حدود التعامل بين الجنسين

[أم حسين]

قال تعالى"قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ .."

شاءت رسالة السماء أن تحفظ العلاقات بين النّاس بمختلف أنواعها سواء داخل الأسرة أو خارجها باعتبارها رسالة الحياة ، فهي تمتلك الرؤية الشمولية ؛لترسم للإنسان معالم طريق الكمال الروحي للبشرية وسبل السعادة في الدارين...

وبما أنّ العلاقة بين الجنسين خارج إطار الأسرة علاقة لها آثارها ونتائجها، وإيجابياتها وسلبياتها، فقد أدلى الإسلام فيها دلوه فوضع لهذه العلاقة أحكاما شرعية وضوابط أخلاقية ، تكفل العلاقة بأسمى معاني الفضيلة والنبل وتحصّن الإنسان من الوقوع في تيّار الرذيلة والفساد. وإليك بعضاً من هذه الأحكام - أيها القارئ.

• الاختلاط والاختلاء:

أصبحت المرأة في يومنا المعاصر أكثر انطلاقاُ في الحياة واتصالاً بالجنس الآخر، فشاطرت الرجل في أغلب مجالات الحياة سياسياً واقتصادياُ واجتماعياً ، فترى المرأة مع الجنس الآخر طالبة في الجامعة وموظّفة في العمل ، ونائبة في المجلس النيابي ، وحتى في العمل التطوّعي الإسلامي قد يكون هناك عمل مشترك بين الجنسين من أجل تكامل الأمور، فأصل الاختلاط جائز في الإسلام ما لم يؤدِ مفسدة في المجتمع ، فلو كانت المرأة قد احتجبت عن الرجل والرجل كذلك ، فلا معنى للأمر الإلهي بغضّ البصر كما في الآية الكريمة.

س1: ما حكم الاختلاط؟ أي اختلاط الرجال بالنساء بصورة الجماعات.

- يجوز مع رعاية الحجاب الشرعي والحدود الشرعية وعدم ترتّب المفسدة .

- الاختلاط ليس محرماً ما لم يؤد إلى تجاوز الحدود الشرعية وارتكاب المحرم من إثارة الشهوات واللمس والنظر المثير بين الجنسين والأفضل الاقتصار فيه على مورد الحاجة.

س2: ما هي حدود الخلوة؟

- تحريم الخلوة مع الأجنبية مع عدم الأمن من الفساد وإن تيسر دخول الغير عليها .

- إذا اجتمع الرجل والمرأة في محل خلوة بحيث لم يوجد أحد هناك ولا يتمكن الغير من الدخول فإن كان يخافان الوقوع في الحرام فيجب أن يتركا المكان، ويحرم بقاؤهما في ذلك المكان .

فالنتيجة: متى ما حصل الاختلاط المباح فيجب ألا يجر إلى اختلاء بحال من الأحوال ؛ لكونكِ عاملة أو طالبة أو غير ذلك ، كما قال الرسول (ص) "لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان"

• النظرة والنظرة الأخرى:

الرواية الأولى: عن الإمام جعفر الصادق (ع) قال: "النظرة بعد النظرة تزرع في القلب الشهوة، وكفى بها لصاحبها الفتنة"

الرواية الثانية: عن الإمام الصادق أيضاً قال: "النظرة سهم من سهام إبليس مسموم"

الرواية الثالثة: عن الرسول الأعظم (ص) قال: "لا تتبع النظرة النظرة فليس لك إلا أول نظرة" إنّ أخطر آفة في التعامل بين الجنسين هي مسألة النظرة فكم نظرة أورثت حسرة فما دامت النظرة في دائرة الريبة والتلذذ الشهوي فهي محرمة أما إذا كانت النظرة الأولى غير المقصودة وغير المتعمدة فأجاز الإسلام بشرطين:

1. أن يكون الوجه والكفان خاليين من الزينة.

2. أن لا يكون النظر بقصد اللذة والريبة فمورد الروايات جمعت بين الجواز والحرمة في مسألة النظرتين فتأمل.

• التحدّث بين الرجل والمرأة:

طبيعة العلاقة الاجتماعية تقتضي أن يبدأ التحدّث والكلام بالسلام سواء كان الرجل من يبدأ بالسلام أو المرأة ، والسلام يجب أن يكون له حدّ بقدر الضرورة ولا يوجب إثارة أو تلذذ شهوي بترقيق الكلام أو تليينه.

س3: هل يجوز التحدّث مع النساء دون تلذذ وريبة أم لا؟

التحدّث مع المرأة الأجنبية إذا لم يكن هناك خوف من الوقوع في الحرام أو الانجرار إليه شيئاً فشيئا فلا مانع .

مسألة : يجوز للنساء التكلّم مع الرجال ضمن الشروط الآتية:

1. أن لا يكون بقصد اللذة والريبة.

2. أن لا يكون بكيفية مهيّجة بأن ترقق المرأة صوتها وتليّن كلامها.

3. إذا لم يكن هناك خوف من الافتتان .

• المراسلة:

أصالة حلية الكلام بين الجنسين بالحدّ الشرعي المسموح لا تستشري إلى المراسلة بينهما سواء كان بفرض السؤال ومعرفة الأحوال أو التحدث في مسائل شرعية كما هو رأي السيد علي السيستاني: "لا يجوز لما فيه من خوف الوقوع في الحرام ولو بالانجرار إليه شيئاً فشيئاً".

إذن فالأحكام الشرعية والضوابط الأخلاقية هي الضمانة الشرعية لتحصين العفة في المجتمع وبذلك يرقى ويصبح في مصاف الملائكة كما قال الإمام علي: " ما المجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم أجراً ممن قَدَر فعفَّ يكاد العفيف أن يكون ملكاً من الملائكة"ً.

[الصبح تنفس]

اللهم صل على محمد وآل محمد
جزاكم الله خير الجزاء
والبسكم لباس العافية

[ام عيسى]

[أم حسين]

جزيتم خيراً على تواجدكم في الموضوع ..

لكم خالص مودتي ..

[بنت الهدى]

[أم حسين]

بوركتِ أخيتي على المرور ..