أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-02-2011, 08:16 PM   #1
عشقي حسيني
♣ مشرفة سابقة ♣ محرومة من تربة المظلوم
 
الصورة الرمزية عشقي حسيني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: في قلب فاطمة الزهراء عليها السلام
العمر: 29
المشاركات: 634
معدل تقييم المستوى: 676
عشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond repute
افتراضي رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام

[frame="11 98"]
التل الزينبي.. مكان وقوف عقلية بني هاشم يوم عاشوراء







لقد شرف الله تعالى ارض كربلاء على باقي البقاع لأهمية دورها الريادي في تنشيط فاعلية الدين وإعادته غضا طريا بعدما حاولت قتله بنو امية وأتباعهم روي عن الامام الصادق (عليه السلام) انها فضلت على الكعبة المشرفة وما كانت لتكتسب هذه القداسة والمنزلة العالية لولا تلك الدماء الزاكية التي سالت عليها فهي دماء الطهر سيد الشهداء الحسين وأهل بيته ومجموعة خيرة من شهداء الطف الذين كانوا معه.

فكانت عقيلة الهاشميين (عليها السلام) هي الوهج الساطع من نبل الشهادة وهي العنوان الحي الذي تفاعلت معه النفوس والأرواح لتنير دروب السالكين الى الحرية فوقفت امام الاعلام الاموي الذي حاول ان يدرج كربلاء ضمن قوائم الموتى والخارجين عن الاسلام ولهذا كان الصوت المدوي الذي ارعب الطواغيت من آل امية وكان السبيل المجاهد بحيوية الدين والمبادئ والمثل العليا التي سعت لتوضيحها للناس لتكون كربلاء ومثل هذا الدور لابد له من زينب (عليها السلام)لتوقد جذوة الثورة من جديد بعدما سعى الامويون لإطفاء النور الحسيني وهكذا كانت الاحداث الجسام والفعل الطاغوتي يشير الى فناء كربلاء لان المسعى الاموي كان ابعد من خطى جسد ورأس وإنما هو السعي لموت نهضة الاسلام اينما قامت او تقوم وأما التضحية الحسينية كان يسندها اليقين الزينبي حين ترجمته العقيلة في احدى خطبها لابن اخيها الامام زين العابدين (عليه السلام) ( ينصبون لهذا الطف علما لقبر ابيك سيد الشهداء ، لايدرس أثره ، ولا يمحى رسمه ، على كرور الليالي والأيام ، وليجتهد ن ائمة الكفر وأتباع الضلال من محوه وتطميسه ، فلا يزداد إلا علوا ) وهكذا توضحت معالم الطف الثانية برسالة عزم ونبؤة جهاد هذه المرأة العظيمة

وصف المقام

يقع مقام التل الزينبي إلى الغرب من العتبة الحسينية المقدسة على المرتفع المعروف بالتل الذي استوحى اسمه من الوقفة التاريخية لعقيلة الهاشميين في معركة الطف.


وقد كتبت على الكاشي الكر بلائي في اعلى المدخل الرئيسي للمقام ابيات شعرية من نظم الخطيب الحسيني المرحوم الشيخ هادي الكر بلائي رحمه الله :
هذا المقام لزينب الكُبرى العقيلة بنت النبي ومن له أضحت سليله

بنت الوصي المرتضى أَخت الحسين ومهجة الزهراء فاطمة البتـوله

وقفت هنا في يـوم عاشوراء والهة لعظم مصاب اخوتها ذهوله

حرما هنا قد شيدوه لأجلها وكذا مَصلـى يرجو بانيه قبولـه


الصحن

أرضيته مغلفه بالمرمر ويحتوي على كيشوانية وسلم يؤدي إلى حرم النساء، وهذا الصحن تم استحداثه وضمه بعد سقوط النظام المقبور وقامت بأعماله لجنة المشاريع في العتبة الحسينية المقدسة وتبلغ مساحة الصحن 180م تقريباً.


المدخل الرئيسي
عبارة عن طارمة أمامية ترتكز على دعامتين وسلم مغلف بالمرمر، ثم باب من الخشب الساج بعرض 2م وارتفاع 4م ذي مصراعين مزخرف بالنقوش الإسلامية وفي الكتيبة كتبت الآية (إنما يريد الله ليذهب... وهي حفر على الخشب، ثم قوس من الكاشي الكربلائي الأخضر على شكل ظفيرة ومن الأعلى مكتوب عليها مقام التل الزينبي مؤرخ رجب 1425هـ، كما يوجد على يسار الباب الرئيسية مشبك على شكل قوس إسلامي من الكاشي الكربلائي الأخضر يطل على السوق الزينبي بجواره غرفة صغيرة يوجد فيها سلم يؤدي إلى السطح ويحوي قاطع الكهرباء...

الحرم

وتبلغ مساحته 100م تقريباً وينقسم إلى جزئين بواسطة قاطع مزجج من الوسط ، الجزء الأول منه مخصص للرجال والآخر للنساء، والحرم مغلف بالمرمر الأبيض بارتفاع 2م تعلوه كتيبة من الكاشي الكربلائي كتبت عليها مجموعة من الآيات القرآنية (إنما وليكم الله ورسوله... إنما يريد الله ليذهب... الذين أوتوا العلم درجات... قل لاأسئلكم عليه اجر وفي قاطع النساء كتبت الآية (إن في خلق السموات. وفوق الكتيبة مغلف بالمرايا ونقوش إسلامية ووسط الحرم دعامتان ترتكز عليهما القبة.

المحراب

بارتفاع 4 ونصف متر تقريباً مغلف بالمرمر الأخضر الأونكس بدايته قطعة دائرية كتب عليها الآية القرآنية (إن الله اصطفى آدم ... ثم مشبك على شكل قوس إسلامي بارتفاع 2ونصف متر تقريباً كتب عليه من الوسط وحوله لفظ الجلاله وأسماء الأئمة المعصومين عليهم السلام، يتوسطه شباك من الفضة ذو بابين، وتخريم في الوسط كتب عليه (الله اكبر) والبناء من الداخل له شباكان على شكل قوس إسلامي .


القبة
القبة من الخارج مغلفة بالكاشي الكربلائي الأخضر المعرق ومن الداخل مغلفة بالمرايا ولها ثلاث فتحات متخذه للتهوية

وقد انتهى العمل من التوسعات والتحسينات عام 1420هـ وقد تسابق الشعراء في نظم قصائدهم تخليداً لهذا الصرح العظيم ومن جملة ما قاله الشعراء القصيدة التالية لخادم الحسين الحاج محمد علي الحاج حسين الحلاق:

الله يا يوم الطفوف ومـا بدا ظلما على الاطهار اركان الهدى

فيه الحسين وزينب صدقا بمــا قد عاهدا الله التصبــــــر والفدا

تالله لا انسى الحسين على الثـرى يقضي وحيدا ضاميا مســـتشهدا

فملائك الرحمن قد ذهلت لـــــــه والحزن قد عم البرية سرمــــــدا

ولزينب الحوراء اعظم وقفــــــة فالدين لولاها لكـــــــــــان مبددا

عظمت رزيتها وجلّ مصابــــها لكنها تخفي الشـــــــــجون تجلدا

من للعقيلة والفواطم حولــــــــها عطشى لواذاً من هجوم ذوي الردى

وقفت على عليائها مذهولـــــــةً تنخى اخاها سبط طه المقتـــــــدى

من فوق هذا التل نادت زينـــــب ادرك حريمك ياحســــين من العدى

قم للخيام فما لنا من نــــــــــاصر هل يغتدي مني لمســـــــمعك الندا

نظرت الى شمر الخنا يرقى على صدر ابن بني المصطفى متوعدا

بكت السماء دما وفاضت مثلـــها ارض الطفوف على الشهيد المفتدى

رمقت الى جنب الشريعة طرفها نادت اخي عباس ضاق بنا المدى

قم يابا الفضل العضيد مدافعـــــا اولم تكن كفل العيال مســـــــهدا



[/frame]
__________________


كون حسين محبوبك ... أبشر طاحت أذنوبك
لو غـطـاك الــــتراب ... يوكفلك بالحســاب
وبيده يمضي مكتوبك
عشقي حسيني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-2011, 08:17 PM   #2
عشقي حسيني
♣ مشرفة سابقة ♣ محرومة من تربة المظلوم
 
الصورة الرمزية عشقي حسيني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: في قلب فاطمة الزهراء عليها السلام
العمر: 29
المشاركات: 634
معدل تقييم المستوى: 676
عشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond repute
افتراضي رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام


[frame="11 98"]
السيدة زينب في عهد أمها البتول








تستأنس البنت بأمها أكثر من استيناسها بأبيها ، وتنسجم معها أكثر من غيرها ، وتعتبر روابط المحبة بين الأم والبنت من الأمور الفطرية التي لا تحتاج إلى دليل ، فالأنوثة من أقوى الروابط بين الأم وبنتها .
وإذا نظرنا إلى هذه الحقيقة من زاوية علم النفس ، فإن الأم تعتبر ينبوعاً للعاطفة والحنان ، والبنت ـ بطبعها وطبيعتها ـ متعطشة إلى العاطفة ، فهي تجد ضالتها المنشودة عند أمها ، فلا عجب إذا اندفعت نحو أمها ، وانسجمت معها روحاً وقلباً وقالباً .
والسيّدة زينب الكبرى كانت مغمورة بعواطف أمها الحانية العطوفة ، وقد حلت في أوسع مكان من قلب أم كانت أكثر أمهات العالم حناناً ورأفةً وشفقةً بأطفالها .
السيّدة زينب الكبرى تعرف الجوانب الكثيرة من آيات عظيمة أمها سيدة نساء العالمين وحبيبة رسول الله وقرة عينه وثمرة فؤاده ، وروحه التي بين جنبيه ، صلى الله عليه وآله وسلم .
فقد فتحت السيّدة زينب الكبرى عينيها في وجه أطهر أنثى على وجه الأرض ، وعاشت معها ليلها ونهارها ، وشاهدت من أمها أنواع العبادة ، والزهد ، والمواساة والإيثار ، والإنفاق في سبيل الله ، وأطعام الطعام مسكيناً ويتيماً وأسيراً .
وشاهدت حياة أمها الزوجية ، والإحترام المتبادل بينها وبين زوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وإطاعتها له ، وصبرها على خشونة الحياة وصعوبة المعيشة ، ابتغاء رضى الله تعالى .
كما عاصرت السيدة زينب الحوادث المؤلمة التي عصفت بأمها البتول بعد وفاة أبيها الرسول ، وما تعرضت له من الضرب والأذى ، كما سبقت منا الإشارة إلى ذلك .
وانقضت عليها ساعات اليمة وهي تشاهد أمها العليلة ، طريحة الفراش ، مكسورة الضلع ، دامية الصدر ، محمرة العين .
كما رافقت أمها الزهراء (عليها السلام) إلى مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ حين إلقاء الخطبة.
[/frame]

__________________


كون حسين محبوبك ... أبشر طاحت أذنوبك
لو غـطـاك الــــتراب ... يوكفلك بالحســاب
وبيده يمضي مكتوبك
عشقي حسيني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-2011, 08:18 PM   #3
عشقي حسيني
♣ مشرفة سابقة ♣ محرومة من تربة المظلوم
 
الصورة الرمزية عشقي حسيني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: في قلب فاطمة الزهراء عليها السلام
العمر: 29
المشاركات: 634
معدل تقييم المستوى: 676
عشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond repute
افتراضي رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام


[frame="11 98"]
السيدة زينب في عهد والدها أمير المؤمنين








بعد أن وصل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) من البصرة إلى الكوفة ، واستقر به المكان ، إلتحقت به العوائل من المدينة إلى الكوفة .

ومن جملة السيدات اللواتي هاجرن من المدينة إلى الكوفة هي السيدة زينب (عليها السلام) وقد سبقها زوجها عبد الله بن جعفر ، حيث كان في جيش الإمام لدى وصوله إلى البصرة .

والمستفاد من مطاوي التواريخ والأحاديث أن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ بعد انقضاء مدة من وصوله إلى الكوفة ـ نزل في دار الامارة ، وهو المكان المعد لحاكم البلدة ، ومع تواجد الإمام في الكوفة لم يكن هناك حاكم أو أمير غيره ، فلماذا لا ينزل في دار الإمارة ؟

ويتبادر إلى الذهن أن دار الامارة كانت مشتملة على حجرات وغرف عديدة واسعة ، وكان كل من البنات والأولاد ) المتزوجين) يسكنون في حجرة من تلك الحجرات ، والسيدة زينب كانت تسكن مع زوجها في حجرة أو غرفة من غرف دار الإمارة .

ومكثت السيدة زينب (عليها السلام) في الكوفة سنوات وعاصرت الأحداث والإضطرابات الداخلية التي حدثت : من واقعة صفين إلى النهروان ، إلى الغارات التي شنها عملاء معاوية على بلاد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام .

إنقضت تلك السنوات المريرة ، المليئة بالآلام والمآسي ، وانتهت تلك الصفحات المؤلمة بالفاجعة التي اهتزت منها السماوات والأرضون ، وهي حادثة استشهاد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.

لقد كانت العلاقات الودية بين الإمام أمير المؤمنين وبين أولاده وبناته على أطيب ما يمكن ، وفي جو من الصفاء والوفاء ،
والعاطفة والمحبة .

والإمام أمير المؤمنين هو السلطان الحاكم على نصف الكرة الأرضية ، ومعه عائلته المصونة وأبناؤه المكرمون ، ولكنه ـ في شهر رمضان من تلك السنة ، وهي السنة الأخيرة والشهر الأخير من حياته ـ كان يفطر ليلة عند ولده الإمام الحسن ، وليلة عند ولده الإمام الحسين (عليهما السلام) وليلة عند السيدة زينب التي كانت تعيش مع زوجها عبد الله بن جعفر ، (1) كل ذلك تقويةً لأواصر المحبة والتواصل بينه وبين أشباله وبناته .

وفي الليلة التاسعة عشر من شهر رمضان ، كانت النوبة للسيدة زينب ، وأفطر الإمام في حجرتها وقدمت له طبقاً فيه رغيفان من خبز الشعير ، وشيء من الملح ، وإناء من لبن .

كان هذا هو فطور الإمام أمير المؤمنين الذي كان يحكم على نصف العالم ، وأنهار الذهب والفضة تجري بين يديه . واكتفى الإمام ـ تلك الليلة ـ برغيف من الخبز مع الملح فقط .

ثمّ حمد الله وأثنى عليه ، وقام إلى صلاة ، ولم يزل راكعاً وساجداً ومبتهلاً ومتضرعاً إلى الله تعالى . ولا أعلم لماذا بات الإمام في حجرة ابنته السيدة زينب ـ تلك الليلة ـ ؟

ولعله اختار المبيت في بيتها حتى تشاهد وترى ، وتروي مشاهداتها ومسموعاتها عن أبيها أمير المؤمنين في تلك الليلة ، إذ كانت تلك الليلة تمتاز عن بقية الليالي ، فإنها تحدثنا فتقول:

إنه (عليه السلام( قال لأولاده : "إني رأيت ـ في هذه الليلة ـ رؤيا هالتني ، وأريد أن أقصها عليكم" .
قالوا : وما هي ؟
قال : "إني رأيت ـ الساعة ـ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في منامي وهو يقول لي : يا أبا الحسن إنك قادم إلينا عن قريب ، يجيء إليك أشقاها فيخضب شبيتك من دم رأسك ، وأنا ـ والله ـ مشتاق إليك ، وإنك عندنا في العشر الآخر من شهر رمضان ، فهلم إلينا فما عندنا خير لك وأبقى".
فلما سمعوا كلامه ضجوا بالبكاء والنحيب ، وأبدوا العويل ، فاقسم عليهم بالسكوت ، فسكتوا(2).
وتقول السيدة زينب ) عليها السلام( :
لم يزل أبي ـ تلك الليلة ـ قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً ، ثم يخرج ساعةً بعد ساعة ، يقلب طرفه في السماء وينظر في الكواكب وهو يقول : والله ما كذبت ولا كذبت ، وإنها الليلة التي وعدت بها . ثم يعود إلى مصلاّه ويقول :
اللهم بارك لي في الموت . ويكثر من قول : "انا لله وإنا إليه راجعون" ،" ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" ، ويصلي على النبي وآله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ويستغفر الله كثيراً .
تقول : فلما رأيته ـ في تلك الليلة ـ قلقاً متململاً (3) كثير الذكر والإستغفار ، أرقت معه ليلتي (4) وقلت : يا أبتاه ما لي أراك في هذه الليلة لا تذوق طعم الرقاد ؟
قال ـ عليه السلام ـ : يا بنية إن أباك قتل الأبطال وخاض الأهوال وما دخل الخوف له جوفاً ، وما دخل في قلبي رعب أكثر مما دخل في هذه الليلة .
ثمّ قال : إنا لله وإنا إليه راجعون .
فقلت : يا أبتاه ، ما لك تنعى نفسك في هذه الليلة ؟
قال : يا بنية قد قرب الأجل وانقطع الأمل .
قالت : فبكيت ، فقال لي : يا بنية لا تبكي فإني لم أقل ذلك إلا بما عهد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم . تقول (عليها السلام) : ثم إنه نعس وطوى ساعة ، ثم استيقظ من نومه وقال : يا بنية إذا قرب وقت الأذان فأعلميني . ثم رجع إلى ما كان عليه أول الليل من الصلاة والدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى .
فجعلت أرقب وقت الأذان ، فلما لاح الوقت أتيته ومعي إناء فيه ماء ، ثم أيقظته فأسبغ الوضوء ، وقام ولبس ثيابه وفتح باب الحجرة ، ثم نزل إلى ساحة الدار .
وكانت في الدار إوز (5) قد أهديت إلى أخي الحسين ، فلما نزل خرجن وراءه ورفرفن وصحن في وجهه ـ ولم يصحن قبل تلك الليلة ـ فقال (عليه السلام) : "لا إله إلا الله ، صوارخ تتبعها نوائح ، وفي غداة غد يظهر القضاء" .
فقلت : يا أبتاه هكذا تتطير ؟ !
فقال : "يا بنية ! ما منا ـ أهل البيت ـ من يتطير ، ولا يتطير به ، ولكن قول جرى على لساني" .
ثم قال ـ عليه السلام ـ : "يا بنية ! بحقي عليك إلا ما أطلقتيه ، فقد حبست ما ليس له لسان ، ولا يقدر على الكلام إذا جاع أو عطش ، فأطعميه واسقيه وإلا خلي سبيله يأكل من حشائش الأرض" .
فلما وصل إلى الباب عالجه ليفتحه ، فتعلق الباب بمئزره ، فانحل مئزرة حتى سقط ، فأخذه وشده وهو يقول :
أشـدد حيازيمك للموت ولا تجـزع من الموت كما أضحكـك الـدهر فإن المـوت لاقيكـا إذا حــل بنـاديكا كذاك الدهـر يبكيكـا

ثم قال : "اللهم بارك لنا في الموت ، الله مبارك لي في لقائك" .
تقول السيدة أم كلثوم:
وكنت أمشي خلفه ، فلما سمعته يقول ذلك قلت : واغوثاه يا أبتاه ! أراك تنعى نفسك منذ الليلى ؟!
فقال ـ عليه السلام ـ : "يا بنية ! ما هو بنعاء ، ولكنها دلالات وعلامات للموت . . يتبع بعضها بعضاً" . ثم فتح الباب وخرج .
فجئت إلى أخي الحسن فقلت: يا أخي قد كان من أمر أبيك الليلة كذا وكذا ، وهو قد خرج في هذا الليل الغلس ، فالحقه(6).
فقام الحسن (عليه السلام ) وتبعه ، فلحق به قبل أن يدخل الجامع ، فأمره الإمام بالرجوع ، فرجع .
أيها القارئ الكريم :
هنا ننقل ما ذكره المؤرخون ، ثم نعود إلى حديث السيدة زينب عليها السلام :
لقد جاء الإمام علي (عليه السلام (حتى دخل المسجد ، فصعد على المئذنة ووضع سبابتيه في أذنيه وتنحنح ، ثم أذن فلم يبق في الكوفة بيت إلا اخترقه صوته ، ثم نزل عن المئذنة وهو يسبح الله ويقدسه ويكبره ، ويكثر من الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ).
وكان يتفقد النائمين في المسجد ويقول للنائم : الصلاة يرحمك الله ، قم إلى لصلاة المكتوبة ، ثمّ يتلو:{ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}(7).
. . . . ثّم اتجه نحو المحراب وقام يصلي ، وكان (عليه السلام) يطيل الركوع والسجود ، فقام ابن ملجم ( لعنه الله) لارتكاب أكبر جريمة في تاريخ الكون ، وأقبل مسرعاً حتى وقف بأزاء الاسطوانة التي كان الإمام يصلي عندها ،(8) فأمهله حتى صلى الركعة الأولى وسجد السجدة الأولى ورفع رأسه منها ، فتقدم اللعين ورفع السيف وهزه ثم ضرب الإمام على رأسه الشريف ، فوقعت الضربة على مكان الضربة التي ضربه عمرو بن عبدود العامري ، يوم الخندق .
فوقع الإمام (عليه السلام) على وجهه قائلاً : بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ، فزت ورب الكعبة ، هذا ما و عد الله ورسوله ، وصدق الله ورسوله .
وسال الدم على وجهه الشريف ، وشيبته المقدسة ، وعلى صدره وأزياقه (9) ، حتى اختضبت شيبته وتحقق ما أخبر عنه الرسول الكريم .
وفي هذه اللحظة الأليمة هتف جبرئيل ـ بين السماء والأرض ـ ذلك الهتاف السماوي الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الأنبياء والأوصياء .
لقد هتف جبرئيل بشهادة الإمام علي (عليه السلام) كما هتف ـ يوم أحد ـ بفتوته وشهامته يوم قال : "لا فتى إلا علي لا سيف إلا ذوالفقار" .
فقد اصطفقت أبواب المسجد الجامع (10) ، وضجت الملائكة في السماء ، وهبت ريح عاصفة سوداء مظلمة ، ونادى جبرئيل بصوت سمعه كل مستيقظ :
" تهدمت ـ والله ـ أركان الهدى ، وانطمست ـ والله ـ نجوم السماء وأعلام التقى ، وانفصمت ـ والله ـ العروة الوثقى ، قتل ابن عم محمد المصطفى ، قتل الوصي المجتبى ، قتل علي المرتضى ، قتل ـ والله ـ سيد الأوصياء ، قتله أشقى الأشقياء" .
فلما سمعت السيدة أم كلثوم نعي جبرئيل لطمت على وجهها وخدها ، وشقت جيبها وصاحت : واأبتاه ! واعلياه ! وامحمداه ! واسيداه !
. . . . ثم حملوا الإمام ـ والناس حوله يبكون وينتحبون ـ وجاؤوا به إلى الدار . فاقبلت بنات رسول الله وسائر بنات الإمام ، وجلسن حول فراشه ينظرن إلى أسد الله وهو بتلك الحالة ، فصاحت السيدة زينب وأختها : أبتاه من للصغير حتى يكبر ؟ ! ومن للكبير بين الملأ ؟!
يا ابتاه ! حزننا عليك طويل ، وعبرتنا لا ترقأ (11) .
فضج الناس ـ من وراء الحجرة ـ بالبكاء والنحيب ، وشاركهم الإمام (عليه السلام) وفاضت عيناه بالدموع .
وفي ليلة الحادية والعشرين من شهر رمضان ، في الساعة الأخير من حياة الإمام (عليه السلام) كانت السيدة زينب (عليها السلام) جالسة عنده تنظر في وجهه ، إذ عرق جبين الإمام ، فجعل يمسح العرق بيده ، فقالت زينب : يا أبه أراك تمسح جبينك ؟
قال : يا بنية سمعت جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : "إن المؤمن إذا نزل به الموت ودنت وفاته عرق جبينه وصار كاللؤلو الرطب ، وسكن انينه" .
فعند ذلك ألقت زينب بنفسها على صدر أبيها وقالت : يا ابه حدثتني أم أيمن بحديث كربلاء ، وقد أحببت أن أسمعه منك. فقال (عليه السلام) : " يا بنية ! الحديث كما حدثتك أم أيمن ، وكأني بك وبنساء أهلك لسبايا بهذا البلد ، خاشعين تخافون أن يتخطفكم الناس ، فصبراً صبراً" .
ثم التفت الإمام إلى ولديه الحسن والحسين (عليهما السلام) وقال : "يا أبا محمّد ويا أبا عبد الله ، كأني بكما وقد خرجت عليكما من بعدي الفتن من ها هنا وها هنا ، فاصبرا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين .
يا ابا عبد الله ! أنت شهيد هذه الأمة ، فعليك بتقوى الله والصبر على بلائه .
ثم أغمي عليه وأفاق ، وقال : هذا رسول الله وعمي حمزة وأخي جعفر وأصحاب رسول الله ، وكلهم يقولون : عجل قدومك علينا فإنا إليك مشتاقون .
ثم أدار عينيه في وجوه أهل بيته وقال لهم :" استودعكم الله" ، وتلا قوله تعالى : {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ}(12). وقوله سبحانه :{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}(13).
ثم تشهد الشهادتين وفارق الحياة ، فعند ذلك صرخت زينب وأم كلثوم وجميع نسائه وبناته ، وشققن الجيوب ، ولطمن الخدود ، وارتفعت الصيحة في الدار .
ولما فرغ أولاد الإمام (عليه السلام) من تغسيله ، نادى الإمام الحسن أخته زينب وقال : يا أختاه هلمي بحنوط جدي رسول الله ـ وكان قد نزل به جبرئيل من الجنة ـ .فبادرت السيّدة زينب مسرعة حتى أتته به ، فلما فتحته فاحت الدار لشدة رائحة ذلك الطيب .
[/frame]

__________________


كون حسين محبوبك ... أبشر طاحت أذنوبك
لو غـطـاك الــــتراب ... يوكفلك بالحســاب
وبيده يمضي مكتوبك
عشقي حسيني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-2011, 08:19 PM   #4
عشقي حسيني
♣ مشرفة سابقة ♣ محرومة من تربة المظلوم
 
الصورة الرمزية عشقي حسيني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: في قلب فاطمة الزهراء عليها السلام
العمر: 29
المشاركات: 634
معدل تقييم المستوى: 676
عشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond repute
افتراضي رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام

[frame="11 98"]السيدة زينب (ع) في موكب كربلاء


لما اطّلعت السيدة زينب (ع) على عزم أخيها الإمام الحسين (ع) اضطربت اضطرابا شديداً خوفا من ان يمنعها زوجها وابن عمها عبد الله من مصاحبتها لأخيها، ولذلك جاءت الى ابن عمها عبد الله، مسرعة وهي باكية تقول له:



يا ابن العم هذا الإمام الحسين (ع) أخي وشقيقي قد عزم على المسير الى العراق، وانت تعلم علاقتي به، ومحبتي له، وعدم صبري على فراقه، وحيث ان النساء لا يجوز لهن السفر ولا الخروج من البيت إلا برضى أزواجهن، جئت إليك اطلب منك الإذن في السفر مع أخي الإمام الحسين (ع)، فان لم تأذن لي بذلك امتثلت امرك وانتهيت بنهيك ولم اذهب معه، ولكن كن على علم باني لو لم اذهب معه لما بقيت بعده في الحياة الا قليلا.



وما ان تم كلام السيدة زينب (ع) وانتهى استئذانها حتى سالت دموع ابن عمها عبد الله على خديه، وأجهش لها بالبكاء حيث انه لم يعُد يتمالك نفسه لما رأى السيدة زينب (ع) قلقة مضطربة هذا الاضطراب الشديد، ووجلة ومنقلبة هذا الانقلاب العجيب، بحيث انه لو واجهها بكلمة: لا، فارقت الحياة من شدّة الصدمة وماتت من حينها، ولذلك، ولما ورد: من أن أمير المؤمنين (ع) لما زوج ابنته زينب (ع) من ابن أخيه عبد الله بن جعفر اشترط عليه في ضمن العقد أن لا يمنعها متى أرادت السفر مع أخيها الحسين (ع).



قال لها: يا بنت المرتضى، ويا عقيلة بني هاشم، نهنهي عن نفسك، وهوني عليك، فاني لا أجهل علاقتك ولا انسى مواقفك فافعلي كيف شئت، وحسبما تحبّين، فاني عند رأيك، وأمر ابنيه عونا و محمدا بالمسير مع الحسين (ع)، والملازمة في خدمته، والجهاد دونه.



فسرّت السيدة زينب (ع) من موقف ابن عمها عبد الله تجاهها وشكرته على ذلك، ثم ودعته وغادرت بيته لتلتحق بأخيها الإمام الحسين (ع).



ولما تراءت السيدة زينب (ع) للإمام الحسين (ع) من بعيد، وكان الإمام (ع) يترقب مجيئها وينتظر قدومها، استقبلها بكل حفاوة وقد اغرورقت عيناه بالدموع، ورحب بها كل ترحيب، ثم ضمها الى موكبه بغاية من التبجيل والاحترام، وعاملها بما لم يعامل به أحدا ممن معه من النساء غيرها، مما يدل على جلالة شأنها، وعظيم منزلتها عند الله ورسوله وعند إمامها: الإمام الحسين (ع).



ويشهد لهذا التبجيل والاحترام الذي خص الإمام الحسين (ع) به أخته العقيلة زينب الكبرى (ع) من بين النساء، ما جاء في كتاب (أسرار الشهادة) وغيره، وذلك عند التعرض لخروج موكب الإمام الحسين (ع) من المدينة المنورة.



يقول الراوي: رأيت ما يقرب من أربعين محملا مجهزا بأجهزة ثمينة، مزينا بستور راقية، قد أعدت للنساء من بني هاشم وآل الرسول (ص)، عندها اقبل الإمام الحسين (ع) وقال لبني هاشم: بان يركبوا محارمهم من النساء.



قال الراوي: وكنت انا في هذه اللحظات أفكر في سيدتي زينب (ع) وما سيكون من أمرها مع ما هي عليه من جاه وجلال، وعزّ ودلال، واذا بي أرى شابا يخرج من دار الإمام الحسين (ع) يلفت جماله الأنظار، ويبهت نوره الأبصار، وسيم رشيد، على خده خال، قد اقبل نحو المحامل، وهو يقول: يا بني هاشم طأطئوا رؤوسكم وابتعدوا عن المحامل. واذا بامرأتين موقّرتين من خلفه تخرجان من الدار، وتجران ذيولهما عفة وحياءا، قد حف بهما الجواري والغلمان، فقدم ذلك الشاب الوسيم واحدا من تلك المحامل وثنّى رجله لتلك المرأتين الجليلتين واخذ بيديهما الإمام الحسين (ع) واركبهما في محملهما.



قال الراوي: فلما ركبتا المحمل سألت عنهما وعن الشاب الوسيم الذي ثنى رجله لهما؟ فقيل: اما الشاب فهو قمر بني هاشم العباس بن أميرالمؤمنين (ع) واما المرأتان فهما السيدتان: زينب الكبرى (ع) وأم كلثوم بنتا أمير المؤمنين (ع) وبنتا رسول الله (ص) وذريته.



نعم سافرت الحوراء زينب (ع) في الموكب الحسيني المهيب من المدينة الى كربلاء في عزّ وجلال، وحشمة ووقار، تحت رعاية أخيها الحسين (ع).



وكان (ع) يعزز أخته الكبرى ويكرمها ويكنّ لها غاية الحبّ والاحترام.



وكانت هي في ظلال أخيها وفي كل المنازل وطول الطريق آمنة مطمئنة لا تخشى ظلما ولا تخاف ضيما، تحف بها الأبطال من عشيرتها وتكتنفها الأسود الضارية من إخوتها وأبناء إخوتها وعمومتها، كأبي الفضل العباس، وعلي الاكبر، والقاسم بن الحسن، وأبناء جعفر وعقيل وغيرهم من الهاشميين.



ولكن كان سفرها من كربلاء إلى الكوفة بعد قتل أخيها الحسين (ع) وأصحابه الأبرار، ومن الكوفة إلى الشام، تحت رعاية الظالمين الفجار!!.



سافرت وهي حزينة القلب، كسيرة الخاطر، باكية الطرف، ناحلة الجسم، مرتعدة الأعضاء قد فارقت أعزّ الناس عليها واحبهم إليها، تحفّ بها النساء الأرامل، والأيامى الثواكل، وأطفال يستغيثون من الجوع و العطش، وتحيط بهم القوم اللئام من قتلة أهل بيتها وظالمي أهلها، وناهبي رحلها، كشمر بن ذي الجوشن، وزجر بن قيس، وسنان بن أنس، وخولي بن يزيد الأصبحي، وحرملة بن كأهل وأمثالهم، لعنهم الله وأخزاهم، ممن لم يخلق الله في قلوبهم الرحمة، اذا دمعت عينها أهوت عليها السياط، وإن بكت أخاها لطمتها الأيدي القاسية، وهكذا كانت سفرتها هذه.[/frame]
__________________


كون حسين محبوبك ... أبشر طاحت أذنوبك
لو غـطـاك الــــتراب ... يوكفلك بالحســاب
وبيده يمضي مكتوبك
عشقي حسيني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-2011, 08:20 PM   #5
عشقي حسيني
♣ مشرفة سابقة ♣ محرومة من تربة المظلوم
 
الصورة الرمزية عشقي حسيني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: في قلب فاطمة الزهراء عليها السلام
العمر: 29
المشاركات: 634
معدل تقييم المستوى: 676
عشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond repute
افتراضي رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام


[frame="11 98"]
الحوراء زينب توأم الصبر والوقار


الحوراء زينب توأم الصبر والوقار لمتكن مصادفة أن يسمي النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الحوراء زينب عليها السلام بهذا الإسم. بعد أن سمى أمها وأخويها عليهم السلام
وقد جاء في لسان العرب أن الزينب : شجر حسن المنظر طيب الرائحة.
ويعرف عن هذا الشجر أنه ينبت في الأرض القاحلة والتي لا يصلها الماء ويقاوم الحرارة والظمأ وكل الظروف الجوية القاهرة.
لعل أن التوسع أحيانا في بعض التفاصيل بالحديث عن شخصية معينة يمثل رتوشا يحق للكاتب تجاهلها إنما البعض يفضل العكس ويود الإطلاع على بعض الجزئيات وهي على سبيل المثال هيئة أو هيكل أو هندام الشخصية. وما يتضمن الوصف الخارجي للشخصية وحين يطلب منا ذلك نقول :
يصف بعض المؤرخين السدة زينب عليها السلام بأنها مع علو مكانها وسمو منزلتها وهيبتها ووقارها ذلك الوقار والهيبة المتكسبان من أمها سيدة النساء فاطمة عليها السلام وجدتها السيدة خديجة الكبرى رضي الله عنها فهي امرأة طويلة القامة حسنة الهيئة ولم تماثلها امرأة في العفة الحياء وفي البلاغة والفصاحة كانت تشير بدقة إلى اكتسابها ذلك من أبيها أمير المؤمنين علي عليه السلام ولم يمنعها ذلك في أن تتحلى بصبر يربط شبهه البعض بصبر أخيها الحسن عليه السلام وبشجاعة ورباطة جأش تماثل فيها أخيها الحسين عليه السلام. إذن وقار وهيبة وحياء وعفة وفصاحة وبلاغة وصبر ورباط جأش واضف ما استطعت فإنك لا تبلغ المنتهى.
إن الصورة المأساوية تلتصق بحتمية تامة بحقيقة ذكر السيدة زينب عليها السلام أو لعلها معلما من معالم شخصيتها الفذة ولم يكن يضير تلك الشخصية تسمية أم المصائب بل لعل ذلك عنصر من عناصر إضفاء الهيبة والوقار لها.
فهي قد واكبت أفجع الأحداث وشاهدت أبشع الجرائم من تلك التي ارتكبها بنو أمية ورأت ما رأت من نوازل تلك الأحداث المريعة. وبما أن الحديث عن تلك الأحداث سيأخذ مني وقتا طويلا فسوف أتجنب الخوض فيها وأبتعد بعض الشيء عن الصورة المأساوية التي رسمها الواقع لهذه الصديقة الصغرى عليها السلام. إن حصر السجايا والخصال والملكات التي تتصف بها السيدة زينب عليها السلام والسمو الذي تمتعت به لم تكن عملية سهلة المنال ولا يمكن تحديدها بالحصر في حديث قصير وهذا ما يحتم عليَّ أن أتفادى الوقوع في مأزق التعثر ولكي أنقذ نفسي من ذاك فأتوقف عند وصف زين العابدين وسيد الساجدين الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام حين يخاطبها قائلا : عمّة أنت بحمد الله عالمة غير معلمة، وفاهمة غير مفهمة.
حقا هي عالمة غير معلمة وإن وسعة علمها وإدراكها واطلاعها ومعرفتها للحقائق الشرعية، واقتباسها من الأسرار المحمدية وعظم شخصيتها كل ذلك جعلها مصدرا من مصادر الفتيا تفيض على الناس مما اختزنت من علوم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكانت بذلك تؤدي زكاة العلم والذي هو التعلم.. وحين تكون قد تغذت ونهلت من فيض نبع أبيها أمير المؤمنين عليه السلام واقتبست من إشعاع أنوار الصديقة الطاهرة الزهراء عليها السلام والتي هي عيبة علم الله جل جلاله فلم يكن ذلك غريبا. فضلا عن مصاحبتها لسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهما السلام اللذين زقوا العلم زقا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فإن وصف الإمام زين العابدين عليه السلام لها مطابق تماما لشخصيتها لذا فإنها كانت عليها السلام تروي عن أمها وأبيها عليهما السلام وحتى أخويها الحسن والحسين عليهما السلام وروي أن الناس كانوا يرجعون لها في معرفة الأحكام الشرعية والمسائل الفقهية بعد مقتل سيد الشهداء عليه السلام حتى برئ الإمام زين العابدين عليه السلام وكان ابن عباس المعروف بحبر الأمة يروي عنها ولحاظ ذلك في قوله عندما يروي خطبة الزهراء عليها السلام يقول : حدثتني عقيلتنا زينب بنت علي عليه السلام.
وقد ورد عن الشيخ الصدوق: أنّ زينب عليها السلام كانت لها نيابة خاصة عن الإمام الحسين عليه السلام وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام حتى برئ زين العابدين من مرضه.
ويرد في الكثيرة من المصادر التاريخية والموثوقة منها أن السيدة زينب عليها السلام كان لها مجلس في بيتها منذ أيام خلافة أبيها أمير المؤمنين عليه السلام الذي هو مصدر من مصادر تعليمها وتفقهها وكانت تفسر القرآن للنساء لذا يروى أن أباها دخل عليها يوما وهي تفسر آية ( كهيعص ) فقال لها يا نور عيني : سمعتك تفسرين هذه الآية فإن هذا رمز لمصيبة تصيبكم عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم شرح لها .
ولم يكن خروجها عليها السلام مع أخيها عليه السلام إلا انتقالة من محطة إلى أخرى من محطات جهادها ولكي تواصل الشوط العقائدي لإحياء دين الله الذي أنقذه سيد الشهداء عليه السلام من أن ينهار صرحه العظيم. خرجت لتواجه المحن والبلايا واي محن وأية بلايا ينهار لها أعظم الرجال بل لعلها تهز الجبال.
لكل الرسل والأنبياء والأولياء والعظماء وصايا وأوصياء وللحسين عليه السلام كانت وصية أودع بوصيته إلى وصيته الحوراء زينب عليها السلام. وكانت نعم الوصية ونعم الموصاة ونعم المنفذ
تتعطر بعض النساء بالطيب وتجد وتجتهد من أجل أن تقتني أفضل أنواع الطيب والعطر. وهذا ما يعطر ويطيب المظهر الخارجي والذي سرعان ما يذهب مع هبوب الريح. إنما يلزم على كل إمرأة تمتلك أذنا واعية أن تستمع بإحساسها وبتوجساتها لصوت العقيلة زينب عليها السلام وتتعطر بذكراها وتتطيب باقتفاء اثرها بما يحصنها من أن تنزلق إلى مزالق التردي فتكون تمشي على الأرض لكنها بالحقيقة ما هي إلا موؤدة.
ولو لم تعقل المرأة ذلك أو لاطاقة لها على اقتفاء الأثر فينبغي أن لا تحشر نفسها في سجل النساء الملتزمات ولا تطالب بحصانة تصونها من التردي .
وإما إذا كانت المرأة تزعم أنها مقتفية لأثر تلك الحوراء العظيمة عليها السلام فسوف يطالبها التأريخ ببرهان تعصم نفسها به عن الكذب ولتقف قليلا لتتساءل :
أية آمرأة تلك المجاهدة التي علمت الصبر والجلد والعقيدة دروسا قبل أن تعلمها للمرأة التي تمتلك أذنا واعية ؟
أية آمرأة تلك التي تخرج فيعلم بخروجها أعتى عتات العصر ومرتكب أبشع جريمة فيأمر الجيش لأن ينفرج لها سماطين ؟
أية آمرة تلك التي تفقد آخر كوكب زاهر من كواكب أهل الكساء فتحمل جسده الشريفة وتومئ إلى السماء لتقول : اللهم تقبل هذا القربان ؟
ولتقف المرأة الزاعمة أنها مقتدية بنهج أم المصائب وتتمرى بمرآة الضمير وتستعيد في مخيلتها صور الوفاء والتضحية والصبر والجلد وقوة الإيمان مع الحفاظ على الستر والحجاب والهيبة والوقار ؟ لترى ما تعكس لها هذه الصور ؟ وتنغمس في الذكرى لتتوجس هل غرست تلك الذكرى في نفسها غرسا وإن كان ذلك فما هو الحصاد ؟
[/frame]

__________________


كون حسين محبوبك ... أبشر طاحت أذنوبك
لو غـطـاك الــــتراب ... يوكفلك بالحســاب
وبيده يمضي مكتوبك
عشقي حسيني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-2011, 08:21 PM   #6
عشقي حسيني
♣ مشرفة سابقة ♣ محرومة من تربة المظلوم
 
الصورة الرمزية عشقي حسيني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: في قلب فاطمة الزهراء عليها السلام
العمر: 29
المشاركات: 634
معدل تقييم المستوى: 676
عشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond repute
افتراضي رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام

[frame="11 98"]
كلام للسيد الشهيد محمد الصدر (قدس) حول زينب عليها السلام


قال السيد الشهيد في احدى خطب الجمعة


فالمهم اننا هل نستطيع ان نتصور في هذا العصر، وفي كثير من العصور ان يتكلم فرد _مهما كان مهمّا_ امام اعلى مسؤول في الدولة من ملك أو امبراطور أو دكتاتور أو رئيس جمهورية أو أي حاكم مثل هذا الكلام ويعطيه حقه بيده وامام عينيه وفي منزله وامام حاشيته وشرطته ومؤيديه ؟! لان زينب اين كانت ؟ في براني يزيد بن معاوية. هذا متعذر بكل تاكيد حتى في البلدان التي تدعي الحرية والديمقراطية كفرنسا وايطاليا وبريطانيا وغيرها. فان الحرية الشخصية مكفولة هناك شكليا أو نسبيا واما المناقشة في نظامهم والاعتراض على مسلماتهم واسس سياساتهم واسرار دولهم فهو ممنوع، قليلا كان أو كثيرا وليس فيها اية حرية كائنا من كان. وان رغمت انافهم نقول ذلك (وهنا صاح المصلون بالصلاة على محمد وال محمد مرات متعددة).
ومن ذلك (اعني حين يضطر النساء للدفاع عن مواقف الرجال) موقف الزهراء (سلام الله عليها) (وقدمنا موقف زينب لانه اوضح واشرح) حين اضطر امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة والسلام) إلى البقاء في بيته حوالي عشرين عاما. وانما كانت الفرصة الرئيسية والكلمة الشجاعة موجودة للزهراء (سلام الله عليها) والتي كانت شكليا تتخذ صورة المصلحة الشخصية، اعني المطالبة بفدك وموارد فدك وارباح فدك. ولكنها في الحقيقة ذات مصلحة عامة واقعية، وهي المطالبة بامامة زوجها امير المؤمنين (سلام الله عليه) وخلافته وتسنمه منصب الرئاسة الفعلية والقيادة في المجتمع.



[/frame]
__________________


كون حسين محبوبك ... أبشر طاحت أذنوبك
لو غـطـاك الــــتراب ... يوكفلك بالحســاب
وبيده يمضي مكتوبك
عشقي حسيني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-2011, 08:23 PM   #7
عشقي حسيني
♣ مشرفة سابقة ♣ محرومة من تربة المظلوم
 
الصورة الرمزية عشقي حسيني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: في قلب فاطمة الزهراء عليها السلام
العمر: 29
المشاركات: 634
معدل تقييم المستوى: 676
عشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond repute
افتراضي رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام

[frame="11 98"]تأملات في مواقف السيدة الحوراء

بسم الله الرحمن الرحيم

من عرين السادة المتقّين والأمراء الصالحين أشرق نور الطهر والقداسة، وفي بيت لا شي‏ء فيه من حطام الدنيا وزخرفها، وفيه من التقى والصلاح كل شي‏ء، أبصرت السيدة زينب عليها السلام النور في هذا العالم لترى فيه ومن حولها رسول الهداية للبشرية وحماة الرسالة علياً وفاطمة، وأخويها ريحانتي رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسيديّ شباب أهل الجنة.

فاستقبلت الحياة بأعباء الرسالة وهمومها ومشاكلها التي كلّفت النبي صلّى الله عليه وآله الكثير من التضحيات، وما كان منها إلاّ أن شاركت بكل جدارة في تحمّل المسؤوليات الجهادية التي أولاها اللّه عزّ وجلّ لأهل هذا البيت الطاهر.

وفي الوقت الذي كانت فيه دعوة النبي صلّى الله عليه وآله في الصدر الأول للإسلام عاصفة تزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة من أرباب الشجرة الخبيثة والملعونة حيث إستطاعت الدعوة الثبات والمواجهة ضد كل محاولات القضاء عليها في مهدها، شاءت الأقدار أن تعايش السيدة زينب عليها السلام وتواكب كل الأحداث والمصائب التي تعرّض لها الإسلام بدءً من عصر رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وما تركته وفاته من بصمات أليمة ألقت بظلالها على التاريخ مروراً بحياة أبيها وأمّها وجهادهما، إلى وقفتها في كربلاء وما جرى فيها من أحداث.

ولم تكن واقعة كربلاء مجرّد حدث عابر في حياة السيدة زينب بقدر ما كانت عنواناً ندخل منه إلى العديد من المواقف التي عبّرت من خلالها عن صرخة الضمير علَّها بذلك تنقذ ما تبقّى منه في عقول المسلمين ونفوسهم التي تلوّثت وتدنّست برذائل الخبث والكيد الأموي الحاقد على الدين وأهله.

لذا كان لمواقف السيدة زينب عليها السلام في كربلاء وخطاباتها في المرحلة التي تلتها الأثر الكبير في حفظ الثورة الحسينية وحمايتها وإيصال صوتها إلى مختلف أرجاء العالم الإسلامي الذي إستفاق على صوت زينب وهي تحاول إيقاظه من سباته العميق، وأبرز هذه المواقف كانت في أرض كربلاء، ومن ثمّ الكوفة وفي مجلس ابن زياد وفي قصر يزيد بن معاوية في الشام إلى حين رجوعها إلى المدينة.

فما هو الدور الذي قامت به؟ وما هو الأثر الذي أحدثته مواقفها وخطاباتها في تلك الحقبة من الزمن؟

عندما نراقب مجريات الأحداث بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام ونلقي نظرةً على ما حدث في هذه الأماكن الثلاثة، وبالتحديد مواقف وكلمات السيدة زينب عليها السلام نكتشف مدى الصدى الواسع الذي ألقته في ذلك المجتمع المهزوم حيث تحوَّل ذلك إلى مجتمع ملتهب ضدّ الحكّام الظالمين المتمثّلين ببني أميّة.

هذا مع الأخذ بعين الاعتبار الحالة التي كانت عليها، والمصيبة التي حلّت بها وبالهاشميات من آل بيت النبي صلّى الله عليه وآله، فهي التي شاركت الإمام الحسين عليه السلام في مصائبه، وانفردت عنه بالمصائب التي رأتها بعد شهادته والنهب والسلب والضرب وحرقِ الخيام والأسر.
وفي قراءتنا لهذه المواقف نلاحظ ما يلي:

في الكوفة:

عندما رأت السيدة زينب الناس يتباكون ويتعاطفون (التعاطف الملعون) صاحت بهم لتعلّمهم أنَّ البكاء وحده لا ينفع بل لا بدّ من التعبير بغير البكاء والصياح لرفض ظلم الأمويين، وفي نفس الوقت أرادت أن تشعرهم بمسؤوليتهم الكبيرة تجاه ما حصل وممّا قالته: " أما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختل (الخداع) والغدر... أتبكون؟ " .

وكان لخطبتها الأثر الكبير في نفوس الكوفيين وهزّ ضمائرهم التي كانت مخدّرة، بالإضافة إلى موقفها من أهل الكوفة عندما وصل إليها ركب السبايا واجتمع أهلها للنظر إليهنّ ومحاولة تلك المرأة الكوفية التصدّق عليهنّ...

في مجلس ابن زياد

حاول الطاغية ابن زياد التهجّم على أهل بيت النبوة الأطهار، والشماتة بما حصل لهم في كربلاء، فكان ردّها قاسياً وعنيفاً ولم تأبه بحالة الأسر والمعاناة التي كانت تلاقيها في ذلك المجلس الذي دخلت إليه وهي متنكرة رغم جلال النبوة وبهاء الإمامة المنسدل عليها. وكان في ضمن ردّها على شماتة ابن زياد: " ما رأيت إلاّ جميلاً. هؤلاء قوم كتب اللّه عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم..." وهو تعبير عن حالة الرضا والتسليم المطلق للّه عزّ وجلّ.

في الشام‏

سمعت العقيلة زينب يزيد بن معاوية يتمثّل بأبيات من الشعر لابن الزبعري وفيها:
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا
لأهلّوا واستهلوا فرحاً
جزع الخزرج من وقع الأسل‏
ثم قالوا يا يزيد لا تشل‏
فكان جوابها عليها السلام:

" الحمد للّه رب العالمين، وصلى اللّه على رسوله وآله أجمعين صدق سبحانه حيث يقول: " ثم كانت عاقبة الذين أساؤوا السوء أن كذبوا..." أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك وإماءك، وسوقك بنات رسول اللّه سبايا، قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد... "

وهذه الكلمات بيّنت من خلالها للناس الغافلين عن حادثة كربلاء وعن السبايا حيث كان اعتقاد أهل الشام أنهنّ من المارقين عن الدين، بيّنت لهم الحقائق، وأجلت لهم المواقف وفضحت أفعال يزيد وجرائمه التي ارتكبها بحق أهل البيت عليهم السلام.

لذا كان من الواضح جداً أنّ ما فعله يزيد بن معاوية لم يلاقِ من أهل الشام إلاّ زيادة الحبّ له لولا دخول موكب السبايا إلى الشام والفضيحة التي تعرّض لها من خلال مواقف الإمام السجاد والسيدة زينب (عليهما السلام).


في المدينة

نظراً لاستفحال الأمور في الشام حيث دوّت أصداء الجريمة الأموية في أرجاء الشام، عند ذلك لم يجد يزيد بُدّاً وخوفاً من الفتنة وإنقلاب الأمر عليه من إخراج موكب السبايا إلى المدينة موطنهم الأساس.
وقبل الدخول إلى المدينة أمر الإمام زين العابدين عليه السلام بضرب الخيام عدّة أيام، ليدخل إليها بعد أن يكون قد أحدث ضجة وهزّة وسط الناس الذين اجتمعوا إثر ذلك حول الإمام والعقيلة زينب، وهذا ما أفسح لهما في المجال لمخاطبة الناس والحديث إليهم عمّا جرى في كربلاء، وكان من أهم آثار ذلك ثورة المدينة بقيادة عبيد اللّه بن حنظلة (غسيل الملائكة).
ومما يكشف لنا عن الخطر الذي شكّله دخول السيدة زينب إلى المدينة على الحكم الأموي، رسالة والي المدينة عمرو بن سعيد الأشدق إلى يزيد والتي يقول فيها:

" إن كان لك بالمدينة شغل فأخرِج ابنة علي منها، فإنّها قد ألّبت الناس عليك "، وهكذا إستطاعت السيدة زينب عليها السلام من خلال مواقفها وخطاباتها وجرأتها أن تُكمل مسيرة الحسين عليه السلام، فكانت الكلمة الواعية إستكمالاً لعطاءات الدم والجهاد التي بدأت في كربلاء
.[/frame]
__________________


كون حسين محبوبك ... أبشر طاحت أذنوبك
لو غـطـاك الــــتراب ... يوكفلك بالحســاب
وبيده يمضي مكتوبك
عشقي حسيني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-2011, 08:26 PM   #8
عشقي حسيني
♣ مشرفة سابقة ♣ محرومة من تربة المظلوم
 
الصورة الرمزية عشقي حسيني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: في قلب فاطمة الزهراء عليها السلام
العمر: 29
المشاركات: 634
معدل تقييم المستوى: 676
عشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond repute
افتراضي رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام

[frame="11 98"]
صبر وشجاعة في ان واحد زينب الثائرة انموذجا




معروف أنّ المرأة تمتاز برقّة المشاعر، وشفّافية العواطف، ممّا يساعدها على القيام بدور الأمومة الحانية، لذلك يكون تأثيرها العاطفي أسرع وأعمق من الرجل غالباً.. وإذا كانت تلك الحالة تمثّل الاستعداد الأوّلي في نفس المرأة، فلا يعني ذلك أنّها تأسر المرأة، وتقعد بها عن درجات الصمود والصبر العالية.. فبإمكان المرأة حينما تمتلك قوة الإرادة، ونفاذ الوعي، وسموّ الهدف، أن تضرب أروع الأمثلة في الصبر والشجاعة، أمام المواقف الصعبة القاسية.. وهذا ما أثبتته السيدة زينب، في مواجهتها للآلام والأحداث العنيفة، التي صدمتها في باكر حياتها، وكانت هي الختام لسنوات عمرها..لقد أبدت السيدة زينب تجلداً وصبراً قياسياً، في واقعة كربلاء، وما أعقبها من مصائب.. وإلاّ فكيف استطاعت أن تنظر إلى أخيها الحسين، ممزّق الأشلاء، يسبح في بركة من الدماء، وحوله بقيّة رجالات وشباب أسرتها، من أخوتها وأبناء أخوتها، وأبناء عمومتها وأبنائها، ثم تحتفظ بكامل السيطرة على أعصابها وعواطفها، لتقول كلمة لا يقولها الإنسان إلاّ في حالة التّأنّي والثّبات والاطمئنان، وهي قولها: اللهمّ تقبّل منا هذا القليل من القربان..

وأكثر من ذلك فهي تصبّر ابن أخيها الإمام زين العابدين، حينما رأته مضطرباً، بالغ التأثّر، عند مروره على جثث القتلى.. ويُعبّر الشيخ النقدي عن فظيع مصائب السيدة زينب، وعظيم تحمّلها لها، بقوله: وبالجملة فإنّ مصائب هذه الحرّة الطاهرة زادت على مصائب أخيها الحسين الشهيد، أضعافاً مضاعفة، فإنّها شاركته في جميع مصائبه، وانفردت عنه (عليها السلام) بالمصائب التي رأتها بعد قتله، من النّهب والسلب والضرب وحرق الخيام، والأسر، وشماتة الأعداء..أمّا القتل فإنّ الحسين قتل ومضى شهيداً إلى روح وريحان، وجنّة ورضوان، وكانت زينب في كل لحظة من لحظاتها تقتل قتلاً معنوياً، بين أولئك الظالمين، وتذري دماء القلب من جفونها القريحة..وأيّ مستوى من الصبر عند السيدة زينب، حينما تصف ما رأته من مصائب، بأنّه شيء جميل: والله ما رأيت إلاّ جميلاً. رداً على سؤال ابن زياد لها: كيف رأيت صنع الله بأخيك؟!..
[/frame]
__________________


كون حسين محبوبك ... أبشر طاحت أذنوبك
لو غـطـاك الــــتراب ... يوكفلك بالحســاب
وبيده يمضي مكتوبك
عشقي حسيني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-2011, 08:29 PM   #9
عشقي حسيني
♣ مشرفة سابقة ♣ محرومة من تربة المظلوم
 
الصورة الرمزية عشقي حسيني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: في قلب فاطمة الزهراء عليها السلام
العمر: 29
المشاركات: 634
معدل تقييم المستوى: 676
عشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond repute
افتراضي رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام

[frame="11 98"]
وقفة مع سيدة المقاومة الكبرى زينب


بسم الله الرحمن الرحيم

كل امة من الأمم وكل شعب وحضارة في تاريخ البشرية إنما تفتخر بعظمائها وصانعي أمجادها ولا يمكن ان تنفصل أي امة عن تاريخها والا قضت على نفسها بالاندثار والسقوط
ونحن المسلمون يطفح تاريخنا بالعظماء وأولئك الذين سطروا أروع القيم الإنسانية المرتبطة برسالة السماء وليس هؤلاء العظماء من الرجال فقط بل كان للنساء دورا واضحا وعميقا في تاريخ امتنا عبر العصور
ونحن هنا نريد ان نقف عند واحدة من تلك النساء الجليلات التي كان لها الدور الواضح والفاعل في تاريخ الإسلام والتشيع الا وهي السيدة زينب حيث تصادف ذكرى وفاتها في الخامس عشر من شهر رجب
والكلام عن هذه السيدة الجليلة والعلوية النبيلة واسع وغزير ونحن هنا انما نمر مرورا سريعا على بعض المحطات من حياتها التي لها النفع والعبرة في واقعنا عموما وواقع المراة المسلمة خصوصا
وربما سنترك الاشارة الى اهم محطة في تاريخ السيدة زينب الا وهو دورها في واقعة كربلاء وما بعدها من رحلة السبايا وذلك بسبب ان هناك زوايا اخرى من حياتها مجهولة عن الاعم الاغلب من ابناء المجتمع فانت تلاحظ اننا لا نعرف شيئا عن تاريخ زينب قبل واقعة كربلاء وعن تاريخها بعد رجوع السبايا للمدينة
وعلى العموم فان حديثنا وباختصار سيكون على عدة نقاط
********************
اولا: من المعروف انها هي أول بنت ولدت لفاطمة (صلوات الله عليها) في الخامس من شهر جمادى الأولى في السنة الخامسة وبعد عام أو أكثر أنجبت السيدة الزهراء ( ع ) بنتاً أخرى هي أم كلثوم والملاحظ انها حفت بالبركات والتاييد الالهي من صباها حتى ان اسمها كان باختيارا الهيا فقد ورد لما ولدت زينب ( ع ) جاءت بها أمها فاطمة ( عليها السلام ) الى أبيها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقالت : سمّ هذه المولودة .فقال : ما كنت لأسبق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكان النبي(ص) في سفر له ، ولما جاء ( صلى الله عليه وآله ) وسأله علي(ع) عن اسمها ، فقال : ما كنت لأسبق ربي ( تعالى ) فهبط جبرئيل يقرأ على النبي السلام من الله الجليل ، وقال له : سم هذه المولودة زينب فقد اختار الله لها هذا الاسم. ومن المعروف عند علماء اللغة ان معنى اسم زينب هو (الشجرة الطيبة)
اننا نلاحظ ان هناك اعدادا الهيا ونبويا للادوار التي ستؤديها زينب الحوراء (ع) وحجم المسؤلية التي ستقع على عاتقها في المستقبل ومن هنا اشار النبي (ص) الى ما ستلاقيه الحوراء(ع) في مستقبلها من مصائب ومحن فقد روي ايضا بما مضمونه أن زينب بنت علي بن أبي طالب (عليه السلام) لما ولدت أخبروا بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء إلى منزل فاطمة (عليها السلام) وطلب منها ان تحضر له المولودة الجديدة ، فلما أحضرتها أخذها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وضمها إلى صدره الشريف،فبكى وسال الدمع حتى جرى على لحيته الشريفة. فسألته فاطمة (عليها السلام): على هذا البكاء، فاشار(صلى الله عليه وآله وسلم): أن هذه البنت بعدك وبعدي تبتلى ببلايا فادحة، وترد عليها مصائب ورزايا مفجعة. فبكت فاطمة (سلام الله عليها) عند ذلك، ثم قالت: يا أبه! فما ثواب من يبكي عليها وعلى مصائبها؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا بضعتي ويا قرة عيني إن من بكى عليها وعلى مصائبها كان ثواب بكائه كثواب من بكى على أخويها،
وكذلك اشار الامام علي الى هذا الجانب فقد وروي انه لما ولدت السيدة زينب (عليها السلام) وكان قد آن توجه أمير المؤمنين (عليه السلام) نحو البيت، استقبله ولده الإمام الحسين (عليه السلام) يبشر أباه بالمولود الجديد و إن الله تبارك وتعالى قد وهب له أختا، ثم نظر في وجه أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) ليرى أثر البشارة عليه، فإذا به يرى عيني أبيه قد اغرورقت بالدموع ثم أخذت حبات الدمع تتقاطر فتأثر الحسين (عليه السلام) بتأثر أبيه وجرت دموعه على خديه وساله عن سبب بكائه فأخذ علي (عليه السلام) يقص عليه ما سيكون من قصة كربلاء وواقعة الطف في يوم عاشوراء: من قتل الرجال وسبي النساء وعلى رأسهم هذه السيدة الوليدة زينب (ع)
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
ثانيا: وكان من ابرز ملامح حياتها التشدد في العفاف الذي عاشته الحوراء (ع) فقد كان مضربا للمثل حدّث يحيى المازني قال : كنت في جوار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في المدينة لمدة وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته ، فلا والله ما رأيت لها شخصاً ولا سمعت لها صوتاً ، وكانت اذا أرادت الخروج لزيارة جدها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تخرج ليلاً ، والحسن عن يمينها ، والحسين عن شمالها ، وأمير المؤمنين أمامها ، فاذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فأخمد ضوء القناديل فسأله الحسن مرة عن ذلك ؟ فقال : أخشى أن ينظر أحد الى شخص أختك زينب
ومما نستفيده مما تقدم امرين:
1- الدور المهم للأسرة وخصوصا الأب في الحفاظ على تربية ابنائه وبالذات البنات وضرورة تهيئه الأجواء المناسبة وتوجيه الأولاد والبنات نحو السلوك السليم ومن هنا نجد البون الشاسع بين ما قام به امير المؤمنين في التربية والحفاظ على ابنته الحوراء وبين الكثير من التصرفات المؤسفة التي تعيشها مجتمعاتنا اليوم من اهمال واضح من حيث عدم متابعة هذا الجيل وخصوصا ما نلاحظة من تقليد كثير من الشباب والشابات لرموز منحرفة من العالم الغربي من ممثلين ومغنيين وغيرهم فالعجيب ان الاب اليوم يرى ان ابنته أوابنه يقلد رموز الضلال في ملبسهم وحركاتهم بل حتى في طريقة تفكيرهم واسلوبهم في الحياة ويغض النظر عن ذلك كانه ليس معنيا به وليس من واجبه الا توفير الطعام والملبس لهم فاين نحن مما كان يفعله امير المؤمنين (ع) من حرص شديد على صون ورعاية اسرته الكريمة
2- اننا وجدنا في موقف الحوراء زينب تعاطيا ايجابيا مع اسلوب ابيها امير المؤمنين في توفير اجواء العفاف والتستر لها على عكس ما نراه اليوم من تذمر يصل الى حد العصيان عند بعض الفتيات تجاه ابائهن او اخوانهن حينما يعمدون الى توجيههن نحو الالتزام بالشريعة السمحاء والحفاظ عليهن من الانزلاق في شباك الانحراف والرذيلة.
فمن هنا ندعو جميع الفتيات والشابات الى ان يكون موقفهن من تعاليم الاباء كموقف الحوراء زينب من تعاليم امير المؤمنين
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
ثالثا:
ان من ابرز ادوارها هو دورها العلمي والتربوي لنساء الامة فقد كانت تشارك المعصومين في العمل الرسالي والتوعوي فقد كانت في الكثير من الاحيان مرجعا لنقل احكام الاسلام وتعاليم المعصومين للنساء من خلال اللقاء المباشر مع نساء المسلمين و كانت العقيلة زينب تفسر للنساء القرآن الكريم ، وتروي لهنّ أحاديث جدها المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) والمعصومين (ع) ومن هنا نجد على كل امرأة تعتبر السيدة زينب قدوة لها ان تسعى للتعلم والتثقف بل ان يكون لها دورا حقيقيا في العمل السلامي وتوجيه النساء الى تعاليم القران الكريم والمعصومين وان تكون عنصرا فاعلا في اصلاح المجتمع فمن المؤكد ان المراة نصف المجتمع اذا صلحت صلح المجتمع
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـ
رابعا:
وكان من المشهور ان لها العديد من الالقاب ومن ابرزها زينب الكبرى، وذلك للتفريق بينها وبين من سميت باسمها من أخواتها بنفس الاسم
كما أنها تلقب بالصديقة الصغرى، للفرق بينها وبين أمها الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام).
وتلقب بالعقيلة، وعقيلة بني هاشم، وعقيلة الطالبيين ـ والعقيلة هي المرأة الكريمة على قومها العزيزة في بيتها، ولقبت وبالموثقة، والعارفة، والعالمة غير المعلمة، والفهمة غير المفهمة، والفاضلة، والكاملة، وعابدة آل علي، و وليّة الله العظمى الراضية بالقدر والقضاء ، وأمينة الله ، ومحبوبة المصطفى(صلى الله عليه وآله) ، وقرّة عين المرتضى (عليه السلام) ، ونائبة الزهراء (عليها السلام) ، و الزاهدة ، والفاضلة ، والعاقلة ، والكاملة ، والعاملة ، والعابدة ، والمحدّثة ، والمخبرة، وكعبة الرزايا ، والمظلومة ، والوحيدة ،والفصيحة ، والبليغة ، والشجاعة ، وعقيلة خدر الرسالة ، ورضيعة ثدي الولاية ،
ومما سمعنا انها لقبت بعابدة ال علي(ع) فقد عُرفت زينب ( عليها السلام ) بكثرة التهجّد ، فقد روي عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) قوله : ( ما رأيت عمّتي تصلّي الليل عن جلوس إلاّ ليلة الحادي عشر ) ، أي أنّها ما تركت تهجّدها وعبادتها المستحبّة حتّى تلك الليلة الحزينة ، بحيث أنّ الإمام الحسين ( عليه السلام ) عندما ودّع عياله وداعه الأخير يوم عاشوراء قال لها : ( يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل )
وهذا من تعلقها بالله تعالى وشدة تقواها لله ومن هنا نعلم ان الحوراء تقدم لنا درسا في انه لا فرق بين الرجل والمراة في العبادة وطلب التكامل فهي تقدم مصداقا حقيقيا لقوله تعالى :
(( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ))
فاين نسائنا اليوم من كل ذلك واين هن من الاقتداء الحقيقي بعابدة ال علي
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
خامسا : نجد ان هناك خصوصيات لزينب هي نفس خصوصيات فاطمة الزهراء عليها السلام منها :
1- الولاية والقدرة التكوينية حيث إشارت بيدها إلى الناس وهي في الكوفة قبل ان تخطب فارتدَّت الأنفاس وسكنت الأجراس وهذا يدل على ولايتها التكوينية عل الاخرين.
2- العلم اللدني فقد قال عنها الإمام زين العابدين عليه السلام انها كانت "عالمة غير معلمة" وقد ظهر من ذلك العلم في خطبتيها العظيمتين في الكوفة والشام والجدير بالذكر أن الزهراء عليها السلام أخذت ابنتها زينب إلى المسجد وخطبت الخطبة الفدكية و كانت زينب عليها السلام آن ذاك صغيرة السن لم تتجاوز السادسة ، و استطاعت أن تحفظ الخطبة بأكملها وتنقلها إلى الآخرين حتى تصل إلينا
فسلام عليك يا ام المصائب زينب يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعثين حية شفيعة لشيعة ابيك امير المؤمنين وزوار اخيك ابي عبد الله الحسين
[/frame]
__________________


كون حسين محبوبك ... أبشر طاحت أذنوبك
لو غـطـاك الــــتراب ... يوكفلك بالحســاب
وبيده يمضي مكتوبك
عشقي حسيني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-2011, 08:31 PM   #10
عشقي حسيني
♣ مشرفة سابقة ♣ محرومة من تربة المظلوم
 
الصورة الرمزية عشقي حسيني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: في قلب فاطمة الزهراء عليها السلام
العمر: 29
المشاركات: 634
معدل تقييم المستوى: 676
عشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond repute
افتراضي رد: كل ما يخص السيدة زينب عليها السلام

[frame="11 98"]
السيدة زينب (عليها السلام) شقيقة الحسين (عليه السلام):


من لا يعرف أن السيدة زينب بنت علي وفاطمة (عليهم السلام)، هي شقيقة الإمام الحسين (عليه السلام)؟
بلى، السيدة زينب كانت الجزء المكمل لمسيرة السبط الشهيد، وإذا كانت واقعة الطف من أقدار الله سبحانه، فإن من تقديره الحكيم أن يكتمل الجزء الثاني والهام من المسيرة على يد من تكون شخصيتها مثيلة لشخصية أخيها الحسين تماماً، لا في الجوانب المادية فقط، وإنما في كافة الجوانب.
وإذا جعل الله مع آدم زوجته، ومع موسى اُخته، ومع عيسى أمه، ومع النبي بنته، فقد جعل مع الحسين اخته الصديقة الصغرى، فهما من شجرة واحدة، فالتربية واحدة في كنف الرسول، وفي حضن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتحت ظلال أميرالمؤمنين علي (عليه السلام).
إنها كبرى الأسباط بعد أخويها الحسن والحسين، وهي إلى ذلك تجسد شمائل أمها بكل جلالها وجمالها، وتتمثل بشخصية أبيها بكل تقواها وعلمها، وتتناسب مع شخصية أخيها الحسن، وتكاد تتطابق مع شخصية أخيها الحسين.
فإذا كانت التربية أو الوراثة ذات أثر في صياغة أحد، وإذا كانت الأحداث هي التي تصنع شخصية إنسان، وإذا كانت رسالة الفرد الأساسية التي قدرت له ذات أثر في بناء كيانه، فإنّ الصديقة زينب شاركت أخاها الإمام الحسين (عليه السلام) في كل ذلك.
ومنذ الأزل كانت واقعة الطف مقدرة، إذ كانت الذروة في الصراع الجاهلي الإسلامي بعد انفجار نور الوحي على هضبات مكة، وكانت الأحداث تركض في هذا الاتجاه منذ لحظة وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، ودخول بني أمية على مسرح الأحداث من جديد تحت غطاء النفاق، وفي غفلة من الانصار وتغافل من المهاجرين لمصالح سلطوية مؤقتة.
قامت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في وجه ذلك الانحراف، ورسمت لأبنائها بدمها المطبوع على جدار بيتها، وبآثار الضرب على متنها، وبصرخاتها المدوية، وبآهاتها التي زلزلت أركان المدينة.. رسمت بكل ذلك وبسقط جنينها محسن، طريق التحدي، فكانت بذلك سيدة نساء العالمين، إذ أنها وضعت حجر الزاوية الأول في بناء الاسلام النقي، الذي لا يحكم فيه الطغاة باسم الدين، ولا يتحكم في مصير أهله المنافقون باسم القرآن والرسول.
رسمت طريقاً لحمل أعباء الدعوة، معالمه الهجرة والقيام، والقتل والشهادة، ثم الكلمة الثائرة التي لاتهدء، والدمعة الناطقة التي لاترقى.
وكانت زينب بنت الزهراء شاهدة عاشوراء، شقيقة الحسين (عليه السلام)، قد استوعبت الدرس تماماً! أليست هي التي شاهدت - بأم عينها - كيف حمت أمها الصديقة الكبرى، إمام زمانها وزوجها أمير المؤمنين (عليه السلام)، حمته بنفسها حتى سقطت بين الباب والحائط، تنادي فضة وتقول: والله لقد قتلوا ما في أحشائي؟
أو ليست هي التي كانت ترافق أمها وهي تلملم جراحها، وتغتصب نفسها وتتحمل كل الآلام، وهي تسارع إلى أمير المؤمنين لتمنع القوم من إكراهه على البيعة؟
ألم تشاهد كيف يهوي ذلك العتل بسياطه على كتف أمها لكي تترك زوجها؟
بلى، وكانت زينب إلى جانب أمها حين أنشدت ذلك الخطاب الصاعق في مسجد أبيها بالمدينة، وهي التي روت من بعد تفاصيل ذلك الخطاب.
وانطبعت في شخصية الطفلة العالمة غير المعلمة معالم ذلك الطريق بوضوح وشفافية، وكانت مسيرتها من المدينة إلى الطف، وإلى الكوفة، وإلى الشام، ثمّ إلى المدينة والآفاق، نسخة متطورة لمسيرة أمها فاطمة (عليهما السلام) من البيت إلى المسجد، ومن المسجد إلى البيت، ومن قبل تطوافها على بيوت الأنصار طالبة منهم نجدة الحق.
وكان خطابها في الشام كخطاب أمها في المسجد النبوي، المثل والأهداف، والتعابير والنبرات، والشجاعة والحكمة، والاثارة والاستنهاض، كلها واحدة.. وزادت البنت على أمها أنها كانت أسيرة مكبلة، مفجوعة بأعز الناس، ولكنها عادت فأسرت آسريها، وقيدت مكبليها، وقهرت قاتلي أهلها بالكلمة الحق وحسن التوكل على الله، وكفى بالله وكيلا.
[/frame]
__________________


كون حسين محبوبك ... أبشر طاحت أذنوبك
لو غـطـاك الــــتراب ... يوكفلك بالحســاب
وبيده يمضي مكتوبك
عشقي حسيني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صور مرقد السيدة زينب عليها السلام دموع الابرار صور الدينيـة,صور أسلامية - صور علماء - صور مراقد و أضرحة المعصومين 11 24-11-2011 07:48 PM
سر أسم السيدة زينب عليها السلام نور فاطمة كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء 24 23-06-2011 12:39 PM


الساعة الآن 06:51 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir