كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-12-2011, 01:22 PM   #1
زهرة الياسمين
●• فاطمية متميزة •●
 
الصورة الرمزية زهرة الياسمين
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
زهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond repute
افتراضي مسلم بن عقيل (عليه السلام).. من هي أمه؟

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ممّا يطول فيه العتب على المؤرخ؛ أنّه اهتم بسفاسف الأمور والأنذال والأوباش، وأهمل العظماء الذين رسموا التاريخ وحدّدوا معالمه، من أمثال مسلم بن عقيل (عليهما السلام)، الذي مثل أدقّ وأهمّ فترة في تاريخ البشرية، واختطت حركته أكبر منعطف غيّر مسيرة خطي التوحيد والضلال.
وقد وردت روايتان في تحديد هوية أم مسلم بن عقيل (عليهما السلام):
أحدهما: رواها المدائني عن معاوية، والأخرى: رواها ابن قتيبة في المعارف.
الرواية الأولى: معاوية يشتري أم مسلم لعقيل.
روى المدائني؛ قال: قال معاوية يوماً لعقيل بن أبي طالب: هل من حاجة فأقضيها لك؟ قال: نعم، جارية عرضت عليّ وأبى أصحابها أن يبيعوها إلا بأربعين ألفاً.
فأحبّ معاوية أن يمازحه، فقال: وما تصنع بجارية قيمتها أربعون ألفاً، وأنت أعمى تجتزئ بجارية قيمتها خمسون درهماً؟!
قال: أرجو أن أطأها فتلد لي غلاماً، إذا أغضبتَه يضرب عنقك بالسيف.
فضحك معاوية وقال: مازحناك يا أبا يزيد، وأمر فابتيعت له الجارية التي أولد منها مسلماً.
فلمّا أتت على مسلم ثماني عشرة سنة ـ وقد مات عقيل أبوه ـ، قال لمعاوية: يا أمير المؤمنين! إنّ لي أرضاً بمكان كذا من المدينة، وإنّي أعطيت بها مائة ألف، وقد أحببت أن أبيعك إياها، فادفع إليّ ثمنها.
فأمر معاوية بقبض الأرض ودفع الثمن إليه.
فبلغ ذلك الحسين (عليه السلام)، فكتب إلى معاوية:
"أمّا بعد، فإنّك غررت غلاماً من بني هاشم، فابتعت منه أرضاً لا يملكها، فاقبض من الغلام ما دفعته إليه واردد إلينا أرضنا".
فبعث معاوية إلى مسلم، فأخبره ذلك وأقرأه كتاب الحسين (عليه السلام)، وقال: اردد علينا مالنا وخذ أرضك، فإنّك بعت ما لا تملك.
فقال مسلم: أمّا دون أن أضرب رأسك بالسيف فلا.
فاستلقى معاوية ضاحكاً يضرب برجليه، فقال: يا بنى، هذا واللَّه كلام قاله لي أبوك حين ابتعت له أمّك!
ثم كتب إلى الحسين (عليه السلام) فقال: إنّي قد رددت عليكم الأرض، وسوغت مسلماً ما أخذ.
فقال الحسين (عليه السلام): "أبيتم يا آل أبي سفيان إلّا كرماً".
[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 251/11، إبصار العين للسماوي: 78].
وقال أبو الفرج في مقاتله: 52:
مسلم بن عقيل، وهو أول من قُتل من أصحاب الحسين بن علي (عليهما السلام).. وأمّه أم ولد يقال لها (علية)، وكان عقيل اشتراها من الشام، فولدت له مسلماً، ولا عقب له.
وهاتان الروايتان ترجع إحدهما الى الأخرى، ومؤداهما أنّ عقيل اشتراها من الشام.
مناقشة الرواية الأولى:
ويمكن أن تناقش رواية المدائني التي تناسب أن تكون من نسج القصاصين الذين راجت بضاعتهم في العصر الأموي بإسناد خاص من السلطة:
أولاً: السند.
لم يذكر ابن أبي الحديد وغيره أو المدائني سنداً لما رواه، فالقصة ساقطة بهذا الاعتبار، وغاية ما يقال فيها أنّها قصة وردت في كتب التاريخ على لسان من لا يعدو عن أن يكون مؤرخاً، لا يتثبت فيما ينقله، ولا يتحقّق من صحّته في كثير من الأحيان.. [دراسات في التاريخ، لجعفر مرتضى: 207].
فهي منقطعة الإسناد، وطرح رجال الحديث ممّا يحطّ من قيمته لما فيه من الجهالة بمعرفة أحوال أولئك المتروكين والتدليس الشائن [الشهيد مسلم (عليه السلام)، للسيد المقرم: 37].
أمّا المدائني:
المدائني (225ـ135 هـ / 840ـ752 م)؛ علي بن محمد بن عبد اللَّه، أبو الحسن المدائني: راوية مؤرخ، كثير التصانيف، من أهل البصرة. سكن المدائن، ثم انتقل إلى بغداد، فلم يزل بها إلى أن توفي.
أورد ابن النديم أسماء نيف ومائتي كتاب من مصنفاته في المغازي، والسيرة النبوية، وأخبار النساء، وتاريخ الخلفاء، وتاريخ الوقائع والفتوح، والجاهليين، والشعراء، والبلدان [الأعلام للزركلي: 4/323].
وقد ضعّفه ابن عدي في الكامل والذهبي في الاعتدال وابن حجر في لسان الميزان، فقالوا ـ واللفظ للأول ـ:
علي بن محمد بن عبد اللَّه بن أبي سيف أبو الحسن المدائني، مولى عبد الرحمن بن سمرة، ليس بالقوي في الحديث، وهو صاحب أخبار.. معروف بالأخبار، وأقلّ ما له من الروايات المسندة [الكامل لا بن عدي: 5/213 رقم 1366، ميزان الاعتدال للذهبي: 3/153 رقم 5921، لسان الميزان لابن حجر: 4/253 رقم 689].
وروى الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أحمد بن أبي خيثمة، قال: كان أبي ومصعب الزبيري ويحيى بن معين يجلسون بالعشيات على باب مصعب، فمرّ رجل ليلة على حمار فاره، وبزّة حسنة، فسلّم، وخصّ بمسألته يحيى بن معين، فقال له يحيى: يا أبا الحسن، إلى أين؟ قال: إلى هذا الكريم الذي يملأ كمّي دنانير ودراهم، إسحاق بن إبراهيم الموصلي.. فسألت أبي: من هذا؟ قال: هذا المدائني.
وقيل له في مرضه: ما تشتهي؟ قال: أشتهي أن أعيش [سير أعلام النبلاء للذهبي: 10/401].
وقال عنه ابن حجر في لسان الميزان: لم أره في ثقات ابن حبان [لسان الميزان لابن حجر: 4/253].
وقال عنه ابن النديم: مات المدائني سنة خمس وعشرين ومائتين، وله ثلاث وتسعون سنة، في منزل إسحاق بن إبراهيم الموصلي، وكان منقطعا إليه [الشهيد مسلم (عليه السلام) للمقرم: 38].
فلا يوثق والحال هذه برجل يشتهي أن يعيش، ويلهث وراء من يملأ كمّه دنانير ودراهم، ويدين بالولاء لبني أمية، وينتمي اليهم من جهة ولائه لآل عبد شمس! فهو أموي المذهب، أموي الانتماء، فلا يركن الى ما ينقله مهما تكثرت في الجوامع وأمهات المصادر، بعد أن وضح لنا أنّه حائد عن كلّ من ناوأ معاوية [فهرست ابن النديم: 113]، وأنّ الشواهد تؤكد على تحيّزه وممالأته لأعداء أهل البيت (عليهم السلام) [دراسات في التاريخ والإسلام للعاملي: 207].
ثانياً: مناقشة المتن.
أولاً: الميزان في قبول قول المؤرخ.
لا ينبغي الخضوع للتاريخ الملوث الذي كتبه المؤرخ المأجور الذي يكتب على أنغام رنين الدراهم والدنانير، إلّا إذا كان منسجماً مع الموقف المعصوم، أو لا يعارضه على الأقلّ.
فنحن لا نقبل ما يرويه لنا التاريخ في أشخاص عرفناهم من خلال تقييم أهل البيت الذين أذهب اللَّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وإنّما نعرض كلّما نسمعه على كلامهم ومواقفهم، فما وافقها قبلناه، وما خالفها ضربنا به عرض الجدار، ولا كرامة!
ثانياً: اهتمام الأمويين بتقديم صورة مفتعلة لهم ولخصومهم.
إنّ الحرب التي حمل رايتها الأمويون ومن سلّطهم على رقاب المسلمين، لم تنته بعد منذ أن بادروا الى مواجهة خاتم النبيين والى يوم الناس هذا، وستبقى حتى ظهور المنقذ الأعظم والطالب بدم الحسين (عليه السلام) والآخذ بذحول الأنبياء والأوصياء والشهداء.
ولم تكن الحرب المفتوحة هذه تنحصر في صورة أو مشهد أو موقف معين، كما أنّها لم تنحصر في زمن من الأزمان منذ أن سقط هابيل مضرجاً بدمه.
وقد امتاز الأمويون عبر التاريخ بالإعلام القوي، والحرب النفسية، والتسلل الماكر الى قلوب الناس وأفكارهم، وتغذيتهم بالسموم الفتّاكة ذات المنظر الخدّاع، وقد اشتهر كلامهم على الألسن (للَّه جنود من عسل).
وكانت حربهم الإعلامية مع سيد الشهداء (عليه السلام) قوية ماكرة تتّسم بالخبث والشيطنة، بحيث صوّرت سبط النبي وريحانة الرسول وسيد شباب أهل الجنة ـ للمغرر بهم من السذّج ـ في صورة الخارجي، وأبدت سكان سرادق العزّ من مخدرات الرسالة وعقائل الوحي في مشهد السبايا.
وقد جهد الأمويون في تشويه صورة أمير المؤمنين وأولاده الطاهرين وأصحابهم الغرّ الميامين (عليهم صلوات ربّ العالمين)، وتقديمهم الى التاريخ باعتبارهم لا يعرفون من السياسة والتعامل الاجتماعي شيئاً، فيما يرسم لنا آل أمية وأذنابهم في صور مضلّلة كأنّهم دهات السياسة وعفاريت التاريخ.
فإذا كان هذا دأبهم مع المعصومين الأبرار، الذين شهد لهم الكتاب والسنة بالطهارة والعصمة والقدس، فما ظنّك بأنصارهم والمدافعين عنهم والمحامين عن حريمهم؟
وربما اضطر العدو أحياناً الى ما يخاله نيلاً من أصحاب الأئمة عموماً، وأنصار سيد الشهداء (عليه السلام) خصوصاً، لأنّه لا يجد في الإمام مغمزاً ولا مهمزاً، فيحاول الاقتراب من حريمه من خلال التعرّض لأقرب الشخصيات منه، والسعي في تهديم الأركان التي بنيت عليه أسس معسكرات الهدى.
وقد استُهدف مسلم بن عقيل (عليهما السلام) استهدافاً خاصاً من قبل الأمويين لأسباب معروفة، كما جهد الأمويون في تقديم مسوخهم في صور مزيفة خدّاعة كخضراء الدمن، وهذا ماتجده واضحاً في صياغة هذه القصة.
إنّ المتأمل في هذه المحاورة الواقعة بين عقيل ومعاوية في أمر الجارية، يظهر له مغزى المدائني، فإنّه أراد أن يسجّل صحيفة من حلم معاوية وأناته وكرمه مع المسّ في الذوات المقدسة من آل الرسول الأطهر، وقد فاته أنّ المستقبل يكشف عن نواياه [الشهيد مسلم للمقرم: 38].
قال السيد جعفر مرتضى العاملي (حفظه اللَّه):
فلعل سبب افتعال تلك الرواية ممّا لا يحتاج الى مزيد بيان، بعد أن كانت الرواية نفسها صريحة في ذلك كلّ الصراحة، وذلك لأنّها تتضمن:
أولاً: النصّ على كرم معاوية وحلمه، لأنّه اشترى لعقيل الجارية بعدما أسمعه عقيل الكلام الجارح لمجرد أنّ معاوية كان قد أحبّ ممازحته.
كما أنّه قد صفح عن جرأة مسلم وتهديداته له، وأحسن اليه بأن سوّغه المائة ألف، وردّ عليه الأرض.
وكلّ هذا ولا شكّ كرم عظيم وحلم رجل وفيّ كريم، ولا سيما إذا اعترف بذلك له ولكلّ آل أبي سفيان مثل الإمام الحسين بن علي!
ثانياً: الرواية تنسب في مقابل ذلك إلى الإمام الحسين ـ وحاشاه ـ أنّه يلقي التهم جزافاً بلا مبرر ظاهر، بل مبنية على الحدس والتخمين المخالف للواقع، وذلك ينافي ما يقال عنه أنّه ممّن أذهب اللَّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
هذا عدا عن أنّ الرواية تتهم مسلماً ـ جلّ عن ذلك ـ بالاحتيال، حيث يبيع أرضاً ليست له، ثم إنّ الحسين (عليه السلام) يجعل هذا المحتال بالذات ممثلاً له ونائباً عنه! ويصفه بأنّه أخاه، وثقته من أهل بيته! هؤلاء هم أصحاب الحسين (عليه السلام) وثقاته محتالون دجّالون!
ثالثاً: الرواية تظهر أنّ آل أبي طالب ـ سواء في ذلك عقيل أو مسلم ـ أو الحسين (عليه السلام) أو غيرهم، هم أهل فظاظة وعدوان.. وأمّا آل أبي سفيان وعلى رأسهم معاوية، الذي حارب علياً وسنّ لعنه على المنابر وقتل ولده الحسن، وفعل غير ذلك من الأفاعيل، فهم ـ باعتراف الحسين نفسه ـ أهل حلم وكرم وصفح، حتى بالنسبة لأعدى أعدائهم الذين ما فتئوا يواجهونهم بقوارع القول وقواذع الكلام، وهم في المقابل يوسعونهم صفحاً وحلماً وكرماً.
ومعنى ذلك أنّ الأمويين إذا ما قسوا في وقت ما على آل أبي طالب أو لعنوا علياً والحسن والحسين وغيرهم على المنابر.. فلابد وأنّ آل أبي طالب أنفسهم قد اضطروهم لذلك وألجؤوهم اليه، لأنّهم دائماً هم المعتدون، ولمثل ذلك العقاب مستحقّون، أي أنّ السوء ليس في معاوية والأمويين.
وقد أوضحت الرواية كيف واجه عقيل والحسين ومسلم معاوية بتلك القسوة، وكيف كان معاوية بهم جميعاً رفيقاً وبالكرم والصفح عنهم حقيقاً، حتى لقد اضطر الحسين لأن يعلن رأياً في آل أبي سفيان يخالف رأيه ورأي الهاشميين المعروف فيهم، وعليه فلابد وأن يكون قتل مسلم والحسين فيما بعد على يد يزيد ولد معاوية إنّما هو بما جنته أيديهما! لا ظلماً لهما واعتداءً عليهما، كما يصوّره الهاشميون ومن يتشيع لهم [دراسات في التاريخ والإسلام للعاملي: 216ـ217].
ثالثاً: توظيف المدائني للحطّ من أهل البيت ورفع الأمويين.
لقد عرفنا المدائني قبل قليل وسمعنا شهادة الرجاليين والمؤرخين فيه، فهو المكثر من خلق الأحاديث الرافعة للبيت الأموي والواضعة من قدر رجالات بيت الوحي والنبوة، وإنّها لشنشنة مضى عليها الأولون، نعرفها من منافسة عبد شمس أخاه هاشماً مطعم الطير والوحوش، ومنافسة حرب بن أمية عبد المطلب الذي كفأ عليه إناءه واستعبده عشر سنين، ومنافسة أبي سفيان للرسول الأعظم الذي منّ عليه يوم الفتح وأطلق له، جاهد ونافس ابن آكلة الأكباد أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي اصطفاه النبي (صلى الله عليه وآله) يوم المؤاخاة بالأخوة ومنحه الخلافة الإلهية، إذ قال له: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبي بعدي [الشهيد مسلم (عليه السلام) للمقرم: 38].
رابعاً: النيل من مسلم (عليه السلام) وزعزعة الثقة بينه وبين الحسين (عليه السلام).
تحاول القصة أن تعرض مسلماً في صورة غلام غرّ لا يحسن أي شيء، خفيف الوزن لا يميز المواقف ولا يعرف الكلام ولا يقيّم الأشخاص، بحيث يتكلّم كالأطفال بين يدي السلطان، ولهذا يقابله معاوية بضحكة ماجنة، ويستلقي على قفاه يفحص بيديه ورجليه متصنعاً متكلفاً، وكأنّه يحاول أن يبدو أمام جرأة مسلم (عليه السلام) متماسكاً يتعامل مع الهجوم القوي على جبار عنيد طاغي بشكل يعرض فيه خصمه خفيفاً غرّاً لا قيمة له ولا وزن، فهو غلام حدث غرّ من أب أعمى وأم جارية مملوكة لمعاوية تفضّل بها معاوية على أبيه، فكأنّه أراد أن يذكره بإحسانه عليه وعلى أبيه، وأنّه صاحب الأيادي البيضاء الكريمة، والمتفوّق عليه في مكارم الأخلاق والسبق الى السخاء والجود والكرم، بل هو صاحب ولائه في واقع الأمر.
وقد انكشف ما يضمره معاوية من سوء نية وخبث طويّة في قصته هذه، فهو يريد أن يقول لمسلم (عليه السلام): إنّ أباك كان على خلاف مع عمّك، وقد فارقه وهو عليه ساخط والتجأ إلينا، وأنّ الحسين (عليه السلام) وقف منه موقفاً غير محمود، ووصفه بصفات لا ترتاح اليها النفس، محاولاً في ذلك أن يعرض مسلماً (عليه السلام) مرتبكاً منهزماً داخلياً ناظراً الى الحسين (عليه السلام) بعين الريبة والتوجّس، لأنّ الحسين وآباء الحسين (عليهم السلام) قد أسخطوا أباه حتى ألجأوه الى معاوية فاستجدى منه أمّه، وبذلك يفرّق بين مسلم وبين علي وآل علي (عليهم السلام).
خامساً: التشكيك في اختيار الحسين (عليه السلام).
مؤدى قصة المدائني أن لا يزيد عمر مسلم بن عقيل (عليهما السلام) عن 28 سنة يوم شهادته، وبهذا تحاول القصة أن تصوّر رائد الحسين (عليه السلام) شاباً قليل التجربة، فتخلص الى أنّ سيد الشهداء (عليه السلام) إنّما كان يعتمد في خروجه على أمثال مسلم (عليه السلام) الشاب، فيسري التشكيك باختيارات الحسين (عليه السلام) وقراراته.
وغفل الأمويون وعمّالهم أنّ بني هاشم لا يقاسون بأحد ـ على فرض صحة مؤدى قوله في عمر مسلم (عليه السلام) ـ.
ثم إنّ الميزان عندنا ليس العمر، ولا التقييم الأموي، وإنّما الاختيار الإلهي المعصوم، فإنّ مسلماً (عليه السلام) الذي يجده سيد الشهداء (عليه السلام) قابلاً لأهلية الولاية على أعظم حاضرة في العراق ـ الكوفة ـ، فيحبوه بالنيابة الخاصة في الديانات والمدنيات، لابد وأن يكون أعظم رجل في العقل والدين والأخلاق، حتى لا يقع الغمز والطعن فيمن يمثّل موقف الإمامة بأنّه ارتكب دنية أو جاء برذيلة، أو فعل محرماً أو بدت منه رعونة، ولو في أمسه الدابر، فينتكث فتله وتتلاشى مقدرته.
على أنّ تلكم الأحوال لو كان من الجائز صدورها منه في الماضي لجاز عودها اليه أيام ولايته، فينتقض الغرض من إرساله مهذباً ومؤدباً وقامعاً للريب والشبهات، وزاجراً عمّا يأباه الدين والإنسانية.
فالميزان ليس ما تصوره قصة المدائني، وإنّما ما يقرّره الإمام المعصوم، فالإمام أبو عبد اللَّه لم يشرّف أحداً بالولاية إلّا وهو يعلم بأنّه يمضي كالحديدة المحماة، وإنّا لا نشكّ في أنّ سيد الشهداء (عليه السلام) لم يرسل مسلماً (عليه السلام) والياً من قبله ويزيّنه بتلك الرتبة العظيمة، ثم يشفع ذلك بتشريف الأخوة له التي هي أخوة العلم والدين وأنّه ثقته من أهل بيته، إلّا وهو يعلم بأنّه في كلّ أدوار حياته منذ نشأته الى حين تأهله لهذه الزعامة الكبرى رجل العلم والتقى، رجل العقل والسياسة، رجل الأخلاق والإيمان [الشهيد مسلم للمقرم: 41].
وهذا كاف لرفض القصة من رأس، لأنّ خيرة خيرة اللَّه لا يصدر منه ما نسبته اليه القصة.
سادساً: عدم انسجام الحكاية مع تاريخ وفاته.
اختلف المؤرخون في تاريخ وفاة عقيل على أقوال، والقصة لا تنسجم معها جميعاً.
القول الأول: ذهب الصفدي وابن كثير وسبط ابن الجوزي وغيرهم الى أنّه توفي سنة خمسين للهجرة [نكت الهميان للصفدي: 201، البداية والنهاية لابن كثير: 8/47، تذكرة الخواص لابن الجوزي: 11].
فيكون عمر مسلم (عليه السلام) يوم شهادته ثمان وعشرون سنة، وتكون ولادته سنة اثنتين وثلاثين.
ويردّ هذا أمور:
الأول: أنّ عقيلاً لم يكن أعمى في تلك السنة، بل ابتلي بالعمى بعد سنة 39.
ثانياً: أنّ هذا لا يلتئم مع ما ذكره ابن شهرآشوب الحافظ الثبت الثقة بنصّ الفريقين من الشيعة والسنة [المناقب: 2/260]، فإنّه يقول: جعل أمير المؤمنين على ميمنته في صفين الحسن والحسين وعبد اللَّه بن جعفر ومسلم بن عقيل، وعلى الميسرة محمد بن الحنفية ومحمد بن أبي بكر وهاشم بن عتبة المرقال.
ومن المعلوم أنّ من يجعله أمير المؤمنين في صفّ أولاد عمّيه البالغين نحواً من خمس وثلاثين سنة، لابد وأن يقاربهم في السن، كما قرن بين ابن الحنفية ومحمد بن أبي بكر، وهما متقاربان في السن، فإنّ محمد بن الحنفية ولد سنة 16، وله يوم صفين إحدى وعشرون سنة، ومحمد بن أبي بكر ولد عام حجة الوداع بذي الحليفة أو بالشجرة حين توجّه رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله) للحج وقتل سنة 38، وله يوم صفين 37 سنة.
وحينئذ لا أقلّ أن يقدّر عمر مسلم بن عقيل (عليهما السلام) بالثلاثين أو الثمان وعشرين، وتكون ولادته إمّا سنة سبع أو تسع، وله يوم شهادته أكثر من خمسين سنة.
وعلى هذا التقدير في ولادته أين ولاية معاوية في الشام؟ وأين مسير عقيل اليه؟ بل أين إسلام معاوية؟! فإنّه أسلم بعد سنة تسع قبل وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) بأشهر [الشهيد مسلم للمقرم: 40].
القول الثاني: قال ابن حجر: إنّ عقيلاً مات سنة ستين [الشيهد مسلم: 38، عن تقريب التهذيب، لكهنو: 336، الإصابة: 2/494]، وتنصّ الحكاية أنّ قصة البيع وقعت بعد وفاة عقيل، وكان عمر مسلم ثمان عشرة سنة، فيكون عمره يوم شهادته 18 سنة أيضاً، وهو ما لم يقل به أحد، وهو لا يتفق مع ما أثبته المؤرخون من تزويجه بثلاث نساء أو أكثر، وأنّ له أولاداً خمسة وبنتاً، فإنّه وإن لم يكن من المحال في هذه المدّة القصيرة التي هي عبارة عن ثلاث سنين بعد بلوغه أن يتزوّج من ثلاث نساء ويستولد هذا العدد، لكن العادة المطّردة تأباه [الشهيد مسلم للمقرم: 39].
القول الثالث: وهو أصحّ الأقوال [انظر: دراسات وبحوث للعاملي: 221]؛ قال ابن حجر في الإصابة وتهذيب التهذيب: قلت في تاريخ البخاري الأصغر بسند صحيح؛ أنّه مات في أول خلافة يزيد بن معاوية [الإصابة: 4/439، تهذيب التهذيب: 7/227].
وحينئذ لا يمكن أن تصحّ الحكاية، وتستعصي على الترميم والتماسك لما تتضمنه من تهافت يسقطها عن القبول، فإنّ الحكاية تنصّ على أنّ أوامر البيع صدرت من مسلم (عليه السلام) لمعاوية بعد وفاة عقيل، فيما كان معاوية هالكاً قبله، فكيف يذهب مسلم (عليه السلام) الى معاوية وقد مات، وكيف يكتب الحسين (عليه السلام) لمعاوية وهو يتوغّل في سجين؟!
سابعاً: اختلف المؤرخون في عمر مسلم بن عقيل (عليهما السلام)، والحكاية لا تنسجم مع أيّ تقدير منها، وقد مرّ الكلام عن التقديرات المذكورة فيه إلّا تقدير واحد، وهو أن تكون ولادته في أوائل الهجرة، ويؤيده ما نصّ عليه الواقدي من اشتراك مسلم بن عقيل (عليهما السلام) في فتح (بهنسا) أيام ملك عمر بن الخطاب، فأن يخرج في صفّ المجاهدين أيام ابن الخطاب لابد وأن يبلغ ـ على الأقلّ ـ عشرين سنة، وحينئذ تكون ولادته في أوائل الهجرة، وكان معاوية يومئذ راسباً في بحر الشرك والضلال عابداً للأوثان متخبطاً بالأوحال.
ثامناً: تناقض القصة في توقيت ذهاب عقيل الى معاوية.
أولاً: ثبت عند المحقّقين بضرس قاطع أنّ عقيلاً لم يذهب الى معاوية في حياة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أبداً.
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: فأمّا عقيل؛ فالصحيح الذي اجتمع ثقات الرواة عليه أنّه لم يجتمع مع معاوية إلّا بعد وفاة أمير المؤمنين (عليه السلام) [شرح النهج: 10/250].
وجزم بذلك السيد علي خان في الدرجات الرفيعة، والسيد جعفر مرتضى العاملي في دراسات وبحوث في التاريخ [دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام: 1/183 ومابعدها]، وقد ناقش الأمر نقاشاً وافياً، وقوّاه السيد المقرم في كتاب الشهيد مسلم (عليه السلام) وقال: وهو الذي يقوى في النظر بعد ملاحظة مجموع ما يؤثر عنه في هذا الباب، وعليه تكون وفادته كوفود غيره من الرجال المرضيين عند أهل البيت الى معاوية في تلك الظروف القاسية، بعد أن اضطرتهم اليه الحاجة وساقهم وجه الحيلة في الإبقاء على النفس والكفّ من بوادر الرجل، فلا هم بملومين بشيء من ذلك، ولا يحطّ من كرامتهم عند الملأ الديني، فإنّ للتقية أحكاماً لا تنقض ولا يلام المضطر على أمر اضطر اليه [الشهيد مسلم للمقرم: 24].
ثانياً: نصت الحكاية أنّ عقيلاً كان أعمى يوم وفادته، ومن المعلوم أنّ عقيلاً ابتلي بالعمى أواخر أيام أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما صرّح به بعض المؤرخين مثل المسعودي في التنبيه والأشراف [التنبيه والأشراف للمسعودي: 256]، والطبري [تاريخ الطبري: 4/52] نقلاً عن الواقدي، وحدّده السيد جعفر مرتضى العاملي بسنة 39، فقال: إنّ بصره قد كفّ بعد واقعة الضحاك بن قيس التي كانت في سنة 39، إذ قد جاء في رسالته لأخيه قوله: فعرفت المنكر في وجوههم، وغيرها من العبارات، وهذا يدلّ على أنّه لم يكن قد عمي بعد [دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام: 194].
ثالثاً: يلزم ممّا ذكرنا في النقطة الأولى والثانية أن تكون أحداث هذه القصة بعد شهادة أميرالمؤمنين (عليه السلام)، أي بعد سنة 40، فيكون عمر مسلم بن عقيل (عليهما السلام) يوم شهادته أقلّ من عشرين سنة، ولا قائل بذلك بتاتاً.
تاسعاً: ويلزم ممّا ذكرنا في النقطة الخامسة أن يكون سيد الشهداء (عليه السلام) قد عبّر خلال فترة وجيزة عن مسلم (عليه السلام) تعبيرين متناقضين تماماً، فهو يعبّر عنه على حدّ زعم معاوية: أنّه غلام غرّ باع ما لا يملك، ثم عاد ليرسله مهذباً ومؤدباً وقامعاً للريب والشبهات ورائداً للحقّ وأخذ البيعة لزين الأرض والسماوات، فيعبّر عنه في رسالته الى أهل الكوفة أنّه أخاه وثقته من أهل بيته، ويأمر المسلمين بإطاعته والامتثال لأمره، وهذا ما لا يمكن تصوّره في كلام المعصوم، وقد ثبت الثاني، فيبطل الأول!
عاشراً: ويلزم ممّا ذكرنا في النقطة الخامسة أيضاً أن يكون أطفال مسلم (عليه السلام) تتراوح أعمارهم بين الخامسة وما دون ذلك يوم عاشوراء، والحال أنّ مواقفهم وأراجيزهم وعدد قتلاهم يأبى ذلك تماماً.
كما أنّ صلاة الطفلين الصغيرين الذين ذُبحا على شاطئ الفرات تؤكد أنّهما كانا مميزين على الأقلّ.
والظاهر أنّ مسلماً كان أكبر إخوانه، فيلزم أن يكون باقي إخوانه صبيان صغار في طفّ كربلاء، فكيف تنسجم أعمارهم مع مواقفهم وأراجيزهم، وما ورد عنهم في زيارة الناحية المقدسة.
الحادي عشر: تبدو لغة الاستهزاء والسخرية بعقيل لائحة واضحة في صياغة القصة، للتعبير عن الاستخفاف والامتهان والنيل من هذا البطل الضرغام من رجال عترة خير الأنام، وفيها تركيز لما يروّج له الأمويون من شبق بني هاشم، كما يروى عن معاوية أنّه قال لعقيل يوماً: ما أبين الشبق في رجالكم يا بني هاشم! فقال له عقيل: لكنّه في نسائكم يا بني أمية أبين! [أنساب الأشراف للبلاذري: 70].
وقال مروان للإمام الحسن (عليه السلام): إنّ فيكم ـ يا بني هاشم ـ خصلة سوء! قال: وما هي؟ قال: الغلمة! قال: أجل، نزعت الغلمة من نسائنا ووضعت في رجالنا، ونزعت الغلمة من رجالكم ووضعت في نسائكم، فما قام لأموية إلّا هاشمي! [العقد الفريد: 4/105].
وإلا فإنّ طلب عقيل من معاوية قضاء هذه الحاجة بالذات غير مألوف، ولا سيما من شيخ قد طعن في السنّ جداً، حتى أنّه قد يناهز الثمانين أو يزيد، ذلك السنّ الذي تعزف فيه النفس عن النساء، إن لم يكن عن عجز وضعف فعن ترفّع وإباء. ويزيد الأمر غرابة هنا أنّ عقيلاً ـ حسب ما يدعون ـ قد أولد هذه الجارية ستة أطفال رغم كبر سنّه وشيخوخته.
[دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام: 206].
الثاني عشر: وتطالعنا لغة الاستهزاء بعقيل، وعاقبة بالإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) من خلال فصول هذه الحكاية البائسة، حينما يقارن معاوية بين الثمن الذي ذكره عقيل للجارية وثمن الجارية التي يقترحها معاوية له ليكتفي بها، فيطلب عقيل جارية بأربعين ألفاً، ويقول له معاوية: تكفيك جارية بخمسين، فيما نجد الرقمين متباعدين غاية التباعد، وغيرمتصوّرين في ثمن الجارية، فلا يتصوّر جارية بخمسين ولا بأربعين ألف، على أنّ الحكاية لا تعيّن الثمن بالدينار ولا الدرهم!
قال السيد العاملي (حفظه اللَّه): وتنصّ الرواية على أنّ ثمن الجارية كان أربعين ألفاً! وهو أمر غريب، فإنّ أثمان الجواري ـ وإن كانت قد ارتفعت في أواخر العهد الأموي وأوائل العهد العباسي ـ، إلا أنّها لم تكن في الصدر الأول الذي يفترض لهذه الرواية ـ وهو عهد الخلفاء الأربعة الأول ـ بهذه المثابة، ويتضح ذلك بالمقارنة بين ما افترضه معاوية ثمناً لجارية وهوخمسون درهماً، وبين ما افترضه عقيل وهو أربعون ألفاً، فمهما ترقّت الخمسون فإنّها لن تصل الى ربع أو ثلث ذلك المبلغ العظيم، أربعين ألفاً، مهما جمعت من الميزات وحوت من الخصائص.
وقد اشترى معاذ بن عفراء خمسة جواري بألف وخمسمأة درهم [صفة الصفوة: 1/188، حياة الصحابة: 2/318].
وتواتر النقل بأنّ علياً (عليه السلام) لم يترك سوى سبعمأة درهم ادّخرها ليشتري بها خادماً لأهله.
أضف الى ذلك كلّه أنّ النقود كانت في تلك الفترة قليلة، الأمر الذي يجعل لها قيمة كبيرة، والقليل منها يكفي للشيء الكثير، ولا سيما مع ملاحظة كثرة الرقيق آنئذ، لأنّه كان عهد الفتوحات، وكانوا قد كثروا بحيث خاف معاوية منهم، فأراد أن يقتل منهم شطراً، فنهاه الأحنف عن ذلك [دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام: 208].
الثالث عشر: يلاحظ أنّ الحكاية لا تصرّح بالموضع الذي جرت فيه أحداثها، فيحتمل فيها احتمالان:
الإحتمال الأول: أن تكون في الشام.
يحتمل أن تكون أحداث القصة جرت في الشام، ويؤيد أنّ مسلماً قد سافر الى الشام لبيع الأرض لمعاوية رسالة الحسين التي تقول الرواية أنّه قد أرسلها الى معاوية في خصوص هذا الأمر [دراسات وبحوث للعاملي: 208]، وربما يستأنس لذلك بسياق القصة الدالّة على ذلك بوجه عام.
ويرد ذلك:
أولاً: لم يذكر التاريخ بحال وفود مسلم بن عقيل (عليهما السلام) على معاوية، ولم يذكر له سفراً الى الشام إلّا عندما أرسل سليل البغايا ابن زياد رأسه المقدّس الى الشام ليصلب هناك.
ثانياً: إذا كان معاوية بالشام ومسلم (عليه السلام) يسكن المدينة طبعاً، فلماذا يتجشّم مسلم عناء السفر الى الشام ليبيعها الى معاوية بنفس ذلك الثمن الذي كان بإمكانه أن يحصل عليه في المدينة؟! [دراسات وبحوث للعاملي: 208].
فإنّ كلّ أحد يعدّ اتخاذ هذه الطريقة سفهاً، وحاشا ـ داعية السبط ـ أن يرتكب خطّة لايصادق عليها العقل ويكون مرمى لسهام اللوم، إلّا أن يكون قد تزلّف الى معاوية ببيعه الأرض، والشيم الهاشمية التي انحنت عليها أضالعه يأباه له، كيف وهو يشاهد دماءهم الطاهرة ودماء من شايعهم تقطر من سيفه وأنديتهم تلهج بانحرافه عن خطّة سلفه الطيب، وغدره بالإمام الحسن (عليه السلام) تدرسه ناشئة هذا البيت كلّ يوم [الشهيد مسلم للمقرم: 39].
فناسج الحكاية إمّا أن يكون في غاية الغباء، وإمّا يقصد ـ والعياذ باللَّه ـ نسبة السوقية الرخيصة والالتواء لمسلم (عليه السلام) النجيب الطاهر، فيعرضه في صورة من يريد تمرير بضاعته بالكذب والادّعاء، وجلّ مولانا الصادق البرّ الأمين عن ذلك.
الإحتمال الثاني: أن تكون في المدينة.
إذا كان البيع قد تمّ في المدينة، فيجاب:
أولاً: لم يذكر لنا التاريخ ـ في غير هذه الحكاية ـ أنّ مسلماً (عليه السلام) التقى معاوية، لا في المدينة ولا في غيرها.
ثانياً: نصّت الحكاية أنّ مسلماً قال لمعاوية أنّه أعطي بالأرض مائة ألف، ثم باعها بنفس الثمن من معاوية، فلماذا يرغب مسلم في بيع الأرض لمعاوية بالذات، ولمَ لم يبعها الى ذلك الذي أعطاه بها نفس الثمن [دراسات وبحوث للعاملي: 208].
ربما كان المقصود: إمّا نسبة الكذب الى مسلم (عليه السلام) رائد سيد الشهداء (عليه السلام)، أو محاولة الإشارة الى أنّ مسلماً (عليه السلام) على سرّ أبيه ـ وجلّ عقيل عن ذلك ـ يتولّى معاوية ويطمع في دنياه، ويردّ عليه جميل التفضّل عليه بثمن أمّه، فيكون ـ عاقبة ـ مسلم (عليه السلام) أقرب الى معاوية وآل أبي سفيان منه الى سيد الشهداء وآل أبي طالب (عليهم السلام)!
الرابع عشر: لا يبدو في القصة أنّ ثمة معاملة بيع وشراء تمت بين معاوية الطاغي العجوز وبين مسلم (عليه السلام) الشاب، وإنّما أمر مسلم (عليه السلام) بالشراء ودفع الثمن، وأطاع معاوية بدون أي اعتراض أو مساومة، أو سؤال عن مساحتها وسبيل امتلاكها، وهو لا زال شاباً في الثامنة عشر من العمر.
الخامس عشر: إنّ القصة نسبة لخامس أصحاب الكساء وسيد الشهداء (عليه السلام) الذي نصّ الكتاب على طهارته وعصمته، أمور لا يمكن تصوّرها في المعصوم:
أولاً: إنّ الحسين (عليه السلام) في هذه القصة يكتب الى معاوية: فإنّك غررت غلاماً من بني هاشم، فابتعت منه أرضاً..
فيما نصّت القصة قبل ذلك أنّ معاوية كان يستلم الأوامر من فوق ـ حسب تعبير مسلم (عليه السلام) الوارد في الرواية ـ، وأنّه أرغم على شراء الأرض بالثمن المذكور، فلماذا إذن يقول له الإمام الحسين (عليه السلام) ـ وهو العالم ـ إنّك غررت وهو لم يغر؟ هذا ما لا يكون.
ثانياً: تعرض القصة نمطاً من الخطاب لا يتصوّر صدوره من معدن الأخلاق والكرم، ويتناقض عمّا هو ثابت من تقييم سيد الشهداء (عليه السلام) لمسلم بن عقيل (عليهما السلام)، فالقصة تحكي تعبيره عنه بالغلام الغر، وأنّه باع ما لا يملك، وغيرها من التهم التي تنسبها ـ زوراً وبهتاناً ـ الى زين السماوات والأرض.
ثالثاً: نسب المدائني في آخر قصته قولاً لأبي الضيم أبي عبد اللَّه الحسين (عليه السلام)، وهو قوله: أبيتم يا آل أبي سفيان إلّا كرماً، ويبدو أنّ هذا القول هو عقدة القصة وذروتها، وهو مايريد تسويقه الأمويون من جهتين:
الجهة الأولى: عرض الأمويين في صورة الكرماء الحلماء، من ذوي الحسب والأخلاق الحميدة والمواقف النبيلة.
الجهة الثانية: عرض الحسين وآل أبي طالب (عليهم السلام) في الصورة التي يريد الأمويون عرضها ممّا لا نجسرعلى التصريح به، وذلك باعتراف الحسين (عليه السلام) حسب هذه القصة.
وكذب هذه الفرية ممّا لا يحتاج الى تدليل بلحاظ كلا الجهتين:
أمّا الجهة الأولى: فما ثبت في التاريخ من خسة الحسب والنسب ودناءة الخلق والسلوك وخبث السريرة وشرارة الطبع، وأنّى تكون المكارم في أولاد البغايا وذراري رافعات الرايات، وتكفي مراجعة سريعة للتاريخ للجزم بذلك.
وأمّا الجهة الثانية: فلو لم يكن في هذه القصة إلّا نسبة هذا القول الى أبي الضيم لكان كافياً في دحضها وعدم التصديق بها، فهذه الأكذوبة لوحدها دليل قاطع وبرهان ساطع على زيف ما حدّث به المدائني.
فمتى مدح سيد شباب أهل الجنة بؤرة الظلم والشيطنة، وهل ثمّة من تخفى عليه شهامة أبي الضيم أبي عبد اللَّه الحسين (عليه السلام) الذي تضمّن روح أبيه بين جنبيه، ومتى رضخ في قول أو فعل للطلقاء والأدعياء؟!
أوليس هو القائل لمعاوية في كتاب له: "أمّا بعد؛ فقد بلغني كتابك، تذكر أنّه قد بلغك عنّي أمور أنت لي عنها راغب، وأنا لغيرها عندك جدير، فإنّ الحسنات لا يهدي لها ولا يردّ إليها إلّا اللَّه، وأمّا ما ذكرت أنّه انتهى إليك عنّي، فإنّه إنّما رقاه إليك الملاقون المشاؤون بالنميم، وما أريد لك حرباً ولاعليك خلافاً، وأيم اللَّه، إنّي لخائف للَّه في ترك ذلك، وما أظن اللَّه راضياً بترك ذلك، ولا عاذراً بدون الاعذار فيه إليك وفي أوليائك القاسطين الملحدين، حزب الظلمة وأولياء الشياطين.
ألست القاتل حجر بن عدي أخا كندة، والمصلّين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع ولا يخافون في اللَّه لومة لائم؟ ثم قتلتهم ظلماً وعدواناً من بعد ماكنتَ أعطيتهم الأيمان المغلظة والمواثيق المؤكدة لا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم ولا بإحنة تجدها في نفسك.
أو لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله)، العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه وصفرت لونه؟ بعد ما آمنته وأعطيته من عهود اللَّه ومواثيقه ما لو أعطيته طائراً لنزل إليك من رأس الجبل، ثم قتلته جرأة على ربّك واستخفافاً بذلك العهد.
أو لست المدّعي زياد بن سمية المولود على فراش عبيد ثقيف؟ فزعمت أنّه ابن أبيك، وقد قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله): الولد للفراش وللعاهر الحجر، فتركت سنةَ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) تعمّداً، وتبعت هواك بغير هدىً من اللَّه.
ثم سلّطته على العراقين، يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم، ويسمل أعينهم، ويصلبهم على جذوع النخل، كأنّك لست من هذه الأمّة وليسوا منك.
أو لست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم ابن سمية أنّهم كانوا على دين علي (عليه السلام)؟ فكتبت إليه أن اقتل كلّ من كان على دين علي، فقتلهم ومثّلهم، ودين علي (عليه السلام) سرّ اللَّه الذي كان يضرب عليه أباك ويضربك، وبه جلست مجلسك الذي جلست، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف أبيك الرحلتين.
وقلتَ فيما قلت: انظر لنفسك ولدينك ولأمّة محمد واتق شقّ عصا هذه الأمة وأن تردّهم إلى فتنة، وإنّي لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمّة من ولايتك عليها، ولا أعظم نظراً لنفسي ولديني ولأمّة محمد (صلّى اللَّه عليه وآله وعلينا) أفضل من أن أجاهدك، فإن فعلت فإنّه قربة إلى اللَّه، وإن تركته فإنّي أستغفر اللَّه لديني وأسأله توفيقه لإرشاد أمري.
وقلتَ فيما قلت: إنّي إن أنكرتك تنكرني وإن أكدك تكدني، فكدني ما بدا لك، فإنّي أرجو أن لا يضرّني كيدك فيّ، وأن لا يكون عليّ أحد أضرّ منه على نفسك، على أنّك قد ركبت بجهلك تحرصت عليّ نقض عهدك.
ولعمري ما وفيت بشرط، ولقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان والعهود والمواثيق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا وقتلوا، ولم تفعل ذلك بهم إلّا لذكرهم فضلنا وتعظيمهم حقّنا، فقتلتهم مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم متّ قبل أن يفعلوا، أو ماتوا قبل أن يدركوا.
فأبشر ـ يا معاوية ـ بالقصاص، واستيقن بالحساب، واعلم أنّ للَّه تعالى كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلّا أحصاها، وليس اللَّه بناسٍ لأخذك بالظنّة وقتلك أوليائه على التهم، ونقل أوليائه من دورهم إلى دار الغربة، وأخذك للناس ببيعة ابنك، غلام حدث يشرب الخمر، ويلعب بالكلاب، لا أعلمك إلّا وقد خسرت نفسك وتبرت دينك وغششت رعيتك وأخرجت أمانتك وسمعت مقالة السفيه الجاهل وأخفت الورع التقي لأجلهم.. والسلام" [اختيار معرفة الرجال للطوسي: 1/252 ح 99، بحارالأنوار: 44/213].
ويبدو من الكتاب أنّه في نفس الفترة التي زعمت القصة أنّ الحسين (عليه السلام) أرسل فيها الكتاب المزعوم الذي ينسب مدح آل أبي سفيان الى أبي الضيم الحسين (عليه السلام)، فالكتاب الأخير الذي تفيض منه روح الحسين (عليه السلام) ويتعطّر بأنفاسه المقدّسة كان بعد قتل حجر وباقي الشيعة، وبعد أخذ البيعة ليزيد (غلام حدث يشرب الخمر ويلعب بالكلاب)، وكانت الرسالة المزعومة في أواخر أيام معاوية أو بعد هلاكه، كما مرّ معنا سابقاً.
فكأنّ الكتاب المزعوم ردّ وتعويض منسوج للردّ على (غلام حدث يشرب الخمر ويلعب بالكلاب)، ولمّا لم يكن معاوية قادراً على النيل من الحسين (عليه السلام)، وهو القائل تعقيباً على كتاب الحسين (عليه السلام) الأخير: وما عيست أن أعيب حسيناً، واللَّه ما أرى للعيب فيه موضعاً، فما يمنعه ـ وهو لا يعرف الورع بتاتاً ـ أن ينسج حكاية ينال فيها من عمود من أهمّ أعمدة القيام الحسيني، ورائد الركب الفاتح في تاريخ البشرية.
فما نسبه المدائني لسيد الحفاظ والشهامة، وإمام الغيارى، ومعدن الكرامة، وسيد شباب أهل الجنة، لا يدع مجالاً لعاقل في إسقاط هذه الأكذوبة الى هوة البطلان، لأنّها كلمة لا يهيج بها هاشمي ذو شمم، نعم يأبى للهاشمي إباؤه وشهامته، يأبى له حفاظته ووجدانه، بل يأبى لأيّ مؤمن إيمانه وعلمه أن يعترف لابن آكلة الأكباد بتلك المأثرة البالغة حدّها، وهو يعلم أنّ ابن هند المقعي على أنقاض الخلافة الإسلامية خلواً من أيّ حنكة، وإنّما أدعم باطله المحض بالتحلّم المفتعل الزائف والمحاباة والتزلّف، يوهم بها الرعرعة من الناس بأنّ هذه الأناة هي الكافلة لأهلية الخلافة [الشهيد مسلم للمقرم: 42].
السادس عشر: تأبى الشيم الهاشمية والشمم العلوية والإباء الطالبي لمسلم (عليه السلام) ـ وهو النجيب الأبي الغيور ـ أن يسكت ويتعامل ببرود مع ما واجهه به معاوية ـ حسب القصة المزعومة ـ، فيستهزء من عقيل ويقول: ما تصنع بجارية.. وأنت أعمى..، ثم يستلقي على قفاه يفحص بيديه ورجليه ضاحكاً من مسلم (عليه السلام) مستخفّاً به، وغيرها من موارد الاستخفاف والاستهزاء التي أشرنا الى بعضها فيما مضى، ثم يسكت مسلم بن عقيل بن أبي طالب (عليهم السلام)!
السابع عشر: لم يترك ابن زياد فرية لم يواجه بها مسلم بن عقيل (عليهما السلام)، ونسب له أمامه في قصر الإمارة كلّ خسيسة عرفت في آل زياد وآل أبي سفيان، وردّه البطل الهاشمي وأسكته، ودحض مزاعمه، ولم نسمع فيما واجهه بها هذه القضية، وقد قضى مسلم (عليه السلام) وأوصى في مجلس ابن زياد بقضاء دين عليه (700 درهم)، فلماذا يضطر ابن زياد الى اختلاق الفرية بعد الفرية على مسلم (عليه السلام) وبيده ـ لو كان للقصة نصيب من الصحة ـ وثيقة تنسب الابتزاز والاحتيال ـ وحاشاه ـ لمسلم (عليه السلام)، فكان المفروض به أن يذكرها له لو كانت!
الرواية الثانية: كانت أمّه نبطية.
اكتنف النصّ الثاني غموض وإجمال شديد، بيد أنّ التأمل فيه يكشف عن أمور مهمة!
قال ابن قتيبة في المعارف: وولد عقيل مسلماً وعبد اللَّه ومحمداً ورملة وعبيد اللَّه لأم ولد، وقال بعضهم: كانت أم مسلم بن عقيل نبطية من آل فرزندا [المعارف لابن قتيبة: 204].
من هم النبط؟
في كتاب العين: النبط والنبيط؛ كالحبش والحبيش في التقدير، سموا به، لأنّهم أول من استنبط الأرض، والنسبة إليهم: نبطي، وهم قوم ينزلون سواد العراق، والجمع: الأنباط.
وفي اللسان: والنَّبِيطُ والنَبطُ كالحَبِيشِ والحَبَشِ في التقدير؛ جِيلٌ يَنْزِلُون السواد، وفي المحكم: ينزلون سواد العراق، وهم الأَنْباطُ، النَّسَبُ إِليهم نَبَطِيٌّ، وفي الصحاح: ينزلون بالبَطائِح بين العِراقين.
وفي الحديث: لا تَنَبَّطُوا في المدائن، أَي لا تَشَبَّهوا بالنَّبط في سكناها واتخاذ العَقارِ والمِلْك.
وفي حديث ابن عباس: نحن مَعاشِر قُريْش من النَّبط من أَهل كُوثَى رَبّاً، قيل: إِن إِبراهيم الخليل ولد بها، وكان النَّبطُ سكّانَها، ومنه حديث عمرو بن مَعْدِيكَرِب: سأَله عُمر عن سَعْد بن أَبي وقّاص، فقال: أَعرابيٌّ في حِبْوتِه، نَبَطِيٌّ في جِبْوتِه، أَراد أَنّه في جِبايةِ الخَراج وعِمارة الأَرضين كالنَّبط حِذقاً بها ومَهارة فيها، لأَنهم كانُوا سُكَّانَ العِراقِ وأَرْبابَها.
وفي مجمع البحرين: والنبط قوم ينزلون البطائح بين العراقين، الجمع أنباط كسبب وأسباب، والنبطية منسوبة إليهم، قيل: إنهم عرب استعجموا أو عجم استعربوا.
وفي المجمع: النبط بفتحتين والنبط بفتح فكسر تحتية؛ قوم من العرب دخلوا في العجم والروم، وذلك لمعرفتهم بإنباط الماء، أي استخراجه لكثرة فلاحتهم.
فهم قوم نزلوا سواد العراق، سواء كانوا من العرب دخلوا العجم والروم، أو أنّهم من العجم واستعربوا، فهم عاقبة من العرب.
وقد ذهب السيد المقرم (رحمه الله) الى أنّ أم مسلم بن عقيل (عليهما السلام) كانت عربية حرّة، واحتمل أن يكون عقيل قد خطبها من أهلها في بعض مواسم الوقوف في الديار المقدّسة.
وذهب الكمره اى في الجزء الخاص بمسلم بن عقيل (عليهما السلام) من كتابه (عنصر شجاعت) الى أنّها؛ كانت حرّة فارسية.
وكيف كان، فإنّ التعريف بأنّها كانت من آل فلان لم يعهد في الإماء، بل إنّ الظاهر أنّ التعريف بـ آل فلان يفيد الإهتمام بالأسرة، والتنويه على أهمية الانتماء، فالنسب الخامل لا يشار اليه بـ آل فلان عادة، ولا يتحمّل أحد مسؤولية الإشارة والإشادة به.
وحاشا لعقيل العالم بالأنساب والخبير بالناس أن يتزوج إلّا من امرأة تلد له الفحول والفرسان الذين كان يعدّهم لابن أخيه الحسين (عليه السلام) ليكونوا رجاله في طفّ كربلاء، ولا يدع لعدو موتور في نسب أولاده مهمز ولا مغمز.



شبكة جنة الحسين (عليه السلام) الحسينية التخصصية



اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين



منقووول
زهرة الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-2011, 02:52 PM   #2
خادمه الحوراء زينب (ع)
●• مشرفة سابقة •●
 
الصورة الرمزية خادمه الحوراء زينب (ع)
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: كويت
العمر: 48
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
خادمه الحوراء زينب (ع) has a reputation beyond reputeخادمه الحوراء زينب (ع) has a reputation beyond reputeخادمه الحوراء زينب (ع) has a reputation beyond reputeخادمه الحوراء زينب (ع) has a reputation beyond reputeخادمه الحوراء زينب (ع) has a reputation beyond reputeخادمه الحوراء زينب (ع) has a reputation beyond reputeخادمه الحوراء زينب (ع) has a reputation beyond reputeخادمه الحوراء زينب (ع) has a reputation beyond reputeخادمه الحوراء زينب (ع) has a reputation beyond reputeخادمه الحوراء زينب (ع) has a reputation beyond reputeخادمه الحوراء زينب (ع) has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مسلم بن عقيل (عليه السلام).. من هي أمه؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين
السلام على الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين ع
السلام عليك يا سفير الحسين
السلام عليك يا مسلم بن عقيل يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زهره الياسمين
شكرا لك على طرحك الطيب والمبارك
بارك الله فيك ..... موفقين لكل خير
تحياتي
__________________
خادمه الحوراء زينب (ع) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-2011, 05:23 PM   #3
تغاريد فاطمة
♣ مراقبة سابقة ♣ طال انتظارك يامهدي
 
الصورة الرمزية تغاريد فاطمة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: في رحآب فاطمة الزهرأء عليها السلام
المشاركات: 336
معدل تقييم المستوى: 314
تغاريد فاطمة has a reputation beyond reputeتغاريد فاطمة has a reputation beyond reputeتغاريد فاطمة has a reputation beyond reputeتغاريد فاطمة has a reputation beyond reputeتغاريد فاطمة has a reputation beyond reputeتغاريد فاطمة has a reputation beyond reputeتغاريد فاطمة has a reputation beyond reputeتغاريد فاطمة has a reputation beyond reputeتغاريد فاطمة has a reputation beyond reputeتغاريد فاطمة has a reputation beyond reputeتغاريد فاطمة has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مسلم بن عقيل (عليه السلام).. من هي أمه؟

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين

والعن الدائم على اعدائهم الى يوم الدين
السَّلأمُ عَلَى الحُسَيْن،
وَعَلَى عَليِّ بْنِ الحُسَيْنِ، وَعَلَى أوْلادِ الحُسَيْنِ، وَعَلَى أصْحابِ الحُسَينِ الذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُم دُونَ الحُسين













بارك الله فيك
على هذا الطرح الولائي الحسيني
وجزاك عنا خير الجزاء
ورزقنا الله واياكم زياره اباعبدالله عليه السلام في الدنيا
وشفاعته في الآخره
في ميزان حسناتكم إن شاء الله
دمتي خادمة للعترة الطاهرة
نسالكم الدعاء
__________________





تغاريد فاطمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-2011, 06:46 PM   #4
عبير الزهــــــــراء
•● مشرفة سابقة ●• بنور فاطمه اهتديت
 
الصورة الرمزية عبير الزهــــــــراء
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 3,796
معدل تقييم المستوى: 900
عبير الزهــــــــراء has a reputation beyond reputeعبير الزهــــــــراء has a reputation beyond reputeعبير الزهــــــــراء has a reputation beyond reputeعبير الزهــــــــراء has a reputation beyond reputeعبير الزهــــــــراء has a reputation beyond reputeعبير الزهــــــــراء has a reputation beyond reputeعبير الزهــــــــراء has a reputation beyond reputeعبير الزهــــــــراء has a reputation beyond reputeعبير الزهــــــــراء has a reputation beyond reputeعبير الزهــــــــراء has a reputation beyond reputeعبير الزهــــــــراء has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مسلم بن عقيل (عليه السلام).. من هي أمه؟

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السَّلأمُ عَلَى الحُسَيْن،
وَعَلَى عَليِّ بْنِ الحُسَيْنِ، وَعَلَى أوْلادِ الحُسَيْنِ، وَعَلَى أصْحابِ الحُسَينِ

عظم الله اجوركم

بارك الله فيك
__________________




عبير الزهــــــــراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القبة الذهبية لمرقد مسلم بن عقيل سفير الحسين عليهما السلام ... مفرغة الخلفية ... png ::: يا فاطمة الزهراء ::: الميامين الملحقات الولائية و الاسلامية و الدينية :: لا للمنقول :: 21 14-11-2016 01:49 PM
[تصميم] فواصل ذكرى استشهاد الامام محمد الباقر عليه السلام وسفير الامام الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل أحلآ قمر فواصل وأكسسوارات لتزيين المواضيع والردود 30 08-10-2014 10:45 AM
مسلم بن عقيل .. سفير الحسين عليهم السلام.. مأجورين ::: يا فاطمة الزهراء ::: الميامين كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء 10 03-09-2011 10:49 PM
مسلم بن عقيل nono moon كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء 4 05-03-2011 02:02 PM
شهادة مسلم بن عقيل عليه السلام في الثامن من ذي الحجة عام 60 ه النور الفاطمي أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) 4 04-04-2010 11:42 PM


الساعة الآن 03:51 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir