بقلمي/ بوركت يا ستار أكاديمي ..!!!!!

[انتظار النور]

اللهم صل على محمد وعلى آلمحمد

أخذت أراجع كلماتي على عجل ..

فقد بقيت ربع ساعة على قدوم دوري ..!

مرددة كل مقطع ( بلحنه ) الخاص به ...حتى لا أنساه .!

فالليلة هي ليلة " البرايم "..!!!

وعلي أن أثبت للجميع أنني الستار القادمة في هذا الأسبوع ..

بل وفي كل أسبوع ..!

صحيح أنني ترشحت لمرات عديدة لأن أكون "نومينيه"..!

لكن بفضل تصويت الذين يحبونني لا زلت في الأكاديمية ..!

خلف الكواليس ..

كنت أحسن التصرف فهنا أيضا لا يخلو المكان من كاميرات

المراقبة !

أسمع لغط الحضور فأتوتر قليلا ..

بعض زميلاتي قد بالغن و ( أوفرن ) في طريقة ملابسهن

التي ربما لا تليق بالمكان ..!!

أخرجت قارورة صغيرة من حقيبتي وشربت شيئا منها

مراعية أن لا يلاحظ أحد الأمر ..!!

ارتفعت الأصوات التي كانت بمثابة إذن الدخول لي ...

أمسكت المايكرفون ودخلت بخطوات خجولة ..!

بدأت بصوت ضعيف ومرتجف ...

لكنني سرعان ما تداركت الوضع وافتتحت أدائي بأول

آه ..!!!!

جاعلة الكثير منهم يتفاعل معي ..

كانت " آهاً" شجية ..!

" آهاً " هاشمية كنت قد ورثتها من أجداد أمي الموسويين ..!

التي ما إن انضمت إليها " يا حسين ومصابة "

حتى سلبت لب وعقول الجميع وصاروا يرددونها بحب

وشغف كبيرين .!

أما انا أخفضت رأسي كما يفعل الطائر في بداية طيرانه ..

هو ينظر إلى الأرض فيحلق ..

وأنا أنظر إلى أوراقي فأطير ..!

صرخات الحضور تشير إلى أنني أقدم عرضا مذهلا ....

لكن مهلا ..!!

الغرور يقتل الفنان والانسان ..!

وآلات التصوير التي تطلع على الأفئدة تحبط كل جهدي المبذول ..!

في أكاديمية الدنيا هذه ..!

فكلنا مشتركون في المسابقة وكلنا معرضون لأن نطرد منها ..!

فكل الناس هلكى ؛ إلا العالمون .. وكل العالمون هلكى ؛ إلا العاملون .. وكل العاملون هلكى ؛ إلا المخلصون .. والمخلصون على خطر عظيم ) !..

و الناقد بصير والشاهد هو الحاكم ..

و قراءتي هذه ما هي إلا ( زكاة ) !

علي أن أدفعها جراء نعمة الصوت هذه ..

لذلك رفقا بي يا نفسي الأمارة بالسوء ...!!

فأنت لن تخرقي الأرض ولن تبلغي الجبال طولا ..!

وهذه الفكرة سيئة عند ربي مكروهة .!

أدرت عيني الضبابيتين على الحاضرات المتشحات بالسواد ..

منتظرة مفاجأة منتصف " البرايم " ...!

لم أكن أطمع برؤية الأحبة بل كنت فقط أتمنى أن أشعر

بوجودهم قربي ...!

بلعت ريقي الذي لازال به طعم ( ماء العباس) الذي شربته

منذ قليل ...!

و أغمضت عيني تاركة أوراقي تتساقط في حجري ...

حركت شفاي المالحة لأؤدي " مَدْلي "

لعمالقة فن الحياة واللآخرة الحقيقيين ..!

لتبدأ روحي بالانتفاض من جسدي والنظر بعين اليقين

وبعين " المنظور" ..!

فتتأجج فيها أجنحة ملونة ذات عشق حسيني مشتعل بجمرات

" عطية السرمدية "...

و بجمراتي المتواضعة ..!

التي كانت تزداد توهجا وبريقا عند سقوط كل دمعة موالية

مختفية ذرات الدموع تلك وظاهرة فجأة في العالم الآخر

على هيئةأنهار من لبن لم يتغير طعمه و خمر وعسل مصفى ..!

بعدها بقليل حان وقت الاستعراض الذي تنتظره روحي بشغف ..

