نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
♠ فاطمية مبتدئة ♠
![]() تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17 ![]() |
ملف خاص بسيدتنا و مولاتنا فاطمة الزهراء (س)
ملف خاص بسيدتنا و مولاتنا فاطمة الزهراء (س)
نسبها الشريف الكنى : أم أبيها، أم السبطين يوم الولادة : ظهر يوم الجمعة شهر الولادة : 20 جمادى الثانية أمها الطاهرة : خديجة بنت خويلد نقش خاتمها : حزب الله الغالبون آمن المتوكلون يوم الوفاة : الثلاثاء عند الزوال شهر الوفاة : 13 جمادى الأولى عام الوفاة : 11 من الهجرة المرقد المقدس : في البقيع أو بيتها عدد الأبناء : ذكور3، إناث 2 هي بنت رسول الله (ص) سيدة نساء العالمين (ع) أمها خديجة بنت خويلد أم المؤمنين، وكانت أصغر بنات رسول الله (ص) واحبهن إليه، وانقطع نسل رسول الله (ص) إلا من فاطمة (ع) ولم يخلف له (ص) من بنيه غيرها. ولادتها ولدت (ع) بمكة يوم الجمعة العشرين من جمادى الآخرة بعد المبعث بسنتين. كنيتها ولقبها تكنى (ع) أم أبيها لشدة رعايتها للنبي (ص) وتلقب بالزهراء وبالبتول. سيرتها عن عائشة، أنها قالت: ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا وهديا برسول الله (ص)، من فاطمة وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ورحب بها كما كانت تصنع هي به، وفي رواية لأبي داود، كان إذا دخلت عليه قام إليها فاخذ بيدها فقبلها وأجلسها في مجلسه وكانت إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها. مناقبها وفضائلها منها، قول النبي (ص): إنها بضعة مني أو شجنه مني، روى البخاري في صحيحه، بسنده: أن رسول الله (ص) قال: (فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني). وروى النسائي في الخصائص بسنده عن المسور بن مخرمه أن النبي (ص) قال: فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني، وروى مسلم في صحيحه، إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها. وفي رواية لمسلم: إنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها، وفي الإصابة عن الصحيحين عن المسور بن مخرمه، سمعت رسول الله (ص) على المنبر يقول: (فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها و يريبني ما رابها). تزويجها بعلي (ع) في كشف الغمة، روى عن أبي عبد الله (ع) انه قال: لو لا أن الله تبارك وتعالى خلق أمير المؤمنين (ع)، ما كان لها كُفء على وجه الأرض, قال: وروى صاحب كتاب الفردوس عن النبي (ص): لو لا علي (ع) لم يكن لفاطمة (ع) كفء. وروى محمد بن سعد كاتب الواقدي في الجزء الثامن من الطبقات الكبير بسنده، أن أبا بكر خطب فاطمة إلى النبي (ص)، فقال النبي (ص): أنتظر بها القضاء، فذكر ذلك لعمر، فقال له: ردّك، ثم إن أبا بكر قال لعمر: إخطب فاطمة إلى النبي (ص)، فخطبها، فقال له مثل ما قال لأبي بكر: انتظر بها القضاء، فاخبر أبا بكر فقال له: ردك، وبسنده عن بريده أنه قال نفر من الأنصار لعلي: عندك فاطمة!، فأتى رسول الله (ص) فسلم عليه فقال: ما حاجه ابن أبي طالب؟ قال: ذكرت فاطمة بنت رسول الله (ص)، قال: مرحبا و أهلا، لم يزده عليهما، فخرج على أولئك الرهط وهم ينتظرونه، فقالوا ما وراءك؟ قال: ما أدري غير أنه قال لي: مرحبا وأهلا، قالوا يكفيك من رسول الله إحداهما، أعطاك الأهل وأعطاك المرحب، ثم إن النبي (ص) قال لفاطمة: إن علي بن أبي طالب ممن قد عرفت قرابته وفضله في الإسلام، وإني سألت ربي أن يزوجك خير خلقه واحبهم إليه، وقد ذكر من أمرك شيئا، فما ترين؟ فسكتت، فخرج وهو يقول: الله اكبر، سكوتها إقرارها. وفاتها توفيت في الثالث من جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة من الهجرة على المشهور، وكان عمرها صلوات الله عليها وعلى أبيها عند وفاتها، ثماني عشرة سنة. وقد مرضت مرضا شديدا ومكثت أربعين ليله في مرضها إلى أن توفيت (ع) فقام أمير المؤمنين (ع) بجميع ما أوصته به فغسلها في قميصها وأعانته على غسلها أسماء بنت عميس. قال ابن عبد البر في الاستيعاب: فلما توفيت جاءت عائشة تدخل فقالت أسماء: لا تدخلي، فشكت إلى أبي بكر، فقالت: إن هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول الله (ص)، وقد جعلت لها مثل هودج العروس، فجاء فوقف على الباب فقال: يا أسماء ما حملك على أن منعت أزواج النبي (ص) أن يدخلن على بنت رسول الله (ص)؟ و جعلت لها مثل هودج العروس؟ فقالت: أمرَتني أن لا يدخل عليها أحد، وأريتها هذا الذي صنعت، وهي حية، فأمرتني أن اصنع ذلك لها، قال أبو بكر: فاصنعي ما أمرتك ثم انصرف. وكفنها علي (ع) في سبعة أثواب، وحنطها بفاضل حنوط رسول الله (ص)، ثم صلى عليها، ودفنها في جوف الليل، وعفّى قبرها، ولم يحضر دفنها والصلاة عليها إلا علي والحسنان (ع)، وعمار والمقداد، وعقيل والزبير وأبو ذر وسلمان، وبريدة ونفر من بني هاشم وخواص علي (ع). |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
♠ فاطمية مبتدئة ♠
![]() تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17 ![]() |
![]()
سيرتها (صلوات الله عليها) مع النبي (صلى الله عليه وآله)
دلائل الإمامة وأخبرني القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري، قال: أخبرنا أبو الحسين زيد بن محمد بن جعفر الكوفي قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحكم الحبري قراءة عليه، قال: أخبرنا إسماعيل بن صبيح، قال: حدثنا يحيى بن مساور، عن عليّ بن خزور، عن القاسم بن أبي سعيد الخدري. رفع الحديث إلى فاطمة (عليها السلام)، قالت: أتيت النبي (صلى الله عليه وآله)، فقلت: السلام عليك يا أبة. فقال: وعليك السلام يا بنيّة. فقلت: والله ما أصبح يا نبيّ الله، في بيت عليّ حبّة طعام، ولا دخل بين شفتيه طعام منذ خمس، ولا أصبحت له ثاغية(1) ولا راغية(2)، وما أصبح في بيته سُفّة(3) ولا هفّة(4). فقال: ادخلي يدك بين ظهري وثوبي، فإذا حجر بين كتفي النبي (صلى الله عليه وآله) مربوط بعمامته إلى صدره، فصاحت فاطمة صيحة شديدة، فقال لها: ما أوقدتْ في بيوت آل محمد نار منذ شهر، ثمّ قال (صلى الله عليه وآله): أتدرين ما منزلة عليّ؟! كفاني أمري وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وضرب بين يديّ بالسيف وهو ابن ستّ عشر سنة، وقتل الأبطال وهو ابن تسع عشرة سنة، وفرّج همومي وهو ابن عشرين سنة. ورفع باب خيبر وهو ابن نيف وعشرين، وكان لا يرفعه خمسون رجلاً، فأشرق لون فاطمة (عليها السلام)، ولن تقرّ قدميها مكانها حتى أتت علياً، فإذا البيت قد أنار بنور وجهها. فقال لها علي (عليه السلام): يا ابنة محمد (صلى الله عليه وآله)! لقد خرجت من عندي ووجهك على غير هذه الحال، فقالت: إنّ النبي حدثني بفضلك فما تمالكت حتى جئتك. فقال لها: كيف لو حدّثك بكلّ فضلي؟(5). صحيح مسلم (بإسناده) عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، أنّه سمع سهل بن سعد يسأل عن جرح رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم أحد؟ فقال: جرح وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكسرت رباعيّته(6)، وهشمت البيضة(7) على رأسه. فكانت فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تغسل الدم. وكان علي بن أبي طالب (عليه السلام) يسكب عليها بالمجن8. فلمّا رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلاّ كثرة، أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رماداً، ثم ألصقته بالجرح، فاستمسك الدم(9)،(10). تنبيه الخواطر عن أنس قال: جاءت فاطمة (عليها السلام) بكسرة خبز لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ما هذه الكسرة؟ قالت: قرص خبزته، ولم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة. فقال: أما إنّه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام(11). مناقب ابن شهر آشوب: أخبار فاطمة عن أبي الصولي، قال عبد الله بن الحسن: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على فاطمة، فقدّمت إليه كسرة يابسة من خبز شعير فأفطر عليها، ثمّ قال: يا بنيّة، هذا أول خبز أكل أبوك منذ ثلاثة أيام. فجعلت فاطمة تبكي، ورسول الله يمسح وجهها بيده(12). صحيفة الرضا (عليه السلام) (بإسناده) قال علي (عليه السلام): كنّا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حفر الخندق إذ جاءت فاطمة (عليها السلام) ومعها كسيرة من خبز فدفعتها إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله): ما هذه الكسيرة؟ قالت: قرص شعير خبزته للحسن والحسين، جئتك منه بهذه الكسيرة. فقال النبي (صلّى الله عليه وآله): يا فاطمة! أما إنّه أوّل طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام(13). مكارم الأخلاق عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إذا أراد السفر سلم على من أراد التسليم عليه من أهله، ثمّ يكون آخر من يسلم عليه فاطمة، فيكون وجهه إلى سفره من بيتها، وإذا رجع بدأ بها. فسافر مرّة، وقد أصاب عليّ (عليه السلام) شيئاً من الغنيمة، فدفعه إلى فاطمة فخرج، فأخذت سوارين من فضة، وعلقت على بابها ستراً. فلما قدم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) دخل المسجد، فتوجّه نحو بيت فاطمة (عليها السلام) كما كان يصنع، فقامت فرحة إلى أبيها صبابةً(14) وشوقاً إليه، فنظر، فإذا في يدها سواران من فضّة، وإذا على بابها ستر، فقعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث ينظر إليها. فبكت فاطمة وحزنت وقالت: ما صنع هذا بي قبلها. فدعت ابنيها، ونزعت الستر من بابها، وخلعت السوارين من يديها، ثمّ دفعت السوارين إلى أحدهما والستر إلى الآخر. ثم قالت لهما: انطلقا إلى أبي فاقرآه السلام وقولا له: ما أحدثنا بعدك غير هذا فشأنك به، فجاءاه فأبلغاه ذلك عن أمّهما. فقبّلهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) والتزمهما، وأقعد كلّ واحد منهما على فخذه. ثم أمر بذينك السوارين فكسّرا، فجعلهما قطعاً. ثم دعا أهل الصفة - وهم قوم من المهاجرين لم يكن لهم منازل ولا أموال - فقسّمه بينهم قطعاً، ثم جعل يدعو الرجل منهم العاري الذي لا يستتر بشيء، وكان ذلك الستر طويلاً، ليس له عرض، فجعل يؤزر الرجل، فإذا التقيا عليه قطعه، حتى قسّمه بينهم أزراً، ثم أمر النساء لا يرفعن رؤوسهنّ من الركوع والسجود حتى يرفع الرجال رؤوسهم، وذلك أنهم كانوا من صغر إزارهم إذا ركعوا وسجدوا بدت عورتهم من خلفهم. ثم جرت به السنة أن لا يرفع النساء رؤوسهنّ من الركوع والسجود حتى يرفع الرجال. ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رحم الله فاطمة، ليكسونّها الله بهذا الستر من كسوة الجنة، وليحلّينّها بهذين السوارين من حلية الجنة. بشارة المصطفى بالإسناد إلى أبي علي الحسن بن محمد الطوسي، عن محمد بن الحسين المعروف بابن الصقّال، عن محمد بن معقل العجلي، عن محمد بن أبي الصهبان، عن ابن فضال، عن حمزة بن حمران. عن الصادق، عن أبيه (عليه السلام)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاة العصر فلمّا انفتل جلس في قبلته والناس حوله؛ فبينا هم كذلك إذ أقبل إليه شيخ من مهاجرة العرب عليه سمل(15) قد تهلّل وأخلق، وهو لا يكاد يتمالك كبراً وضعفاً، فأقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يستحثّه الخبر(16)، فقال الشيخ: يا نبي الله! أنا جائع الكبد فأطعمني، وعاري الجسد فاكسني، وفقير فأرشني(17). فقال (صلى الله عليه وآله): ما أجد لك شيئاً، ولكنّ الدال على الخير كفاعله. انطلق إلى منزل من يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، يؤثر الله على نفسه، انطلق إلى حجرة فاطمة، وكان بيتها ملاصق بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي ينفرد به لنفسه من أزواجه. وقال: يا بلال، قم فقف به على منزل فاطمة. فانطلق الأعرابي مع بلال، فلما وقف على باب فاطمة (عليها السلام) نادى بأعلى صوته: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، ومختلف الملائكة، ومهبط جبرئيل الروح الأمين بالتنزيل، من عند ربّ العالمين. فقالت فاطمة: وعليك السلام، فمن أنت يا هذا؟! قال: شيخ من العرب، أقبلت على أبيك سيّد البشر مهاجراً من شقّة، وأنا يا بنت محمد عاري الجسد، جائع الكبد، فواسيني يرحمك الله. وكان لفاطمة وعلي في تلك الحال ورسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاثاً ما طعموا فيها طعاماً، وقد علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك من شأنهما. فعمدت فاطمة إلى جلد كبش مدبوغ بالقرظ(18 كان ينام عليه الحسن والحسين. فقالت: خذ هذا أيّها الطارق فعسى الله أن يرتاح لك(19) ما هو خير منه؛ قال الأعرابي: يا بنت محمد! شكوت إليك الجوع فناولتني جلد كبش؟! ما أنا صانع به مع ما أجد من السغب(20). قال: فعمدت - لما سمعت هذا من قوله - إلى عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمّها حمزة بن عبد المطلب، فقطعته من عنقها ونبذته إلى الأعرابي؛ فقالت: خذه، وبعه فعسى الله أن يعوّضك به ما هو خير منه. فأخذ الأعرابي العقد وانطلق إلى مسجد رسول الله والنبي (صلّى الله عليه وآله) جالس في أصحابه. فقال: يا رسول الله، أعطتني فاطمة بنت محمد هذا العقد، وقالت: بعه فعسى الله أن يصنع لك. قال: فبكى النبي (صلّى الله عليه وآله) وقال: وكيف لا يصنع الله لك وقد أعطتكه فاطمة بنت محمد سيدة بنات آدم. فقام عمار بن ياسر (رحمة الله عليه) فقال: يا رسول الله، أتأذن لي بشراء هذا العقد؟ قال: اشتره يا عمّار؛ فلو اشترك فيه الثقلان ما عذّبهم الله بالنار. فقال عمار: بكم العقد يا أعرابي؟ قال: بشبعة من الخبز واللحم، وبردة يمانيّة أستر بها عورتي وأصلّي فيها لربي، ودينار يبلغني إلى أهلي. |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
♠ فاطمية مبتدئة ♠
![]() تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17 ![]() |
![]()
وكان عمّار قد باع سهمه الذي نفله رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من خيبر ولم يبق منه شيئاً فقال:
لك عشرون دنياراً، ومائتا درهم هجرية، وبردة يمانية، وراحلتي تبلغك أهلك، وشبعك من خبز البر واللحم. فقال الأعرابي: ما أسخاك بالمال أيّها الرجل، وانطلق به عمار فوفّاه ما ضمن له. وعاد الأعرابي إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أشبعت واكتسيت؟ قال الأعرابي: نعم، واستغنيت بأبي أنت وأمي، قال: فاجز فاطمة بصنيعها. فقال الأعرابي: اللهم إنّك إله ما استحدثناك، ولا إله لنا نعبده سواك، وأنت رازقنا على كلّ الجهات، اللهم أعط فاطمة ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت. فأمن النبي (صلّى الله عليه وآله) على دعائه، وأقبل على أصحابه فقال: إن الله قد أعطى فاطمة في الدنيا ذلك: أنا أبوها وما أحد من العالمين مثلي، وعلي بعلها ولو لا علي ما كان لفاطمة كفؤ أبداً، وأعطاها الحسن والحسين. وما للعالمين مثلهما سيدا شباب أسباط الأنبياء، وسيدا شباب أهل الجنة. وكان بإزائه مقداد وعمار وسلمان، فقال: وأزيدكم؟ قالوا: نعم يا رسول الله. قال: أتاني الروح - يعني جبرائيل (عليه السلام) - وقال: إنها إذا هي قبضت ودفنت يسألها الملكان في قبرها: من ربّك؟ فتقول: الله ربي؛ فيقولان: فمن نبيّك؟ فتقول: أبي؛ فيقولا: فمن وليّك؟ فتقول: هذا القائم على شفير قبري علي بن أبي طالب (عليه السلام). ألا وأزيدكم من فضلها: إنّ الله قد وكل بها رعيلاً(21) من الملائكة يحفظونها من بين يديها ومن خلفها، وعن يمينها، وعن شمالها. وهم معها في حياتها، وعند قبرها، يكثرون الصلاة عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها. فمن زارني بعد وفاتي، فكأنّما زارني في حياتي. ومن زار فاطمة، فكأنّما زارني. ومن زار عليّ بن طالب، فكأنّما زار فاطمة. ومن زار الحسن والحسين، فكأنّما زار علياً. ومن زار ذرّيتهما، فكأنّما زارهما. فعمد عمّار إلى العقد، فطيّبه بالمسك، ولفّه في بردة يمانيّة، وكان له عبد اسمه: (سهم) ابتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر، فدفع العقد إلى المملوك، وقال له: خذ هذا العقد فادفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنت له؛ فأخذ المملوك العقد فأتى به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخبره بقول عمار (رضي الله عنه). فقال النبي (صلى الله عليه وآله): انطلق إلى فاطمة فادفع إليها العقد، وأنت لها. فجاء المملوك بالعقد، وأخبرها بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأخذت فاطمة (عليها السلام) العقد وأعتقت المملوك، فضحك الغلام. فقالت: ما يضحكك يا غلام؟ فقال: أضحكني عظم بركة هذا العقد: أشبع جائعاً، وكسى عرياناً، وأغنى فقيراً، وأعتق عبداً، ورجع إلى ربّه(22). المناقب لابن شهر آشوب القاضي أبو محمد الكرخي في (كتابه)، عن الصادق (عليه السلام): قالت فاطمة (عليها السلام): لما نزلت: (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً)(23) هبت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أن أقول له: يا أبة، فكنت أقول: يا رسول الله! فأعرض عني مرة، أو اثنتين، أو ثلاثاً، ثم أقبل عليّ فقال: يا فاطمة! إنها لم تنزل فيك، ولا في أهلك، ولا في نسلك، أنت مني وأنا منك، إنما نزلت في أهل الجفاء والغلظة من قريش أصحاب البذخ والكبر. قولي: يا أبة، فإنها أحيى للقلب، وأرضى للرب. ثم قبل النبي (صلّى الله عليه وآله) جبهتي، ومسحني بريقه، فما احتجت إلى طيب بعده. الخرائج والجرائح روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يأتي مراضع فاطمة فيتفل في أفواههم، ويقول لفاطمة: لا ترضعيهم(24). شرح نهج البلاغة قال الواقدي: وخرجت فاطمة (عليها السلام) في نساء، وقد رأت الذي بوجه أبيها (صلى الله عليه وآله)، فاعتنقته، وجعلت تمسح الدم عن وجهه؛ ورسول الله (صلى الله عليه وآله)، يقول: اشتدّ غضب الله على قوم دمّوا وجه رسوله. وذهب علي (عليه السلام) فأتى بماء من المهراس، وقال لفاطمة: أمسكي هذا السيف غير ذميم. قال أيضاً: فلما أحضر علي (عليه السلام) الماء أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يشرب منه، فلم يستطع، وقد كان عطشاً، ووجد ريحاً من الماء كرهها. فقال: هذا ماء آجن، فتمضمض منه للدم الذي كان بفيه ثمّ مجّه. وغسلت فاطمة به الدم عن أبيها (صلى الله عليه وآله)، فخرج محمد بن مسلمة يطلب مع النساء، وكنّ أربع عشرة امرأة، قد جئن من المدينة يتلقّين الناس، منهنّ فاطمة (عليها السلام)، يحملن الطعام والشراب على ظهورهنّ، ويستقين الجرحى ويداوينهم(25). كتاب أبان بن عثمان إنه لما انتهت فاطمة (عليها السلام) وصفيّة إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ونظرتا إليه، قال: لعلي (عليه السلام): أما عمّتي فاحبسها عنّي، وأما فاطمة فدعها. فلما دنت فاطمة (عليها السلام) من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ورأته قد شُجّ في وجهه، وأدمي فوه إدماءً، صاحت، وجعلت تمسح الدم، وتقول: اشتدّ غضب الله على من أدمى وجه رسول الله. وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يتناول في يده ما يسيل من الدم فيرميه في الهواء، فلا يتراجع منه شيء. قال الصادق (عليه السلام): - والله - لو سقط منه شيء على الأرض، لنزل العذاب(26). قرب الإسناد ومن ذلك: أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: دخلت السوق فابتعت لحماً بدرهم، وذرّة بدرهم، وأتيت فاطمة (عليها السلام) حتى إذا فرغت من الخبز والطبخ، قالت: لو دعوت أبي. فأتيته وهو مضطجع وهو يقول: أعوذ بالله من الجوع(27). |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
♠ فاطمية مبتدئة ♠
![]() تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17 ![]() |
![]()
سيدات نساء أهل الجنة: ودفاعها عن أبيها
لما بعث الله محمداً (صلى الله عليه وآله) بشيراً ونذيراً، شهدت زوجته خديجة بنت خويلد وبناتها زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة: أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. ولما اشتدّت عداوة قريش للنبي (صلى الله عليه وآله) كانت فاطمة تدافع عنه ما يلقى من كيد وأذى المشركين وسفهاء قريش. فذات يوم جلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع بعض أصحابه: عبد الله بن مسعود، وصهيب بن سنان الرومي، وعمار بن ياسر، في المسجد وهو يصلي وقد نحر جزور وبقي فرثه - روثه في كرشه -. فقال عمرو بن هشام: ألا تنظرون إلى هذا المرائي أيّكم يقوم إلى جزور بني فلان فيعمد إلى فرثها ودمها فيجيء به ثم يمهله حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه. فقام عقبة بن أبي معيط - وكان أشقى القوم - وجاء بذلك الفرث فألقاه على النبي (صلى الله عليه وآله) وهو ساجد، فضحك سادات قريش وجعلوا يميلون بعضهم على بعض من شدّة الضحك، وخشي أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يلقوا الفرث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فانسلّ صهيب الرومي إلى بيت النبي (صلى الله عليه وآله) وأخبر فاطمة (عليها السلام) بذلك، وظلّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ساجداً حتى أقبلت فاطمة فطرحت الفرث عن أبيها، ثم أقبلت على أشراف قريش تشتمهم. فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو قائم يصلي وقال: اللهم اشدد وطأتك - عقابك الشديد - على مضر سنين كسني يوسف، اللهم عليك بأبي الحكم - عمرو بن هشام - وعتبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، وأمية بن خلف، وشيبة بن ربيعة. فلما سمع سادات قريش صوت النبي (صلى الله عليه وآله)، ذهب منهم الضحك، وهابوا دعوته. وقتل عمرو بن هشام، وعتبة، وعقبة، وأمية، وشيبة، يوم بدر(28. الهوامش 1 - الثغاء: صوت الشاة. 2 - الرغاء: صوت الناقة. 3 - السفّة: ما ينسج من الخوص كالزنبيل. 4 - الهفّة: السحاب لا ماء فيه. 5 - عنه مسند فاطمة: 148 ح 64. 6 - الرباعية: السن التي بين الثنيّة والناب (قاموس المحيط: 3/27). 7 - هشمت البيضة: انكسرت الخوذة (لسان العرب: 12/611). 8 - المجنّ: الترس (لسان العرب: 13/400). 9 - استمسك الدم: أي انقطع. 10 - 3/1416 ح 101. وفي ح 102، عن سهل بن سعد وهو يسأل عن جرح رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال: أمَ والله! إني لأعرفُ من كان يغسل جرح رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومن كان يسكب الماء، وبماذا دوي جرحه. ثم ذكر نحوه، وفي صحيح البخاري: 5/130، وسنن البيهقي: 9/31 (مثله). 11 - 1/102، الرسالة القشيرية: 72، وأخلاق النبي: 298، والمعجم الكبير: 41 (مخطوط)، وإتحاف السادة المتقين: 7/391، ومجمع الزوائد: 10/312 (مثله). 12 - 3/113. 13 - 237 ح 141، بكامل تخريجاته. 14 - الصبابة: الولع الشديد. 15 - السمل - بالتحريك -: الثوب الخلق، قوله: قد تهلّل أي الرجل من قولهم تهلّل وجهه إذا استنار وظهر فيه آثار السرور، أو الثوب كناية عن انخراقه. 16 - يستحثّه الخبر: أي يسأله الخبر ويحثّه ويرغّبه على ذكر أحواله. 17 - أرشني، قال الجزري: يقع الرياش على الخصب والمعاش والمال المستفاد، ومنه حديث عائشة: ويريش مملقها أي يكسوه ويعينه، وأصله من الريش كأنّ الفقير المملق لا نهوض به كالمقصوص الجناح، يقال: راشه يريشه: إذا أحسن إليه. 18 - القرظ: ورق السلم يدبغ به. 19 - يقال: ارتاح الله لفلان: أي رحمه. 20 - السغب: الجوع. 21 - قال الجزري: يقال للقطعة من الفرسان: رعلة، ولجماعة الخيل: رعيل، ومنه حديث علي (عليه السلام): سراعاً إلى أمره رعيلاً، أي ركاباً على الخيل. 22 - 137، عنه البحار: 43/56 ح 50. 23 - سورة النور: 63. 24 - 94 ح 155، عنه البحار: ج18: 30 ح 17 وج 43/250 ح 25. 25 - 15/ 35، عنه غاية المرام: 573 ح 10. 26 - عنه البحار: 20/95، ومسند فاطمة (عليها السلام) للتويسركاني: 205 ح 94. 27 - 325، عنه البحار: 17/232. ورواه في الخرائج: 1/108 ح 179 (مثله)، عنه البحار: 18/30. 28 - ص 100، إحقاق الحق: 25/289. |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
♠ فاطمية مبتدئة ♠
![]() تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17 ![]() |
![]()
سيرتها (صلوات الله عليها) مع علي (عليه السلام)
قال الإمام علي( عليه السلام) في حق الزهراء (عليها السلام): ( فَوَالله ما أغضبتُهَا ولا أكرهتُهَا على أمر حتى قَبضَهَا اللهُ عَزَّ وجلَّ ، ولا أغضبَتْنِي ، ولا عَصَتْ لِي أمراً ، وَلقد كنتُ أنظرُ إِليها فتنكشفُ عَنِّي الهُموم والأحزان ) . وجاء في تفسير العياشي بسنده عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال : (إن فاطمة (عليها السلام) ضَمِنَتْ لعليٍ (عليه السلام) عمل البيت والعجين والخبز وقَمِّ البيت – كَنسِه – ، وضمن لها عليٌ (عليه السلام) ما كان خلف الباب) أي : نقل الحطب ، وأن يجيء بالطعام. وقال (عليه السلام) لها يوماً : (يا فاطمة هل عندك شيء؟). فقالت (عليها السلام): (والذي عَظَّم حقك ما كان عندنا منذ ثلاثة أيام شيء نُقرِيكَ به). فقال (عليه السلام): (أفلا أخبرتني؟). فقالت : (كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهاني أن أسألك شيئاً ، فقال( صلى الله عليه وآله) : لا تسألينَ ابن عَمِّك شيئاً ، إن جاءك بشيء وإلا فلا تسأليه). ففاطمة الزهراء (عليها السلام) كانت هي التي تقوم بأعمال المنزل كله ، ودأبت عليه مدة طويلة حتى قالت بعض الروايات أنها : استَقَت بالقِربَة حتى أَثَّر في صدرها ، وطَحنَتْ بالرَّحى حتى مجلت يداها ، وَقَمَّتِ – كنست – البيت حتى اغبرَّت ثيابها . ويوم جاءتها فضة خادمة لم تُلقِ (عليها السلام) إليها كل الأعمال ، وتخلد هي إلى الراحة ، بل نَاصَفَتْهَا العمل ، فيوم على الزهراء (عليها السلام) ، ويوم على فضة (رضوان الله عليها) . فهذه هي فاطمة الزهراء (عليها السلام) بضعة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وزوجة أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وأم الحسنين (عليهما السلام) ، وهذه هي عظمتها وجلالتها ، وهذه هي رحمتها واحترامها (عليها السلام) لإنسانية الإنسان |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
♠ فاطمية مبتدئة ♠
![]() تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17 ![]() |
![]()
سيرتها (عليها السلام) في اتخاذ الطعام لأهل المصيبة
المحاسن عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما قتل جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) أمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فاطمة (عليها السلام) أن تتّخذ طعاماً لأسماء بنت عميس ثلاثة أيام، وتأتيها وتسلّيها ثلاثة أيام. منه: عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لمّا قتل جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) أمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فاطمة (عليها السلام) أن تأتي أسماء بنت عميس هي ونساؤها، وتقيم عندها ثلاثاً، وتصنع لها طعاماً ثلاثة أيام سيرتها (عليها السلام) في أمر المؤمنات بوظائفهن الكافي علي (بن إبراهيم)، عن أبيه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قضاء الحائض الصلاة ثم تقضي الصوم؟ قال: ليس عليها أن تقضي الصلاة، وعليها أن تقضي صوم شهر رمضان. ثم أقبل عليَّ وقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يأمر بذلك فاطمة (عليها السلام)، وكانت تأمر بذلك المؤمنات سيرتها (عليها السلام) في امتثال أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) التفسير المنسوب للعسكري (عليه السلام): قال الحسن أبو محمد الإمام (عليه السلام)...: ألا أُنبئّكم ببعض أخبارنا؟ قالوا: بلى يا بن أمير المؤمنين. قال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا بنى مسجده بالمدينة وأشرع فيه بابه، وأشرع المهاجرون والأنصار أبوابهم أراد الله عز وجل إبانة محمد وآله الأفضلين بالفضيلة، فنزل جبرائيل (عليه السلام) عن الله تعالى بأن سدّوا الأبواب عن مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل أن ينزل بكم العذاب. فأول من بعث إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمره بسدّ الأبواب: العباس بن عبد المطلب. فقال: سمعاً وطاعة لله ولرسوله، وكان الرسول معاذ بن جبل. ثم مر العباس بفاطمة (عليها السلام) فرآها قاعدة على بابها، وقد أقعدت الحسن والحسين (عليه السلام) فقال لها: ما بالك قاعدة؟ انظروا إليها كأنّها لبوة بين يديها جرواها تظنّ أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يخرج عمه، ويدخل ابن عمه. فمرّ بهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال لها: ما بالك قاعدة؟ قالت: انتظر أمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بسدّ الأبواب، فقال: لها: إن الله تعالى أمرهم بسدّ الأبواب، واستثنى منهم رسوله وإنّما أنتم نفس رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سيرتها (عليها السلام) مع الحسنين (صلوات الله عليهما) الكافي عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن فاطمة (صلى الله عليها) كانت تمضغ للحسن ثمّ للحسين (صلوات الله عليهما)، وهي صائمة في شهر رمضان مقتل الحسين (عليه السلام) وروي في المراسيل: إن الحسن والحسين (عليهما السلام) كانا يكتبان، فقال الحسن للحسين (عليهما السلام): خطي أحسن من خطك، فقال الحسين: بل خطّي أحسن. فقالا لأُمّهما فاطمة (عليها السلام): أحكمي بيننا من أحسن منّا خطّاً. فكرهت فاطمة (عليها السلام) أن تؤذي أحدهما بتفضيل خطّ أحدهما على الآخر، فقالت لهما: سلا أباكما علياً، فسألاه فكره أن يؤذي أحدهما، فقال (عليه السلام): سلا جدّكما، فسألاه، فقال (صلّى الله عليه وآله): لا أحكم بينكما حتى أسأل جبرئيل. فلمّا جاء جبرئيل قال: لا أحكم بينهما، ولكن إسرافيل يحكم. فقال إسرافيل: لا أحكم بينهما ولكن أسأل الله تعالى أن يحكم بينهما. فقال الله تعالى: لا أحكم بينهما، ولكن أمّهما فاطمة تحكم بينهما. فقالت فاطمة (عليها السلام): أحكم بينهما يا ربّ - وكانت لها قلادة - فقالت: أنا أنثر بينكما هذه القلادة، فمن أخذ من جواهرها أكثر فخطّه أحسن. فنثرتها وكان جبرئيل وقتئذ عند قائمة العرش فأمره الله أن يهبط إلى الأرض وينصّف الجواهر بينهما كيلا يتأذّى أحدهما. ففعل ذلك جبرئيل إكراماً لهما وتعظيماً سفينة البحار ومما يدلّ على تعظيمها للعلم: أنّ الحسن بن علي (عليه السلام) كان يحضر مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو ابن سبع سنين، فيسمع الوحي ويحفظه، فيأتي أمّه فيلقي إليها ما حفظه وكلمّا دخل علي (عليه السلام) وجد عندها علماً بالتنزيل فيسألها عن ذلك، فتقول: من ولدك الحسن (عليه السلام). فتخفّى يوماً في الدار، وقد دخل الحسن (عليه السلام) وقد سمع الوحي، فأراد أن يلقيه إليها، فارتجّ، فعجبت أمّه من ذلك. فقال: لا تعجبين يا أمّاه، فإن كبيراً يسمعني واستماعه قد أوقفني، فخرج عليّ (عليه السلام) فقبله |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
♠ فاطمية مبتدئة ♠
![]() تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17 ![]() |
![]()
صفتها وأخلاقها وجودها
صفتها قال فاضل الفراتي في كتابه المنتخب من سيرة المعصومين عليهم السلام) :أشبه الناس بأبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى في مشيتها وسكناتها وحركاتها ومنطقها ، وكانت نحيفة الجسد ومشرقة الوجه. أخلاقها قالت عائشة: جاءت فاطمة عليها السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي توفي فيه، فلما رآها رحب بها، وقال: مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه، ثم سارها ، فبكت بكاء شديدا ، فلما رأى جزعها سارها ثانية ، فضحكت. فلما قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلت لها: خصك رسول الله من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين ؟! أخبريني ماذا قال لك؟ قالت : ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سره. فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلت لها: أسألك بالذي عليك من الحق أخبريني بما سارك به رسول الله؟ قالت: أما الآن فنعم، سارني المرة الأولى فقال: أن جبرئيل كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرة، وأنه عارضني به العام مرتين ، واني لا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فاني أنا نعم السلف لك. قالت و قال: انت اول اهل بيتي لحاقاً بي قالت: فبكيت لذلك ثم قال: أما ترضين ان تكوني سيدة نساء هذع الامة او نساء العالمين؟ قالت فضحكت ------ لم يسمع يوما أن فاطمة تكبرت واصابها العجب أو الغرور لأن أباها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل كانت على رغم نسبها الرفيع وموقعها الشامخ متواضعة جدا في ملابسها وحياتها اليومية فمثلا كانت لها شملة( عباءة) قد خيطت اثني عشر مكانا بسعف النخل ، وكانت تطحن الرحى بيدها حتى مجلت ( أي تجمع ماء فيها بيد الجلد واللحم بسبب العمل). وكانت فاطمة وهي إبنة خاتم الانبياء صلى الله عليه وآله وسلم مطيعة لزوجها طاعة تامة لا تثقل عليه بالطلبات ابدا وترضى منه باليسير من المال والطعام لأنها تعيش الآخرة في قلبها وعقلها فلم تكن الدنيا لها نصيب في فاطمة ولذلك قال علي عليه السلام: ما أغضبتها يوما ولا أغضبتني، انها الحياة المثالية. وكانت تعتني إعتناءا عظيما بتربية الحسنين عليهما السلام وتعليمهما الآداب والحكمة والعبادة واحترام الناس والإيثار ، كما وكانت تهتم بملابسها وإن كانت بسيطة جودها قال جابر بن عبدالله الأنصاري : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقام أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه وطاف في منازل أزواجه فلم يصب عند واحدة شيئا فأتى فاطمة عليها السلام فقال: يا بنية هل عندك شيء آكله فإني جائع؟ فقالت: لا والله بأبي أنت وأمي. فلما خرج من عندها بعثت إليها جاريتها برغيفين وقطعة لحم فأخذته منها ووضعته في جفنة لها وغطت عليها وقالت: لاوثرن بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على نفسي ومن عندي وكانوا جميعا محتاجين إلى شبعة طعام وبعثت حسنا وحسينا عليهما السلام إلى رسول الله فرجع إليها فقالت: بأبي أنت وأمي قد أتانا الله بشيء فخبأته. قال: هلمي فأتته فكشفت عن الجفنة فإذا هي مملوءة خبزا ولحما فلما نظرت إليه بهتت فعرفت انها كرامة من الله تعالى فحمدت الله تعالى وصلت على نبيه. فقال صلى الله عليه وآله وسلم : أنى لك هذا يا بنية؟ قالت: هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب . فقال: الحمد لله الذي جعلك شبيهة بسيدة نساء العالمين في نساء بني اسرائيل في وقتهم ، فإنها كانت إذا رزقها الله تعالى فسئلت قالت: هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي فأكل رسول الله هو وعلي وفاطمة والحسن والحسين وجميع نساء النبي وأهل بيته جميعاوشبعوا وبقيت الجفنة كما هي. قالت فاطمة عليها السلام: فأوسعت منها على جميع جيراني فجعل الله فيها البركة والخير كما فعل الله عز وجل لمريم عليها السلام. |
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
♠ فاطمية مبتدئة ♠
![]() تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17 ![]() |
![]()
إخلاصها (عليها السلام)
1- ـ سأل بزل الهروي الحسين بن روح (رضي الله عنه) فقال: كم بنات رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: أربع، فقال: أيتهن أفضل؟ فقال: فاطمة. قال: ولم صارت أفضل وكانت أصغرهن سنا وأقلهن صحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: لخصلتين خصها الله بهما: إنها ورثت رسول الله صلى الله عليه وآله، ونسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منها، ولم يخصها بذلك إلا بفضل إخلاص عرفه من نيتها(1). 2 - ولم تكن لتصل إلى هذه المرتبة السامية لأنها بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحسب، فقد كانت للرسول الإكرام صلى الله عليه وآله وسلم بنات أربعة، وكان له زوجات عديدات، ولكنها وصلت إلى تلك الدرجة بفضل إخلاصها وزهدها وعبادتها وجهادها في سبيل الله، وصبرها وتحملها في سبيل الله. لقد اختارت مسيرتها بإرادتها، وقررت أن تصبح سيدة نساء العالمين… ومن استحقت أن تكون رمزا في المجتمع الإسلامي، وإن يعطيها الله فضل أمومة الأوصياء، وشرف الربط بين النبوة والإمامة(2). عبادتها (عليها السلام) 1 ـ قال العلامة ابن فهد الحلي: وكانت فاطمة عليها السلام تنهج في الصلاة من خيفة الله تعالى(3). 2 ـ عن الحسن بن علي عليهما السلام قل: رأيت أمي فاطمة عليها السلام قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أماه، لو لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بني، الجار ثم الدار(4) 3 ـ محمد بن الحسين بن علي عليهم سلام قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله سلمانا إلى فاطمة، فوقفت بالباب وقفة حتى سلمت،فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من جوا، وتدور الرحى من برا(5)، ما عندها أنيس. وقال في آخر الخبر: فتبتسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: يا سلمان ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها إيمانا إلى مشاشها(6)، تفرغت لطاعة الله فبعث الله ملكا اسمه زروقائيل ـوفي خبر آخر جبرائيل عليه السلامـ فأدار لها الرحى، وكفاها الله مؤونة الدنيا مع مؤونة الآخرة(7). 4 ـ روي إنها عليها السلام ربما اشتغلت بصلاتها وعبادتها، فربما بكى ولدها، فرؤي المهد يتحرك وكان ملك يحركه8. 5 ـ وفي حديث: فسأل (النبي صلى الله عليه وآله وسلم) كيف وجدت أهلك؟ قال: نعم العون على طاعة الله. وسأل فاطمة، فقالت: خير بعل(9). 6ـ الحسن البصري: ما كان في هذه الأمة أعبد من فاطمة، كانت تقوم حتى تورم قدماها(10). 7ـ وفي حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: وأما ابنتي فاطمة عليها السلام فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهن نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبي، وهي الحوراء وهي الحوراء الإنسية، متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله عز وجل لملائكته: يا ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يدي، ترتعد فرائصها من خيفتي، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، أشهدكم إني قد آمنت شيعتها من النار(11). |
![]() |
![]() |
![]() |
#9 |
♠ فاطمية مبتدئة ♠
![]() تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17 ![]() |
![]()
تسبيحها سلام الله عليها وسبب تشريعها
إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علم ابنته فاطمة عليها السلام أذكارا تقولها عند النوم وفي دبر كل صلاة، واشتهرت بتسبيح فاطمة عليها السلام. قال العلامة المجلسي (رحمه الله): كان السبب في تشريع هذا التسبيح ما رواه الإمامية وغيرهم من أن أمير المؤمنين عليا عليه السلام قال: لما رأيت ما أصاب فاطمة الزهراء من العناء في خدمة البيت وقد جاء سبي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قلت لها: هلا أتيت أباك تسأليه خادما يكفيك مشقة خدمة البيت؟ فأتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإذا عنده جماعة، فانصرفت، وعلم أبوها أنها جاءت لأمر أهمها، فغدا إلى دارها صباحا، وسألها عليهما السلام جاءت له، فاستحت أن تذكر له، فقلت له: أنت تعلم ما تلاقيه فاطمة من القيام بشؤون البيت من الاستقاء والطحن والكنس. وقد أثر ذلك عليها، فقلت لها: لو سألت أباك يخدمك من يكفيك مشقة ما أنت فيه من العمل. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفلا أدلك يا فاطمة على ما هو خير لك من الخادم في الدنيا(12)؟ قالت: بلى يا رسول الله، فعلمها هذا التسبيح المعروف عند النوم وبعد كل صلاة. وقد استفاضت أخبار الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في الحت على الإتيان به حتى قال الإمام الباقر عليه السلام: ما عبد الله بشيء أفضل من تسبيح فاطمة كل يوم دبر كل صلاة، ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله فاطمة. ويقول الصادق عليه السلام: تسبيح فاطمة في كل يوم دبر كل صلاة أحب إلي من صلاة ألف ركعة في كل يوم(13)، وإنا لنأمر صبياننا به كما نأمرهم بالصلاة. وقال العلامة المقرم: وورد في التعبير عن بلوغ التسبيح مرتبة عالية من الفضل بحيث يصح للمولى مع تركه رد العبادة على صاحبها وإن كانت تامة الأجزاء والشرائط، فقالوا عليهم السلام: (أن الصلاة الخالية منه ترد على صاحبها) لكون العبادة المقرونة بتسبيح الزهراء كالحلة الموشاة التي لا تماثلها الحلة الخالية من الوشي والتطريز. وهذه الأخبار المتكثرة لا يضر اختلافها في بيان كيفيته الصلاة وعند النوم بعد أن صادق على كونه أربع وثلاثون(14) تكبيرة، ثم ثلاث وثلاثون تحميدة، ثم ثلاث وثلاثون تسبيحة المشهور من علمائنا الأعلام(15). بل عليه فتاوى الأصحاب كما في (الجواهر) وهو الأشهر كما في (المنتهى) للعلامة الحلي، وعليه عمل الطائفة(16)... 1 ـ عن محمد بن عذافر قال: دخلت مع أبي على أبي عبد الله عليه السلام فسأله أبي عن تسبيح فاطمة صلى الله عليها، فقال: (الله أكبر) حتى أحصى (ها) أربعا وثلاثين مرة، ثم قال: (الحمد لله) حتى بلغ سبعا وستين، ثم قال: (سبحان الله) حتى بلغ مائة، يحصيها بيده جملة واحدة(17). قال المجلسي (ره) قوله عليه السلام: (جملة واحدة) كأن المراد أنه عليه السلام بعد إحصائه عدد كل واحد من الثلاثة لم يستأنف العدد الآخر بل أضاف إلى السابق حتى وصل إلى المائة. 2 ـ عن أبي يصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال في تسيح فاطمة عليها السلام: يبدأ بالتكبير أربعا وثلاثين، ثم التحميد ثلاثا وثلاثين، ثم التسبيح ثلاثا وثلاثين. قال المجلسي (ره): (يبدأ بالتكبير) رد على المخالفين حيث يبدأون بالتسبيح ثم التحميد ثم التكبير18. 3 - روي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال لرجل من بني سعد: ألا أحدثك عني وعن فاطمة الزهراء (عليها السلام )؟ إنها كانت عندي فاستقت بالقربة حتى أثر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها(19)، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها(20)، فأصابها من ذلك ضر شديد، فقلت لها: لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل. فأتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوجدت عنده حداثا(21)، فاستحيت فانصرفت، فعلم صلى الله عليه وآله وسلم أنها قد جاءت لحاجة، فغدا علينا ونحن في لحافنا، فقال: السلام عليكم، فسكتنا، ثم قال: السلام عليكم، فخشينا إن لم نرد عليه أن ينصرف ـوقد كان يفعل ذلك فيسلم ثلاثا، فإن أذن له وإلا انصرفـ فقلنا: وعليك السلام يا رسول الله أدخل، فدخل وجلس عند رؤوسنا، ثم قال: يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمد؟ فخشيت إن لم نجبه أن يقوم، فأخرجت رأسي فقلت: أنا والله أخبرك يا رسول الله، إنها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها، وجرت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر دكنت ثيابها، فقلت لها: لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل. قال: أفلا أعلمكما ما هو خير لكما من الخادم؟ إذا أخذتما منامكما فكبرا أربعا وثلاثين تكبيرة، وسبحا ثلاثا وثلاثين تسبيحة، واحمدا ثلاثا وثلاثين تحميدة. فأخرجت فاطمة رأسها وقالت: رضيت عن الله ورسوله، رضيت عن الله وعن رسوله(22). أقول: إنما أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن تكون فلذة كبده وقرة عينه وبضعته الطاهرة مثالا كاملا لنفسه الشريفة في الزهد عن الدنيا وتحمل مشاقها ورفض لذائذها كما يقتضيه قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فاطمة بضعة مني). أو (أنت مني). فمن المعلوم أنه ليس أراد بذلك تولدها منه لوضوحه وانتقاء الحكمة في بيانه، بل أراد: إن ابنتي فاطمة روحها روحي، ونفسها نفسي، وطينتها طينتي. وقد جاء نظير هذه القضية في شأن جعفر عليه السلام، فروي عن علي عليه السلام، إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما جاءه جعفر بن أبي طالب من الحبشة قام إليه واستقبله اثنتي عشرة خطوة، وقبل ما بين عينيه وبكى وقال: لا أدري بأيهما أنا أشد سرورا؟ بقدومك يا جعفر أم بفتح الله على أخيك خيبر(23)...؟ فعلمه صلاة تسمى باسمه جعفر. وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجعفر: ألا أمنحك ؟ ألا أعطيك ؟ ألا أحبوك؟ فقال له جعفر: بلى يا رسول الله. قال: فظن الناس أنه يعطيه ذهبا وفضة، فتشوف الناس لذلك، فقال له: إني أعطيك شيئا إن أنت صنعته في كل كان خيرا لك من الدنيا وما فيها. ثم علمه صلى الله عليه وآله وسلم صلاة جعفر(24). وأما ما هو المعروف من أنه كانت لفاطمة سلام الله عليها خادمة اسمها فضة، فهذا إنما كان أخيرا بعد ما كثرت أولادها وزادت كلفتها وكثرت الفتوح والغنائم من خيبر وبني قريظة وبني النضير، وارتفع الفقر والعناء عن المسلمين، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضة إليها ووسع على ابنته عليها السلام. عن علي عليه السلام قال: أهدى بعض ملوك الأعاجم رقيقا، فقلت لفاطمة: اذهبي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فاستخدميه خادما، فأتته فسألته ذلك ـوذكر الحديث بطوله ـ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة، أعطيك ما هو خير لك من خادم ومن الدنيا بما فيها؟: تكبرين الله بعد كل صلاة أربعا وثلاثين تكبيرة، وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين تحميدة، وتسبحين الله ثلاثا وثلاثين تسبيحة، ثم ذلك بلا إله إلا الله، وذلك خير لك من الذي أردت ومن الدنيا وما فيها. فلزمت صلوات الله عليها هذا التسبيح بعد كل صلاة، ونسب إليها(25). |
![]() |
![]() |
![]() |
#10 |
♠ فاطمية مبتدئة ♠
![]() تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17 ![]() |
![]()
توفيق وتحقيق
قال الشيخ البهائي ـضاعف الله بهاءهـ في (مفتاح الفلاح): اعلم أن المشهور استحباب تسبيح الزهراء في وقتين: أحدهما بعد الصلاة، والآخر عند النوم. وظاهر الرواية الواردة به عند النوم يقتضي تقديم التسبيح على التحميد، وظاهر الرواية الصحيحة الواردة في تسبيح الزهراء عليها السلام على الإطلاق يقتضي تأخيره عنه. (وقال (ره) بعد كلام) قلت: لأني لم أجد قائلا بالفرق بين تسبيح الزهراء عليها السلام في الحالتين، بل الذي يظهر بعد التتبع أن كلا من الفريقين القائلين بتقديم التحميد وتأخيره قائل به مطلقا سواء وقع بعد الصلاة أو قبل النوم، فالقول بالتفصيل إحداث قول ثالث في مقابل الإجماع المركب(26). وقال صاحب (الجواهر) (ره): وربما بينهما بالفرق بين النوم والتعقيب، فيقدم التسبيح على التحميد في الأول دون الثاني. وفيه مع أنه لم يقل به أحد بل الظاهر أو المقطوع به اتحاد كيفية تسبيح الزهراء عليها السلام، ضرورة كون المأمور به في التعقيب تسبيح الزهراء عليها السلام الذي أمرها به أبوها في النوم(27). وقال صاحب الوسائل:عن أبي عبد الله عليه السلام (في حديث نافلة شهر رمضان) قال: سبح تسبيح فاطمة عليها السلام، وهو (الله أكبر) أربعا وثلاثين مرة، و(سبحان الله) ثلاثا وثلاثين مرة و(الحمد لله) ثلاثا وثلاثين مرة. فوالله لو كان شئ أفضل منه لعلمه صلى الله عليه وآله وسلم إياها. أقول: الواو لمطلق الجمع كما تقرر، فيجب حمله هنا على تقديم التسبيح كما مر، وعليه عمل الطائفة. وفي (العلل) عن أحمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي السكري، عن الحكم بن أسلم، عن ابن علية، عن الحريري، عن أبي الورد بن تمامة، عن علي عليه السلام مثله، إلا أنه قال: إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، فسبحا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين. أقول: هذا غير صريح في منافاة ما سبق لما عرفت، ولاحتماله للنسخ لتقدمه، وللتخصيص بوقت النوم، وللتقية في الرواية28. قال في (الجواهر): وأما كيفيته فالمشهور بين الأصحاب شهرة عظيمة بل في (الوسائل) عليه عمل الطائفة أربع وثلاثون تكبيرة، ثم ثلاث وثلاثون تحميدة، ثم ثلاث وثلاثون تسبيحة، بل لا خلاف في الفتاوى والنصوص عدا خبر (العلل) الذي ستسمعه، وقيل إن رجاله أكثرهم من العامة(29). وأيضا عنه في أفضلية تسبيح الزهراء عليها السلام:الذي ما عبد الله بشيء من التحميد أفضل منه، ولو كان شئ أفضل منه لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(30). وهو في كل يوم في دبر كل صلاة أحب إلى الصادق عليه السلام من صلاة ألف ركعة في كل يوم، ولم يلزمه عبد فشقي، ولذا يؤمر الصبيان به كما يؤمرون بالصلاة إذ هو وإن كان مائة باللسان إلا أنه ألف في الميزان، وطارد للشيطان،ومرضى الرحمن، ويدفع الثقل الذي الآذان، وما قاله عبد قبل أن يثني رجله من المكتوبة إلا غفر له الله، وأوجب الله له الجنة، خصوصا الغداة، وخصوصا إذا أتبعه بلا إله إلا الله، واستغفر بعده، وبه يندرج العبد في الذاكرين الله كثيرا، ويستحق ذكر الله تعالى له كما وعد بقوله تعالى (فاذكروني أذكركم)(31). وحكي لي عن (مكارم الأخلاق)أنه روي فيه كون تسبيح الزهراء عليها السلام إحدى العلامات الخمس للمؤمن… أفضله بمستفيض النقل تسبيحة الزهراء ذات الفضل. وعن البهائي: إن ذلك (أفضلية التسبيح) يوجب تخصيص حديث (أفضل الأعمال أحمزها)، اللهم أن يفسر بأن أفضل كل نوع من أنواع الأعمال ذلك النوع(32). |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من معاجز فاطمة الزهراء(س) | عريس الطفوف | نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها | 11 | 13-07-2017 05:13 AM |
فاطمة الزهراء تبكي و تضحك ! | العاشقه | نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها | 16 | 19-09-2014 05:51 PM |
اربعون حديثا في فضل فاطمة الزهراء | نور فاطمة | نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها | 25 | 26-01-2014 02:03 AM |
فضل فاطمة الزهراء( عليها السلام ) | مهدية | نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها | 27 | 04-12-2012 11:50 AM |
سجلوا دخولكم بقرائة دعاء النور واهدائه الى مولاتنا الزهراء (ع) | نور فاطمة | نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها | 499 | 20-11-2012 12:02 AM |