نور الإمام المهدي (عج) , بقية الله , صاحب العصر و الزمان ... ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
♠ فاطمية مبتدئة ♠
![]() تاريخ التسجيل: Jun 2010
العمر: 45
المشاركات: 16
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() |
![]() { الشاهد الثالث- الإمام الحسن عليه السلام } إن الأمة التي غدرت برسول الله وأمير المؤمنين عليهم السلام لا يتوقع منها غير الغدر بمن هو من نفس السلالة النبوية وهل يرجى من هذه الأمة خير والأرض لم تنشف من دماء أولياء الله التي سفكوها ظلما وعدوانا والإمام السجاد ( ع) يبين هذا الأمر بقوله ( ما منا إلا مقتول أو مسموم ) وكان نصيب الإمام الحسن (ع) من أتباعه وأتباع أبيه المدعين للتشيع السم الذي قطع كبده والتحق بجده وأبيه وأمه شهيدا على يد امة جده التي تدعي إنها خير امة أخرجت للناس والإمام الصادق (ع) هنا يكذبهم بدعواهم تلك فقد جاء عن ابن سنان قال { قرأت على أبي عبد الله عيه السلام ( كنتم خير امة ) فقال أبي عبد الله عليه السلام خير امة تقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين ابن علي عليهم السلام فقال القارئ جعلت فداك كيف نزلت فقال ( كنتم خير أئمة أخرجت للناس ) ألا ترى مدح الله لهم ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } تفسير نور الثقلين ج 1 ص 427 أذن الأئمة هم خير الناس والناس هم شر امة أخرجت وجاء عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى { ( اصْبِرُوا ) يقول: عن المعاصي ( وصابروا ) على الفرائض (وَاتَّقُوا اللَّهَ) يقول: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر- ثم قال - وأي منكر أنكر من ظلم الأمة لنا وقتلهم إيانا (وَرابِطُوا) يقول: في سبيل الله ونحن السبيل فيما بين الله تعالى وخلقه ونحن الرباط الأدنى فمن جاهد عنا ، فقد جاهد عن النبي (صلى الله عليه وآله) وما جاء به من عند الله( لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) يقول: لعل الجنة توجب لكم إن فعلتم ذلك ونظيرها من قول الله ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِين }َ فصّلت 41: 33 - تفسير العيّاشي 1- 197-212 نفس الموقف الذي جرى على أنبياء الله عز وجل وعلى رسول الله (ص) وعلى أمير المؤمنين في خذلان الناس لهم وإعراضهم عنهم تجدد مع الإمام الحسن (ع) فقد خانوا الإمام عليه السلام الذين كانوا يدعون أنهم شيعة أبيه أمير المؤمنين (ع) وأرادوا إن يسلموه إلى عدو الله وعدو رسوله وولي الشيطان معاوية عليه اللعنة إلى ابد الآبدين وأما السبب الذي جعل الإمام الحسن عليه السلام يتنازل عن الخلافة إلى معاوية عليه اللعنة فهو نفس السبب الذي جعل أبيه أمير المؤمنين عليه السلام لم يدافع عن حقه في خلافة الأمة بعد استشهاد رسول الله (ص) ولم يجاهد الغاصبين له عليهم اللعنة عندما هاجموا داره و هو قلة عدد الأنصار وخذلان الناس له عند استلام الإمام أمر الخلافة خطب بشيعته وأتباعه للاستعداد للقتال حيث خطب فيهم عليه السلام قائلاً : { أما بعد : فان الله كتب الجهاد على خلقه وسماه كرهاً ، ثم قال لأهل الجهاد من المؤمنين ( اصبروا ان الله مع الصابرين ) فلستم أيها الناس نائلين ما تحبون الا بالصبر على ما تكرهون ، اخرجوا رحمكم الله الى معسكركم بالنخيلة حتى ننظر وتنتظروا ونرى وتروا . قال : وانه في كلامه ليتخوف خذلان الناس له . قال : فسكتوا فما تكلم منهم أحد ، ولا أجابه بحرف . فلما رأى ذلك عدي بن حاتم قام فقال : أنا ابن حاتم سبحان الله ؛ ما أقبح هذا المقام ألا تجيبون إمامكم وابن بنت نبيكم ؟؛ أين خطباء مضر الذين ألسنتهم كامخاريق في الدعة ؟؛ فإذا جد الجد فرواغون كالثعالب ، أما تخافون مقت الله ؟ ولا عيبها وعارها } هنا اسأل سؤال واحد فقط هل يعتقدون هؤلاء المتشيعة بإمامة الإمام الحسن عليه السلام أم لا إذا كانوا يعتقدون بإمامته فقد عصوا أمره ومن يعصي أمر الإمام المعصوم فقد عصا الله عز وجل ومن يعصي أمر الله عز وجل فليتبوأ مقعده في النار وبئس القرار وإما أنهم لا يعتقدون بإمامته فتلك أمر من سابقتها و جاء في ( بحار الأنوار / جزء 44 / صفحة 147والحتجاج ص 157) عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، قال: حدثني رجل منا قال: { أتيت الحسن بن علي عليهما السلام فقلت: يا ابن رسول الله صلى الله عليه واله أذللت رقابنا، وجعلتنا معشر الشيعة عبيدا ما بقي (معك) رجل، فقال: ومم ذاك ؟ قال: قلت: بتسليمك الأمر لهذا الطاغية، قال: والله ما سلمت الأمر إليه إلا أني لم أجد أنصارا، ولو وجدت أنصارا لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه، ولكني عرفت أهل الكوفة وبلوتهم، ولا يصلح لي منهم ما كان فاسدا، إنهم لا وفاء لهم ولا ذمة في قول ولا فعل، إنهم لمختلفون ويقولون لنا: إن قلوبهم معنا، وإن سيوفهم لمشهورة علينا } هل من المعقول أن يفضل الإمام المعصوم الطاغية والكافر على قوم يدعون إنهم مؤمنون وشيعة الحق لو كانوا صادقين في دعواهم فالإمام الحسن عليه السلام يفضل معاوية ابن أكلة الأكباد اللعين ابن اللعين على هؤلاء المتشيعة الذين ما انفكت عنهم صفة الغدر بأولياء الله عز وجل فبعد أن غدروا أبيه ولم يتوبوا الله عز وجل من جريمتهم ألحقوها بغدر ابنه الإمام الحسن عليهم السلام ولم تنتهي إلى هذا الحد بل تعدى إلى بقية الأئمة من إل محمد وسوف يلاقي القائم من أمثالهم اشد مما لاقى رسول الله (ص) ولكن أبا الناس إلا أن يسيروا على خطى من قبلهم من الأمم التي سبقتهم في تكذيبهم وقتلهم للأنبياء الله عز وجل و وعبادة الطواغيت والرهبان والأحبار حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة وجاء عن الصحابي الجليل حجر بن عدي انه قال للإمام الحسن عليه السلام { خرجنا من العذاب ودخلنا في الجور وتركنا الحق الذي كنا عليه ودخلنا في الباطل الذي نذمه ورضينا بالخسيسة وطلب القوم امرأ فرجعوا بما أحبوا مسرورين ورجعنا بما كرهنا راغمين } فقال الإمام الحسن عليه السلام له { ليس كل الناس على ما أحببت إني قد بلوت الناس فلو كانوا مثلك في نيتك وبصيرتك لأقدمت } إذا كان الصحابي حجر بن عدي وهو من المقربين من الإمام علي (ع) يشكك في قرارات الإمام الحسن (ع) فماذا قال عامة من يسمون أنفسهم شيعة في ذلك الوقت وأي وضع عاشه ريحانة رسول الله(ص) في ذلك الوقت إذ الذين معول عليهم مؤازرة الإمام يشككون في قراراته ولأجل هذا أقدم الإمام الحسن (ع) على هذا الأمر بعد معرفته بنوايا شيعة أبيه وشيعته ومن يدعون أنهم أنصاره خوفا على نفسه ومن بقى من أهل بيته من القتل وهذا ما وضحه في كلام له عليه السلام فقد جاء عن زيد بن وهب الجهني قال: لما طعن الحسن بن علي عليهما السلام بالمدائن أتيته وهو متوجع فقلت : ما ترى يا ابن رسول الله فان الناس متحيرون ؟ فقال: { أرى والله معاوية خيرا لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي، وأخذوا مالي، والله لأن آخذ من معاوية عهدا أحقن به دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي، وأهلي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما. فو الله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسيره أو يمن علي فتكون سبة على بني هاشم إلى آخر الدهر، ومعاوية لا يزال يمن بها وعقبه على الحي منا والميت - إلى أن قال - . فكذلك حتى يبعث الله رجلا في آخر الزمان وكلب من الدهر، وجهل من الناس يؤيده الله بملائكته، ويعصم أنصاره، وينصره بآياته، ويظهره على } بحار الأنوار - ج 44- ص22 أقول هذا حال الشيعة الذين شاهدوا حجج الله بأم أعينهم وعاشوا معهم في نفس المكان والزمان هكذا كانت أفعالهم فكيف بالناس اليوم وكيف بهم عند ظهور الإمام المهدي عليه السلام بماذا سيواجهونه وماذا سيفعلون له لا أتصور أن يكون موقفهم مشرف أو أفضل من موقف الذين سبقوهم بل سيكون موقفهم مخزي وغير أخلاقي بل سيكونون اشد عداوة للإمام من الذين اذووا أل محمد وقتلوهم من قبل وكيف لا والإمام الصادق عليه السلام تنبأ بأفعالهم قبل أكثر من ألف سنة وشابه بين أناس ذلك الزمان والناس في زمان المهدي عليه السلام فانظر عزيزي المؤمن إلى الضيم الذي سيلاقيه الإمام الحجة عليه السلام فقد قال عليه السلام { إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس اشد مما استقبل رسول الله (ص) من جهال الجاهلية . فقلت وكيف ذلك ؟ قال إن رسول الله (ص) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة وان قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله ويحتج عليه به . ثم قال (ع) : أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم ، كما يدخل الحر و القر } غيبة النعماني ص159 إذا كان الناس في زمان الإمام الحسن وزمان الإمام الحسين عليهم السلام بهذه الوحشية والقساوة والانحطاط الأخلاقي والفكري والديني فأن الناس في أخر الزمان سيكونون اشد من الذين عاصروا الأئمة بأضعاف المرات في الخسة والنذالة والطغيان فقد حاء عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال : { إن القائم يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله صلى الله عليه وآله ، لأن رسول الله أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة الخشبة المنحوتة ، وأن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه} (البحار:52/363 وورد أيضا عنه عليه السلام { فإذا هو قام بنشرها فلم يبق فلم يبق في الشرق والغرب احد إلا لعنها} غيبة النعماني وعن أبي عبد الله (ع)، إنه قال: { مع القائم (ع) من العرب شئ يسير. فقيل له: إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير. قال: لابد للناس من أن يُميّزوا ويغربلوا، وسيخرج من الغربال خلق كثير} (غيبة النعماني) (212) ولا يصف أمر أل محمد إلا الشيعة وهم من يقولون بغيبة الإمام المهدي عليه السلام وعن أبي جعفر (ع): { لتُمحصنّ يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين، وإن صاحب العين يدري متى يقع الكحل في عينه ولا يعلم متى يخرج منها، وكذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا، ويمسي وقد خرج منها، ويمسي على شريعة من أمرنا، ويصبح وقد خرج منها} (غيبة النعماني214) وأكيد إن أكثر الشيعة سوف يخرجون من دائرة التشيع بسبب ضعف إيمانهم وعدم طاعتهم للإمام عليه السلام وحبهم للدنيا وزخرفها وطاعتهم لفقهاء السوء { الشاهد الرابع - الإمام الحسين عليه السلام } ماذا أقول في أناس يدعون إنهم مؤمنون ويتلذذون بسفك دماء أولياء الله الصالحين وأي كلمات عساها إن كتبتها تستوعب كل جرائمهم بحق ريحانة رسول الله (ص) والذي تتفطر منه السموات السبع إن الذين قتلوا الإمام الحسين (ع) ليس الروم أو الفرس أو اليهود بل شيعته ومحبيه وأنصاره كما يدعون وشيعة أبيه السباقون إلى قتل الإمام (ع) فهل من المعقول إن المؤمنين في ذلك الزمان لا يتجاوز عددهم الثلاثة والسبعين إذن أين باقي المسلمين الذين يبلغ عددهم مئات الألف وإذا أردنا أن نعرف عدد الناجين من النار بعد استشهاد السبعين فسوف تستغرب من العدد فقد جاء عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال { ارتد الناس بعد الحسين عليه السلام إلا ثلاثة: أبو خالد الكابلي ويحيى ابن أم الطويل وجبير بن مطعم ثم إن الناس لحقوا وكثروا وكان يحيى ابن أم الطويل يدخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ويقول - كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء - } ألمجلسي في كتاب البحار ج11 ص42 ليس بغريب على المسلمون أن يناصروا الباطل ويحاربوا الحق مجتمعين فقد فعلها أبائهم وأجدادهم برسول الله وأمير المؤمنين وبالحسن عليهم السلام من قبل فهنا يصور الإمام الصادق عليه السلام هذه المأساة بصورة واضحة لا تحتاج إلى إمعان فقد قال عليه السلام لسنان عندما سأله سنان عن آية ( كنتم خير امة ) { فقال أبي عبد الله عليه السلام خير امة تقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين ابن علي عليهم السلام فقال القارئ جعلت فداك كيف نزلت فقال ( كنتم خير أئمة أخرجت للناس ) ألا ترى مدح الله لهم ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } تفسير نور الثقلين ج 1 ص 427 أرسل الشيعة في العراق للإمام الحسين عليه السلام أكثر من عشرة ألاف رسالة يقولون فيها أقدم فنحن لك جندا مجندة وان لم تقدم فسوف نشكوك إلى الله والى رسول الله(ص) والى أبيك أمير المؤمنين (ع) والى أمك الزهراء (ع) فقد ودر في كتاب كلمات الإمام الحسين عليه السلام ص -360-361- { بسم الله الرحمن الرحيم للحسين بن علي، من شيعته من المؤمنين والمسلمين، أما بعد: فحي هلا، فإن الناس ينتظرونك، ولا رأي لهم في غيرك، فالعجل العجل والسلام عليك } وكتب شبث بن ربعي وحجار بن أبجر ويزيد بن الحارث بن يزيد بن رويم وعزره بن قيس، وعمرو بن الحجاج الزبيدي ومحمد بن عمر التميمي { أما بعد فقد اخضر الجنان، وأينعت الثمار، وطم الجمام، فإذا شئت فأقدم على جند لك مجند، والسلام عليك } كلمات الإمام الحسين (ع) ص 312 هنا أنصار الإمام الحسين عليه السلام وشيعته يحثونه على القدوم إلى الكوفة ويقولون أنهم له جندا مجندة لكن ماذا حصل بعد ذلك هذا ما سنتحدث عنه في هذه السطور جاء هاني بن هاني وسعيد بن عبد الله إلى الإمام عليه السلام وقرءا كتاب أهل الكوفة قال الإمام الحسين عليه السلام لهانئ وسعيد بن عبد الله الحنفي: (خبراني من اجتمع على هذا الكتاب الذي كتب معكما إلي) فقالا: يا أبا عبد الله ! اجتمع عليه شبث ابن ربعي، وحجار بن أبجر، ويزيد بن الحارث، ويزيد بن رويم، وعروة بن قيس، وعمرو بن الحجاج، ومحمد بن عمير بن عطارد. قال: فعندما قام الحسين عليه السلام فتطهر وصلى ركعتين بين الركن والمقام، ثم أنفتل من صلاته، وسأل ربه الخير فيما كتب إليه أهل الكوفة، ثم جمع الرسل فقال لهم: { إني رأيت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله في منامي وقد أمرني بأمر وأنا ماض لأمره، فعزم الله لي بالخير، إنه ولي ذلك، والقادر عليه إن شاء الله تعالى } { كتابه عليه السلام لأهل الكوفة } ثم كتب مع هاني السبيعي، وسعيد بن عبد الله الحنفي - وكانا آخر الرسل -: { بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن على، إلى الملاء من المؤمنين والمسلمين، أما بعد: فان هانئا وسعيدا قدما علي بكتبكم وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم، ومقالة جلكم: إنه ليس علينا إمام فأقبل، لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى والحق. وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل وأمرته أن يكتب إلي بحالكم وأمركم ورأيكم } كلمات الإمام الحسين (ع) ص (313) فبعد هذه الكتب التي وصلت إلى الإمام الحسين (ع) وحتى لا تكون الحجة للناس على الله عز وجل ويقولون يوم القيامة ربنا أرسلنا إلى وليك إن أقدم ألينا ولم يقدم‘ فتكون الحجة عند ذلك لهم لا عليهم ويكون المقصر هو الإمام الحسين (ع) لا هم إذا لم يقدم عليهم ولأجل ذلك قدم الإمام الحسين (ع) إلى العراق وهو يعلم بغدرهم ونفاقهم من قبل بابيه وأخيه ولكن لأجل قيام الحجة عليهم : وبعد مدة قليلة من وصول رسائلهم بدأت بوادر الغدر والنفاق تظهر بغدر شيعة الكوفة لسفير الإمام الحسين (ع) مسلم ابن عقيل (ع) فبعد إن صلى بهم وهم ألوف إذ التفت خلفه بعد صلاته لم يجد أحدا خلفه من الشيعة أصحاب الرسائل وبدا يسير في سكك الكوفة وحيدا غريبا ولم ينصر رجال أهل الكوفة مسلم بن عقيل (ع) إلا امرأة وقفت موقف لم يقفه أشباه الرجال من الكوفيين وبعد مدة قليلة من دخوله الكوفة امسكوا به وقتلوه ورموه من فوق قصر ابن زياد عليه اللعنة وبعد إن استعلم الإمام الحسين جماعة أتت من الكوفة فقال { أخبروني خبر الناس وراءكم } فقال له مجمع بن عبد الله العائذي - وهو أحد النفر الأربعة الذين جاءوه- { أما أشراف الناس فقد أعظمت رشوتهم وملئت غرائزهم، يستمال ودهم ويستخلص به نصيحتهم، فهم ألب واحد عليك ! وأما سائر الناس بعد، فان أفئدتهم تهوي إليك وسيوفهم غدا مشهورة عليك } فبعد الذي سمعه من الجماعة عن حال شيعته وشيعة أبيه المكاتبين له وعلم خبر مسلم عليه السلام أراد الرجوع من حيث أتى فليس هناك من داعي للذهاب بعد الذي جرى من الغدر ونكث البيعة وقال في كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة قبل مجيئه إليهم { وان كنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي جئت منه إليكم } كتاب كلمات الإمام الحسين عليه السلام ورام الإمام أن ينصرف إلى المكان الذي جاء منه فمنعه الحرّ فقال له الإمام عليه السلام{ ثكلتك أمك ما تريد ؟ قال له الحر: إما لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل الحال التي أنت عليها ما تركت ذكر أمه بالثكل كائنا من كان ولكن والله مالي إلى ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن ما نقدر عليه، فقال له الحسين عليه السلام: فما تريد قال: أريد أن انطلق بك إلى الأمير عبيد الله، قال: إذا والله لا أتبعك قال: إذا والله لا أدعك فترادا القول ثلاث مرات، فلما كثر الكلام بينهما قال له الحر: أنى لم أومر بقتالك إنما أمرت أن لا أفارقك حتى أقدمك الكوفة } كلمات الإمام الحسين عليه السلام ص (359 ) وبعد ذلك أتت الجيوش من كل حدبا وصوب لقتل ابن بنت رسول الله (ص) ولم ينصره من عشرات الألوف الذين كاتبوه سوى سبعين ونيف ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم { الشاهد الخامس – إعراض الناس عن الأئمة من أل محمد عليهم السلام } إن المسلمين الخاص منهم والعام بعد أن خذلوا الإمام الحسين (ع) وقتلوه انسلخوا من الإسلام تماما وارتدوا عنه إلى أودية الكفر الشرك والنفاق ولم ينجي من الانزلاق في هاوية جهنم إلا ثلاثة فقط لا غير فقد جاء عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال : { ارتد الناس بعد الحسين عليه السلام إلا ثلاثة: أبو خالد الكابلي ويحيى ابن أم الطويل وجبير بن مطعم ثم إن الناس لحقوا وكثروا وكان يحيى ابن أم الطويل يدخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ويقول: { كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء } ألمجلسي في كتاب البحار ج11 ص42 ووصف أمير المؤمنين عليه السلام بدقة المرحلة التي تلت استشهاد الإمام الحسين عليه السلام ومصير الشيعة بعد استشهاده فقال ها { فو الذي نفس علي بيده لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسين ابني في ضلال وظلم وعسف وجور و اختلاف في الدين، وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه، وإظهار البدع، وإبطال السنن، واختلال وقياس مشتبهات وترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام و تدخل في العمى والتلدد والتكسع - إلى أن قال - فلا تزال هذه الأمة جبارين يتكالبون على حرام الدنيا، منغمسين في بحار الهلكات، و في أودية الدماء، حتى إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس } (بحار الأنوار- ج 28 – ص 70 ) والإمام يقصد بكلامه من يدعون أنهم شيعة الذين خانوا الإمام الحسين (ع) وقتلوه وإلا فان أتباع الخلفاء وأتباع الأمويين هم في ضلال واختلاف دخلوا فيه مباشرة بعد رحيل رسول الله (ص) حينما تركوا أمير المؤمنين وبايعوا غيره وهذا واضح في كلام الإمام الباقر (ع) { كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا ثلاثة ، فقلت : ومن الثلاثة ، فقال : المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي ثم عرف الناس بعد يسير ، وقال : هؤلاء الذين دارت عليم الرحى وأبوا أسن يبايعوا حتى جاؤا بأمر المؤمنين عليه السلام مكرها فبايع وذلك قول الله عز وجل ( وما محمد إلا سول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } بحار الأنوار ج28/236 ح 22 وإما موقف أل محمد (ع) بعد مقتل الإمام الحسين (ع) فقد بين الأئمة عليهم السلام في كثير من كلامهم أنهم لم يجدوا عدد قليل من الأنصار ممن يثقوا بهم وبدينهم ( مع كثرة المدعين أنهم شيعة في زمانهم) للقيام بدورهم الذي أراده الله عز وجل لهم لهداية البشر إلى الصراط المستقيم ولإقامة العدل وإنهاء الظلم والجور وأقامت حدود الله في الأرض ولكي ينهضوا بالإسلام بعد إن هدمه المسلمون أنفسهم حتى وصل الحال بالإمام الصادق (ع) أن يقول بمرارة { لوا كان لدي ثلاثة يكتمون حديثي ما استحللت كتمان حديث } وليس من المستغرب على هذه الأمة التي تدعي الموالاة لإل محمد (ع) إن لا يجد الإمام فيهم ثلاثة مؤمنين يثق بهم وبدينهم مع كثرتهم لكي يبث علوم الدين والأحكام فقط وليس لكي يقاتل بهم هم قد خانوا رسول الله (ص) وخانوا أمير المؤمنين وخانوا الإمام الحسن وخانوا الإمام الحسين عليهم السلام من قبل وخانت الأمم من قبلهم الأنبياء والرسل والله عز وجل يقول في كتابه العزيز { وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ } هود: (40) { فأبى أكثر الناس إلا كفورا } سورة الفرقان (50) فما كان من أل محمد (ع) بعد أن عرفوا نوايا القوم وسرائرهم التي أظلمت من النفاق وسفك دماء الأولياء إلا الجلوس في بيوتهم واستعمال التقية في أقصى درجاتها لم يكن في الأمة أي أمل فقد استسلموا للشيطان وباعوا أخرتهم بدنياهم وبعد أن امتحنوهم الأئمة (ع) أكثر من مرة لم يجدوا فيهم خير أبدا وستبقى هذه الأمة التي تدعي الإسلام والتشيع لمحمد وال محمد أسيرة غضب الله عز وجل وأسيرة الجهل والشرك والانحرافات إلى بقيام الإمام المهدي (ع) فقد وصف رسول الله (ص) المراحل التي ستمر على أهل بيته من ظلم الخاص والعام لهم وعدم نصرتهم وإعانة الذين يدعون إنهم أنصارهم للظلمة والغاصبين لحقهم ووصف المراحل التي ستمر على الناس من رجوعهم إلى الجاهلية من جديد وتركهم الحجج الذين نصبهم الله عز وجل لهم وإطاعة للطواغيت ولفقهاء السوء أكثر من طاعتهم لإل محمد عليهم السلام الذين أمر الله بطاعتهم وعدم مخالفتهم وفي هذا الحديث الشريف التفصيل ورد في كتاب عصر الظهور للشيخ علي الكوراني عن عبد الله بن مسعود قال: { أتينا رسول الله صلى الله عليه وآله فخرج إلينا مستبشرا يعرف السرور في وجهه ، فما سألناه عن شئ إلا أخبرنا به ، ولا سكتنا إلا ابتدأنا ، حتى مرت فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين ، فلما رآهم التزمهم وانهملت عينا ! فقلنا يا رسول الله ، ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه ! فقال إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريدا وتشريداً في البلاد ، حتى ترتفع رايات سود في المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه ، ثم يسألونه فلا يعطونه ، فيقاتلون فينصرون ! فمن أدركه منكم ومن أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبوا على الثلج ، فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، فيملك الأرض ، فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً } ولبيان المراحل التي عاشوها أل محمد بعد الإمام الحسين عليه السلام أكثر فالنقرء كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) أنه قال يوما لحذيفة بن اليمان { يبن اليمان - إلى أن قال - قال لي رسول الله (ص) يا علي كم في ولدك من ولد فاضل يقتل و الناس قيام ينظرون لا يغيرون ! فقبحت امة ترى أولاد نبيها يقتلون ظلما وهم لا يغيرون إن القاتل والآمر والشاهد الذي لا يغير كلهم في الإثم واللعان سواء مشتركون يا ابن اليمان إن قريشا لا تنشرح صدورها ولا ترضى قلوبها ولا تجرى ألسنتها ببيعة علي وموالاته إلا على الكره والعمى والصغار، يا ابن اليمان ستبايع قريش عليا ثم تنكث عليه وتحاربه وتناضله وترميه بالعظائم، وبعد علي يلي الحسن وسينكث عليه، ثم يلي الحسين فتقتله امة جده، فلعنت أمة تقتل ابن بنت نبيها ولا تعز من امة، ولعن القائد لها والمرتب لفاسقها، فو الذي نفس علي بيده لا تزال هذه الامة بعد قتل الحسين ابني في ضلال وظلم وعسف وجور و اختلاف في الدين، وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه، وإظهار البدع، وإبطال السنن، واختلال وقياس مشتبهات وترك محكمات حتى تنسلخ من الاسلام و تدخل في العمى والتلدد والتكسع - إلى أن قال - فلا تزال هذه الأمة جبارين يتكالبون على حرام الدنيا، منغمسين في بحار الهلكات، و في أودية الدماء، حتى إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس } (بحار الأنوار- ج 28 – ص 70 ) يجب أن اعلق على هذا الكلام الذي تهتز له الجبال الرواسي إن النبي الأكرم يقول إن القاتل والأمر والشاهد في اللعن سواء مما يعني إن الذين عاصروا الأئمة (ع) ولم ينصروهم فمصيرهم النار وان كانوا يوالون إل محمد ويدعون التشيع وتأريخ المعاصرين للائمة حافل بمواقفهم المحايدة والمخزية بل المؤيدة للباطل بالقلب واللسان واليد وعلى سبيل المثال نأخذ إتباع أمير المؤمنين (ع) في الكوفة فقد ضاق الإمام بهم وبأفعالهم ذرعا مما دعاه أن يدعوا عليهم في كل موقف ومحفل حتى قال مقوله المشهورة بحق المنتحلين مشايعته { ملئتم قلبي قيحا } |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
♠ فاطمية مبتدئة ♠
![]() تاريخ التسجيل: Jun 2010
العمر: 45
المشاركات: 16
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() |
![]() وأما الإمام الحسن (ع) فكاد شيعته أن يسلموه إلى الملعون معاوية مما حدا به أن قال لهم { أرى والله معاوية خيرا لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي، وأخذوا مالي، والله لأن آخذ من معاوية عهدا أحقن به دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي، وأهلي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما } وأما الإمام الحسين (ع) فحدث ولا حرج فبعد أن أغروه بكتبهم قالوا ليزيد نحن نكفيك ذبح ابن فاطمة الزهراء وابن حبيب رب العالمين أنت ابق في مكانك ونحن نأتيك برأسه قبل أن يرتد إليك طرفك إما حال الناس في زمن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام على سبيل الأمثال فليس الحال بمختلف عن الذين سبقوهم بمعارضة الحق والركون إلى الدنيا وغدرهم بأهل بيت النبوة (ع) فلقد قال عباد البصري للإمام علي بن الحسين عليهما السلام في طريق مكة { يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته، وأقبلت على الحج ولينه، وان الله عز وجل يقول: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً ) فقال الإمام : أتم الآية ، فقال: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ ) إلى قوله تعالى ((وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)) فقال الإمام إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج } وسائل الشيعة كتاب الجهاد باب 12، ح3 هذه اللوعة وهذا الألم الذي يعيشه الإمام السجاد (ع) من قلة المخلصين كانت المشكلة لجميع الأئمة من أل محمد (عليهم السلام) بل المشكلة لجميع الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام ) وهنا وصفهم الإمام وصفا دقيقا في موسم الحج فقد روي عن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام قال وهو واقف بعرفات للزهري: { كم تقدر من الناس ههنا ؟ قال الزهري : أقدر أربعة إلف ألف وخمسمائة ألف كلهم حجاج قصدوا الله بأموالهم ويدعونه بضجيج أصواتهم فقال له: يا زهري ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج فقال الزهري: كلهم حجاج أفهم قليل ؟ فقال: يا زهري ادن إلى وجهك، فأدناه إليه فمسح بيده وجهه ثم قال: انظر فنظر إلى الناس قال الزهري - فرأيت أولئك الخلق كلهم قردة لا أرى فيهم إنساناً إلا في كل عشرة ألف واحد من الناس. ثم قال لي: ادنِ يا زهري، فدنوت منه فمسح بيده وجهي ثم قال: انظر فنظرت إلى الناس قال الزهري: فرأيت أولئك الخلق كلهم خنازير. ثم قال لي: ادن إلي وجهك فأدنيت منه فمسح بيده وجهي فإذا هم كلهم ديبه إلا تلك الخصايص من الناس النفر اليسير فقلت: بأبي وأمي أنت يا ابن رسول الله قد أدهشتني آياتك وحيرتني عجائبك قال: يا زهري ما الحجيج من هؤلاء إلا النفر اليسير الذين رأيتهم بين هذا الخلق الجم الغفير ثم قال لي: امسح يدك على وجهك ففعلت فعاد أولئك الخلق في عيني أناسا كما كانوا أولا. ثم قال لي: من حج ووالى موالينا وهجر معادينا ووطن نفسه على طاعتنا ثم حضر هذا الموقف مسلما إلى الحجر الأسود ما قلده الله من أمانتنا ووفيا بما ألزمه من عهودنا فذلك هو الحاج والباقون هم من قد رأيتهم، يا زهري حدثني أبي، عن جدي رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال: ليس الحاج المنافقون المعاندون لمحمد وعلي } بحار الأنوار / جزء 96 / صفحة (258) وفي موقف أخر يكشف حال الناس في زمانهم (عليهم السلام ) قال عليه السلام لشيعة الكوفة { هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخَدَعْتُموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق ، ثم قاتلتموه وخَذَلْتموه ؟ بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، يقول لكم : قاتلتُم عِتْرَتي ، وانتهكتُم حُرْمَتي ، فلستم من أمتي } الاحتجاج وقال أيضاً عنهم { إن هؤلاء يبكون علينا ، فَمَنْ قَتَلَنا غيرُهم } الاحتجاج 2/29 إما معدن الناس في زمن الإمام الباقر عليه السلام فقد قال في وصفهم { لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكاً ، والربع الآخر أحمق } رجال الكشي ص 79 وقال عليه السلام في موقف أخر لجابر ( ض) مبين له من هو الشيعي الحقيقي ومبدد الوهم الكبير الذي توهمه الكثير من الذين يدعون أنهم شيعة قولا بلا فعل كما هو حاصل اليوم من أكثر المدعين أنهم شيعة قال الإمام الباقر (عليه السلام ) { يا جابر أيكتفي من انتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت فو الله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القران وكف الألسن عن الناس إلا من خير وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء قال جابر فقلت يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة فقال يا جابر لا تذهبن بك المذاهب حسب الرجل أن يقول أحب علياً وأتولاه ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا فاتقوا الله واعلموا لما عند الله ليس بين احد قرابة أحب العباد إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته يا جابر والله ما يتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة وما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد من حجة من كان لله مطيعاً فهو لنا ولي ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدوّ وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع } الكافي ج2ص75 وفي موضع أخر جاء رجل للإمام الصادق عليه السلام يقول له أنا من شيعتك فانظر ما كان جواب الإمام الصادق (ع) له وعن الشيعة الكثيرون انه دخل عليه بعض أصحابه ، فقال له { جعلت فداك إني والله احبك وأحب من يحبك ، ياسيدي ما أكثر شيعتكم . فقال له: اذكرهم .قال كثير . فقال: تحصيهم؟ فقال: هم أكثر من ذلك . فقال أبو عبد الله(عليه السلام) :أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون ، ولكن شيعتنا من لايعدو صوته سمعه ، ولا شحناؤه بدنه، ولا يمدح بنا معلناً ، ولا يخاصم بنا قالياً ولا يجالس لنا عائباً ولا يحدث لنا ثالباً ولا يحب لنا مبغضاً ولا يبغض لنا محباً . فقلت : فكيف اصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون؟ فقال: فيهم التمييز وفيهم التمحيص وفيهم التبديل ، يأتي عليهم سنون تقيهم وسيف يقتلهم واختلاف يبددهم . إنما شيعتنا من لا يهر هرير الكلب ولا يطمع طمع الغراب ولا يسأل الناس بكفه وإن مات جوعاً . قلت :جعلت فداك ، فأين اطلب هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة ؟ فقال : اطلبهم في أطراف الأرض أولئك الخفيض عيشهم ، المتنقلة دارهم ، الذين إن شهدوا لم يعرفوا ، وان غابوا لم يفتقدوا ، وأن مرضوا لم يعادوا ، وان خطبوا لم يزوجوا ، وان ماتوا لم يشهدوا ، أولئك الذين في أموالهم يتواسون وفي قبورهم يتزاورون ولا تختلف أهواؤهم وان اختلفت بهم البلدان } غيبة النعماني ظن السائل والظن لا يغني من الحق شيئاً إن كل من قال أنا شيعي فقد نجا من النار ودخل الجنة رغم أنوف الكل ولكن تفاجئ بكلام الإمام الصادق عليه السلام الصارم والحق بان أكثر هؤلاء الذين يقولون إنهم شيعة سوف يسقطون في الفتن والامتحانات إلى الهاوية وقال الإمام ملاحظة مهمة جدا وهي قوله ( أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون) مما يعني لو كان فيكم ثلاثمائة مؤمنين صادقين لظهر قائم أل محمد (ع) وتكون النتيجة ليس هناك في العشرات الألوف من المتشيعة هذا العد القليل جدا وهذه القاعد التي وضعها الإمام الصادق (ع) لخروج الإمام المهدي سارية المفعول إلى زماننا هذا فلوا كان في الشيعة عامتهم وخاصتهم وفقهائهم هذا العدد من المؤمنين لخرج قائم إل محمد (ع) لكن مع الأسف لا يوجد مؤمنين في المدعين التشيع هذا العدد المشروط من قبل الله والإمام الصادق (ع) إما إذا لم يكتمل هذا العدد فان الإمام لا يخرج أبدا حتى يتوفر هذا العدد من الشيعة الحقيقيين بل والله لو كان للإمام الصادق سبعة عشر من الشيعة الحقيقيين من الكثرة من المدعية لقام بالسيف فقد جاء عن سدير الصيرفي عن أبي عبد الله(ع) قال { والله يا سدير لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ما وسعني القعود ونزلنا وصلينا فلما فرغنا من الصلاة عطفت على الجداء فعددتها فإذا هي سبعة عشر } فهذا أمير المؤمنين علي عليه السلام لو كان له عشرون شيعي قولا وفعلا لما جرى ما جرى من غصب الخلافة وحرق دار الزهراء وضربها بيد الزنديق الملعون عمر ابن الخطاب وهو قوله عليه السلام { اللهم إنك تعلم أن النبي الأمي - صلى الله عليه وآله - قال لي: إن تموا عشرين فجاهدهم، وهو قولك في كتابك ( فإن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ) اللهم إنهم لم يتموا - حتى قالها ثلاثا - ثم انصرف } ( الاختصاص – أبي عبد الله محمد بن نعمان العكبرى البغدادي ص ( 186 ) حديث سقيفة بني ساعده ) بل حتى الإمام الحسن لو كان له عدد قليل من الشيعة الحقيقيين لما تنازل عن الخلافة لمعاوية عليه اللعنة ابد الآبدين فقد جاء في ( بحار الأنوار / جزء 44 / صفحة 147والحتجاج ص 157) عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، قال: حدثني رجل منا قال: { أتيت الحسن بن علي عليهما السلام فقلت: يا ابن رسول الله صلى الله عليه واله أذللت رقابنا، وجعلتنا معشر الشيعة عبيدا ما بقي (معك) رجل، فقال: ومم ذاك ؟ قال: قلت: بتسليمك الأمر لهذا الطاغية، قال: والله ما سلمت الأمر إليه إلا أني لم أجد أنصارا، ولو وجدت أنصارا لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه، ولكني عرفت أهل الكوفة وبلوتهم، ولا يصلح لي منهم ما كان فاسدا، إنهم لا وفاء لهم ولا ذمة في قول ولا فعل، إنهم لمختلفون ويقولون لنا: إن قلوبهم معنا، وإن سيوفهم لمشهورة علينا } و جاء في( كتاب انساب الأشراف 1- 238) إن الصحابي الجليل حجر بن عدي قال للإمام الحسن عليه السلام { خرجنا من العذاب ودخلنا في الجور وتركنا الحق الذي كنا عليه ودخلنا في الباطل الذي نذمه ورضينا بالخسيسة وطلب القوم أمرا فرجعوا بما أحبوا مسرورين ورجعنا بما كرهنا راغمين} فقال الإمام الحسن عليه السلام له { ليس كل الناس على ما أحببت إني قد بلوت الناس فلو كانوا مثلك في نيتك وبصيرتك لأقدمت } وهذا حال أل محمد عليهم السلام إلى خروج القائم عليه السلام لا يرفعون السيف لقلة المؤمنين في زمانهم فمنهم من لم ينصره في زمانه سوى سبعة وباقي الناس أعدائه ومنهم من يريد ثلاثة فقط يثق بهم لا يجد ومنهم من يقول لو كان لي عدد قليل من الأنصار لحاربت ليلي ونهاري ومنهم من كتب له من يسمون أنفسهم شيعته وشيعة أبيه عشرات الآلاف من الكتب لم يصدق منهم سوى سبعون ونيف ومنهم ومنهم ومنهم حتى يقوم القائم من إل محمد بابي هو وأمي ومالي ولدي ونفسي وكل ما املك فقد ورد ما يفيد المقام إن الإمام الصادق عليه السلام انه قال { كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله } 295 روى الكلينى في الكافي ( 8 / 11 ) وذكر هذه الرواية الحر العاملى في وسائل الشيعة {مثل من خرج منا أهل البيت قبل قيام القائم عليه السلام مثل فرخ طار ووقع من وكره فتلاعبت به الصبيان } روى النورى الطبرسى في مستدرك الوسائل (2 / 248 ) ط دار الكتب الإسلامية طهران عن أبى جعفر عليه السلام قال { يا سدير ألزم بيتك و كن حلسا من احلاسه و اسكن ما سكن الليل و النهار فإذا بلغك إن السفياني قد خرج فارحل ألينا و لو على رجلك } { ومن المعلوم إن السفياني عليه اللعنة يخرج مع القائم عليه السلام والإمام الباقر أمر الشيعة في ذاك الزمان بالجلوس في البيوت وعدم الخروج على الظلمة والطواغيت حتى خرج السفياني الملعون ويدلل هذا المنع من قبل الإمام الباقر { ع } على أمر مهم هو إن الناس مع الدنيا ومع الباطل ومع إبليس اللعين إلى قيام القائم ولا يوجد في صفوف الشيعة على كثرتهم على مر الأزمنة التي توالت بعد الإمام الباقر عليه السلام العدد المشروط لظهور الإمام المهدي عليه السلام وهو الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ { ثلاثة مائة وثلاثة عشر } الموصوفين في كلام العترة الطاهرة ولا بأس بذكر الرواية كاملة فقد قال الإمام الباقر عليه السلام { إِذَا اجْتَمَعَ لِلْإِمَامِ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلاثُمِائَةٍ وَ ثَلاثَةَ عَشَرَ وَجَبَ عَلَيْهِ الْقِيَامُ وَ التَّغْيِير } مستدركالوسائل 28- 78 وعند اقتراب الظهور المقدس للإمام المهدي عليه السلام سينتبه عدد قليل من المؤمنين بتسديد الله والإمام المهدي عليه السلام على الخدعة التي حاكها إبليس اللعين وأتباعه من فقهاء السوء والتي مفادها { إن لغيبة الإمام المهدي فوائد للشيعة وان سبب غيبته ليس بأيدينا بل هو راجع لله ولا يجوز أن نفكر بسبب الغيبة وإنما فقط علينا أن نجلس في الجوامع والحسينيات ونقرأ أدعية الندبة والافتتاح وباقي الأدعية التي تخص الفرج للإمام المهدي } وعند انتباه القلة المؤمنة من الغفلة المفتعلة من قبل إبليس اللعين وفقهاء السوء على مر القرون التي تلت الغيبة سيعلمون جيداً إن سبب غيبة إمامهم ذنوب الناس و ظلم الناس وركونهم إلى الدنيا وتركهم أل محمد طيلة هذه القرون واستبدال بأل محمد حفنة من الفقهاء الخونة الذين غيروا دين الله عز وجل : و في الصحيفة السجادية الكاملة ص 16 ط دار الحوراء بيروت عن أبى عبد الله عليه السلام قال { ما خرج و لا يخرج منا أهل البيت إلى قيام قائمنا احد ليدفع ظلما أو ينعش حقا إلا اصطلته البلية و كان قيامه زيادة في مكروهنا و شيعتنا } وجاء في كتاب الملاحم والفتن لابن طاووس رحمه الله في ص (101 ) الباب السادس والثلاثون في نهي أمير المؤمنين عليه السلام أولاده أن يخرج منهم قبل المهدي عليه السلام وان من خرج منهم قبله فإنما هو جزور قال حدثنا أبو سهل قال حدثنا محمد بن عبد الوهاب عن عبد الحميد عن عبد الله بن عبد العزيز قال : قال لي علي ابن أبي طالب (ع )وخطب في الكوفة فقال { أيها الناس ألزموا الأرض من بعدي وإياكم والشذاذ من أل محمد فانه يخرج شذا ذال محمد فلا يرون ما يحبون لعصيانهم أمري ونبذهم عهدي وتخرج راية من ولد الحسين تظهر بالكوفة بدعامة أمية ويشمل الناس البلاء ويبتلى الله خير الخلق حتى يميز الخبث من الطيب ويتبرأ الناس بعضهم من بعض ويطول ذلك حتى يفرج الله عنهم برجل من أل محمد ومن خرج من ولدي فعمل بغير عملي وسار بغير سيرتي فانا منه بريء وكل من خرج من ولدي قبل المهدي فإنما هو جزور وإياكم والدجالين من ولد فاطمة فان من ولد فاطمة دجالين ويخرج دجال من دجلة البصرة وليس مني وهو مقدمة الدجالين كلهم } انتهى المستوى الرابع والحمد لله ( المستوى الخامس - الروايات الدالة على إن سبب الغيبة هو إعراض الناس عن الإمام (ع) وقلة عدد أنصاره ) لا يخفى على كل مسلم إن الله عز وجل لا يظلم أحدً ولا يحب الظلم ولا يأمر به بل على العكس من ذلك إن الله عز وجل يأمر بالعدل والإحسان وان مقتضى رحمته أن لا يترك الناس يسلكون طرق الضلال ومن ثمة يدخلون إلى النار فليس لذلك خلقهم بل يريد لهم الخير والصلاح في الدنيا والآخرة ولأجل ذلك أرسل أكثر من مائة ألف نبي ومرسل وورد في الروايات المأثورة أن بني إسرائيل كانوا يقتلون كل يوم سبعين نبي ولم يكن هذا العدد من الأنبياء والرسل إلا لأجل إن يرشدوا الناس إلى الخير والصلاح في الدنيا والآخرة إذ أطاعوه لكن ماذا كان جواب الناس لرسل الله عز وجل إلا القتل والتكذيب والتنكيل فهل يستحق مثل هؤلاء الناس هذه النعمة الكبيرة وأقصد نعمة الحجج الذين يسلكون بالناس طريق الخير وطريق الجنة بل من غير المعقول أن يثاب المجرم ولا يعاقب فهنا ستقلب الموازين ولا يبقى مكان للعدل إذا جرة مساواة من يشكر النعمة ومن يكفر بها إن سبب غيبة الحجج والأنبياء عن الناس يعود إلى عدم استحقاق الناس لهذه النعمة العظيمة وبطبيعة الحال فان ظهور الحجة أو غيابه عن الخلق يعتمد على أمر مهم إلا وهو الاستحقاق فإذا كان الناس مستحقين لهذه النعمة فسيظهرها الله لهم أما إذا كانوا غير مستحقين لها فسيرفعها عنهم ومن المعلوم إن اكبر نعمة انزلها الله على الخلق هي نعمة الإمام فقد جاء في كتاب الكافي ( ص - 217) عن الاصبغ بن نباته قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):{ ما بال أقوام غيروا سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعدلوا عن وصيه؟ لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب، ثم. تلا هذه الآية: ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) إبراهيم ثم قال: نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده، وبنا يفوز من فاز يوم القيامة} وعن الهيثم بن وأقد، عن أبي يوسف البزاز قال: تلا أبو عبد الله (عليه السلام) هذه الآية: { ( واذكروا آلاء الله ) قال: أتدري ما آلاء الله؟ قلت: لا، قال: هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا } وعن عبد الرحمن بن كثير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا ) الآية، قال: { عني بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونصبوا له الحرب وجحدوا وصية وصيه } وبطبيعة الحال فان الأمة إذا أَغضَبت الله عز وجل وأعرضت عن أوليائه فان الله سوف يرفع هذه النعمة التي لم يقدروها ولم يقوموا بشكرها فقد قال الإمام الصادق عليه السلام { إذا غضب الله تبارك وتعالى على خلقه نحانا من جوارهم } أصول الكافي ج1ص343 وقال (ع) { إن الله إذا كره لنا جوار قوم نزعنا من بين أظهرهم } إن عدم الاستحقاق هو السبب الذي جعل أكثر حجج الله يضطرون للاختفاء والغيبة عن أعين الناس ووردت روايات كثيرة عن أل محمد (ع) يؤكدون فيها على إن سبب غيبة الإمام المهدي (ع) هو أعراض الناس عنه وقلة عدد أنصاره وان الله عز وجل غيب الإمام المهدي عليه السلام عن الناس لشدة غضبه عليهم بعد أن اعرضوا عن حجته وبابه الذي منه يؤتى وتركوا طاعته وأوجبوا طاعة غيره من فقهاء السوء الذين نصبهم الناس في مقام الحجة وما كان من الفقهاء إلى أن يدخلوا أتباعهم إلى الظلال عن طريق مبايعة الطواغيت سراً وعلانية ولأجل ذلك قال النوبختي في كتابه فرق الشيعة { إن الفقهاء بايعوا جعفر الكذاب بعد وفاة الإمام العسكري -ع- } وبعد إن شاهدة الناس مبايعة الفقهاء لجعفر الكذاب بايعوه مباشرةً إن الناس ومع شديد الأسف في كل زمن يصدقون قول الفقهاء والرهبان والأحبار فقد كان بني إسرائيل يصدقون الأحبار والرهبان ويكذبون الأنبياء ويقتلونهم بأمر الرهبان والأحبار وقبل وبعد الغيبة كان الناس مع الفقهاء وليس مع الإمام المهدي بل وليس مع نواب الإمام المهدي عليه السلام فعندما بايع الناس جعفر الكذاب فليس بغريب عليهم أن يبايعوه فأن أسيادهم وأئمتهم وحججهم الفقهاء قد بايعوا جعفر الكذاب وتركوا السفراء وراء ظهورهم : والدليل على إن الناس تركوا السفراء واتجهوا إلى الفقهاء هي قلة التواقيع الصادرة من قبل الإمام المهدي عليه السلام على قلة أسئلتهم على مدى سبعين سنة مما يعني ذلك إن الناس كانوا كل عام يسالون الإمام مسالة واحد فهل يعقل هذا إن الفقيه في هذا الزمان تأتيه في اليوم ألاف الأسئلة والاستفتاءات إما عن طريق المكاتب المنتشرة بين دول العالم وإما عن طريق المؤسسات أو عن طريق المواقع في الانترنت فهل الفقيه أفضل من الإمام عند الناس حتى وصل بهم الأمر أن لا يسألوا السفراء على مدى السبعين عام سوى بعض الوريقات القليلة والطامة الكبرى ستكون عند قيام القائم عليه السلام فأن الناس سيصدقون الفقهاء ويكذبون الإمام عليه السلام بدليل قول الإمام الصادق عليه السلام فقد قال { أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد ما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهب إليه أئمتهم } مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهر ودي - ج 2 - ص 142 هذا حال الناس في كل زمان يقلدون فقهائهم ويطيعونهم طاعة عمياء إما أذا وصل الأمر إلى طاعة المعصوم فان الناس كما وصفهم الإمام الصادق عليه السلام { بلية الناس عظيمة إن دعوناهم لم يجيبونا و إن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا } وهذا المرض العضال مستفحل في زماننا مع شديد الأسف فان الناس يطيعون ويقدرون فتوى الفقيه إذا أفتى ويلتزمون بأمره إذا أمرهم أما إذا وصل الأمر إلى وصايا الإمام المهدي (ع) وطاعته ووصايا إل محمد وطاعتهم فيكون ثقيل على الناس أطاعة أمر الإمام بل يعصون الله عز وجل ولا يعصون الفقيه في كثير من الحالات لا حول ولا قوة إلا بالله { الأدلة الروائية على سبب غيبة الإمام المهدي (ع) } { الدليل الأول } عن المفضّل بن عمر قال0 قال أبو عبد الله ع: { واعلموا أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله ولكنّ الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم على أنفسهم ولو خلت الأرض ساعة واحدة من حجّة الله لساخت بأهلها ولكنّ الحجّة يعرف الناس ولا يعرفونه كما كان يوسف يعرف الناس وهم له منكرون ثمّ تلا (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ } و قال أمير المؤمنين عليه السلام عَلى منبر الكوفة { واعلموا إن الأرض لا تخلو من حجة للّه و لكن اللّه سيعمى خلقه منها بظلمهم و جورهم و إسرافهم على أنفسهم } ( بحار الأنوار، ج 51ص 112و 113ح 8 ) هذا الكلام الطاهر من الفم الطاهر يكفينا مؤونة في إثبات المراد فهنا الإمام الصادق (ع) يقول إن سبب غيبة الإمام المهدي (ع) عن الشيعة طيلة هذه القرون هم الشيعة أنفسهم بدليل قله (ع) { ولكنّ الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم على أنفسهم } وهذه العقوبة خاصة بالشيعة فقط وذلك إن المخالفين لإل محمد لا يؤمنون بالإمام وعصمته فضلاً عن غيبته فيكون هذا الغياب يضر بالشيعة فقط لا غير و سبب غيبة عليه السلام عن الشيعة كانت بسبب ظلمهم وجورهم وإسرافهم والنتيجة غيب الله الحجة عنهم وما مصير من كان جائراً ومسرفاً وظالماً ---- و القارئ الكريم يعرف الإجابة وقول الإمام الصادق عليه السلام في هذا الشق من الرواية يؤيد ما قلناه في الشق الأول من التعليق قال { ع } : { ولكنّ الحجّة يعرف الناس ولا يعرفونه كما كان يوسف يعرف الناس وهم له منكرون ثمّ تلا { يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ } والخطاب هنا موجه إلى من يقول بإمامته وهم الشيعة ايضاً كما قلنا أعلاه أما عامة المسلمون فهم لا يقولون بإمامته فضلا عن غيبته وإما قراءة الإمام هذه الآية { يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ } فمعناه إن من يدعون إنهم أحبائه وأوليائه وأنصاره سيكذبون به عليه السلام عند ظهوره كما فعلت الأمم من قبلهم بأنبياء الله عز وجل والدليل على ذلك قول الإمام الصادق عليه السلام { إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل المشرق وأهل المغرب، أتدرى لم ذاك؟ قلت: لا، قال: للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه } وعن منصور بن حازم عن أبي عبد الله(عليه السلام) أنه قال: { إذا رفعت راية الحق لعنها أهل المشرق والمغرب قلت له: مم ذلك؟ قال: مما يلقون من بني هاشم } وليس بغريب هذا الأمر فقد اجمع الناس على الباطل في زمان الأنبياء والرسل قبله عليه السلام بل اجتمع الناس على الباطل في زمان رسول الله {ص } وبعد استشهاده وعلى أمير المؤمنين وعلى الحسن والحسين عليهم السلام وهذه الرواية الشريفة تؤيد ما ذهبنا إليه من إن الإمام المهدي (ع) سوف يلاقي اشد مما لاقي الأنبياء واشد مما لاقى محمد (ص) واشد مما لاقى أل محمد عليهم السلام قال الإمام الصادق (ع) { إن صاحب هذا الأمر لو قد ظهر للقي من الناس ما لقي رسول الله (ص) والكثير } وقال عليه السلام: { إن القائم يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله صلى الله عليه وآله ، لأن رسول الله أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة الخشبة المنحوتة ، وأن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه} (البحار:52/363) . إذا كان رسول الله (ص) يقول { ما أؤذي نبي مثلما اؤذيت } فهذا المظلوم الأول في العالم الإمام المهدي عليه السلام سوف يلاقي اشد مما لاقىاه عليه واله الصلاة والسلام وعندما علل الإمام الصادق (ع) في الرواية السابقة سبب حرب الناس لرسول الله (ص) قال السبب في عبادة الناس للأصنام الحجرية وعدم طاعتهم له {ص } ومن باب الشبه الذي ذكره الإمام الصادق عليه السلام بين الأمرين فلابد إن يكون هناك أصنام تعبد في زمان القائم ع وهذه المرة الأصنام بشرية وليس حجرية بدليل قول الصادق ع { وأن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه } ولا يكون للصنم إن يتكلم أو يتأول القران على القائم بل ومن غير المستحيل أن يعبد الناس في هذا الزمان الأصنام الحجرية والأصنام في زمان القائم هم الفقهاء الذين سيخرجون عليه عجل الله فرجه فهم الذين لديهم إمكانية مناقشة الإمام وإمكانية تأول القران على الإمام عليه السلام أما عامة الناس فليس لهم حظاً من ذلك والدليل على محاربة الفقهاء للإمام المهدي عليه السلام وخاصة فقهاء الكوفة والنجف نورد هذه الأدلة من أحاديث العترة الطاهرة عليهم السلام فقد جاء عن أبو عبد الله عليه السلام انه قال { فإذا خرج القائم من كربلاء وارد النجف والناس حوله ، قتل بين كربلاء والنجف ستة عشر ألف فقيه ، فيقول من حوله من المنافقين : انه ليس من ولد فاطمة وإلا لرحمهم ، فإذا دخل النجف وبات فيه ليلة واحدة : فخرج منه من باب النخيلة محاذي قبر هود وصالح استقبله سبعون ألف رجل من أهل الكوفة يريدون قتله فيقتلهم جميعاً فلا ينجي منهم احد } ( كتاب نور الأنوار المجلد الثالث ص- 345- ) و جاء أيضا عن الإمام الصادق (ع) انه قال { يقدم القائم عليه السلام حتى يأتي النجف فيخرج إليه من الكوفة جيش السفياني وأصحابه والناس معه , وذلك يوم الأربعاء فيدعوهم ويناشدهم حقه و يخبرهم أنه مظلوم مقهور ويقول من حاجني في الله فأنا أولى الناس بالله .. فيقولون : ارجع من حيث شئت لا حاجة لنا فيك قد خبرناكم واختبرناكم } ( بحار الأنوار : ج 52 ص 387 ) هنا تكمن المصيبة : ليت الناس والفقهاء والمجتمع ألنجفي يحاربون الإمام ويكتفوا بذلك بل وصل الأمر بهم أن ينظموا إلى السفياني الملعون كما اخبر بذلك النبي الأكرم (ص) ضد الإمام المهدي {ع } وسأورد دليل ثاني يثبت إن الناس سيبايعون السفياني الملعون فقد جاء عن الإمام زين العابدين عليه السلام قال { ثم يسير حتى ينتهي إلى القادسية، وقد اجتمع الناس بالكوفة وبايعوا السفياني } (البحار: 52/387) و جاء في بيان الأئمة عليهم السلام ج3 ص 99: { إذا خرج الإمام المهدي فليس له عدو مبين إلا الفقهاء خاصة ، ولولا السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله } وأيضا على نفس المعنى في يوم الخلاص ص 279 { أعداؤه الفقهاء المقلدون ، يدخلون تحت حكمه خوفاً من سيفه وسطوته ، ورغبه فيما لديه} وأما عامة الناس فسوف يكذبون الإمام المهدي عليه السلام بعد إن يروا تكذيب الفقهاء له عليه السلام وورد أيضا { فإذا هو قام بنشرها فلم يبق فلم يبق في الشرق والغرب احد إلا لعنها } غيبة النعماني وعن أبان بن تغلب قال سمعت أبا عبد الله يقول { إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل المشرق والمغرب أتدري لم ذلك؟قلت لا قال للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه } بحار الانوارج52 ص363 وعن قتيبة عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله (ع)انه قال { إذا رفعت راية الحق لعنها أهل المشرق والمغرب قلت له مم ذلك؟قال مما يلقون من بني هاشم } |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
♠ فاطمية مبتدئة ♠
![]() تاريخ التسجيل: Jun 2010
العمر: 45
المشاركات: 16
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() |
![]() { الدليل الثاني } ورد عن أبي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (ع) { إِذَا اجْتَمَعَ لِلْإِمَامِ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلاثُمِائَةٍ وَ ثَلاثَةَ عَشَرَ وَجَبَ عَلَيْهِ الْقِيَامُ وَ التَّغْيِير } مستدركالوسائل 28- 78 وقال الإمام الصادق عليه السلام { أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون } كتاب غيبة النعماني 210- 211 يريد الإمامين الصادقين المصدقين عليهم السلام أن يقولوا في هذين الحديثين الشريفين إن أمر ظهور الإمام المهدي أو عدم ظهوره مرتبط بالناس وبإعمالهم وصلاحهم أو فسادهم فإذا توفر هذا العدد من المؤمنين المخلصين الذين يثق بهم الله وال محمد فسيظهر الإمام لا محال إما إذا لم يتوفر هذا العدد فان الغيبة ستطول إلى أن يتوفر هذا العدد المطلوب لنجاح المشروع الإلهي المنتظر ومن غير الممكن أن يكون السبب في غيبة الإمام من هو الله تعالى , ولا من ناحية الإمام المهدي عليه السلام لان كمال لطف الله تعالى يقتضي ظهور وليه كما إن مقتضى عصمة الإمام المهدي عليه السلام هو أن لا يغيب عن وظائفه وهداية الناس وإرشادهم ولذالك قال الشيخ الطوسي : { ليست غيبة المهدي من الله ولا منه عجل الله فرجه الشريف , بل من المكلفين والناس وهي من غلبة الخوف وعدم تمكين الناس من إطاعة الإمام فإذا زال سبب الغيبة وقع الظهور } إن تخاذل العام والخاص عن نصرة الحق نفسه الذي جعل أل محمد (ع) يداهنون أعداء الله ويستخدمون التقية مع السلاطين والطغاة كما حصل لأمير المؤمنين عليه السلام عندما اغتصبت الخلافة وعتدي على الزهراء عليها السلام ولم يدافع أو يحارب بل سكت عن حقه إما إذا كان له أنصار لرد كافة الحقوق ولما ضربت الزهراء ولا يسقط جنينها ولم يكن هناك خليفة أو أمير أو ملك وَلَرُد الملك لإل محمد عليهم السلام كما قال أبالحسن عليه السلام : { اللهم إنك تعلم أن النبي الأمي - صلى الله عليه وآله - قال لي: إن تموا عشرين فجاهدهم، وهو قولك في كتابك ( فإن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ) اللهم إنهم لم يتموا - حتى قالها ثلاثا - ثم انصرف } { الدليل الثالث } قال الإمام الصادق عليه السلام { إذا غضب الله تبارك وتعالى على خلقه نحانا من جوارهم } أصول الكافي ج1 ص343 و روي عنه عليه السّلام أنّه قال{ إنّ الله إذا كَرِه لنا جِوارَ قومٍ، نَزَعَنا من بينِ أظهرُهم } إن وجود المعصوم بين عامة الناس واقصد أتباع المذاهب التي لا تؤمن بإمامه ليس له فائدة على صعيد الديني والعقائدي وبعبارة أخرى إن الناس إذا لم تؤمن بالمعصوم كحجة منصب من قبل الله عز وجل لا يفيدهم قربهم الجسدي من المعصوم عليه السلام وهل ينفع القرب الجسدي لمنكري إمامة أوليائه الله إذا لم يطيعوا أوامرهم بكل بديهية أقول لا ينفع القرب الجسدي من الحجة إذا لم يطاع طاعة عمياء فيكون الحديث الذي أوردناه يخص الذين إذا رفع الحجة عنهم يلحقهم الضرر من رفعه وهم الشيعة فقط لأنهم واقصد الشيعة هم من يؤمنون بولايتهم عليهم السلام فيكون رفع الحجة من بين أظهرهم وقوع خطر وغضب الإلهي بهم ويجب تداركه وإلا فان أتباع المذاهب الأخرى هم أصلا في حالت غضب الإلهي مستمر منذ قبض رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وإلى ألان بل إلى يوم القيامة حتى يعودوا إلى رشدهم وينقضوا كل بيعة إلا بيعة الله وال محمد عليهم السلام فقد جاء ما يؤيد هذا القول فعن الإمام الباقر عليه السلام انه قال : { كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا ثلاثة فقلت : ومن الثلاثة ، فقال : المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي ثم عرف الناس بعد يسير ، وقال : هؤلاء الذين دارت عليم الرحى وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤا بأمر المؤمنين عليه السلام مكرها فبايع وذلك قول الله عز وجل ( وما محمد إلا سول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } ( بحار الأنوار ج28/236 ح22) وعن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: { كل من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول، وهو ضال متحير والله شانئ لإعماله ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها، فهجمت ذاهبة وجائية يومها، فلما جنها الليل بصرت بقطيع مع غير راعيها، فحنت إليها واغترت بها، فباتت معها في ربضتها فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها، فهجمت متحيرة تطلب راعيها وقطيعها، فبصرت بغنم مع راعيها، فحنت إليها واغترت بها، فصاح بها الراعي الحقي براعيك وقطيعك، فإنك تائهة متحيرة عن راعيك وقطيعك، فهجمت ذعرة متحيرة نادة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها، فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها، وكذلك والله يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عز وجل ظاهرا عادلا أصبح ضالا تائها وإن مات على هذه الحال ما ت ميتة كفر ونفاق، واعلم يا محمد أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله، قد ضلو وأضلوا، فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد } الكافي - باب فيمن دان الله عز وجل بغير إمام من الله جل جلاله ص- 375- ) ومن المعلوم لكل مسلم إن الله عز وجل إذا غضب على قوم أخرجهم من رحمته إلى سخطه ولا يستطيع أن يتجرءا حداً من كل فرق الشيعة ويقولون إن الإمام المهدي عليه السلام لم يغب عنا بل نصبح ونمسي معه وهو ظاهر لنا وإنما غاب عن قوم ولم يغب عنا فهذا لم يدعيه أحدا منذ أكثر من إلف سنة أو أكثر { الدليل الرابع } عن محمد بن يعقوب الكليني عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ، فورد التوقيع بخطّ مولانا صاحب الزمان الرواية طويلة أخذت منها موضع الحاجة إلى أن قال الإمام المهدي (ع) { وأمّا علّة ما وقع من الغيبة فإنّ الله عزّ وجل يقول (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) إنه لم يكن أحد من آبائي إلاّ وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإنّي أخرج حين أخرج ولا لأحد بيعة من الطواغيت في عنقي } أقول: لماذا إذا عرف السائل علة الغيبة سوف يسوءه سببها و أمرها ويسوء كل مؤمن كان الأولى بالمسيئين والخاطئين والعاصين إن يسوءهم أمر الغيبة وسببها فهم أولى بها صليا إذ إن رفع الحجة عن الناس لا يضر سوى الحق وأتباعه ولا يفرح به سوى إبليس وأتباعه من الإنس بل حتى الجن ثم أقول هل عدم وجود الإمام ظاهراً للمؤمنين فيه سبب وجيه أو فائدة هذا من المحال ومن غير المعقول ولا يقول به احد سوي اذاً لماذا الإمام المهدي (ع) قرن في جوابه للعمري قضية البيعة وماذا كان يقصد حينما قال { لم يكن أحد من آبائي إلاّ وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإنّي أخرج حين أخرج ولا لأحد بيعة من الطواغيت في عنقي } أقول: إن الإمام حينما ذكر أبائه عليهم السلام وذكر بيعتهم للطواغيت يريد أن يشير إلى أمر مهم وهو إن الناس الذين عاصروهم عليهم السلام لم ينصروهم بل نصروا الطواغيت الذين هم عدوا لإل محمد عليهم السلام فألجأ هذا الأمر الأئمة عليهم السلام إلى بيعة الطواغيت كما فعل أمير المؤمنين مع أبا بكر وعمر وعثمان لو نهضوا المهاجرين والأنصار مع أمير المؤمنين عندما استنهضهم لقتال الغاصبين الظالمين لما بايع أمير المؤمنين هؤلاء ولما كانت لأمير المؤمنين بيعة في عنقه لهم عليهم اللعنة بل ارتدوا على أعقابهم ولم يمتثلوا أمره عليه السلام بل امتثلوا أمر الخلفاء الغاصبين فجرى ما جرى من بيعة في عنقه عليه السلام وكذلك الأمر جرى مع الإمام الحسن عليه السلام بنفس المنوال فقد بايع الإمام طاغية زمانه وهو معاوية عليه اللعنة إلى ابد الآبدين وما ذلك إلى بسبب الناس الذين ناصروا الباطل وخذلوا الحق المتمثل بالإمام الحسن عليه السلام وقال عليه السلام مبين سبب بيعته للطاغوت { أرى والله معاوية خيرا لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي، وأخذوا مالي، والله لأن آخذ من معاوية عهدا أحقن به دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي، وأهلي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما. فو الله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسيره أو يمن علي فتكون سبة على بني هاشم إلى آخر الدهر، ومعاوية لا يزال يمن بها وعقبه على الحي منا والميت - إلى أن قال - . فكذلك حتى يبعث الله رجلا في آخر الزمان وكلب من الدهر، وجهل من الناس يؤيده الله بملائكته، ويعصم أنصاره، وينصره بآياته، ويظهره على } بحار الأنوار - ج 44- ص22 ولم يطلب أل محمد عدد كبير من المسلمين لمناصرتهم بل أرادوا عشرات فقط ولكن لا يوجد مع شديد الأسف لا يوجد هؤلاء القلة القليلة من بين كل المسلمين : فقد ورد في الأحاديث الشريفة إن الإمام الصادق (ع) لم يطلب سوى سبعة عشر فرد مؤمن يثق الإمام بهم وبدينهم لكي يجاهد الطواغيت والفاسدين لكن عجز المحبون والموالون والمتشيعون أن يكون فيهم هذا العدد القليل بل اقل من القليل بالنسبة لإعدادهم الكبيرة ولكي يكون الكلام مستند إلى دليل أورد هذا الحديث الشريف فقد جاء عن سدير الصيرفي عن أبي عبد الله (ع) انه قال { والله يا سدير لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ما وسعني القعود ونزلنا وصلينا فلما فرغنا من الصلاة عطفت على الجداء فعددتها فإذا هي سبعة عشر} فيكون الفرق بين الإمام المهدي والأئمة عليهم السلام في قضية البيعة للظالمين واضح وهو الأنصار فأن الذي اجبر الأئمة على بيعة الظالمين هو قلة الأنصار مع قلة عدد المطلوبين من قبل الأئمة وسينتفي هذا السبب الموجب لبيعة الظالمين عند قيام القائم فأن العدد المطلوب { الثلاثة مائة وثلاثة عشر } سيكون مكتمل عند القيام المقدس وسيكون العدد المطلوب هو المانع لبيعة الإمام المهدي { ع } للظلمة وهو قول الإمام الباقر عليه السلام { إِذَا اجْتَمَعَ لِلْإِمَامِ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلاثُمِائَةٍ وَ ثَلاثَةَ عَشَرَ وَجَبَ عَلَيْهِ الْقِيَامُ وَ التَّغْيِير } مستدركالوسائل 28- 78 وهذا الحديث يدلل أيضاً على إن الناس لا ينصروا الحق ولا ينصروا أل محمد إلى قيام الإمام عليه السلام ولبيان هذا الأمر نورد بعض الأحاديث الشريفة التي تبين المرحلة فقد جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل قال في جانب منه { كل ذلك لتتم النظرة التي أوحاها الله تعالى لعدوه إبليس إلى أن يبلغ الكتاب أجله ويحق القول على الكافرين ويقترب الوعد الحق الذي بيّنه في كتابه بقوله: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض كمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ) (النور:55). وذلك إذا لم يبقِ من الإسلام إلاّ اسمه ومن القرآن إلاّ رسمه وغاب صاحب الأمر بإيضاح الغدر له في ذلك لاشتمال الفتنة على القلوب حتى يكون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له، وعند ذلك يؤيده الله بجنود لم تروها ويُظهرُ دين نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على يديه على الدين كله ولو كره المشركون } اقرب الناس إليه ليس المخالفين بل الشيعة هم اقرب إليه وسيكونون أشدهم عداوة له أما الناس فسوف تنسلخ من الإسلام إلى قيام القائم وبعد مجيئه عليه السلام سيرجع الإسلام إلى نصابه من جديد كما أقامه سيد الخلق محمد صلى الله عليه واله عند مجيئه في أيام الجاهلية الأولى وهذا واضح في كلام الإمام الصادق عليه السلام فقد قال { فلو قد قام قائمنا عجل الله فرجه و تكلم بتكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن و شرائع الدين و الأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد ص على سبعة أحرف لأنكر أهل التصابر فيكم ذلك اليوم إنكارا شديدا ثم لم تستقيموا على دين الله و طريقته إلا من تحت حد السيف فوق رقابكم إن الناس بعد نبي الله ص ركب الله به سنة من كان قبلكم فغيروا و بدلوا و حرفوا و زادوا في دين الله و نقصوا منه فما من شيء عليه الناس اليوم إلا و هو محرف عما نزل به الوحي من عند الله فأجب يرحمك الله من حيث تدعى إلى حيث ترعى حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استئنافا } بحار الأنوار 2/246 { الدليل الخامس} جاء في كتاب الغيبة {ص 266} وفي بحار الأنوار { ج52-ص12} إن علي بن مهزيار شكى للإمام غيبته عنهم فقال { سيدي لقد بعد الوطن وطال المطلب فقال (عليه السلام) { يا أبن مهزيار أبي أبو محمد عهد إلي أن لا أجاور قوما غضب الله عليهم ولعنهم ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب اليم وأمرني أن لا اسكن من الجبال إلا وعرها ومن البلاد إلا عفرها والله مولاكم اظهر التقية فوكلها بي فانا في التقية إلى يوم يؤذن لي فاخرج } إن علي ابن مهزيار من الثقات الأجلاء كما وصفوه من المعاصرين له من المحدثين بل عده الفقهاء والمحدثين من أبواب الإمام ومن نوابه ويكفيه فخراً انه نال من دون غالبية الشيعة تزكية الأئمة عليهم السلام وهو الذي كتب إليه أبو جعفر (عليه السلام) كتابا ذكره فيه ومدحه ودعاء له بأن يسكن الجنة ويحشر معهم ، فقد قال عليه السلام : { يا علي قد بلوتك وخبرتك في النصيحة والطاعة والخدمة والتوقير والقيام بما يجب عليك فلو قلت إني لم أر مثلك لرجوت أن أكون صادقا فجزأك الله جنات الفردوس نزلا فما خفي علي مقامك ولا خدمتك فذي الحر والبرد في الليل والنهار فأسأل الله تعالى إذا جمع الخلائق أن يحبوك برحمة تغتبط بها انه سميع الدعاء } وهذا ليس مرادي من البحث لكن لأبين قطرة من بحر فضل هذا المؤمن الذي لم يعطه الكتاب والباحثين أي اهتمام نرجع إلى الموضوع فنقول : إن علي ابن مهزيار مع قربه من الأئمة الأطهار عليهم السلام وتزكيتهم له إلا انه لم يكن مؤهلاً لكي ترفع عنه هذه الحيرة والغيبة بشكل دائم ويكون حاله كحال الخضر عليه السلام وحال الثلاثون الذين يستأنس الإمام بهم في غيبته إلا هذه الرحمة والرؤية المؤقتة التي مَن الله بها عليه ولكنها لم تدم طويلاً وعندما شكى للإمام المهدي عليه السلام طول الغيبة قال له الإمام المهدي عليه السلام { عهد لي أبي الإمام العسكري (ع) أن لا أجاور قوم غضب الله عليهم } فيكون على ضوء كلام الحجة عليه السلام كل من لم ترفع عنه الغيبة فهو في حالة غضب الإلهي مستمر حتى ترفع عنه الغيبة ولا يستطيع احد في الشرق والغرب من الشيعة إن يقول إن الغضب الإلهي مختص بالمذاهب الأخرى دون الشيعة فهذا ادعاء باطل كما بينت في ما اسبق أعلاه ولا يستطيع أي شيعي فقيه أو عامي أو جماعة أو فرقة أن تدعي انه قد رفعت عنهم الغيبة وإنهم يلتقون بالإمام ليلاً ونهاراً ومتى ما أرادوا ذلك فهذا ما لم يدعيه إنسان سوي ولختام الأدلة نورد هذا الحديث الشريف فقد قال الإمام الصادق عليه السلام { إذا غضب الله تبارك وتعالى على خلقه نحانا من جوارهم } أصول الكافي ج1 ص343 { الدليل السادس } جاء عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: { إن في صاحب هذا الأمر شبها من يوسف عليه السلام، قال قلت له: كأنك تذكره حياته أو غيبته؟ قال: فقال لي: وما تنكر من ذلك، هذه الأمة أشباه الخنازير، إن إخوة يوسف عليه السلام كانوا أسباطا أولاد الأنبياء تاجروا يوسف، وبايعوه وخاطبوه، وهم إخوته، وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال: أنا يوسف وهذا أخي، فما تنكر هذه الأمة الملعونة أن يفعل الله عز وجل بحجته في وقت من الأوقات كما فعل بيوسف، إن يوسف عليه السلام كان إليه ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو أراد أن يعلمه لقدر على ذلك، لقد سار يعقوب عليه السلام وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر، فما تنكر هذه الأمة أن يفعل الله عز وجل بحجته كما فعل بيوسف، أن يمشي في أسواقهم ويطأ بسطهم حتى يأذن الله في ذلك له كما أذن ليوسف، قالوا: " أئنك لانت يوسف؟ قال: أنا يوسف } الكافي - باب في الغيبة - ص 336 – أما إني لو ذكرت هذا الحديث فقط لإثبات المطلب لكفاني مؤونة البحث وكثرة الأدلة التي سقتها في هذا الفصل لكن لزيادة الحجة أوردته أقول بعد طلب العون من ربي : هنا الإمام الصادق عليه السلام شابه بقصد بين الإمام المهدي عليه السلام وغيبته وبين النبي يوسف عليه السلام وغيبته وشابه بين الذين غيبوا النبي يوسف عليه السلام والذين غيبوا الإمام المهدي عليه السلام وجعلهم اقصد الذين غيبوا الاثنين النبي والإمام في خانة الذين خرجوا من رحمة الله إلى غضبه ومن المعلوم إن إخوة يوسف (ع) هم من غيب النبي يوسف عليه السلام وهم من أرادوا قتله ونفيه ولأجل فعلهم المشين فقد خرجوا من رحمة الله عز وجل وأصبحوا أسرى غضب الله عليهم وغضب أبوهم النبي يعقوب (ع) عليهم وبقوا عشرات السنين مطرودين من رحمة الله ومن رضا أباهم يعقوب النبي عليه السلام لكن بعد هذه المدة الطويلة عرفوا عظم ذنبهم وكبير جرمهم وأيقنوا بالهلاك إن بقوا على نفس حالتهم وسيكون مصيرهم النار إن لم يغيروا ما بأنفسهم ويصلحوا ما كسروا وأيقنوا إن لا مصير إلى النجاة إلا أن يتوبوا إلى الله عز وجل وهذا ما جرى فقد عرف الله منهم التوبة النصوحة والندم الحقيقي وعرف الله إنهم عرفوا عظيم جرمهم وعرف النبي يوسف ذلك منهم أيضا وسامحهم بعد أن اعترفوا بذنبهم وإنهم وغيبوه وأرادوا قتله : إن بين الذين غيبوا الإمام المهدي عليه السلام والذين غيبوا النبي يوسف (ع) فرق كما وصف الإمام الصادق (ع) فإما الذين غيبوا يوسف فقد وصفهم عليهم السلام بــــــــــــــــــــــــــــ { أسباطا أولاد الأنبياء تاجروا يوسف، وبايعوه وخاطبوه } وفي رواية أخرى وصفهم بـــــــــــ { الباء عقلاء وأولاد أنبياء } ووصف الذين غيبوا الإمام المهدي عليه السلام بأنهم كما قال الإمام الصادق (ع) { ، هذه الأمة أشباه الخنازير } وقال في وصفهم أيضا { فما تنكر هذه الأمة الملعونة } فقد وصفهم الإمام الصادق عليه السلام امة المهدي {ع } بأشباه الخنازير وبالأمة الملعونة وإذا ربطنا قول الصادق عليهم السلام بقول الإمام المهدي عليه السلام الذي مر علينا سنجد الوصف متطابق جداً بحق الملعونين بسبب غيبة إمامهم فقد ورد عنه عليه السلام انه قال لعلي ابن مهزيار { أبي أبو محمد عهد إلي أن لا أجاور قوما غضب الله عليهم ولعنهم ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب اليم } الخلاصة أقول : إذا لم تعمل الأمة خطوات فعلية إصلاحية أخلاقية وفكرية قبل فوات الأوان فان الندم والتوبة لاتنفع عند قيام الإمام عليه السلام فسيكون الخسران المبين والعياذ بالله مصير كل من ادعى انه شيعي فقد جاء عن الإمام الصادق عليه السلام ما يشير إلى صعوبة الأمر وخطورة الموقف على الشيعة في زمان الغيبة والظهور ويحذرهم من سيف القائم ونقمته قائلاً { كذبت ثمود بطغواها: قال عليه السلام : { ثمود رهط من الشيعة ، فإن الله سبحانه يقول : ( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون) فهو السيف إذا قام القائم عليه السلام : وقوله تعالى : ( فقال لهم رسول الله ) هو النبي صلى الله عليه وآله : ( ناقة الله وسقياها ) قال : الناقة الإمام الذي فهمهم عن الله ( وسقياها ) أي عنده مستقى العلم ( فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها) بحار الأنوار - العلامة ألمجلسي - ج 24 - ص 72 وعن جابر عن أبي جعفر ع في قوله عز و جل ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ) { قال هم مكذبو الشيعة لأن الكتاب هو الآيات و أهل الكتاب الشيعة } بحار الأنوار ج : 23 ص : 369 وقول الله عز وجل { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ } قال الإمام الصادق ( ع ) في هذه الآية :( نزلت في أهل زمان الغيبة) ـ الغيبة للنعماني ـ { الدليل السابع } جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل قال في جانب منه: { کل ذلک لتتم النظرة التي أوحاها الله تعالي لعدوه إبليس إلي أن يبلغ الکتاب أجله ويحق القول علي الکافرين ويقترب الوعد الحق الذي بيّنه في کتابه بقوله: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنکُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) (النور:55). وذلک إذا لم يبقِ من الإسلام إلاّ اسمه ومن القرآن إلاّ رسمه وغاب صاحب الأمر بإيضاح الغدر له في ذلک لاشتمال الفتنة علي القلوب حتي يکون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له، وعند ذلک يؤيده الله بجنود لم تروها ويُظهرُ دين نبيه صلي الله عليه و آله و سلم علي يديه علي الدين کله ولو کره المشرکون } الاحتجاج 1: 256. في هذه الرواية عدة ملاحظات اولاً : إن الإمام علي عليه السلام في حديثه جعل علامة تسبق استخلاف الأرض من قبل الإمام المهدي عليه السلام والثلاثمائة والثلاثة عشر أصحابة تكون قريبة جدا من يوم الاستخلاف وهذه العلامة هي كما قال الإمام ع { وذلک إذا لم يبقِ من الإسلام إلاّ اسمه } والإمام { ع } هنا يشير إلى ذهاب الإسلام كلياً ولا يكون على دين الإسلام احد ويعضد هذا القول قول رسول الله ص فقد جاء عنه (ص ) انه قال { إنما بعثت بين جاهليتين لآخرهما اشد من أولهما } ( معجم أحاديث الإمام المهدي علي كوراني ج1 ص 44) بل الجاهلية التي تسبق قيام الإمام المهدي عليه السلام اشد من الجاهلية التي سبقت رسول الله (ص ) وكما كان حال الناس قبل البعثة النبوية سيكون حال الناس قبل بعثة القائم من أل محمد عليهم السلام ولزيادة الأدلة أورد هذه الرواية الشريفة عن الإمام الصادق عليه السلام فقد قال { فلو قد قام قائمنا عجل الله فرجه و تكلم بتكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن و شرائع الدين و الأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد ص على سبعة أحرف لأنكر أهل التصابر فيكم ذلك اليوم إنكارا شديدا ثم لم تستقيموا على دين الله و طريقته إلا من تحت حد السيف فوق رقابكم إن الناس بعد نبي الله ص ركب الله به سنة من كان قبلكم فغيروا و بدلوا و حرفوا و زادوا في دين الله و نقصوا منه فما من شيء عليه الناس اليوم إلا و هو محرف عما نزل به الوحي من عند الله فأجب يرحمك الله من حيث تدعى إلى حيث ترعى حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استئنافا } والدليل الأخر على خروج الناس من الإسلام هذه الرواية الوارد عن أمير المؤمنين (عليه السلام فقد قال في خطبة له { فوالذي نفس على بيده لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسين (ع) ابني في ضلال وظلمة وعسفة وجور واختلاف في الدين ،وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه وإظهار البدع وإبطال السنن ،واختلاف وقياس مشتبهات ،وترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام وتدخل في العمى والتلدد والتكسع } الغيبة للنعمانى. ثانياً : قوله عليه السلام { وغاب صاحب الأمر بإيضاح الغدر له في ذلک لاشتمال الفتنة علي القلوب حتى يکون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له } إن الأمام المهدي ع لم يستتر عن أعين الناس إلا عندما اتضحت بوادر الغدر والإعراض من الناس له عليه السلام والأمر الثاني الذي جعله عليه السلام يضطر للغيبة أن المقربين له كما تصف الرواية { وهم الشيعة بطبيعة الحال } هم من أراد الغدر به كما غدروا بآبائه عليهم السلام من قبل بدليل قول الإمام علي عليه السلام ( لاشتمال الفتنة علي القلوب حتى يکون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له ) ومن المعلوم أن النواصب والمخالفين ليس اقرب الناس أليه فيكون الشيعة اقرب الناس أليه وهم الوحيدون المؤمنون به عليه السلام والنتيجة تكون أن الإمام عليه السلام غاب بسبب إعراض الشيعة عنه عليه السلام وعدم نصرتهم له بل أرادوا الغدر به لو أمكنهم ذلك كما فعلوا بآبائه من قبل وسوف تكون النصرة للقائم من القلة القليلة المؤمنة به ومن قبل الله تعالى وعن طريق الملائكة والرعب وان لم ينصره اقرب الناس أليه { الشيعة والناس } بدليل قوله تعالى { وعند ذلک يؤيده الله بجنود لم تروها ويُظهرُ دين نبيه صلي الله عليه و آله و سلم علي يديه علي الدين کله ولو کره المشرکون} إلى هنا قد انتهينا من ذكر الأسباب التي أجبرت الإمام المهد ي عليه السلام للغيبة طيلة هذه القرون الطويلة ونكتفي بهذا القدر من الأدلة مراعاةً للاختصار والحمد لله رب العالمين |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الله |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كشف اللثام عن سبب تأخر قيام الامام ج1 | زينب الهاشمي | نور الإمام المهدي (عج) , بقية الله , صاحب العصر و الزمان ... | 2 | 12-02-2012 09:09 PM |
كشف اللثام عن سبب تأخر قيام الامام ج3 | زينب الهاشمي | نور الإمام المهدي (عج) , بقية الله , صاحب العصر و الزمان ... | 1 | 11-02-2012 08:34 PM |
كشف اللثام عن سبب تأخر قيام الامام ج2 | زينب الهاشمي | نور الإمام المهدي (عج) , بقية الله , صاحب العصر و الزمان ... | 0 | 11-02-2012 01:49 PM |
قيام الليل | ميقات | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 6 | 05-06-2010 10:28 AM |
الحكمه الطبيه من قيام الليل | شمس العزه | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 1 | 23-02-2010 09:36 PM |