اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 04-02-2014, 08:05 PM   #1
الزهرائية
"عشقي حسيني ابدي"
 
الصورة الرمزية الزهرائية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
الدولة: العراق
المشاركات: 239
معدل تقييم المستوى: 2236
الزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond repute
افتراضي الاستغناء يحفظ الكرامة الإنسانية

الاستغناء يحفظ الكرامة الإنسانية
قال أمير المؤمنين علي (ع): "أحسن إلى من شئت تكن أميره، واستغن عمن شئت تكن نظيره، واحتج إلى من شئت تكن أسير1".
إن هذه الكلمات العظيمة تفلسف شرف وحرية وكرامة الإنسان، ذلك أعظم ما يتجلى به الإنسان، هو العزة والكرامة. ولا يوجد في الحياة قيد أو سجن أكثر مهانة من الإحساس بالأسر والقهر والعبودية للآخرين، حيث تكون إرادة الآخرين اقوى من إرادته، وأن يحتل تفكير الآخرين تفكيره وأن يتخلى عن دوره ليقوم بتنفيذ أدوار الآخرين والخضوع لرغباتهم وأمانيهم بكل ذلة؛ وهذا أمر يرفضه الأحرار الذين يرجحون الموت على أن يعيشوا أذلاء في هذه الحياة. يقول الإمام علي (ع) في وصيته لابنه الحسن (ع): "لا تكن عبداً لغيرك وقد جعلك الله حراً2".
في حرب صفين وعندما التقى جيشا علي (ع) ومعاوية قرب الفرات، بادر جيش معاوية إلى الاستيلاء على النهر وحرمان جيش الإمام من الماء وقد استبشر معاوية بذلك واعتبره فتحاً، وعندما وصل الخبر إلى علي (ع) بعث له برسالة جاء فيها: إنا سرنا مسيرنا هذا ونحن نكره قتالكم قبل الاعذار إليكم، فقدمت إلينا خيلك ورجالك فقاتلتنا قبل أن نقاتلك، ونحن من رأينا الكفّ حتى ندعوك ونحتج إليك، وهذه أخرى قد فعلتموها، منعتم الناس عن الماء، والناس غير منتهين، فابعث إلى أصحابك فليخلوا بين الناس وبين الماء وليكفوا لننظر فيما بيننا وبينك وما قدمنا له فإن أردت أن نترك ما جئتنا له ونقتتل على الماء حتى يكون الغالب هو الشارب فعلنا.
ولكن معاوية الذي رأى في عمله هذا فتحاً عسكرياً تملكه الغرور فلم يرعوِ ولم يتراجع عن غيه ضارباً عرض الحائط كل الاعتبارات الأخلاقية والإنسانية؛ وهنا توجه الإمام نحو جيشه واستنهض في أعماق جنوده قيم الحرية والعزة والشرف بعبارات تلتهب حماساً قائلاً لهم: قد استطعموكم القتال فأقروا على مذلة وتأخير محلة أو رووا السيوف من الدماء ترووا من الماء، فالموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين، ألا وإن معاوية قاد لمّة من الغواة وعمس عليهم الخبر حتى جعلوا نحورهم أغراض المنية3 .
واندفعت قوات الإمام نحو الفرات وما هي إلى لحظات حتى أصبح الماء في قبضتهم، وطلب البعض معاملة معاوية وأصحابه بالمثل وحرمانهم من الماء، ولكن الإمام رفض هذا المنطق قائلاً: خذوا حاجتكم من الماء وخلوا عنهم فإن الله قد نصركم ببغيهم وظلمهم.
لقد فعل الإمام ذلك انطلاقاً من منطقه الإنساني الذي استفتحنا به الحديث وهو: أحسن إلى من شئت تكن أميره واستغن عمن شئت تكن نظيره واحتج إلى من شئت تكن أسيره.
إن الحاجة إلى ما في أيدي الناس يعرض الكرامة الإنسانية إلى الخطر في حين تصون القناعة شخصية الإنسان من الذل وتحفظ لها عزتها وشرفها.
وقد قال الإمام (ع) في مناسبة أخرى: أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع.
وقال عليه السلام في شعر ينسب له:
لا تطلبن معيشة بمذلة *****وارفع بنفسك عن دني المطلب
وإذا افتقرت فدوِ فقرك بالغنى *****عن كل ذي تَفس كجلد الأجرب
وقال رسول الله (ص): "ملعون من القى كله على النار4".
وقال (ص): في حديث آخر: "الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله5".




1 غرر الحكم طبعة جامعة طهران، ص584

2 نهج البلاغة، رسالة رقم: 31

3 نهج البلاغة، خطبة رقم: 51

4 الكافي، ج5، ص72

5الكافي، ج5، ص88
__________________



الزهرائية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اي من هذه الثلاث يمكنك الاستغناء عنه ؟ قنسرين الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع 8 24-08-2011 06:50 AM
البصل كالخبز.. لا يمكن الاستغناء عنه سر المكنون الصحة والطب - مواضيع العلمية,الطبية,الثقافية -تحذيرات ,المخاطر الصحية .. 14 25-06-2011 02:00 PM
النفس الإنسانية وسعادتها تفاحة الجنان السعادة الزوجية - عالم الحياة الزوجية - الأسرة و العلاقات الاجتماعية 5 27-05-2011 10:48 AM
الخصوبة الإنسانية في خطر زهرة الياسمين الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع 6 25-04-2011 09:36 AM


الساعة الآن 03:57 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir