بقلمي..أتقوا الله ماأستطعتم

[حور عين]

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على
أشرف المرسلين والمُرسل رحمة للعالمين,
الرسول الأمين محمد صلى الله عليه وعلى آل بيته
الطُهر المطهّرين وسلّم

لقد فرض العليّ القدير والربّ الجليل في كتابه المقدّس,
القرآن الكريم
على عباده من العبادات الأساسية والتي يعلمها ويدركها الجميع ...حتى لمن لم يؤدوا حق المولى الكريم فيها وهي;
بالصلاة خمس مرات في اليوم , الصيام في شهر الصيام,
الزكاة أربعون بالمائة (٤٠%) ,
الخُمس عشرون بالمائة (٢٠%) والحج مرة واحدة
في العمر ولمن أستطاع أليه سبيلا.

إلا التقوى....
فالكل وبدون أستثناء مُطالبٌ بها وواجب عليه في مراقبة
النفس ليلاً ونهاراً.
الأنسان مُلزمٌ بتقوى الله ومخافته والحذر من عتبه وغضبه وعقابه.
واجبٌ علينا جميعا تقوى الله في السمع والبصر
والمطعم والمأكل وحفظ السان ولجم الجوارح الشهوات
وصونها وجماح الرغبات.

يُذكر أن الشيخ البهائي العاملي وهو شيخ الإسلام
وبهاء الملة والدين، أستاذ الأساتذة والمجتهدين وشهرته
طائلة وصيته طائر في ضلوعه في العلوم،
فهو المحقق والفقيه، والحكيم المتأله، والعارف البارع
والمؤلف المبدع وأحد نوابغ الأمة، وأوحدي من عباقرتها الأماثل، فقد كان أمة مستقلة في الإحاطة بالعلوم
وسائر الفنون.

وقد وصفه الحر العاملي (رض) في أمل الآمل بقوله:
حاله في الفقه والعلم والفضل والتحقيق والتدقيق
وجلالة القدر وعظم الشأن وحُسن التصنيف،
وجمع المحاسن أظهر من أن يُذكر، وفضائله أكثر من
أن تُحصر، وكان ماهراً متبحراً جامعاً كاملاً شاعراً أديباً
منشئاً، عديم النظير في زمانه في الفقه والحديث
والمعاني والبيان والرياضي وغيرها.

كان الشيخ البهائي (رض) ذات يوم في مقبرة بأصفهان
في إيران حيث كان يقطن رحمة الله عليه .
رأى هذا الشيخ وفي أثناء زيارته وبينما كان يقرأ
القرآن الكريم
أن جنازة لشاب قد أحضرت للدفن,
وماأن دفن الأهل ميتهم ورحلوا حتى
بدأت ريحٌ طيبة وكأنها المسك وماشابه قد ملأت أرجاء
المكان مما أثار أستغراب الشيخ نفسه.
وماهي لحظات حتى رأى الشيخ شاباً آخر جميلاً وسيماً
بهي الطلعة , يلبس ثياباً بيضاء كأنه نور يدخل في قبر
الشاب المدفون للتو,
فأستوقف المنظر الشيخ البهائي عن قرائته وبدأ يفكر
في ماوراء الأمر.
ثم ظهر بعد برهة كلبٌ أسود قذر, قبيح الوجه,
رائحته عفنة, شرس
الطباع دخل في قبر الشاب المدفون.
دخول الكلب حدث بعد دخول الشاب الوسيم بهي الطلعة لقبر المتوفي.
فأحتار الشيخ البهائي العاملي في القصة وظل فكره
يدور ويدور في أمر حيرته.
وماهي إلا فترة وجيزة حتى خرج الشاب الوسيم
الجميل ذو الثياب البيضاء من القبر وهو منهكاً تعباً,
مقطّع الملابس ودمه يجري من الطعنات والعضات التي عضضها الكلب الأسود له.
خرج الشاب وهو يهرول مبتعداً عن القبر.
هنا لم يتمالك الشيخ البهائي نفسه وأسرع راكضاً خلف
الشاب ليسأله;
فقال الشيخ للشاب;
أستحلفك بالله لأن تتوقف وتروي لي ماحصل
فأنا منذ ساعة أجلس هنا وأراقب بتعجب وأستغراب وأستفهام كبير مايحصل دون أن أجد تفسير لشيء؟

أجابه الشاب;
ماتراه منا هو في علم المكاشفة الألهية ولايراه أحد غيرك
وقد أختصك الله سبحانه وتعالى به لتقواك ولعلمك
وحُسن دينك وأدبك وخلقك.

وسأفسر لك ماألتبس فيه الحال عليك.
الأنسان أن مات وتوفى وقُبر فلايأخذ من هذه الفانية
سوى عمله, الصالح والطالح.
وأنا هو العمل الصالح والطيب والجميل للشاب المتوفى والذي قبره أهله ورحلوا.
أما الكلب فهو عمل الشاب المتوفي ,السيء والطالح.

فما أن قُبر الشاب حتى دخلنا سوية
(أنا والكلب) معه,
ثم تعاركنا وتناطحنا وتصادمنا مع بعضنا البعض,
وكل واحد منا يريد البقاء مع الشاب .
ولكن عمله السيء والطالح غلب عمله الصالح
فأنتصر عليّ الكلب القذر وبقي مع المتوفي ,
فخرجت أنا بعد هذه المواجهة الدامية.

هذه المكاشفة الألهية في علم الغيب والتي لايدركها
عموم البشر إلا من أتقى حق تقاته ورضي المولى الكريم
عن قوله وفعله وعمله.
حقاً وصدقاً وكما قالت الآية الكربمة..
فأتقوا الله ويعلّمكم الله....والآية المباركة
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا

وهذه القصة إنما عبرةٌ لأولي الألباب , وكماقوله عزّ وجل
يحسبوه هيناً وهو عند الله عظيم

سبحان الله ولاإله إلا هو
العفو لله وأستغفر الله ولاحول ولاقوة
إلا بالله العليّ العظيم.

[ياسمينة]

جزاك الله خير حبيبتي
فعلاً موضوع مهم بالنسبه لي
واستفدت منه كثيرررر
الله يغفر ذنوبنا جميعا بحق محمد وال محمد

[عبير الزهــــــــراء]

بارك الله فيك

[فاطميه وافتخر]

استغفر الله ربي واتوب اليه
لا اله الا الله
موضوع جميل ومفيد للانتباه من غفلتنا
شكرا عزيزتي جزاج الله الف خير