نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-12-2008, 11:55 PM   #21
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

خلاص رجل من السجن

روي أن رجلاً كان محبوساً بالشام مدةً طويلة مضيقاً عليه , فرأى في منامه
كأن الزهراء صلوات الله عليها أتته فقالت : أدع بهذا الدعاء , فتعلمه ودعا
به فتخلص من السجن ورجع إلى منزله .

وهو هذا الدعاء :"اللهم بحق العرش ومن علاه , وبحق الوحي ومن أوحاه , وبحق
النبي ومن أنباه , وبحق البيت ومن بناه , ياسامع كل صوت , ياجامع كل فوت ,
يابارئ النفوس بعد الموت , صلّ على محمد وأهل بيته , وآتنا وجميع المؤمنين
والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها فرجاً من عندك عاجلاُ بشهادة أن لاإله
إلا الله , وأن محمداً عبدك ورسولك , وصلى الله عليه وعلى ذريته الطيبين
الطاهرين وسلّم تسليماً" .
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2008, 11:55 PM   #22
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

خادمة الزهراء في الصحراء

روي أن أم أيمن لما توفيت فاطمة (عليها السلام) حلفت أن لاتكون بالمدينة إذ لا تطيق أن تنظر إلى مواضع كانت بها .

فخرجت إلى مكة , فلما كانت في بعض الطريق عطشت عطشاً شديداً , فرفعت يديها وقالت : يارب أنا خادمة "فاطمة" تقتلني عطشاً ؟

فأنزل الله عليها دلواً من السماء , فشربت فلم تحتج إلى الطعام والشراب
سبع سنين وكان الناس يبعثونها في اليوم الشديد الحر فما يصيبها عطش
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2008, 11:56 PM   #23
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

المزيد من كرامات فاطمة الزهراء ( عليها السلام )

ورد عن الثعلبي في ( قصص الأنبياء ) ، والزمخشري في ( الكشاف ) في تفسير قوله تعالى :

( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا المِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً ) آل عمران : 37 .

في خبر طويل نقتطف منه ما يلي :

قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لفاطمة ( عليها السلام ) :

( يَا بُنَيَّة هَلْ عندك شيء آكل ؟ فإني جائع ) .

فقالت ( عليها السلام ) : ( لا والله ، بأبي أنت وأمي ) .

فلما خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من عندها ، بَعَثَت إِليها جارةٌ لها بِرَغِيفَيْنِ ، وبضعة لحم .

فأخذَتْهُ ( عليها السلام ) منها ، ووضعته في جفنة ، وغطت عليه ، وقالت :
( لأُوثِرَنَّ بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على نفسي ، ومن عندي
) وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبْعَة من طعام .

فبعثت حَسَناً وحسيناً إلى جَدِّهِما ( صلى الله عليه وآله ) ، فرجع ( صلى
الله عليه وآله ) إليها ، فقالت ( عليها السلام ) : ( بأبي أنت وأمي يا
رسول الله ، قد أتانا الله بشيء فخبأتُه لك ) .

فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( فَهَلُمِّي به ) فَأْتِي به ، فكشفت ( عليها السلام ) عن الجفنة ، فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً .

فلما نظرَتْ ( عليها السلام ) إليه بهتَت ، وعرفت أنها بركة من الله تعالى
، فحمدت الله تعالى ، وصلّت على نبيه ( صلى الله عليه وآله ) .

فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( من أين لك هذا يا بُنَيَّة ؟ ) .

قالت ( عليها السلام ) : ( هو من عند الله ، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) .

فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( الحمد لله ، جعلك شبيهة
بسيِّدة نساء بني إسرائيل ، فإنها كانت إذا رَزَقها الله رزقاً حسناً ،
فسُئلت عنه ، قالت : هو من عند الله ، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) .

فبعث الرسول ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي ( عليه السلام ) ، فَأتَى .

فأكل الرسول وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، وجميع أزواج
النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى شبعوا ، وبقيت الجفنة كما هي .

فقالت فاطمة ( عليها السلام ) : ( وأوسعت منها على جميع جيراني ، وجعل الله فيها بركة ، وخيراً طويلاً ) .

وكان أصل الجفنة رغيفين ، وبضعة لحم ، والباقي بركة من الله تعالى .

وعن الحسن البصري ، وابن إسحاق ، عن ميمونة قالت :

وَجدتُ فاطمة ( عليها السلام ) نائمة ، والرَحى تدور ، فأخبرتُ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بذلك فقال :

( إن اللهَ عَلِمَ ضَعفَ أَمَتِهِ ، فَأوحى إِلى الرَّحى أَن تدورَ ، فَدَارَتْ ) .

ورهنت ـ مرَّةً ـ فاطمة ( عليها السلام ) كسوة لها عند امرأة زيد اليهودي
في المدينة ، واستقرضت الشعير ، فلما دخل زيد داره ، قال : ما هذه الأنوار
في دارنا ؟!

قالت : لِكِسوَةِ فاطمة ( عليها السلام ) .

فأسلَمَ في الحال ، وأسلَمَت امرأتُه وجيرانُه ، حتى أسلم ثمانون نفساً .

وعن علي بن معمر ، قال : خرجَتْ أمُّ أَيمَن إلى مكة ، بعد وفاة فاطمة ( عليها السلام ) ، وقالت : لا أرى المدينة بعدها .

فأصابها عطش شديد في الجحفة ، حتى خافت على نفسها ، فكسرت عَينَيها نحو
السماء ، ثم قالت : يَا ربِّ ، أَتَعَطِّشَنِي ، وأنا خَادمة بنت نبيك (
صلى الله عليه وآله ) .

قال : فنزل إليها دَلوٌ من ماء الجنَّة ، فَشَرِبَتْ ، ولم تَجُعْ ، وَلَمْ تَعطَشْ سَبع سِنين .

وما ذكرناه شيء يسير من كرامات فاطمة الزهراء ( عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها الصلاة والسلام ) .
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2008, 11:56 PM   #24
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

آيات نزلت بحق فاطمة الزهراء ( عليها السلام )

1ـ آية ( التَّطهِير ) ، وهي قوله عزَّ وجلَّ :

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهِيراً ) الأحزاب : 33 .

فقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يَمُرُّ على دار فاطمة ( عليها
السلام ) صباح كل يوم عند خروجه إلى المسجد للصلاة ، فيأخذُ بِعُضَادَةِ
الباب قائلاً : ( السَّلامُ عَليكُم يَا أَهْلَ بَيتِ النُّبُوَّة ) ، ثم
يقول هذه الآية المباركة .

2ـ آية ( المُبَاهَلَة ) ، وهي قوله عزَّ وجلَّ :

( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُلْ
تَعَالُوا نَدْعُ أَبنَاءَنَا وَأَبنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُم
وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُم ثُمَّ نَبْتَهِلُ فَنَجْعَلُ لَعْنَةَ اللهِ
عَلَى الكَاذِبِينَ ) آل عمران : 61 .

وقد نزلت حينما جاءَ وفد نَجْرَان إلى النبي ( صلى الله عليه وآله )
لِيتحدَّثَ معه حول عِيسى ( عليه السلام ) ، فقرأ النبي ( صلى الله عليه
وآله ) عليهم الآية التالية :

( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) آل عمران : 59 .

فلم يقتنع النصارى بذلك ، وكانت عقيدتهم فيه أنه ( عليه السلام ) ابنُ
الله ، فاعترضوا على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فنزلت آية المُبَاهلة
.

وهي أن يَتَبَاهَلَ الفريقان إلى الله تعالى ، وَيَدعُوَانِ اللهَ تعالى
أن يُنزل عذابَهُ وغضبَه على الفريق المُبطِل منهما ، واتفقا على الغد
كيوم للمباهلة .

ثم تَحاوَرَ أعضاءُ الوفد بعضهم مع بعض ، فقال كبيرهم الأسقف : إنْ غَداً
جَاء بِوَلَدِهِ وأهل بيته فلا تُبَاهلوه ، وإِن جَاء بغيرهم فافعلوا .

فَغَدَا الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) مُحتَضِناً الحسين ( عليه
السلام ) ، آخذاً الحسن ( عليه السلام ) بيده ، وفاطمة ( عليها السلام )
تمشي خلفه ، وعليٌّ ( عليه السلام ) خَلفَها .

ثم جثى النبي ( صلى الله عليه وآله ) قائلاً لهم : ( إذا دَعَوتُ
فَأَمِّنُوا ) ، أما النَّصارى فرجعوا إلى أسقَفِهِم فقالوا : ماذا ترى ؟

قال : أرى وجوهاً لو سُئِل اللهُ بِها أن يُزيلَ جَبَلاً مِن مكانِهِ لأَزَالَهُ .

فخافوا وقالوا للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا أبا القاسم ، أقِلنَا أقال الله عثرتَك .

فَصَالَحُوهُ ( صلى الله عليه وآله ) على أن يدفعوا له الجِزية .

فهذه الصورةٌ تحكي عن حدث تاريخي يَتبَيَّن من خلالهِ عَظمة فاطمة الزهراء
، وأهل بيتها ( عليهم السلام ) ، ومنازلهم العالية عند الله تعالى .

3ـ سورة ( الكَوثَر ) ، وهي قوله عزَّ وجلَّ :

( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ) .

فالأبتر هو المنقطع نَسلُه ، وقد استفاضت الروايات في أن هذه السورة إنما
نَزَلَتْ رداً على من عاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالبتر ( أي عدم
الأولاد ) بعد ما مات أبناء الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، وهم : القاسم
، وعبد الله .

وقصة هذه السورة هي : أن العاص بن وائل السهمي كان قد دخل المسجد بينما
كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) خارجاً منه ، فالتقَيَا عند باب بني
سَهْم ، فَتَحَدَّثَا .

ثم دخل العاص إلى المسجد ، فسأله رجال من قريش ، كانوا في المسجد : مع من كنت تتحدث ؟

فقال : مع ذلك الأبتر .

فنزلت سورة الكوثر على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فالمراد من الكوثر
هو : الخير الكثير ، والمراد من الخير الكثير : كَثرَة الذُّرِّيَّة ،
لِمَا في ذلك من تَطْييبٍ لِنَفْسِ النبي ( صلى الله عليه وآله ) .

وَرُوِيَ أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال لخديجة قبل ولادة فاطمة ( عليها السلام ) :

( هَذا جِبرَئِيلُ يُبَشِّرُنِي أَنَّها أُنثَى ، وأَنَّهَا النَّسلَةُ ،
الطاهرةُ ، المَيْمُونَةُ ، وأنَّ الله تبارك وتعالى سيجعل نَسلِي مِنها ،
وسيجعل مِن نَسْلِهَا أئمة ، ويجعلُهُم خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه ) .

4ـ آية ( الإِطعَام ) ، وهي قوله عزَّ وجلَّ :

( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً
وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ
جَزَاءً وَلا شُكُوراً ) الإنسان : 8 - 9 .

وقصتها كما في تفسير الكشاف للزمخشري عن ابن عباس : أن الحسن والحسين (
عليهما السلام ) مَرِضَا ، فعادهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في
ناس معه ، فقالوا : يا أبا الحسن ، لو نَذرتَ على ولديك .

فَنَذَر عَليٌّ وفاطمةُ وجَارِيَتُهُما فِضَّة ( عليهم السلام ) إن برءا ( عليهما السلام ) مما بِهِما أن يَصومُوا ثلاثة أيام .

فَشُفِيَا ( عليهما السلام ) وما معهم شيء .

فاستقرض عليٌّ ( عليه السلام ) من شَمْعُون الخيبري اليهودي ثلاث أَصْوُعٍ
من شعير ، فَطحنت فاطمة ( عليها السلام ) صاعاً ، واختبزت خمسة أقراص على
عددهم .

فوضعوها بين أيديهم لِيُفطِرُوا ، فَوقَفَ عليهم ( مِسكين ) وقال :

السَّلام عليكم يا أهلَ بيتِ محمدٍ ، مِسكينٌ مِن مَساكِين المُسلمين ،
أطعِمُونِي أطعمكمُ اللهُ من موائد الجنة ، فآثروه ( عليهم السلام )
وباتوا لم يذوقوا إلا الماء ، وأصبحوا صياماً .

فلما أمْسَوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم ( يَتِيم ) ، فآثروه ( عليهم السلام ) .

ووقف عليهم ( أسيرٌ ) في الثالثة ، ففعلوا ( عليهم السلام ) مثل ذلك .

فلما أصبحوا أخذَ علي بيد الحسن والحسين ، وأقبلوا إلى رسول الله ( صلى
الله عليه وآله ) ، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفِرَاخ مِن شِدَّة الجوع
قال ( صلى الله عليه وآله ) : مَا أشد مَا يَسُوؤُنِي ما أرى بكم .

فانطلق ( صلى الله عليه وآله ) معهم ، فرأى فاطمة ( عليها السلام ) في
محرابها قد التصق ظهرها ببطنها ، وغارت عيناها ، فساءه ( صلى الله عليه
وآله ) ذلك ، فنزل جبرائيل وقال : خذها يا محمد ، هَنَّأَكَ اللهُ في أهل
بيتك ، فَأقرَأَهُ السورة .

وفي هذه السورة – أي : سورة الإنسان ، أو : سورة هَلْ أَتَى– نكتة رائعة
جداً ، وقد ذكرها الزمخشري في تفسيره الكشاف ، عند تفسيره لهذه السورة قال
:

( إنَّ الله تعالى قد أنزلَ ( هَلْ أَتَى ) في أهلِ البيت ( عليهم السلام
) ، وَلَيس شَيءٌ مِن نعيم الجَنَّةِ إِلاَّ وَذُكِرَ فيها ، إِلاَّ (
الحُور العِين ) ، وذلك إِجلالاً لفاطمة ( عليها السلام ) ) .

فهذا هو إبداع القرآن الكريم ، وهذه هي بلاغته والتفاتاته ، وهذه هي عظمة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) عند ربها العظيم .

5ـ آية ( المَوَدَّة ) ، وهي قوله عزَّ وجلَّ :

( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيهِ أَجْراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى ) الشورى : 23 .

وقد أخرج أبو نعيم ، والديلمي ، من طريق مجاهد ، عن ابن عباس قال :

قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى أن تحفظوني في أهل بيتي ، وتَوُدُّوهُم لِي .

وعلى هذا فإذا كان أجرُ الرسالة هو المَوَدَّة في القربى ، وإذا كان
المسؤول عنه الناس يوم القيامة هو المَوَدَّة لأهل بيت النبي ( عليهم
السلام ) ، فبماذا نفسر ما حصل للزهراء ( عليها السلام ) بعد وفاة أبيها (
صلى الله عليه وآله ) من اهتضام ، وجسارة ، وغَصبِ حَقٍّ ؟!!

لكننا نترك ذلك إلى محكمة العدل الإلهية .

6ـ وهي قوله عزَّ وجلَّ :

( وَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ ) الإسراء : 26 .

فقال شرف الدين في كتابه النص والاجتهاد :

( إن الله عزَّ سلطانه لما فتح لعبده وخاتم رسله ( صلى الله عليه وآله )
حصون خيبر ، قذف الله الرعب في قلوب أهل فَدَك ، فنزلوا على حكم رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) صاغرين .

فصالحوه على نصف أرضهم – وقيل : صالحوه على جميعها – فقبل ذلك منهم ، فكان
نصف فَدَك مُلكاً خالصاً لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إذ لم يوجف
المسلمون عليها بِخَيلٍ ولا رِكَاب .

وهذا مما أجمعت الأمّةُ عليه ، بلا كلام لأحدٍ منها في شيء منه ) .

فعندما أنزل الله عزَّ وجلَّ قوله : ( وَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ ) .

أنحلَ فاطمةَ فدكاً ، فكانت – فَدَك – في يدها – للزهراء ( عليها السلام ) – حتى انتُزِعَتْ منها غَصباً في عهد أبي بكر .

وأخرج الطبرسي في مجمع البيان عند تفسيره لهذه الآية فقال : المُحَدِّثون
الأَثبَاث رَوَوا بالإِسناد إلى أبي سعيد الخدري أنه قال : لما نزل قوله
تعالى : ( وَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ ) ، أعطى رسولُ الله فاطمة فدكاً
، وتجد ثَمَّةَ هذا الحديث مِمَّا ألزم المأمون بِرَدِّ فَدَك على وُلد
فاطمة ( عليها وعليهم السلام ) .

7ـ وهي قوله عزَّ وجلَّ :

( إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّة ) البيِّنة : 7 .

ففي تفسير مجمع البيان عن مقاتل بن سليمان عن الضحَّاك عن ابن عباس في قوله :

( هُمْ خَيرُ البَرِيَّة ) قال : نَزَلَتْ فِي عَليٍّ وأهل بيته ( عليهم السلام ) .
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2008, 11:57 PM   #25
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

بعض من أدعية فاطمة الزهراء ( عليها السلام )

لفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) عدة أدعية عُرفت باسمها ( عليها السلام ) ، ومنها ما ورد في كتاب ( مُهَجِ الدعَوَات ) :

الدعاء الأول :
( بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، يَا حَيُّ يَا قَيُّوم ،
بِرَحمَتِكَ أستَغيثُ فأَغِثْنِي ، وَلا تَكِلْنِي إِلى نَفسي طَرفَةَ
عَينٍ أَبَداً ، وأَصلِحْ لِي شَأنِي كُلِّه ) .

الدعاء الثاني :
( اللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي واستُرنِي وَعَافِنِي أبداً ما
أبقيتَنِي ، واغفِرْ لي وارحَمنِي ، اللَّهُمَّ لا تُعيِنَنِي في طَلَبِ
مَا لا تقدِّر لي ، وَمَا قَدَّرتَهُ علَيَّ فاجعلهُ مُيَسَّرا سَهلاً .

اللَّهُمَّ كافِئ عَنِّي وَالِدَيَّ وَكُلَّ مَن لهُ نِعمَة علَيَّ خيرُ
مُكَافَأةٍ ، اللَّهُمَّ فَرِّغنِي لما خَلقتَنِي لَهُ ، وَلا تُشغِلنِي
لما تَكَفَّلتَ لي به ، ولا تعذِّبنِي وَأنا استغفرُك ، وَلا تَحرِمني
وَأنَا أَسأَلُك .

اللَّهُمَّ ذَلِّل نَفسِي فِي نَفسِي ، وَعَظِّم شَأنَكَ في نَفسي ،
وأَلهِمْنِي طاعَتَك ، وَالعَمَلَ بِما يُرضِيكَ ، والتجنُّبَ لما
يُسخِطُك يا أرحَمَ الرَّاحِمِين ) .

الدعاء الثالث :
( اللَّهُمَّ بِحقِّ العَرشِ وَمَن عَلاَّه ، وَبِحقِّ الوَحي وَمن
أَوحَاه ، وَبِحقِّ النَّبِي وَمَن نَبَّاه ، وَبِحقِّ البَيت وَمَن
بَنَاه ، يا سَامِعَ كلَّ صَوتٍ ، يا جَامِعَ كُلَّ فَوتٍ ، يَا بَارئَ
النُّفُوسِ بَعدَ المَوتِ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأهلِ بَيتِهِ .

وآتِنَا وَجميعَ المُؤمِنينَ وَالمؤمِنَاتِ فِي مَشَارقِ الأرضِ
وَمَغارِبِهَا فَرَجاً مِن عِندِك عاجلاً ، بِشَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ
إِلاَّ الله ، وَأنَّ مُحَمَّداً عَبدُكَ وَرَسُولُك صَلَّى اللهُ عَليهِ
وَعَلى ذُرِّيتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ) .
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2008, 11:57 PM   #26
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

من فيوضات فاطمة الزهراء ( عليها السلام )

لم تكتفِ الزهراء فاطمة ( عليها السلام ) بما هيّأ لها بيت الوحي من معارف
وعلوم ، ولم تقتصر على الاستنارة العلمية التي كانت تُهَيِّئُّها لها شموس
العلم والمعرفة المحيطة بها من كلِّ جانب .

فقد كانت تحاول في لقاءاتها مع أبيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ،
وبَعْلها ( عليه السلام ) باب مدينة علم النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن
تكتسبَ من العلوم ما استطاعت .

وإنَّ هذا الجهد المتواصل لها في طلب العلم ونشره ، قد جعلها من كُبرَيات رواة الحديث ، ومن حَمَلَة السُنَّة المطهرة .

حتى أصبحَ كتابها الكبير الذي كانت تعتزُّ به أشدَّ الاعتزاز يُعرف باسم (
مصحَفْ فاطمة ) ، وانتقل إلى أبنائها الأئمة المعصومين ( عليهم السلام )
يتوارثونه كابراً عن كابر .

ويكفيك دليلاً على ذلك وعلى سُمُوِّهَا فكراً ، وكمالها علماً ، ما جادت
به قريحتها من خطبتين ألقتهما ( عليها السلام ) بعد وفاة رسول الله ( صلى
الله عليه وآله ) ، إحداهما بحضور كبار الصحابة في مسجد الرسول ( صلى الله
عليه وآله ) ، والأخرى في بيتها على نساء المهاجرين والأنصار .

وقد تَضَمَّنَتَا صُوَراً رائعةً من عُمقِ فكرها وأصالته ، واتِّسَاع
ثقافتها ، وقُوَّة منطقها ، وصِدق نبوءاتها ، فيما ستنتهي إليه الأمَّة
بعد انحراف القيادة .

هذا فضلاً عن رِفعة أدبها ، وعظيم جهادها في ذات الله ، وفي سبيل الحقِّ تعالى .

لقد كانت الزهراء ( عليها السلام ) من أهل بيت اتَّقُوا الله ، وعلَّمَهم
الله - كما صَرَّح بذلك الذكر الحكيم - ، وهكذا فطمها الله بالعلم
فَسُمِّيَت بـ( فَاطِمَة ) ، وانقطعت عن النظِير فَسمِّيت بـ( البَتُول ) .

وإليك أيها القارئ الكريم بعضاً من أقوالها وأحاديثها وأدعيتها المباركة ( عليها السلام ) :

الأول :
قالت ( عليها السلام ) : ( واحمُدُوا الذي لعظمته ونوره يبتغي مَن في
السماوات والأرض إليه الوسيلة ، ونحن وسيلتُهُ في خَلْقه ، ونحن خاصَّته ،
ومحلُّ قُدسِه ، ونحن حُجَّتُه في غيبه ، ونحن ورثة أنبيائه ) .

الثاني :
رغَّبَت ( عليها السلام ) في حُسن النيَّة ، فقالت :

( مَن أصعد إلى الله خالصَ عبادته ، أهبط اللهُ إليه أفضلَ مصلحته ) .

الثالث :
أجابت ( عليها السلام ) امرأةً جاءتها بسؤال زَوجِها في هل أنَّه مِن شيعتهم ، أم لا ؟

فقالت ( عليها السلام ) لها : ( قُولِي لَه : إِنْ كنتَ تعملُ بما
أمَرْناك ، وتنتهي عمَّا زجرناك عنه ، فأنتَ مِن شيعتنا ، وإلاَّ فلا ) .

الرابع :
في مكارم الأخلاق قالت ( عليها السلام ) :

( البِشْر في وَجه المؤمن يُوجِب لِصَاحِبِه الجنَّة ) .

الخامس :
نَبَّهت ( عليها السلام ) إلى المقام الأسمى فقالت : ( أبَوا هذه الأُمَّة
مُحَمَّدٌ وعَليٌّ ، يُقيمانِ أودَهم ، ويُنقذانِهم مِن العذاب الدائم إن
أطاعوهما ، ويُبيحانِهمُ النعيمَ الدائمَ إن وافقوهما ) .

السادس :
روت ( عليها السلام ) عن أبيها المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) ، قالت :

( إنَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يعوِّذُ الحسن والحسين ،
ويُعلِّمُهما هؤلاءِ الكلمات ، كما يعلِّمهما السورة من القرآن ، يقول :

أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّة ، مِن شرِّ كلِّ شيطانٍ وهامَّة ، ومِن كلِّ عينٍ لامَّة ) .

السابع :
تساءلت ( عليها السلام ) مُتعجِّبة : ( ما يصنعُ الصائم بصيامٍ إذا لم يَصُنْ لسانَهُ ، وسمعَهُ ، وبَصَرَهُ ، وجَوَارِحَهُ ؟! ) .

الثامن :
كان من أدعيتها ( عليها السلام ) : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، يا حيُّ يا
قَيُّوم ، برحمتِك أستغيثُ فأغِثْني ، ولا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفةَ عينٍ
أبداً ، وأصلِحْ لي شأني كلَّه .

اللَّهُمَّ قَنِّعْني بما رزقتَني ، واسترني وعافني أبداً ما أبقيتني ، واغفر لي وارحمني .

اللَّهُمَّ لا تُعْيِني في طلبِ ما لا تُقدِّرُ لي ، وما قدَّرتَه عليّ فاجعلْه مُيَسَّراً سهلاً .

اللَّهُمَّ كافِ عَنِّي والدَيَّ ، وكلَّ مَن له نعمةٌ علَيَّ خيرَ مكافأة .

اللَّهُمَّ فرِّغْني لِما خلقتَني له ، ولا تشغلني بما تكفّلتَ لي به ، ولا تُعذِّبْني وأنا أستغفرك ، ولا تَحرِْمني وأنا أسألك .

اللَّهُمَّ ذَلِّلْ نفسي في نفسي ، وعظِّمْ شأنك في نفسي ، وألهِمْني
طاعتَك ، والعملَ بما يرضيك ، والتجنُّب لما يُسخطك ، يا أرحم الراحمين ) .

التاسع :
قالت ( عليها السلام ) في خطبتها بياناً للتوحيد : ( وأشهد أن لا إله إلا
الله ، وحده لا شريك له ، كلمةً جعل الإخلاصَ تأويلَها ، وضمَّن القلوب
موصولها ، وأنار في التفكير معقولها ، الممتنع من الأبصار رؤيتُه ، ومِن
الألسن صفتُه ، ومن الأوهام كيفيَّته .

ابتدع الأشياء لا مِن شيء كان قبلها ، وأنشأها بلا احتذاءِ أمثلةٍ امتثلها
، كَوَّنها بقدرته ، وذرأها بمشيَّته ، مِن غير حاجةٍ منه إلى تكوينها ،
ولا فائدةٍ له في تصويرها ، إلاَّ تثبيتاً لِحِكمته ، وتنبيهاً على طاعته
، وإظهاراً لقدرته ، وتَعَبُّداً لبريَّته ، وإعزازاً لدعوته .

ثمَّ جعل الثواب على طاعته ، ووضع العقاب على معصيته ، ذيادةً لعباده من نقمته ، وحياشةً لهم إلى جنَّتِه ) .

العاشر :
قالت ( عليها السلام ) في بعثة أبيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( ابتعثه اللهُ إتماماً لأمره ، وعزيمةً على إمضاء حُكْمه ، وإنقاذاً
لمقادير حتمه ، فرأى الأمم فِرَقاً في أديانها ، عُكَّفاً على نيرانها ،
عابدةً لأوثانها ، مُنكِرةً لله مع عرفانها ، فأنار الله بأبي مُحمَّدٍ (
صلى الله عليه وآله ) ظُلَمَها ، وكشف عن القلوب بهمَها ، وَجَلَى عن
الأبصار غممَها .

وقام في الناس بالهداية ، فأنقذهم من الغواية ، وبَصَّرَهم من العماية ، وهداهم إلى الدين القويم ، ودعاهم إلى الصراط المستقيم ) .

الحادي عشر :
وكان من بيانها ( عليها السلام ) لِعِلَلِ الشرائع والأحكام أن قالت : (
فجعَلَ اللهُ الإيمانَ تطهيراً لكم من الشِّرك ، والصلاةَ تنزيهاً لكم عن
الكِبْر ، والزكاةَ تزكيةً للنفس ، ونماءً في الرزق ، والصيامَ تثبيتاً
للإخلاص ، والحَجَّ تشييداً للدِّين ، والعدلَ تنسيقاً للقلوب ، وطاعتَنا
نظاماً للمِلَّة ، وإمامتَنا أماناً مِن الفُرقة ، والجهادَ عِزّاً
للإسلام ، والصبرَ معونةً على استيجاب الأجر ، والأمرَ بالمعروفِ مصلحةً
للعامَّة ، وبِرَّ الوالدينِ وقايةً من السَّخَط ، وصلةَ الأرحام مَنْماةً
للعَدَد ، والقِصاصَ حِصناً للدماء ، والوفاءَ بالنَّذْر تعريضاً للمغفرة
، وتوفيةَ المكاييلِ والموازينِ تغييراً للبَخْس ، والنهيَ عن شرب الخمر
تنزيهاً عن الرِّجس ، واجتنابَ القَذْف حجاباً عن اللَّعنة ، وترك السرقة
إيجاباً للعِفَّة )
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2008, 11:57 PM   #27
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

مكانة الزهراء ( عليها السلام )

عن ابن عباس قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جالساً ذات يوم
وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فقال ( صلى الله عليه
وآله ) : اللهم إنك تعلم أن هؤلاء أهل بيتي ، وأكرم الناس عليَّ ، فأحبِب
من أحبَّهم ، وأَبغِض من أبغضهم ، ووالِ من والاهم ، وعاد من عاداهم ،
وأعنْ من أعانهم ، واجعلهم مطهرين من كل رجس ، معصومين من كل ذنب ،
وأيِّدهم بروح القدس منك .

ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) :

يا علي أنت إمام أمَّتي ، وخليفتي عليها بعدي ، وأنت قائد المؤمنين إلى
الجنَّة ، وكأني أنظر إلى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من
نور ، عن يمينها سبعون ألف مَلَك ، وعن يسارها سبعون ألف مَلَك ، وبين
يديها سبعون ألف مَلَك ، وخلفها سبعون ألف مَلَك ، تقود مؤمنات أمَّـتي
إلى الجنة .

فأيُّمَا امرأة صَلَّت في اليوم والليلة خمسَ صلوات ، وصامت شهرَ رمضان ،
وحَجَّتْ بيتَ الله الحرام ، وزكَّت مالَها ، وأَطاعت زوجَها ، ووالت
عليّاً بعدي ، دخلت الجنـَّة بشفاعة ابتني فاطمة ، وإنها لسيدة نساء
العالمين .

فقيل : يا رسول الله أهي سيدة نساء عالمها ؟

فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ذاك لمريم بنت عمران ، فأمَّا ابنتي فاطمة
فهي سيدة نساء العالمين من الأوَّلين والآخرين ، وإنها لتقوم في محرابها
فيسلِّم عليها سبعون ألف مَلَك من الملائكة المقرَّبين ، وينادونها بما
نادت به الملائكة مريم ، فيقولون :

يا فاطمة : ( إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ العَالَمِينَ ) [ آل عمران : 42 ] .

ثم التفت ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي ( عليه السلام ) فقال : يا علي ، إنَّ فاطمة
بضعة مني وهي نور عيني ، وثمرة فؤادي ، يسوؤُني ما سَاءَهَا ، ويسرُّني ما
سَرَّها ، وإنها أول من يلحقني من أهل بيتي ، فأحسن إليها بعدي .

وأما الحسن والحسين فهما ابنايَ وريحانتايَ ، وهما سَيِّدا شباب أهل الجنَّة ، فَلْيَكْرُمَا عليك كَسَمْعِكَ وَبَصَرِكَ .

ثم رفع ( صلى الله عليه وآله ) يده إلى السماء فقال : اللهم إني مُحِبٌّ
لمن أحبَّهم ، ومُبغِضٌ لمن أبغضهم ، وسِلْمٌ لِمَن سَالَمَهُم ، وحَربٌ
لِمن حَارَبَهُم ، وَعدوٌّ لمن عَادَاهم ، ووليٌّ لمن وَالاهم .
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2008, 11:58 PM   #28
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

منزلة فاطمة الزهراء ( عليها السلام )

مما لا شك فيه أن نبي الهدى محمد ( صلى الله عليه وآله ) :

( لاَ يَنطِقُ عَنِ الهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) النجم : 3 - 4 .

فما يصدر منه مع خاصَّة أهله مما فيه الميزة على ذوي قرباه وأمته منبعث عن سِرٍّ إلهي ، رُبَّما يقصر العقل عن إدراكه .

وقد ورد عنهم ( عليهم السلام ) في المتواتر من الآثار : ( حديثُنا صَعبٌ
مُستَصْعَب ، لا يتحمَّلُهُ إلا مَلَكٌ مُقرَّب ، أو نَبيٌّ مُرسَل ، أو
عَبدٌ امتحَنَ اللهُ قَلبَهُ بِالإِيمَان ) .

فما ورد في الروايات من مميِّزات آل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) – مما
لا تحيله العقول – لا يُرمى بالإعراض ، بعد إمكان أن يكون له وجه يظهره
المستقبل الكَشَّاف .

وعلى هذا فما ورد في الآثار المستفيضة بين السُّنَّة والشيعة من فعل النبي
( صلى الله عليه وآله ) مع ابنته فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) من
الإكثار في تقبيل وجهِها حتى أنكَرَت عليه بعض أزواجه فقال ( صلى الله
عليه وآله ) رَادّاً عليها :

( وما يَمنَعُني من ذلك ، وَإنِّي أَشَمُّ منها رائحة الجَنَّة ، وهي الحَوراء الإِنسِيَّة ) .

وكان ( صلى الله عليه وآله ) يقوم لها إن دَخَلَتْ عليه ، مُعَظِّماً
وَمُبَجِّلاً لها ، وإذا سافرَ ( صلى الله عليه وآله ) كانَ آخرُ عَهدِهِ
بإنسانٍ مِن أهلِه ابنتَهُ فاطمة ( عليها السلام ) ، وإذا رجع من السفر
فأوَّل مَا يَبتدِئُ بِها .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) وقد أخذ بيده الشريفة الحسنين ( عليهما السلام ) :

( مَن أحَبَّنِي وَهَذَين وأبَاهُما وأُمَّهُمَا كان مَعي في دَرَجَتِي يَوم القِيامَة ) .

وكان ( صلى الله عليه وآله ) يقف عند الفجر على باب فاطمة ( عليها السلام
) ستة أشهر بعد نزول آية التطهير ، يُؤذَّنهم للصَّلاة ثم يقول :

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمِ الرِّجْسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهِيراً ) الأحزاب 33 .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) لفاطمة ( عليها السلام ) :

( يا بُنَيَّة ، مَن صَلَّى عَليك غَفَر اللهُ لَهُ ، وأَلحَقَهُ بي حَيثُ كنتُ من الجَنَّة ) .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً :

( أَنَا حَربٌ لِمَن حَارَبَهُم ، وَسِلمٌ لِمَن سَالَمَهُم ، وَعَدُوٌ لِمَن عَادَاهُم ) .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً :

( فَاطِمَةٌ بضعَةٌ مِنِّي يُؤذِينَي مَا آذَاهَا ، وَيُرِيبُنِي مَا رَابَهَا ) .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً :

( إِنَّ فَاطمةَ بضعَةٌ مِنِّي ، يُغضِبُنِي مَن أَغضَبَهَا ) .

وإلى غير ذلك من كلماته الشريفة التي تنمُّ عَمَّا حَباها المُهَيمِن
جَلَّ شَأنُه من ألطاف ومزايا اختصَّت ( عليها السلام ) بها دون البشر ،
وكيف لا تكون كذلك ، وقد اشتُقَّت من النور الإلهي الأقدس .

ولقد عَلِمنا من مقام النبوة ، ومِمَّا ورد في نصوص السُّنَّة النبوية
والعَلَوِيَّة أنَّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يُحِبْ أحداً لِمَحضِ
العاطفة ، أو واشجة القُربى .

فما يلفظه ( صلى الله عليه وآله ) من قول ، أو ينوء به من عمل ، ولا سيما
في أمثال المقام ، لا يكون إلا عن حقيقة راهنة ، وليس كمن يحدوه إلى
الإطراء الميول والشهوات .

فما صدر منه ( صلى الله عليه وآله ) من خصائص الصديقة الطاهرة ( عليها
السلام ) لا يكون إلا عن وحي يحاول أن يرفع مستواها عن مستوى البشر أجمع .

فالرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) لم يصدع إلا بحقائق راهنة ، جعلتها
يَدُ المشيئة حيث أجرت عليها سَيلَ الفضلِ الرُّبُوبِي ، فهي نماذج عن
الحقيقة المُحَمَّدية المجعولة حلقة بين المبدأ والمنتهى ، ورابطة بين
الحديث والقديم .

وبالنسبة إلى آية التطهير :

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمِ الرِّجْسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهِيراً ) الأحزاب 33 .

فقد اتفقت آراء المفسرين وأرباب الحديث والتاريخ على أنها نزلت فيمن اشتمل عليهم الكِسَاء .

وهم : النَّبيُّ الأعظمُ مُحَمَّدٌ ( صلى الله عليه وآله ) ، وَوَصيَّهُ
المُقَدَّمُ عَلِيٌّ بن أبي طالب أميرُ المؤمنين ( عليه السلام ) ،
وابنَتُهُ فَاطِمَةُ الزهراءِ ( عليها السلام ) ، وَسِبطَاهُ سَيِّدَا
شباب أهل الجَنَّة الحَسَنِ والحُسَيْنِ ( عليهما السلام ) .

ولم يُخْفَ المُرادُ من الرِّجسِ المَنفِي في الآية الكريمة بعد أن كانت وَارِدَة في مقام الامتنان واللُّطف بمن اختصَّت بهم .

فإِنَّ الغرضَ بمقتضى أداة الحصر قَصرُ إرادةِ المولى سبحانه على تطهير
مَن ضَمَّهُمُ الكِسَاء عن كُلِّ ما تَستقذِرُه الطِّبَاع ، ويأمر به
الشيطان ، ويَحقُّ لأجله العذاب ، ويُشِينُ السُّمْعَةَ ، وتُقتَرفُ بِه
الآثامُ ، وتَمُجُّه الفِطرَة ، وَتسقُطُ به المُرُوءَة .
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2008, 11:58 PM   #29
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

فصاحة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وبلاغتها

قالت عائشة : ما رأيت أحد من خَلق الله أشبه حديثاً وكلاماً برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من فاطمة ( عليها السلام ) .

ومن يعرف مواضع الجودة في الكلام ، ويلتمس بدائع الصنعة فيه ، يرى أن
فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) التي لم تبلغ من العُمر ـ ما به تستطيع أن
تُغنِيها التجارب ، وتجري بين يديها الأمثال ـ ثمانية عشر عاماً قد امتطت
ناصية الكلام ، وجاءت بالعَجَبِ العُجَاب ، وحيَّرت العقول والألباب ، بما
احتُوِيَ منطقُها من حكمة ، وفصل الخطاب ، وهي المَثكُولة بأبيها خاتم
الأنبياء ( صلى الله عليه وآله ) .

ولا عجب من ذلك ، فهم ( عليهم السلام ) أئمة الكلام ، وأمراء البيان ، ومن
يتأمل خطبتها ( عليها السلام ) التي رَدَّدَتْها الأجيال ، وتناولها
المُحققون والشراح ، يجد ما نرمي إليه جلياً واضحاً .

فقد قال العلامة الأربلي صاحب ( كشف الغُمَّة ) في خطبة الزهراء ( عليها
السلام ) في محفل من المهاجرين والأنصار : إنها من مَحَاسن الخُطَب
وبدايعها ، عليها مَسْحَةٌ من نور النُبُوَّة ، وفيها عبقة من أَرجِ
الرسالة ، وقد أوردها المُوَالف والمُخَالف .
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2008, 11:58 PM   #30
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

ما ورد في فضل تسبيح فاطمة الزهراء ( عليها السلام )

روي أن فاطمة ( عليها السلام ) طلبت من أبيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خادمة تخدمها .

فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( أوَلا أدلُّكِ على خير من ذلك ؟ ) .

فقالت ( عليها السلام ) : ( بلى يا رسول الله ) .

فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( تُسَبِّحِينَ الله تعالى ثلاثاً وثلاثين
، وتُحَمِّدينَه ثلاثاً وثلاثين ، وَتُكَبِّرينَهُ أربَعاً وثلاثين ) .

وروى العلامة المجلسي في البحار زيادة على ذلك :

( فَذلكَ مِائَة باللِّسان ، وألفُ حسنة في الميزان ، يا فاطمة ، إِنَّكِ
إن قلتِها كل يوم كفاك الله ما أهمَّك من أمرِ الدنيا والآخرة ) .

ما ورد عن الإمامين الصادق والباقر ( عليهما السلام ) :
أولاً : عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال في قوله تعالى :

( وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ ) ـ الأحزاب : 35 ـ : (
مَن باتَ على تسبيحِ فاطمة ( عليها السلام ) كَان مِن الذَّاكرين كثيراً
والذَّاكِرات ) .

ثانياً : وعنه ( عليه السلام ) أنه قال :

( تَسبيحُ فاطمة ( عليها السلام ) كل يومٍ في دُبرِ كل صلاة أَحَبُّ إليَّ من صلاة ألف رُكعةٍ في كل يوم ) .

ثالثاً : وعنه ( عليه السلام ) أنه قال :

( مَن سَبَّح اللهَ في دُبرِ كل فَريضة قبل أن يُثنِي رِجلَيه تسبيح فاطمة
( عليها السلام ) المائة ، وأتبَعَها بـ( ِلا إِلَه إِلاَّ الله ) مَرَّةً
واحدة ، غُفِرَ لَهُ ) .

رابعاً : وعنه ( عليه السلام ) أنه قال :

( مَن سَبَّحَ تسبيح فاطمة ( عليها السلام ) في دُبرِ المكتوبة قبل أن يبسِطَ رِجلَيه ، أوجب الله لَهُ الجَنَّة ) .

خامساً : وعنه ( عليه السلام ) أنه قال :

( مَن سَبَّحَ تسبيح فاطمة ( عليها السلام ) قبل أن يثنِي رِجلَيه من صلاة الفريضة ، غَفَر الله له ، ويبدأُ بالتكبير ) .

سادساً : وعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) أنه قال :

( مَن سَبَّحَ تسبيح الزهراء ( عليها السلام ) ثُمَّ استغفرَ ، غُفِرَ
لَهُ ، وهي مِائَة باللِّسان ، وألفٌ في الميزان ، وَتطردُ الشيطان ،
وتُرضِي الرَّحمن ) .

سابعاً : وعنه ( عليه السلام ) أنه قال :

( مَا عُبِدَ الله بِشيء مِن التَمْجِيد أَفضَل مِن تَسبِيحِ فَاطمَة ( عليها السلام )) .


ثامناً : وعنه ( عليه السلام ) أنه قال :

( إن رسولَ الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لفاطمة ( عليها السلام ) :

يَا فاطمةَ ، إذا أخذتِ مَضجعَكِ من اللَّيل فَسَبِّحي الله ثلاثاً
وثلاثين ، واحمديهِ ثلاثاً وثلاثينَ ، وكَبِّريهِ أربعاً وثلاثين ،
فَذلِكَ مِائَة هي أثقل في الميزانِ مِن جَبَلِ أُحُد ذَهَباً ) .
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 (0 فاطمية و 3 زائرة )
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من معاجز فاطمة الزهراء(س) عريس الطفوف نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها 11 13-07-2017 05:13 AM
فاطمة الزهراء تبكي و تضحك ! العاشقه نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها 16 19-09-2014 05:51 PM
اربعون حديثا في فضل فاطمة الزهراء نور فاطمة نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها 25 26-01-2014 02:03 AM
فضل فاطمة الزهراء( عليها السلام ) مهدية نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها 27 04-12-2012 11:50 AM
سجلوا دخولكم بقرائة دعاء النور واهدائه الى مولاتنا الزهراء (ع) نور فاطمة نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها 499 20-11-2012 12:02 AM


الساعة الآن 09:16 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir