نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-12-2008, 11:40 PM   #11
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

مسبحتها وفضل تربة الحسين (عليه السلام)

روى إبراهيم بن محمد الثقفي: إن فاطمة عليها السلام بنت الرسول الله صلى
الله عليه وآله كانت مسبحتها من خيط صوف مفتل معقود، عليه عدد التكبيرات،
فكانت عليها السلام تديرها بيدها وتسبح إلى أن قتل حمزة بن عبد المطلب سيد
الشهداء، فاستعملت تربته وعملت المسابيح، فاستعملها الناس، فلما قتل
الحسين عليه السلام عدل بالأمر إليه فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل
والمزية(33). في كتاب الحسن بن محبوب: إن أبا عبد الله عليه السلام سئل عن
استعمال التربتين من طين قبر حمزة والحسين عليهما السلام والتفاضل بينهما،
فقال: السبحة من طين قبر الحسين عليه السلام تسبح من غير أن يسبح(34).
وروي أن الحور العين إذا أبصرن بواحد من الأملاك يهبط إلى الأرض لأمر ما
يستهدين من السبح والترب من طين قبر الحسين عليه السلام(35). عن الكاظم
عليه السلام قال: المؤمن لا يخلو من خمسة: مسواك، ومشط، وسجادة، وسبحة
فيها أربع وثلاثون حبة، وخاتم عقيق(36). وروي أنه لما حمل علي بن الحسين
عليهما السلام إلى يزيد عليه اللعنة هم بضرب عنقه، فوقفه بين يديه وهو
يكلمه ليستنطقه بكلمة يوجب بها قتله، وعلي عليه السلام يجيبه حسب ما يكلمه
وفي يده سبحة صغيرة يديرها بأصابعه وهو يتكلم. فقال له يزيد عليه ما
يستحقه: أنا أكلمك وأنت تجيبني وتدير أصابعك بسبحة في يديك! فكيف يجوز
ذلك؟ فقال عليه السلام: حدثني أبي، عن جدي عليهما السلام أنه كان إذا صلى
الغداة وانفتل لا يتكلم حتى يأخذ سبحة بين يديه فيقول: (اللهم إني أصبحت
أسبحك وأحمدك وأهللك وأكبرك وأمجدك بعدد ما أدير به سبحتي) ويأخذ السبة في
يده ويديرها وهو يتكلم بما يريد من أن يتكلم بالتسبيح، وذكر أن ذلك محتسب
له، وهو حرز إلى أن يأوي إلى فراشه، فإذا أوى إلى فراشه فهي محسوبة له من
الوقت إلى الوقت؛ ففعلت هذا اقتداء بجدي عليه السلام. فقال له يزيد عليه
اللعنة مرة بعد أخرى: لست أكلم أحدا منكم إلا ويجيبني بما يفوز به. وعفا
عنه ووصله وأمر بإطلاقه(37).
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2008, 11:41 PM   #12
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

صلاتها (سلام الله عليها)

صلاة الطاهرة فاطمة عليها السلام هما ركعتان، تقرأ في الأولى الحمد
ومائة مرة (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وفي الثانية الحمد ومائة مرة (قل
هو الله أحد)، فإذا سلمت سبحت تسبي الزهراء ثم تقول: (سبحان ذي العز
الشامخ المنيف، سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم، سبحان ذي الملك الفاخر
القديم، سبحان من لبس البهجة والجمال، سبحان من تردى بالنور والوقار،
سبحان من يرى أثر النمل في الصفا، سبحان من يرى وقع الطير في الهواء،
سبحان من هو هكذا لا هكذا غيره). وينبغي لمن صلى هذه الصلاة وفرغ من
التسبيح أن يكشف ركبتيه وذراعيه، ويباشر بجميع مساجده الأرض بغير حاجز
بينه وبينها، ويدعو ويسأل حاجته وما شاء من الدعاء، ويقول وهو ساجد:

(يا من ليس غيره رب يدعى، يا من ليس فوقه إله يخشى، يا من ليس دونه ملك
يتقى، يا من ليس له وزير يؤتى، يا من ليس له حاجب يرشى، يا من ليس له بواب
يغشى، يا من لا يزداد على كثرة السؤال إلا كرما وجودا، وعلى كثرة الذنوب
إلا عفوا وصفحا، صل على محمد وآل محمد، وأفعل بي كذا وكذا38

ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2008, 11:41 PM   #13
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي


2 ـ وكذا صلاة أخرى لها عليها السلام تصلى للأمر المخوف.وروى إبراهيم بن
عمر الصنعاني عم أبي عبد الله عليه السلام قال: للأمر المخوف العظيم تصلي
ركعتين، وهي التي كانت الزهراء عليها السلام تصليها، تقرأ في الأولى الحمد
وقل هو الله أحد خمسين مرة، وفي الثانية مثل ذلك، فإذا سلمت صليت على
النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم ترفع يديك وتقول: (اللهم أتوجه إليك
بهم، وأتوسل إليك بحقهم (بحقك ـخ ل) العظيم الذي لا يعلم كنهه سواك، وبحق
من حقه عندك عظيم، وبأسمائك الحسنى وكلماتك التامات التي أمرتني أن أدعوك
بها، وأسألك باسمك العظيم الذي أمرت إبراهيم عليه السلام أن يدعو به الطير
فأجابته، وباسمك العظيم الذي قلت للنار: (كوني بردا وسلاما على إبراهيم)
فكانت، وبأحب أسمائك إليك وأشرفها عندك، وأعظمها لديك، وأسرعها إجابة،
وأنجحها طلبة، وبما أنت أهله ومستحقه ومستوجبه؛ وأتوسل إليك، وأرغب إليك،
وأتصدق منك، واستغفرك، وأستمنحك، وأتضرع إليك، وأخضع بين يديك، وأخشع لك،
وأقر لك بسوء صنيعي، وأتملق وألح عليك، وأسألك بكتبك التي أنزلتها على
أنبيائك ورسلك صلواتك عليهم أجمعين من التوراة والإنجيل والقرآن العظيم من
أولها إلى آخرها، فإن فيها اسمك الأعظم، وبما فيها من أسمائك العظمى،
أتقرب إليك، وأسألك أن تصلي على محمد وآله، وأن تفرج عن محمد وآله، وتجعل
فرجي مقرونا بفرجهم، وتبدأ بهم فيه، وتفتح أبواب السماء لدعائي في هذا
اليوم، وتأذن في هذا اليوم وهذه الليلة بفرجي وإعطاء سؤلي وأملي في الدنيا
والآخرة، فقد مسني الفقر ونالني الضر وشملتني الخصاصة، وألجأتني الحاجة،
وتوسمت بالذلة، وغلبتني المسكنة، وحقت علي الكلمة، وأحاطت بي الخيئة، وهذا
الوقت الذي وعدت أولياءك فيه الإجابة. فصل على محمد وآله، وامسح ما بي
بيمينك الشافية، وانظر إلي بعينك الراحمة، وأدخلني في رحمتك الواسعة،
وأقبل إلي بوجهك الذي إذا أقبلت به على أسير فككته، وعلى ضال هديته، وعلى
حائر أديته، وعلى فقير أغنيته، وعلى ضعيف قويته، وعلى خائف آمنته؛ ولا
تخلني لقا لعدوك وعدوي، يا ذا الجلال والإكرام. يا من لا يعلم كيف هو،
وحيث هو، وقدرته إلا هو، يا من سد الهواء بالسماء، وكبس الأرض على الماء،
واختار لنفسه أحسن الأسماء، يا من سمى نفسه بالاسم الذي به يقضى حاجة كل
طالب يدعوه يه، وأسألك بذلك الاسم، فلا شفيع أقوى لي منه، وبحق محمد وآل
محمد أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وأن تقضي لي حوائجي، وتسمع محمدا
وعليا وفاطمة والحسن والحسين وعليا ومحمدا وجعفر وموسى وعليا ومحمدا وعليا
والحسن والحجة ـصلوات الله عليهم وبركاته ورحمتهـ صوتي، فيشفعوا لي إليك،
وتشفعهم في، ولا تردني خائبا، بحق لا إله إلا أنت، وبحق محمد وآل محمد،
وافعل بي كذا وكذا يا كريم(39). قال الزاهد السيد ابن طاووس الحلي (ره):
روى صفوان قال: دخل محمد بن علي الحلبي على عبد الله عليه السلام في يوم
الجمعة فقال له: تعلمني ما أصنع في مثل هذا اليوم؟ فقال: يا محمد، ما أعلم
أن أحدا كان أكبر عند رسول الله صلى الله عليه وآله من فاطمة عليها
السلام، ولا أفضل مما علمها أبوها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله
وسلم، قال: من أصبح يوم الجمعة فاغتسل وصف قدميه وصلى أربع ركعات مثنى
مثنى، يقرأ في أول ركعة الحمد والإخلاص خمسين مرة، وفي الثانية فاتحة
الكتاب والعاديات خمسين مرة، وفي الثالثة فاتحة الكتاب وإذا زلزلت الأرض
خمسين مرة، وفي الرابعة فاتحة الكتاب وإذا جاء نصر الله والفتح خمسين مرة
ـوهذه سورة النصر وهي آخر سورة نزلتـ فإذا فرغ منها دعا، فقال(40): (إلهي
وسيدي، من تهيأ أو أعد أو استعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده وفوائده
ونائله وفواضله وجوائزه، فإليك يا إلهي كانت تهيئتي وتعبيتي وإعدادي
واستعدادي رجاء رفدك ومعروفك ونائلك وجوائزك، فلا تحرمني ذلك يا من لا
يخيب عليه مسألة السائل، ولا تنقصه عطية نائل، فإني لم آتك بعمل صالح
قدمته، ولا شفاعة مخلوق رجوته، أتقرب إليك بشفاعة محمد وأهل بيته صلواتك
عليهم أجمعين، أرجو عظيم عفوك الذي عفوت به على الخاطئين عند عكوفهم على
المحارم فلم يمنعك طول عكوفهم على المحارم أن عدت عليهم بالمغفرة، وأنت
سيدي العواد بالخطاء، أسألك بمحمد وآله الظاهرين أن تغفر لي الذنب العظيم،
فإنه لا يغفر ذنبي العظيم إلا العظيم، يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا
عظيم يا عظيم يا عظيم)(41). روى الصدوق (ره) عن هشام بن سالم (بحذف
الإسناد) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (من صلى أربع ركعات، فقرأ في
كل ركعة بخمسين مرة قل هو الله أحد، كانت صلاة فاطمة عليها السلام وهي
صلاة الأولين). وكان شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه يروي هذه
الصلاة وثوابها، إلا أنه كان يقول: إني لا أعرفها بصلاة فاطمة عليها
السلام، وأما أهل الكوفة فإنهم يعرفونها بصلاة فاطمة عليها السلام(42). عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من توضأ وأسبغ الوضوء
وافتتح الصلاة فصلى أربع ركعات يفصل بينهن بتسليمة، يقرأ في كل ركعة فاتحة
الكتاب وقل هو الله أحد خمسين مرة، انفتل حين ينفتل وليس بينه وبين الله
عز وجل ذنب إلا غفره له(43). عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: سمعت يقول: من صلى أربع ركعات بمائتي مرة قل هو الله أحد في كل ركعة
خمسين مرة، لم يفتل وبينه وبين الله عز وجل ذنب إلا غفرله(44). وقال السيد
ابن طاووس (رضي الله عنه): روي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم أنه قال لأمير المؤمنين ولابنته فاطمة عليها السلام: إنني أريد أن
أخصكما بشيء من الخير مما علمني الله عز وجل وأطلعني الله عليه، فاحتفظوا
به. قال: نعم يا رسول الله فما هو؟ قال: يصلي أحدكما ركعتين، تقرأ في كل
ركعة فاتحة الكتاب وآية الكرسي ثلاث مرات، وقل هو الله أحد ثلاث مرات،
وآخر الحشر ثلاث مرات من قوله (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل) إلى آخره،
فإذا جلس فليتشهد وليثن على الله عز وجل وليصل على النبي صلى الله عليه
وآله وسلم وليدع للمؤمنين والمؤمنات، ثم يدعو على أثر ذلك فيقول: (اللهم
إني أسألك بحق كل اسم هو لك، يحق عليك فيه إجابة الدعاء إذا دعيت به،
وأسألك بحق كل ذي حق عليك، وأسألك بحقك على جميع ما هو دونك أن تفعل بي
كذا وكذا)(45).
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2008, 11:43 PM   #14
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

