اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية ![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
"عشقي حسيني ابدي"
تاريخ التسجيل: Dec 2013
الدولة: العراق
المشاركات: 239
معدل تقييم المستوى: 2236 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الموت في نظر رجال الله الخوف من الموت غريزة طبيعية موجودة لدى جميع الكائنات الحية، من أصغر موجود كالحشرات بل الكائنات أحادية الخلية إلى أكبر حيوان كالفيل والأُسود؛ كلها تفر من الموت ما وسعها ذلك. وهكذا رحل الإمام إلى الرفيق الأعلى وهو يردد كلمة لا إله إلا الله التي قضى حياته في الدفاع عنها والدعوة إليها.
إن تصور فكرة الموت هو من أكثر التصورات رهبة ورعباً، ذلك أن الإنسان لا يهاب شيئاً هيبته للموت، بل إن خوفه من بعض الأشياء إنما منشؤه هو الخوف من الموت، ولولا الموت لما هاب الإنسان شيئاً. إن أقوى الرجال في التاريخ قد أظهروا عجزهم في حضرة الموت، وأبدوا صغاراً وانقلبت عقائد وأفكار بعضهم رأساً على عقب. عندما شعر المأمون خليفة العباسيين القوي بدنو أجله وأفول شمسه، أمر بضرب الخيام في الصحراء، وكان الوقت ليلاً وكانت النيران التي أشعلها الجند هنا وهناك تضفي على المشهد روعة وجلالاً. ورأى المأمون أن كل أمنياته قد ذهبت مع الريح وأن ملكه لن ينفعه في شيء؛ وفي هذه اللحظات راح ينظر إلى السماء ويصيح: يا من ملكه في بقاء ودوام ارحم من مال ملكه وانطوى عزه. كان السلطان سنجر السلجوقي في لحظات حياته الأخيرة يتمتم بأبيات شعرية تظهر عجزه أمام الموت وهو السلطان الذي حارب أعداءه وقهرهم وفتح قلاعهم الحصينة، وظهر له فيما بعد أن ملكه لم يكن سوى مجموعة من الأوهام وأن الملك الحقيقي هو لله سبحانه. إن جميع قصور الأمال والأماني التي يبنيها الإنسان إنما تقوم على أساس منخور، وأن الإنسان يقضي وقته ينسج من خيوط الأمل ولحمة الأوهام حياته، وإذا كل ذلك يذهب في لحظة واحدة وإثر حادثة صغيرة، وحينها يدرك أن كل ما رسمه من خطط لم يكن إلا على صفحة من الماء، وعندها تنقلب أفكاره، وتتبخر أمانيه. لنفترض أن إنساناً كان يمضي في طريقه وهو يحلم بالمستقبل وبالأماني العراض ويخطط لذلك، ثم أخبره الأطباء فجأة بأنه مبتلىً بمرض سرطاني لا يمكن علاجه فماذا سيحدث حينها في أعماق ذلك الإنسان؟ لسوف يدوي انهيار أمانيه وآماله وتنهار جميع خططه كمدينة تجتاحها السيول المدمرة التي تجرف أمامها كل شيء، بل كمدينة تستيقظ على دوي انفجار ذري يحول كل شيء فيها إلى مجرد حطام وركام. قد يتعرض إنسان إلى حادث رهيب يرى فيه الموت منتصباً أمام عينيه، كسقوط الطائرة التي يستقلها أو غرق السفينة التي يركبها ثم تدفعه الأمواج إلى شاطئ النجاة، فستبقى هذه الحوادث المروعة حية في ذهنه وتغير وتقلب الكثير الكثير من أفكاره، حيث يظهر بجلاء زيف الأماني وخواء الآمال التي بنى عليها قصوره الخيالية وإذا كلها تنهار في لحظة واحدة عندما دوت قنبلة الموت وتحول كل شيء إلى ركام. ولكن القصور التي تنهض على أساس من الإيمان والعلم والعقيدة لا يؤثر فيها الموت أبداً. إنها تقوم على أسس صلبة متينة. يقول أفلاطون: "لم يتوقف سقراط الحكيم في لحظات عمره الأخيرة عن تعليم تلاميذه، كان يفيض عليهم من حكمته وهو على أعتاب الموت، أما نحن التلاميذ فقد خنقتنا العبرة ولم نكن لنجرؤ على البكاء أمامه إلى أن أنهى درسه الأخير، ومن ثم تناول كأس السم فتجرعه حتى النهاية". نعم، إن الموت رهيب إذا ما ارتبط بالفناء والعدم والانتهاء، فالزوال والفناء والعدم أمور تبعث الوحشة في القلب، ولكن الأمر سيتغير إذا ارتدى الموت حلة أخرى فكان قنطرة تنقل الإنسان من عالم إلى آخر، وعندها يصبح أمراً محبباً خاصة لدى رجال الله الذين يهرعون إلى الموت كظامئين يرون من بعيد نبع ماء الأزل. فهذا علي بن أبي طالب عندما هوى السيف على هامته هتف من أعماق قلبه: فزت ورب الكعبة. لقد انتهت رحلة العذاب لديه وبدأ زمن الوصال مع ربه ومعبوده، وإذا الموت لديه أمر كان ينتظره. يقول (ع): "والله ما فجأني من الموت وارد كرهته ولا طالع أنكرته، وما كنت إلا كقارب ورد وطالب وجد، وما عند الله خير للأبرار". لم يهز الموت علياً بل بقي ثابتاً، بل كانت روحه تتألق كلما دنت ساعة الرحيل، وكان جل همه أن يوصي الأجيال بالأهداف التي جاهد من أجلها وضحى في سبيلها. يقول (ع): "وصيتي لكم أن لا تشركوا بالله شيئاً، ومحمد (ص) فلا تضيعوا سنته. أقيموا هذين العمودين وأوقدوا هذين المصباحين" ثم يتوجه إلى الحسن والحسين فيوصيهما قائلاً: "أوصيكما بتقوى الله وألا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما، وقولا بالحق واعملا للأجر وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً. أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم، فإني سمعت جدكما (ص) يقول: "صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام". الله الله في الأيتام فلا تغبوا افواههم ولا يضيعوا بحضرتكم. والله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم مازال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم، والله الله في القرآن لا يسبقنكم بالعمل به غيركم، والله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم. والله الله في بيت ربكم لا تخلوه ما بقيتم فإنه إن ترك لم تناظروا، والله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله، وعليكم بالتواصل والتباذل، وإياكم والتدابر والتقاطع، لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم".
__________________
![]() ![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سال الله ملك الموت | جنان الكوثر | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 7 | 12-06-2013 09:38 PM |
الف كرت افرح 220 ريال + بنر معاريس 30 ريال | خدمه التصميم | منتدى التجارة و التسوق - مشاريع تجارية - shopping - أنستغرام Instagram | 1 | 11-02-2012 04:57 AM |
مدرسه حبست طالبه في دوره المياه اكرمكم الله حتى الموت | تفاحة الجنان | الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع | 15 | 05-02-2011 11:22 AM |
رجال امنياتهم قبل الموت | حروف فاطم | الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع | 8 | 02-06-2009 06:25 PM |