حكم شعرية لأمير الكلم وسيد البلغاء الإمام علي عليه السلام

[نور موسى الكاظم]

لماذا التكبر؟!

الناسُ من جهة التمثال أكفاءُ ... أبوهمُ آدم , والأمُ حواءُ

وإنما أمهاتُ الناس أوعيةٌ ... مُستودعات , وللأحساب آباءُ

فإن يكن لهم من أصلهم شرفٌ ... يتفاخرون به , فالطين والماءُ


فضل العلم

ما الفضلُ إلا لأهل العلم إنهم ... على الهُدى لمن استهدى أدلاءُ

وقيمة المرء ماقد كان يُحسنه ... والجاهلون لأهل العلم أعداءُ

فقُم بعلم , ولا تطلب به بدلا ... فالناسُ موتى , وأهل العلم أحياءُ


في الصبر ...

إني وجدت , وفي الأيام تجربةُ ... للصبر عاقبةً , محمودة الأثر

وقلّ من جدّ في أمر يُطالبُه ... واستصحب الصّبر , إلا فاز بالظّفر

لكُل من الأيام عندي عادةٌ ... فإن ساءني , صبرٌ وإن سرني , شُكرُ

إصبر قليلاً فبعد العُسر تيسيرُ ... وكل أمر لهُ وقتٌ وتدبيرُ

وللمهيمن في حالاتنا نظرُ ... وفوق تقديرنا لله تقديرُ


فضيلة الصمت

أدبتُ نفسي , فما وجدت لها ... بغير تقوى الإله , من أدب

إن كان من فضة , كلامك يا ... نفسُ فإن السكوت , من ذهب

في الرزق

أبُني , إنّ الرزق مكفولٌ به ... فعليك بالإجمال فيما تطلبُ

لا تجعلنّ المال كسبك مُفردا ... وتقى إلهك فاجعلن ما تكسبُ

كفل الإله برزق كل بريّة ... والمالُ عاريةٌ , تجيءُ وتذهبُ

والرزقُ أسرعُ من تلفُت ناظر ... سبباً , إلى الإنسان حين يُسبّبُ


في ذكر الموت

تؤمل في الدنيا طويلاً , ولا تدري ... إذا جنّ عليك الليلُ هل تعيش إلى الفجر

فكم من صحيح مات من غير علة ... وكم من عليل عاش دهراً على دهر

وكم من فتى يُمسي ويُصبح آمناً ... وقد نسجت أكفانهُ وهو لا يدري


في الطمع

دع الحرص على الدنيا ... وفي العيش فلا تطمع

ولا تجمع من المال ... فلا تدري لمن تجمع

فإن الرزق مقسومٌ ... وكدُّ المرء لا ينفع

فقير كُل من يطمع ... غنيُّ كُل من يقنع


في الصبر

ألا فاصبر على الحدث الجليل ... وداو جواك بالصبر الجميل

ولا تجزع وإن عسرت يوماً ... فقد أيسرت في دهر طويل

ولا تيأس فإن اليأس كُفرٌ ... لعل الله يُغني من قليل

رأيت العسر يتبعهُ يسارٌ ... وقول الله أصدق كُل قيل


في الظُلم

لا تظلمنّ إذا كنت مُقتدراً ... فالظلم مرتعُه يُفضي إلى الندم

تنامُ عينُك والمظلومُ مُنتبهٌ ... يدعو عليك وعين الله لم تنم


في ذم الدنيا

النفس تبكي على الدنيا وقد علمت ... أن السلامة فيها ترك مافيها

لا دار للمرء بعد الموت يسكُنها ... إلا التي كان قبل الموت بانيها

أين الملوك التي كانت مُسلّطة ... حتى سقاها بكأس الموت ساقيها ؟

أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ... ودورُنا لخراب الدهر نبنيها

كم من مدائن في الآفاق قد بُنيت ... أمست خراباً ودان الموت أهليها