14-06-2009, 05:39 PM | #1 |
موقوف
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: في قلب أهل البيت
المشاركات: 81
معدل تقييم المستوى: 0 |
الطفل بين الوراثة والتربية
بِسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ اللَّهُمَّ صَّلِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدْ السلامُ عليكم وَ رحمة اللهِ وَبركاته .. الطفل هو اللبنة الأولى في المجتمع .. إن أُحسن وضعها بـ شكل سليم كان البناء العام مستقيماً مهما ارتفع وتعاظم .. الطفل .. هو نواة الجيل الصاعد ،، التي تتفرّع منها أغصانه وفروعه .. الطفل .. هو الرافد الذي يمدّ بركة المجتمع بـ الرصيد الاحتياطي دائماً .. وكما أن البناء يحتاج إلى هندسة وموازنة ..! وكما أن النواة تـفتقر إلى التربة والظروف المناسبة ..! وكما أن الرافد يعوزه إصلاح وتنظيف مجارٍ ..! كذلك الطفل .. فـ إنه يحتاج إلى هندسة وموازنة بين ميوله وطاقاته ،، ويفتقر إلى تربة صالحة ينشأ فيها وتصقل مواهبه ،، ويعوزه تنظيف لـ موارد الثقافة التي يتلقاها والحضارة التي يتطبع عليها ،، والتربية التي ينشأ عليها ..! إنه عالم قائم بـ نفسه .. يحمل كلّ سمات الحياة بـ صورة مصغرة ،، في صخبها وأمنها .. في سعادتها وشقائها .. في ذكائها وبلادتها .. في صفائها وحقدها .. في تفوّقها وتأخـرها .. في إيمانها وجحودها .. في حربها وسلمها .. وهذا ما أشغل العلماء والباحثين ،، فـ راحوا يعدّون البحوث ويلقون المحاضرات ،، ويؤلفون الكتب ،، ويوردون النظريات في مسألة (تربية الطفل) .. ونشأ من بينهم عدّة ترى أن سلوك الطفل مرتبط بـ العوامل الوراثية التي يحملها بين جوانحه وفي (كروموسوماته) ،، ورأى عكس ذلك آخرون .. فـ أَرجعوا كل أنماط السلوك الفردي والإجتماعي إلى البيئة والمحيط ،، والتربية والتنشئة .. وأنكروا كلّ أثر إلى الوراثة ينسب .. حتى ادّعى العالم النفساني الأمريكي "واتسون" دعواه التي لم يسندها بـ دليل حيث قال :: "أعطني إثني عشر طفلاً ،، وهيىء لي الظروف المناسبة ،، أجعل ممن أريد منهم طبيباً حاذقاً، أو أستاذاً قديراً، أو مهندساً بارعاً، أو رساماً، وحتى لو شئت لصاً أو شحاذاً" .. وبلغ الخصام بين هاتين المدرستين في علم النفس والتربية إلى أنك ما تكاد تفتح كتاباً يتناول موضوع التربية إلا وجدته إلى إحدى المدرستين يميل ،، وعن أحد الرأيين يدافع مفنّـداً الرأي الآخر .. وَ لعلّك تسأل :: أيّ الرأيين أصح ؟!. وأيّ العاملين في سلوك الطفل أهم :: الوراثة أم التربية ؟!. فـ بدلاً من أن أجيبك على سؤالك هذا ،، أسأل بـ دوري أيضاً :: أيهما أهم لـ السيارة :: المحرّك ،، أم الوقود ؟!. تلك مسألة التربية .. والأصح .. مشكلة التربية ..!! فـ ما هو رأي الإسلام فيها ؟!. وكم هي درجة خطورة الموقف في النظام الإسلامي الشامل ؟!. |
15-06-2009, 11:25 PM | #2 |
~¤ مشرفة سابقة ¤~
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: أحلق هنالك حيث يكمن العشق الإلهي
المشاركات: 401
معدل تقييم المستوى: 28 |
مشكووورة أختي " جنة الخلود " على الموضوع .. و لكن أين إجابة السؤال المطروح ؟ أم إنه موضوع للمناقشة ؟؟!! عموماً فإن جواب هذا السؤال تكفل به كتاب ( الطفل بين الوراثة و التربية ) و هو كتاب معّرب عن اللغة الفارسية و هو عبارة عن محاضرات جماهيرية ألقاها الشيخ محمد تقي فلسفي في طهران و هو كتاب رائد ناجح في مجال البحوث التربوية الإجتماعية فهو يجمع ما بين العلم والدين .. لذا انصح كل أم بقراءته لما يحويه من بحوث رائعة حول أسلوب التربية في الإسلام .. و خلاصة الإجابة عن هذا السؤال من خلال قراءتي لبعض مقتطفات هذا الكتاب الرائع .. بأن عاملا الوراثة و التربية يتحكمان إلى حد بعيد في رسم الصورة المستقبلية لحياة الإنسان فكلما صلح هذان العاملان كانت نتيجتهما إنسان صالحاً سعيداً في الغالب و العكس .. فقد بيّن الكتاب بأن جميع الحالات الجسدية والنفسية للأم تؤثر على الطفل . لأن الطفل في رحم الأم يعتبر عضواً منها . فكما أن الحالات الجسمانية للأم والمواد التي تتغذى منها تؤثر على الطفل ، كذلك أخلاق الأم فأنها تؤثر في روح الطفل وجسده كليهما .. فجميع صفات الأم خيرها وشرها تترك آثارها في الطفل ، وتبني أساس سعادة الجنين وشقائه . وهنا يتحقق قول النبي ( ص ): « الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من سعد في بطن أمه ». لذلك فإن الإسلام قام بجميع الاحتياطات اللازمة في موضوع الزواج للاهتمام بطهارة الأجيال الإسلامية ، وأمر بتعاليم دقيقة في الزيجات حول الجهات الروحية والجسدية للرجال والنساء . فإن الإسلام منع من التزوج من المصابين بالحمق والجنون والمدمنين على الخمرة ولكنه لم يكتف في سبيل ضمان النشء الإسلامي بذلك الحد بل منع ـ في مقام الاستشارة ـ من تزويج الرجل سيء الخلق. كمّا بيّن الكتاب لنا أيضاً تغلب التربية على الوراثة : تبلغ العادات التربوية والتمارين الإصلاحية المتواصلة درجة من القوة في التأثير بحيث تتغلب على الصفات الوراثية وتحدث وضعاً جديداً في الأفراد ، يقول الإمام علي ( ع ) بهذا الصدد : « العادة طبع ثانٍ » فإن الرئتين في الإنسان خلقتا لاستنشاق الهواء ، والذي يدخن السيجارة لأول مرة يحس باضطراب عجيب وهذا بديهي لأن الرئة لم تصنع للدخان بل للهواء النقي. ولكن بتكرار التدخين تعتاد الرئة على الدخان وتتخلى عن طبعها الأولي و تحصل على طبع ثانوي ولهذا السبب فإنها ترتاح لعملها غير الطبيعي وتستمر عليه. فالذين ورثوا الصفات البذيئة من أبويهم ..بالتربية الصحيحة التدريجية واتخاذ الأساليب الأخلاقية الدقيقة ممكن إخراجهم من طبائعهم الأولى إلى طبائع جديدة حاصلة من إحياء قوى الخير والصلاح في نفوسهم وما أكثر أولئك الذين كانوا متصفين بصفات رذيلة ثم زرع الإسلام في نفوسهم بذور الخير والصلاح واقتلع جذور الشر والفساد ، فوصلوا بفضل التربية الإسلامية الرصينة إلى أوج السعادة. اتمنى إنّا وفقنا للإجابة عن السؤال المطروح و قد وضعتها من باب الإفادة ..
__________________
|
16-06-2009, 07:29 AM | #3 |
●• فاطمية متميزة •●
تاريخ التسجيل: Dec 2008
الدولة: البحرين
المشاركات: 694
معدل تقييم المستوى: 29 |
+-+-مشكورة اختي الكريمة على الطرح-+-+
__________________
|
21-06-2009, 10:45 PM | #4 |
موقوف
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: في قلب أهل البيت
المشاركات: 81
معدل تقييم المستوى: 0 |
اخواتي اي ذا الموضوع نغاش عامـ
مشكورين اخواتي ع المرور |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 (0 فاطمية و 2 زائرة ) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الطفل و فيتامين ( د ) | أم حسين | التربية والطفل | 9 | 21-10-2012 08:27 AM |
تفسير خوف الطفل من الغرباء | أم فاتي زيزي | التربية والطفل | 9 | 21-10-2012 08:26 AM |
ابتسامة الطفل | نور فاطمة | التربية والطفل | 9 | 03-01-2012 04:19 PM |
لماذا يخجل الطفل | معصومة اهل البيت | التربية والطفل | 11 | 27-01-2010 04:39 PM |
الطفل يرى الامام | عاشقه الزهراء | التربية والطفل | 13 | 06-07-2009 08:53 PM |