عظمة تربه كربلاء وقدسيتها

[عشقي زين العباد]

إختصت الشيعة الإمامية تربة كربلاء بالفضل والعزة والشموخ للسجود عليها دون باقي البقاع من الأرض، طبعاً هذا لا يعني بحرمته أو ما شابه ذلك والعياذ بالله، فاللازم بالأمر هو السجود على الأرض ـ أي التراب ـ وما صدق عليه إسم أرض.
والتربة الحسينية المقدسة مأخوذة من أرض كربلاء، والسجود عليها من المستحبات في الصلاة، وبالطبع فإن بقاع الأرض تختلف أفضليتها من بقعة إلى أخرى، وهذا المعنى ثابت بالقرآن الكريم وفي فجر الإسلام، فالقرآن يقول مثلاً في [سورة الرعد: 4]: (وفي الأرض قطعٍ متجاوزاتٍ [إلى قوله] ونفضل بعضها على بعض).
وفي آية أخرى يقول جل وعلى لموسى : (إنك بالواد المقدس طوى) [سورة طه: 12]. وهناك الكثير من الآيات الدالة على تفضيل بعض بقاع الأرض على غيرها من البقاع.
وهذا أبوبكر وعمر طلبا في حياتهما أن يدفنا بعد موتهما إلى جانب المصطفى (صلى الله عليه واله) في تلك البقعة المطهرة، كما أن الملائكة النقالة تعمل بكل نشاط ودقة والحمد لله رب العالمين.
وعليه فلا عجب أن يفضل الله تعالى البقعة التي دفن فيها سيد الشهداء وابن بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) وريحانته وخامس أصحاب الكساء وأحد أبناء رسول الله في آية المباهلة وأحد الذين عصمهم الله تعالى فأبعد الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا من إرتكاب الذنوب، وهو الذي افتدى رسول الله (صلى الله عليه واله) له بإبنه إبراهيم وهو من شارك أبواه في سورة الإنسان وهو الزجاجة في آية النور وهو من أهل الذكر وهو أحد أفراد الثقلين وسفينة النجاة وابن أميرالمؤمنين وهو ابن سيدة نساء العالمين ونساء الجنة، البتول الطاهرة المطهرة بنت الرسول (صلى الله عليه واله) وبضعتة وأم أبيها، ورد بهذا المعنى في كل من: (شواهد التنزيل ج1 ص334، الطبري ج14 ص49، روح المعاني ج14 ص134، ينابيع المودة ج1 ص119، كنز العمال ج9 ص184 حديث376، الصواعق المحرقة ص137، الحاكم في المستدرك ج3 ص167-177، صحيح مسلم ج2 ص108 وج4 ص108، سنن البهيقي ج7 ص73، صحيح الترمذي ج2 ص266، حسن أحمد ج1 ص185، تفسير القرطبي ج3 ص1346... الخ).
ويقول الإمام كاشف الغطاء في كتابه الأرض والتربة الحسينية: (من جهة الأغراض العالية والمقاصد السامية أن يتذكر المصلي حين يضع جبهته على تلك التربة، تضحية الإمام بنفسه وآل بيته والصفوة من أصحابه في سبيل العقيدة والمبدأ وتحطيم الجور والفساد والظلم والإستبداد).
ويقول العلامة الأميني : (أليس أجدر بالتقرب إلى الله وأوفى بالزلفى لديه وأسباب الخضوع والخشوع والعبودية له تعالى حضرته، وضع صفة الجبهة والجباه على تربة في طيها دروس الدفاع من الله ومظاهر قدسه. إلى أن يقول: (أليس أليق بأسراره السجود على الأرض، السجود على تربة فيها المنفعه والعظمة والكبرياء والجلال لله جل وعلا، ورموز العبودية والتصاغير دون الله بأجلى مظاهرها وسماتها؟).
أليس أحق بالسجود تربة فيها بيّنات التوحيد والتفاني دونه؟ تدعوا إلى رقة القلب ورحمة الضمير والشفقة والتعطف.

منقول عن: شبكة السادة المباركة