد

(ص) ظلمها ، وكشف عن القلوب بهمها ، وجلى عن الأبصار غممها وقام في الناس بالهداية ،

فأنقذهم من الغواية ، وبصرهم من العماية ، وهداهم إلى الدين القويم ، ودعاهم إلى الطريق

المستقيم . ثم قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار ، ورغبة وإيثار .،

فمحمد (ص) من تعب هذه الدار في راحة ، قد حف بالملائكة الأبرار ، ورضوان الرب الغفار ،

ومجاورة الملك الجبار .،

صلى الله على أبي نبيه ، وأمينة ، وخيرته من الخلق وصفيه ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته .

ثم التفتت إلى أهل المجلس ، وقالت: أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه ، وحملة دينه ووحيه ، وأُمناء

الله على أنفسكم وبلغاؤه إلى الأمم ، زعيم حق له فيكم ، وعهد قدمه إليكم ، وبقية استخلفها عليكم :

كتاب الله الناطق ، والقرآن الصادق ، والنور الساطع ، والضياء اللامع .، بينة بصائره ، منكشفة

سرائره ، منجلية ظواهره ، مغتبطة به أشياعه ، قائد إلى الرضوان اتباعه ، مؤد إلى النجاة

استماعه ، به تنال حجج الله المنورة ، وعزائمه المفسرة ، ومحارمه المحذرة ، وبيناته الجالية ،

وبراهينة الكافية ، وفضائله المندوبة ورُخصه الموهوبة ، وشرائعه المكتوبة .

فجعل الله الإيمان : تطهيراً لكم من الشرك .،

والصلاة : تنزيهاً لكم عن الكبر .،

والزكاة : تزكية للنفس ، ونماءً في الرزق .،

والصيام : تثبياً للأخلاص

والحج : تشييداً للدين .،

والعدل : تنسيقاً للقلوب .،

وطاعتنا : نظاماً للملة .،

وإمامتنا : أماناً للفرقة .،

والجهاد : عزاً للإسلام .،

والصبر: معونة على استحباب الأجر .،

والأمر بالمعروف: مصلحة للعامة .،

وبرالوالدين : وقاية من السخط .،

وصلة الأرحام : منساة في العمر ، ومنماة للعدد .،

والقصاص : حقناً للدماء .،

والوفاء بالنذر : تعريضاً للمغفرة .،

وتوفية المكائيل والموازين : تغييراً للبخس .،

والنهي عن شرب الخمر : حجاباً عن اللعنة .،

وترك السرقة : إيجاباً للعفة .،

وحرم الله الشرك إخلاصاً له بالربوبية .،

فاتقوا الله حق تُقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون .،

وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه ، فإنه إنما يخشى الله من عباده العلماء

ثم قالت : أيها الناس : اعلموا أني فاطمة ، وأبي محمد أقول عوداً وبدواً ، ولا أقول ما أقول غلطاً ،

ولا أفعل ما أفعل شططاً ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما غنتم حريص عليكم بالمؤمنين

رؤوف رحيم )


فإن تعزوه وتعرفوه ، تجدوه أبي دون نسائكم ، وأخا ابن عمي دون رجالكم ، ولنعم المعزى إليه ،

فبلغ الرسالة ، صادعاً بالنذارة مائلاً عن مدرجة المشركين ضارباً ثبجهم ، آخذاً بأكظامهم ، داعياً


إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، يجف الأصنام ، وينكث الهام ، حتى انهزم الجمع وولوا

الدبر ، حتى تفرى الليل عن صبحه ، وأسفر الحق عن محضه ، ونطق زعيم الدين ، وخرست شقائق

الشياطين ، وطاح وشيظ النفاق ، وانحلت عقد الكفر والشقاق .،

وفُهتم بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخماص ، وكنتم على شفا حفرة من النار .،

مذقة الشارب ، ونهزة الطامع ، وقبسة العجلان ، وموطئ الأقدام ، تشربون الطرق ، وتقتاتون القد .

أذلة خاسئين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم ، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد (ص) ،

بعد اللتيا والتي ، وبعد أن مُني ببهم الرجال ، وؤبان العرب ، ومردة أهل الكتاب .،

كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله أو نجم قرن الشيطان ، أو فغرت فاغرة من المشركين ، قذف

أخاه في لهواتها .،

فلا يكفيء حتى يطأ جناحها بأخمصة ، ويخمد لهبها بسيفة مكدوداً في ذات الله مجتهداً في أمر الله ،

قريباً من رسول الله ، سيداً في أولياء الله مشمراً ناصحاً ، مجداً كادحاً ، لا تأخذه في الله لومة لائم .

وأنتم في رفاهية من العيش وادعون ، فاكهون آمنون تتربصون بنا الدوائر وتتوكفون الأخبار

وتنكصون عند النزال ، وتفرون من القتال .،

فلما اختار الله لنبيه (ص) دار أنبيائه ، ومأوى أصفيائه ، ظهر فيكم حسكة النفاق وسمل جلباب

الدين ، ونطق كاظم الغاوين ، ونبع خامل الأقلين ، وهدر فنيق المبطلين ، فخطر في عرصاتكم ،

وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفاً بكم ، فألفاكم لدعوته مستجيبين ، وللغرة فيه ملاحظين ،

ثم استنهضكم فوجدكم خفافاً ، وأحشمكم فألفاكم غضاباً ، فوسمتم غير إبلكم ، ووردتم غير مشربكم ،

هذا والعهد القريب ، والكلم رحيب والجرح لما يندمل ، والرسول لما يُقبر ، ابتداراً زعمتم خوف

الفتنة ( ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ) فهيهات منكم ، وكيف بكم ، وأنى تؤفكون.

وكتاب الله بين أظهركم ، أموره ظاهرة ، وأحكامه زاهرة ، وأعلامه باهرة ، وزواجره لايحة ،

وأوامره واضحة ، وقد خلفتموه وراء ظهوركم .،

أرغبة عنه تريدون ؟ أم بغيره تحكمون ؟ ( بئس للظالمين بدلاً ) ( ومن يتبع غير الإسلام ديناً فلن

يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ، ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها ، ويسلس قيادها ،

ثم أخذتم تورون وقدتها ، وتهيجون جمرتها ، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي ، وإطفاء أنوار

الدين الجلي ، وإهمال سنن النبي الصفي (ص) ، تشربون حسوا في ارتغاء ، وتمشون لأهله وولده

في الخمرة والضراء .،

ويصبر منكم على مثل حز المدى ووخز السنان في الحشاء ، وأنتم الآن تزعمون : أن لا إرث لنا ،

أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون ! أفلا تعلمون ؟! بلى قد تجلى لكم

كالشمس الضاحية : أني إبنته . أيها المسلمون : أ أُغلب على إرثي ؟ يابن أبي قحافة ، أفي كتاب

الله ترث أباك ولا أرث أبي ؟ لقد جئت شيئاً فرياً ! أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ؟

إذ يقول: ( وورث سليمان داود )

وقال : فيما اقتص من خبر يحيي بن زكريا إذ قال : ( فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل

يعقوب ) وقال: ( وأولوالارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) وقال : ( يوصيكم الله في أولادكم

للذكر مثل حظ الانثيين ) وقال: ( إن ترك خيراً الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقاً على

المتقين ) وزعمتم : أن لا حظوة لي ولا أرث من أبي ، ولا رحم بيننا ، أفخصكم الله بآية أخرج

أبي منها ؟ أم تقولون : أن أهل ملتين لا يتوارثان ؟ أو لستُ أنا وأبي من أهل ملة واحدة ؟ أم أنتم

أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي ؟ فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك ،

فنعم الحكم الله ، والزعيم محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) .،

والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون ، ولا ينفعكم إذ تندمون ، ولكل نبأ مستقر وسوف

تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم . ثم رمت طرفها نحو الأنصار فقالت :

يامعشر النقيبة وأعضاد الملة وحضنة الإسلام ، ماهذه الغميرة في حقي ، والسنة عن ظلامتي

أما كان رسول الله (ص) أبي يقول: المرء يحفظ في ولده ؟ سرعان ما أحدثتم ، وعجلان ذا إهالة

ولكم طاقة بما أحاول ، وقوة على ما أطلب وأزاول ، أتقولون مات محمد (ص) ؟ فخطب جليل

استوسع وهيه واستنهر فتقه وانفتق رتقه ، وأظلمت الأرض لغيبته ، وكسفت الشمس والقمر

وانتثرت النجوم لمصيبته ، وأكدت الآمال ، وخشعت الجبال ، وأُضيع الحريم وأزيلت الحرمة عند

مماته ، فتلك - والله - النازلة الكبرى ، والمصيبة العظمى ، لامثلها نازلة ، ولا بائقة عاجلة ، أعلن

بها كتاب الله جل ثناؤه في أفنيتكم ، وفي ممساكم ومصبحكم يهتف في أفنيتكم هتافاً وصراخاً وتلاوة

وإلحاناً ولقبله ماحل بانبياء الله ورسله حكم فصل ، وقضاء حتم . ( وما محمد إلا رسول قد خلت من

قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا

وسيجزي الله الشاكرين ) .


إيها بني قيلة ، أأهضم تراث أبي ؟ وأنتم بمرأى مني ومسمع ، ومنتدى ومجمع ، تلبسكم الدعوة

وتشملكم الخبرة ، وانتم ذوو العد والعدة ، والأداة والقوة وعندكم السلاح والجنة ، توافيكم الدعوة

فلا تجيبون ، وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون وأنتم موصفون بالكفاح معروفون بالخير والصلاح ، والنخبة

التي انتخبت والخيرة التي اختيرت لنا أهل البيت ، قاتلتم العرب وتحملتم الكد والتعب وناطحتم الأمم

وكافحتم البهم ، لانبرح أو تبرحون ، نأمركم فتأمرون ، حتى إّذا دارت بنا رحى الإسلام ودر حلب

الأيام ، وخضعت ثغرة الشرك وسكنت فورة الإفك وخمدت نيران الكفر، وهدأت دعوة الهرج واستوسق

نظام الدين ، فأنى حزتم بعد البيان ؟ وأسرتم بعد الإعلان ؟ ونكصتم بعد الإقدام ؟ وأشركتم بعد

الإيمان ؟ بؤساً لقوم نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم ، وهموا بإخراج الرسول وهم بدأوكم أول مرة ،

أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين . ألا وقدأرى أن قد أخلدتم إلى الخفض وأبعدتم من

هو أحق بالبسط والقبض وخلوتم بالدعة ونجوتم بالضيق من السعة ، فمججتم ماوعيتم ودسعتم

الذي تسوغتم . ( فإن تكفروا انتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد ) .

ألا وقد قلت ماقلت هذا على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم والغدرة التي استشعرتها قلوبكم ،

ولكنها فيضة النفس ، ونفثة الغيظ وخور القناة وبثة الصدر وتقدمة الحجة فدونكموها فاحتقبوها

دبرة الظهر ، نقبة الخُف ، باقية العار موسومة بغضب الجبار ، وشنار الأبد ، موصولة بنار الله

الموقدة ، التي تطلع على الأفئدة . وأنا إبنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد .،

فأعلموا إنا عاملون ، وانتظروا إنا منتظرون . فأجابها أبوبكر عبد الله بن عثمان ، وقال: يابنت

رسول الله ، لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفاً كريماً ، رؤوفاً رحيماً ، وعلى الكافرين عذاباً أليماً ،

وعقاباً عظيماً ، إن عزوناه وجدناه أباك دون النساء ، وأخا إلفك دون الأخلاء آثره على كل حميم ،

وساعده في كا أمر جسيم ، لايحبكم إلا سعيد ، ولايبغضكم إلا كل شقي بعيد ، فأنتم عترة رسول الله

الطيبون الخيرة المنتجبون ، على الخير أدلتنا ، وإلى الجنة مسالكنا . وأنت ياخيرة النساء ، وابنة

خير الأنبياء ، صادقة في قولك ، سابقة في وفور عقلك ، غير مرودة عن حقك ، ولا مصدودة عن

صدقك ، والله ماعدوت رأي رسول الله (ص) ولا عملت إلا بإذنه ، والرائد لايكذب أهله وإني أُشهد

الله وكفى به شهيداً أني سمعت رسول الله (ص) يقول: نحن معاشر الأنبياء لانورث ذهباً ولا فضة

ولا داراً ولا عقاراً وإنما نورث الكتاب والحكمة والعلم والنبوة وماكان لنا من طعمة فلولي الأمر

بعدنا أن يحكم فيه بحكمه !! وقد جعلنا ماحاولته في الكراع والسلاح يقالتل بها المسلمون ويجاهدون

الكفار ، ويجالدون المردة ثم الفجار ، وذلك بإجماع من المسلمين لم أنفرد به وحدي ولم أستبد

بما كان الرأي عندي !! وهذه حالي ومالي ، هي لك وبين يديك ، لاتزوي عنك ، ولاتدخر دونك ،

وإنك وأنت سيدة أمة أبيك ، والشجرة الطيبة لبنيك . لاندفع مالك من فضلك ، ولا يوضع من فرعك

وأصلك ، حكمك نافذ فيما ملكت يداي فهل ترين ان أُخالف في ذلك أباك (ص) ؟ فقالت " فاطمة "

( عليها السلام ) سبحان الله ماكان أبي رسول الله (ص) عن كتاب الله صادفاً ولا لأحكامه مخالفا !

بل كان يتبع أثره ، ويقفو سوره ، أفتجمعون إلى الغدراعتلا لاً عليه بالزور ، وهذا بعد وفاته شبيه

بما بغي له من الغوائل في حياته ، هذا كتاب الله حمكاً عدلاً ، وناطقاً فصلا يقول :

( يرثني ويرث من آل يعقوب ) ويقول ( وورث سليمان داود ) وبين عز وجل فيما وزع " عليه "

من الاقساط وشرع من الفرائض والميراث ، وأباح من حظ الذكران والإناث ما أزاح به علة

المبطلين ، وأزال التظني والشبهات في الغابرين . كلا بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل

والله المستعان على ما تصفون . فقال أبوبكر: صدق الله ورسوله ، وصدقت ابنته ، أنت معدن

الحكمة ، وموطن الهدى والرحمة ، وركن الدين ، وعين الحجة ، لا أبعد صوابك ، ولا أنكر خطابك .

هؤلاء المسلمون بيني وبينك ، قلدوني ماتقلدت ، وباتفاق منهم أخذت ما أخذت غي مكابر ولا مستبد

ولا مستأثر ، وهم بذلك شهود . فالتفتت " فاطمة " ( عليها السلام ) إلى الناس ، وقالت: معاشر

المسلمين المسرعة إلى قيل الباطل المغضية على الفعل القبيح الخاسر أفلا تتدبرون القرآن أم

على قلوب أقفالها ؟ كلا بل ران على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم ، فأخذ بسمعكم وأبصاركم ولبئس

ما تأولتم ، وساء مابه أشرتم ، وشر مامنه اغتصبتم . لتجدن والله محمله ثقيلاً وغبه وبيلاً إذا

كشف لكم الغطاء ، وبان ما وراءه الضراء ، وبدا لكم من ربكم مالم تكونوا تحتسبون .،

( وخسر هنالك المبطلون ) ثم عطفت على قبر النبي (ص) وقالت :

قد كان بعدك أنباء وهنبثةُ --------------------------- لوكنت شاهدها لم تكثر الخطب

إنا فقدناك فقد الأرض وابلها ------------------------ واختل قومك فاشهدهم ولا تغب

وكل أهل له قربى ومنزلة --------------------------- عند الإله على الأدنين مقترب

أبدت رجال لنا نجوى صدورهم ---------------------- لما مضيت وحالت دونك الترب

تجهمتنا رجال واستخف بنا ------------------------- لما فقدت وكل الأرض مغتصب

وكنت بدراً ونوراً يستضاء به ---------------------- عليك ينزل من ذي العزة الكتب

وكان جبريل بالآيات يؤنسنا ----------------------- فقد فقدت وكل الخير محتجب

فليت قبلك كان الموت صادفنا -------------------- لما مضيت وحالت دونك الكثب

إنا رُزينا بما لم يُرز ذو شجن -------------------- من البرية لا عجم ولا عرب

وهنا كلمة وسؤال :

قد يتبادر إلى ذهن القارئ أن يسأل : مادعا أبابكر أن يلين ويخضع هكذا ؟ وما دعا الزهراء أن

تثبت على رأيها ، ولا تتضعضع عن موقفها ؟

لقد أجاب الجاحظ عن هذا السؤال ، وكفانا مؤونة الجواب ، قال في رسائله : ( ... فإن قالوا: كيف

تظن به ظلمها والتعدي عليها ، وكلما إزدادت عليه غلطة إزداد لها ليناً ورقة حيث تقول له : والله

لا أكلمك أبداً ، فيقول: والله لا أهجرك أبداً ، ثم تقول: والله لأدعون الله عليك ، فيقول: والله لأدعون

الله لك ، ثم يتحمل منها الكلام الغليظ والقول الشديد في دار الخلافة ، وبحضرة قريش والصحابة

مع حاجة الخلافة إلى البهاء والتنزيه ، وما يجب لها من الرفعة والهيبة ، ثم لم يمنعه ذلك عن أن

قال معتذراً متقرباً بكلام المعظم لحقها ، والمكبر لمقامها ، الصائن لوجهها ، المتحنن عليها ، ما أحدٌ

أعز علي منك فقراً ولا أحب الي منك غنى ، ولكن سمعت رسول الله يقول: " إنا معاشر الأنبياء

لا نورث ماتركناه صدقة " . قيل لهم : ليس ذلك بدليل على البراءة من الظلم ، والسلامة من الجور ،

وقد يبلغ من مكر الظالم ، ودهاء الماكر ، إذا كان أريباً وللخصومة معتاداً ، أن يظهر كلام المظلوم

وذلة المنتصف ، وحدب الوامق ومقت المحق ... الخ "
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2010, 10:48 PM   #67
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

بسم الله الرحمن الرحيم
شكواها ( عليها السلام ) إلى زوجها ( عليه السلام )

وبعد عودتها من المسجد إلى منزلها ، خاطبت زوجها الإمام " علي " بكلمات ، وكثير من الناس

يتسائل كيف خاطبت الزهراء ، الإمام علي بهذه الكلمات القاسية ؟ مع أنها تعلم أن " علياً " صنديد

العرب والعجم ! وإذا كانت تعلم فلماذا وجهت إليه هذه الكلمات الشديدة ؟ ولقد حاول البعض أن ينفي

وجودها وأن الزهراء لم تتحدث بمثل هذا الحديث مع " علي " ( عليه السلام ) وهناك من يرسلها

إرسال المسلمات دون أن يعطي معنى يوضح السبب والداعي .

كلماتها إلى الإمام " علي " ( عليه السلام ) :

يذكرُ بعض الكتاب والخطباء كلمات منسوبة إليها ( عليها السلام ) وهي تخاطب زوجها أمير المؤمنين

يا بن أبي طالب

اشتملت شملة الجنين

وقعدت حجرة الظنين

نقضت قادمة الأجدل

فخانك ريش الأعزل

هذا ابن أبي قحافة يبتزني نحيلة أبي

وبُلغة إبني

لقد أجهد في خصامي

والفيته ألد في كلامي

حتى حبستني قيلةُ نصرها

والمهاجرة وصلها

وغضت الجماعةُ دوني طرفها

فلا دافع ولا مانع

خرجتُ كاظمة وعدتُ راغمة

أضرعت خدك يوم أضعت حدك

إفترست الذئاب وافترشت التراب

ماكففت قائلاً ولا أغنيت طائلاً

ولا خيار لي ، ليتني متُ قبل هنيئتي ودون ذلتي

عذيري الله منه عادياً ومنك حامياً

ويلاي في كل شارق ، ويلاي في كل غارب

مات العمد ووهن العضد ، شكواي إلى أبي وعدواي

إلى ربي ، اللهم إنك أشدُ منهم قوةً وحولاً وأشد بأساً وتنكيلا .

ومن ثم تكلم الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بكلام هدأ فيه " فاطمة " ( عليها السلام )

وأوضح لها الأمر فقال لها : لا ويل لك ، بل الويل لشانئك ، ثم نهنهي من وجدك يا ابنة الصفوة ،

وبقية النبوة ، فما ونيتُ عن ديني ولا أخطأتُ مقدوري ، فان كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون

وكفلُك مأمون ، وما أعد لك أفضل مما قطع عنك فاحتسبي الله ، فقالت: حسبي الله وأمسكت .

الحكمة من ذلك

فعلى تقدير صحة ماصدر منها ( عليها السلام ) ، وعلى تقدير ثبوت ذلك تاريخياً يمكننا توجيه

مرادها ( عليها السلام ) من هذه الكلمات في مثل ذلك الموقف فنقول :

أولاً : أن الزهراء ( عليها السلام ) قالت ذلك ومرادها إياك أعني واسمعي ياجارة وهي طريقة

الوحي في إلقاء بعض آيات القرآن الكريم مخاطباً بها رسول الله (ص) ولكن المراد به الأمة أو

بعض الأمة مثل قوله تعالى ( لاتجعل مع الله الهاً آخر فتلقى في جهنم ملوماً مدحورا ) .

فمعلوم قطعاً أن النبي (ص) لايفكر يوماً أن يشرك بالله ، أي أن موضوع الشرك مرفوع ومعدوم

عن النبي (ص) ولكن خاطبته الآية والمراد بالمعنى هي الآمة ومثله قوله تعالى ( يا أيها النبيُ

إتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين .. ) وهذا هو الذي قال عنه الإمام الصادق ( عليه السلام )

" إن الله بعث نبيه بإياك أعني واسمعي ياجارة فالمخاطبة للنبي (ص) والمعنى للناس " وآيات

أخرى تخاطب النبي كلها تدخل تحت هذا الباب والحكمة فيه أن هذه الخطابات التي فيها لهجة الشدة

تعطي الأمة اندفاعاً أكبر للا ستقامة والتقوى وتبعث فيها جانب التحسن بالمسؤلية ، لأن الأمة متى

مارأت جانب الشدة والرهبة والوعيد في الخطاب القرآني الموجه للنبي (ص) مع أن النبي (ص)

معصوم مطلقاً علمت أن المقصود بالدرجة الأولى هي الأمة نفسها وكذا الفرد يشعر أن المقصود

هو ، ولكن وجه الخطاب للنبي (ص) لأمرين :

أ- لالفات نظر الناس إلى عظمة ذلك الموضوع إلى درجة أن خوطب به النبي مع أنه معصوم قد

انعدمت عنده كل المواضيع التي تستدعي لغة الوعيد فينبغي للأمة أن تشعر وتقدر حجم الموضوع،

لأنه يوجد عندها .

ب - لتدرك الأمة أن النبي بمعزل عن لغة التهديد والوعيد ، لعصمته ولأنه يقوم بالمسؤوليات بأتم

وجه ، عندها تدرك الأمة أن المقصود بهذه الآيات هي لاغير .

فهذا الأسلوب القرآني يلهب الروح استعداداً ونشاطاً ويحرك الضمير للتحسس بما يحصل ويدور

في عالم الاسلام والايمان .

فإذا تقرر هذا نقول :

أن الزهراء ( عليها السلام ) تكلمت بتلك الكلمات مع الإمام " علي " ( عليه السلام ) والمخاطب

هو ولكن أرادت غيره في معاني تلك العبارات فقد قصدت مجموعة الرجال الذين سمعوا الحق وسكتوا

عنه خوفاً أو طمعاً ، فكل عبارة قالتها الزهراء أرادت بها أولئك الذين التفوا حول " علي " ( عليه

السلام ) يوما ما وها هم قد انفضوا عنه واشتملوا شملة الجنين فخاطبها من باب ( إياك اعني

واسمعي ياجارة ) أنها تريد من خلال كلماتها الحادة أن تبلغ رسالتها إلى آخر رجل في الأمة .

فقد حاولت من خلال ذلك أن تستنهضهم للحق وتشعل فيهم شعلة الإيمان والولاء ولكن طبع الله

على قلوب أكثرهم .

ثانياً : أو نقول أنها بهذه الكلمات القاسية الحادة ذات المعاني الثقيلة لم ترد بها أمير المؤمنين

( عليه السلام ) ولا قصدت أفراد الأمة وإنما أرادت أن تعرض عظمة الحدث ، ومثال ذلك في القرآن

الكريم في قصة بني اسرئيل ، وعبادة العجل ، فأراد الكريم موسى ( عليه السلام ) ان يبين لهم

عظمة الخطأ الذي ارتكبوه وثقل المصيبة التي حلت على مجتمعهم حينما عنف الوقف مع أخيه .

قال تعالى ( ولما رجع موسى الى قومه غضبان أسفاً قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر

ربكم وألقى الالواح وأخذ برأس أخيه يجرهُ إليه ... ) وقال تعالى ( ولما سكت عن موسى الغضب

أخذ الالواح وفي نسختها هُدى ورحمة ... ) .
أنظر إلى فعل النبي موسى كيف القى الألواح مع أن فيها هدى ورحمة وتركها هكذا ، ثم أخذ شعر

أخيه يجره أمام الناس وقد مُليء غضباً ، كل ذلك ليعلن لبني اسرائيل أن مواجهة الانحراف أهم


بكثير من أي شيء ، حتى من الالواح وفعل بأخيه مافعل وهو يعلم أن أخيه بريء من فعل القوم ولكن

ليعرض لهم عظم الفادحة التي حلت بهم ، ولما انتهى من حرق العجل وطرد السامري وتوبيخ أخيه

وقومه عند ذلك أخذ الالواح ، وكذلك فعلت " فاطمة " ما فعله موسى في مواجهة الخطر للحد من

انتشاره ، فكلامها مع الإمام ( عليه السلام ) في الحقيقة نوع محاكاة لإظهار الخطب الذي ألم

بالمسلمين والاختيار السيء الذي مارسوه والمصير المظلم الذي ينتظروه .

ولأن " فاطمة " ( عليها السلام ) تعلم أن " علياً " ما جبُن يوماً ولا ضعُف عن حماية الدين ولاهو

من الذين استخفوا بها ( عليها السلام ) أبداً . فهو كهارون ( عليه السلام ) عندما حاول أن يردع

بني اسرائيل عن عبادة العجل فرآهم مستغرغين في حب العجل فلا تصلح مواجهتهم بل أكتفى

بتذكيرهم بأقوال موسى ، وهكذا موسى فإنه يعلم أن هارون لا تأخذه في الله لومة لائم بل لم يكن

مقصراً معهم ولكنه مع ذلك واجهه بقسوة وغضب وجره من شعره ، فـ " فاطمة " تعلم أن " علياً "

لم يهن ولم يجُبن ولم يُقصر في أمر الدين ، بل تعلم أنه ركنُ الدين وأساسُه ولكن مع ذلك واجهتهُ

بهذه الكلمات لتُعلم الأمة رسالتها وهي - الامة - تعيش أول انحراف تتلوه انحرافات .

ثالثاً : وقد يكون حوارها مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عبارة عن محاولة منها لتثبيت قلوب

شيعتهم - القلة - وليندفع الشكُ الذي يُراودُ قلوب بعضهم ، ولايضاح هذا الكلام نقول : إن تصرف

أبي بكر وعمر بن الخطاب المتمثل برد شهادة " فاطمة " و " علي " و " الحسنين " ( عليهم

السلام ) على الخصوص ورد شهادة أم أيمن وغيرها على العموم في موضوع فدك ، وجرأته على

استلام الخلافة مع سابق علمه أن " علياً " ( عليه السلام ) هو الأحق بهذا المنصب ، وتماديه على

رسول الله (ص) واختلاق أحاديث ونسبتها إلى الرسول الأكرم قد تؤدي كلها إلى خلق روح الشك

في قلوب بعض أتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) إذ قد يتبادر إليهم أن أمير المؤمنين قد ضعُف

ووهن عن رد حقه أو الدفاع عن الاسلام أو حتى الدفاع عن زوجته ، وفعلاً قد تسربت مثل هذه

الأفكار إلى بعضهم . فوقفت الزهراء موقفها الخطير تحاور " علياً " بكلمات قاسية غايتها تحريك

الواقع بشكل حقيقي من أجل توضيح الأمر لأصحاب " علي " لا سيما وأن التاريخ يذكر لنا أن جملة

من الصحابة كانوا في بيت " علي " ( عليه السلام ) . فهذه الكلمات حركت قلب الامير ليدلي

بالحقيقة وتسكن اليها قلوب الرجال وقال حينها لـ " فاطمة " ( عليها السلام ) وكان المؤذن ينادي

بالشهادة الثانية : إن حمل السيف بوجه الغاصبين والدخول في حرب دموية سوف تؤدي الى ذهاب

شهادة أن محمداً رسول الله في الآذان كناية عن أن نهاية الاسلام تكون في الحرب الداخلية .

" فاطمة " كانت تعلمُ ذلك بوضوح ولكنهما أرادا أن يوضحا نقاط القوة في سلوكهما ( عليهما السلام )

ولتطمئن قلوب المؤمنين إليهما .

رابعاً : ثم ان كلام أهل البيت ( عليهم السلام ) يُحمل على أكثر من وجه فقد روي في البصائر عن

عبد الاعلى بن أعين قال: دخلت أنا وعلي بن حنظلة على أبي عبد الله " الصادق " ( عليه السلام )

فسأله علي بن حنظلة عن مسئلة فأجاب فيها ، فقال رجل فإن كان كذا وكذا فأجابه فيها بوجه آخر ،

وإن كان كذا وكذا فأجابه بوجه ، حتى أجابه فيها باربعة وجوه فالتفت الي علي بن حنظلة قال:

يا أبا محمد قد أحكمناه فسمعه أبوعبدالله فقال: لا تقل هكذا يا أبا الحسن فإنك رجل ورع ، ان من

الأشياء أشياء ضيقة وليس تجري إلا على وجه واحد ، منها وقت الجمعة ليس لوقتها إلا واحد حين

تزول الشمس ، ومن الأشياء أشياء موسعة تجري على وجوه كثيرة وهذا منها ، والله ان له عندي

سبعين وجهاً .
وروي عن الصادق ( عليه السلام ) : أنتم أفقه الناس ماعرفتم معاني كلامنا ، أن كلامنا لينصرف

على سبعين وجها . وعنه ( عليه السلام ) : اني لأتكلم بالكلمة الواحدة لها سبعون وجهاً إن شئت

آخذ كذا وعنه ( عليه السلام )اني اتكلم على سبعين وجهاً لي منها المخرج . ومن هذا المنطق نقول:

ان كلام مولاتنا الزهراء ( عليها السلام ) يُحمل على أكثر من وجه وليس من الضروري حصره في

المعنى الظاهري ، كيف لا وأهل البيت ( عليهم السلام ) عدلُ القرآن ، وقد منع أمير المؤمنين ( عليه

السلام ) إبن عباس من محاججة معاوية وأتباعه بالقرآن ، لانه حمال ذووجوه ، أي أن آياته تحتمل

أكثر من معنى ، وهكذا كلام أهل البيت ( عليهم السلام ) يُحمل على أكثر من معنى لأنهم عِدلُ

القرآن كما قال ( ص) : " إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي " .

ولايبعد القول أن موقف الزهراء هذا وسكوت أمير المؤمنين عن حقه ومن ثم كلام الزهراء

( عليها السلام ) مع الإمام " علي " ( عليه السلام ) بهذه القساوة من أمرهم الصعب ومن حديثهم

المستصعب لقولهم " إن حديث آل محمد صعبُ مستصعب لايؤمن به إلا ملك مقرب أو نبي مُرسل

أو عبدٌ امتحن اللهُ قلبه للايمان .

وعن الصادق ( عليه السلام ) : " إن أمرنا صعب مستصعب لايحتمله الا من كتب الله في قلبه

الايمان . فتكون كلمات الزهراء من المتشابه الصعب علينا معرفته بل لابد من ارجاعه إلى محكم

ومن ثم دراسة الظروف الراهنة آنذاك . وقد حصل مثل هذا الموقف في حياة النبي (ص) وهو

شبيه بموقف الزهراء نوعاً ما . حيث أتى النبي (ص) اعرابي فقال له : ألست خيرنا أباً وأماً ،

وأكرمنا عقباً ، ورئيسنا في الجاهلية والاسلام ؟ فغضب النبي (ص) وقال: يا أعرابي كم دون

لسانك من حجاب ؟ قال : اثنان ، شفتان وأسنان . فقال النبي (ص) فما كان أحد هذين مايردُ عنا

غرب لسانك هذا ؟ أما إنه لم يعُط أحد في دنياه شيئاً هو أضرُ له في آخرته من طلاقة لسانه .

ثم قال النبي : يا " علي " قم فاقطع لسانه !! فظن الناس أنه يقطع لسانه ، فأعطاه دراهم .

أنظر إلى قول النبي ( اقطع لسانه ) كناية عن إعطائه مبلغاً من المال ليكف عن المدح والثناء ،

وهكذا كان كلام الزهراء ( عليها السلام ) مغلفاً بكناية واستعارة وتمثيل لايخفى على أصحاب

الفن والذوق . فهناك مجال واسع لحمل كلامها على غير معنى الظاهري لا سيما مع ملاحظة

سيرة الزهراء ( عليها السلام ) مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وبالعكس حيث يصفها ( عليه

السلام ) بقوله : ما أغضبتُها يوماً ولا اغضبتني ... وهكذا فإننا نحمل كلامها على المجاز أو

التورية ونقول انها أرادت أمراً آخراً غير الظاهر كما في قصة الاعرابي مع النبي (ص) .

والذي أرادته أحد الوجوه المتقدمة .

خامساً : ان " فاطمة " ( عليها السلام )في خطابها للإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأمام

بعض الصحابة أرادت أن تبين أمراً مهماً وهي الحالة التي يعيشها زوجها الأمير بحيث لايمكنه

استرداد الحق إلى أهله وذلك خوفاً من حصول الفرقة والاضطراب في أمة النبي (ص) بحيث اختار

الإمام " علي " ( عليه السلام ) أن يكون جليس الدار بالشكل الذي وصفته " فاطمة " ( عليها

السلام ) ، فوصفها إنما كان للحالة التي يمر بها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) - إن قلنا كلامها

كان موجهاً فعلاً إلى الامام لا إلى غيره ..

ومن أوضح الأدلة على أن كلامها - إن صح تاريخياً - لم يكن المراد منه أمير المؤمنين ( عليه

السلام ) وأن الأوصاف التي ذكرتها لم تقصد بها " علياً " ( عليه السلام ) هو :

أ- أن ألد أعداء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أمثال معاوية ومروان وعمر بن العاص لم يذكروا

ذلك في مجال سبهم لـ " علي " ولم يُعيروه يوماً بتلك الكلمات أبداً وهم الذين حالوا بكل جهدهم

تحريف الحقائق وطمس الفضائل والتنقيص من " علي " وأهل البيت ( عليهم السلام ) .

ب- ثم كيف تفكر " فاطمة " أن تقلل من شأن " علي " ( عليه السلام ) وأمام أولئك الصحابة

أمثال عمار والمقداد وبعض بني هاشم الذين التفوا حوله في الدار ؟ ألم تكن " فاطمة " ( عليها

السلام ) تدرك أن فعلها هذا لايليق بها وبمقام الامامة ؟ خصوصاً مع ملاحظة سيرتها مع " علي "

( عليه السلام ) التي قال عنها : وما أغضبتُها يوماً وما أغضبتني .

فالحق إذن : هو أن " فاطمة " ( عليها السلام ) أرادت ان تبين عمق المأساة التي يمر بها أهل

البيت أولاً والمسلمون ثانياً وشدة مظلومية الإمام " علي " الذي اضطرته الظروف الى السكوت

عن فدك فيكون السكوت عن الخلافة من باب أولى حرصاً على الوحدة الاسلامية .
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2010, 10:49 PM   #68
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

و هناك سؤال آخر

ومما مر تنبثق عدة أسئلة وهي :
لماذا لم يباشر الإمام " علي " ( عليه السلام ) موضوع المحاججة مع الخليفة الأول بدلاً عن " فاطمة " ؟

وبعضهم يقول : لماذا لم يباشر الامام بنفسه فتح باب الدار بدلاً عن " فاطمة " ؟ ولماذا جلس ينتظرها

في الدار ؟ وهكذا تنطلق هذه التساؤلات من وحي تلك المأساة التي مرت بها " الزهراء " ( عليها

السلام ) . وقد اختل فهم البعض لهذه الحوادث وحاولوا تضعيف بعضها لا لإنعدام الدليل بل لسوء

فهم مسألة الادوار التي يقوم بها المعصوم ، وعندما لم يستوعبوا الحدث بالشكل الصحيح سجلوا

عدة علامات استفهام حول حوادث دار الزهراء ( عليها السلام ) وموقف الصمت الذي مارسه أمير

المؤمنين ( عليه السلام ) .

ومن أجل أن يتضح الأمر نقول وبكل بساطة :

لقد مارست الصديقة ( عليها السلام ) دور المعارضة ، لأن موقعها الشامخ يسمح لها بذلك بينما

التجأ الامام " علي " ( عليه السلام ) إلى السكوت وعدم الاحتجاج وليس ذلك إلا لفهمهما للدور

الموكل إليهما حسب طبيعة الأحداث وما يفرضه الواقع والمصلحة الكبرى للرسالة .

فمثلاً لوكان الامام " علي " قد اعترض واحتج ، فإن ذلك يعني دخوله في حرب داخلية مع المناوئين

وفتح باب الصراعات ، وتحول الأمر إلى نزاع على مقام السلطة ، وبالتالي ينتهي الاسلام مع هذه

الصراعات . بينما تحركت الزهراء لأن الأمة تتحرك وتتفاعل معها بشكل أكبر لأنها بنت النبي (ص)

ولأنها سيدة نساء العالمين . لذلك نجحت ( عليها السلام ) في تسجيل احتجاجها وغضبها على

الخليفتين ووصل إلينا ذلك الاجتماع الذي هو بمثابة إدانة للخليفتين وهو وثيقة للحكم عليها ، أنهما

أغضبا الله تعالى لأن " فاطمة " مظهر غضب الله تعالى ورضاه تماماً كما مارست بنتها الحوراء

زينب الكبرى ( عليها السلام ) هذا الدور بينما التزم الامام " علي بن الحسين " السجاد ( عليه

السلام ) الصمت نسبياً لنفس الأسباب والاعتبارات أولغيرها . وهذا هو المعبر عنه في كلمات

أهل البيت ( عليهم السلام ) بـ ( العهد أو الوصية )فكل دور أو موقف للأئمة ( عليهم السلام )

كان بعهد من الله تعالى إليهم بعد أن شرط عليهم الوفاء بهذه الأدوار وكان القبول منهم اختياراً

حباً لله تعالى . فالزهراء ( عليها السلام ) أدت رسالتها في الحياة وقامت بدورها الرسالي على

أتم وجه ووقفت موقفاً مشرفاً أدانت فيه أبابكر وعمر وكل المتخاذلين من الأمة الاسلامية الذين

وقفوا موقفاً سلبياً من " فاطمة " و " علي " وتفرجوا على الحق المهضوم .
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2010, 10:50 PM   #69
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

بسم الله الرحمن الرحيم

مرضها ووفاتها وقبرها


نعم كانت المصيبة عظيمة وكبيرة على قلب وجسد الزهراء اللطيف العفيف العزيز ، لم تتحمل تلك


التي كانت عزيزة مدللة عند والدها تلك المحن العظيمة ، كانت سلام الله عليها تتوقع أن يضعها الناس


في أعينهم وينفذوا فيها وصية الرسول الأكرم ، فالمرء يكرم في ذريته ، نعم فعلوا كل شيء يغضب


الرسول (ص)فأصبحت طريحة الفراش والمرض من أثر الظلم الذي تعرضت له هي وزوجها أمير


المؤمنين ( عليه السلام ) .


قال إبن قتيبة الدينوري المتوفي سنة 276هـ : فقال عمر لأبي بكر :إنطلق بنا إلى " فاطمة " فإنا


أغضبناها . فانطلقا جميعاً فاستأذنا على " فاطمة " فلم تأذن لهما ، فأتيا " علياً " فكلماه فأدخلهما


عليها ، فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط ، فسلما عليها فلم ترد عليهما السلام ، فتكلم أبو


بكر فقال: ياحبيبة رسول الله ، والله إن قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي ، وإنك لأحب إلي من


عائشة ابنتي ، ولوددت يوم مات أبوك أني مت ولا أبقى بعده ، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك


وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله ، إلا أني سمعت أباك رسول الله (ص) يقول: " لا نورث ،


ماتركنا فهو صدقة " ، فقالت : أرأيتكما إن حد ثتكما حديثاً عن رسول الله (ص) ، تعرفانه وتفعلان


به ؟ قالا : نعم ، فقالت : نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول : رضا " فاطمة " من رضاي


وسخط " فاطمة " من سخطي ، فمن أحب " فاطمة " ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضى " فاطمة "


فقد أرضاني ، ومن أسخط " فاطمة " فقد أسخطني ؟ قالا: نعم ، سمعناه من رسول الله (ص) ،


قالت : فإني أُشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي (ص)


لأشكونكما إليه ، فقال أبوبكر: أنا عائد بالله تعالى من سخطه وسخطك يا " فاطمة " ثم انتحب


أبوبكر يبكي حتى كادت نفسه أن تزهق ، وهي تقول : والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أُصليها .


ثم خرج باكياً ، فاجتمع الناس إليه . فقال لهم : يبيتُ كلُ رجل معانقاً حليلته ، مسروراً بأهله ،


وتركتموني وما أنافيه ، لاحاجة لي ببيعتكم أقيلوني بيعتي . قال أبوبكر في مرض موته ... أما اني


لا آسي على شيء في الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن ... فوددتُ أني لم أكشف


بيت " فاطمة " عن شيء وإن كانوا قد غلقوه على الحرب .


... وليتني لم أُفتش بيت فاطمة بنت رسول الله وأُدخلهُ الرجال ولو كان أُغلق على الحرب .


وددتُ أني لم اكشف بيت " فاطمة " وتركته وإن أعلنت علي الحرب . وإليك أيها القارئ الكريم


الأحداث المتعلقة بظلم الزهراء والتي أدت إلى حزنها ومرضها واستشهادها ونذكر أيضاً أحداث


تكفينها والصلاة عليها ودفنها وحزن الإمام " علي " ( عليه السلام ) عليها :


1- من الظلم الذي وقع عليها :


ومن الظلم الذي وقع عليها سلام الله عليها أن عمر بن الخطاب هجم مع مجموعة من الرجال على


بيتها . هذا الهجوم الشرس على بيت الوحي والرسالة الذين قال الله تعالى في حقهم : ( في بيوت


أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ) وقال عز ذكره : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل


البيت ويطهركم تطهيرا ) .، وكان النبي الأكرم (ص) لايدخله حتى يستأذن من أهله ، ولكنهم دخلوه


عنوة وبغير استئذان وكان عددهم " 300 " نفراً كما في أحد الروايات ، وكان في مقدمتهم : عمر


ومعه خالد بن الوليد ، والمغيرة بن شعبة ، أبو عبيدة بن الجراح ، سالم مولى أبي حذيفة ، قنفذ


ابن عم عمر - وكان رجل فظاً ، غليظاً ، جافياً من الطلقاء - أُسيد بن خضير ، وسلمة بن سلامة


بن وقش وكانا من بني عبدالله الأشل ، ورجل من الأنصار ، زياد بن لبيد ، وزيد بن أسلم ، وكان


ممن حمل الحطب مع عمر . وكانت بداية الهجوم كما في الروايات : ادخال قنفذ لعنه الله يده يروم


فتح الباب ، ثم دعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ، ثم دفعها برجله فكسرها ودخل . فكُسر ضلعاً


من أضلاع الزهراء حينما لاذت وراء الباب ونبت مسمار الباب في صدرها ، ثم لطم عمر خدها


حتى احمرت عينها ، كما صرح بهذا نفسه " صفقت خدها حتى بدا قرطاها تحت خمارها " .


وفي رواية أُخرى : " قال عمر: فصفقت صفقة على خدها من ظاهر الخمار ، فانقطع قرطها


وتناثر إلى الأرض " . ثم أن عمر رفس " فاطمة " ( عليها السلام ) ثم رفع السيف وهو في غمده


فوجأ به جنبها ، ورفع السوط فضرب بها ذراعها ، ثم ضربها بالسوط على عضدها حتى صار


كالدملج الأسود ، ثم أخذ من خالد بن الوليد سيفاً فجعل يضرب على كتفها ، ثم ضرب المغيرة بن


شعبة " فاطمة " ( عليها السلام ) ، ثم لكزها قنفذ بنعل السيف بأمر عمر ، ثم ضرب قنفذ فاطمة


بالسيف على ظهرها وجنبيها إلى أن أنهكها وأثر في جسمها الشريف ، ثم ضرب عمر بطن "فاطمة "


( عليها السلام ) حتى ألقت الجنين من بطنها وكان يصيح : أحرقوا دارها بمن فيها .


وكما قالت الزهراء ( عليها السلام ) الشهيدة المظلومة المضطهدة في ذلك اليوم : " أخذ عمر


السوط من يد قنفذ مولى أبي بكر فضرب به عضدي ، فالتوى السوط على عضدي حتى صار كالدملج ،


وركل الباب برجله فرده عليّ وأنا حامل ، فسقطت لوجهي والنار تسعر وتسفع وجهي ، فضربني


بيده حتى انتثر قرطي من أُذني وجاءني المخاض فأسقطت محسناً قتيلاً بغير جرم " .

__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2010, 10:51 PM   #70
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

باب دار " فاطمة " :

إن أبابكر بعد ما أخذ البيعة لنفسه من الناس بالتهديد والقوة ، أرسل عمراً وقنفذاً وخالد بن الوليد

وأبا عبيدة الجراح وجماعة أُخرى - من المنافقين - إلى دار " علي " و " فاطمة " ( عليهما السلام )

وجمع عمر الحطب على باب بيت " فاطمة " ( ذلك الباب الذي طالما وقف عليه رسول الله (ص) وقال:

السلام عليكم ياأهل بيت النبوة ، وماكان يدخله إلا بعد الإستئذان )وأحرق الباب بالنار ولما جاءت

" فاطمة " خلف الباب لترد عمر وحزبه عصر عمر " فاطمة " ( عليها السلام ) بين الحائط والباب

عصرة شديدة قاسية حتى أسقطت جنينها ، ونبت مسمار الباب في صدرها ، وصاحت " فاطمة "

أبتاه يارسول الله ، أنظر ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ! فالتفت عمر إلى من

حوله وقال : أضربوا " فاطمة " ، فأنهالت السياط على حبيبة رسول الله وبضعته حتى أدموا جسمها !

وبقيت آثار هذه العصرة القاسية والصدمة المريرة تنخر في جسم " فاطمة " فأصبحت مريضة

عليلة حزينة ، حتى فارقت الحياة بعد أبيها بأيام .

قال السيد صدر الدين :

من سعى في ظلمها من راعها ------------------------ من على فاطمة الزهراء جارا

من غدا ظلماً على الدار التي -------------------------- اتخذتها الإنس والجنُ مزارا

طالما الأملاكُ فيها أصبحت ---------------------------- تلثمُ الأعتاب فيها والجدارا

ومن النار بها ينجو الورى ---------------------------- من على أعتابها أُضرم نارا

والنبي المصطفى كم جاءها --------------------------- يطلب الإذن من الزهراء مرارا

وعليها هجم القوم ولم -------------------------------- تك لاذت لا وعلياها الخمارا

لستُ أنساها ويالهفي لها ----------------------------- إذ وراء الباب لاذت كي توارا

فتك الرجسُ على الباب ولا --------------------------- تسألن عما جرى ثم وصارا

لاتسلني كيف رضوا ضلعها -------------------------- واسألن الباب عنها والجدارا

واسألن أعتابها عن محسن -------------------------- كيف فيها دمه راح جبارا

واسألن لؤلؤ قرطيها لما ----------------------------- انتثرت والعين لم تشكو إحمرارا

وهل المسمار موتور لها ---------------------------- فغدا في صدرها يطلب ثارا

وقال السيد متقي الهندي :

نبذوا العهد والكتاب وما جاء ------------------------ به في الوصي خلف الظهور

عدلوا عن أبي الهداة الميامين ---------------------- إلى بيعة الاثيم الكفور

قدموا الرجس بالولاية للأمر ------------------------ على أهل آية التطهير

لست تدري لم أحرقوا الباب ------------------------- بالنارِ أرادوا إطفاء ذاك النور

لست تدري ما صدر فاطم ما ------------------------ المسمار ماحال ضلعها المكسور

ماسقوط الجنين ماحمرة العين --------------------- وما بال قرطها المنثور

دخلوا الدار وهي حسرى بمرأى ------------------- من علي ذاك الأبي الغيور

واستداروا بغياً على أسد الله ----------------------- فأضحى يقاد قود البعير

ينظر الناس مابهم من معين ----------------------- وينادي وماله من نصير

والبتول الزهراء في إثرهم ------------------------ تعثر في ذيل بردها المجرور

بأنينٍ يوهى الصفا بسجاه -------------------------- وحنين يذيب صم الصخور

ودعتهم: خلوا ابن عمي علياً ---------------------- أو لأشكو إلى السميع البصير

مارعوها بل روعوها ومروا ----------------------- بعلي ملبباً كالأسير

بعض هذا يريك ممن تولى ------------------------- بارز الكفر ليس بالمستور

وقال الشيخ الفقيه محمد الغروي :

أيضرمُ النارُ بباب دارها --------------------------- وآية النور على منارها

وبابها باب نبي الرحمة ---------------------------- وباب أبواب نجاة الأمة

بل بابها باب العلي الأعلى ------------------------- فثم وجه الله قد تجلى

ما اكتسبوا بالنار غير العار ----------------------- ومن ورائه عذاب النار

ما أجهل القوم فإن النار لا ------------------------ تطفيء نور الله جل وعلا

لكن كسر الضلع ليس ينجبر ---------------------- إلا بصمصام عزيز مقتدر

إذ رض تلك الأضلع الزكية ----------------------- رزية لامثلها رزية

ومن نبوع الدم من ثدييها ------------------------ يعرف عظم ماجرى عليها

وجاوزوا الحد بلطم الخد ------------------------- شلت يد الطغيان والتعدي

فاحمرت العين وعين المعرفة ------------------- تذرف بالدمع على تلك الصفة

ولاتزيل حمرة العين سوى ---------------------- بيض السيوف يوم ينشر اللوى

وللسياط رنة صداها ---------------------------- في مسمع الدهر فما أشجاها

والأثر الباقي كمثل الدملج ---------------------- في عضد الزهراء أقوى الحجج

ومن سواد متنها اسود الفضا ------------------ ياساعد الله الإمام المرتضى

ووكزنعل السيف في جنبيها -------------------- أتى بكل ما أتى عليها

ويقول آخر :

ولست أدري خبر المسمار ----------------------- سل صدرها خزانة الأسرار

وفي جنين المجد مايدمي الحشى ---------------- وهل لهم اخفاء أمر قد فشى

والباب والجدار والدماء ------------------------- شهود صدق ما به خفاء

لقد جنى الجاني على جنينها ---------------------- فاندكت الجبال من حنينها

أهكذا يصنع بإبنة النبي -------------------------- حرصاً على الملك فيا للعجب

أتمنع المكروبة المفروحة ----------------------- عن البكاء خوفاً من الفضيحة

تالله ينبغي لها تبكي دما -------------------------- ما دامت الأرض ودارت السما

لفقد عزها أبيها السامي ------------------------- ولاهتضامها وذل الحا مي

أتستباح نحلة الصديقة --------------------------- وارثها من أشرف الخليقة

كيف يرد قولها بالزور---------------------------- اذ هو ردٌ آية التطهير

أيؤخذ الدين من الاعرابي ------------------------ وينبذ المنصوص في الكتاب

فاستلبوا ماملكت يداها --------------------------- وارتكبوا الخزية منتهاها

ياويلهم قد سألوا البينة --------------------------- على خلاف السنة المبنية

وردهم شهادة الشهود ---------------------------- أكبر شاهد على المقصود

ولم يكن سد الثغور غرضاً ----------------------- بل سد بابها وباب المرتضى

صدوا عن الحق وسدوا بابه --------------------- كأنهم قد آمنوا عذابه

أبضعة الطهر العظيم قدرها ---------------------- تدفن ليلا ويعفى قبرها

مادفنت ليلاً بستر وخفا -------------------------- إلا لوجدها على أهل الجفا

ماسمع سامع فيما سمعا ------------------------ مجهولة بالقدر والقبر معا

ياويلهم من غضب الجبار ----------------------- بظلمهم ريحانة المختار
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لوح فاطمة الزهراء عليها السلام معصومة اهل البيت نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها 32 23-10-2020 04:26 PM
{أقوال عن فاطمة الزهراء}عليها السلام قرة عيني رقية نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها 6 15-04-2013 12:50 PM
فضل فاطمة الزهراء( عليها السلام ) مهدية نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها 27 04-12-2012 11:50 AM


الساعة الآن 08:26 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir