العودة   منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط > الأنوار الإسلامية والولائية > اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية

اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-2014, 12:41 PM   #1
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني2-2

«هوى النّفس» هي رغبات الإنسان السطحية والدانية

لا يتحقق الاختيار إلا في هذه الحالة وهي أن يغضّ الإنسان طرفه عن إحدى رغباته الدانية والمجرّبة والملموسة والسطحيّة، ثم يركن إلى إحدى رغباته العميقة. فإن هذه الرغائب الدانية والسطحية هي ما يسمّى بهوى النفس.
إن فلسفة خلقك كإنسان هي أن تختار من بين هاتين الرغبتين. إن هاتين الرغبتين ليست سواء وإلا لبقيتَ متحيرا بينهما. ثم إنها رغبتان وليست رغبة واحدة، وإلا لما كان للاختيار قيمة وثمن. ثم إن إحداهما أثقل وألصق بالفؤاد، فهي تأمّن عشقك وما تهواه، وتبعث في قلبك هيجانا وحماساش، ثم تمتعك بلذة أمتع، وتنفعك بمصلحة أكبر، كما أنها تهديك إلى رشدك وتشعر بالسعادة في أجوائها، ولكنها خفيّة كامنة، بل تهلك حتى تكشف هذه العلائق الكامنة. وفي مقابل هذه الرغبة هناك رغبة لا قيمة لها وسطحية، تجدها في نفسك بسرعة وتستطيع أن تجربها أو تعيشها بأسرع ما يكون.
لقد خلق الإنسان لهذا الأمر وحسب. ومن أجله أعطي المعرفة ومن أجله منح الاختيار ومن أجله حظي بالإرادة ومن أجله أعطي الحريّة. هذا هو معنى الإنسان الذي يشتمل على نوعين من الرغبات؛ الرغبات الدانية وهي «هوى النفس»، والرغبات العالية وهي «النزعات الفطرية».
لقد قال الإمام الخميني(ره) في خصوص التجافي عن العلائق السطحيّة والركون إلى العلائق العميقة: «كل شيء منّا وراجع إلينا وهو رد فعل لنا. لابد أن ننتبه جميعا إلى أن آفة الإنسان هي هوى نفسه، وهي موجودة في الجميع ومستقاة من فطرة التوحيد، حيث إن الفطرة هي فطرة التوحيد وفطرة الميل إلى الكمال. فإن الإنسان يطلب الكمال المطلق وهو لا يدري. يزعم أنه يطلب الجاه ولكن بعد أن وصل إليه يشعر بأنه ليس ذاك الأمر الذي يطلبه. فلو جمعوا العالم بأسره وأعطوه للإنسان لن يقنع. تلاحظون أن القوى التي تحظى بقوة عالية هم أكثر طلبا لها، وأكثر سعيا لتنمية قدرتهم. فإنهم لو سيطروا على الفضاء والبحار والأرض والسماء لن يقنعوا. فإن لم يسيطر الإنسان على نفسه، سوف يقضي عليه جموحه الذي لا حدّ له. لابدّ من صدّ هذا الجموح والسيطرة على النفس... والأهواء النفسانية التي هي مصدر كل أنواع هذا الفساد». [صحيفه امام/ج19/ص376].
ناجو ربكم ـ أعزائي ـ في جوف الليل ولتكن مناجاتكم بتفكّر؛ (يَتَفَكَّرُونَ في‏ خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْض). إن بعض المؤمنين ليسوا من أهل التفكر، بل قد اكتفوا بالتمتع بمناجاة ربّهم وهذه ليست بحالة جيدة أبدا. أنا لا أريد أن أتكلم بكلمة جارحة لبعض الإخوة المتدينين الذين قد يعيشون أجواء روحانية ومعنوية في عباداتهم ولكنهم لم يتعودوا على التفكّر.
قد يتبادر في ذهن بعض الإخوة أن أين تناسب هذه الأبحاث النظرية الفكرية مع ليالي شهر رمضان ولا سيما أول ليلة جمعة من شهر رمضان ونحن جئنا لنستمع ما يعيننا على تجربة أجواء معنوية وروحية مع الله، فما هذه الأبحاث؟! فأقول لهم: حاولوا أن تبكوا وتسكبوا الدموع بهذه الأبحاث. فإن «أولي الألباب» الذين تتحدث عنهم الآية، (يَتَفَكَّرُونَ في‏ خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْض) ثم يخرجون بنتيجة رائعة بعد تفكّرهم هذا فيقولون: (ِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلا سُبحانَك) فإنك لم تخلق العالم باطلا ولم تخلقنا عبثا، بل خلقتنا لنجاهد هوانا ومن أجل هذا الجهاد قد أعطيتنا الاختيار والمعرفة وكرامة الإنسانية. ولولا ذلك لكنّا كالبهائم، أو كنا كالملائكة لا نجاهد أنفسنا. ثم يقولون: (سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّار)[آل عمران/191]. فيا له من طريق رائع يسلكونه بتفكرهم في جوف الليل!

لقد خلق الإنسان لكي يتجافى عن رغباته السطحية

لقد خلق الإنسان لكي يتجافى عن رغباته السطحية. لابد أن نضع هذه الرغبات السطحية على جانب. فإن وراء هذه الرغبات السطحية شيء آخر لابدّ من كشفه. فعلى سبيل المثال قد تكون حاجتك السطحيّة هي أن تملك بيتا، بيد أن الحاجة العميقة التي وراءها هي لقاء الله. فلابد من كشف تلك الرغبات الكامنة. إن إنسانية الإنسان بمجاهدة هذه العلائق السطحية، ولكن لابد أن تكون هذه المجاهدة ضمن برنامج صحيح. فإن أراد الإنسان برنامجا لجهاد النفس، ندعوه إلى الإسلام فقد أعطى الإسلام هذا البرنامج.
التقيت ذات يوم في بيتي بأحد أساتذة الجامعة الفرنسيين الذي كان أصله من الجزائر وكان مديرا متقاعدا في اليونسكو، فدار بيننا حديث إلى أن قال لي: هل تعلم متى يدخل الفرنسيون في دين الإسلام، وما هو موسم إسلامهم هناك؟ فقلت له: لا أدري. فقال: في شهر رمضان! ثم ذكر السبب قائلا: لأن في شهر رمضان يشاهدون المسلمين لا يشربون ولا يأكلون بالرغم من عطشهم وجوعهم، فيستحسنون هذا الدين ويميلون إليه. فكأنهم يقولون بلسان حالهم: نريد أن ندخل في هذا الدين كي لا نأكل كما تعتلف البهائم. فإذا أكلنا وشربنا ما طاب لنا كل حين، نشعر كأنما أصبحنا كالحيوانات. ونشعر بأنك أيها المسلم إنسان لأنك لا تأكل وتشرب كل ما طاب لك واشتهيتَه. فإن هذا الجهاد بحد ذاته هو من اللقطات الجميلة والرائعة في العالم ولهذا استهوت الكثير من الفرنسيين غير المسلمين ودعتهم إلى الإسلام.

يتبع إن شاء الله...
نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-2014, 03:05 PM   #2
شمعه البتول
مراقبة ♣ في خدمة أهل البيت (ع) ♣
 
الصورة الرمزية شمعه البتول
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: القطيف
العمر: 33
المشاركات: 915
معدل تقييم المستوى: 675
شمعه البتول has a reputation beyond reputeشمعه البتول has a reputation beyond reputeشمعه البتول has a reputation beyond reputeشمعه البتول has a reputation beyond reputeشمعه البتول has a reputation beyond reputeشمعه البتول has a reputation beyond reputeشمعه البتول has a reputation beyond reputeشمعه البتول has a reputation beyond reputeشمعه البتول has a reputation beyond reputeشمعه البتول has a reputation beyond reputeشمعه البتول has a reputation beyond repute
افتراضي رد: الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني، للأستاذ بناهيان

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم

أشكرك عالموضوع

أختكم
__________________
شمعه البتول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-04-2014, 11:15 PM   #3
العذرااء
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
العمر: 40
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
العذرااء has much to be proud ofالعذرااء has much to be proud ofالعذرااء has much to be proud ofالعذرااء has much to be proud ofالعذرااء has much to be proud ofالعذرااء has much to be proud ofالعذرااء has much to be proud ofالعذرااء has much to be proud ofالعذرااء has much to be proud ofالعذرااء has much to be proud of
افتراضي رد: الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني، للأستاذ بناهيان

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


جزاك الله خيرا حبيبتى كلمات راقية وسلسة ماتعة مفيدة ان شاء الله

موفقة حبيبتى
العذرااء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-04-2014, 11:54 PM   #4
منتهاها
~¤ فاطمية متألقة ¤~
 
الصورة الرمزية منتهاها
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: عراقية مقيمة في الخارج
المشاركات: 1,194
معدل تقييم المستوى: 2352
منتهاها has a reputation beyond reputeمنتهاها has a reputation beyond reputeمنتهاها has a reputation beyond reputeمنتهاها has a reputation beyond reputeمنتهاها has a reputation beyond reputeمنتهاها has a reputation beyond reputeمنتهاها has a reputation beyond reputeمنتهاها has a reputation beyond reputeمنتهاها has a reputation beyond reputeمنتهاها has a reputation beyond reputeمنتهاها has a reputation beyond repute
افتراضي رد: الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني، للأستاذ بناهيان

سلمت اناملك الكريمة وفي ميزان حسناتك وربي يعطيك الف عافية
__________________
وكلت امري لله ومنه ارجوا الثواب وما اكتبه ساحاججكم به يوم الحساب
منتهاها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-2014, 12:12 PM   #5
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي


شكرا جزيلا أخواتي الفاضلات حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مأواكم ووفقكم لنصرة الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف
نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-2014, 12:14 PM   #6
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني 4-5

كيف كانت مراقبة أولياء الله


لقد آمن أولياء الله بقوله تعالى (لَقَد خَلَقنَا الإنسانَ فِی کَبَد) فأخذوا يراقبون قلوبهم، لكي لا يعتريها حزن سيّئ للحظة واحدة، وفي المقابل لا تخلو قلوبهم من حزن جيد. لقد جعلوا حياتهم على أساس أن لا تخلو من الأحزان الجيّدة. وأنا أعرف بعض أولياء الله الذين كانوا يؤذَون وحتى يضربون من قبل زوجاتهم. هذا هو قانون الحياة، إذ قد أعدّ الله المرارة والعناء والحزن والبلاء للجميع.
إن استطعت أن تجعل أحزانك أحزانا راقية جيّدة، تزدهر وتنمو. سلام الله على الحسين(ع) إذ كل ما اشتدّت عليه المصائب والأحزان يوم عاشوراء ازداد وجهه إشراقا. كما قال الإمام زين العابدين(ع): «وَ كَانَ الْحُسَيْنُ(ع) وَ بَعْضُ مَنْ مَعَهُ مِنْ خَصَائِصِهِ تُشْرِقُ‏ أَلْوَانُهُمْ‏ وَ تَهْدَأُ جَوَارِحُهُمْ وَ تَسْكُنُ نُفُوسُهُم»[معاني الأخبار/288]
لمّا عفا الله النبي إبراهيم(ع) عن ذبح ابنه إسماعيل، حزن إبراهيم وتمنّى أن لم يؤمر بذبح الكبش. إنه كان يحبّ إسماعيل(ع) ولكنّه حزن بعد هذا الإعفاء، إذ فاتت منه فرصة التضحية وتقديم القربان. ما معنى القربان وتقديم الأضحية أيها الإخوة؟ هو أن تذبح شيئا تحبّه في سبيل الله وبأمر الله. فحزن إبراهيم لأنه لم يوفّق لتقديم الأضحية في سبيل الله، إذ لم يقدّم ابنه إسماعيل. وكان إبراهيم صادقا في حزنه واكتئابه.
أسألكم سؤالا؛ هل أن الله قد خفّف الحزن والبلاء على إبراهيم بإعفائه عن ذبح إسماعيل؟ هل تتصورون ذلك؟! كلا، إذ لم يخفّف الله على إبراهيم أبدا. إنه قد عفاه عن ذبح ابنه إسماعيل ولكن كشف له عن حدث مفجع آخر لا تساويه فجيعة ذبح مئة إسماعيل. لقد قال الله سبحانه له: «يَا إِبْرَاهِيمُ‏ مَنْ أَحَبُّ خَلْقِي إِلَيْكَ فَقَالَ يَا رَبِّ مَا خَلَقْتَ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ ص فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ نَفْسُكَ قَالَ بَلْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي قَالَ فَوُلْدُهُ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ وُلْدُكَ قَالَ بَلْ وُلْدُهُ قَالَ فَذَبْحُ وُلْدِهِ ظُلْماً عَلَى أَيْدِي أَعْدَائِهِ أَوْجَعُ لِقَلْبِكَ أَوْ ذَبْحُ‏ وُلْدِكَ بِيَدِكَ فِي طَاعَتِي قَالَ يَا رَبِّ بَلْ ذَبْحُ وُلْدِهِ ظُلْماً عَلَى أَيْدِي أَعْدَائِهِ أَوْجَعُ لِقَلْبِي» وکان إبراهيم صادقا في هذه الأجوبة. ثم نقل الله قلب إبراهيم إلى كربلاء وإلى جانب حفرة مقتل الحسين(ع)، فكأن كل هذه القصّة كانت مقدمة لمجلس عزاء الحسين(ع). ثم قال له: «يَا إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ طَائِفَةً تَزْعُمُ أَنَّهَا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ سَتَقْتُلُ الْحُسَيْنَ‏ ابْنَهُ مِنْ بَعْدِهِ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً كَمَا يُذْبَحُ الْكَبْشُ وَ يَسْتَوْجِبُونَ بِذَلِكَ سَخَطِي»[الخصال، ج1، ص58]. فهل قد خفف الله على إبراهيم؟ كلا بل أوجع قلبه بألم وحزن أشدّ. فلو كان قد ذبح إسماعيل لما انفجع قلبه بهذه الشدّة، إذ لم يأخذ إسماعيل موقع الحسين(ع) من قلب إبراهيم(ع).

توبوا إلى الله من أحزانكم الرخيصة


لابدّ أن نبحث عن الآلام والأحزان الراقية والبناءة. ولنتب إلى الله سبحانه في هذه الليلة من الآلام السيئة التي تحمّلناها وبذّرنا بها طاقاتنا وأتلفنا بها قوانا فقضينا بها على إنسانيتنا وسوّدنا بها قلوبنا ولم نحصّل بذلك غير الألم والعناء. فلنتب من هذه الآلام التعيسة، ونتقرب بهذه التوبة إلى درجة الاستغفار.
كيف كان أولياء الله، وكيف عاشوا وما كانت آلامهم وأحزانهم؟ فكل أحزانهم كانت في خدمة الله وفي سبيل الله وبسبب ما كانوا يشعرون به من البعد عن الله والبطؤ الذي كانوا يشعرون به في مسيرتهم نحو الله. فهذا كان حزنهم وألمهم وكانوا يزدادون حزنا وألما يوما بعد يوم.
كان يتجلّى لهم الله سبحانه بشيء من جماله وآلائه، فكانوا يحزنون من بعدهم عن الله وطول المسافة بينهم وبين الله، مع قربهم واتصالهم بالله. وكلما يتجلى لهم الله سبحانه يأخذهم الخجل والحياء والحزن والحسرة، إذ يرون أنفسهم عاجزين عن أداء شيء من حق الله عليهم. ولهذا يبكون ويضجون ويسكبون الدموع ويطيلون الوقوف بين يدي الله.
لماذا لا نقدر على تجرّع هذه الآلام والأحزان؟ لأننا غرقنا في مستنقع الحياة الدنيوية وانشغلنا بآلامها وأحزانها وعنائها عن تلك الأحزان الراقية. ينقل السيد أحمد ابن الإمام الخميني(رض) أن الإمام كان يمسح دموعه في آخر سنة من عمره بالنمنشفة وما كان يكفيه المنديل! وهذا حزن لا علاج له، إذ مهما أجابه الله ولطف به وتجلى في قلبه، يبقى يشعر بمدى بعده عن الله وتبقى دموعه تنهمر من شدة هذا الحزن الجميل والرائع.
أما نحن التعساء فلا نشعر بهذا الحزن. إذ أردنا أن نفرّ من الأحزان والغموم ولم نخضع لقاعدة الحياة وفلسفتها. فما زلنا نعترض على خلقنا وفلسفة خلقنا، ونفرّ من الآلام والمتاعب كالأطفال.

صلى الله عليك يا أبا عبد الله


يا أبا عبد الله! إن ما شاهده إبراهيم الخليل من مسافة آلاف السنين وفجع به طيلة حياته، قد شاهدته العقيلة زينب من مسافة أمتار. ساعد الله قلب زينب، فيا لها من امرأة عظيمة. الهي في هذا الشهر المبارك وفي هذه الجلسات عرفنا على عظمة مقام العقيلة زينب.
لا أدري، فلعلّ قد خطر لإبراهيم هذا السؤال أن من الذي رأى الحسين(ع) في آخر لحظات حياته، ومن الذي ودّعه آخر مرة. ألا يا إبراهيم! العقيلة زينب هي آخر من ودعت الحسين(ع)، هي التي حيرت عقول الرجال بصبرها وطاقتها على تحمل هذا المصاب العظيم. وأنا لا أدري أين كانت زينب حينما رفع رأس الحسين(ع) على الرماح؟

ألا لعنة الله على القوم الظالمين.
نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-04-2014, 08:03 AM   #7
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني 5-1

إليك ملخص الجلسة الخامسة من سلسلة محاضرات سماحة الشيخ بناهيان في موضوع «الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني» حيث ألقاها في ليالي شهر رمضان المبارك عام 1434هـ. في مسجد الإمام الصادق(ع) في مدينة طهران.

مرور على ما سبق

لقد بدأنا الأبحاث ـ أيها الإخوة الأعزّاء ـ بطرح موضوع بدلا من طرح مسألة. فقد كان موضوعنا بالتحديد هو الجهاد الأكبر، أو جهاد النفس أو مخالفة الهوى على أساس مختلف التعابير التي جاءت في الروايات وآيات القرآن. ثم طرحنا في أجواء هذا الموضوع سؤالا مهمّا ثم تحوّل السؤال بالتدريج إلى مسألة وقضية.
سألنا لماذا اعتبر النبي الجهاد جهادا أصغر مع كونه من أفضل الأعمال الصالحة وقد ينتهي إلى الذروة والقمة المتمثلة بالشهادة، وبالرغم من اشتماله على الصعاب والمتاعب، ثم دعا إلى جهاد من نمط آخر وسمّاه الجهاد الأكبر.
هل أن مخالفة النفس ومحاربة الأهواء النفسية جهاد واقعا؟ وهل أنها أكبر من ذلك الجهاد؟ وهل أن ظاهرة الحرب وأيام الدفاع المقدس التي عشناها في بداية الثورة، هي ظاهرة أصغر من الجهاد الأكبر؟ فقد انطلقنا بالبحث من هذا الموضوع.
ثم أردفنا إلى هذا الموضوع بعض المعلومات وأجّلنا إثباتها إلى إشعار آخر. فكانت هذه المعلومات هي أن هناك عبادة سيئة وأساسية في مقابل عبادة الله، وهي عبادة الهوى. وهي النقطة المقابلة لجهاد النفس. فقرأت عليكم بعض الروايات في هذا المجال من قبيل ما روي عن رسول الله(ص) حيث قال: «ما تَحَت ظِلِّ السَّماءِ مِن إلهٍ يُعبَدُ مِن دُونِ الله ِ أعظَمَ عِندَ الله ِ مِن هَوىً مُتَّبَعٍ» [ميزان الحكمة، ج13، ص61]
ثم ذكرنا أن الروايات قد اعتبرت مخالفة الهوى نظامَ الدين، فقد روي عن أمير المؤمنين(ع): «نِظَامُ‏ الدِّينِ‏ مُخَالَفَةُ الْهَوَى‏ وَ التَّنَزُّهُ عَنِ الدُّنْيَا»[تصنيف غرر الحكم، ص241]. ما معنى نظام الدين؟ يعني خيط السبحة. فعلمنا أن الجهاد الأكبر ليس أكبر من الحرب والجهاد المسلح وحسب، بل إنه نظام الدين والنقطة المقابلة له هو اتباع الهوى. ثم ذكرنا أن العمل الرئيس والأساسي الذي يجب أن نقوم به طيلة حياتنا من أوّلها إلى آخرها ليس سوى جهاد النفس.

لا يكفي العلم بأهمية جهاد النفس

ولكن لا تنحل المشكلة بمجرّد أن قلنا أنّ أهمّ جهادٍ هو جهاد النفس، إذ من أجل أن ندرك هذا الكلام ونقتنع به، لابدّ أن نعي بعمقٍ أنّ جهاد النفس محور عبادتنا وحياتنا.
أنا أعتقد أن تسعة وتسعين في المئة من الناس الذين سمعوا بالجهاد الأكبر ومخالفة النفس لم يفهموا معناه جيدا. كما أني أسوأ حالا من جميعهم ولا سيما على مستوى العمل. ولكني أرى أن هذا الموضوع لم يأخذ موقعه المحوري في أذهان الناس ورؤاهم، فليست هناك رؤية صحيحة تجاه هذا الموضوع. وقد قلت في مقدمة المحاضرة السابقة إننا نهدف عبر هذه السلسلة إلى تغيير الرؤى تجاه هذا الموضوع. فمن أجل إدراك هذه الحقيقة بعمق، ووجدان محورية جهاد النفس في الحياة والدين، ومن أجل أن يصبح هذا الجهاد همّنا الرئيس في الحياة، لابدّ من كلام ونقاش وبحث مفصل، إذ لا تنحل المشكلة بكلمتين.
ثم بعد ما اتضحت لنا هذه الحقيقة واستوعبناها بكل وجودنا، حينئذ ننتقل إلى كيفية هذا الجهاد، وما هي الرغبات التي لابد من محاربتها وكم يجب أن نخالف أهواءنا. فهذه أبحاث تأتي في المرحلة الثانية. أما الآن فلابدّ أن نسعى لاتضاح أصل هذه الحقيقة. فإن اتضحت سوف تسخّر ذهننا وإدراكنا بشكل كامل. وسوف تكون حاضرة في ذهننا دائما، وتبشّر بمراقبة مستمرة مؤثرة وموفقة. إنكم لستم أشخاصا سيئين، فلماذا تفرّطون بطاقاتكم؟ ولماذا تسمحون لقواكم أن تضعف وتتضاءل فتعجزون عن المراقبة؟ لأنكم تزعمون أن يجب عليكم أن تراقبوا أنفسكم في مئة قضية. ولكن القضية ليست كذلك. فلابدّ لكم من مراقبة قضية واحدة. أما دمج مئة موضوع في موضوع واحد بحاجة إلى فهم عمیق جدا.
لابدّ أن تدرك هذه الحقيقة بكل وجودك يا أخي العزيز! وهي أنّك لا تحتاج إلى مواجهة الحرص والحسرة الباطلة، ولا تحتاج إلى الاحتكاك بموضوع الصدق والصبر وكثير من المواضيع الأخرى. كما لست بحاجة إلى الاحتكاك بالتكبّر والتواضع. فأنت بغنى عن الاحتكاك بكثير من المواضيع، إذ قضيتك قضية واحدة فصبّ همّتك كلّها في معالجة هذه القضيّة. وسوف نخوض في هذا الموضوع إن شاء الله.

لا مفرّ للمؤمن وغير المؤمن من جهاد النفس

لماذا جهاد النفس؟ لا أريد أن أكرّر ما ذكرته في الليالي السابقة، بل أحاول أن أجيب عن هذا السؤال بإشارة وبطريقة أخرى؟ أولا، لا يخفى عليكم أيها الإخوة أن جهاد النفس عمل عسير. ومن جانب آخر لستم وحيدين في مخالفة هواكم، بل قد اجتمع الله ووجودكم والكون بأجمعه على مخالفة هواكم، سواء أكنتم مؤمنين أم كافرين. هذا معنى كونكم غير وحيدين.
يقول الله سبحانه وتعالى: (لَقَد خَلَقْنا الإنسانَ في كَبَد) لا «لقد خلقنا المؤمن في كبد». فلا سبيل لأحد إلى حذف الكبد والعناء من حياته. وقد سبق أن ذكرنا معنى الكبد والعناء وهو تلك الأحداث التي تقع بما لا تشتهي أنفسنا.
بالرغم من سلوك بعض المساكين الجهلة الذين يفسقون بهدف تخفيف الألم والعناء عن حياتهم وأولئك الذين يفرّون من الدين طلبا للمزيد من الراحة وفرارا من العناء، لا يستطيع أحد أن يخفف من عنائه بترك واجب أو ارتكاب محرّم. ولا يشدّد الالتزام بالدين من عناء الإنسان.

يتبع إن شاء الله...
نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-05-2014, 09:28 PM   #8
الراضية
::: لجنة تحفيظ القرآن ::: مشرفة نور الختمات القرآنية & افتحي قلبك ❤ ¸.الحمد لله على كل حال.¸
 
الصورة الرمزية الراضية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
الدولة: العراق
العمر: 45
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
الراضية has a reputation beyond reputeالراضية has a reputation beyond reputeالراضية has a reputation beyond reputeالراضية has a reputation beyond reputeالراضية has a reputation beyond reputeالراضية has a reputation beyond reputeالراضية has a reputation beyond reputeالراضية has a reputation beyond reputeالراضية has a reputation beyond reputeالراضية has a reputation beyond reputeالراضية has a reputation beyond repute
افتراضي رد: الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني، للأستاذ بناهيان

بارك الله فيك وفي جهودك
وفقك الله لما يحب ويرضا
__________________




G]IMG]


الراضية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2014, 09:13 AM   #9
نسائم الزهراء
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية نسائم الزهراء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الدولة: العراق كربلاء المقدسة
العمر: 41
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
نسائم الزهراء has a reputation beyond reputeنسائم الزهراء has a reputation beyond reputeنسائم الزهراء has a reputation beyond reputeنسائم الزهراء has a reputation beyond reputeنسائم الزهراء has a reputation beyond reputeنسائم الزهراء has a reputation beyond reputeنسائم الزهراء has a reputation beyond reputeنسائم الزهراء has a reputation beyond reputeنسائم الزهراء has a reputation beyond reputeنسائم الزهراء has a reputation beyond reputeنسائم الزهراء has a reputation beyond repute
افتراضي رد: الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني، للأستاذ بناهيان

اللهــم صل على محمــد وآل محمـد
كلمـات ررررررررائعة
جزاكِ الله خيـر الجـزاء
__________________




نسائم الزهراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-2014, 01:55 PM   #10
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي رد: الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني، للأستاذ بناهيان

أشكركم جزيل الشكر على مروركم وتواجدكم
دمتم بحفظ الرحمن
نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المثلث الذهبي للمحبة، للأستاذ بناهيان نهجنا الإسلام السعادة الزوجية - عالم الحياة الزوجية - الأسرة و العلاقات الاجتماعية 16 05-11-2013 05:32 AM
دور العبادة في أسلوب الحياة، للأستاذ بناهيان، الجلسة4 نهجنا الإسلام اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية 12 29-08-2013 09:25 AM
دور العبادة في أسلوب الحياة، للأستاذ بناهيان، الجلسة3 نهجنا الإسلام اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية 6 14-08-2013 11:43 AM
دور العبادة في أسلوب الحياة، للأستاذ بناهيان، الجلسة2 نهجنا الإسلام اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية 8 03-08-2013 03:38 PM
‎شرح خطبة المتقين للأستاذ بناهيان نهجنا الإسلام اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية 11 25-06-2013 08:42 AM


الساعة الآن 03:37 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir