موكب الإباء.. مسير السبايا والرؤوس في دمشق بالصور

[نور قلب الزهراء (ع)]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام على النساء المسبيات

السلام على الدموع الساكبات

السلام على الشـفاه الذابـلات

الســلام على قتيـل العبـــرات
والسلام عليكم أيها المؤمنين والمؤمنات ورحمة الله وبركاته
من خلال كتاب

للدكتور لبيب بيضون





لم أجد داخله إلا الصور التي التقطت داخل دمشق..

لذلك أحببت أن أعرضها عليكم وعلى كل شخص لا يعرف هذه المناطق التي لمست تلك الأوجاع المؤلمة وخاصة نحن لأننا نعيش في دمشق ومع ذلك لا نعلم عن ذكرياتها الأليمة..

كانت الرحلة شاقة وطويلة، رحلة سبايا أهل البيت عليهم السلام بقيادة العقيلة زينب عليها السلام وصحبةِ الإمام زين العابدين عليه السلام المريض الذي شارف على الموت.. لقد أركبوهم على جمال بدون وِطاء، وسيَّروهم مِن أطول طريق آهل بالسكان. وقد استغرقت هذه المسيرة من الكوفة إلى دمشق نحو 1400 كم، مروراً ببغداد والموصل، فالرقة وحلب، فحمص وبعلبك ، فدمشق..

حقاً لقد كانت مسيرة ( ركب السبايا) شاقة وطويلة، وكان فيمن حوى هذا الركب عدة أخوات للإمام الحسين عليه السلام منهن زينب العقيلة وأم كلثوم زينب الصغرى، وعدة بنات للحسين هنّ فاطمة وسكينة، ومعهن طفلة صغيرة عمرها 4 سنوات، كانت كلما حلّ الهلع والفزع لاذت بعمتها زينب عليها السلام هي رقية بنت الحسين عليه السلام أما الإمام زين العابدين عليه السلام فقد كان ملقى على جمل أظلع ( أي أعرج) ويداه مقيدتان إلى عنقه بالجامعة. وظل لا يتكلم مع القوم بكلمة حتى وافوا دمشق.
استطلاع مصور حول مسير السبايا والرؤوس في دمشق وما حولها ويتضمن:
1- إقامة السبايا ثلاثة أيام في مقبرة بابا الصغير خارج سور دمشق

وصل سبايا أهل البيت عليهم السلام إلى دمشق آتين من جهة الغرب محاذين لنهر بردى، فمروا بالهامة ودمر والربوة، حتى إذا صاروا على أبواب دمشق أمر يزيد لعنه الله بإبقائهم خارج دمشق ثلاثة أيام ريثما يتم تزيين العاصمة لإقامة موكب النصر فيها..
فلم يجدوا أفضل من إيداعهم في مقبرة باب الصغير، فمرّ بهم شمر بن ذي الجوشن لعنه الله من طريق كثير النظارة ملاصق للسور من الخارج هو الطريق الممتد من باب الجابية إلى باب الصغير ويدعى اليوم ( شارع البدوي) وفي أثناء مرورهم بهذا الطريق الغاص بالسكان صار أهله لعنهم الله يقذفونهم بالشتائم والسباب، فدعت زينب العقيلة عليهم أن تفضح نساؤهم وتفتح أبوابهم، فصارت بيوتهم محالاً للفجور. وبات السبايا عليهم السلام في قبرة باب الصغير ثلاثة أيام يصلون وينامون فصارت تلك الرحاب مقدسة، وترك فيها السبايا مقامات، مثل مقام سكينة بنت الحسين عليها السلام ومقام أم كلثوم بنت علي عليه السلام أمها أم ولد.
وهذه مقامات وليست قبوراً لهم، لأن الثابت أن كل السبايا رجعوا إلى المدينة وتوفوا فيها، إلا زينب العقيلة فقط التي رجعت مع زوجها عبد الله بن جعفر في ظروف خاصة.
أما القبر الذي يظن العوام أنه قبر سكينة عليها السلام فالظاهر أنه لامرأة صالحة متأخرة زمنياً.
يؤكد ذلك ما كتب على الضريح الخشبي بالخط الكوفي من العصر الفاطمي: هذا قبر سكينة بنت الملك ( فلان) والكلمة أصابها الخراب.

هذا ويوجد على يسار الداخل إلى مقام سكينة وأم كلثوم عليهما السلام مسجد هو مقام الإمام زين العابدين عليهم السلام حيث أقام في تلك الرحاب وهو مسجد قديم جدّد حديثاً.
يتبع إن شاء الله
آآه يا شام
أخبرينا عن السبايا
عن تلك العيون الباكية
ذا القلوب الشاكية
أخبرينا عن الأقدام الطاهرة
التي ذابت من المسير وتحت الشمس الحارقة..
بحاجة إلى دعائكم فلا تنسوني..