هل المراهقة أكثر المراحل العمرية تفاؤلاً؟

[درة الشيعة]

عندما تكون المراهقة مفعمة بالحياة والحيوية، وتكون منفتحة على العالم، فهل هذا يعني أن المراهقات هن الأكثر تفاؤلاً؟ ولماذا تتمتع المراهقة بهذه الميزة التي يبحث عنها الكثير ممن هم أكبر منها سناً؟ أسئلة توجهنا بها للمراهقات، فبماذا أجبن؟

تقول خديجة، 18 سنة ونصف: «أعتقد أن الفتيات في سني، ونظراً لقلة تجاربهن وعدم دخولهن لمعترك الحياة بعد، أقل تعثراً بالمواقف المؤلمة والمزعجة التي تتراكم لدى الكبار، وقد يكون هذا هو السبب الرئيسي لتفاؤلنا، فالغالبية العظمى منا لم ترَ من الحياة جانبها المظلم والشاق بعد. ولذلك، فلماذا لا نتفاءل، ولماذا لا نسعد؟ خاصة وأننا لابد ومع مرور السنوات سنمر بعقبات ومواقف ستقلل من التفاؤل لدينا».

- وافقتها الرأي، زهرة، 17 سنة، التي قالت: «مازال الوقت مبكراً حتى نفقد التفاؤل، خاصة وأننا في فترة الربيع كما يقال، وفي الغالب فإننا في هذه المرحلة فعلاً نعيش أجمل ما في الحياة وأبهجه، فنحن لا نواجه أي مسؤوليات مجهدة أو كبيرة، وأغلب ما يواجهنا هي مشاكل بسيطة، وليست ذات صدى قوي يؤثر على نظرتنا الإيجابية للحياة، لذلك فالفتيات على الأغلب، إلا في حال الاستثناءات، هن الأكثر تفاؤلاً بالفعل».

- أما مريم، 20 سنة، فخالفتهما الرأي، وقالت: «موضوع التفاؤل ليس قاعدة يمكن تعميمها على جميع المراهقات، فهناك الكثير من الفتيات يفتقدن أبسط وأقل حقوق الحياة التي يجب أن تعيشها الفتاة في هذه السن، فأين لهذه المراهقة بالتفاؤل؟ من وجهة نظري ظروف الحياة والبيئة والأسرة كلها عوامل وعناصر مؤثرة في مدى تفاؤل الفتاة من عدمه، كما أن في ذلك أيضاً نسباً متفاوتة، ولذلك فمن تعيش حياة تمكنها من التفاؤل فهي محظوظة بالفعل».

- وكان رأي، إيمان، 15 سنة، على النحو التالي: «رغم أن التفاؤل أمر نسبي، إلا أن هناك العديد من الأمور التي تحدد ذلك، ونحن في هذه السن نتمتع بمزايا ليست دائمة دون تحمل مسؤوليات كبيرة، أو التعرض لمشاكل تؤثر على حياتنا، ولذلك فنحن متفائلات، خاصة وأن هذه السن هي أجمل ما يمكن أن نعيشه في حياتنا، وبرأيي فتضييع الوقت في هذه المرحلة العمرية بالتشاؤم سيؤثر علينا بشكل أقوى مستقبلاً، فإن لم نتفاءل قبل مشاكل ومسؤوليات الزواج، الإنجاب، الأبناء، العمل، وغيرها الكثير مما ينتظرنا، فمتى ستسنح لنا الفرصة مستقبلاً؟».

كلمة السر
نصائح للحفاظ على التفاؤل

- لا تلومي الأحداث الخارجية، أو ماضيك، على مشاكلك المعنوية، فالطبع أيضاً مسؤول عن ذلك، ولا يجدر بك تجاهله أو لومه.
- نعم تعاملي مع مزاجك بجدية، فإذا كنت تشعرين بالكآبة، أو كان مزاجك سيئاً، توقفي قليلاً للتفكير والتصرف، إذا تجاهلت هذه الحالة النفسية يحتمل أن تؤثر في نشاطك وتصرفاتك.
- لا وفي الوقت ذاته لا تتعاملي مع مزاج بجدية مفرطة، صحيح أن هناك مشكلة معينة، لكن هل تستحق كل هذا التذمر والكآبة والحزن؟ فبعض الأشخاص يعطي للمشكلة مهما كان حجمها أكثر من اللازم وأكثر مما تستدعي فعلاً.
- نعم اسألي نفسك إن كنت ترغبين فعلاً في استمرار الوضع على هذه الحال، فقد نرغب أحياناً في عيش حالة كآبة وعدم بذل أي جهد للخروج من هذا الوضع، لماذا؟ لعدم تحميل الآخرين المسؤولية أو إشراكهم في المشكلة.
- لاتحاولي تهدئة مزاجك بالتهام الكثير من الطعام والشوكولاته أو التدخين، فهذه الطريقة قد تهدئ أعصابك مؤقتاً، لكنك ستجدين لاحقاً أن معنويات أصبحت أسوأ بعدما تدركين ما الذي فعلته.
- نعم بعد كل ذلك، لملمي مشاعرك وحاولي رفع معنوياتك، يمكنك القيام بتمارين جسدية، الرياضة، إنشاء علاقات اجتماعية، القيام بنشاطات مسلية، “كالتفرغ لبعض الهوايات التي قد تستهويك” لكن إذا لم تسألي نفسك: هل توقف مزاجي السلبي أم لا؟ فقد لا تثمر جهودك بشيء.
- الخلاصة ستجدين أن السيطرة على المزاج أمر تتعلمينه بطريقة تدريجية، تماماً مثل بقية الأمور في الحياة، في البداية لا حاجة إلى الإصرار على تحسين مزاجك عند مواجهة أي مشكلة، باشري أولاً في السيطرة على المشاكل الصغيرة، وراقبي ردود فعلك وتصرفاتك مستقبلاً.

[بنت الهدى]

[درة الشيعة]

.. الله يسلمج حبيبتي ..

كل الود .. ~