نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-05-2010, 08:04 PM   #1
حيدريه وبس
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 33
معدل تقييم المستوى: 0
حيدريه وبس is on a distinguished road
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

الله يعطيش العافيه اختي على هالمعلومات المفيده جعلها الله في ميزان حساناتك
حيدريه وبس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2010, 10:16 PM   #2
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
@@@نور فاطمه@@
نورتي
تشرفت بمرورك
واسعدني مرورك الكريم
وثناءك العطر
لاحرمنا الله فيض اناملك الجميله
وقضى الله حوائجك بحق
قطيع الكفين عليه السلام
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2010, 10:20 PM   #3
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله

@@حيدريه وبس@@
نورتي
تشرفت بمرورك العطر
وفقك الله

وقضى حوائجك بحق قطيع الكفين
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2010, 10:29 PM   #4
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

بسم الله الرحمن الرحيم
السقيفة أساس الظلم
لو أن المسلمين تذكروا فضائل الامام " علي " ( عليه السلام ) لما تجاوزوه في الخلافة فهو

خيرهم بعد رسول الله (ص) . ولكن الشيطان أنساهم ذلك وزين لهم أعمالهم فظلموا " علياً "

وظلموا رسول الله (ص) . فحين اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة وطلبوا أن يكون خليفتهم

بعد رسول الله من الأنصار لأنهم آووا الرسالة وحافظوا عليها ونصروها .

ولما علم عمر بذلك ذهب إلى أبا بكر وهو في منزل النبي (ص) عند وفاته (ص) وذهبا معاً إلى

السقيفة ، وخطب أبا بكر فيهم ورشح أبي عبيدة أو عمر للخلافة ، ولكنهما قالا : ما ينبغي لأحد

من الناس أن يكون فوقك . ولكن أحد الأنصار أشار إلى حق الأنصار في الأمر فإن رفض المهاجرين

فمن الأنصار أمير ومن المهاجرين أمير . فقال عمر : هيهات ... فقام أبوبكر وقال: هذا عمر

وأبو عبيدة بايعوا أيهما شئتم فقالا: والله لا نتولى هذا عليك ..... أبسط يدك نبايعك .

فلما بسط يده وذهبا يبايعانه ... سبقها إليه بشير بن سعد ( وكان من سادات الخزرج وكان حاسداً

لسعد بن عبادة وهو من اختاره الأنصار أميراً عليهم ) فبايع أبو بكر وعند ذلك بايع الناس ورفض

سعد بن عبادة البيعة .

لماذا لم يؤجل أمر الخلافة إلى بعد دفن الرسول (ص) ؟

حدث كل ذلك بسرعة ورسول الله (ص) يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن ، ويقوم بذلك كله صهره

وحبيبه ووصيه " علي بن أبي طالب " ، حدث ذلك وكأنما أمر المسلمين ومصيرهم مربوط بهذه

المجموعة المخالفة لرسول الله (ص) ، فإن كان الأنصار والمهاجرين احتجوا بالقرب من رسول

الله (ص) فإن بني هاشم أقرب لرسول الله ، وإن " علياً" أسبقهم للاسلام وأقربهم من رسول

الله وليس من حق أحد أن يرشح لذلك المكان العظيم بعد رسول الله إلا الله ورسوله فالدين دين

الله ورسول الله زعيمه .

لماذا لم يؤجل أمر الخلافة إلى مابعد الانتهاء من دفن الرسول ؟ لقد استعجلوا الأمر لأنهم يعلمون

أنه حق ل " علي " بعد رسول الله فخافوا وجوده وحجته . وكرهوا أن يكون " علياً " خليفة

عليهم وهو الذي قتل في الحروب الكثير من أقرباءهم .

كيف يكون شورى وقد عين أبا بكر عمر ؟

ومما يلفت النظر في أمر الخلافة ان أبا بكر الذي كان يذهب مذهب القائلين بأن النبي ترك أمر

الخلافة من بعده للمسلمين قد أوصى بالخلافة من بعده لعمر بن الخطاب

يذكر المؤرخون أن أبا بكر عندما كان يملي عهده لابن الخطاب على عثمان أغمي عليه قبل أن

يذكر اسم عمر ، وأن عثمان وضعه من نفسه مستدلاً على ذلك ، من الاتجاه لمجرى الأمور .

فلما أفاق أبو بكر قرأ عثمان العهد عليه فأقره واستحسنه .
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2010, 10:30 PM   #5
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تكون شورى وقد إختار عمر ستة أفراد ؟

حتى إذا مضى عمر إلى سبيله جعلها في جماعة ، أ حدهم " علي بن أبي طالب" ( عليه السلام )

فكيف تكون شورى بين المسلمين وهم جماعة قليلة معدودة مكونة من ستة أفراد ، وكيف يقارن

أفضل الخلق بعد رسول الله (ص) هم وهو أعلمهم وأفقههم وأقربهم من رسول الله (ص) بهم

وهو أعلمهم وأفقههم وأقربهم من رسول الله (ص) .

ومهما يكن من شيء فقد استدعى عمر بن الخطاب قبيل وفاته " علي بن أبي طالب " وعثمان بن

عفان وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، والزبير بن العوام وقال لهم : اذا مت

تشاوروا ثلاثة أيام ، وليصل بالناس صهيب ، ولا يأتين اليوم الرابع إلا وعليكم أمير منكم ، وليحضر

عبدالله بن عمر مشيراً ... وطلحة بن عبدالله شريككم في الأمر ، فإن قدم الثلاثة فأحضروه أمركم .

وقال لأبي طلحة الأنصاري : إختر خمسين رجلاً من الأنصار فاستحث هؤلاء الرهط حتى يختاروا

رجلاً منهم . وقال للمقداد بن الاسود : إذا وضعتموني في حفرتي فاجمع هؤلاء الرهط في بيت

حتى يختاروا رجلاً منهم .. فإن اجتمع خمسة وأبى واحد فأشرخ رأسه بالسيف . وإن اتفق أربعة

وأبى اثنان فاضرب رؤوسهما . وإن رضى ثلاثة رجلاً وثلاثة رجلاً ، فحكموا عبدالله بن عمر ،

فإن لم يرضوا فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف . واقتلوا الباقين إن رغبوا عما

اجتمع عليه الناس . فلما مات عمر وأخرجت جنازته صلى عليه صهيب ، فلما دفن جمع المقداد

أصحاب الشورى ... وطلحة غائب ... فقال عبدالرحمن: أيكم يخرج منها نفسه .. على أن يوليها

أفضلكم ؟ فلم يجبه أحد ، فقال: فأنا أنخلع منها ، فقال عثمان : أنا أول من رضي ، وقال القوم:

قد رضينا ، و " علي " ساكت ، فقال: ما تقول يا أبا الحسن ؟ قال: أعطني موثقاً لتؤثرن الحق

ولاتتبع الهوى ، ولا تخص ذا رحم ، ولا تألوا الأمة نصحاً . فأعطاه الموثق المطلوب .

وبعد نقاش طويل بين الحاضرين نظر ابن عوف إلى " علي بن أبي طالب " وقال: أبايعك على كتاب

الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين أبي بكر وعمر ، فقال " علي " بل على كتاب الله وسنة رسوله

واجتهاد رأيي . فعدل عنه إلى عثمان ، فعرض عليه ذلك ، فقال ، نعم ، فعاد على " علي " ، فأعاد

قوله .. فعل ذلك عبدالرحمن ثلاثاً . فلما رأى " علياً" غير راجع عما قاله ، وأن عثمان ينعم

بالاجابة ، صفق على يد عثمان وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين .. ويقال: إن " علياً " قال:

والله ما فعلتها إلا لأنك رجوت منه ما رجا صاحبكما من صاحبه . فهل فعل ذلك عبدالرحمن عفواً

أم انه أمر مبيت قبل الاجتماع ؟ !

أليس القصد من وضعه شرط اتباع سيرة الشيخين يتضمن سلماً إخراج " علي " من الموضوع

مع أم موضوع الشورى مع هذا يحتاج مناقشة وتدقيق . ومع قناعة المخالفين لأمر رسول الله (ص)

بأن ما فعلوه كان لمصلحتهم وفائدتهم إلا أنهم كانوا يعلمون أنهم ليسوا أهلاً للخلافة والتي لا تكون

إلا بأمر من الله عزوجل لأنه أعلم بأمور عباده ، فاختيار الأنبياء وأوصياءهم منه عزوجل لأن

أمر الدين والأحكام الالهية بيده تعالى ، فهو يعين من البشر مايشاء لأنه أعلم بهم . فهذا عمر بن

الخطاب يقول في بيعة أبي بكر أنها كانت فلتة وقي الله شرها .

هل بايع الإمام علي ( عليه السلام ) ؟

يقول أحد المفكرين : نريد أن نقف مع القارئ على حقيقة تاريخية قد غفل عنها أغلب المسلمون

ولا أدري لماذا أهملها المؤرخون والمحققون ، بل قد تسالمها الكتاب تسالماً طبيعياً ألا وهي قضية

بيعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لأبي بكر !!

فالأعم الأغلب من كتب المسلمين تذكر أنه بايع تحت ضغوط شديدة وتهديدات بالقتل من قبل أبي

بكر وعمر ، ونؤكد أننا سوف نصل حقيقة ، وهي أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لم يبايع أبا

بكر بأي شكل من أشكال البيعة لا عن إكراه ولا عن تقية ، ولم ترهبه سيوفهم ولا ضغوطهم أبداً ،

فمن خلال رصيد لا بأس به من القرائن والشواهد نصل إلى القول إلى أنه ( عليه السلام ) لم يبايع

أبداً بل صبر وكف عن القوم .
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2010, 10:31 PM   #6
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

بسم الله الرحمن الرحيم

متى كانت بيعة أمير المؤمنين " علي " ( عليه السلام ) لأبي بكر ؟

أشهر ما قيل ثلاثة آراء :

الرأي الأول : بعد وفاة الصديقة " فاطمة " ( عليها السلام ) أي بعد شهرين أو خمس وسبعين يوماً

من وفاة الرسول الأعظم ( ص) .

الرأي الثاني : بعد ستة أشهر .

الرأي الثالث : بعد أيام قلائل من وفاة الرسول الأكرم (ص) ومن خلال هذه الأقوال نصل إلى نتيجة

واحدة وهي أن مبايعة الامام لأبي بكر لم تكن واضحة تاريخياً ، إذ المستندات والوثائق التاريخية

قاصرة عن اعطاء قول قاطع تحُدد فيه المدة والفترة الزمانية للبيعة ، فنحن إذن أمام آراء متعارضة

لابد من حلها والوصول إلى نتيجة معينة فيها ، وبداية المنافسة تكون من السؤال التالي : ماعلاقة

البيعة بموت الصديقة " فاطمة " ( عليها السلام ) ؟ فلوأراد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن

يبايع ، أترى أنه يتحرج من " فاطمة " ( عليها السلام ) ولماذا هذا التحرج ؟ أم أن القوم كانوا

يتحرجون من الضغط على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حياة " فاطمة " ؟

بل على العكس ، فإننا نجدهم يحُرقون باب " فاطمة " وبمرأى منها وفعلوا بها ما فعلوا ومارسوا

أنواع الضغوط على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فلم يصدر منهم ذلك الاحترام والتقدير

ل " فاطمة " ( عليها السلام ) حتى نضطر للقول بالملازمة بين البيعة وبين استشهاد " فاطمة "

( عليها السلام ) . إلا أن يراد من ذلك تحديد الفترة الزمانية فقط فكان وفاة " فاطمة " ( عليها

السلام ) علامة لاغير على طول فترة الامتناع مثلاً . والحصيلة أنا نقطع بأنه ( عليه السلام )

لم يبايع في الأيام القلائل تلك أي الرأي الثالث - وهو القول بالبيعة في الأيام الأولى من وفاة

النبي (ص) - ساقط عن الاعتبار للأسباب التالية :

أدلة عدم البيعة في الأيام الأولى

أ- لو كان قد بايع في تلك الأيام أي بعد السقيفة وأحداث دار فاطمة ( عليها السلام ) لما إمتنع

مالك بن نويرة عن دفع الزكاة إلى أبي بكر ، إذ يكون دفع الزكاة أمر طبيعي بعد مبايعة أمير

المؤمنين لأبي بكر ، ولكن امتناعه دل على عدم المبايعة فكان سبيله القتل ، ومعلوم أن قتل مالك

كان ضمن الفترة الأولى من تسلم أبي بكر الحكم .

ب - ويذكر المؤرخ اليعقوبي خبراً مفاده أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في تلك الأيام لم يكن

ليطيع أبا بكر وذلك عندما ظهر المتنبئون فاستشار أبوبكر عمرو بن العاص من يرسل لهم ؟ فقال

له : فما ترى في " علي " ؟ فقال عمرو : لا يطيعك مع أن محاربة المتنبئين كان أمراً ضرورياً

بعد وفاة الرسول (ص) فإباية " علي " ( عليه السلام ) إنما تدل على عدم موافقته سلفاً بمقام

أبي بكر .

ج - ولو كان قد بايع في تلك الفترة السريعة من اغتصاب الخلافة منه يكون قد أوجد شرخاً في

قلوب أوليائه وحواريه وخاصته إذ يتبادر إلى قلوبهم الشك في إمامهم المعروف بالصمود والمواجهة

وليس " علي " ( عليه السلام ) من الذين يضحون بالأفراد المخلصين لا سيما في مثل تلك

الظروف الصعبة ، خصوصاً اذا نظرنا إلى مثل حسان بن ثابت وهو يمدح أمير المؤمنين ( عليه

السلام ) في تلك الفترة ( بعد محاججات كثيرة بين الأول والثاني والأنصار وقريش ) يقول فيها :

جزى الله خيراً والجزاء يكفه --------------------- أبا حسنٍ عنا ومن كأبي حسن

سبقت قريشاً بالذي أنت أهله --------------------- فصدرك مشروحٌ وقلبك ممتحن

تمنت رجالٌ من قريش أعزةٌ ---------------------- مكانك هيهات الهزال من السمن

حفظت رسول الله فينا وعهده --------------------- اليك ومن أولى به منك من ومن

ألست أخاهُ في الإخا ووصيهُ --------------------- وأعلم فهرٍ بالكتاب وبالسنن

فهذه الأبيات تعكس انطباع الناس عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من أنه الأولى بالمنصب

وذلك لوصية رسول الله ولمناقبه وفضائله وعلمه بالشريعة ، فكيف يسرع أمير المؤمنين ( عليه

السلام ) إلى البيعة وهو يعلم أن مردودها سلبي على الأمة ؟
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2010, 10:32 PM   #7
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

بسم الله الرحمن الرحيم


أدلة عدم البيعة بعد رحيل " فاطمة " ( عليها السلام )

فان قيل : أنه بايع بعد رحيل الصديقة " فاطمة " ( عليها السلا ) ، على ما قاله بعض المؤرخين

خصوصاً السنة .

قلنا : أ - قد تقدم أنه لم يكن ل" فاطمة " ( عليها السلام ) ذلك المقام عند الخليفتين حتى يتحرجا

من مطالبة " علي " بالبيعة خجلاً من " فاطمة " ( عليها السلام ) ، بل قد صدر منهما تجاهها

ماهو أقبح ، وعليه تكون حياة " فاطمة " ( عليها السلام ) أو موتها بالنسبة إليهما أمران متساويان

ومعلوم أن استشهاد الصديقة ( عليها السلام ) كان بعد رحيل النبي (ص) شهرين أو خمس

وسبعين يوماً أو سبعين يوماً على اختلاف الروايات .

فهذا القول يؤيد ما ذكرناه أنه ( عليه السلام ) لم يبايع أبابكر بعد أحداث دار الزهراء ( عليها السلام)

وقد ذُكر في بعض الكتب مع شديد الأسف أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أخرج من داره وفي

عنقه حبل وأُخذ مجبوراً إلى مجلس أبي بكر وهناك بعد كلام طويل بايع أبا بكر ، ومن المؤسف

أن تجري هذه الكلمات على لسان بعض الشيعة ، بينما المتتبع لكل الأخبار الواردة يجدها على

العكس تماماً فانه ( عليه السلام ) لما أُخذ إلى مجلس أبي بكر أعلنها بصراحة فقال للأول والثاني

( أنا أحق بهذا الأمر منكم لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي .... ) .

ثم قال لعمر : والله ياعمر لا أقبل قولك ولا أبايعه . فقال أبوبكر : فإن لم تبايعني فلا اُكرهك .

فينبغي للكُتاب والخطباء على الأخص أن يدرسوا الأخبار التي تصطدم مع سيرة أمير المؤمنين

( عليه السلام ) دراسة واعية لأننا اُمرنا أن نعرض الأخبار على القرآن بتعقل وتدبر فما وافق

نأخذ منه وما خالف لا يمكن التمسك به حتى وان كان مشهوراً ومتداولاً وإن علياً هو القرآن

الناطق كما قالت الزهراء " وبقية استخلفها عليكم كتاب الله الناطق والقرآن الصادق فسيرة

" علي " ( عليه السلام ) قرآن ناطق وهي تأبى من القول أنه قد بايع أبا بكر .

ب - إن من أتفه الأقاويل القول بأنه ( عليه السلام ) بايع بعد وفاة " فاطمة " ( عليها السلام )

لأن الامام لم يبايع في شدة المحن بعد أحداث الدار وغيرها التي ربما كانت تقتضي التقية فكيف

يبايع بعد انقشاع تلك الضغوط والمحن ولو نسبياً ؟

ما تبقى هو أنه ( عليه السلام ) بايع أبا بكر بعد ستة أشهر على اشتهر عند السنة في كتبهم وهو

يعُد مؤيداً قوياً وصريحاً منهم لصحة ما ذهبنا إليه من أنه لم يبايع في تلك الفترة ولكن مع ذلك

نذهب إلى أنه ( عليه السلام ) لم يبايع مطلقاً حتى بعد ستة أشهر ، وبأي شكل من أشكال البيعة

وإليك الأدلة :
أدلة عدم البيعة مطلقاً


1- كلام عمر أيام خلافته عندما قيل له أن بعض الناس قالوا لومات عمر لبايعنا فلاناً ( علي ) فقام


خطيباً وذكر أمر السقيفة مفصلاً وذكر أن " علياً " والزبير ومن كانوا معهما تخلفوا عن البيعة ثم


لا يذكر أن " علياً " قد بايع مع الناس في نفس الخبر أبداً ولوكان قدبايع لكان حريٌ بعمر وفي مصلحته


أن يذكره .


2- قد مر عليك قسم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعدم البيعة ولم يُسمع عنه يوماً أنه حنث بذلك


القسم ولو حنث لأثر على شخصيته أمام أعدائه وأمام أصحابه فتكون نظرتهم اليه نظرة استخفاف


لأنهم لم يعهدوا ذلك من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بل ليس هو من أدب الأولياء لمن تتبع سيرتهم


في القرآن إذ أنه لا ينسجم وعصمتهم ( عليه السلام ) .


3- الخطبة الشقشقية : التي قال فيها عن أيام خلافة أبي بكر ( فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى


فصبرتُ وفي العين قذى ... ) ترى لم يصرح فيها بالبيعة مع أنها من أهم خُطبة التي تعرض فيها


لبيان الواقع المرير الذي مربه ومرت به الأمة الاسلامية ، ثم يقول عن خلافة عمر ( فصبرتُ


على طول المدة وشدة المحنة ) ومن خلال وحدة السياق نقطع بأنه لم يبايع ، إذ من المسلم به أنه لم


يبايع الثاني ، ولم يتكلم أحد من المسلمين بذلك أبداً فيكون معنى ( صبرتُ ) أي تحملت غصب عمر


لمقام الخلافة ، وهكذا في كلمة ( فرأيت أن الصبر ... ) بالنسبة لخلافة أبي بكر .


4- عن ابان بن تغلب عن الامام الصادق ( عليه السلام ) في خبر طويل .....


بعدما امتنع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن البيعة في اليوم التالي صعد أبو بكر المنبر . وقد


تشاور قوم فيما بينهم ، فقال بعضهم لبعض : والله لنأتينه ولننزلنه عن منبر رسول الله (ص) وقال


آخرون منهم : والله لئن فعلتم ذلك إذًا أعنتم على أنفسكم فانطلقوا بنا إلى أمير المؤمنين ( عليه


السلام ) لنستشيره ونستطلع رأيه ... فلما أخبروه بالأمر قال: وايم الله لو فعلتم ذلك لا تيتموني


شاهرين بأسيافكم مستعدين للحرب والقتال واذاً لأتوني فقالوا لي بايع والا قتلناك فلابد لي من


أدفع القوم عن نفسي ...


فهذا الخبر يؤكد ان الامام لم يبايع ولايريد تصرفاً غير مدروس من قبل بعض أصحابه يؤدي إلى


البيعة به كرهاً أو القتال مع القوم ، فالخبر واضح في عدم مبايعتهم وأنه ( عليه السلام ) يفضل


أن يتصرف أصحابه بحنكة لئلا يقع تحت واقع سيء يصنعه بعض الرجال المتحمسين تكون خاتمته


البيعة أو القتال ، والظاهر من قوله ( فلابد لي من أدفع القوم عن نفسي ) أنه ( عليه السلام )


لو كان يقع في مثل هذا الظرف فانه يختار القتال دون البيعة وهذا واضح لمن تأمل ذلك جيداً .


5- ولو فرضنا أنه قد بايع عن إكراه وعملاً بالتقية كما قاله البعض ، فان هذه البيعة تعني نقض


بيعته الأولى في يوم الغدير ، وهو أمر لا يمكن تصوره في حكمة الامام فكيف بالتصديق به .


ولو قيل أن بيعته لأبي بكر جاءت صورية فإنا نقول وهل تكون عند الناس واضحة ، أي أن الناس


تفهم وتتعامل على الظاهر كما هو متعارف ،، وهكذا يصح القول بأنه ( عليه السلام ) ما وقف


موقفاً مع القوم إلا واحتج عليهم بيوم الغدير وهو يعني إستحالة مبايعة أبي بكر .


6- ولو قلنا أنه ( عليه السلام ) بايع ، فهذا يعني وجود مبرر شرعي للأئمة الطاهرين من بعده


بأن يبايعوا طواغيت عصورهم لا سيما ولداه " الحسن " و " الحسين " ( عليهما السلام ) ولكن


مع ذلك لم يُقدم أيُ منهما على مبايعة طاغوت عصره بل حاربا ما استطاعا إلى الرفض سبيلاً .


حتى أن " الحسن " ( عليه السلام ) هادن وصالح ولكنه لم يبايع و " الحسين " ( عليه السلام )


قُتل ولكنه لم يضع يده بيد يزيد ( لعنه الله ) وإذا نظرنا إلى قوله خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي


" محمد " وأسير بسيرة أبي " علي بن أبي طالب " لتأكد قوياً أن عدم البيعة كان جزءاً من سيرة


" علي " ( عليه السلام ) التي أراد أن يُحييها الامام " الحسين " ( عليه السلام ) .


7- قول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لعمه العباس : " أقسمت عليك ياعم لا تتكلم ، وإن تكلمت


لا تتكلم إلا بما يسر وليس لهم عندي إلا الصبر كما أمرني نبي الله (ص) .


وهذا الكلام الشريف مطابق مع قول النبي (ص) عندما جاءه المشركون يعرضون عليه الدنيا مقابل


تخليه عن الدعوة إلى الاسلام فقال لعمه أبي طالب " ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في


شمالي على أن أترك هذا الأمر ماتركته إلا أن أهلك دونه ... " .


8- عندما سئُل ( عليه السلام ) عن علة عدم محاربته الأول والثاني ؟ أجاب : إن لي أسوة بستة


من الأنبياء . بنوح قال ( اني مغلوب فانتصر ) . وبلوط لما قال( لو أن لي قوةً أو آوي إلى ركن شديد).


وبإبراهيم لما قال ( واعتزلكم وماتدعون من دون الله ) . وبموسى لماقال ( ففررتُ منكم لما خفتُكم)


وهارون قال ( يابن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني ) .ومحمد (ص) في ذهابه إلى الغار .


أقول: وجميع هؤلاء الأنبياء الكرام ( عليهم السلام ) لم يضعوا أيديهم في أيدي الظالمين ولا للحظة


واحدة وهو ما استشهد به الامام من الآيات القرآنية الدالة على صمودهم وقوة تمسكهم بالمبادئ


الالهية والهروب من الفتن ، فكونه ( عليه السلام ) يتأسى بهم أنه يسير كما ساروا ، وهي مسيرة


الصمود ولإباء وعدم الرضوخ ولا حتى لحالة واحدة كما هو واضح لمن تتبع تاريخ الأنبياء ( عليهم


السلام ) ، فلو كان قد بايع لما كان التأسي بهم صحيحاً وهيهات أن تفوت هذه الأمور على أمير


الموحدين ( عليه السلام ) وهو الذي كان يعرف حقيقة الانقلاب عليه حق المعرفة .


9- لو كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مبايعاً لأبي بكر لعرض به معاوية وعمرو بن العاص


وبقية أعدائه وهم الذين لم يجدوا في " علي " عيباً ، فنسجوا الأكاذيب حوله ، ومعلوم أن التعريض


له باب واسع سيما في ثقافة معاوية بن أبي سفيان ، ولكننا لم نجد أي تعريض من هذا القبيل ،مما


يدلل على انعدام سببه وهو البيعة من قبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لأبي بكر .


10- ولوسلمنا أنه ( عليه السلام ) بايع بعد ستة أشهر أو أكثر أو أقل فمعنى ذلك أنه في الأشهر


قبل البيعة كان على الباطل ، كما لوح به الطبري في تاريخه حيث يذكر أن " علياً " بايع بعد ستة


أشهر والسبب هو ابتعاد الناس عنه ، وأنه بعد أن بايع قال الرواي: فكان الناس قريباً إلى "علياً "


حين قارب الحق والمعروف ياللعجب انهم يرون أن " علياً " في تلك المدة كان على باطل


وعندما بايع قارب الحق !! ولا أدري كيف ينسجم هذا مع قول النبي فيه ( " علي " مع الحق والحق


مع " علي " ... ) ؟ وهو الحديث الذي روته السنة والشيعة تواتراً .


والحق أن نقلب المعادلة لأنهم يرون عدم البيعة باطلاً والبيعة حق وهذا على مسلكهم ومذهبهم ،


وعلى مذهبنا وحكم العقل السليم يكون العكس هو الصحيح أي عدم البيعة هو الحق والبيعة هو الباطل


وأعجب منه أنهم يرون عدم البيعة ارتداداً عن الدين . قال عمر بن حريث لسعيد بن زيد ... متى بويع


أبو بكر قال: يوم مات رسول الله قال: فخالف عليه أحد ؟ قال: لا إلا مرتد أو من كان أن يرتد .


فيكون أمير المؤمنين بناءاً على زعمهم مرتداً أو أنه كاد أن يرتد وهذا ما يتعارض حتى مع كتاب


الله والسنة .
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2010, 10:32 PM   #8
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

بسم الله الرحمن الرحيم

أسئلة مهمة

س1 : ما المانع من البيعة اذا كانت تقية لحفظ الدين وحقن الدماء وقد تعرض أمير المؤمنين إلى

ضغوط وتهديدات بالقتل ؟

ج1 : ان اغتصاب الخلافة بالطابع الاقتحامي وذلك دون كفاءة تؤهلهم لهذا المنصب كان أكبر إنحراف

أصاب الأمة وليس هناك ماهو أقبح منه إلا جرى على " علي " و " فاطمة " ( عليهما السلام )

لإخضاع الإمام ( عليه السلام ) وتركيعه أمام الأمر الواقع ، بايع أمير المؤمنين أو لم يبايع فان

القوم تأمروا على الناس فبيعته ( عليه السلام ) لاتغير شيء ، واذا كانت كذلك فلماذا يبايعهم إذن ؟

فعدم البيعة هو الأقرب إلى سلوك الامام " علي " ( عليه السلام ) وإن قلتم أنه بايع خوفاً من القتل

نقول: كلا لم يعُرف عن الامام " علي " الخوف أبداً وكيف يخاف وهوالذي ماقام الاسلام إلا بسيفه

وهو القائل ( وان اسكت يقولوا جزع من الموت هيهات هيهات ... والله لابن أبي طالب آنس بالموت

من الطفل لثدي أمه ) . بل نقول انهم لا يجازفون في قتل أمير المؤمنين . والسبب في ذلك :

لأنهم في بداية حكمهم ماكانوا يريدون التورط في إراقة دم طاهر ثقيل الوزن عند الله وعند الناس

ألا وهودم " علي " ( عليه السلام ) لأن في ذلك كان تمام المواجهة مع بني هاشم وهذا يعني

انتهاءهم ، ولذلك نرى عمر يعترض على خالد بن الوليد لما قتل مالك بن نويرة وقال لأبي بكر :

ان خالداً قتل رجلاً مسلماً . فقد كانوا في أمس الحاجة إلى كسب الناس واستتاب الأمن . ثم انهم

يعلمون أنهم لو قتلوا " علياً " يكونون قد قطعوا رأس الأمة ولصارت جسداً بلا روح فعادت إلى

الجاهلية مع أنهم يريدون أن يحكموا بإسم الاسلام أولاً وحاجتهم إلى علم " علي " ثانياً .

س2 : كيف تفسر النصوص اللفظية التي نُقلت عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ظاهرها صريح

بالبيعة ؟

ج2 : والجواب على ذلك : على فرض صحة تلك النصوص نقول أنها كانت من باب التورية ،

فالرجل الحكيم يصح له أن يضمر شيئاً في قلبه ويصرح بظاهرٍ مخالف من أجل مصلحة وباب التورية

باب مفتوح للموارد الهامة كما ورد في قوله تعالى في قصة ابراهيم الخليل ( عليه السلام )

( قالوا من فعل هذا بآلهتنا ... إلى قوله أأنت فعلت هذا قال بل فعله كبيرهم فسالوهم ان كانوا

ينطقون ) وفي قصة يوسف ( عليه السلام ) ( أيتها العير انكم لسارقون ) قال الامام الصادق ( عليه

السلام ) : " ما سرقوا وما كذب يوسف فإنما عني سرقتم يوسف من أبيه من قبل " . وهكذا

ألامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لعله مارس التورية في بعض أقواله ان كانت قطعية الصدور

فان قيل: كونها تورية في مجالس محدودة لا يغير من الأمر شيئاً فهو قد قال مافي صالح مخالفيه ،

لأن السامع له إما من أوليائه فلا توريه ، وإما من المخالفين فهو يكون قد أعطاهم المبرر ليقولوا

عنه بأنه قد بايع !

قلنا : لاشك أن التورية تكون مع المخالفين ، ولكنهم ماكانوا يؤثرون في الواقع الاجتماعي والسياسي

شيئاً اذا مانقلوا عن الامام قوله بالبيعة ، ذلك لأن الذين كانوا يعرفون الامام كانوا يعرفون موقفه

المبدئي وأن التورية جائزة لابتغاء المصالح الكبرى . كما حصل مثل ذلك أيام الامام الصادق

( عليه السلام ) عندما دخل عليه رجل وسأله عن رؤيا ، فطلب الامام من أبي حنيفة أن يفسر له

رؤياه فلما فسرها قال له الامام ( عليه السلام ) : أصبت ! ولما خرج أبو حنيفة سأله بعض أصحابه

عن ذلك فقال الامام ( عليه السلام ) : عنيتُ أنه أصاب الباطل !

فهذه التورية لم تؤثر في رصيد الامام ولم ترفع من رصيد أبي حنيفة وكذلك القول في تورية أمير

المؤمنين ( عليه السلام ) وغيرها في حياة الأئمة .

س3- : قولكم أن " علياً " عمل بالتورية يصادر ما أراد تثبيته ( عليه السلام ) من الموقف الصلب

وإظهار إبائه وعدم موافقته لأبي بكر وعمر ، لأن ظاهر التورية يتفق مع البيعة .

ج3- : انه لم يصرح بالبيعة - التورية - من على المنبر أو في مجلس عام مما يستدعي مصادرة

هدفه وإنما الشواهد التاريخية - على تقدير صحتها - تذكر بعض الموارد التي تكلم أو صرح فيها

بالبيعة في مواضع خاصة ومع أناس محدودين ولعل الداعي لمثل هذه التصريحات - التورية - وغاية

مايمكن قوله هو أن الامام ( عليه السلام ) اذا كان قد صدر منه تصريح بالبيعة فانما في أماكن كان

يريد فيها حقن الدماء والحيلولة دون حصول فتنة أكبر مما وقعت الأمة فيها وللمحافظة على وحدة

الأمة .
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2010, 10:33 PM   #9
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

بسم الله الرحمن الرحيم


السؤال المهم

والسؤال المهم كيف سجل التاريخ بأن " علياً " ( عليه السلام ) قد بايع ومن أين أتى بالدليل ؟؟

وكيف اقتنعت القبائل آنذاك في عهد " علي " ( عليه السلام ) أنه قد بايع ؟

والجواب :

1- لقد عمل أبو بكر وعمر ومن دار في فلكهما على صناعة سيل إعلامي متدفق منذ اليوم الأول

لاقناع الناس والقبائل والرجال المهمين أن " علياً " ( عليه السلام ) قد بايع وكتبوا إلى الأمصار

بذلك وبعثوا برسائل إلى ولاتهم بهذا الأمر ، ومما ساعد على نجاح مخططهم هذا عداوة الناس

وخاصة بعض قريش ل " علي بن أبي طالب " وهم كانوا يعملون بالمخطط كما يعلمون أن " علياً "

لم يبايع ولكنهم نشطوا مع الغاصبين بسبب قتل " علي " ( عليه السلام ) لأجدادهم المشركين .

2- مضايقة جميع الذين امتنعوا عن البيعة من أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فمثلاً :

روي ان بلالاً أبى أن يبايع أبا بكر وأن عمر أخذ بتلابيبه وقال له : يابلال هذا جزاء أبي بكر منك

أن أعتقك فلا تجيء تبايعه ؟

فقال بلال: إن كان أبوبكر أعتقني لله فليدعني لله وإن كان أعتقني لغير ذلك فها أنا ذا ، وأما بيعته

فما كنت أبايع من لم يستخلفه رسول الله (ص) ، والذي استخلفه - يعني " علياً " - بيعته في

أعناقنا إلى يوم القيامة . قال عمر: لا أباً لك لاتقم معنا ، فارتحل الى الشام .

أنظر إلى كلمته ( لاتقم معنا ) فإنها صريحة بالمضايقة والتهجير إلى الشام تماماً كما فعلته الجاهلية

مع بلال عندما أسلم ! وعمر هو الذي ضرب سعد وأمر بقتله لأنه لم يبايع ، وهو الذي ضرب الزبير

وغيرهم كثير . فهذه الأمثلة والشواهد تؤكد استبداد عمر في أخذ البيعة ومضايقة من إمتنع ، مما

يجعل الضعفاء والمنهزمين نفسياً ينقادون إلى كلماته وآرائه - خوفاً وطمعاً في عطائه كما أشار

الامام ( عليه السلام ) مضافاً إلى أن في كل العصور هناك الهمج الرعاع الذين يميلون مع كل ريح.

3- ومن مخطط عمر وأبي بكر أن ألصقا بأنفسهما القاباً هي في الواقع من القاب أمير ( عليه السلام)

وذلك من أجل التمويه على العامة والبسطاء والبعيدين عن المدينة فكان لقب ( الصديق ) من نصيب

أبي بكر و( الفاروق ) من نصيب عمر وعلى ذلك فعندما يتكلم الصديق بأي كلام يكون صادقاً لأنه

" الصديق " !! وكذا عمر لأنه " الفاروق " !! فلو قالا وأشاعا أن " علياً " قد بايع ( وقد قالا وأشاعا

فعلاً ) فمعناه أنه قد بايع وهذا يرتكز في أذهان العرب سيما مع استمرار حكمهما وهذا مما يدل

عليه التاريخ وهو ماقاله العباس عم النبي (ص) لأبي بكر : تسميتم بأسمائنا فكيف لا تلصق تهمة

بيعة علي لأبي بكر وقد نجحا في إلصاق ألقابه على أنفسهما ؟

قال سليم جلست إلى سلمان والمقداد وأبي ذر فجاء رجل من أهل الكوفة فجلس اليهم مسترشداً

فقال له سلمان : عليك بكتاب الله فالزمه وعلي بن أبي طالب فانه مع الكتاب لايفارقه ، فإنا نشهد

أنا سمعنا رسول الله (ص) يقول: أن " علياً " يدور مع الحق حيث دار وان " علياً " هو الصديق

والفاروق يفرق بين الحق والباطل . قال : فما بال الناس يسمون أبابكر الصديق وعمر الفاروق ؟

قال: نحلهما الناس اسم غيرهما كما نحلوهما خلافة رسول الله وإمرة المؤمنين .

ومن خلال ذلك نعرف كيف استطاعا أن يشيعا أمراً لا صحة له ألا وهو بيعة " علي " ( عليه السلام)

لأبي بكر ضمن هذا المخطط .

4- ومما زاد في الطين بلة ، الرواة الكذابون والكتاب غير المحققين ، فمثلاً من جملة الكذب الصريح

في ذلك :

يروي ابن قتيبة ان الامام " علي " هو الذي بعث إلى أبي بكر بعد وفاة " فاطمة " ( عليها السلام )

وتوافق معه على البيعة ويروي اليعقوبي ضمن أحداث دار الزهراء : وخرج " علي " ومعه السيف

فلقيه عمر فصارعه عمر فصرعه وكسر سيفه !! ولا أدري أين كان عمر في بدر وأحد والأحزاب ؟!

ومن الطريف أن التاريخ كله لايروي فضيلة لعمر تدل على شجاعته في القتال على العكس من

" علي " ( عليه السلام ) . فهذه وغيرها ساعدت على على اشاعة بيعة " علي " لأبي بكر .

وأخيراً فيما يتعلق بهذا الموضوع : لم يثبت أن الامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قد بايع أبابكر

وأن ما أشيع حوله ( عليه السلام ) كله وهم ، وهذا يشكل واحداً من مظلومياته ( عليه السلام )

وكما أن أعداءه قد نجحوا في إقناع أتباعهم بأن الشيعة أتباع عبدالله بن سبأ هو من أصل يهودي

علماً أن هذه الشخصية وهمية لا أصل لها في الواقع كذلك قد نجحوا في إقناع أتباعهم أن ماجرى

بين أبي بكر وعمر وبين " فاطمة " ( عليها السلام ) إنما خلاف اعتيادي شأنه شأن مايحصل بين

المتخاصمين ، وأن " فاطمة " ماتت وهي راضية عن أبي بكر ، وهكذا قد نجحوا في الصاق لقب

ذي النورين لعثمان بن عفان ، وكذلك يمكن القول أنهم نجحوا إلى حد ما في تثبيت أكذوبتهم بأن

" علياً " قد بايع أبابكر .
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2010, 10:34 PM   #10
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

بسم الله الرحمن الرحيم

حزنها على والدها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
علاقة حب كبيرة وعظيمة لوجه الله تلك العلاقة التي كانت بين صاحب الخُلق العظيم حبيب رب

العالمين الرسول الأكرم (ص) مع ابنته الطاهرة النقية ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام كان الحب

المتبادل بينهم لايقارنه حب فالأب أول شخصية في الكون أجمع والبنت سيدة نساء العالمين من

الأولين والآخرين .

وحين مات رسول الله (ص) ضاقت الدنيا على الزهراء ( عليها السلام ) فالحبيب يود بأن يكون مع

حبيبه . كيف تنسى ذلك الوجه البشوش ، كيف تنسى ذلك القلب العطوف ، كيف تنسى ذلك الصوت

الحنون ، فحين فارقته ازداد شوقها إليه فهو لامثيل له في الدنيا . حين رحل أخذ معه قلبها وسعادتها

وحياتها ، فصارت بعده حزينة باكية ، دامعت العين ، يغشى عليها ساعة بعد ساعة .

والسيدة " فاطمة الزهراء " ( عليها السلام ) أعلم إمرأة في الإسلام ، وأعرف أنثى بعظمة نبي

الرحمن ، ومن ذلك يتضح لنا أن مصيبة وفاة رسول الله (ص) سلبت عن ابنته البارة كل قرار

واستقرار ، وكل هدوء وسكون . فالزهراء ( عليها السلام ) تعرف عظم المصاب ، ومدى تأثير

الواقعة في الموجودات كلها . وهنا تحُدثنا فضة خادمة الزهراء ( عليها السلام ) عن الحزن

المسيطر على السيدة " فاطمة " بسبب وفاة أبيها الرسول (ص) قالت: ولما توفي رسول الله (ص)

افتجع له الصغير والكبير وكثر عليه البكاء ، وعظُم رزؤه على الأقرباء والأصحاب والأولياء

والأحباب والغرباء والأنساب . ولم تلق إلا كل باك وباكية ، ونادب ونادبة ، ولم يكن في أهل الأرض

والأصحاب والأقرباء والأحباب أشد حزناً وأعظم بكاءاً وانتحاباً من السيدة " فاطمة الزهراء "

( عليها السلام ) وكان حزنها يتجدد ويزيد ، وبكاؤها يشتد ، فجلست سبعة أيام لا يهدأ لها أنين ،

ولايسكن منها الحنين ، وكل يوم كان بكاؤها أكثر من اليوم الذي قبله . فلما كان اليوم الثامن أبدت

ماكتمت من الحزن ، فلم تطق صبراً ، إذ خرجت وصرخت ، وضج الناس بالبكاء ، فتبادرت النسوة ،

واُطفئت المصابيح لكيلا تتبين وجوه النساء . كانت السيدة " فاطمة " تنادي وتندب أباها قائلة :

واأبتاه ! واصفياه ! وامحمداه ! وا أبا القاسماه ! واربيع الأرامل واليتامى ! من للقبلة والمصلى ؟

ومن لابنتك الوالهة الثكلى ؟ ثم أقبلت تعثر في أذيالها ، وهي لاتبصر شيئاً من عبرتها ، ومن تواتر

دمعتها ، حتى دنت من قبر أبيها رسول الله (ص) فلما نظرت الى الحجرة وقع طرفها على المأدنة ،

أغُمى عليها ، فتبادرت النسوة ، فنضحن الماء عليها وعلى صدرها ، وجبينها حتى أ فاقت ،

فقامت وهي تقول : يا أبتاه بقيت والهة وحيدة ، وحيرانة فريدة . فقد انخمد صوتي وانقطع ظهري ،

وتنغص عيشي ، وتكدر دهري . فما أجد - يا أبتاه - بعدك أنيساً لوحشتي ، ولا راداً لدمعتي ، ولا معيناً

لضعفي ، فقد فني بعدك محكم التنزيل ، ومهبط جبرائيل ، ومحل ميكائيل . انقلبت - بعدك - يا أبتاه

الأسباب . وتغلقت دوني الأبواب . فأما الدنيا بعدك قالية ، وعليك ماترددت أنفاسي باكية .

لاينفد شوقي إليك ، ولا حزني عليك

إن حزني عليك حزن جديد ----------------- وفؤادي والله صب عنيد

كل يوم يزيد فيه شجوني ------------------ واكتئابي عليك ليس يبيد

جل خطبي ، فبان عني عزائي -------------- فبكائي في كل وقت جديد

ثم نادت :

ياأبتاه ، انقطعت بك الدنيا بأنوارها ، وذوت زهرتها وكانت ببهجتك زا

يا أبتاه ! لازلت آسفة عليك الى التلاق .

يا أبتاه ! زال غمضي منذ حق الفراق .

يا أبتاه ! من للأرامل والمساكين ؟ ومن للأمة الى يوم الدين ؟

يا أبتاه ! أمسينا بعدك من المستضعفين !

يا أبتاه أصبحت الناس عنا معرضين !

ولقد كنا بك معظمين في الناس غير مستضعفين !

فأي دمعة لفراقك لاتنهل ؟

وأي حزن بعدك لا يتصل ؟

وأي جفن بعدك بالنوم يكتحل ؟

وأنت ربيع الدين ، ونور النبيين .

فكيف بالجبال لاتمور ؟ وللبحار بعدك لا تغور ؟

والأرض كيف لم تتزلزل ؟

رُميتُ - يا أبتاه - بالخطب الجليل .

ولم تكن الرزية بالقيل .

وطُرقتُ - يا أبتاه - بالمصاب العظيم ، وبالفادح المهول .

بكتك - يا أبتاه - الأملاك .

ووقفتِ الأفلاك .

فمنبرك بعدك مستوحش .

ومحرابك خال من مناجاتك .

وقبرك فرِحٌ بمواراتك .

والجنة مشتاقة إليك وإلى دعائك وصلاتك .

يا أبتاه ما أعظم ظلمة مجالسك !!

فوا أسفاه عليك الى أن أقدم عاجلاً عليك .
وأٌثكل أبو الحسن المؤتمن ، أبو ولديك " الحسن والحسين " وأخوك ووليك ، وحبيبك ، ومن ربيته

صغيراً وآخيته كبيراً .

روى : أنه لما قبض النبي (ص) امتنع بلال من الأذان ، قال: لا أُؤذن لأحد بعد رسول الله (ص)

وإن " فاطمة " ( عليها السلام ) قالت ذات يوم : إني أشتهي أن أسمع صوت مؤذن أبي (ص)

بالأذان ، فبلغ ذلك بلالاً ، فأخذ في الأذان ، فلما قال: الله أكبر ، الله أكبر ، ذكرت أباها وأيامه ، فلم

تتمالك من البكاء . فلما بلغ إلى قوله : أشهد أن محمداً رسول الله (ص) ، شهقت " فاطمة "

( عليها السلام ) وسقطت لوجهها ، وغشي عليها ، فقال الناس لبلال : أمسك يا بلال ، فقد فارقت

ابنة رسول الله (ص) الدنيا ، وظنوا أنها ماتت ، فقطع أذانه ولم يتمه . فأفاقت " فاطمة " ( عليها

السلام ) وسألته أن يتم الأذان ، فلم يفعل ، وقال لها : ياسيدة النسوان ، إني أخشى عليك مما

تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان فأعفته عن ذلك .

عن أبي عبدالله الصادق ( عليه السلام ) قال: البكاؤون خمسة : آدم ، ويعقوب ، ويوسف ،

و " فاطمة " بنت محمد ، و " علي بن الحسين " ( عليه السلام ) فأما آدم فبكى على الجنة حتى

صار في خديه أمثال الأودية . وأما يعقوب ، فبكى على يوسف حتى ذهب بصره وحتى قيل له :

" تا لله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين )

وأما يوسف ، فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن . فقالوا له : إما تبكي بالليل وتسكت بالنهار

وإما تبكي بالنهار وتسكت بالليل ، فصالحهم على واحدة مهما .



وأما " فاطمة " ( عليها السلام ) فبكت على رسول الله (ص) حتى تأذى بها أهل المدينة ، فقالوا

لها : قد آذيتينا بكثرة بكائك ، فكانت تخرج إلى المقابر ، مقابر الشهداء - فتبكي حتى تقضي حاجتها

ثم تنصرف ، وأما " علي بن الحسين " ( عليه السلام ) فبكى على " الحسين " ( عليه السلام )

عشرين سنة أو أربعين سنة ، ما وضع بين يديه طعام إلا بكى ، حتى قال له مولى له :

جعلت فداك يابن رسول الله ، إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين . قال: إنما أشكو بثي وحزني

إلى الله ، وأعلم من الله مالا تعلمون ، إني لم أذكر مصرع بني " فاطمة " ( عليها السلام ) إلا

خنقتني لذلك عبرة .

ولما دفن النبي (ص) جاءت " فاطمة " ( عليها السلام ) فوقفت على قبره وأنشدت تقول :

أمسي بخدي للدموع رسوم --------------- أسفاً عليك وفي الفؤاد كلوم

والصبر يحسن في المواطن كلها --------- إلا عليك فإنه معدوم

لا عتب في حزني عليك لو---------------- أنه كان البكاء لمقلتي يدوم

وزفرت زفرة وأنت أنه كادت روحها ان تخرج ، ثم قالت :

قل صبري وبان عني عزائي ------------- بعد فقدي لخاتم الانبياء

عين ياعين اسكبي الدمع سحا ----------- ويك لا تبخلي بفيض الماء

يارسول الإله ياخيرة الله ----------------- وكهف الأيتام والضعفاء

قد بكتك الجبال والوحش جمعاً ------------ والطير والأرض بعد بكى السماء

وبكاك الحجون والركن والمشعر --------- ياسيدي مع البطحاء

وبكاك الحراب والدرس ------------------- للقرآن في الصبح معلناً والمساء

وبكاك الإسلام إذ صارفي الناس ---------- غريباً من سائر الغرباء

ولو ترى المنبر الذي كنت تعلوه ---------- علاه الظلام بع الضياء

يا إلهي عجل وفاتي سريعاً ---------------- فلقد تنغصت الحياة يا مولائي

وأنشدت الزهراء ( عليها السلام ) بعد وفاة أبيها ( ص) :

وقد رزئنا به محضاً خليقته ---------------- صافي الضرائب والأعراق والنسب

وكنت بدراً ونوراً يستضاء به -------------- عليك تنزل من ذي العزة الكتب

وكان جبريل روح القدس زائرنا ------------ فغاب عنا وكل الخير محتجب

فليت قبلك كان الموت صادفنا --------------- لما مضيت وحالت دونك الحجب

إنا رزئنا بما لم يرز ذو شجن --------------- من البرية لاعجم ولا عرب

ضاقت علي بلاد بعد ما رحبت -------------- وسيم سبطاك خسفاً فيه لي نصب

فأنت والله خير الخلق كلهم ----------------- وأصدق الناس حيث الصدق والكذب

فسوف نبكيك ماعشنا ومابقيت --------------- منا العيون بتهمال لها سكب


وقالت الزهراء ( عليها السلام ) :

إذا مات يوماً ميت قل ذكره ------------------ وذكرُ أبي مذ مات والله أزيد

تذكرت لما فرق الموت بيننا ----------------- فعزيت نفسي بالنبي محمد

فقلت لها : إن الممات سبيلنا ---------------- ومن لم يمت في يومه مات في غد

وقالت الزهراء ( عليها السلام ) :

قل للمغيب تحت أطباق الثرى -------------- إن كنت تسمع صرختي وندائيا

صبت علي مصائب لوأنها ----------------- صبت على الأيام صرن لياليا

قد كنت ذات حمى بظل محمد --------------- لا أخش من ضميم وكان حماليا

فاليوم أخشع للذليل وأتقي ----------------- ضيمي وأدفع ظالمي بردائيا

فإذا بكت قمرية في ليلها ------------------ شجناً على غصن بكيت صباحياً

فلأجعلن الحزن بعدك مؤنسي ------------- ولأجعلن الدمع فيك وشاحيا

ماذا على من شم تربة أحمد --------------- أن لا يشم مدى الزمان غواليا

ولها ( عليها السلام ) :

كنت السواد لمقلتي ----------------------- يبكي عليك الناظر

من شاء بعدك فليمت --------------------- فعليك كنت أحاذر

ولها ( عليها السلام ) وقد ضمنت أبياتاً وتمثلت بها :

قد كنت لي جبلاً الوذ بظله ---------------- فاليوم تسلمني لأجرد ضاحٍ

قد كنت جار حميتي ماعشت لي ----------- واليوم بعدك من يريش جناحي

وأغض من طرف وأعلم أنه ------------- قد مات خير فوارسي وسلاحي

حضرت منيته فأسلمني العزا-------------- وتمكنت ريب المنون جواحي

نشر الغراب علي ريش جناحه ------------ فظللت بين سيوفه ورماح

إني لأعجب من يروح ويغتدي ------------- والموت بين بكورة ورواح

فاليوم أخضع للذليل وأتقي ------------------- ذلي وأدفع ظالمي بالراح

وإذا بكت قمرية شجناً بها -------------------- ليلاً على غصن بكيت صباحي

فالله صبرني على ماحل بي ------------------- مات النبي قد انطفى مصباحي

ولما دفن (ص) قالت " فاطمة " إبنته ( عليها السلام ) :

اغبر آفاق السماء وكورت ------------------- شمس النهار وأظلم العصران

فالأرض من بعد النبي كئيبة ------------------ أسفاً عليه كثيرة الرجفان

فليبكه شرق البلاد وغربها ------------------- ولتبكه مضر وكل يمان

وليبكه الطود المعظم جوه -------------------- والبيت ذو الأستار والأركان

ياخاتم الرسل المبارك ضوءه ---------------- صلى عليك منزل القرآن

وقالت ( عليها السلام ) :

اذا اشتد شوقي زرت قبرك باكياً ------------- انوح وأشكو ما أراك مجاوبي

ياساكن الغبراء غالبني البكا ---------------- وذكرك أنساني جميع المصائب

فإن كنت عن عيني في التراب مغيباً --------- فما كنت عن قلبي الحزين بغائب
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لوح فاطمة الزهراء عليها السلام معصومة اهل البيت نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها 32 23-10-2020 04:26 PM
{أقوال عن فاطمة الزهراء}عليها السلام قرة عيني رقية نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها 6 15-04-2013 12:50 PM
فضل فاطمة الزهراء( عليها السلام ) مهدية نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها 27 04-12-2012 11:50 AM


الساعة الآن 02:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir