بقلمي: "ان الله غفور رحيم"..."ان الله شديد العقاب"

[فداء شسع نعل فاطمة]

آيتان متناقضتان وردتنا في كتاب الله العزيز ذلك الكتاب المنزل على صدر الهادي البشير ليكون معجزته الإلهية التي يخرج بها الناس من الظلمات الى النور، ذلك الكتاب الي عجز الشعراء والبلغاء ان يأتو بآية واحده مثل آياته فهل من المعقول ان تحتوي آياته على خطأ وهو كلام منزل من الله سبحانه وتعالى "وحاشا القرآن من أي خطأ"

ان اعداء الاسلام يستخدمون هاتين الآيتين كدليل ليقنعو ضعيفي الايمان بأن الاسلام ليس هو الدين الحق وان القرآن محرف...ولهذا يجب علينا ان نفهم السر في هاتين الآيتين ونفهم معناها كمسلمين اولا وكمؤمنين ثانياً....

الآية الاولى:
"ان الله غفور رحيم"

عند قراءة الاية الكريمة سنجد ان فيها اسمين من اسماء الله الحسنى، اسمين فيهما الرحمة والمغفرة.. ففي هذه الآية هي صورة عظيمة لرحمة الله ولطفه بعباده

الآية الثانية:
"ان الله شديد العقاب"

هذه الاية نجد فيها وصف لعقاب الله وانتقامه وشدة هذا العقاب

　
كما هو ملاحظ هناك فرق كبير بين الايتين فواحدة تصف الرحمة والمغفرة واخرى تصف العذاب فكيف علينا ان نفهم هذا الفرق؟؟
ان الله غفور لعباده تواب رحيم بهم رؤوف يغفر لهم ذنوبهم ويحيطهم برحمته ولطفه ولكن أي عباد هؤلاء؟؟ عباده الذين يعبدوه حق عبادته عباده الذين يؤدون ماعليهم عباده هم فقط من يستحق الرحمة والمغفرة والا فأنهم سيستحقون شديد العقاب... من ذلك فأن العبد بتصرفاته هو من يستطيع ان يخرج نفسه من المشمولين بالعقاب ليكون مع المشمولين بالمغفرة فالله عز وجل فتح باب التوبة للجميع ولكن هناك قلوب اعمتهى المنكرات والخطايا فأصبحت لاتبصر هذا الباب وذلك لبعدها عن الله عز وجل...
ولكن يبقى هنالك سؤال لابد من طرحه... ان كان الفرق بين هاتين الايتين كبير جدا وان كانت هاتين الايتين هي تحدد الناجين من عذاب الله ومقته او الغارقين بعذاب الله فلماذا نحن نترك واحدة ونهتم بالاخرى؟؟ لماذا دائما عندما نخطئ ونعصي الله ننسى "ان الله شديد العقاب" ونردد فقط "ان الله غفور رحيم"!!!
قد يكون السبب في ذلك هو ايماننا ويقيننا بأن رحمة الله اوسع من عذابه ومقته فالله ارحم الراحمين ولكن اخواتي لو فكرنا بعقاب الله وعذابه قبل تفكيرنا برحمته لتجاوزنا الكثييير الكثيييير من الخطايا والذنوب.. فلنعطي انفسنا فرصة ونفكر من جديد في السر الذي اوجده الله عز وجل في هاتين الايتين قبل ان تغرق انفسنا في ملذات الدنيا وتبعدها شهواتها وذنوبها وخطاياها عن الله عز وجل فلا نجد انفسنا الا وقد خرجنا من دون شعور من رحمة الله وغفلنا عن باب التوبة... فما عذر من يغفل عن الدخول من ذلك الباب بعد فتحه!!!!!