اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-10-2010, 07:42 PM   #1
حور عين
♣ مراقبة سابقة ♣
●•أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين •●
 
الصورة الرمزية حور عين
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: بلاد الرافدين..النجف الأشرف
المشاركات: 1,015
معدل تقييم المستوى: 1067
حور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond repute
علمتني مرارة الإبتلاء..

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى
آله وصحبه الطيبين المنتجبين



من سنن الله في هذه الدار ان يبتلي الله عباده ليميز
الله الخبيث من الطيب , ويتنوع الابتلاء من ظلم
ومرض ونقص في الأنفس والأموال والثمرات
وغيره ..
ولكن يتعلم الإنسان من هذه الابتلأت مايصقله
من الدروس والعبر والأجر والمثوبة
من الله قال تعالى :
(ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن
ماكانوا يعملون)
وقال تعالى :
(وبشر الصابرين)

وقد تعلمت من الابتلاء

دروس وعبر كثيرة أصوغ لكم بعضها
وكما قال الشاعر :
أرى البلايا تحيط المرء تحصنه
حتى لئن صح ذوب الصخر لم يذب
ماحصحص الحق الا بعد ماانسلخت
من عمر يوسف أعوم من النصب

مما تعلمت من الابتلاء

ان اجعل شعاري قول الله
(فصبر جميل والله المستعان)

وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(اعلم ان النصر مع الصبر والفرج مع الكرب
وان مع العسر يسرا )

تعلمت
عندما تضيق بي الدنيا وتغلق في وجهي
اللجوء الي الصلاة والدعاء فباب الله مفتوح وهو سبحانه
بيده مفتاح الخير ورحمته واسعة.

تعلمت
إن اعلق رجائي بالله واقطعه عمن سواه فلا ملجاء
من الله
الا اليه ولاأقطع رجائي منه ,
فلاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون

تعلمت
إن ادعوا الله إن يقيض لي من لدنه سلطانا نصيرا
فهو سبحانه بيده جنود السموات والأرض.

تعلمت
إن الصبر مر مذاقه لكن عقبته أحلا من العسل ففيه
الراحة والسلوان واردد قول الإمام
علي عليه السلام
سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري سأصبر
حتى يحكم الله في أمري

علمت
ان الدنيا لا تسوي عند الله جناح بعوضة فلو ذهبت
لم احزن على جناح ألبعوضة .

تعلمت
ان الظالم مهما خفي عن عيون الناس فهو على الله
لا يخفى فالله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
قال تعالى :
(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما
يوخرهم ليوم تشخص فيه الإبصار)

تعلمت
ان من يحسدك هو الذي يتعذب ومكره يحيق به قال
احد السلف :
{ الحسد داء منصف يفعل في الحاسد اكثر من
فعله بالمحسود}

تعلمت
انك مهما بحثت عن قلب يحن عليك فلن تجد اصدق
واحن من قلب أمك وأبيك فهما من يستحقان البر
والإحسان بلا حدود.

تعلمت
ان اصنع السعادة لنفسي, استعين بالله واسعى واعمل
مايسعدنى دنيا واخرة..وأتوسل بمن قدسّهم وكرمهم
وعصمهم من كل خطأ..
.فهم أبوابه لنا في الدنيا ,
فلاأملّ ولاأكلّ ولاأتعب من طرقها

وكما قول الإمام الباقر عليه السلام,
(مَا بَسَطَ عَبدٌ يَدُه إلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إلاَّ اسْتَحْيَى
اللهُ أنْ يَرُدَّهَا صِفراً حتى يَجْعَلَ فِيهَا مِنْ فَضْلِهِ
وَرَحْمَتِه مَا يَشَاءُ ، فَإذَا دَعَا أحَدُكُم فَلا يَرُدّ يَدَه حَتَّى
يَمْسَحُ بِهَا عَلَى رَأسِه وَوَجْهِه).

تعلمت
ان اشكوا بثي وحزني ألي الله
ومامن ضير لوشكوت ألمي ل مؤمن نقي وكما قول
الإمام علي عليه السلام
من شكى الحاجة الى مؤمن فكأنه شكاها الى الله
ومن شكاها لمنافق فكأنما شكا الله

جزي الله الشدائد كل خير
وان جرعتني غصص بريقي
وما مدحي بها حبا
ولكن عرفت بها عدوي من صديقي

تعلمت
إن لا استشير ألا من أثق في دينه فربما استشاره
أخرجتك من وحل الهموم

وتعلمت
أن كتم الغيظ والصبر على نكبات الزمان ,
هي من صلب إيماني فأحتسب الجزاء عند الله,
وهو خير الحاكمين
(ولاتحزن ولاتك في ضيق مما يمكرون, إن الله مع الذين
أتقوا والذين هم محسنون)

وتعلّمت

أن لاأتفاخر ولاأتعالى ولاأقارن حالي بأحد...
أحمد الله وأشكره
وأستغفره وأرجوه...أن يديم ماتفضلّ وتنعّم به عليّ
فكما قول حكيم...
لاتكابر...آخر الرحلة مقابر


وتعلّمت ..
أحب وأرضى وأتمنى لأختي المؤمنة ماأحبه وأرضاه
وأتمناه لنفسي
وأدعوه لي ولكل المؤمنين والمؤمنات...وكما قول
الرسول الكريم
صلى الله عليه وآله وسّلم
لايحب أحدكم حتى يحب لأخيه مايحبه لنفسه

وتعلّمت وتعلّمت ..
....ولازلت أتعلّم

(اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك
ماضِ في حكمك، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم
هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك،
أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب
عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري وجلاء
حزني وذهاب همي) ..


اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل
والبخل والجبن، وغلبة الدين
وقهر الرجال "

__________________
التوقيع



فان نهزم فهزامون قدما *
وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن *
منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا *
سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس *
بكلكله اناخ بآخرينا

( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون
من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها.
يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر،
وأوجب لي زيادة من إتمام
النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،




اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي
أحلى قمر



نسأل الجميع براءة الذمة.....
حور عين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-2010, 08:41 PM   #2
تفاحة الجنان
~ مراقبة سابقة ~~●رحمَـ رَبــِـي ــــاكـَ●~
 
الصورة الرمزية تفاحة الجنان
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
الدولة: وُسَطِ آهٌــِاتُ قلبــ♥͡ـي [♥]
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
تفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond reputeتفاحة الجنان has a reputation beyond repute
افتراضي رد: علمتني مرارة الإبتلاء..

مشكوره تسلم ايدك
__________________



تفاحة الجنان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-2010, 07:35 AM   #3
فلة
♣ فاطمية فعالة ♣
 
الصورة الرمزية فلة
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: UAE
العمر: 35
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
فلة has a brilliant futureفلة has a brilliant futureفلة has a brilliant futureفلة has a brilliant futureفلة has a brilliant futureفلة has a brilliant futureفلة has a brilliant futureفلة has a brilliant futureفلة has a brilliant futureفلة has a brilliant futureفلة has a brilliant future
افتراضي رد: علمتني مرارة الإبتلاء..

وكما قول الإمام الباقر عليه السلام,
(مَا بَسَطَ عَبدٌ يَدُه إلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إلاَّ اسْتَحْيَى
اللهُ أنْ يَرُدَّهَا صِفراً حتى يَجْعَلَ فِيهَا مِنْ فَضْلِهِ
وَرَحْمَتِه مَا يَشَاءُ ، فَإذَا دَعَا أحَدُكُم فَلا يَرُدّ يَدَه حَتَّى
يَمْسَحُ بِهَا عَلَى رَأسِه وَوَجْهِه).

تعلمت
ان اشكوا بثي وحزني ألي الله
ومامن ضير لوشكوت ألمي ل مؤمن نقي وكما قول
الإمام علي عليه السلام
من شكى الحاجة الى مؤمن فكأنه شكاها الى الله
ومن شكاها لمنافق فكأنما شكا الله

وتعلّمت

أن لاأتفاخر ولاأتعالى ولاأقارن حالي بأحد...
أحمد الله وأشكره
وأستغفره وأرجوه...أن يديم ماتفضلّ وتنعّم به عليّ
فكما قول حكيم...
لاتكابر...آخر الرحلة مقابر



جزاكِ الله خير حور عين .. .. والحمد لله رب العالمين ..
__________________
,, 1672008 من أحلى الأيــــــــــــــــــــــــام ,,
فلة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-2010, 10:04 AM   #4
نعمة الله
~¤ فاطمية متألقة ¤~
 
الصورة الرمزية نعمة الله
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: البحرين
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
نعمة الله has a brilliant futureنعمة الله has a brilliant futureنعمة الله has a brilliant futureنعمة الله has a brilliant futureنعمة الله has a brilliant futureنعمة الله has a brilliant futureنعمة الله has a brilliant futureنعمة الله has a brilliant futureنعمة الله has a brilliant futureنعمة الله has a brilliant futureنعمة الله has a brilliant future
افتراضي رد: علمتني مرارة الإبتلاء..

جوزيت كل الخير أختي الحبيبة على هذا الطرح الرااائع والقيّم
ولنا في رسول الله وال بيته الأطهار خير أسوة وأفضل مثلا
رزقنا الله جميعا حسن الخاتمة وصدق النية
__________________





نعمة الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-2010, 11:17 PM   #5
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: علمتني مرارة الإبتلاء..

البلاء والفتنة سنّة الله في الأرض، فلابدّ من بلاء واختبار، وهذا هو شأن الحياة الدنيا التي خُلق الإنسان فيها ليُبتلى، فهي دار ابتلاء وامتحان، وقد تعرضت جميع المجتمعات البشرية للامتحان عبر مراحل التاريخ.
قال تعالى: ( أَحَسِبَ النّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنّا الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنّ اللّهُ الّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنّ الْكَاذِبِينَ)
العنكبوت / 2ـ 3.
قال تعالى: (لَتُبْلَوُنّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ. آل عمران / 186.
والبلاء بمعنى الاختبار والامتحان يرافق المؤمنين في كل مراحل حياتهم، وأشدّ الناس بلاءً هم الأنبياء، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم ):
((أشد الناس بلاءً في الدنيا النبيّون ثم الأماثل فالأماثل، ويبتلى المؤمن على قدر إيمانه وحسن عمله، فمن صح إيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه، ومَنْ سخف إيمانه وضعف عمله قل بلاؤه )).
وقال الإمام الكاظم (عليه السلام): (( المؤمن مثل كفتي الميزان، كلّما زيد في إيمانه زيد في بلائه )).

ألوان البلاء:
تختلف غايات البلاء وإن توحّدت مظاهره، فالبلاء الواحد قد يكون اختباراً لأفراد وجماعات معينة، ويكون عذاباً لآخرين وتأديباً لهم. قال سبحانه وتعالى: (وَاتّقُوا فِتْنَةً لاَتُصِيبَنّ الّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصّةً. الأنفال / 25.
فالفتنة التي هي مصداق من مصاديق البلاء لا تختص بصنف من أصناف المجتمع، بل تشمل الجميع، المؤمنين وغير المؤمنين.

ومن ألوان البلاء:
أولاً ــ بلاء المؤمنين: يتعرض المؤمنون للبلاء لامتحان إيمانهم وصبرهم وشكرهم واستمراريتهم على المنهج الربّاني، وللحصول على الأجر والثواب من أجل التوجيه والتقويم لتصقل نفوسهم وتمحّص. ويكون البلاء بالشدة والرخاء، ولا يقتصر على الشدة فقط.
قال سبحانه : (وَنَبْلُوكُم بِالشّرّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً. الأنبياء / 35.
وتتعدد مظاهر الابتلاء بالشدّة من فرد إلى آخر، ومن مجتمع إلى مجتمع آخر حسب درجات الإيمان وحسب الطاقات الكامنة في النفوس.
1 ـ الخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات: قال سبحانه وتعالى: (وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالّثمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ) البقرة/ 155.
فالابتلاء بالشدة في هذه المظاهر يحرك القوة الكامنة في الإنسان لكي يلتجئ إلى الله ويركن إليه لتتعمق العلاقة بينه وبين خالقه: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيّ إِلّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضّرّاءِ لَعَلّهُمْ يَضّرّعُونَ) الأعراف / 94.
2 ـ الابتلاء بالكفار: يبتلي الله تعالى المؤمنين بالكفّار وبما يملكون من قوة، من مالٍ وسلاحِ ورجال ومن وسائل السيطرة، فيجد المؤمنون أن للكفار دولة قوية وأنّ لهم أتباعاً وأنصاراً وهم وحدهم، ويزداد الابتلاء عندما يتباطأ النصر وتضيق الحلقة على المؤمنين.
قال سبحانه وتعالى: (إِذْ جَآءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنّونَ بِاللّهِ الظّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً) الأحزاب/ 10ــ 11.
فالله سبحانه وتعالى هو الناصر الوحيد للمؤمنين، ولكن أراد ابتلاءهم وامتحانهم في مواجهة الكفار: (...وَلَوْ يَشَاءُ اللّهُ لاَنتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِن لِيَبْلُوَا بَعْضَكُم بِبَعْضٍ. محمّد/ 4.
3 ـ ضيق المعيشة: الفقر وضيق المعيشة من أوجه الابتلاء والامتحان للمؤمنين لاختبار صبرهم واختبار إيمانهم بقضاء الله وقدره وَأَمّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبّي أَهَانَنِ) الفجر/ 16. والابتلاء بضيق المعيشة يتناسب طردياً مع درجة الإيمان، قال الإمام الصادق (عليه السلام):(( كلّما ازداد العبد إيماناً ازداد ضيقاً في معيشته)).
والمؤمن الذي يواجه ضيقاً في معيشته يتجه بكل جوارحه إلى الله، وإنّ قلة الرزق امتحان عسير لمعرفة درجة ارتباطه بالله ورضاه بما قسم الله له من الرزق.
4 ـ ابتلاء التأديب: عندما يبتعد المؤمن عن المنهج الربّاني في الحياة، ولا يجعل سلوكه مطابقاً لما يؤمن به، فإن الله سبحانه يبتليه بعذاب تأديبي ليردعه عن المعاصي، ولكي يعود للاستقامة ويتوب إلى الله، وهو بلاء لا تطول مدته، ويتوقف على التوبة والإنابة، ومن مظاهره:
أ ـ نقص الثمرات وحبس البركات: قال الإمام علي (عليه السلام)، ((إن الله يبتلي عباده عند الأعمال السيئة بنقص الثمرات وحبس البركات وإغلاق خزائن الخيرات، ليتوب تائب، ويُقلعَ مُقلِعٌ، ويتذكر متذكر، ويزدجر مزدجر)).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام)، ((إذا مُنعت الزكاة منعت الأرض بركاتها)).
ب ـ تسليط الأشرار: تسليط الأشرار تأديب للمؤمنين التاركين لمسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): ((لتأمّرنّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر، أو ليسلطنّ الله عليكم شراركم، فيدعو خياركم فلا يُستجاب لهم)).
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلم ): ((إن الله لا يعذب الخاصة بذنوب العامة حتى يظهر المنكر بين أظهرهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكرونه)).
ج ـ توالي الأضرار: إذا لم يرتدع المؤمنون عن المعاصي والسيئات تتوالى عليهم الأضرار حتى يعودوا إلى الاستقامة ويصلحوا ما فسد من أمورهم. قال الإمام علي (عليه السلام): ((لا يترك الناس شيئاً من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم إلاّ فتح الله عليهم ما هو أضرّ منه)).
ومن مظاهر التأديب الإلهي، غلاء الأسعار وقصر الأعمار وخسران التجارة وانحباس البركات.
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): ((إذا غضب الله على أمّة، لم ينزل العذاب عليها، غلت أسعارها، وقصرت أعمارها، ولم تربح تجارتها، ولم تنزل ثمارها، ولم تغزر أنهارها، وحبس عنها أمطارها، وسلّط عليها أشرارها)).
د ـ جزاء عدم الصبر على المصائب: المصيبة ابتلاء للمؤمنين وعليهم الصبر والاحتمال وذكر الله، وعلى المؤمن أن لا يستعظم المصيبة فيبتليه ربّه بأكبر منها. قال الإمام علي (عليه السلام): ((مَنْ عظّم صغار المصائب ابتلاه الله بكبارها)).
هـ ـ ابتلاء الرخاء: الرخاء والخير ابتلاء إلهي وفتنة للمؤمنين لامتحان قيامهم بواجب الشكر عليه والإحسان به للآخرين واستثماره في طرقه المشروعة، والابتلاء بالرخاء والخير قد يكون أشدّ وطأة من الابتلاء بالشدة، لأنّه غالباً ما ينسي الإنسان ويلهيه عن واجباته وتكاليفه.

ومن النعم الابتلائية:
1 ـ النعم والبركات: قال سبحانه وتعالى: (وأن لوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَاءً غَدَقاً * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) الجن/ 16ـ 17.
2 ـ الأموال والأولاد: قال سبحانه وتعالى: (وَاعْلَمُوا أَنّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) الأنفال/ 28.
الأموال والأولاد من متاع الدنيا الذي غالباً ما يعيق الإنسان عن أداء تكاليفه الشرعية، ولذا كان ابتلاءً للمؤمنين وامتحاناً لهم.
3 ـ ويبتلي الله عباده بالقوة الجسدية: وبكثرة العدد، كما ابتلى المسلمين في حنين بكثرة عددهم، فأصابهم الغرور والتراخي، وخسروا المعركة لأنهم اعتمدوا على كثرتهم ولم يعتمدوا على الله سبحانه وتعالى .
4 ـ ويبتلي الله عباده بالنصر على الأعداء: فهل يشكرون الله وهل يبتعدون عن الزهو والعجب والغرور بالنصر، وهل يحافظون على مقومات النصر.
وخلاصة القول إن المؤمنين يصيبهم البلاء بنوعيَه، ابتلاء الشدة وابتلاء الرخاء، تأديباً لهم لكي يعودوا إلى الاستقامة التي أمرهم الله بها.
ثانياً ــ ابتلاء الكفّار:
ابتلاء الكفار لم يكن اختباراً ولا امتحاناً، وإنّما كان عذاباً كما عبّرت عنه الآيات القرآنية: ( . . . فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) الأنعام / 6. والإهلاك هو العذاب والعقاب الإلهي بسبب التمرد على التعاليم الإلهية، فالكفران بنعم الله يولّد العذاب: (فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ) النحل/ 112.
والبطر في المعيشة سبب للهلاك والعذاب: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا) القصص/ 58.
والظلم سبب للهلاك والعذاب: (وَمَا كُنّا مُهْلِكِي الْقُرَى‏ إِلّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) القصص/ 59.
وقد اقتضت سنّة الله تعالى في الأرض إهلاك المتمردين بعد أن يصلوا إلى مرحلة الطغيان، كما حدث مع قوم نوح ولوط وقوم هود وصالح.

كيف يدفع البلاء؟
قال الإمام الصادق (عليه السلام): ((لن تكونوا مؤمنين حتى تعدّوا البلاء نعمة، والرخاء مصيبة)).
البلاء نعمة لأنه يشحذ الهمم ويشد العقول والقلوب إلى مصدر الرحمة ومصدر الحماية، وهو الله تعالى، فهو نعمة بهذا المنظار، والرخاء مصيبة لأنه قد يؤدي إلى الغرور والعجب والبطر، فهو مصيبة بهذا المنظار.

ومن الأمور التي تدفع البلاء:
1 ـ الاستغفار: لأن الانحراف والتمرد سبب للبلاء والعذاب، فإذا تاب الإنسان واستغفر فإنه يتّقي البلاء: (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) الأنفال/ 33.
2 ـ الدعاء: إن الله سبحانه يستجيب لعبده إن دعاه، فيرفع البلاء عنه، قال الإمام علي (عليه السلام): (( ادفعوا أنواع البلاء بالدعاء، عليكم به قبل نزول البلاء)).
ولذا جاء في دعائه (عليه السلام): ((اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء)).
3 ـ الصدقة: الصدقة وإن كانت لدفع البلاء، إلاّ أنها بنفسها مظهر من مظاهر التراحم في مجتمع المسلمين، والتراحم بنفسه يزيل البلاء ويدفعه.
قال الإمام الباقر (عليه السلام): ((إن الصدقة لتدفع سبعين بليّة من بلايا الدنيا)).
4 ـ الالتزام بالتعاليم الإلهية: وهو الذي يضمن بقاء البلاء امتحاناً واختباراً إلهياً تكون نتيجته فوزاً للمؤمن، وليس نقمة منه.

جزاء الصبر على البلاء:
إن الله سبحانه يبتلي عباده ليمحّص قلوبهم وعقولهم، وليرى صبرهم على ذلك ويثيبهم الجنة التي حُقّت بالمكاره. قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): ((إن أعظم البلاء يكافأ به عظيم الجزاء فإذا أحبّ الله عبداً ابتلاه، فمَنْ رضي قلبه فله عند الله الرضى، ومن سخط فله السخط)).
والبلاء بالشدة والضيق يعقبه الفرج لأن الله تعالى لا يكلف الإنسان فوق طاقته، قال الإمام علي (عليه السلام): ((ما اشتد ضيق إلاّ قرّب الله فرجه)).

ومن جزاء الصبر على البلاء:
1 ـ دخول الجنّة بدرجاته العالية: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم ) : ((إن في الجنة درجة لا ينالها إلاّ أصحاب الهموم)).
وقال الإمام علي (عليه السلام): ((بالمكاره تنال الجنة، بالتعب الشديد تدرك الدرجات الرفيعة والراحة الدائمة)).
2 ـ تمحيص الذنوب: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): ((يقول البلاء كل يوم، إلى أين أتوجه؟ فيقول الله عزّ وجلّ، إلى أحبائي، وأولي طاعتي، أبلو بك أخيارهم، وأختبر صبرهم، وأمحّصُ بك ذنوبهم، وأرفع بك درجاتهم)).
3 ـ توفير الحسنات: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم ): ((يكتب أنين المريض، فإن كان صابراً كان أنينه حسنات.).
4 ـ غفران الذنوب ومحو الخطايا: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): ((ساعات الأذى يذهبن ساعات الخطايا)).
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): ((ذهاب البصر مغفرة للذنوب، وذهاب السمع مغفرة للذنوب، وما نقص من الجسد فعلى قدر ذلك)).
وأهم من كل ذلك هو رضوان الله تعالى على المؤمنين الصابرين، لأنّ الابتلاء جعلهم يتوجهون إلى الله ويخلصون النيّة إليه، ويصلحوا ما فسد من أمورهم، وأفضل من البلاء كتمانه، واعتبر الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) كتمان المصيبة من كنوز البر :((ثلاث من كنوز البرّ، كتمان الشكوى، وكتمان المصيبة، وكتمان الصدقة)).

وفقك الله لهذا الموضوع المتميز
وهو من المتعارف بك ان تكوني متميزه
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:53 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir