نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها ![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#11 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
علاقة حب كبيرة وعظيمة لوجه الله تلك العلاقة التي كانت بين صاحب الخُلق العظيم حبيب رب العالمين الرسول الأكرم (ص) مع ابنته الطاهرة النقية ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام كان الحب المتبادل بينهم لايقارنه حب فالأب أول شخصية في الكون أجمع والبنت سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين . وحين مات رسول الله (ص) ضاقت الدنيا على الزهراء ( عليها السلام ) فالحبيب يود بأن يكون مع حبيبه . كيف تنسى ذلك الوجه البشوش ، كيف تنسى ذلك القلب العطوف ، كيف تنسى ذلك الصوت الحنون ، فحين فارقته ازداد شوقها إليه فهو لامثيل له في الدنيا . حين رحل أخذ معه قلبها وسعادتها وحياتها ، فصارت بعده حزينة باكية ، دامعت العين ، يغشى عليها ساعة بعد ساعة . والسيدة " فاطمة الزهراء " ( عليها السلام ) أعلم إمرأة في الإسلام ، وأعرف أنثى بعظمة نبي الرحمن ، ومن ذلك يتضح لنا أن مصيبة وفاة رسول الله (ص) سلبت عن ابنته البارة كل قرار واستقرار ، وكل هدوء وسكون . فالزهراء ( عليها السلام ) تعرف عظم المصاب ، ومدى تأثير الواقعة في الموجودات كلها . وهنا تحُدثنا فضة خادمة الزهراء ( عليها السلام ) عن الحزن المسيطر على السيدة " فاطمة " بسبب وفاة أبيها الرسول (ص) قالت: ولما توفي رسول الله (ص) افتجع له الصغير والكبير وكثر عليه البكاء ، وعظُم رزؤه على الأقرباء والأصحاب والأولياء والأحباب والغرباء والأنساب . ولم تلق إلا كل باك وباكية ، ونادب ونادبة ، ولم يكن في أهل الأرض والأصحاب والأقرباء والأحباب أشد حزناً وأعظم بكاءاً وانتحاباً من السيدة " فاطمة الزهراء " ( عليها السلام ) وكان حزنها يتجدد ويزيد ، وبكاؤها يشتد ، فجلست سبعة أيام لا يهدأ لها أنين ، ولايسكن منها الحنين ، وكل يوم كان بكاؤها أكثر من اليوم الذي قبله . فلما كان اليوم الثامن أبدت ماكتمت من الحزن ، فلم تطق صبراً ، إذ خرجت وصرخت ، وضج الناس بالبكاء ، فتبادرت النسوة ، واُطفئت المصابيح لكيلا تتبين وجوه النساء . كانت السيدة " فاطمة " تنادي وتندب أباها قائلة : واأبتاه ! واصفياه ! وامحمداه ! وا أبا القاسماه ! واربيع الأرامل واليتامى ! من للقبلة والمصلى ؟ ومن لابنتك الوالهة الثكلى ؟ ثم أقبلت تعثر في أذيالها ، وهي لاتبصر شيئاً من عبرتها ، ومن تواتر دمعتها ، حتى دنت من قبر أبيها رسول الله (ص) فلما نظرت الى الحجرة وقع طرفها على المأدنة ، أغُمى عليها ، فتبادرت النسوة ، فنضحن الماء عليها وعلى صدرها ، وجبينها حتى أ فاقت ، فقامت وهي تقول : يا أبتاه بقيت والهة وحيدة ، وحيرانة فريدة . فقد انخمد صوتي وانقطع ظهري ، وتنغص عيشي ، وتكدر دهري . فما أجد - يا أبتاه - بعدك أنيساً لوحشتي ، ولا راداً لدمعتي ، ولا معيناً لضعفي ، فقد فني بعدك محكم التنزيل ، ومهبط جبرائيل ، ومحل ميكائيل . انقلبت - بعدك - يا أبتاه الأسباب . وتغلقت دوني الأبواب . فأما الدنيا بعدك قالية ، وعليك ماترددت أنفاسي باكية . لاينفد شوقي إليك ، ولا حزني عليك إن حزني عليك حزن جديد ----------------- وفؤادي والله صب عنيد كل يوم يزيد فيه شجوني ------------------ واكتئابي عليك ليس يبيد جل خطبي ، فبان عني عزائي -------------- فبكائي في كل وقت جديد ثم نادت : ياأبتاه ، انقطعت بك الدنيا بأنوارها ، وذوت زهرتها وكانت ببهجتك زا يا أبتاه ! لازلت آسفة عليك الى التلاق . يا أبتاه ! زال غمضي منذ حق الفراق . يا أبتاه ! من للأرامل والمساكين ؟ ومن للأمة الى يوم الدين ؟ يا أبتاه ! أمسينا بعدك من المستضعفين ! يا أبتاه أصبحت الناس عنا معرضين ! ولقد كنا بك معظمين في الناس غير مستضعفين ! فأي دمعة لفراقك لاتنهل ؟ وأي حزن بعدك لا يتصل ؟ وأي جفن بعدك بالنوم يكتحل ؟ وأنت ربيع الدين ، ونور النبيين . فكيف بالجبال لاتمور ؟ وللبحار بعدك لا تغور ؟ والأرض كيف لم تتزلزل ؟ رُميتُ - يا أبتاه - بالخطب الجليل . ولم تكن الرزية بالقيل . وطُرقتُ - يا أبتاه - بالمصاب العظيم ، وبالفادح المهول . بكتك - يا أبتاه - الأملاك . ووقفتِ الأفلاك . فمنبرك بعدك مستوحش . ومحرابك خال من مناجاتك . وقبرك فرِحٌ بمواراتك . والجنة مشتاقة إليك وإلى دعائك وصلاتك . يا أبتاه ما أعظم ظلمة مجالسك !! فوا أسفاه عليك الى أن أقدم عاجلاً عليك . وأٌثكل أبو الحسن المؤتمن ، أبو ولديك " الحسن والحسين " وأخوك ووليك ، وحبيبك ، ومن ربيته صغيراً وآخيته كبيراً . روى : أنه لما قبض النبي (ص) امتنع بلال من الأذان ، قال: لا أُؤذن لأحد بعد رسول الله (ص) وإن " فاطمة " ( عليها السلام ) قالت ذات يوم : إني أشتهي أن أسمع صوت مؤذن أبي (ص) بالأذان ، فبلغ ذلك بلالاً ، فأخذ في الأذان ، فلما قال: الله أكبر ، الله أكبر ، ذكرت أباها وأيامه ، فلم تتمالك من البكاء . فلما بلغ إلى قوله : أشهد أن محمداً رسول الله (ص) ، شهقت " فاطمة " ( عليها السلام ) وسقطت لوجهها ، وغشي عليها ، فقال الناس لبلال : أمسك يا بلال ، فقد فارقت ابنة رسول الله (ص) الدنيا ، وظنوا أنها ماتت ، فقطع أذانه ولم يتمه . فأفاقت " فاطمة " ( عليها السلام ) وسألته أن يتم الأذان ، فلم يفعل ، وقال لها : ياسيدة النسوان ، إني أخشى عليك مما تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان فأعفته عن ذلك . عن أبي عبدالله الصادق ( عليه السلام ) قال: البكاؤون خمسة : آدم ، ويعقوب ، ويوسف ، و " فاطمة " بنت محمد ، و " علي بن الحسين " ( عليه السلام ) فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية . وأما يعقوب ، فبكى على يوسف حتى ذهب بصره وحتى قيل له : " تا لله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين ) وأما يوسف ، فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن . فقالوا له : إما تبكي بالليل وتسكت بالنهار وإما تبكي بالنهار وتسكت بالليل ، فصالحهم على واحدة مهما . وأما " فاطمة " ( عليها السلام ) فبكت على رسول الله (ص) حتى تأذى بها أهل المدينة ، فقالوا لها : قد آذيتينا بكثرة بكائك ، فكانت تخرج إلى المقابر ، مقابر الشهداء - فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف ، وأما " علي بن الحسين " ( عليه السلام ) فبكى على " الحسين " ( عليه السلام ) عشرين سنة أو أربعين سنة ، ما وضع بين يديه طعام إلا بكى ، حتى قال له مولى له : جعلت فداك يابن رسول الله ، إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين . قال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ، وأعلم من الله مالا تعلمون ، إني لم أذكر مصرع بني " فاطمة " ( عليها السلام ) إلا خنقتني لذلك عبرة . ولما دفن النبي (ص) جاءت " فاطمة " ( عليها السلام ) فوقفت على قبره وأنشدت تقول : أمسي بخدي للدموع رسوم --------------- أسفاً عليك وفي الفؤاد كلوم والصبر يحسن في المواطن كلها --------- إلا عليك فإنه معدوم لا عتب في حزني عليك لو---------------- أنه كان البكاء لمقلتي يدوم وزفرت زفرة وأنت أنه كادت روحها ان تخرج ، ثم قالت : قل صبري وبان عني عزائي ------------- بعد فقدي لخاتم الانبياء عين ياعين اسكبي الدمع سحا ----------- ويك لا تبخلي بفيض الماء يارسول الإله ياخيرة الله ----------------- وكهف الأيتام والضعفاء قد بكتك الجبال والوحش جمعاً ------------ والطير والأرض بعد بكى السماء وبكاك الحجون والركن والمشعر --------- ياسيدي مع البطحاء وبكاك الحراب والدرس ------------------- للقرآن في الصبح معلناً والمساء وبكاك الإسلام إذ صارفي الناس ---------- غريباً من سائر الغرباء ولو ترى المنبر الذي كنت تعلوه ---------- علاه الظلام بع الضياء يا إلهي عجل وفاتي سريعاً ---------------- فلقد تنغصت الحياة يا مولائي وأنشدت الزهراء ( عليها السلام ) بعد وفاة أبيها ( ص) : وقد رزئنا به محضاً خليقته ---------------- صافي الضرائب والأعراق والنسب وكنت بدراً ونوراً يستضاء به -------------- عليك تنزل من ذي العزة الكتب وكان جبريل روح القدس زائرنا ------------ فغاب عنا وكل الخير محتجب فليت قبلك كان الموت صادفنا --------------- لما مضيت وحالت دونك الحجب إنا رزئنا بما لم يرز ذو شجن --------------- من البرية لاعجم ولا عرب ضاقت علي بلاد بعد ما رحبت -------------- وسيم سبطاك خسفاً فيه لي نصب فأنت والله خير الخلق كلهم ----------------- وأصدق الناس حيث الصدق والكذب فسوف نبكيك ماعشنا ومابقيت --------------- منا العيون بتهمال لها سكب وقالت الزهراء ( عليها السلام ) : إذا مات يوماً ميت قل ذكره ------------------ وذكرُ أبي مذ مات والله أزيد تذكرت لما فرق الموت بيننا ----------------- فعزيت نفسي بالنبي محمد فقلت لها : إن الممات سبيلنا ---------------- ومن لم يمت في يومه مات في غد وقالت الزهراء ( عليها السلام ) : قل للمغيب تحت أطباق الثرى -------------- إن كنت تسمع صرختي وندائيا صبت علي مصائب لوأنها ----------------- صبت على الأيام صرن لياليا قد كنت ذات حمى بظل محمد --------------- لا أخش من ضميم وكان حماليا فاليوم أخشع للذليل وأتقي ----------------- ضيمي وأدفع ظالمي بردائيا فإذا بكت قمرية في ليلها ------------------ شجناً على غصن بكيت صباحياً فلأجعلن الحزن بعدك مؤنسي ------------- ولأجعلن الدمع فيك وشاحيا ماذا على من شم تربة أحمد --------------- أن لا يشم مدى الزمان غواليا ولها ( عليها السلام ) : كنت السواد لمقلتي ----------------------- يبكي عليك الناظر من شاء بعدك فليمت --------------------- فعليك كنت أحاذر ولها ( عليها السلام ) وقد ضمنت أبياتاً وتمثلت بها : قد كنت لي جبلاً الوذ بظله ---------------- فاليوم تسلمني لأجرد ضاحٍ قد كنت جار حميتي ماعشت لي ----------- واليوم بعدك من يريش جناحي وأغض من طرف وأعلم أنه ------------- قد مات خير فوارسي وسلاحي حضرت منيته فأسلمني العزا-------------- وتمكنت ريب المنون جواحي نشر الغراب علي ريش جناحه ------------ فظللت بين سيوفه ورماح إني لأعجب من يروح ويغتدي ------------- والموت بين بكورة ورواح فاليوم أخضع للذليل وأتقي ------------------- ذلي وأدفع ظالمي بالراح وإذا بكت قمرية شجناً بها -------------------- ليلاً على غصن بكيت صباحي فالله صبرني على ماحل بي ------------------- مات النبي قد انطفى مصباحي ولما دفن (ص) قالت " فاطمة " إبنته ( عليها السلام ) : اغبر آفاق السماء وكورت ------------------- شمس النهار وأظلم العصران فالأرض من بعد النبي كئيبة ------------------ أسفاً عليه كثيرة الرجفان فليبكه شرق البلاد وغربها ------------------- ولتبكه مضر وكل يمان وليبكه الطود المعظم جوه -------------------- والبيت ذو الأستار والأركان ياخاتم الرسل المبارك ضوءه ---------------- صلى عليك منزل القرآن وقالت ( عليها السلام ) : اذا اشتد شوقي زرت قبرك باكياً ------------- انوح وأشكو ما أراك مجاوبي ياساكن الغبراء غالبني البكا ---------------- وذكرك أنساني جميع المصائب فإن كنت عن عيني في التراب مغيباً --------- فما كنت عن قلبي الحزين بغائب |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لوح فاطمة الزهراء عليها السلام | معصومة اهل البيت | نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها | 32 | 23-10-2020 04:26 PM |
{أقوال عن فاطمة الزهراء}عليها السلام | قرة عيني رقية | نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها | 6 | 15-04-2013 12:50 PM |
فضل فاطمة الزهراء( عليها السلام ) | مهدية | نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها | 27 | 04-12-2012 11:50 AM |