دروس من ثورة الحسين عليه السلام

[الاء الرحمن]

الدرس الثامن
نتعلم من ثورة الحسين (ع) كيف نحافظ على ارتباطنا وعلاقتنا مع خالقنا عز وجل، وكيف نتذكره دائماً ولا ننشغل عنه حتى في اشد الصعاب وأقسى الظروف.

وفي الحقيقة فان كثرة الدعاء ودوام المناجاة مع الله تعالى، دليل على شدة التعلق بالله تعالى، وهذه هي غاية السعادة، حيث يقول الله تعالى

[ فأذكروني أذكركم ] البقرة –152.

[ الا بذكر الله تطمئن القلوب ] الرعد – 18.

[ يا ايها الذين آمنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا، واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون] الانفال –45.

ولذلك لم يفارق الدعاء والذكر شفتي الامام الحسين (ع)، وكان يناجي ربه عز وجل في كل لحظة وهو على تلك الحال، لان تعامله الحقيقي انما هو مع الله تعالى.

فمرة يقول (ع) :

(اللهم انك ترى ما انا فيه من عبادك هؤلاء العصاة). ومرة اخرى يودع ولده الرضيع وهو يقول:

(هون ما نزل بي انه بعين الله).

وتارة يستقبل السهم بقلبه الشريف وهو يقول :

(بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله).

وهكذا كان متعلقاً بكل جوانـحه وجوارحه بالـخالق عزوجل، ولم ينشغل عنه طرفة عين، وكيف ينشغل عنه وهو يجاهد بين يديه وفي حضرته عز وجل.

وقد ورد في بعض الأخبار ان الإمام علي (ع) اخبر أصحابه في أثناء المعركة بان وقت الصلاة قد حان، فقيل له، أهذا وقت الصلاة؟ فاجابهم (ع): فلماذا نقاتلهم اذاً؟!

هكذا ينبغي ان يكون الـمجاهد الحقيقي، فلا ينشغل بشيء – مهما كان – عن سيده ومولاه وخالقه عز وجل، فانه هدفه الاول والأخير، وهو غاية ما يريد.



الهي هب لي كمال الانقطاع إليك، وأنِر أبصار قلوبنا بضياء نظرها اليك حتى تخرق ابصار القلوب حجبَ النور فتصل الى معدن العظمة وتصير ارواحنا معلقة بعز قدسك، الهي واجعلني ممن ناديته فأجابك ولاحظته فصعق لجلالك...

اللهم لك الحمد حمد الشاكرين لك على مصابهم، الحمد لله على عظيم رزيتي.. اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود، وثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين، وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام.

النجف الأشرف

حيدر اليعقوبي

11 / صفر / 1425هـ

2 / نيسان / 2004م