نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() باب دار " فاطمة " :
إن أبابكر بعد ما أخذ البيعة لنفسه من الناس بالتهديد والقوة ، أرسل عمراً وقنفذاً وخالد بن الوليد وأبا عبيدة الجراح وجماعة أُخرى - من المنافقين - إلى دار " علي " و " فاطمة " ( عليهما السلام ) وجمع عمر الحطب على باب بيت " فاطمة " ( ذلك الباب الذي طالما وقف عليه رسول الله (ص) وقال: السلام عليكم ياأهل بيت النبوة ، وماكان يدخله إلا بعد الإستئذان )وأحرق الباب بالنار ولما جاءت " فاطمة " خلف الباب لترد عمر وحزبه عصر عمر " فاطمة " ( عليها السلام ) بين الحائط والباب عصرة شديدة قاسية حتى أسقطت جنينها ، ونبت مسمار الباب في صدرها ، وصاحت " فاطمة " أبتاه يارسول الله ، أنظر ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ! فالتفت عمر إلى من حوله وقال : أضربوا " فاطمة " ، فأنهالت السياط على حبيبة رسول الله وبضعته حتى أدموا جسمها ! وبقيت آثار هذه العصرة القاسية والصدمة المريرة تنخر في جسم " فاطمة " فأصبحت مريضة عليلة حزينة ، حتى فارقت الحياة بعد أبيها بأيام . قال السيد صدر الدين : من سعى في ظلمها من راعها ------------------------ من على فاطمة الزهراء جارا من غدا ظلماً على الدار التي -------------------------- اتخذتها الإنس والجنُ مزارا طالما الأملاكُ فيها أصبحت ---------------------------- تلثمُ الأعتاب فيها والجدارا ومن النار بها ينجو الورى ---------------------------- من على أعتابها أُضرم نارا والنبي المصطفى كم جاءها --------------------------- يطلب الإذن من الزهراء مرارا وعليها هجم القوم ولم -------------------------------- تك لاذت لا وعلياها الخمارا لستُ أنساها ويالهفي لها ----------------------------- إذ وراء الباب لاذت كي توارا فتك الرجسُ على الباب ولا --------------------------- تسألن عما جرى ثم وصارا لاتسلني كيف رضوا ضلعها -------------------------- واسألن الباب عنها والجدارا واسألن أعتابها عن محسن -------------------------- كيف فيها دمه راح جبارا واسألن لؤلؤ قرطيها لما ----------------------------- انتثرت والعين لم تشكو إحمرارا وهل المسمار موتور لها ---------------------------- فغدا في صدرها يطلب ثارا وقال السيد متقي الهندي : نبذوا العهد والكتاب وما جاء ------------------------ به في الوصي خلف الظهور عدلوا عن أبي الهداة الميامين ---------------------- إلى بيعة الاثيم الكفور قدموا الرجس بالولاية للأمر ------------------------ على أهل آية التطهير لست تدري لم أحرقوا الباب ------------------------- بالنارِ أرادوا إطفاء ذاك النور لست تدري ما صدر فاطم ما ------------------------ المسمار ماحال ضلعها المكسور ماسقوط الجنين ماحمرة العين --------------------- وما بال قرطها المنثور دخلوا الدار وهي حسرى بمرأى ------------------- من علي ذاك الأبي الغيور واستداروا بغياً على أسد الله ----------------------- فأضحى يقاد قود البعير ينظر الناس مابهم من معين ----------------------- وينادي وماله من نصير والبتول الزهراء في إثرهم ------------------------ تعثر في ذيل بردها المجرور بأنينٍ يوهى الصفا بسجاه -------------------------- وحنين يذيب صم الصخور ودعتهم: خلوا ابن عمي علياً ---------------------- أو لأشكو إلى السميع البصير مارعوها بل روعوها ومروا ----------------------- بعلي ملبباً كالأسير بعض هذا يريك ممن تولى ------------------------- بارز الكفر ليس بالمستور وقال الشيخ الفقيه محمد الغروي : أيضرمُ النارُ بباب دارها --------------------------- وآية النور على منارها وبابها باب نبي الرحمة ---------------------------- وباب أبواب نجاة الأمة بل بابها باب العلي الأعلى ------------------------- فثم وجه الله قد تجلى ما اكتسبوا بالنار غير العار ----------------------- ومن ورائه عذاب النار ما أجهل القوم فإن النار لا ------------------------ تطفيء نور الله جل وعلا لكن كسر الضلع ليس ينجبر ---------------------- إلا بصمصام عزيز مقتدر إذ رض تلك الأضلع الزكية ----------------------- رزية لامثلها رزية ومن نبوع الدم من ثدييها ------------------------ يعرف عظم ماجرى عليها وجاوزوا الحد بلطم الخد ------------------------- شلت يد الطغيان والتعدي فاحمرت العين وعين المعرفة ------------------- تذرف بالدمع على تلك الصفة ولاتزيل حمرة العين سوى ---------------------- بيض السيوف يوم ينشر اللوى وللسياط رنة صداها ---------------------------- في مسمع الدهر فما أشجاها والأثر الباقي كمثل الدملج ---------------------- في عضد الزهراء أقوى الحجج ومن سواد متنها اسود الفضا ------------------ ياساعد الله الإمام المرتضى ووكزنعل السيف في جنبيها -------------------- أتى بكل ما أتى عليها ويقول آخر : ولست أدري خبر المسمار ----------------------- سل صدرها خزانة الأسرار وفي جنين المجد مايدمي الحشى ---------------- وهل لهم اخفاء أمر قد فشى والباب والجدار والدماء ------------------------- شهود صدق ما به خفاء لقد جنى الجاني على جنينها ---------------------- فاندكت الجبال من حنينها أهكذا يصنع بإبنة النبي -------------------------- حرصاً على الملك فيا للعجب أتمنع المكروبة المفروحة ----------------------- عن البكاء خوفاً من الفضيحة تالله ينبغي لها تبكي دما -------------------------- ما دامت الأرض ودارت السما لفقد عزها أبيها السامي ------------------------- ولاهتضامها وذل الحا مي أتستباح نحلة الصديقة --------------------------- وارثها من أشرف الخليقة كيف يرد قولها بالزور---------------------------- اذ هو ردٌ آية التطهير أيؤخذ الدين من الاعرابي ------------------------ وينبذ المنصوص في الكتاب فاستلبوا ماملكت يداها --------------------------- وارتكبوا الخزية منتهاها ياويلهم قد سألوا البينة --------------------------- على خلاف السنة المبنية وردهم شهادة الشهود ---------------------------- أكبر شاهد على المقصود ولم يكن سد الثغور غرضاً ----------------------- بل سد بابها وباب المرتضى صدوا عن الحق وسدوا بابه --------------------- كأنهم قد آمنوا عذابه أبضعة الطهر العظيم قدرها ---------------------- تدفن ليلا ويعفى قبرها مادفنت ليلاً بستر وخفا -------------------------- إلا لوجدها على أهل الجفا ماسمع سامع فيما سمعا ------------------------ مجهولة بالقدر والقبر معا ياويلهم من غضب الجبار ----------------------- بظلمهم ريحانة المختار |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() كلامها لنساء المهاجرين والأنصار
عن " فاطمة بنت الحسين " ( عليها السلام ) قالت : لما اشتدت علة " فاطمة " بنت رسول الله ( ص) ، اجتمع عندها نساء المهاجرين والأنصار ، فقلن لها : يابنت رسول الله ، كيف أصبحت من علتك ؟ ( فحمدت الله ، وصلت على أبيها (ص) ثم قالت : أصبحت - والله - عائفة لدنياكم ، قالية لرجالكم ، لفظتهم بعد أن عجمتهم وشنأتهم بعد أن سبرتهم . فقبحاً لفلول الحد ( واللعب بعد الجد وقرع الصفاة ) ، وخور القناة وخطل الرأي ( وزلل الأهواء ) . وبئس ماقدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون . لاجرم ( والله ) لقد قلدتهم ربقتها ( وحملتهم أوقتها ) وشننت عليهم غارها ، فجدعاً وعقراً وسحقاً للقوم الظالمين . ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة ، وقواعد النبوة ، والدلالة ومهبط الوحي الأمين ، والطبين بأمر الدنيا والدين ، ألا ذلك هو الخسران المبين . وما نقموا من أبي الحسن ؟ نقموا - والله - منه نكير سيفه ، ( وقلة مبالاته بحتفه ) وشدة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمره في ذات الله عزوجل . - والله - لو تكافوا عن زمام نبذه رسول الله (ص) لأعتلقه ولسار بهم سيراً سجحاً ، لايكلم خشاشة ( ولايكل سائره ) ولايتعتع راكبه ، ولأوردهم منهلاً نميراً فضفاضاً تطفح ضفتاه ، ( ولايترنق جانباه ) ، ولأصدرهم بطاناً ( ونصح لهم سراً وإعلاناً ) ، قد تحير بهم الري غير متحل منه بطائل . ( ولا يحظى من الدنيا بنائل ) إلا بغمر الماء ، وردعه شرر الساغب ( ولبان لهم الزاهد من الراغب ، والصادق من الكاذب ) ولفتحت عليهم بركات من السماء والأرض ، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون . ألا هلم فاسمع ، وما عشت أراك الدهر العجب ، وإن تعجب فقد أعجبك الحادث ( لين شعري ) إلى أي سناد استندوا ؟! ( وعلى أي عماد اعتمدوا ) ؟! وبأية عروة تمسكوا ؟! ( وعلى أية ذرية أقدموا واحتنكوا ؟! ) .، ( لبئس المولى ولبئس العشير ، وبئس للظالمين بدلاً . ) استبدلوا - والله - الذنابي بالقوادم والعجز بالكاهل ، فرغماً لمعاطس قوم ( يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ) .، ( آلا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون ) ( ويحهم ) ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون ) ؟! أما لعمر إلهك لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج .، ثم احتلبوا طلاع العقب دماً عبيطاً ، وذعافاً ممقراً ، هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ماسن الأولون ، ثم طيبوا ( بعد ذلك ) عن أنفسكم أنفساً ، واطمأنوا للفتنة جأشاً ، وابشروا بسيف صارم ( وسطوة معتد غاشم ) وهرج شامل ، واستبداد من الظالمين ، يدع فيئكم زهيداً ، وزرعكم حصيداً .، فيا حسرتي لكم ، وأنى بكم وقد عميت عليكم ، أنلزمكموها وأنتم لها كارهون . 4- كلامها لبعض المهاجرين والأنصار : وقال سويد بن غفلة : فأعادت النساء قولها ( عليها السلام ) على رجالهن فجاء إليها قوم من وجوه المهاجرين والأنصار معتذرين ، وقالوا: ياسيدة النساء ، لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبل أن نبرم العهد ، ونحكم العقد ، لما عدلنا عنه إلى غيره .، فقالت: ( عليها السلام ) : إليكم عني ، فلا عذر بعد تعذيركم ، ولا أمر بعد تقصيركم . 5- كلامها لعائشة بنت طلحة : ودخلت عائشة بنت طلحة على " فاطمة " ( عليها السلام ) فرأتها باكية .، فقالت لها : بأبي أنت وأمي ما الذي يبكيك ؟ فقالت لها ( صلوات الله عليها ) : أسائلتي عن هنة حلق بها الطائر ، وحفى بها السائر ورفع إلى السماء أثراً ( أمراً ) ورزئت في الأرض خبراً ، إن قحيف تيم وأُحيوك عدي جاريا أبا الحسن في السابق . حتى إذا تقربا بالخنادق ، أسرا له الشنآن ، وطوياه الإعلان . فلما خبا نور الدين ، وقبض النبي الأمين ، نطقا بفورهما ، ونفثا بسورهما وأدلاً بفدك ، فيا لها لمن ملك ، تلك أنها عطية الرب الأعلى للنجي الأوفى . ولقد نحلنيها للصبية السواغب من نجله ونسلي ، وأنها ليعلم الله وشهادة أمينة ، فإن انتزعا مني البُغة ، ومنعاني اللمظة ، واحتسبتها يوم الحشر زُلفة ، وليجدنها آكلوها ساعرة حميم ، في لظي جحيم . 6- كلامها لأم سلمة : دخلت أم سلمة على " فاطمة " ( عليها السلام ) فقالت لها : كيف أصبحت عن ليلتك يابنت رسول الله (ص) ؟ قالت : أصبحت بين كمد وكرب ، فقدُ النبي ، وظلم الوصي .، هتك - والله - حجبه ، من أصبحت إمامته مقيضة على غير ماشرع الله في التنزيل ، وسنها النبي (ص) في التأويل ، ولكنها أحقاد بدرية ، وترات أُحدية ، كانت عليها قلوب النفاق مكتمنة لامكان الوشاة . فلما استهدف الأمر أُرسلت علينا شآبيب الآثار في مخيلة الشقاق ، فيقطع وتر الإيمان من قسي صدورها ، ولبئس - على ما وعد الله من حفظ الرسالة وكفالة المؤمنين - أحرزوا عائدتهم ، غرور الدنيا بعد استنصار ( انتصار ) ممن فتك بآبائهم في مواطن الكرب ، ومنازل الشهادات |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ماجرى عليها ( عليها السلام )
( بنت ) رسول الله (ص) التي قال في حقها رسول الله (ص) : إن الله يرضى لرضاك ، ويغضب لغضبك .، وقال (ص) : " فاطمة " بضعة مني ، من آذاها فقد آذاني إلى أن قال: وإن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أخرجها ومعه " الحسن والحسين " ( عليهما السلا م ) في الليل ، وصلوا عليها ، ولم يعلم بها أحد ، ولا حضروا وفاتها ولاصلى عليها أحد من سائر الناس غيرهم ، لأنها ( عليها السلام ) أوصت بذلك ، وقالت : لا تصلي علي أمة نقضت عهد الله ، وعهد أبي رسول الله (ص) في أمير المؤمنين " علي " ( عليه السلام ) ، وظلموني حقي ، وأخذوا أرثي ، وخرقوا صحيفتي التي كتبها لي أبي بملك فدك ، وكذبوا شهودي وهم - والله - جبرائيل وميكائيل وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأم أيمن ، وطفت عليهم في بيوتهم ، وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) يحملني ومعي " الحسن والحسين " ليلاً ونهاراً إلى منازلهم ، أُذكرهم بالله وبرسوله ألا تظلمونا ، ولا تغصبونا حقنا الذي جعله الله لنا .، فيجيبونا ليلاً ويقعدون عن نصرتنا نهاراً ، ثم ينفذون إلى دارنا قنفذاً ومعه عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد ليخرجوا ابن عمي " علياً " إلى سقيفة بني ساعدة لبيعتهم الخاسرة .، فلا يخرج إليهم متشاغلاً بما أوصاه به رسول الله ، وبأزواجه . وبتأليف القرآن ، وقضاء ثمانين ألف درهم وصاه بقضائها عنه عداةً وديناً . فجمعوا الحطب الجزل على بابنا ، وأتوا بالنار ليحرقوه ويحرقونا ، فوقفت بعضادة الباب ، وناشدتهم بالله وبأبي ( ص) أن يكفوا عنا وينصرونا ، فأخذ عمر السوط من يد قنفذ مولى أبي بكر فضرب به عضدي ، فالتوى السوط على عضدي حتى صار كالدملج ، وركل الباب برجله فرده علي وأنا حامل ، فسقطت لوجهي والنار تسعر وتسفع وجهي .، فضربني بيده حتى انتثر قرطي من أذني ، وجاءني المخاض فأسقطت محسناً قتيلاً بغير جرم ، فهذه أُمة تصلي علي ! وقد تبرأ الله ورسوله منهم ، وتبرأت منهم . فعمل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بوصيتها ، ولم يعلم أحداً بها فأصنع في البقيع ليلة دفنت " فاطمة " ( عليها السلام ) أربعون قبراً جدداً . ثم إن المسلمين لما علموا بوفاة " فاطمة " ( عليها السلام ) ودفنها جاؤوا ، فقالوا : إنا لله وإنا إليه راجعون ، تموت إبنة نبينا محمد (ص) ولم يخلف فينا ولداً غيرها ولانصلي عليها ، إن هذا لشيء عظيم . فقال ( عليه السلام ): حسبكم ماجنيتم على الله وعلى رسوله (ص) وعلى أهل بيته ، ولم أكن - والله - لأعصيها في وصيتها التي أوصت بها في أن لايصلي عليها أحد منكم ولا بعد العهد فاغدر فنفعن القوم أثوابهم ، وقالوا: لابد لنا من الصلاة على إبنة رسول الله ( عليها السلام ) ، ومضوا من فورهم إلى البقيع فوجدوا فيه أربعين قبراً جدداً ، فإشتبه عليهم قبرها ( عليها السلام ) بين تلك القبور فضج الناس ولام بعضهم بعضاً ، وقالوا: لم تحضروا وفاة بنت نبيكم ولا الصلاة عليها ، ولاتعرفون قبرها فتزورونه . فقال أبوبكر: هاتوا من ثقات المسلمين من ينبش هذه القبور حتى تجدوا قبرها فنصلي عليها ، ونزورها ، فبلغ ذلك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فخرج من داره مغضباً وقد إحمر وجهه ، وقامت عيناه ، ودرت أوداجه ، وعلى يده قباه الأصفر الذي لم يكن يلبسه إلا في يوم كريهة يتوكى على سيفه ذي الفقار حتى ورد البقيع ، فسبق الناس النذير ، فقال لهم : هذا " علي " قد أقبل كما ترون ، يقسم بالله لئن بحث من هذه القبور حجراً واحد لأضعن السيف على غابر هذه الأمة ، فولى القوم هاربين قطعاً قطعاً ... . 8- وصيتها للا مام " علي " ( عليه السلام ) مرضت " فاطمة " ( عليها السلام ) مرضاً شديداً ومكثت أربعين ليلة في مرضها إلى أن توفيت ( صلوات الله عليها ) ، فلما نعيت إليها نفسها دعت أُم أيمن ، وأسماء بنت عميس ، ووجهت خلف " علي " فاحضرته . فقالت : يابن عم ، إنه قد نعيت إلي نفسي ، وإنني لا أرى مابي إلا أنني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة وأنا أُصيك بأشياء في قلبي . قال لها " علي " ( عليه السلام ) :أوصيني بما أحببت يابنت رسول الله ، فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت . ثم قالت : يابن عم ، ماعهدتني كاذبةً ولا خائنةً ، ولا خالفتك منذ عاشرتني . فقال ( عليه السلام ): معاذ الله ، أنت أعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفاً من الله من أُبخك بمخالفتي ، قد عز علي مفارقتك وفقدك ، إلا أنه أمر لابد منه - والله - جددت علي مصيبة رسول الله (ص) وقد عظمت وفاتك وفقدك ، فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضها وأحزنها ، هذه - والله - مصيبة لاعزاء لها ، ورزية لا خلف لها . ثم بكيا جميعاً ساعة ، وأخذ علي رأسها وضمها إلى صدره ، ثم قال : أوصيني بما شئت فإنك تجديني فيها أمضي كما أمرتني به ، وأختار أمرك على أمري .، ثم قالت : جزاك الله عني خير الجزاء يابن عم رسول الله ، أوصيك أولاً : أن تتزوج بعدي بأُمامة فإنها تكون لولدي مثلي ، فإن الرجال لابد لهم من النساء ، قال : فمن أجل ذلك قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أربع ليس لي إلى فراقهن سبيل ، أُمامة أوصتني بها " فاطمة بنت محمد (ص) . ثم قالت : أُصيك يابن عم ، أن تتخذ لي نعشاً ، فقد رأيت الملائكة صوروا صورته ، فقال له :صفيه لي ، فوصفته ، فاتخذه لها ، فأول نعش عمل على وجه الأرض ذلك وما رأى قبله ولا عمل أحد . ثم قالت : أوصيك أن لايشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني وأخذوا حقي فإنهم عدوي وعدو رسول الله (ص) .، ولاتترك أن يصلي علي أحد منهم ، ولا من أتباعهم . وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار . ثم توفيت ( صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها ) فصاح أهل المدينة صيحة واحدة ، واجتمعت نساء بني هاشم في دارها ، فصرخن صرخة واحدة كادت المدينة أن تتزعزع من صراخهن وهن يقلن : ياسيدتاه ، يابنت رسول الله . وأقبل الناس مثل عرف الفرس إلى " علي " ( عليه السلام ) ، وهو جالس و " الحسن " و " الحسين " ( عليهما السلام ) بين يديه يبكيان ، فبكى الناس لبكائهما . وخرجت أُم كلثوم وعليها برقعة وتجر ذيلها ، متجللة برداء عليها تسحبه ، وهي تقول : يا أبتاه ، يارسول الله ، الآن حقاً فقدناك ، فقداً لا لقاء بعده أبداً . واجتمع الناس ، فجلسوا وهم يضجون وينتظرون أن تخرج الجنازة فيصلون عليها وخرج أبوذر فقال: انصرفوا ، فإن ابنة رسول الله (ص) قد أُخر إخراجها في هذه العشية .، فقام الناس وانصرفوا فلما هدأت العيون ومضى شطر من الليل ، أخرجها " علي " و " الحسن " و " الحسين " ( عليهما السلام ) وعمار والمقداد وعقيل والزبير وأبوذر وسلمان وبريدة ونفر من بني هاشم وخواصه ، صلوا عليها ودفنوها في جوف الليل .، وسوى " علي " حواليها قبوراً مزورة مقدار سبعة حتى لايعرف قبرها .، وقال بعضهم من الخواص : قبرها سوي مع الأرض مستوياً ، فمسح مسحاً سواء مع الأرض حتى لا يعرف موضعه |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بكت عند الوفاة حزناً على زوجها وعن جعفر بن محمد عن آبائه ( عليهم السلام ) قال: ماتت " فاطمة " ( عليها السلام ) مابين المغرب والعشاء . وعنه ( عليه السلام ) : لما حضرت " فاطمة " الوفاة بكت ، فقال لها أمير المؤمنين : ياسيدتي مايبكيك ؟ قالت : أبكي لما تلقى بعدي . قال لها : لاتبكي فوالله إن ذلك لصغير عندي في ذات الله . قال : وأوصته أن لايؤذن بها الشيخين ففعل . 10- مارأته في منامها قبل موتها : عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام )قال : لما قبض رسول الله (ص) ما ترك إلا الثقلين : " كتاب الله وعترته أهل بيته " وكان قد أسر إلى " فاطمة " ( صلوات الله عليها )أنها لاحقة به ، وأنها أول أهل بيته لحوقاً . قالت : بينا أني بين النائمة واليقظانة بعد وفاة أبي بأيام ، إذ رأيتكأن أبي قد أشرف " علي " فلما رأيته لم أملك نفسي أن ناديت : يا أبتاه ، انقطع عنا خبر السماء ، فبينما أنا كذلك إذ أتتني الملائكة صفوفاً يقدمها ملكان حتى أخذاني فصعدا بي إلى السماء ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بقصور مشيدة وبساتين وأنهار تطرد ، وقصر بعد قصر ، وبستان بعد بستان ، وإذا قد اطلع علي من تلك القصور جواري ، كأنهن اللعب ، فهن يتباشرون ويضحكن إلي ويقلن : مرحباً بمن خلقت الجنة وخلقنا من أجل أبيها . فلم تزل الملائكة تصعد بي حتى أدخلوني إلى دار فيها قصور ، في كل قصر من البيوت مالا عين رأت ، وفيها من السندس والإستبرق على الأسرة الكثير .، وعليها ألحاف من ألوان الحرير والديباج ، وآنية الذهب والفضة .، وفيها موائد عليها من ألوان الطعام ، وفي تلك الجنان نهر مطرد أشد بياضاً من اللبن ، وأطيب رائحة من المسك الأذفر . فقلت : لمن هذه الدار ؟ وما هذا النهر ؟ فقالوا : هذه الدار الفردوس الأعلى الذي ليس بعده جنة ، وهي دار أبيك ومن معه من النبيين ، ومن أحب الله . قلت : فما هذا النهر ؟ قالوا: هذا الكوثر الذي وعده أن يعطيه إياه . فقلت : فأين أبي ؟ قالوا : الساعة يدخل عليك . فبينما أنا كذلك إذ برزت لي قصور هي أشد بياضاً وأنور من تلك ، وفرش هي أحسن من تلك الفرش ، وإذا أنا بفرش مرتفعة على أسرة ، وإذا أبي جالس على تلك الفرش ، ومعه جماعة ، فلما رآني أخذني فضمني ، وقبل مابين عيني ، وقال : مرحباً بابنتي ، وأخذني وأقعدني في حجره ثم قال لي : ياحبيبتي ، أما ترين ما أعد الله لك وما تقدمين عليه ؟ فأراني قصوراً مشرقات ، فيها ألوان الطرائف والحلي والحلل . وقال : هذه مسكنك ومسكن زوجك وولديك ، ومن أحبك وأحبهما ، فطيبي نفساً ، فإنك قادمة علي إلى أيام . قالت : فطار قلبي واشتد شوقي ، وانتبهت من رقدتي مرعوبة . قال أبو عبدالله : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فلما انتبهت من مرقدها صاحت بي ، فأتيتها فقلت لها : ماتشتكين ؟ فخبرتني بخبر الرؤيا ، ثم أخذت علي عهداً لله ورسوله : أنها إذا توفيت لا أُعلم أحداً إلا أُم سلمة زوجة رسول الله (ص) وأُم أيمن وفضة ، ومن الرجال : إبنيها وعبدالله بن عباس وسلمان الفارسي وعمار بن ياسر والمقداد وأبو ذر وحذيفة . وقالت : إني أحللتك من أن تراني بعد موتي ، فكن مع النسوة فيمن يغسلني ، ولا تدفني إلا ليلاً ، ولا تعلم أحداً قبري . فلما كانت الليلة التي أراد الله أن يكرمها ويقبضها إليه ، أقبلت تقول : وعليكم السلام ، وهي تقول لي : يابن عم ، قد أتاني جبرائيل مسلماً وقال لي : السلام يقرأ عليك السلام ياحبيبة حبيب الله ، وثمرة فؤاده ، اليوم تلحقين به في الرفيع الأعلى وجنة المأوى . ثم انصرف عني ، ثم سمعناها ثانية تقول : وعليكم السلام ، فقالت : يابن عم ، هذا - والله - ميكائيل وقال لي كقول صاحبه . ثم تقول : وعليكم السلام ، ورأيناها قد فتحت عينيها فتحاً شديداً .، ثم قالت : يابن عم ، هذا - والله - الحق ، هذا عزرائيل ، قد نشر جناحه بالمشرق والمغرب ، وقد وصفه لي أبي وهذه صفته ، فسمعناها تقول : وعليك السلام يا قابض الأرواح ، عجل بي ولا تعذبني . ثم سمعناها تقول : إليك ربي لا إلى النار .، ثم غمضت عينيها ، ومدت يديها ورجليها كأنها لم تكن حية قط . 11- عن ابن عباس ، قال : رأت " فاطمة " في منامها النبي (ص) قالت : فشكوت إليه مانالنا من بعده . قالت : فقال لي رسول الله (ص) : لكم الآخرة التي أُعدت للمتقين ، وإنك قادمة علي عن قريب . 12- سلامها على جبرائيل عند احتضارها : عن عبد الله بن الحسن ، عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) : أن " فاطمة " بنت رسول الله (ص) لما احتضرت نظرت نظراً حاداً ثم قالت : السلام على جبرائيل ، السلام على رسول الله .، اللهم مع رسولك ، اللهم في رضوانك وجوارك ودارك دار السلام . ثم قالت : أترون ما أرى ؟ فقيل لها : ما ترين ؟ قالت : هذه مواكب أهل السماوات ، وهذا جبرائيل ، وهذا رسول الله ، ويقول : يا بنية أقدمي ، فما أمامك خير لك . |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() كلام خادمتها فضة عنها ( عليها السلام ) حول حزنها وموتها : قالت : ثم رجعت إلى منزلها ،وأخذت بالبكاء والعويل ليلها نهارها ، وهي لا ترقأ دمعتها ، ولاتهدأروى ورقة بن عبدالله الأدي ، قال: خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام ، راجياً لثواب الله رب العالمين ، فبينما أنا أطوف وإذا أنا بجارية سمراء ، ومليحة الوجه ، عذبة الكلام ، وهي تنادي بفصاحة منطقها وهي تقول : ورب محمد (ص) خير الأنام والبررة الكرام أسألك أن تحشرني مع سادتي الطاهرين، وأتباعهم ( أبنائهم ) الغر المحجلين الميامين ، أى فاشهدوا ياجماعة الحجاج والمعتمرين ، إن موالي وصفوة الأبرار الذين علا قدرهم على الأقدار ، وارتفع ذكرهم في سائر الأمصار ، المرتدين بالفخار قال ورقة بن عبدالله : فقلت: ياجارية ، إني لأظنك من موالي أهل البيت ( عليهم السلام ) ؟ فقالت: أجل ، قلت لها : ومن أنت من مواليهم ؟ قالت: أنا فضة ، أمة " فاطمة الزهراء " إبنة " محمد " المصطفى ( صلى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها ) . فقلت لها : مرحباً بك وأهلاً وسهلاً ، فلقد كنت مشتاقاً إلى كلامك ومنطقك ، فأُريد منك الساعة أن تجيبيني عن مسألة أسألك ، فإذا أنت فرغت من الطواف قفي لي عند سوق الطعام حتى آتيك ، وأنت مثابة مأجورة . فافترقنا ( في الطواف ) ، فلما فرغت من الطواف وأردت الرجوع إلى منزلي جعلت طريقي على سوق الطعام ، وإذا أنا بها جالسة في معزل عن الناس ، فأقبلت عليها ، واعتزلت بها وأهديت اليها هدية ولم أعتقد أنها صدقة ، ثم قلت لها : يافضة ، أخبريني عن مولاتك " فاطمة الزهراء " ( عليها السلام ) ، وما الذي رأيت منها عند وفاتها بعد موت أبيها (ص) ؟ قال ورقة : فلما سمعت كلامي تغرغرت عيناها بالدموع ، ثم انتحبت نادبة وقالت : ياورقة بن عبدالله ، هيجت علي حزناً ساكناً ، وأشجاناً في فؤادي كانت كامنة فاسمع الآن ما شاهدت منها ( عليها السلام ) . إعلم أنه لما قبض رسول الله (ص) افتجع له الصغير والكبير ، وكثر عليه البكاء ، وقل العزاء ، وعظم رزؤه على الأقرباء والأصحاب والأولياء والأحباب والغرباء والأنساب ولم تلق إلا كل باك وباكية ، ونادب ونادبة ، ولم يكن في أهل الأرض والأصحاب والأقرباء والأحباب أشد حزناً وأعظم بكاءً وانتحاباً من مولاتي " فاطمة الزهراء " ( عليها السلام ) ، وكان حزنها يتجدد ويزيد ، وبكاؤها يشتد . فجلست سبعة أيام لا يهدأ لها أنين ، ولا يسكن منها الحنين ، كل يوم جاد كان بكاؤها أكثر من اليوم الأول ، فلما كان في اليوم الثامن أبدت ماكتمت من الحزن ، فلم تطق صبراً إذ خرجت وصرخت ، فكأنها من فم رسول الله (ص) تنطق ، فتبادرت النسوان ، وخرجت الولائد والولدان ، وضج الناس بالبكاء والنحيب ، وجاء الناس من كل مكان ، وأُطفئت المصابيح لكيلا تتبين صفحات النساء ، وخيل إلى النسوان أن رسول الله (ص) قد قام من قبره ، وصارت الناس في دهشة وحيرة لما قد رهقهم .، وهي ( عليها السلام ) تنادي وتندب أباها : وا أبتاه ، واصفياه ، وامحمداه ، وا أبا القاسماه واربيع الأرامل واليتامى ، من للقبلة والمصلى ؟ ومن لابنتك الوالهة الثكلى ؟ ثم أقبلت تعثر في أذيالها ، وهي لاتبصر شيئاً من عبرتها ، ومن تواتر دمعتها حتى دنت من قبر أبيها محمد (ص) فلما نظرت إلى الحجرة وقع طرفها على المأذنة ، فقصرت خطاها ، ودام نحيبها وبكاها ، إلى أن أُغمي عليها ، فتبادرت النسوان إليها ، فنضحن الماء عليها وعلى صدرها وجنبيها حتى أفاقت ، فلما أفاقت من غشيتها ، قامت وهي تقول : رفعت قوتي ، وخانني جلدي ، وشمت بي عدوي ، والكمد قاتلي . يا أبتاه ،بقيت والهة وحيدة ، وحيرانة فريدة ، فقد انخمد صوتي ، وانقطع ظهري وتنغص عيشي ، وتكدر دهري ، فما أجد يا أبتاه ، بعدك أنيساً لوحشتي ، ولا راداً لدمعتي ولامعيناً لضعفي ، فقد فنى بعدك محكم التنزيل ، ومهبط جبرائيل ، ومحل ميكائيل . انقلبت - بعدك يا أبتاه - الأسباب ، وتغلقت دوني الأبواب ، فأنا للدنيا بعدك قالية ، وعليك ما ترددت أنفاسي باكية ، لاينفد شوقي إليك ، ولاحزني عليك .، ثم نادت يا أبتاه ، والباه ، ثم قالت : إن حزني عليك حزن جديد -------------------------- وفؤادي والله صب عنيد كل يوم يزيد فيه شجوني ---------------------------- واكتئابي عليك ليس يبيد جل خطبي فبان عني عزائي ------------------------ فبكائي كل وقت جديد إن قلباً عليك يألف صبراً ---------------------------- أو عزاء فإنه لجليد ثم نادت : يا أبتاه ، انقطعت بك الدنيا بأنوارها ، وزوت زهرتها ، وكانت ببهجتك زاهرة ، فقد اسود نهارها ، فصار يحكي حنادسها رطبها ويابسها . يا أبتاه ، لازلت آسفة عليك إلى التلاق ، يا أبتاه زال غمضي مند حق الفراق . يا أبتاه ، من للأرامل والمساكين ، ومن للأمة إلى يوم الدين . يا أبتاه ، أمسينا بعدك من المستضعفين . يا أبتاه ، أصبحت الناس عنا معرضين ، ولقد كنا بك معظمين في الناس غير مستضعفين ، فأي دمعة لفراقك لاتنهمل ؟ وأي حزن بعدك عليك لايتصل ؟ وأي جفن بعدك بالنوم يكتحل ؟ وأنت ربيع الدين ، ونور النيين . فكيف للجبال لاتمور ، وللبحار لاتغور ، والأرض كيف لم تتزلزل !؟ رميت يا أبتاه ، بالخطب الجليل ، ولم تكن الرزية بالقليل ، وطرقت يا أبتاه بالمصاب العظيم ، وبالفادح المهول ، بكتك يا أبتاه ، الأملاك ، ووقفت الأفلاك .، فمنبرك بعدك مستوحش ، ومحرابك خال من مناجاتك ، وقبرك فرح بموراتك والجنة مشتاقة إليك وإلى دعائك وصلاتك . يا أبتاه ، ما أعظم ظلمة مجالسك ، فوا أسفاه عليك إلى أن أقدم عاجلاً عليك . وأثكل أبو الحسن المؤتمن أبو ولديك " الحسن والحسين " وأخوك ووليك ، وحبيبك ومن ربيته صغيراً ، وآخيته ( وواخيته ) كبيراً وأحلى أصحابك وأحبائك ( وأحلى أحبائك وأصحابك ) إليك ، من كان منهم سابقاً ومهاجراً وناصراً ، والثكل شاملنا ، والبكاء قاتلنا ، والأسى لازمنا . ثم زفرت زفرة وأنت أنةً ، كادت روحها أن تخرج ثم قالت : قل صبري وبان عني عزائي ------------------------- بعد فقدي لخاتم الأنبياء عين ياعين اسكبي الدمع سحاً ----------------------- ويك لاتبخلي بفيض الدماء يارسول الإله ياخيرة الله ----------------------------- وكهف الأيتام والضعفاء قدبكتك الجبال والوحش جمعاً ------------------------ والطير والأرض بعد بكي السماء وبكاك الحجون والركن والمشعر--------------------- ياسيدي مع البطحاء وبكاك المحراب والدرس ----------------------------- للقرآن في الصبح معلناً والمساء وبكاك الإسلام إذصار في --------------------------- الناس غريباً من سائر الغرباء لوترى المنبر الذي كنت تعلوه ------------------------ علاه الظلام بعد الضياء يا إلهي عجل وفاتي سريعاً --------------------------- فلقد تنغصت الحياة يا مولائي زفرتها ، واجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقالوا له :يا أبا الحسن ، إن " فاطمة " ( عليها السلام ) تبكي الليل والنهار فلا أحد منا يتهنأ بالنوم في الليل على فُرشنا ، ولابالنهار لنا قرار على أشغالنا ، وطلب معايشنا ، وإنا نخبرك أن تسألها إما أن تبكي ليلاً أو نهاراً . فقال ( عليه السلام ) : حباً وكرامة . فأقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حتى دخل على " فاطمة " ( عليها السلام ) وهي لاتفيق من البكاء ، ولاينفع فيها العزاء ، فلما رأته سكنت هنيئة له ، فقال لها : يابنت رسول الله ، إن شيوخ المدينة يسألونني أن أسألك : إما أن تبكين أباك ليلاً وإما نهاراً . فقالت : يا أبا الحسن ، ماأقل مكثي بينهم ، وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم .، فوالله لا أسكت ليلاً ولا نهاراً أو ألحق بأبي رسول الله (ص) . فقال لها علي ( عليه السلام ) : افعلي يابنت رسول الله ما بدا لك . ثم إنه ( عليه السلام ) بنى لها بيتاً في البقيع نازحاً عن المدينة ، يسمى : بيت الأحزان . وكانت إذا أصبحت قدمت " الحسن " و " الحسين " ( عليهما السلام ) أمامها ، وخرجت إلى البقيع باكية فلا تزال بين القبور باكية ، فإذا جاء الليل أقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إليها وساقها بين يديه إلى منزلها ، ولم تزل على ذلك إلى أن مضى لها بعد موت أبيها سبعة وعشرون يوماً . واعتلت العلة التي توفيت فيها ، فبقيت إلى يوم الأربعين ، وقد صلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) صلاة الظهر ، وأقبل يريد المنزل ، إذ استقبلته الجواري ( باكيات ) حزينات .، فقال لهن : ما الخبر ؟! وما لي أراكن متغيرات الوجوه والصور ؟ فقلن : يا أمير المؤمنين أدرك ابنة عمك الزهراء ( عليها السلام ) ، وما نظنك تدركها . فأقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مسرعاً حتى دخل عليها ، وإذا بها ملقاة على فراشها وهو من قباطي مصر وهي تقبض يميناً وتمد شمالاً ، فألقى الرداء عن عاتقه ، والعمامة عن رأسه ، وحل إزاره ، وأقبل حتى أخذ رأسها وتركه في حجره . وناداها : يازهراء ، فلم تكلمه .، فناداها : يابنت محمد المصطفى ، فلم تكلمه . فناداها : يابنت من حمل الزكاة في طرف ردائه وبذلها على الفقراء ، فلم تكلمه . فناداها : ياابنة من صلى بالملائكة في السماء مثنى مثنى ، فلم تكلمه . فناداها : يا " فاطمة " كلميني ، فأنا ابن عمك " علي بن أبي طالب " ؟ قال : ففتحت عينيها في وجهه ، ونظرت إليه وبكت وبكي .، وقال : ما الذي تجدينه ؟ فأنا ابن عمك " علي بن أبي طالب " ، فقالت : يابن العم ، إني أجد الموت الذي لابد منه ولا محيص عنه ... فإن أنت تزوجت امرأة اجعل لها يوماً وليلة ، واجعل لأولادي يوماً وليلة ، يا أبا الحسن ، ولا تصح في وجوههما فيصبحان يتيمين ، غريبين ، منكسرين ، فإنهما بالأمس فقدا جدهما واليوم يفقدان أُمهما ، فالويل لأمة تقتلهما وتبغضهما .، ثم أنشأت تقول : إبكني إن بكيت خير هادي ------------------------ واسيل الدمع فهو يوم الفراق ياقرين البتول أوصيك بالنسل -------------------- فقد أصبحا حليف اشتياق إبكني وابك لليتامى ولاتنس --------------------- قتيل العدى بطف العراق فارقوا فأصبحوا حيارى ------------------------- يخلف الله فهو يوم الفراق قالت : فقال لها " علي " ( عليه السلام ) : من أين لك يابنت رسول الله (ص) هذا الخبر ، والوحي قد انقطع عنا ؟! فقالت: يا أبا الحسن ، رقدت ساعة فرأيت حبيبي رسول الله (ص) في قصر من الدر الأبيض ، فلما رآني قال: هلمي إلي يابنية ، فإني إليك مشتاق . فقلت : - والله - إني لأشد شوقاً بك إلى لقائك . فقال: - والله - أنت الليلة عندي ، وهو الصادق لما وعد ، والموفي لما عاهد . فإذا أنت قرأت " يس " فأعلم أني قد قضيت نحبي ، فغسلني ولا تكشف عني ، فإني طاهرة مطهرة ، وليصل علي معك من أهلي الأدنى فالأدنى ، ومن رزق أجري .، وادفني ليلاً في قبري ، بهذا أخبرني حبيبي رسول الله (ص) . فقال " علي " : - والله - لقد أخذت في أمرها ، وغسلتها في قميصها ، ولم أكشفه عنها ، فوالله لقد كانت ميمونة طاهرة مطهرة ، ثم حنطتها من فضل ( فضله ) حنوط رسول الله (ص) ، وكفنتها ، وأدرجتها في أكفانها ، فلما هممت أن أعقد الرداء ناديت : يا أم كلثوم ، يازينب ، ياسكينة ، يافضة ، يا " حسن " يا " حسين " ها تزودوا من أمكم فهذا الفراق واللقاء في الجنة . فأقبل " الحسن " و " الحسين " ( عليهما السلام ) وهما يناديان : واحسرة ( واحسرتا ) لا تنطفئ أبداً من فقد جدنا " محمد " المصطفى وأمنا " فاطمة الزهراء " . يا أُم " الحسن " يا أُم " الحسين " ، إذا لقيت جدنا " محمداً " المصطفى فاقرئيه منا السلام وقولي له : إنا قد بقينا بعدك يتيمين في دار الدنيا . فقال أمير المؤمنين " علي " ( عليه السلام ) : إني أُشهد الله أنها قد حنت وأنت ومدت يديها ، وضمتهما إلى صدرها ملياً ،وإذا بهاتف من السماء ينادي : يا أبا الحسن ، ارفعهما عنها ، فلقد أبكيا والله ملائكة السماوات . فقد اشتاق الحبيب إلى المحبوب . قال فرفعتها عن صدرها ، وجعلت أعقد الرداء ، وأنا أُنشد بهذه الأبيات : فراقك أعظم الأشياء عندي ----------------------- وفقدك فاطم أدهى الثكول سأبكي حسرة ، وأنوح شجواً ---------------------- على خل مضى أسني سبيل ألا يا عين جودي واسعديني ----------------------- فحزني دائم أبكي خليلي ثم حملها على يده ، وأقبل إلى قبر أبيها ونادى : السلام عليك يارسول الله ، السلام عليك ياحبيب الله السلام عليك يانور الله ، السلام عليك ياصفوة الله مني ، السلام عليك والتحية واصلة مني إليك ولديك ، ومن ابنتك النازلة عليك بفنائك ، وإن الوديعة قد استردت ، والرهينة قد أُخذت .، فواحزناه على الرسول ، ثم من بعده على البتول ، ولقد اسودت علي الغبراء ، وبعدت عني الخضراء فواحزناه ، ثم وا أسفاه . ثم عدل بها على الروضة ، فصلى عليها في أهله وأصحابه ومواليه وأحبائه وطائفة من المهاجرين والأنصار ، فلما واراها وألحدها في لحدها أنشأ بهذه الأبيات يقول : أرى علل الدنيا علي كثيرة --------------------- وصاحبها حتى الممات عليل لكل إجتماع من خليلين فرقة ------------------- وإن بقائي بعدكم لقليل وإن إفتقادي فاطماً بعد أحمد -------------------- دليل على أن لا يدوم خليل 14- نعشها ( عليها السلام ) عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : أول نعش أُحدث في الإسلام نعش " فاطمة " ( عليها السلام ) إنها اشتكت شكوتها التي قبضت فيها وقالت لأسماء : إني نحلت ، وذهب لحمي ، ألا تجعلين لي شيئاً يسترني ؟ قالت أسماء : إني إذ كنت بأرض الحبشة رأيتهم يصنعون شيئاً ، أفلا أصنع لك ؟ فإن أعجبك أصنع لك ، قالت : نعم ، فدعت بسرير فأكبته لوجهه ، ثم دعت بجرائد فشددته على قوائمه ، ثم جللته ثوباً : هكذا رأيتهم يصنعون . فقالت : اصنعي لي مثله ، أُستريني سترك الله من النار 15- كافور من الجنة : إن " فاطمة " ( عليها السلام ) قالت لأسماء : إن جبرائيل أتى النبي (ص) لما حضرته الوفاة بكافور من الجنة فقسمه أثلاثاً : ثلث لنفسه ، وثلث لعلي ، وثلث لي ، وكان أربعين درهماً . 16- تغسيلها وتكفينها والصلاة عليها ... وأمر " الحسن " و " الحسين " ( عليهما السلام ) يدخلان الماء ، ولم يحضرها غيره وغير الحسنين وزينب وأُم كلثوم وفضة جاريتها وأسماء بنت عميس ، وكفنها في سبعة أثواب ، ثم صلى عليها ، وكبر خمساً ، ودفنها في جوف الليل ، وعفى قبرها ، ولم يحضر دفنها والصلاة عليها إلا " علي " و " الحسنان " ( عليهم السلام ) ونفر من بني هاشم وخواص " علي " ( عليه السلام ). |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() قبرها المجهول : يقول الشاعر :عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال: قال رسول الله (ص) : مابين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على ترعة من ترع الجنة . لأن قبر " فاطمة " ( صلوات الله عليها ) بين قبره ومنبره ، وقبرها روضة من رياض الجنة ، وإليه ترعة من ترع الجنة . عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: سألته عن " فاطمة " بنت رسول الله (ص) أي مكان دفنت ؟ فقال: سأل رجل جعفراً ( عليه السلام ) عن هذه المسألة وعيسى بن موسى حاضر .، فقال له عيسى : دفنت في البقيع ، فقال الرجل: ماتقول ؟ فقال: قد قال لك . فقلت له : أصلحك الله ما أنا وعيسى بن موسى ؟ اخبرني عن آبائك ، فقال الإمام ( عليه السلام ) : دفنت في بيتها . أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن قبر " فاطمة " ( عليها السلام ) ؟ فقال: دفنت في بيتها ، فلما زادت بنو أُمية في المسجد صارت في المسجد . 18- لِم دفنت ليلاً : سئل أمير المؤمنين " علي بن أبي طالب " ( عليه السلام ) عن علة دفنه لـ " فاطمة " بنت رسول الله ( ص) ليلاً ؟ فقال: إنها كانت ساخطة على قوم كرهت حضورهم جنازتها .، وحرام على من يتولاهم أن يصلي على أحد من ولدها . 19- نحن غضبانين لغضبها : كانت الزهراء صاحبة المكانة العظيمة عند الله عزوجل ورسوله (ص) فالله خلقها وهو كرمها وأعظمها ورفع شأنها . فمن أغضبها فقد أغضب الله ورسوله ومن آذاها فقد آذى الله ورسوله . وقد ماتت وهي غير راضية وغاضبة على أبوبكر وعمر ومن سلب حقها وظلمها وساعد في ظلمها ووالا من ظلمها . فذريتها ومحبيها وشيعتها غضبانين لغضبها قربةً إلى الله تعالى . قال الامام الرضا لأحدهم حيث ألح عليه بقوله : ما تقول في أبي بكر ... فقال عليه السلام : كانت لنا أُم صالحة وهي عليهما ساخطة ، ولم يأتنا خبر أنها رضيت عنهما . وحين سئل عبدالله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبي بكر وعمر ، قال: كانت أُمنا صديقة ابنة نبي مرسل ، وماتت وهي غضبى على قوم ، فنحن غضاب لغضبها . عن زكريا ابن آدم أنه قال : إني لعند الرضا ( عليه السلام ) إذ جيء بأبي جعفر الجواد ( عليه السلام ) له وسنهُ أقل من أربع سنين فضرب بيده إلى الأرض ورفع رأسه إلى السماء وهو يفكر ، فقال له الرضا ( عليه السلام ) : بنفسي أنت لِم طال فكرك ؟ فقال: فيما صنع بأمي الزهراء . بادرت بضعة النبي دفاعاً -------------------------- تطلب النحلة التي غصباها فأتت فاطم بخير شهود ----------------------------- وعدول هم أقلت ثراها فهي لا تدعي بغير شهود -------------------------- وهي لاتتبع بذاك هواها فعلي صادق وفاطم صديقة ------------------------ وصادقين هما حسناها صدقت أُم أيمن وكذا قنبر ------------------------- شهد الحق بالحقيقة فاها خالفوا الحق عامدين فقالوا ---------------------- بعلها طامع بذا وابناها حكم الله في كتاب مبين -------------------------- إنما الفيئ ملكه يؤتاها ثم جاء الأمين بالوحي نصاً ---------------------- آت حق القربى لبنتك طه فدك نحلة لفاطمة حقاً ---------------------------- بعد أموال أمها تعطاها فاستجاب العتيق للحق رغماً --------------------- وكتاب بملكها أعطاها أعلن الثاني العداء عناداً ------------------------ مزق السفر سفلة وسفاها فدعت ربها عليه جهاراً -------------------------- مزق اللهم بطنه يا إلها غضبت عند ذلك قالت ---------------------------- قبح الله منك وجهاً وشاها فقضت نحبها وهي غضبى ----------------------- أسرعت تشتكي عليه أذاها بعدما أخبرالنبي بأن الله ------------------------- يغضب ويرتضي لرضاها فهي أوصت بدفنها جوف ليل -------------------- في ظلام لا يشعرون إنتباها فلهذى الأمور تدفن سراً ------------------------- بضعة المصطفى ويعفى ثراها ومن مصدر آخر هذا شاعر الفاطميين الهاشميين شريف مكة قتادة بن إدريس يصف ذلك وصفاً بليغاً في هذه القصيدة الها ئية : وأتت فاطمٌ تطالب بالإرث ------------------------- من المصطفى فما ورثاها ليت شعري لم خولفت سنن ----------------------- القرآن فيها والله قد أبداها رضى الناس إذ تلوها بما لم ---------------------- يرض فيها النبي حين تلاها نسخت آية المواريث منها ------------------------ أم هما بعد فردها بدلاها ثم قالت: فنحلة من والدي ------------------------ المصطفى فلم ينحلاها فأقامت بها شهوداً فقالوا ------------------------- بعلها شاهدٌ لها وإبناها لم يجيزوا شهادة إبني رسول --------------------- الله هادي الأنام إذ ناصباها لم يكن صادقاً علي ولا فاطمٌ ---------------------- عندهم ولا ولداها كان أتقى لله منهم عتيق -------------------------- قبح القابح المحال وشاها جرعاها من بعد والدها الغيظ -------------------- مراراً فبئسما جرعاها ليت شعري ماكان ضرهما ----------------------- الحفظ لعهد النبي لو حفظاها ؟ كان إكرام خاتم الرسل طه ----------------------- البشير النذير لو أكرماها إن فعل الجميل لم يأتياه -------------------------- وحسان الأخلاق ما اعتمداها ولوإبتيع ذاك بالثمن ----------------------------- الغالي لما ضاع في اتباع هواها أترى المسلمين كانوا يلومون ------------------- في العطاء لو أعطياها ؟ كان تحت الخضراء بنت نبي --------------------- صادق ناطق أمين سواها ؟ بنت من أُم من حليلة من ------------------------ ويل لمن سن ظلمها وأذاها قل لنا أيها المجادل في القول -------------------- عن الغاصبين إذ غصباها أهما ما تعمداها كما قلت: ---------------------- بظلم كلا ولا إهتضماها !! فلماذا إذ جهزت للقاء الله ----------------------- عند الممات لم يحضراها ؟! شيعت نعشها ملائكة الرحمن ------------------- رفقاً بها وما شيعاها كان زهداً في أجرها أم عناداً ------------------- لأبيها النبي لم يتبعاها ؟ أم لأن البتول أوصت بأن لا --------------------- يشهدا دفنها فما شهداها ؟ أم أبوها أسرذاك إليها ------------------------- فأطاعت بنت النبي أباها كيف ماشئت قل كفاك فهذى -------------------- فرية قد بلغت أقصى مداها أغضباها وأغضبا عند ذاك -------------------- الله رب السماء إذ أغضباها وكذا أخبر النبي بأن الله ----------------------- يرضى سبحانه لرضاها لانبي الهدى أُطيع ولا ------------------------- فاطمٌ أُكرمت ولا حسناها وحقوق الوصي ضُيع منها -------------------- ما تساما في فضله وتناهى تلك كانت حزازة ليس تبرى ------------------ حين ردا عنها وقد خطباها فدعت واشتكت إلى الله من ذاك ------------- وفاضت بدمعها مقلتاها أترى آية المودة لم تأت --------------------- بود الزهراء في قرباها ؟ ثم قالا:أبوك جاء بهذا ---------------------- حجة من عنادهم نصباها قال: للأنبياء حكم بأن لا ------------------- يورثوا في القديم وانتهراها ! أفبنت النبي لم تدر إن ---------------------- كان نبي الهدى بذالك فاها ؟ بضعة من محمد خالفت -------------------- ماقال حاشاها مولاتنا حاشاها سمعته يقول ذاك وجاءت ------------------ تطلب الإرث ضلة وسفاها ؟ هي كانت لله أتقى وكانت ------------------ أفضل الخلق عفة ونزاها أوتقول النبي قدخالف --------------------- القرآن ويح الأخبار ممن رواها ؟ سل بإبطال قولهم سورة النمل ------------ وسل مريم التي قبل طاها فهما ينبئان . عن إرث يحيى -------------- وسليمان من أراد إنتباها |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لوح فاطمة الزهراء عليها السلام | معصومة اهل البيت | نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها | 32 | 23-10-2020 04:26 PM |
{أقوال عن فاطمة الزهراء}عليها السلام | قرة عيني رقية | نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها | 6 | 15-04-2013 12:50 PM |
فضل فاطمة الزهراء( عليها السلام ) | مهدية | نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها | 27 | 04-12-2012 11:50 AM |