اسباب الحسد وعلاجه وعلاماته

[يتيمة علي وفاطمة]

علامات الحسد واسبابه وعلاجه:
ان الحسد مرض نفسي وكأي مرض لا يمكن علاجه الا بمعرفة اسبابه وعلاماته وفيما يلي بحث شامل عن "الحسد":
1)-الفرق بين الحسد والغيرة والغبطة:
(الحسد):هو تمني زوال نعم الله عن أخيك المسلم مما له فيها صلاح، فان لم ترد زوالها ولكن تريد لنفسك مثلها فهو(غبطة ومنافسة) فان لم تكن له فيها صلاح وأردت زوالها عنه فهو (غيرة).
عكس الغيرة هو النصيحة ومعناها:

👆من خلال ماسبق نستنتج معيار الحسد؛ فاذا كنت تريد لأخيك ماتكره لنفسك وتكره له ماتحب لنفسك فأنت "حاسد"، واذا كنت تريد لأخيك ما تريد لنفسك وتكره له ما تكره لنفسك فأنت "ناصح".
2)-مراتب الحسد المذموم:
للحسد المذموم أربع مراتب:
الأولى: أن تحب زوال النعمة عن المحسود حتى وإن لم تنتقل تلك النعمة إليك، وهذا أخبث المراتب وأشدها ذماً.
الثانية: أن تحب زوال النعمةعن أخيك لرغبتك فيها عينها وتحب زوالها لانها لم تصل اليك لا لأن غيرك متنعم بها والدليل على تحريم هذه المرتبة وذمها قوله تعالىولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض)
الثالثة: أن لاتشتهي تلك النعمة عينها بل تشتهي لنفسك مثلها، إلا أنك إن عجزت عن مثلها أحببت زوالها عن أخيك، وتجتهد وتسعى في زاولها عنه كيلا يظهر التفاوت بينكما.
الرابعة: كالثالثة إلا أنك إن اقتدرت على ازالتها منعك عقلك ودينك أو غيرهما من السعي في إزالة تلك النعمة عن أخيك، ولكنك إن زالت تلك النعمة عن أخيك بسبب أحد غيرك أو لأي سبب ما من دون تدخلك؛ تفرح وترتاح دون أن تجاهد نفسك وتنهاها عن ذالك الفرح ولا تكره وجود هذا الاحساس بالفرح في نفسك.
3)-مراتب الغبطة:
1-أن تشتهي الوصول الى ما مثل المغبوط(الشخص الذي تغبطه)، وان لاتحب زوالها عنه، ولا يميل قلبك الى حب المساواةمعه ولا كُره النقصان عنه في تلك النعمة.
2- أن تشتهي الوصول الى مثل ما للآخر مع الميل الى المساواة وكره النقصان؛ بحيث لو عجزت عن نيلها وجدت في نفسك حبك خفياً لزوالها عنه إلا أنك كنت كارهاً هذا الحب الذي تجده في نفسك وحاولت مجاهدة نفسك لإزالته وهذا النوع من الغبطة يسمى (الحسد المعفو عنه).
4)- بواعث الحسد:
1-خبث نفس الحاسد وشحها بالخير لعباد الله بحيث إذا وصفت له أن أمور أحد من الناس مضطربة وحياتهم كدرة تجده يفرح حتى وان لم تكن بينه وبين ذلك الشخص عداوة ولا رابطةواذا وصفت له حسن حال احد شق عليه ذلك حتى وإن لم يوجب ذلك نقصاً في شيء مما له وهذا الطبع يعسر علاجه لأنه من خباثة الجبلة، وما يقتضيه الطبع والجبلة يتعسر إزالته.
2-العداوة والبغضاء، حيث إذا أصاب عدوه بلية فرح بها إما لظن ذلك الحاسد أنها مكافأة من الله لأجله أو لحبه أن يهلك ذلك الشخص (المحسود)،واذا أتت عدوه نعمة ساءه ذلك وتصور -هذا الحاسد-أنه لا منزلة له عند الله لان الله لم ينتقم من عدوه بل أنعم عليه فيحزن لذلك.
3-حب الرئاسة وطلب المال والجاه وحب المدح والتفرد بكل شيء حيث لو سمع بنظير له في أقصى العالم ساءه ذلك وارتاح بموته او زوال النعمة التي يشاركه فيها ليكون متفوقاً على الكل و متفرداً بالمدح والثناء.
4-الخوف من فوت المقاصد وهذا السبب خاص بالذين يتزاحمون على مقصد واحد مثل تحاسد الضرات في مقاصد الزوجية، والأخوةفي نيل المنزلة في قلب الأبوين، والتلامذة لأستاذ واحد في نيل المنزلةفي قلبه... .
5-التعزز: وهو أن يثقل عن أن يترفع عليه بعض أقرانه ويعلم أنه لو أصاب قرينه بعض النعم سيتكبر عليه ويستصغره وهو لايطيق ذلك لعزة نفسه فيحسده لو أصاب تلك النعمة( اي ليس غرضه التكبر وانما غرضه دفع الكبر )
6- التكبر:وهو ان يكون هو في طبعه الترفع والتكبر على بعض الناس ويتوقع من قرينه الانقياد الانقياد له ،فاذا نال قرينه بعض النعم خاف ان لا يحتمل تكبره وتمنى زوال تلك النعمه عليه أو مساواته أو التفوق عليه .
7-التعجب:وهو ان يكون المحسود في نظر الحاسد حقيراً والنعمة عظيمة فيعجب من فوز مثله بها ويحب زوالها عنه ومن هذا القبيل حسد الامم أنبيائهم حيث قالوا (ما انتم الا بشر مثلنا)، (أنؤمن لبشرين مثلنا)
5)- منشأ الحسد:
ان الاسباب السابقة تكثر بين اقوام تجمعهم روابط يجتمعون لاجلها مثلا التاجر يحسد التاجر دون غيره والطالب يحسد الطالب وغيرذلك ومنشأ جميع ذلك حب الدنيا حيث ان الدنيا منافعها ضيقةومحصورةلذلك تصير محل التزاحم والتعارك ،أما الأخرة فلا ضيق فيها لذلك لا يتنازع اهلها ومثال على ذلك من يحب العلم بالله وصفاته وافعاله لم يحسد غيره اذا عرف ذلك ايضا بل انه يستأنس بزيادة العارفين ويبتهج بكثرة المشاركين في معرفة الله وحبه وانما يقع التحاسد بين علماء الدنيا وهم الذين يقصدون بعلمهم طلب الشهرة والمال وحب الظهور
6)-عواقب الحسد:
1-لا يخلو صاحبه من لحظة من الحزن والألم؛إذ هو يتألم بكل نعمة يراها في غيره ونعم الله على عباده لاتد ولا تحصى فبذلك يدوم حزنه وتألمه .
2- يكون صاحبه في مقام التعاند والتضاد مع رب العالمين إذ أن الله بحكمته أوجب بقاء هذه النعمة على هذا العبد والحاسد يريد زوالها ، قال تعالىأم يحسدون الناس على ماأتاهم الله من فضله ) ،وقال ان تمسسكم حسنة تسؤهم وان تصبكم سيئة يفرحوا بها )،وقال النبي الاكرم صلى الله عليه وآله الحسد يأكل الحسنات كما تاكل النار الحطب)،وقالدب اليكم داء الأمم من قبلكم:الحسد والبغضاء،والبغضةهي الحالقة،لا اقول حالقة الشعر ولكن حالقة الدين والذي نفس محمد بيده لاتدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا ألا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم؟أفشوا السلام بينكم)،صدق رسول الله(ص).
،وقال احد العقلاء ما رايت ظالماً أشبه بمظلوم من حاسد ،انه يرى النعمة عليك نقمة عليه).
7)-علاج الحسد:
ذهب بعض الناس الى ان الحسد لا اثم عليه مالم تظهر اثاره على الجوارح، فاذا ظهر على الجوارح فالبدار البدار الى القضاء عليه وذلك بمداواته ،
فالحسد كما قلنا في البداية مرض نفسي والامراض النفسية لاتتداوى الا بالعلم والعمل فما هما العلم والعمل النافعان لمداواة الحسد؟
[1]-العلم النافع: هو ان تعرف ان الحسد يضرك في الدين والدنيا ولايضر محسودك فيهما حيث ان ضرره على دينك بانه يؤدي بك الى عذاب الابد حيث يأكل حسناتك كما تأكل النار الحطب،اما ضرره على دنياك هو انه يجعلك في هم وتعب وضيق النفس،كما انه لا سبيل لك لمنع نزول النعمة على أخيك فهي تاتي من الله وايضا زوالها بيد الله ((لكل اجل كتاب))،((وكل شيء عنده بمقدار)).
[2]-العمل النافع:وهو ان يواظب الانسان على اثار النصيحةالتي هي ضد النصيحة-كما ذكرنا سابقاً-بأن يصمم على أن يكلف نفسه بنقيض ما يقتضيه الحسد من قول وفعل ،فاذا بعثك الحسد على التكبر على المحسود الزم نفسك بالتواضع له،وان بعثك على العبوس ونظرة الكراهية في وجهه الزم نفسك بحسن البشر واللين معه،وان بعثك على غيبته والقدح فيه الزم لسانك المدح والثناء عليه ،وان بعثك على كف الإنعام عليه الزم نفسك زيادته وبتكرار هذا الالزام والتكليف سينقطع الحسد عنك بالتدريج كما ان المحسود لو رأى منك حسن المعاملة أظهر حبه لك فتتولد مودة وموافقه بينكما ،فلا تدع الحسد يدمر دينك ودنياك ويجعلك اسير في يد الشيطان ويصير قرينك،((ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين ))

المصدر:جامع السعادات-الجزء الثاني




.....دعواتكم لليمن الحبيب

[خادمة البضعة]

إنطلاقة متميزة
سلمت يمينك اختي الغالية

[ميادة]

*•~-.¸¸,.-~*..بسم الله الرحمن الرحيم..*•~-.¸¸,.-~*
*•~-.¸¸,.-~*..اللهم صل على محمد وال محمد..*•~-.¸¸,.-~*
*•~-.¸¸,.-~*..اللهم عجل لوليك الفرج ..*•~-.¸¸,.-~*

مجهود مميز ...
و موضوع رائع ...
و جزاكى الله خير