وقال (رضي الله عنه) أيضا في كتاب (زوائد الفوائد) بعد ذكر زيارة مختصرة
لها عليها السلام وهي معروفة: إنها مختصة بهذا اليوم ـيعني يوم الثالث في
جمادى الآخرة وهو يوم وفاتهاـ. قال: وتصلي صلاة الزيارة أو صلاتها عليها
السلام، وهي ركعتان تقرأ في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد ستين
مرة(46). قال الشيخ الجليل الحسن بن الفضل الطبرسي (ره): صلاة الاستغاثة
بالبتول (عليها السلام): تصلي ركعتين، ثم تسجد وتقول: (يا فاطمة) مائة
مرة، ثم تضع خدك الأيمن على الأرض وقل مثل ذلك، وتضع حدك الأيسر على الأرض
وتقول مثله، ثم اسجد وقل ذلك مائة وعشر دفعات، وقل: (يا آمنا من كل شئ،
وكل شئ منك خائف حذر، أسألك بأمنك من كل شئ وخوف كل شئ منك أن تصلي على
محمد وآل محمد، وأن تعطيني أمانا لنفسي وأهلي وولدي حتى لا أخاف أحدا، ولا
أحذر من شئ أبدا، إنك على كل شئ قدير)(47). عن أبي عبد الله عليه السلام:
إذا كانت لأحدكم استغاثة إلى الله تعالى فليصل ركعتين، ثم يسجد ويقول: (يا
محمد يا رسول الله، يا علي يا سيد المؤمنين والمؤمنات، بكما أستغيث إلى
الله تعالى، يا محمد يا علي أستغيث بكما، يا غوثاه بالله وبمحمد وعلي
وفاطمة ـوتعد الأئمةـ بكم أتوسل إلى الله تعالى). فإنك من ساعتك إن شاء
الله تعالى8
4. قال المحدث القمي (ره): روي: إذا كانت لك حاجة إلى الله
تعالى وتضيق عنها صدرك فصل ركعتين، وإذا سلمت فكبر ثلاث مرات، وسبح تسبيح
فاطمة عليها السلام، ثم اسجد وقل مائة مرة: (يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني).
ثم ضع خدك الأيمن على الأرض وقل ذلك مائة


الهوامش



1 ـ (البحار) ج43، ص37
2 ـ (يوميات فاطمة الزهراء) لأحمد الكاتب ص21.
3 ـ (عدة الداعي) الباب الرابع ص139. النهج ـبالتحريكـ والنهيج: تواتر النفس من شدة الحركة.
4 ـ (البحار) 43، ص81 ـ82.
5 ـ الجواء: داخل البيت والبرا: ظاهر البيت.
6 ـ المشاش: رأس العظم اللين.
7 ـ (المناقب) لابن شهر آشوب.

8 ـ (منلقب) لابن شهر آشوب، ج3، ص337
9 ـ المصدر، ص356.
10 ـ (البحار) ج43، ص84.
11 ـ (الأمالي) للصدوق، المجلس 24، ص100.
12 ـ قال ابن حجر القسطلاني في (إرشاد الساري) ج6، ص117، بمطبعة الكبرى
الأميرية مصر: قال ابن تيمية فيه: إن من واظب على هذا الذكر عند النوم لم
يصبه أعباء، لأن فاطمة رضي الله عنها شكت التعب من العمل فأحالها صلى الله
عليه وآله وسلم على ذلك. وقال عياض: معنى الخيرية (وهو قوله: خير لكما من
الخادم) أن عمل الآخرة أفضل من أمور الدنيا.
13 ـ (مرآة العقول) ج15، ص176.
14 ـ كذا، والصواب (أربعاً وثلاثين) وهكذا ما بعده
15 ـ راجع للبحث الوافي عنه (مفتاح الفلاح) للعلامة البهائي (رحمه الله): الباب الخامس.
16 ـ (وفاة الصديقة الزهراء) للعلامة المقرم، ص41.
17 ـ المصدر السابق.
18 ـ (فروع الكافي) بهامش (مرآة العقول) ج15، ص174 و173.
19 ـ مجلت يداها أي ظهر فيها المجل وهو ماء يكون بين الجلد واللحم من كثرة
العمل الشاق. والمجلة: القشرة الرقيقة التي يجتمع فيها ماء من أثر العمل
الشاق.
20 ـ الدكنة: لون يضرب إلى السواد.
21 ـ الحداث: جماعة يتحدثون
22 ـ (من لا يحضره الفقيه) ج1، ص320 ـ 321.
23 ـ المصدر السابق.
24 ـ (البحار) ج21، ص24.

25 ـ (البحار) ج85، ص336.
26 ـ المصدر، ص339
27 ـ (الجواهر) ج10، ص402
28 ـ (وسائل الشيعة) الباب 10 و11 من أبواب التعقيب.
29 ـ (الجواهر) ج10، ص399.
30 ـ (الوسائل) الباب 9 من أبواب التعقيب.
31 ـ (الجواهر) ج10، ص396.
32 ـ المصدر، ص397 ـ398.
33 ـ انتبه هامش
34 ـ انتبه هامش
35 ـ انتبه هامش
36 ـ (مكارم الأخلاق) فيما يتعلق باليوم والليلة، ص281.
37 ـ (دعوات الراوندي) ص61.
38 ـ مصباح المتهجد) ص265 ـ266.
39 ـ المصدر، ص266 ـ268.
40 ـ جزاء الشرط محذوف لدلالة الكلام عليه.
41 ـ (جمال الأسبوع) ص132 ـ133.
42 ـ (من لا يحضره الفقيه) ج1، ص564.
43 ـ المصدر السابق.
44 ـ (وسائل الشيعة) ج5، ص243 ـ244، باب استحباب صلاة فاطمة عليها السلام وكيفيتها.
45 ـ (جمال الأسبوع) ص127 ـ128.
46 ـ مستدرك الوسائل) ج1، ص460
47 ـ المصدر السابق
48 ـ (مكارم الأخلاق) ص330،، باب نوادر الصلوات.
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2008, 11:43 PM   #15
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

صدق لهجتها

1 ـ عن عمرو بن دينار قال: قالت عائشة: ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة غير أبيها صلى الله عليه وآله وسلم(55)

حجابها وعفافها

1 ـ عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما خير للنساء؟
فلم ندر ما نقول، فسار علي إلى فاطمة فأخبرها بذلك، فقالت: فهلا قلت: خير
لهن أن لا يرين الرجال ولا يرونهن. فرجع فأخبره بذلك،فقال له:

من علمك هذا؟ قال: فاطمة، قال: إنها بضعة مني(56).


2ـ عن جابر بن سمرة قال: جاء نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم فجلس فقال:
إن فاطمة وجعة. فقال القوم: لو عدناها، فقام فمشى حتى انتهى إلى الباب،
والباب عليها مصفق، قال: فنادى: شدي عليك ثيابك فإن القوم جاءوا يعودونك،
فقالت: يا نبي الله ما علي إلا عباءة، قال: فأخذ رداء فرمى به إليها من
وراء الباب، فقال: شدي بهذا رأسك، فدخل ودخل القوم، فقعد ساعة فخرجوا،
فقال القوم: تالله بنت نبينا صلى الله عليه وآله وسلم على هذه الحال؟ قال:
فالتفت فقال: أما إنها سيدة النساء يوم القيامة(57).

3 ـ قال النبي صلى الله عليه وآله لها: أي شئ خير للمرأة؟ قالت: أن لا ترى رجلا ولا يراها رجل، فضمها إليه وقال: ذرية بعضها من بعض.

بــــــرة طيــــــبة طــــــــــــاهرة ...... مريم الكبرى عفافا وورع58

4 ـ عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال علي عليه السلام:
استأذن أعمى على فاطمة عليها السلام فحجبته، فقال رسول الله صلى الله عليه
وآله لها: لم حجبته وهو لا يراك؟ فقلت عليها السلام: إن لم يكن يراني فإني
أراه وهو يشم الريح، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أشهد أنك
بضعة مني(59).



5 ـ وبهذا الإسناد قال: سأل رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابه عن
المرأة ما هي؟ قالوا: عورة.قال: فمتى تكون أدنى من ربها فلم يدروا، فلما
سمعت فاطمة عليها السلام ذلك قالت: أدنى ما تكون من ربها أن تلزم قعر
بيتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن فاطمة بضعة مني(60).
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2008, 11:52 PM   #16
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

عصمتها (عليها السلام)

قد دللنا على عصمتها عليها السلام في ضمن أبحاث المتقدمة استطرادا، ونتكلم عليها في هذا الفصل خصوصا، فنقول:

1 ـ قال الشارح المعتزلي نقلا عن علم الهدى السيد المرتضى (ره): أما الذي
يدل على ما ذكرناه فهو أنها كانت معصومة من الغلط، مأمونا منها فعل
القبيح، ومن هذه صفته لا يحتاج فيما يدعيه إلى شهادة وبينة. فإن قيل:
دللوا على الأمرين، قلنا: بيان الأول قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)(61). والآية تتناول جماعة منهم
فاطمة عليها السلام، بما تواترت الأخبار في ذلك، والإرادة ههنا دلالة على
وقوع الفعل المراد. وأيضا فيدل على ذلك قوله عليه السلام: (فاطمة بضعة
مني، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل)، وهذا يدل على
عصمتها لأنها لو كانت ممن تقارف الذنوب لم يكن من يؤذيها مؤذيا له صلى
الله عليه وآله وسلم على كل حال، بل كان من فعل المستحق من ذمها وإقامة
الحد ـإن كان الفعل يقتضيهـ سارا له صلى الله عليه وآله وسلم(62).



2 ـ قال العلامة الأميني (ره): لا يسعنا أن في الدفاع عن الخليفة بما قال
ابن كثير في تاريخه5، صلى الله عليه وآله وسلم249 من أن فاطمة حصل لها
ـوهي امرأة من البشر ليست بواجبة العصمةـ عتب وتغضب، ولم تكلم الصديق حتى
ماتت. وقال في ص289:وهي امرأة من بنات آدم، تأسف كما يأسفون، وليست بواجبة
العصمة… أنى لنا السرف والمجازفة في القول بمثل هذا تجاه آية التطهير في
كتاب الله العزيز النازلة فيها وفي أبيها وبعلها وبنيها؟ أنى لنا بذلك
وبين يدينا هتاف النبي الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم: (فاطمة بضعة مني،
فمن أغضبها أغضبني)؟ وفي لفظ: (فاطمة بضعة

مني، يؤذيني ما آذاها، ويغضبني ما أغضبها)(63). أقول: ومزيد التحقيق في
كتابنا هذا، فصل فضائلها المشتركة سلام الله عليها في عنوان اشتراكها في
الحرب والسلم.



3 ـ قال العلامة السيد عبد الرزاق المقرم (ره) بعد نقل آية التطهير الدالة
على عصمتها عليها السلام: ولو أعرضنا عن البرهنة العلمية فإنا لا ننسى
مهما ننسى شيئا أنها صلوات الله عليها مشتقة من نور النبي صلى الله عليه
وآله المنتجب من الشعاع الإلهي، فهي شظية من الحقيقة المحمدية، المصنوعة
من عنصر القداسة… فمن المستحيل ـوالحالة هذهـ أن يتطرق الإثم إلى أفعالها،
أو أن توصم بشيء من شية العار، فلا يهولنك ما يقرع سمعك من الطنين أخذا من
الميول والأهواء المردية بأن العصمة الثابتة لمن شاركها في الكساء لأجل
تحملهم الحجية من رسالة أو إمامة، وقد تخلت الحوراء عنهما، فلا تجب
عصمتها؛ فإنا لم نقل بتحقق العصمة فيهم عليهم السلام لأجل تبليغ الأحكام
حتى يقال بعدم عصمة الصديقة لعدم توقف التبليغ عليها، وإنما تمسكنا
لعصمتهم بعد نص الكتاب العزيز باقتضاء الطبيعة المتكونة من النور الإلهي
المستحيل فيمن اشتق منه مقارفة إثم، أو تلوث بما لا يلائم ذلك النور
الأرفع حتى في مثل ترك الأولى. وهذه القدسية كما أوجبت عدم تمثل الشيطان
في المنام على ما أنبأت عنه الأخبار الصحيحة أوجبت نزاهة الزهراء عليهما
السلام يعتري النساء عند العادة والولادة تفضيلا لها ولمن ارتكض في بطنها
من طاهرين مطهرين. ومما يؤكد العصمة فيها المتواتر من قول الرسول صلى الله
عليه وآله وسلم: (فاطمة بضعة مني، يغضبني من أغضبها، ويسرني من سرها، وإن
الله يغضب لغضبها، ويرضى لرضاها)، فإن هذا كاشف عن إناطة رضاها بما فيه
مرضاة الرب جل شأنه وغضبه بغضبها، حتى أنها لو غضبت أو رضيت على أمر مباح
لابد من أن يكون له جهة شرعية تدخله في

الراجحات، ولم تكن حالة الرضا والغضب فيها منبعثة عن جهة نفسانية؛ وهذا
معنى العصمة الثابتة لها سلام الله عليها...(64) أقول: إن آية التطهير تدل
دلالة واضحة على أنها عليها السلام مطهرة طهارة حقيقة عن كل نقص وعيب
ووصمة وشين، لا من جهة الذنوب والمعاصي فحسب، بل عن الخواطر النفسانية
التي لا تنافي العصمة التي ثابتة في الأنبياء وهي واجبة لهم، إذ كل ما
يتنفر عنه العقل والطبع فهو داخل في الرجس، وهي عليها السلام قد طهرت عنه
تحقيقا لدلالة الآية الشريفة؛ وقد حققنا المسألة في كتابنا (الإمام علي
عليه السلام) بما لا مزيد عليه.



الهوامش

55 ـ (حلية الأولياء) ج2، ص41. وراجع أيضاً مثله في (أعيان الشيعة) ج1، ص308 نقلاً عن (الاستيعاب).

56 ـ المصدر السابق.

57 ـ (حلية الأولياء) ج2، ص41 ـ42.

58 ـ (المناقب لابن شهر آشوب) ج3، ص341.

59 ـ المصدر السابق.

60 ـ (البحار) ج43، ص91 ـ92.

61 ـ الأحزاب، 33.

62 ـ (شرح النهج) ج16،ن ص272.

63 ـ (الغدير) ج7، ص231.

64 ـ (وفاة الصديقة الزهراء عليها السلام) ص54 ـ55.
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2008, 11:53 PM   #17
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

شهادة فاطمة الزهراء ( عليها السلام )

بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) اشتدَّ عليها الحزن والأسى ،
ونزل بها المرض لِمَا لاقَتْهُ من هجوم أَزْلامِ الزُمرة الحاكمة آنذاك
على دارها ، وَعَصْرِهَا بَين الحَائطِ والبَابِ ، وَسُقُوطِ جَنِينِها
المُحسِن ( عليه السلام ) ، وَكَسْرِ ضِلعِها ، وَغَصبِ أَرضِهَا ( فَدَك
) .

فتوالت الأمراض على وديعة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وفَتك الحزن
جِسمَها النحيلَ المُعذَّبَ حتى انهارت قواها ( عليه السلام ) .

فقد مشى إليها الموت سريعاً وهي ( عليها السلام ) في شبابها الغَض ، وقد
حان موعد اللقاء القريب بينها ( عليها السلام ) وبين أبيها ( صلى الله
عليه وآله ) الذي غاب عنها ، وغابت معه عواطفه الفَيَّاضة .

وَلَمَّا بدت لها طلائع الرحيل عن هذه الحياة طَلَبتْ حضورَ أمير المؤمنين
علي ( عليه السلام ) ، فَعَهدتْ إليهِ بِوَصِيَّتِها ، ومضمون الوصية :

أن يُوارِي ( عليه السلام ) جثمانها ( عليها السلام ) المقدس في غَلس
اللَّيل البهيم ، وأن لا يُشَيِّعُها أحد من الذين هَضَمُوهَا ، لأنهم
أَعداؤها ( عليها السلام ) وأعداء أبيها ( صلى الله عليه وآله ) - على
حَدِّ تعبيرها - .

كَما عَهدت إليه أن يتزوَّج من بعدها بابنة أختها أمَامَة ، لأنَّها تقوم
بِرِعَايَة ولديها الحسن والحسين ( عليهما السلام ) اللَّذَين هما أعزُّ
عندها من الحياة .

وعهدت إليه أن يعفي موضع قبرها ، ليكون رمزاً لِغَضَبِهَا غير قابلٍ للتأويل على مَمَرِّ الأجيال الصاعدة .

وضمن لها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) جميع ما عَهدَت إليه ، وانصرف عنها ( عليها السلام ) وهو غارق في الأسى والشجون .

وفي آخر يوم من حياتها ( عليها السلام ) ظهر بعض التحسّن على صحتها ،
وكانت بادية الفرح والسرور ، فقد علمت ( عليها السلام ) أنها في يومها
تلحق بأبيها ( صلى الله عليه وآله ) .

وعمدت ( عليها السلام ) إلى ولديها ( عليهما السلام ) فَغَسَلت لهما ،
وصنعت لهما من الطعام ما يكفيهم يومهم ، وأمرت ولديها بالخروج لزيارة قبر
جدّهما ، وهي تلقي عليهما نظرة الوداع ، وقلبها يذوب من اللوعة والوجد .

فخرج الحسنان ( عليهما السلام ) وقد هاما في تيار من الهواجس ، وأَحسَّا
ببوادر مخيفة أغرقتهما بالهموم والأحزان ، والتفت وديعة النبي ( صلى الله
عليه وآله ) إلى أسماء بنت عميس ، وكانت تتولى تمريضها وخدمتها فقالت (
عليها السلام ) لها : يا أُمَّاه .
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2008, 11:53 PM   #18
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

فقالت أسماء : نعم يا حبيبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

فقالت ( عليها السلام ) : اسكبي لي غسلاً .

فانبرت أسماء وأتتها بالماء فاغتسلت ( عليها السلام ) فيه ، وقالت ( عليها السلام ) لها ثانياً : إيتيني بثيابي الجدد .

فناولتها أسماء ثيابها ( عليها السلام ) .

ثم هتفت الزهراء ( عليها السلام ) بها مرة أخرى : اجعلي فراشي وسط البيت .

وعندها ذعرت أسماء وارتعش قلبها ، فقد عرفت أن الموت قد حلّ بوديعة النبي ( صلى الله عليه وآله ) .

فصنعت لها ما أرادت ، فاضطجعت الزهراء ( عليها السلام ) على فراشها ،
واستقبلت القبلة ، والتفتت إلى أسماء قائلة بصوت خافت : يا أُمَّاه ، إني
مقبوضة الآن ، وقد تَطَهَّرتُ فلا يكشفني أحد .

وأخذت ( عليها السلام ) تتلو آيات من الذكر الحكيم حتى فارقت الروحُ الجسد
، وَسَمت تلك الروح العظيمة إلى بارئها ، لتلتقي بأبيها ( صلى الله عليه
وآله ) الذي كرهت الحياة بعده .

وكان ذلك في ( 13 من جمادي الأول ) من سنة ( 11 هـ ) ، وفي رواية أخرى أنه
كان في ( 13 ربيع الثاني ) من نفس السنة ، وفي رواية أخرى في ( 3 جمادي
الثاني ) من نفس السنة أيضاً .

ورجع الحسنان ( عليهما السلام ) إلى الدار فلم يجدا فيها أمهما ( عليها
السلام ) ، فبادرا يسألان أسماء عن أمّهما ، ففاجئتهما وهي غارقة في
العويل والبكاء قائلة : يا سيدي إن أمّكما قد ماتت ، فأخبرا بذلك أباكما ،
وكان هذا الخبر كالصاعقة عليهما .

فهرعا ( عليهما السلام ) مسرعين إلى جثمانها ، فوقع عليها الحسن ( عليه
السلام ) ، وهو يقول : يا أُمَّاه ، كلميني قبل أن تفارق روحي بدني .

وألقى الحسين ( عليه السلام ) نفسه عليها وهو يَعجُّ بالبكاء قائلاً : يا أُمَّاه ، أنا ابنك الحسين كلميني قبل أن ينصدع قلبي .

وأخذت أسماء تعزيهما وتطلب منهما أن يسرعا إلى أبيهما ( عليه السلام )
فيخبراه ، فانطلقا ( عليهما السلام ) إلى مسجد جدّهما رسول الله ( صلى
الله عليه وآله ) وهما غارقان في البكاء ، فلما قربا من المسجد رفعا
صوتهما بالبكاء ، فاستقبلهما المسلمون وقد ظنوا أنهما تذكرا جدّهما ( صلى
الله عليه وآله ) فقالوا :

ما يبكيكما يا ابنَي رسول الله ؟ لعلّكما نظرتما موقف جدّكما ( صلى الله عليه وآله ) فبكيتما شوقاً إليه ؟

فهرعا ( عليهما السلام ) إلى أبيهما وقالا بأعلى صوتهما : أَوَ ليس قد ماتت أُمُّنا فاطمة .

فاضطرب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وهزَّ النبأ المؤلم كِيانَه ، وطفق يقول :

بمن العزاء يا بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) ؟

كنتُ بِكِ أتعزَّى ، فَفِيمَ العزاء من بعدك ؟

وخَفَّ ( عليه السلام ) مسرعاً إلى الدار وهو يذرف الدموع ، ولما ألقى
نظرة على جثمان حبيبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخذ ينشد ( عليه
السلام ) :

لِكُلِّ اجتِمَاعٍ مِن خَلِيلَيْنِ فِرقَةٌ... وَكُلُّ الَّذي دُونَ الفِرَاقِ قَليلُ
وَإِنَّ افتِقَادِي فَاطماً بَعدَ أَحمَد... دَلِيلٌ عَلى أَنْ لا يَدُومَ خَلِيلُ

وهرع الناس من كل صوب نحو بيت الإمام ( عليه السلام ) وهم يذرفون الدموع
على وديعة نبيهم ( صلى الله عليه وآله ) ، فقد انطوت بموت الزهراء ( عليها
السلام ) آخر صفحة من صحفات النبوة ، وتذكروا بموتها عطف الرسول ( صلى
الله عليه وآله ) عليهم ، وقد ارتَجَّت المدينة المنورة من الصراخ والعويل
.

وعهد الإمام ( عليه السلام ) إلى سَلمَان أن يقول للناس بأن مواراة بضعة
النبي ( صلى الله عليه وآله ) تأخّر هذه العشية ، وتفرقت الجماهير .

ولما مضى من الليل شَطرُهُ ، قام الإمام ( عليه السلام ) فغسَّل الجسد
الطاهر ، ومعه أسماء والحسنان ( عليهما السلام ) ، وقد أخذت اللوعة بمجامع
قلوبهم .

وبعد أن أدرجها في أكفانها دعا بأطفالها – الذين لم ينتهلوا من حنان
أُمِّهم – ليلقوا عليها النظرة الأخيرة ، وقد مادت الأرض من كثرة صراخهم
وعويلهم ، وبعد انتهاء الوداع عقد الإمام الرداء عليها .

ولما حَلَّ الهزيع الأخير من الليل قام ( عليه السلام ) فصلّى عليها ،
وعهد إلى بني هاشم وخُلَّصِ أصحابه أن يحملوا الجثمان المقدّس إلى مثواه
الأخير .

ولم يخبر ( عليه السلام ) أي أحد بذلك ، سوى تلك الصفوة من أصحابه الخُلَّص وأهل بيته ( عليهم السلام ) .

وأودعها في قبرها وأهال عليها التراب ، ووقف ( عليه السلام ) على حافة
القبر ، وهو يروي ثراه بدموع عينيه ، واندفع يُؤَبِّنها بهذه الكلمات التي
تمثل لوعته وحزنه على هذا الرزء القاصم قائلاً :

( السَّلام عَليكَ يا رسولَ الله عَنِّي وعنِ ابنَتِك النَّازِلَة في
جوارك ، السريعة اللحاق بك ، قَلَّ يا رسولَ الله عن صَفِيَّتِك صَبرِي ،
وَرَقَّ عنها تَجَلُّدِي ، إِلاَّ أنَّ في التأسِّي بِعظِيم فرقَتِك
وَفَادحِ مُصِبَيتِك مَوضِعَ تَعَزٍّ ، فَلَقد وَسَّدتُكَ فِي مَلحُودَةِ
قَبرِك ، وَفَاضَت بَينَ نَحري وصَدرِي نَفسُكَ .

إِنَّـا لله وإنَّا إليه راجعون ، لقد استُرجِعَتْ الوَديعةُ ، وأُخِذَتْ
الرَّهينَة ، أمَّا حُزنِي فَسَرْمَدْ ، وَأمَّا لَيلِي فَمُسَهَّدْ ، إلى
أَنْ يختارَ اللهُ لي دارَك التي أنتَ بِها مُقيم ، وَسَتُنَبِّئُكَ
ابنتُكَ بِتَضَافُرِ أُمَّتِكَ على هَضمِها ، فَاحفِهَا السُّؤَالَ ،
واستَخبِرْهَا الحَالَ ) .

فأعلن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في هذه الكلمات شكواه للرسول ( صلى
الله عليه وآله ) على ما أَلَمَّ بابنتِه من الخطوب والنكبات ، وطَلبَ (
عليه السلام ) منه ( صلى الله عليه وآله ) أن يَلحَّ في السُؤال منها (
عليها السلام ) ، لتخبِرَهُ ( صلى الله عليه وآله ) بما جرى عليها ( عليها
السلام ) من الظُلم والضَيم في تلك الفترة القصيرة الأمد التي قد عاشتها (
عليها السلام ) .

وعاد الإمام ( عليه السلام ) إلى بيته كئيباً حزيناً ، ينظر إلى أطفاله (
عليهم السلام ) وهُم يبكون على أُمِّهم ( عليها السلام ) أَمَرَّ البكاء .
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2008, 11:53 PM   #19
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

فضائل و معجزات الزهراء (ع)
رؤيا العلامة القزويني للسيدة فاطمة الزهراء

لسيد محمد كاظم القزويني (رضوان الله عليه) شخصية معروفة بالعلم والجهاد
والمنبر والتأليف ... فهو صاحب المؤلفات القيمة المنتشرة في أنحاء البلاد
الإسلامية وغيرها , ن\مثل كتاب : "الامام علي (ع) من المهد الى اللحد "
وكتاب "فاطمة الزهراء (ع) من المهد إلى اللحد" وغيرهما من الكتب النافعة.

ينقل عن هذا السيد المرحوم أنه حينما كان يسكن في كربلاء المقدسة في
الستينات أقامة الحوزة العلمية في كربلاء إحتفالاً دينياً كبيراً في النصف
من شعبان مناسبة ميلاد خاتم أوصياء الرسول الامام الثاني عشر المهدي
المنتظر (عجل الله فرجه) وذلك في مدرسة الهندية وهي من أقدم المدارس
العلمية الدينية في كربلاء.

ووجهّوا إليه الدعوة لالقاء كلمة دينية بالمناسبة, وانتهز السيد المرحوم
هذه الفرصة وذلك الاجتماع الكبير فانتقد فيه محافظ كربلاء على ممارسته
العدائية تجاه الشعائر الحسينية , فقد كان المحافظ آنذاك واسمه جابر
الحداد رجلاً عنصرياً طائفياً منحرفاً عن أهل البيت (ع) وقد منع الخطباء
من ذكر عزاء الامام الحسين (ع) في حرمه الشريف .

وأثارت هذه الحاضرة غضب ذلك الطاغية فأصدر الأمر بإلقاء القبض على السيد
المرحوم وإبعاده من كربلاء إلى مدينة كركوك في شمال العراق ليبقى هناك سنة
كاملة .

ويتحدث السيد المرحوم فيقول: .... رافقني إلى كركوك إبنا عمي الخطيب السيد
المرتضى القزويني وأخوه السيد عبد الحسين وباتا معي في الفندق ليلة واحدة
ثم ودعاني وعادا إلى كربلاء .

وفي تلك الليلة بقيت غريباً وحيداً في الفندق وكانت غرفتي مطلة على
الصحراء فوقفت بأزائها وتوجهت بقلبي إلى مولاتي وسيدتي فاطمة الزهراء
عليها السلام وشكوت أليها حالي وسألتها أن تشفع لي للفرج والعودة إلى
كربلاء . قلت لها : سيدتي إنما جرى عليّ بسبب الدفاع عن عزاء ولدك الامام
الحسين عليه السلام وقد حكموا عليّ بالأقامة الجبرية في هذه البلدة سنة
كاملة , غريباً عن دياري وأخواني وأصدقائي ... فأدركيني .

وفي نفس تلك الليلة رأيت في عالم الرؤيا كأن قائلاً يقول لي : السيدة
"فاطمة" مقبلة، فخرجت لاستقبالها فرأيتها جاءت إلى الفندق وابتسمت في وجهي
وقبلتني في جبهتي .

فانتبهت من النوم وعلمت أن السيدة الزهراء عليها السلام قد تدخلت في القضية وتشفعت لي إلى الله في الفرج .

ولما أصبح الصباح وصل الخبر أن رئيس الوزراء في حينه قد ألغى قرار الحافظ
وسمح لي بالعودة وأرسل كتاباً رسمياً إلى محافظ كركوك يأمره بذلك . هنا
جنّ جنون محافظ كربلاء – وكان متفرعناً متكبراً – وهددّ بالإستقالة لأن
إلغاء قراره بهذه السرعة يعتبر إهانة كبيرة له وإستخفافاً به .

ولكن على رغم أنفه عاد السيد المرحوم من كركوك إلى بغداد .. وبعد فترة عاد إلى كربلاء مرفوع الرأس ظافراًَ منتصراً .
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2008, 11:53 PM   #20
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

حاشا بني "فاطمة"

في جواهر العقدين للشريف السمهودي المصري من العجائب أن أبا المحاسن نصر
بن عيين الشاعر توجه إلى مكة المعظمة ومعه متاع ومال , فخرج عليه بعض
الأشراف من بني داود المقيمين بوادي الصغرى فأخذوا ماكان معه وجرحوه ,
فكتب قصيدة إلى الملك العزيز طغتكين من أيوب صاحب اليمن , يشكو له من
الأشراف قال فيها :

إن أردت جهاداً فادن سيفك من..... قوم أضاعوا فروض الله والسننا

طهر بسيفك دين الله من دنس..... وما أحاط به من خسّة وخنــا

لاتقل أنهم أولاد " فاطمــة"..... لو أدركوا آل حرب حربوا الحسنا

فلما أتم هذه القصيدة رأى في المنام "فاطمة" (عليها السلام) وهي تطوف
بالبيت فسلم عليها فلم تجبه , فتضرع إليها وتذلل عندها وسألها عن ذنبه
الذي أوجب ذلك :

فأنشدت "فاطمة" (عليها السلام) هذه القصيدة :

حاشــا بني فاطمة كلهم..... من خسّـة يعرض أو من خنا

وإنما الأيام في غدرهـا..... وفعلها الســـوء أساءت بنا

لئن جنا من ولدي واحـد..... تجعل كل السـب عمداً لنــا

فتب الى الله فمن يقترف..... إثماً بنا لايــأمن مما جنــا

فاصفح لأجل المصطفى أحمد..... ولاتثــر من آله أعيـــنا

فكل مانالك منهم غــداً..... تلقى به في الحشر مِنا مَنّــا

ثم صبت شيئاً بيدها المباركة المقدسة شيئاً شبيه الماء على جرحه , فاستيقظ
من منامه فرأى أن جراحه التي كانت في بدنه صارت ملتئمة صحيحة .

فكتب فوراً قصيدة "فاطمة" (عليها السلام) التي أنشدتها في رؤياه , ثم قال معتذراً :

عذراً إلى بنت نبي الهــدى..... تصفح عن ذنب محبّ جنــــا

وتوبة تقبـلها عن أخـــي..... مقالة تـــوقعها في العنــــا

والله لو قطعنـي واحــد..... منهم بسيــف البغي أو بالقنـا

لم أره بفعــله ظالمــاً..... بل أنه في فعلــه أحسنـــا

فكتب هذه الحكاية إلى ملك اليمن فأرسل الملك الهدايا الكثيرة لهذه الاشراف
وأهل مكة . وهذه القصيدة مشهورة بين الناس ومسطورة في ديوان ابن عيينحاشا بني "فاطمة"

في جواهر العقدين للشريف السمهودي المصري من العجائب أن أبا المحاسن نصر
بن عيين الشاعر توجه إلى مكة المعظمة ومعه متاع ومال , فخرج عليه بعض
الأشراف من بني داود المقيمين بوادي الصغرى فأخذوا ماكان معه وجرحوه ,
فكتب قصيدة إلى الملك العزيز طغتكين من أيوب صاحب اليمن , يشكو له من
الأشراف قال فيها :

إن أردت جهاداً فادن سيفك من..... قوم أضاعوا فروض الله والسننا

طهر بسيفك دين الله من دنس..... وما أحاط به من خسّة وخنــا

لاتقل أنهم أولاد " فاطمــة"..... لو أدركوا آل حرب حربوا الحسنا

فلما أتم هذه القصيدة رأى في المنام "فاطمة" (عليها السلام) وهي تطوف
بالبيت فسلم عليها فلم تجبه , فتضرع إليها وتذلل عندها وسألها عن ذنبه
الذي أوجب ذلك :

فأنشدت "فاطمة" (عليها السلام) هذه القصيدة :

حاشــا بني فاطمة كلهم..... من خسّـة يعرض أو من خنا

وإنما الأيام في غدرهـا..... وفعلها الســـوء أساءت بنا

لئن جنا من ولدي واحـد..... تجعل كل السـب عمداً لنــا

فتب الى الله فمن يقترف..... إثماً بنا لايــأمن مما جنــا

فاصفح لأجل المصطفى أحمد..... ولاتثــر من آله أعيـــنا

فكل مانالك منهم غــداً..... تلقى به في الحشر مِنا مَنّــا

ثم صبت شيئاً بيدها المباركة المقدسة شيئاً شبيه الماء على جرحه , فاستيقظ
من منامه فرأى أن جراحه التي كانت في بدنه صارت ملتئمة صحيحة .

فكتب فوراً قصيدة "فاطمة" (عليها السلام) التي أنشدتها في رؤياه , ثم قال معتذراً :

عذراً إلى بنت نبي الهــدى..... تصفح عن ذنب محبّ جنــــا

وتوبة تقبـلها عن أخـــي..... مقالة تـــوقعها في العنــــا

والله لو قطعنـي واحــد..... منهم بسيــف البغي أو بالقنـا

لم أره بفعــله ظالمــاً..... بل أنه في فعلــه أحسنـــا

فكتب هذه الحكاية إلى ملك اليمن فأرسل الملك الهدايا الكثيرة لهذه الاشراف
وأهل مكة . وهذه القصيدة مشهورة بين الناس ومسطورة في ديوان ابن عيين
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من معاجز فاطمة الزهراء(س) عريس الطفوف نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها 11 13-07-2017 05:13 AM
فاطمة الزهراء تبكي و تضحك ! العاشقه نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها 16 19-09-2014 05:51 PM
اربعون حديثا في فضل فاطمة الزهراء نور فاطمة نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها 25 26-01-2014 02:03 AM
فضل فاطمة الزهراء( عليها السلام ) مهدية نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها 27 04-12-2012 11:50 AM
سجلوا دخولكم بقرائة دعاء النور واهدائه الى مولاتنا الزهراء (ع) نور فاطمة نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها 499 20-11-2012 12:02 AM


الساعة الآن 07:14 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir