استيراد اللحوم المبردة من استراليا لتغطية حاجة السوق

[نور فاطمة]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد على آل محمد

الوسط - فاطمة عبدالله
أكد رئيس مجلس إدارة شركة البحرين للمواشي إبراهيم زينل أنه تم استيراد ما يقارب 450 رأس من اللحوم من استراليا التي كانت مبردة، وذلك لتغطية النقص وتلبية حاجة الأسواق المركزية.
وقال زينل في حديث إلى «الوسط» «إن الشركة استوردت اللحوم المبردة نتيجة للنقص الذي تشهده الأسواق المركزية من جهة ونتيجة لتأخر الباخرة في إمداد الأسواق باللحوم من جهة أخرى، فإن الشركة بادرت لتغطية النقص واستوردت كمية من اللحوم من استراليا والتي كانت مبردة».
وقد طمأن زينل جميع القصابين والمواطنين، إلى أن طريقة الذبح كانت وفقا للطريقة الإسلامية، إلى جانب أنه تم الإشراف على طريقة الذبح من قبِل الجمعيات الإسلامية الموجودة في استراليا، وبإشراف من الحكومة الأسترالية.
وبين أن الكثير من دول الخليج كالإمارات والكويت تستورد اللحم المبرد من استراليا، منوها إلى أن الشركة دعمت هذه اللحوم وقدمتها بالأسعار نفسها.
وذكر زينل أن الشركة تسعى إلى سد النقص وخصوصا أن هناك نقصا في لحوم الأغنام، في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق وفرة في لحوم الأبقار، مبينا أن النقص أثناء شهر رمضان أمر لابد منه وخصوصا أن نسبة الطلب تزداد خلال هذه الفترة.
وكان عدد من القصابين شكا أمس من أن اللحم الموجود حاليّا مبرد ومستورد من استراليا، في الوقت الذي أثاروا فيه سؤالا عما إذا كانت اللحوم مذبوحة وفقا للشريعة الإسلامية أم لا، إلا أن تصريح زينل أجاب على أسئلة القصابين.
وأوضح أحد القصابين في حديث إلى «الوسط» أن شركة البحرين للمواشي أعلنت أنه سيتم توفير 100 ألف رأس من الماشية للعام 2009، مشيرا إلى أن هذا المخزون أقل من العام الماضي وخصوصا أن نسبة الطلب زادت هذا العام بنسبة 30 في المئة.
ولفت القصاب مجيد الحليبي إلى أن الشركة بسبب النقص وقلة المخزون أكدت للقصابين مسبقا أنه سيتم استيراد لحم مبرد على أن يكون مستوردا من باكستان ومذبوحا وفقا للشريعة الإسلامية، مبينا أن القصابين تفاجأوا أمس الأول (الخميس) بأنه تم ملء الأسواق المركزية باللحوم المبردة والمذبوحة من أستراليا، منوها إلى أن القصابين واجهوا مشكلة مع المستهلك، إذ إن الأخير تساءل ما إذا كان اللحم حلالا أم حراما، مشيرا إلى أن شركة المواشي لم تعلم القصابين بشرعية هذا اللحم، وما إذا كانت هناك لجنة إشرافية على الذبح، أم إذا كان هناك ممثلون من الشركة عاينوا طريق الذبح في استراليا، لذلك فإن القصابين واجهوا مشكلة بسبب أسئلة المستهلكين.
وذكر القصابون أنهم أصبحوا في واجهة المدفع، على رغم أنهم أبلغوا المستهلكين بأن اللحم مبرد ومستورد من استراليا، إلا أن البعض أثار الضجة، والبعض الآخر أعاد اللحم بعد أن تم تقطيعه لعدم علمهم ما إذا كان تم الذبح وفقا للشريعة الإسلامية، مشيرين إلى أنه كان على الشركة إبلاغ المستهلكين مسبقا بأنه سيتم استيراد لحم مبرد من استراليا وبأنه تم ذبح اللحوم وفقا للشريعة الإسلامية، منعا للإحراج مع المستهلكين.
كما استنكر القصابون في الوقت ذاته الأحاديث الدائرة على أن القصابين يقومون بتخزين اللحوم نافين هذه الإشاعات، وقال: «إن اللحم لا يخزن فإذ خزن فإنه يفسد(. إن بعضنا يتعامل مع بعض الزبائن لذلك فإن القصاب في هذه الحالة يقوم بوضع اللحم في البراد حتى يأخذ الزبون حصته».
وأكد الحليبي أن سيناريو نقص اللحوم في رمضان تكرر هذا العام أيضا ليكون متشابها مع الأعوام الماضية، وعلى رغم زيادة الطلب على اللحوم بشكل كبير خلال هذا الشهر، فإن هذا السيناريو غالبا ما ينتهي في النصف الأول من شهر رمضان.
وذكر القصابون أن الأسواق حاليّا تواجه نقصا في اللحوم بنسبة تصل إلى 40 في المئة، مشيرين إلى أن نسبة الطلب تزداد في شهر رمضان الكريم وخصوصا أنه يعتمد على اللحوم في وجبة الإفطار.
إلى ذلك قال عضو مجلس بلدي الوسطى صادق ربيع الذي كان في جولة في السوق المركزي: «إن استيراد اللحوم من استراليا هو مسألة دينية وخصوصا في ظل غياب معرفة القصابين ما إذا كان تم الذبح وفقا للشريعة الإسلامية أم لا (. إن هذه المسألة هي مسألة حلال وحرام، وخصوصا أن الشركة أكدت مسبقا للقصابين أنه سيتم استيراد اللحم المبرد من باكستان، إلى جانب أنه سيكون مدعوما لذلك فإنه كان من واجب الشركة إعلام القصابين والمواطنين بذلك وخصوصا أن بعضهم ليس له علم».
وأضاف «نحن لا نختلف ولا نعترض على أن اللحم جاء من استراليا وإنما سبب الاختلاف يعود إلى جهل القصابين والمواطنين بشرعية الذبح(. لقد كان من الواجب إعلان شرعية الذبح حتى لا تثار الضجة بين المواطنين على أن توضح الشركة أن الذبح كان وفقا للشريعة الإسلامية».
واستنكر ربيع من تكرر موضوع نقص اللحوم في رمضان في كل عام، مشيرا إلى أن كل دولة توفر اللحوم ومستلزمات رمضان إلى مواطنيها وكل شيء يكون على خير ما يرام، مبينا أن البحرين دائما في رمضان تشهد السيناريو نفسه الذي يدور حول نقص اللحوم خلال الشهر الكريم في ظل زيادة الطلب، منوها إلى أن الدليل على نقص اللحوم هو أن المواشي الموجودة في سترة لا يوجد فيها احتياطي.
ويشار إلى أن المواطنين تهافتوا خلال الأيام القليلة الماضية على الأسواق المركزية لشراء اللحوم ما أدى إلى نفاد كميات لحم الغنم من الأسواق.