فتعلقت بشيء تدلى طرفه الأول من سقف قلبي وطرفه الآخر

أرجحني وامتد بي إلى الّلامكان والّلازمان ...!

حبل كانت تحركه صرخات المواليات فيزداد قوة ..

فترتمي روحي على جناح أول حمامة قريبة من الأحبة ..!

حلقت بي بين البقيع و كربلاء ومن كربلاء إلى البقيع ..

لأرى أرواح المؤمنين هناك ..!

قرب السور المظلم ..!

يقيمون العزاء بصوت خافت وحزين ..؟!!

أمقدر أن يكون عزاؤها أبد الدهر بصوت خافت وحزين ؟!

هرولت روحي نحو السياج الرمادي وأخذت تهزه ..

وتهزه ...

وتهزه ..

غير عابئة بالشياطين ..!!

حتى تمكنت من قلع شيء منه .... ذلك السياج اللعين ...!

فانبرت حافية القدمين داخل الوادي المقدس ....

ورذاذ الدمع ينير الدرب ...!

صارخة كالمجانين ..!

أماه يافاطمة ....!!

أين أنت ؟؟

أين أين ؟

أماه يكفيك استتارا ..

يكفينا مولاتي انتظارا ..

أقريبة أماه أنت ؟

أبعيدة أماه أنت ؟

أم أين أنت ؟

أين أين ؟؟

تعب الجواب من السؤال ..

فسؤالنا دك الجبال ...

حيرى أدور بذا البقيع ..

حيرى أكرره السؤال ..!

أقريبة أماه أنت ؟

أبعيدة أماه أنت ؟

أم أين أنت ؟

أين أين ؟؟؟

أين أين ...

كلمتان كانت حروفهما تتطايران في كل مرة تخطو بهما

قدما روحي الشفافة ..!

وكأنهما مصنوعتان من ذلك الصرح الممرد من قوارير ..!

يشدها خيوط من مغزل تلك " الحورية الانسية " ..!

التي بها يتبين الخيط الأبيض الولائي من الخيط الأسود الناصبي ..

حتى يتم اسلامنا إلى يوم يبعثون ..!

مغزلها الذي قٌدّر له منازل حتى تعود رحاها كالعرجون القديم .!

جميعها تدعوني لأن أبحث عنها ..

حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا ...!!

فأتبعت سببا ..!!

لكني لا أرى من البقيع سوى قطع من الليل مظلما..!

فقبضت قبضة من أرضه أطمع أن تكون من أثرها ..!

قبضتها بأنامل روحي التي كانت بعدد ورقة تلك الأقراص الخمسة !!

وقربتها من قلبي المسكين اليتيم والأسير بحبها ...!

ولازالت روحي تبحث ...

لكن أنى لي أن أرى تلك المشكاة وذلك الكوثر؟؟!

ونحن الذين أصبح ماؤنا غورا ..!

ونتوق للماء المعين الذي وحده يعرف مكانها ..!

الماء المعين الذي أحاول أن الاقتراب منه بأن أرمي حوتي وأنساه !

في كل مرة تتسنى لي فرصة كهذه ..!

فرصة ..

خدمتهم ..

التي تجعل منك ستارا ونجما لأهل الأرض قبل أهل السماء ..!

نجومية لا تتطلب منك سوى الحب !

فالكل ستار وكما نقبل يد الخطيب نقبل يد من يكنس الحسينية ..!

فقط وفقط عنما نربط عالمنا المادي بعوالمهم المعنوية ..!

حينها أقدم هديتي لهم بعلبة خضراء مخملية ..

تحوي حجرا يتحول ماسا إذا كان لوجه الله تعالى ..

أنضمها بحبل الله جميعا ولا أفرقها ...

صانعة منها قلائد وأساور أرتديها يوم العرض ...!

يوم لا تنفع زينة الحياة الدنيا ...!

و انتهى عرض اليوم ...!!

لما بدأ الجميع بنثر أحرف التوسل على رؤوسنا بدموع

فاطمية لطلب الفرج القريب ..!

أُطفأت الأضواء ...

وعاد كلا منا من حيث أتى ....

واحتفظت أنا بكل ما جمعته من أحجار في صندوقي ..

المهدوي ......

منتظرة نتائج التصويت لها ...

إلى الجمعة القادمة ..!

نسألكم الدعاء

الفاتحة على أرواح المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات