الحلقة الثالثة : ألامام الحسين ومشروع الحب الوجودي
وألامام الحسين عليه السلام في حركته لاصلاح مافسد من نفوس وما إنحرف من عقول , لم يكن داعية سلطة كما قد يتصور البعض , وإن كان الحكم العادل ضرورة من ضرورات ألاجتماع , قال تعالى " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط " والقسط هو العدل , ويزيد بن معاوية أفسد العدل وشوه الحكم ومن قبله أبيه معاوية الذي قال عنه ألامام علي مستبقا ألاحداث برؤية تكشف هوية المصطفين وهي ثقافة قرآنية غيبت بتعمد واضح من قبل بني أمية , ثم جاء من سايرهم في إنحرافهم , فوضعت الروايات المنحرفة الموضوعة , حيث قال ألامام علي عليه السلام سيليكم من بعدي رجل واسع البلعوم مندحق البطن يأكل مايجد , ويطلب ما لايجد , وسيأمركم بشتمي والبراءة مني , أما الشتم فأشتموني فأنها نجاة لكم وزكاة لي , وأما البراءة , فلا تتبرأوا مني , فأني ولدت على ألايمان بالفطرة , وهو تعبير عن الحب الوجودي بين المخلوق والخالق , والذي جسده النبي يوسف عليه السلام عندما واجه إغراءات زليخة زوجة بوتيفار عزيز مصر " وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت ألابواب وقالت هيت لك , قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي أنه لايفلح الظالمون " – 23- يوسف –
وعبارة " أنه ربي الذي أحسن مثواي " هو التعبير عن الحب الوجودي بين المخلوق والخالق والذي يسمو على كل حب أخر , ثم هو تعبير عن الوفاء لمن خلق ثم هدى , وألامام الحسين جسد هذا الحب في حركته ألاحتجاجية ضد الظلم وهمجية الطغيان ومن معالم التجسيد والتطبيق الذي يدل على أحتراف عرفاني عالى البناء , وهذا ألاحتراف العرفاني قصر عنه بعض الخلص من الصحابة دون ألاساءة الى شخصياتهم مثل " عبد الله بن عباس وهو حبر ألامة , ومثل " عبد الله بن عمر , الذي قال للامام الحسين : أرجع فقد سمعت رسول الله "ص" يقول : أن أبني هذا يقتل بشط الفرات " وعندما سمع ألامام الحسين ذلك قال لعبد الله بن عمر : هذا يدل على وجوب توجهي الى كربلاء وصحة مشروعي ألاصلاحي , وهو من قال : ما خرجت أشرا ولا بطرا ولكن لطلب ألاصلاح في أمة جدي "
__________________
الحمد لله على كل حال وفي كل حال
|