بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
الطيبين المنتجبين
بارك الله تعالى بكم أختي المؤمنة وسدد خطاكم
بكل توفيق منه
ورحمة ورضوان ...وممتنة جداً للطرح الراقي
ذو المعنى السامي والهادف
ونسأل الله تعالى لأنفسنا ونفوس المسلمين والمؤمنين
بصدق العفاف وحسن الطاعة والأخلاص
في السير على صراطه المستقيم
حروف تسطرت من نور لتنيط اللثام عن أهم مفردة
وأجلّ معنى من
معاني الألتزام القويم والصحيح في فهم وإدراك
ماهية الحجاب.
الحجاب وأن تعارفت تسميته بالمتعارف عندنا على أنه
ستر للجسد وحفظ وحجب مواطن الزينة ....هو بالواقع
تطبيق وأن كان واقعي و لكنه ظاهري ويرمز
إلى العفاف بمعنى درء مواقع الناظر وحجب نفس
الرائي للمحجبة.
والمعنى الحقيقي وكما دلّ عليه كاتب الموضوع
هو العفاف من الداخل....بمعنى حجاب النفس.
هذه النفس الأمارة بالسوء والنزاعة لهوى مايقع
عليه بصرها وماتسمعه بأذنها.
فالنفس ميّالة وعرضة للتعرض للمحظور
إلا مارحم ربي.
ورحمة رب العباد لا حدود لها ولكن تغليب النفس على
الروح والأنصات وأتباع مايسوس لها الشيطان
وأتباعه هو من يجعلها ضعيفة وتنجر وراء مغريات
وأعذار ما أنزل الله بها من سلطان.
حجاب النفس هو من يجب أن يوضع هدفاً وغايةً
وينشغل به ويشتغل عليه العبد أولاً
إذا ماكان هدفه هو وجه الله تعالى والهجرة إلى ساحة
رحمته وغاية رضاه.
ألتزام التعاليم القرآنية وأتباع المنهج الرباني في
ضبط النفس ولجم جماحها وإخماد شرارة لهيبها
وهي تهتف وتهدف إلى التعلق والتحلق في مباهج الدنيا الزائلة.
لأن
رغبات النفس الجامحة والمتصادمة والمتقاطعة
مع خط الله القويم هو من الشرار , شرار النفس هو من لهب جهنم والعياذ بالله
تبدأ بأمور صغيرة قد لاتخطر ببال ثم تنجر بسبب
اللذة الزائفة والمتعة الزائلة وتدريجيا لتطال أمور
قد تصل بصاحبها ليصبح والعفو بالله من
الخالدين في النار.
في مسألة الرقابة الأسرية يقع الثقل الأكبر وواجبٌ
أدراكه ولازال الولد صغيراً ومن نعومة الأظفار...
فيتعلم الولد
سواء أكان ولد أو بنت مامعنى
الدين...
وماغايته وكيف نصل به لحجاب النفس أولاً
ثم يُطبق بالنسبة للبنت في صورة التكامل بين الظاهر
والباطن.
ومايؤسف له حقاً ونحن نعيش وسط مجتمعات سواء
أكانت مسلمة أم غير مسلمة,
تسعر فيها نفس أبليس لعنة الله عليه بكل صور النفاق
والحرام ومما لايرضى به خالق الخلق وخالق
الكون.
هذا السعير المتواصل والمتجدد دوماً وبأشكال وبصور
مختلفة تارة بالعصر الحديث وأن كانت جوانب منه
إيجابية ولكن مداخل الفتن فيه لاعد لها ولا حصر.
فمن اللباس والزينة والمكياج والعطور ووو ...حدث
ولا حرج.
حتى فنون الوسائل المقروءة والمسموعة وأجهزة
الأتصال.
وتارة أتهام المتدينين...
ومتبعي أساليب الأصالة والنقاء
والحياة لله بالتخلف.
هذا يجعل في مفهوم الأغلبية أن تتصور معاني
مغلوطة ظناً منها أنها تعايش الحضارة بمفاهيم الدين.
وهنا لا أتكلم عن العموم بقدر أن أوجه المعنى ألى كل مايتعارض مع خط الله السليم والمستقيم.
وليس حصراً في مسألة الحجاب بل بكل صور التعامل
والأخلاق بين بنو آدم.
وغايات تلك المعاني غير محمودة وأهدافها
ضائعة ونتائجها بما لاتحمد عقباه.
ومن بينها صور المحجبات السافرات والمتبرجات.
وهذه ظاهرة تمس بصاحبتها أولاً وتجعلها تقع في دائرة
النفاق وإزدواجية الشخصية...لأن حجاب النفس
عندها مهجن ومشوه ولا قاعدة أو أساس
ديني له.
فتتجاوز على حجاب الظاهر بما يجرها ولانرجو كذلك
لأن تختلط عليها صور الأدراك فتسيء الأختيار,
الأختيار بما هو صالح لها.
لأن النفس تعيش ضبابية الربط الخاطئ والذي
لايقوم على أساس الطهارة والصفاء والأخلاص الحق
في تنفيذ الأوامر الإلهية, فتضيع معه الحكمة.
ويضيع معه بُعد النظر فتقع في الحسرة والندامة ومنها الأضطراب وعدم السكينة وفقدان القناعة وضياع البركة.
والله يمهل ولا يهمل.
من يسير درب الزلق فلا يأمن السقوط.
البعض الغالب وممن يعيش بلاد الغربة يبرر
بدوافع أبليس , أن المجتمع الغربي منفتح وعلى مصراعيه
ولا أحد يركز أو يدقق أو يُلزم المحجبة المتزينة
والمتبعة للموضة بشيء فتسير على راحتها
دون حرج, بل ويتعداه لأن ترى نفسها خيرٌ من
السافرات والعاريات الكاسيات.
عذر أقبح من ذنب, لأنها أغفلت حق الله وحق
الدين فيها.
وتجاهلت أنه يراها وسيحاسبها ...وماذكرناه آنفاً
موجود وبصور
أخف وطأة وللأسف في البلاد المسلمة.
بل ولاتستوقفها الآيات الكريمة في النفاق وتقليد أهل الكفر
وقد تقرأها يوما .
فتكون ممن يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض
ولانملك سوى التضرع للعلي القدير بالهداية الحقة وأن الموت قد يحل وفي أي لحظة.
والدعوة الصادقة لكل من يقع على عاتقه مهام التربية
لنقول;
أتقوا الله حق تقاته....أيتها الأم ..كوني أماً ومربية
ولاتنحسري في صفة الوالدة
فمن يسمح لهبوب الريح ....فلايغفل
قدوم العاصفة.
زانكم الله تعالى بعفاف النفس وطهر أعمالكم من
شبهات النفاق وأفاض برحمته على بصائركم بالحكمة
والمعرفة.
دمتم بعين الله تعالى وحرسه
وردة 30