غضب الجبّار على قاتلي الحسين عليه السلام

[نعمة الله]

((تفوح منه رائحة القطران))
قال الحسن البصري: كان رجل يجلس معنا نشمّ منه رائحة القطران, فسألناه عن ذلك .
فقال: اني كنت فيمن منع الحسين بن علي الماء, فرأيت في منامي كأن الناس قد حشروا, فعطشت عطشا شديدا فطلبت الماء, فاذا النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام على الحوض, فاستقيت من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال: اسقوه, فلم يسقني أحد , فقال ثانيا ,فلم يسقني أحد, ثم قال ثالثا فقيل : يا رسول الله انه ممن منع الحسين من الماء فقال رسول الله صلى الله علي واله وسلم : اسقوه قطرانا, فأصبحت لا اكل طعاما الا وجدت فيه رائحة القطران , ولا أشرب شرابا الا صار في فمي قطرانا.

((تمزّقت بطنه من كثرة ما يشرب))
كان اللعين زرعة بن شريك التميمي حينما سقط الحسين عليه السلام من على ظهر جواده وقد طلب من القوم في تلك الحال ماء رماه زرعة بسهم فأصاب حنكه الشريف.
وعندها دعا عليه الحسين عليه السلام قائلا:
(اللهم أمته عطشا , ولا تغفر له أبدا)
قال القاسم بن الأصبغ: رأيت هذا الرجل بعد معركة الطف وهو يجود بنفسه (أي في لحظاته الأخيرة) وهو يشكو من شدّة الحرارة في بطنه والبرد في ظهره, فكان أهله قد وضعوا الثلج بين يديه , ووضعوا مدفأة فيها النار خلفه, وهو يصيح: العطش العطش, فقد أهلكني العطش, فيؤتى له بقدح كبير فيه الماء البارد واللبن لو شربه خمسة لكفاهم, فيشربه ويعود يصيح: اسقوني فقد أهلكني العطش, فشرب حتى انقدّ بطنه ومات شرّ ميتة وذهب الى جهنم وبئس المصير.

(( من سمع واعيتنا ولم ينصرنا أكبه الله على منخريه في نار جهنم))
حكى الواقدي قال: كان في الكوفة رجل أعمى , وقد شهد مقتل الحسين عليه السلام, فسألناه عن سبب ذهاب بصره فقال: كنت عاشر عشرة محرم ممن شهد مقتل الحسين عليه السلام , غير أنّي لم أضرب بسيف ولم أطعن برمح ولا رميت بسهم, فلما قتل الحسين وحمل رأسه رجعت الى منزلي وأنا صحيح و عيناي صحيحتان , فنمت تلك الليلة فأتاني ات في المنام وقال: أجب رسول الله, فقلت: مالي ولرسول الله صلى الله عليه وال وسلم؟
فأخذ بيدي وانتهرني وأمسك بتلابيبي وجاء بي الى رسول الله صلى الله عليه وال وسلم وهو جالس وحاسر عن ذراعيه, وبيده السيف , وبين يديه نطع, وأصحابي التسعة مذبوحون, فدنوت منه وجثوت بين يديه فسلّمت عليه فقال: لا سلّم الله عليك, ولا حيّاك ياعدو الله الملعون, أما استحييت منّي؟
فقلت: يارسول الله , والله ما قاتلت ولا ضربت سيفا ولا طعنت رمحا ولا رميت سهما.
قال: نعم هو كذلك , ولكنك كنزت السواد, أدن مني.
فدنوت منه, فاذا بطشت مملوء دما
فقال: هذا دم الحسين وكحّلني منه فانتبهت ولا أبصر شيئا حتى الان كما ترون.