السعادة الزوجية - عالم الحياة الزوجية - الأسرة و العلاقات الاجتماعية ![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#6 |
( мѕнααя αℓкнgℓ) مشرفة قسم السعادة الزوجية
●• فاطمية متميزة •● ![]() تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: القطيف الحبيبة
العمر: 36
المشاركات: 130
معدل تقييم المستوى: 509 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() القسم السادس : إشباع الجانب الإنساني طريق لاستقامة الأسرة. قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} صدق الله العليُّ العظيم. الفارق بين الإنسان والحيوان: استعرضنا وإياكم بعض العوامل المؤثرة في السلوك السوي في تربية الأسرة لأبنائها في البحوث السابقة، واليوم نشير إلى عامل آخر مؤثر في استقامة الأسرة وسلوكها السوي، وهذا العامل يرتبط بإبراز الفارق الأساسي بين الإنسان والحيوان، وحتى تتضح هذه النقطة بجلاء، لابد أن نُؤكد على أنّ الكثير من الناس عندما يتحرك في مجالات الحياة المختلفة يكون الدافع لحركته هو إشباع الجانب الغريزي في وجوده، أي يُشبع ظمأ الجانب الحيواني من شخصيته ويتناسى ذلك الظمأ الآخر الموجود في حقيقة وجوده ألا وهو الجانب الإنساني في شخصيته، ولذا، تقع المسؤولية على رب الأسرة في إلفات نظر الطفل منذ نعومة أظفاره على الاهتمام بهذا الجانب. مسؤولية الأب والأم في إبراز دور العقل: إذا لم يقم الأب والأم بالتركيز على أهمية الجانب الإنساني في شخصية الأبناء، فلن يستطيعا أن يجعلا السلوك الصادر منهم سلوكاً سوياً ومستقيماً ومنسجماً مع عالم القيم والمثل، لأنّ الدافعية والمحركية الأولى لدى الإنسان والتي تجعله ينسجم معها - بادئ ذي بدأ - هي التي تحركه نحو إشباع الجانب الحيواني في شخصيته الذي يُؤدي إلى نسيانه للجانب المعنوي. والذي يُذكره بهذه الجنبة المعنوية في شخصيته هو الفكر الذي يستند إلى العقل، والعقل يحتاج إلى العلم. إذاً الفكر كمبدأ أولي يحتاج رب الأسرة وكذلك الأم أن يُؤكدا عليه دائماً وأبداً، ولذا، نجد تركيزاً في بعض كلمات الأئمة من أهل البيت عليهم السلام على هذه الجنبة وإلفات نظر بعض أصحابهم لها، وسأُشير إلى مثال في غاية الوضوح، فعندما ننظر إلى عالم الحيوان ونرى الأحقاب التاريخية البعيدة لا نجد تقدماً يذكر لعالم الحيوان، فالله تعالى يقول :{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ}، فهذا التقدم الهائل والكبير في عالم النحل أو في عالم النمل إنما يستند إلى الغريزة فقط، وليس هناك قدرة عقلية توجب لهذا الحيوان الإبداع والتقدم إلى الأمام، بينما نجد أنّ الإنسان في كل حُقبة زمنية تمر عليه يزداد في معارفه وفي قوة إدراكه وفي الطرق التي بها يستطيع أن يُسخّر وسائل الحياة المختلفة في تقدمه ورفاهيته، وهذه القوة والقدرة الفائقة لا وجود لها في عالم الحيوان. وقد أشار إمامنا الصادق عليه السلام في حديثه إلى المفضل بن عمر إلى الفارق بين الحيوان والقرد بالرغم من أنّ القرد كثير الشبه بالإنسان، ولكنه لا يستطيع أن يتقدم هذا التقدم الكبير والهائل الموجود لدى الإنسان. فالتقدم الإنساني -كما ذكرتُ- يستند إلى الفكر، والفكر يستند إلى العقل، فالأب والأم في الأسرة بحاجة مستمرة إلى التأكيد على هذه القوة الهائلة المودعة في الإنسان وهي العقل. دور العقل في استقامة سلوك الإنسان: إنّ للعقل أهمية بالغة في نطاق الأسرة على مختلف الأصعدة ، ولذا، ينبغي على الأب والأم التأكيد على دور العقل ومساره الجوهري في حياة ذلك الولد أو في حياة تلك البنت، بمعنى أن يتحدث الأبوان لأبنائهما عن الدور الكبير للعقل في كبح جماح الشهوة وترويض الجانب الحيواني بحيث يستقيم مع ما أمر الله تبارك وتعالى به. ولذا، لا بد من التأكيد على أنّ العقل هو من أهم قوى الردع في الإنسان التي تحمي الأسرة من الوقوع في الانحراف حتى أنّ بعض اللغويين يشير إلى أنّ تسمية العقل ناشئة من عَقَلَ الشيء بمعنى ربطه، فالعقل يستطيع أن يربط الإنسان على مبدأ الاستقامة والثبات. وكي لا يقع العقل تحت سيطرة الجهل والخمول فلابد من تنشيط العقل من خلال عاملين هامين: الأول: العلم أي أنّ الأب والأم مسؤولان عن التأكيد على جانب العلم في شخصية الطفل والبنت كي يُتاح لهذا الولد ولتلك البنت أن يُنمِيا من قدرة تلك القوة المودعة والهائلة التي يستطيعان الاستناد عليها في كل مراحل الحياة المختلفة. الثاني: التفكير إنّ تفكير الإنسان وتأمله في وجه المقارنة بين نفسه والحيوان من جهة أو بينه وبين أخيه الإنسان غير المكتمل عقلياً أي المصاب بالتخلف العقلي من جهة أخرى، يجعله يشعر بالفارق الكبير بينه وبين ذلك الإنسان غير المكتمل عقلياً، وعندها سوف يعلم القيمة الحقيقية لنعمة العقل التي منحه الله إياها، كما أنه عندما يرى في المجتمع بعض الأشخاص الذين تقدم به السن حتى أصبحوا فاقدي الوعي والإدراك أو غير قادرين على التفكير والتركيز بشكل صحيح فسوف يستشعر حقيقة نعمة التفكير التي ترسم شخصية الإنسان وطريقة وأسلوب تفكيره. دور العقل في توجيه القدرات الإنسانية: من هنا يأتي دور العقل بهذا التأمل والتفكير الدقيق لاستخدام قدرات الإنسان فيما يريده الله تبارك وتعالى، ولذا، نجد أنّ الجنوح إلى الانحراف عند بعض الأبناء يتأتى من خلال عدم الوعي بأهمية العقل المودع لديه من قبل الله، فلا يوجد لديه احترام وتقدير لذاته وشخصه، وأحياناً يتعامل مع نفسه كحيوان، وبذلك يُعطّل تلك القدرة الهائلة والكبيرة المودعة فيه من لدُن الله تعالى، والتي يتميز بها عن عالم الحيوان، الذي لا يعي ولا يستطيع أن يتقدم ولا يمكنه أن يُسخّر قُدراته في طُرقٍ تُوجب له التقدم. وهناك نقطتان هامتان أريد أن أُركز عليهما : أولاً: الربط بواسطة العقل بين عالمي المادة والمعنى ، بمعنى أنّ على الأب والأم أن يُوضحا لأبنائهما الفارق بين العالم المرئي المحسوس الذي يُتعَامَل معه وبين العالم غير المرئي وغير المحسوس، أي عالم المجرد، وبالتالي يُؤكدان على تلك الجنبة غير المرئية في وجود الإنسان بواسطة العقل شيئاً فشيئاً، وبهذه الطريقة سوف يجعلان ذلك الولد وتلك البنت أكثر إدراكاً لأهمية ذلك العالم غير المرئي من خلال الاستناد إلى قوة وقدرة العقل لديهما. ثانياً: الربط الوثيق بين عالمي الدنيا والآخرة، الذي يتأتى من خلال قيام الأب أو الأم بالمقارنة لأبنائهما بين ذلك الإنسان الذي استطاع أن يستفيد من الحياة في تحقيق أهدافه وطموحاته قبل أن ينتقل إلى العالم الآخر وبين ذلك الإنسان الذي لم يستفد من الحياة ولم يسعَ فيها لتحقيق أهدافه وطموحاته قيل أن يرحل عنها، وهذا النوع من المقارنة يُعطي درساً عظيماً في أنّ ذلك الإنسان الذي كان يُشاركك في الوجود وفي القدرات وفي الكثير من المواهب والصفات قد انتهى دوره في هذه الحياة، فله ما حقق من انجاز في عالم المعنى، وعلى رب الأسرة أن يُؤكد على أهمية ذلك الإنجاز في حياته الأخروية التي هي الحياة الحقيقية كما يشير إلى ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}، يعني هذه الحياة الدنيا التي نعيشها ليست هي الحياة الحقيقية لأنه مهما يحصل للإنسان من مكاسب في عالم الدنيا فهو مشوب بالكدر والألم، ولا يستطيع الإنسان مهما أوتي من قوة وقدرة في كل جوانب الحياة أن يعيش من دون ألم أو تعب، فلا يمكن لأي إنسان أن يعيش الرغد الكامل الذي يشير إليه قوله تعالى: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}، لذلك نجد في حديث أئمتنا عليهم السلام في كلمة رائعة لإمامنا أمير المؤمنين عليه السلام يقول لأحد أبنائه: ((واعلم يا بنيَّ إنك لن تنال لذَّة إلا بفقد أخرى))، أي لن تستطيع في هذا العالم المادي أن تحقق جميع ما تصبو إلى تحقيقه من لذات دون أن تفقد لذة أخرى في قبالها، فإذا أراد الإنسان أن يصل إلى أعلى مراتب العلم فيحتاج أن يستفرغ الوسع ويبذل الجهد الكبير، كما أنه إذا أراد أن يتقدم اقتصادياً فيحتاج أيضاً إلى بذل الجهد والعمل الدؤوب كي يتحقق طموحه، وهذا التقدم يسلب الإنسان الكثير من الراحة، فلا تُوجد لذة من اللذات في هذا العالم المادي الذي نعيشه دون أن نفقد لذة أخرى في قبالها، لكن عالم الآخرة كما يشير القرآن الكريم لا وجود فيه للنصب والتعب، ولذته دائمة، ولا يفقد معها الإنسان أي لذة أخرى. أهمية المقارنة في إحداث التفكير المتوازن: من خلال هذه المقارنات الدقيقة التي تعتمد كلها على أهمية العقل والإدراك السليم في وجود الإنسان، يستطيع الأب أن يبني ذلك الولد وتلك البنت منذ البدايات الأولى على الارتباط بعالم القيم، بحيث يدفع ذلك الولد إلى التفكير بتوازن، فلا ينجرف في عالم الشهوة، ولا ينجر إلى عالم الحيوانية المحضة كما يحصل لبعض الأبناء، وإنما يعلمه الطريقة الصحيحة للتفكير إلى أن يتأصل هذا الجانب العقلي في شخصه، فيبدأ يُثمر ويُعطي عطاءً مباركاً في سلوكه من خلال قدرته على تقييد ولَجم زمام شهواته بما ينسجم مع المبدأ الإلهي، وهذا الأسلوب هو الذي يضمن تقويم سلوكه واستقامته في سيره التكاملي نحو الله تبارك وتعالى. ومبدأ التفكير أكدت عليه الروايات الواردة من أهل البيت عليهم السلام عبر العقل تارة وعبر تنمية العقل تارة أخرى، فنجد في كلمات علي عليه السلام القصار قوله: ((لا عبادة كالتفكر لله عز وجل))، بشرط أن يكون هذا التفكر لهدف وغاية، وهي وصول الإنسان بهذا التفكر لله عز وجل، وبعض الكلمات الأُخرى يقول: (( لا عبادة كالتفكر في أمر الله)) أو ((في ما خلق الله))، يعني في عالم الملك والملكوت اللذين خلقهما الله، فهذا النوع من التفكير سوف يهدي الإنسان إلى طريق الخير ويأخذ به إلى الرشد والسداد. ![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أهميّة بناء الأسرة | آهآت زينبية فاطمية | السعادة الزوجية - عالم الحياة الزوجية - الأسرة و العلاقات الاجتماعية | 10 | 26-04-2014 11:03 PM |
[شرح] مشكلة الأسرة المعاصرة | حجابي زينبي*حوراء* | السعادة الزوجية - عالم الحياة الزوجية - الأسرة و العلاقات الاجتماعية | 6 | 24-11-2013 04:13 PM |
صور سماحة مولانا الفاضل الرضا عند حرم الامامين الكاظمين | طبيب جروحي الامام علي(ع) | صور الدينيـة,صور أسلامية - صور علماء - صور مراقد و أضرحة المعصومين | 11 | 04-10-2011 12:54 PM |
التلاحم الاسري واهميته في بناء المجتمع | تفاحة الجنان | السعادة الزوجية - عالم الحياة الزوجية - الأسرة و العلاقات الاجتماعية | 3 | 19-06-2011 06:35 PM |
الأسرة والأب الغائب | جنة لبنان | السعادة الزوجية - عالم الحياة الزوجية - الأسرة و العلاقات الاجتماعية | 3 | 07-05-2011 09:04 PM |