بقلمي: الخربة التي اصبحت روضة من رياض الجنة

[فداء شسع نعل فاطمة]

بقعة من ارض الشام ليس لها سقف فهي لاتحمي من برد او من حر حتى تنزل اشعة الشمس على ارضها لتجعلها اكثر حرارة
يعجز قلم الكتاب وألسنة الخطباء عن وصف هذه الارض ومأساتها .... اجل هذا هو حال خربة الشام
تلك الخربة التي ادخل يزيد (لعنه الله) بنات رسول الله اليها قاصداً بذلك الاستهزاء بهم و وانقاص قدرهم التقليل من شأنهم
ولكن يأبى الله لهن ذلك كيف يحدث ذلك وهن بنات الرسالة عنوان العفة والطهارة والشرف وبالفعل
حدث عكس ما اراد يزيد فقد اكتسبت هذه البقعة الشرف والطهارة من آل محمد فقد تشرفت بنزولهم فيها وتغيرت من حال الى حال
فبعد ان كانت ارض خربة اصبحت روضة من رياض الجنة تتلألأ في سمائها نجمة مضيئة تدعى " رقية"

اصبحت هذه الخربة اليوم مقصداً لملايين الناس الذين يقطعون الاف الاميال ليزورا مرقد هذه الطفلة الصغيرة
"يتيمة الحسين" التي استشهدت في هذا المكان وضم تراب هذه الارض جسمها الضعيف الذي اوهنته سياط آل امية حيث لفظت انفاسها الاخيرة على رأس ابيها المخضوب بالدماء
تلك طفلة الحسين التي فزعت من نومها تنادي "عمة زينب عمة اين والدي لقد كان عندي الان" واخذت تصرخ وتبكي تريد ابيها فأذا بالنساء يبكين لبكائها وحالها
فسمع اللعين يزيد بكاء النساء فسأل جلاوزته عن السبب فقالوا له هذه طفلة الحسين رأت ابيها في منامها فراحت تصرخ وتبكي وتريد اباها فأمرهم اللعين ان يأخذوا اليها رأس ابيها
وبالفعل تقدم قساة القلوب يحملون رأس الحسين مغطى بمنديل و وضعوه بين يدي الطفلة فرفعت رقية المنديل لترى رأس ابيها مخضباً بالدماء فحضنت الرأس الشريف وهي تنادي "ابه من الذي خضب شيبك... ابه من الذي ايتمني على صغر سني؟؟ "
حتى ماتت تلك الطفلة وهي تحتضن رأس ابيها ودفنت (سلام الله عليها) في تلك الخربة لتجعلها ارضاً مقدسة

وشرفتها بمرقدها الطاهر الذي اصبح مأوى الافئدة المؤمنة التي تلجأ اليه لتقضى حوائجهم بفضل دموع هذه الطفلة وقلبها الصغير المنكسر

واصبحت هذه الطفلة وحضرتها المزدهرة بالانوار شاهداً على ابشع جرائم يزيد وظلمه وبقيت قبتها على مر السنين تضيئ سماء الشام

فسلاماً على جسدك الطاهر سيدتي وسلاماً على قلبكي المنكسر

اللهم ارزقنا زيارة مولاتي رقية واكحل ناظرنا برؤية مرقدها الطاهر
واستنشاق عطر آل محمد