هذا ما قرأت ...موضوع مستمر ان شاء الله

[ملاذي وتنتهي يمك جراحاتي]

حكايتي حكاية من يريد ان يحيى بالماديات وللماديات ولا يشغله امر الحقائق العظيمة في الوجود ولا امر المعنويات في غفلة معرض عن الله والدين والقيم الدينية انه نوم يصيب الوعي ويغشى في المرء البصيرة كنت اعرف ان ما ينبغي ان اصرف له همتي ووقتي هو اقتناص الفرص للفوز بالمزيد من الثروة والمال اما المنزلة الاجتماعية والمقام المرموق ... فما كنت اجد هدفا خير منه ولا اجدر بالسعي له والاجتهاد
حتى اذا بلغت الثلاثين من العمر اوتيت ما كنت اجهد له واحرص عليه من الثروة والمقام ...
ولم يبق لي سوى ان اتوج ظفري بالزواج , تقدمت فعلا لخطبة فتاة من احدى الاسر الثرية وهناك اخذت اعرف بنفسي وبما اتمتع به من وجاهة وثراء وذكرت اشياء اخرى من هذا القبيل امام الفتاة واهلها ..ولم تكن مسالة السن وانا بلغت الثلاثين عائقا بالموضوع اذ كانت الفتاة في الخامسة والعشرين من العمر , ولم يكن فارق بالسن يعتد به
..بيد ان الجواب الذي تلقيته منها على طلب الزواج....كان بالسلب !
ولما سألتها استوضح سبب تمنعها ورفضها الاقتران بي ...لاذت بالصمت , لكن تمنعها هذا جعل في قلبي مزيدا من الرغبة والاقبال . ووجدت ان محبتها كانت تزداد في داخلي ضراما والتهابا ... ولم يجدني شيئا اصراري على هذا الزواج وارسالي الوسطاء .
كان هذا يقلقني ويعذبني ولا مناص من البحث عن اسلوب اخر اتحدث معها من خلاله

. وهكذا خطر لي ان اكتب لها رسالة سالتها فيها ان تخبرني –على الاقل- عن النقص الذي وجدته بي حتى حال دون الزواج . وجاءني جوابها صريحا قاطعا ..
كتبت في اسفل رسالتي التي اعادتها الي : ((لانك لست من اهل المعنوية الباحثين عن الحقائق ولا من المقبلين على الله , وفي شغل عن المقامات الانسانية الرفيعة ..فأني لا اراك لائقا ان تكون زوجا لي .))
وكان جوابها صدمة لي .. حتى اني همت ان الجأ الى اسلوب اهوج للانتقام ولما مضيت الى البيت ليلا .. استلقيت على سريري افكر . هاأنذا قد خرجت من حبها خائبا كالبائسين ...وهاهي عبارتها اللاذعة قد جرحت كبريائي ..
ووجدت نفسي بين هذا وذاك في عاصفة من المشاعر لا يقر لها قرار ..بيد اني احسست بشيئ يتململ بداخلي ..صوت يريد ان ينطلق . وارتفع الصوت يتحدث :أتراها قد قالت كذبا؟؟!

ماذا تعلم انت عن المعنوية والحقائق الانسانية ؟!

لا تغالط ولا تكابر ! اترى ان الله قد اوجد البشرية في هذا العالم لمحض الطعام والشراب والتوالد ؟؟!

ان كل ما سعيت له حتى سن 30 هذه انما تشترك فيه مع اهتمام الدواب والانعام , بل ان من الانعام من هوخير منك .لو نزل بك الموت الان.... فاي مفاخر يبقى لك ؟ الثروة , المنزلة ,الدار والاثاث؟ حتى جمالك وشخصيتك .. فأنما هما لك الى امد محدود وربما امد قريب .
ان كثيرين في هذه الدنيا ذوي ثروة ومنزلة و و و...الخ ثم ما اسرع ان تركوها وراءهم نادمين ! اجل .. لقد كان صوتا بليغا جهورا , صوت الضمير...
تلك الليلة لم انم قطعتها باكيا مستيقظا .. استمعت خلالها مرارا الى الصوت الباطني .ما كان اصدقه وابلغه وهو يكشف الحقائق امامي وجها لوجه.
اما حبي لتلك الفتاة فقد ازداد وتضاعف .. لكنه اخذ صبغة اخرى بعيدة عن الدافع البهيمي ..
وتذوقت لاول مرة كيف يكون الحب من اجل الروح الطليقة ... ومن اجل ما عليه هذه الفتاة من كمالات انسانية معنوية
وعمدت الى رسالتي المذيلة بعباراتها تلك , فكتبت اسفل منها تجربتي الروحية التي عشتها في تلك الليلة , واعترفت لها ان تعبيرها قد احدث بي انقلابا جعلني اهب منتفضا من خدري القديم ز وقلت لها :
(( لقد قلدتني منة منك لا انساها .. لا لهذه الراحة التي فزت بها بل لما قاله امير المؤمنين عليه السلام : (من علمني حرفا صيرني عبدا )
ومنذ الان اعتبريني بمنزلة تلميذ لديك , وساصل ان شاء الله الى الكمالات الروحية بمعونتك واذ لم يكن ثمة عائق اخر في زواجنا .. فاني اعاهدك على تلافي ما سبق وان اعكف على سلوك طريق الكمال
وبعدئذ .... تم الزواج . ونحن نحيى الان حياة طيبة مؤسسة على القيم المعنوية , ونسال الله ان يكتب لنا كذلك حياة اخروية سعيدة...

النهاية

بالنسبة لي فهذه الفتاة اثرت بي كل الاثر والله اعجبتني ... ما رأيكم ؟؟