ماحكم التورية في الاسلام

[فرقان]

ما هي التورية ؟
التَوْرِية ليست كذباً أساساً ، و ذلك لأن معنى التوريه لغةً هو : إخفاء الشيء ، من وَرَّى يُوَرِّي تَوْرِيَةً .

قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ﴾ 1 .
و قال عَزَّ من قائل : ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾
و تُعتبر التورية من الحلول الجيدة لتَجَنُّب الحالات الحرجة التي قد يقع الإنسان فيها عندما يسأله أحدٌ عن أمرٍ و هو لا يريد إخباره بالواقع من جهة ، و لا يريد أن يكذب عليه من جهة أخرى .

و الأمثال على التورية كثيرة ، منها ما رُوِيَ عن إبن الجوزي أنه عندما سُئل عن أفضل الناس بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من هو ؟
فأجاب بداهةً : مَنْ بِنْتُهُ في بَيْته .
فتصوَّر السائلون أنه يريد بقوله هذا أبا بكر لأن إبنته عائشة كانت في بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، و لكنه كان يقصد علي بن أبي طالب ( عليه

السَّلام ) لأن بنت الرسول ( صلى الله عليه وآله ) و هي فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) كانت في بيت علي ( عليه السَّلام ) .
كما يُروى أنه سُئل في مجلس آخر يحضره الموافق و المخالف عن عدد الأئمة بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ؟
فقال : أربعةٌ أربعةٌ أربعة .


فأجاب بداهةً : مَنْ بِنْتُهُ في بَيْته .
فتصوَّر السائلون أنه يريد بقوله هذا أبا بكر لأن إبنته عائشة كانت في بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، و لكنه كان يقصد علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) لأن بنت الرسول ( صلى الله عليه وآله ) و هي فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) كانت في بيت علي ( عليه السَّلام ) .
كما يُروى أنه سُئل في مجلس آخر يحضره الموافق و المخالف عن عدد الأئمة بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ؟
فقال : أربعةٌ أربعةٌ أربعة .
فظن المخافون أنه أراد التأكيد بتكراره " أربعة " و هو عدد الخلفاء بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، و لكنه كان يقصد الجمع من تكراره " أربعة " ثلاث مرات ، أي 4+4+4= 12 الذي هو عدد الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) .

فالتورية تحمل معنيان معنى قريب ومعنى بعيد ونقصد به دوماً المعنى البعيد
وقد تكون التورية إنقاذ من الكذب وليس تعمداً للكذب وهذا هو الفرق بين
الاثنين ..

ورى يوري تورية ، ولغة ورى الشيء أخفاه . واصطلاحا هو أن يقول كلاما يظهر منه معنى يفهمه السامع ولكن يريد منه القائل معنى آخر بعيد ؛ كأن يقول له ليس معي درهم في جيبي فيفهم منه أنه ليس معه أي مال أبدا ويكون مراده أنه لا يملك درهما لكن يملك أكثر .
السؤال
حكمها

* من اجابات سماحة الشيخ مكارم الشيرازي "مد ظله"
ما حكم التورية في الاسلام وهل كان الأنبياء والأئمة يستفيدون من هذا النوع من الكذب ؟

الجواب*

الكذب – بحدّ ذاته – عمل قبيح جداً وأغلب المشاكل وتدهور المجتمع الراهن ناشيء منه ؛ فقد ورد عن بعض أئمة أهل البيت (ع) أن الكذب مفتاح كافة الرذائل .

وفي الوقت ذاته هناك موارد استثنائية لا تدخل فيما ذكر بحيث لو صدق الانسان فيها لحدثت فتنة كبيرة وفساد عظيم ، بينما لو لم يقل الصدق لانطفأت نار الفتنة ؛ فعلى سبيل المثال لو وقع خلاف شديد بين شخصين وسبّ أحدهما الآخر في غيابه ، ونحن سمعنا بذلك ونعلم بأننا اذا سؤلنا وأجبنا بالصدق وكشفنا عن ذلك الكلام البذيء ، فستنشب فتنة بوسعها أن تفضي الى خسائر كبيرة ؛ بدهي أن قول الصدق في مثل هذه المورد خطأ لا يغتفر ولا يستطيع عاقل ما القول بوجوب الصدق هنا ، فهذا قانون عقلي متفق عليه ، أي حيثما كان الفساد أقرب من الاصلاح يجب تجنب ذلك الفساد .

إن القوانين الاسلامية تجاري هذا الحكم العقلي فتجوز الكذب للضرورة في مثل هذه الموارد الاستثنائية .

لكن ينبغي التأكيد على نقطتين هما : أولاً- هذا الموضوع ذو طابع استثنائي ولا يجوز الكذب إلا في ظروف خاصة ، ولا ينبغي التشبث بموضوع التورية لتحقيق مآرب شخصية .

ثانياً- أولى الاسلام أهمية كبيرة لموضوع الكذب الى درجة أنه أمر بالتورية (1) حينما تقتضي الضرورة قولاً خلاف الحقيقة ، والفتوى بالتورية مشهورة بين فقهائنا .

والمراد من التورية أنه في الموارد الضرورية وبدل اللجوء الى الكذب تذكر جملة يفهم منها السامع شيئاًَ في حين يقصد المتكلم منها شيئاً آخر ؛ مثلاً يسألنا شخص هل ذكرني فلان بهذا الكلام البذيء ؟ فنجيب : كلا ، ونقصد لم يتكلم بهذه العبارة بالذات حتى لو كان قد ذكره لكن بعبارة أخرى ، في حين يفهم السائل من كلمة "كلا" عدم ذكره بكلام مسيء من قبل ذلك الشخص قط .

اذا كانت كلمات الأئمة والعلماء تتضمن كلاماً مجانباً للحقيقة بمقتضى الضرورة ولحفظ أرواح وأموال الناس والحيلولة دون إثارة الاختلافات والفتن فهو من قبيل التورية حتماً ، وهو لا يعدّ كذباً .

جدير بالذكر أيضاً حينما يكون واجب الانسان التورية فانه يرتكب ذنباً لو صدق ولم يورّي ، وهو مسؤول عن كل فساد يقع !

وجليّ عدم وجود التورية في آيات القرآن مطلقاً ، أي لا مفهوم لهكذا ضرورة بشأن آيات الله والأحكام الالهية .

"من فتاوي السيد السيستاني دام ظله "
السؤال: احیاناً اكون في مواضع لا ارید قول الحقیقة لامر خاص بي، فالجأ الی التوریة، هل یسوغ لي ذلك؟
الجواب: یجوز

السؤال: ما هي التورية ؟ وما هي الحالات التي يمكن العمل فيها ؟ الجواب: التورية – أي ستر المعنى على المخاطب بفرض التحرز من الكذب – جائزة في حدّ ذاتها وإنما تحرم بانطباق بعض العناوين الثانوية عليها كالغش في المعاملة ونحوها

السؤال: اذا قال لي احد قل للذي يطلبني على الهاتف أني غير موجود فهل هذا الكذب حرام. أن كان حراما فما هو التكليف؟
الجواب: يجوز لك التورية بان تشير الى نقطة وتقول أنّه غير موجود هنا

السؤال: هل الكذب جائز في حال ما لو أريد به إنقاذ روح أو كيان أسرة من التفكك ؟ علماً أنه مشدد بقسم ؟
الجواب: نعم جائز والأحوط التورية مع الإمكان .

السؤال: ما هو تعریفکم للکذب؟ الجواب: يحرم الكذب وهو : الإخبار بما ليس بواقع ، ولا فرق في الحرمة بين ما يكون في مقام الجدّ وما يكون في مقام الهزل ما لم ينصب قرينة حالية او مقالية على كونه في مقام الهزل والا ففي حرمته اشكال .
ولو تكلم بصورة الخبر - هزلاً ـ بلا قصد الحكاية والإخبار فلا بأس به ومثله التورية بأن يقصد من الكلام معنى من معانيه مما له واقع ، ولكنه خلاف الظاهر ، كما أنه يجوز الكذب لدفع الضرر عن نفسه او عن المؤمن ، بل يجوز الحلف كاذباً حينئذ، ويجوز الكذب ايضاً للإ صلاح بين المؤمنين، والأحوط - وجوباً – الاقتصار فيهما على صورة عدم تيسّر التورية ، واما الكذب في الوعد ، بأن يخلف في وعده فالاحوط الاجتناب عنه مهما امكن ولو بتعليق الوعد على مشيئة الله تعالى او نحوها، واما لو كان حال الوعد بانياً على الخلف فالظاهر حرمته، بلافرق في ذلك بين الوعد مع الاهل وغيرها على الاحوط .

"من فتاوي وليّ أمر المسلمين السيّد الخامنئي دام ظله"
س مامعنى التوريه ؟ ومتى يجب او يجوز استخدامها؟هل هي مكروهه أو حرام؟
ج: اذا كان للفظ معنيان احدهما أشيع من الآخر فتنطق به وتريد الخفيّ،فهي تسمى بالتورية ؛اي سترته وأظهرت غيره0 واذا كانت اخباراً على خلاف الواقع فهي كذب0واذا اريد منها المعنى الخفي للفظ فهي تجوز ولابأس بها شرعاً والتورية جائزها في نفسها

ونسألكم الدعاء