لا لرواديد الطرب
أن بعض اللاهثين وراء الشهرة، أو الساعين للتكسّب والربح المادي؛ قد دخلوا على الخط الحسيني، فحلّت قيم السوق محلّ قيم الدين، ولم يعد مهما عند هؤلاء أن يبتدعوا "صرعات" في المراثي أو الأناشيد دون أدنى التفات إلى المعايير والموازين الشرعية، أو الحفاظ على أصالة العزاء الحسيني، أو الإنشاد الديني. وبعضهم يستغل أية ثغرة أو يتشدّق بأي قول من فتاوى الفقهاء، فيتتبّع شواذها ليزيّن في عيون الناس ما يصنع ويبرئ نفسه من تهمة خرق أحكام الله تعالى! وهو لا يروم إلا التكسّب والتأكّل باسم أهل البيت (عليهم السلام) لا لغرض الأجر والثواب والعمل الصالح .. ندعو إلى الحفاظ على أصالة العزاء الحسيني، أو الإنشاد الديني، بحيث لا يخرج عن نقاوته وصفائه، ولا يتعكّر بأساليب أهل الفساد من المغنين والمطربين، الذين يتسابق بعض هؤلاء المنشدين على تقليدهم بذريعة خلق البديل عند الشباب! وهذا عذر أقبح من ذنب، ولا يتفوّه به المؤمن الموالي، إذ لا يُطاع الله من حيث يُعصى، كما في الحديث عن أئمتنا الأطهار عليهم الصلاة والسلام. وليس مجرّد خلق البديل موجبا لسلوك مثل هذا السبيل، وإلا وجب علينا أن نخلق للخمر بديلا ! إن ما نراه اليوم هو خروج كثير من هذه الأنتاجات عن الحد المعقول والمقبول، سواء بالنص المكتوب، أو اللحن المستعمَل، أو المعالجة الصوتية، أو إقحام آلات اللهو، أو تركيز الضوء على المُلقي أكثر من اللازم، والتصنّع الزائد عن الحد في حركاته وسكناته وصوره حتى يخيّل للوهلة الأولى أنه مطرب وليس برادود ! وكما نلاحظ قد انتشرت في هذه القنوات المنسوبة للمذهب الحق ( الفيديو كليب الحسيني ) وهو أن يقوم الرادود الحسيني بذكر مصائب أهل البيت عليهم السلام، أو بذكر مواليدهم الشريفة .. ويقوم بتصوير هذه الفيديوهات في الحدائق العامة أو على شواطئ البحر أو على الجبال وغيرها.. ويرتدون ملابس غريبه ويستعرضون انفسهم وعندما تشاهدهم كأنك تشاهد (عارض ازياء)ولا يجب السكوت عن هذا الإنحراف فعدم مواجهته اليوم، ستكون له مضاعفات خطرة في المستقبل.
|