خطبة الامام علي السجاد (عليه السلام) بالكوفة

[نور الولاية علي]

بِــسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وآل مُحَمَّد

الّسَّــلاّمّ عَلّى الزَّهَّـرَاء الَّبَتُوّْل الّطّْاهِْرّه وَعَلَى أَبِيْهّا وَبّعّلِهٓا وَ بَنِيْهاّ وَ الّسِرَ الّمُّسَّتَوّدْعٓ فِّيْهاْ

الّسّٓــلامّ عَلّى [COLOR="rgb(85, 107, 47)"]الْحُسَيْنٓ وٓعّلْى عٓلِّي بْنِ الْحُسَيْنٓ وٓعٓلّى أٓوّلادٓ

وٓعٓلّى أٓخِيّهِ وٓحٓامِلّ لِوّائِه قَطِيّعٓ الّكَفِيْنٓ أٓبا الّفَضْلٓ الْعٓبّاْسٓ

وٓعٓلّى أٓخّتِهِ وٓ شٓرِيْكَتٓهُ بِالْمَصٰابٓ أٓم الْحٓزْنٓ وٓجٓبّلٓ الْصَبّرٓ الْحَوّرّاءّ زٓيٓنّبٓ

وٓعٓلّى أٓصّٓحٓاْبٓ الْحُسَيْنٓ وٓعٓلّى أنّصٓآرٓ

الّسّٓــلاّمٓ عٓلْيٌــكٌّمّ وٓرٓحّـمّةّ الله وٓبٓــرٓكّاتّة

أومأ زين العابدين (عليه السلام) إلى الناس أن اسكتوا فسكتوا

فقام قائماً فحمد الله وأثنى عليه، وذكر النبي وصلى عليه، ثم قال:

أيها الناس من عرفني فقد عرفني

ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهما السلام)

أنا ابن من انتهك حريمه، وسلب نعيمه، وانتهب ماله، وسبي عياله

أنا ابن المذبوح بِشط الفرات من غير ذحل ولا تراث

أنا ابن من قتل صبراً وكفى بذلك فخراً

أيها الناس ناشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه

وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة ثم قاتلتموه وخذلتموه

فتباً لكم لما قدمتم لأنفسكم وسوأة لرأيكم، بأية عين تنظرون

إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إذ يقول لكم:

قتلتم عترتي، وانتهكتم حرمتي، فلستم من أمتي

فارتفعت أصوات الناس بالبكاء من كل ناحية ويقول بعضهم لبعض:

هلكتم وما تعلمون

فقال (عليه السلام): رحم الله امرئً قبل نصيحتي، وحفظ وصيتي في الله

وفي رسوله وأهل بيته، فإن لنا في رسول الله أسوة حسنة

فقالوا: بأجمعهم: نحن كلنا يا بن رسول الله سامعون مطيعون

حافظون لذمامك، غير زاهدين فيك، ولا راغبين عنك

فمرنا بأمرك يرحمك الله، فإنا حرب لحربك، وسلم لسلمك

لنأخذ يزيد ونبرء منه وممن ظلمك وظلمنا

فقال (عليه السلام): هيهات هيهات أيها الغدرة المكرة

حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم

أتريدون أن تأتوا إليّ كما أتيتم إلى آبي من قبل؟

كلا ورب الراقصات ، فإن الجرح لما يندمل

قتل أبي (صلوات الله عليه )بالأمس وأهل بيته ومن معه

ولم ينسني ثكل رسول الله وثكل أبي وبني أبي

ووجده والله بين لهازمي، ومرارته بين حناجري وحلقي

وغصصه تجري في فراش صدري، ومسألتي أن تكونوا لنا ولا علينا.

(بحار الأنوار 10/225)

[/COLOR]