وداع الشمس الفاطميه

[نور الولاية علي]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام على الزهراء البتول الطاهره وعلى أبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها

وداع الشمس الفاطميه
روي عن امير المومنين عليه السلام قال
ان فاطمه بنت رسول الله صلى الله عليه واله لما احتضرت نظرت نظراً حادا ثم قالت:
السلام على جبريل السلام على رسول الله اللهم مع رسولك اللهم في رضوانك وجوارك ودارك دار السلام
ثم قالت


أترون ما أرى؟


هذه مواكب اهل السموات وهذا جبريل وهذا رسول الله
يقول
يا بنيه أقدمي فما أمامك خيراً لك



وجاء في رواية أخرى

أن أهل البيت وجدوا في تلك اللحظات رائحة طيبة کأطيب ما يكون من الطيب هكذا ودعت الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء عليها السلام دار الدنيا بعدما أنجزت ما عهد الله إليها عن طريق رسوله صلى الله عليه وآله وسلم

قال مولانا الباقر عليه السلام

بدو مرض فاطمة بعد خمسين ليلة من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعلمت أنها الوفاة فأجتمعت لذلك ، تأمر علياً بأمرها وتوصيه بوصيتها وتعهد إليه بعهودها، وأمير المؤمنين عليه السلام يطيعها في کل ما تأمره

فقالت

يا أبا الحسن، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد إليّ وحدثني أني أول أهله لحوقاً به، ولا بدّ منه فإصبر لأمر الله تعالى وأرض بقضائه

وقد فسر بعض العلماء المحققين اختلاف الروايات

في ذکر مدة بقاء مولاتنا الزهراء بعد ابيها سيد الرسل صلى الله عليه وآله وسلم بکون رواية وفاتها بعد أربعين أو خمسين يوماً تشير الي بدء مرضها عليها السلام ورواية وفاتها بعد خمس وسبعين يوماً أي في الثالث عشر من شهر جمادي الأول تشير الي إشتداد المرض بها حتى أصبحت كالخيال

کما ورد في رواية الإمام الصادق عليه السلام في حين کان إلتحاقها بأبيها بعد خمس وتسعين يوماً أي في الثالث من شهر جمادي الثاني في السنة الحادية عشر للهجرة

وعلي أي حال فجميع هذه الأيام الثلاث هي من الأيام الخالدة لکونها شهدت منعطفات في المصائب المفجعة التي نزلت بسيدة نساء العالمين وهي تدافع عن شريعة ودين ابيها سيد المرسلين صلوات الله عليه وعليها وآلهما أجمعين

وتذکر الروايات المعتبرة أنها سلام الله عليها وهي التي جعل الله رضاه في رضاها وسخطه في سخطها كما صحت بذلك أحاديث الفريقين، أوصت أن لا يشهد تشييعها والصلاة عليها من ظلمها وآذاها وأذى الله ورسوله بذلك
ولذالك فقد أجرى امير المومنين ع مراسم تشييع جسدها الطاهر والصلاة عليه ودفنه ليلا وسرا ومنع ان يعرف قبرها فلم يشهد تلك المراسم القدسيه مع ملائكة الله المقربين واهل بيتها الطاهرين سوى نفر قليل منهم سلمان والمقدار وأبو ذر وعمار رضي الله عنهم