السعادة الزوجية - عالم الحياة الزوجية - الأسرة و العلاقات الاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 22-01-2013, 09:28 PM   #3
مقاومة
:: مشرفة سابقة :: حُسينيُ الهوى قلبيـــــــ
 
الصورة الرمزية مقاومة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: بالدم كتبناك يا وطن ^أول حبيب^
المشاركات: 168
معدل تقييم المستوى: 235
مقاومة has a reputation beyond reputeمقاومة has a reputation beyond reputeمقاومة has a reputation beyond reputeمقاومة has a reputation beyond reputeمقاومة has a reputation beyond reputeمقاومة has a reputation beyond reputeمقاومة has a reputation beyond reputeمقاومة has a reputation beyond reputeمقاومة has a reputation beyond reputeمقاومة has a reputation beyond reputeمقاومة has a reputation beyond repute
افتراضي رد: وصالٌ مستحيل {مقاومة}

الجزء الأول

أمنيات كبيرة



ينتظر العالم قدوم عام جديد وتنتظر بلادي قدوم شمس الحرية
اعواما مضت ونحن نقاسي الذل والألم والاجرام
اغتصبوا الارض وسرقوا الماء والشجر والاحلام
كان قدري ان اولد في بلد جزء منه محتل
لا تسألو عن اسم بلدي ولا عن اسم العدو
فوطني هوالحق والعدو هو الباطل ايا كان الاسم

هنا في وطني امنياتنا للعام القادم كبيرة
نريد بعضا من انسام الحرية
نريد غدا لا يقتل فيه اطفالنا وهم في المدارس
ولا ترمل فيه نساؤنا وهن يطهون بحب بعضا من فتات ما حصلن عليه
فلا يأتي المساء الدافئ ولا تجتمع العائلة حول مائدة الشكر لله على ما انعم
نريد ان نحظى بابتسامة من اعماق القلب لا من اطراف شفاف تشققت من التعب
نريد وطنا لم تمزقه الجراح ولم ينكل فيه العدو
نريد وطنا لا تغتال فيه الاحلام قبل ان تولد
ولا تقطع الورود قبل ان تتبرعم
ولا تحجب الشمس قبل ان تشرق

هي امنيات كبيرة بحجم ايماننا بالله وبحجم يقيننا بانه سينصرنا على القوم الظالمين
وان لا بد من يوم يأتي فيه الحق ويزهق الباطل

كتبت هذه الكلمات في دفتر الذكريات وودعت معه آخر ايام العام
وركنته جانبا في اعلى رف من مكتبة غرفتي الصغيرة
وطرقات على الباب اخرجتني من عالمي
ودخلت صاحبة الوجه الملائكي ومن غيرها ملاكي امي
ارتدي عباءتك واسرعي لترحبي بعمك وعائلته ومعهم ايضا عائلة ابو محمد

-من ابو محمد ؟
- انه صديق عمك واباك جاء من المنطقة المحتلة هربا من القصف المستمر والمجازر

لم اضف اسئلة اخرى ارتديت حجابي وبعدها عباءتي السوداء
ولكن قد غادرت افكاري الى مكان بعيد
يارب فرجك ورحمتك فلا املك الا اكفا بالدعاء رفعت
واعينا بالرجاء دمعت
ولسان بذكرك لهج ...

دخلت الصالة حيث تجلس النساء حييت زوجة عمي وبناته بحب وترحاب
واقتربت من تلك المرأة التي تجلس بوقار حزين ومعها طفلة صغيرة لم تتجاوز بعد عامها الثاني
سلمت عليها فمسكت كفي بحب وقالت
"ياه كم كبرتي يا ريحانة " آخر مرة رأيتك فيها كنت على ما اعتقد في عامك الخامس ولكنك كنت طفلة شقية و ذكية
هنا تدخلت زوجة عمي : ذكية لازالت ولكنها اصبحت اكثر بنات العائلة هدوء واتزان

ابتسمت خجلة من كلامهما وانسحبت لأجلس قرب بنات عمي
هبة وحنين
وكلتاهما اصغر مني
فأنا في التاسعة عشر وهبة في الثامنة عشر اما حنين فاعتقد انها لم تكمل الخامسة عشر
اخذنا نتحدث بمواضيع شتى وانضمت الينا تلك الطفلة الجميلة
فسألتها عن اسمها فقالت " فاطمة "
آه كم هو جميل اسمك فابتسمت بمرح
واضافت و"ابي اثمه محد " فهمت منها انها تقصد ان اباها اسمه محمد
فقلت لها وجميل جدا اسم اباك فهواسم نبي الاسلام صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه
كنت اريد ان اسألها عن امها ولكن والدتي نادتني لمساعدتها في تحضير العشاء
وانضمت الينا هبة

كانت اطباقنا شهية حضرتها امي بانفاسها الذكية
اخذنا نرتبها قسم لرجال وقسم آخر لنساء
و بعد انتهاء التحضيرات نادت امي اخي مصطفى لينقل الطعام الى مجلس الرجال
فدخل المطبخ وهو ينادي من الخارج " يا الله " رافعا صوته كي تنتبه النسوة ان وجدوا
ولم يكن موجود معنا غير هبة
سلما على بعضهما بخجل دون ان ينظر مباشرة الى وجهها وهذا ما تربينا عليه
خرج اخي وخرجنا بعدها نحن لنرتب الاطباق للنسوة
اللواتي شكرن امي على حسن ضيافتها
واعتذرت ام محمد على هذه الزيارة المفاجئة واستسمحت من امي
التي بدأت تلقي احد خطبها في واجب تكريم الضيف وخاصة ذلك القادم من الارض المقدسة كما كانت تسميها امي
فارض يسكب ابناؤها دماءهم دفاعا عن الدين والوطن فهي لارض مباركة
قدستها طاهرة اجساد الشهداء التي دفنت في ترابها

فادمع كلام امي مقل الحاضرات وخاصة ام محمد

فجلست امي بقربها مواسية لها
مذكرة بعظيم ثواب المؤمنين المجاهدين الذين هم اعلى درجة من المؤمنين القاعدين

_اعلم ذلك يا ام مصطفى ولكن قلب الام وانت تعرفين لهفته وخوفه
فماذا لو تأخر مصطفى نصف ساعة عن موعد عودته الى المنزل فماذا يحل بك حينها
كيف انا وثلاثتهم لا نعرف لهم موعدا للقدوم او رحيل
في كل مرة يخرج احدهم ابدأ اجهز نفسي لاستقبال نعشه ..
فالوضع يزداد خطرا كل يوم وخاصة على محمد وامير .. فكلاهما في الخطوط الامامية اما بلال
فإننا لا نعرف عن نوعية عمله اي شيء غير انه يأتي يوميا الى المنزل

اي قلب لهذا الام وكيف سيتحمل هذا الكم من الخوف والالم على من هم أغلى من الروح
اوليس الابناء اغلى ما يملك المرء ؟

اصبح الجو مشحونا فساد الصمت للحظات والكل يحاول الامساك باطراف الدمع
المتهاوي من المقل
بعدها تنهدت ام محمد وقالت : سامحوني اثقلت عليكم بهمومي
_فقالت امي : همنا واحد يا عزيزتي .. فارجوكن تفضلن وتناولن العشاء قبل ان يبرد

بدأنا بتناول الطعام والغصة مع كل لقمة ..
بعد الانتهاء نهضت والدتي لتجهيز الشاي وانا وبنات عمي رفعنا الاطباق
و شرعنا نرتب المطبخ وننظف بقايا فوضى العشاء
وكانوا الرجال قد خرجوا لزيارة احد عوائل الشهداء الذين هربوا ايضا مع ابومحمد بعد ان قصف العدو منزلهم
فدخلت مجلس الرجال لارفع بقايا الطعام وارتب المجلس قبل عودتهم لاحتساء الشاي
وصادف ان رن هاتف المنزل
وكان قريبا مني فرفعت السماعة
وقبل ان اقول الو
سمعت صوتا رجوليا يأسرك برخامته له اثير مختلف ..
خطفني الصوت للحظات الى عالم آخر
فالأذن تعشق قبل العين احيانا
ابتسمت في داخلي على هذا الكم الهائل من الافكار التي اجتاحت فكري لسماع صوته
حتى وصلت الى مرحلة العشق .. يبدو اني اهزي ..
القى الرجل السلام مرة أخرى
وكرر الو الو الو
حاولت التقاط انفاسي
_ الو وعليكم السلام
_ منزل ابو مصطفى
_نعم تفضل
_ هل يمكنني التحدث الى مصطفى
_عذرا انه غير موجود
تردد من الطرف الآخر وتلعثم كأنه يحاول ترتيب جملة ما
_ اختي لو سمحت هل يمكنني التكلم مع ابومحمد انه والدي
_ الرجال جميعهم خرجوا
بعدها سمعت صوت دوي انفجار قوي خرج من سماعة الهاتف
وانقطع الاتصال

جلست على اقرب مقعد احاول استيعاب ماحدث فالصوت كان مدويا لم نعتد على سماعه
فمنطقتنا تعد آمنة وبعيدة عن المواجهة والخطر

ياربي ماذا حدث هل اخبر ام محمد بما حدث ولكنها ستقلق بل ستموت من فرط الخوف
يا الهي اي واحد من ابنائها هو الذي كان على الخط
هل حصل له مكروه .. يا الهي برد قلبي .. يا الهي .. يا الهي ..

بدأت الدموع تنهمر فلقد كنت حساسة جدا تجاه المجاهدين الابطال وكيف لا
وهم من يفنون سني شبابهم من اجل تحرير الوطن
يتعبون ويسجنون ويعذبون ويقتلون فقط من اجل ان نحيا بعز وكرامة ومن اجل رفع راية الاسلام
عاليا ..

ارتفع صوت الهاتف مجددا كاد قلبي ان يقف
تجمدت الدماء في عروقي وانا ارفع السماعة

يتبع ...
احسست انها سنوات هي تلك الثواني بين ارتفاع السماعة من الهاتف الى أذني
مسكت باليد الاخرى مقبض الاريكة كي تحميني من السقوط
من اعماقي اتمنى سماع ذلك الصوت الرخيم مجددا

ان اعلم انه بخير

فلن احتمل ان تعرف ام محمد في منزلنا ان احد ابنائها قد رحل وان آخر صوت سمعه في هذه الدنيا هي انا

تنهيدة خرجت بقوة لا شك ان الآخر على الهاتف سمعها
فما ان سمعت الصوت نفسه حتى عادت الدماء تجري في عروقي
وقلت له بعفوية : هل اصابك مكروه هل انت بخير
سمحت ضحكة خافته رقيقة وجميلة بعدها قال الحمد لله الصاروخ كان بعيد جدا
فعندنا مقولة : طالما انك تسمع صوت الإنفجار فاعلم انك حي
_الحمد لله الحمد لله ولكن صوته كان قويا للحظات ظننته وقع قربنا
_هذا لانكم لم تعتادوا سماع هذه الاصوات
_يا الهي انفجار ثاني واصاب بسكته قلبية لا شك
_اذا عليك انت تأتي الى المنطقة هنا كي تعتادي سمفونية الشهادة كما نسميها
وساد الصمت فانا احسست اني تماديت بالحديث مع صاحب الصوت الآسر وهو ايضا
سكت و لم اعرف السبب
ولكن لحظات وجاءتني كلماته
_امي هل امي موجودة لو سمحت اريد التحدث معها
عدت الى واقعي مجددا واستجمعت قوايا وافكاري
_-لحظات اخي
تركت السماعة مفتوحة واتجهت الى حيث تجلس النساء يشربن الشاي ويتناولن الفاكهة
ولا علم لهن بكل ما جرى معي .. ولكن وجهي الذي كان قد تلون بالف لون ولون عدا لونه الطبيعي
كان ينذر بالشؤم
اقتربت من ام محمد ورفعت لها سماعة الهاتف الخاص بالصالة
-خالة ان ابنك يريد التحدث اليك
ابتسمت وبان صف اسنانها وظهرت تجاعيد العمر والقهر والتعب اكثر فاكثر وهي تهلل وترحب بابنها
كنت اود ان ابقى في الغرفة استمع لحديثها مع ابنها والتي بدأته
بـ: حمى لي الله هذا الصوت وصاحبه يا قلب امك وروحها
ولكن كان علي ان اذهب لمجلس الرجال لأغلق الهاتف الآخر
حملت السماعة وان ارتجف من تلك النفس الامارة بالسوء التي تدعوني
للاستماع الى حديثه مع امه فنهرتها بشدة واقفلت الخط وانطلقت الى المطبخ لاشغل نفسي
بالعمل كي لا اترك المجال لطيور الأفكار ان تطير بي بعيدا عن الواقع
وبعد قليل سمعت اصوات ضحك النسوة ترتفع .. فجففت يداي بسرعة
واتجهت اليهن وما ان رؤوني حتى ازدادت القهقهات
وازداد احمرار وجهي
وعلمت حينها اني المقصودة وانه اخبر امه بما حصل
ولكن بقي اسم المتصل مجهولا ولم اجرؤ على سؤالها .. اي واحد من ابنائها كان المتصل ..


يوم آخر
استيقظت لصلاة الفجر كعادتي
وبعدها قرأت بضع صفحات من القرآن الكريم
أخذت اجهز اوراقي وكتبي من اجل الجامعة
وفي كل صباح مع صوت العفاسي الذي يبعث في النفس الطمأنينة
وكيف به وهو يتلو "يس" قلب القرآن
تتذكر امي ابناءها المهاجرين الى بلاد العم سام وغربتهم فنحتسي القهوة ونستشعر بمرارتها ضعفين ..
وبعد القرآن تأتي نشرة اخبار الصباح لتقطع شهيتنا عن تناول الافطار
فأحمل اغراضي وحقيبتي واتأكد من حجابي وعباءتي
والى جامعة .. انطلق
مع مصطفى بسيارة والدي من طراز "عام الخشبة " ولكنها لا زالت تأخذنا ونقضي بها حوائجنا فنراها بعين المحتاج
افضل من احدث طائرة
ولكن اليوم كان مختلف نوعا ما ..
وكانما الصوت الرخيم لازال في مسمعي ياسرني بأثيره وكانه تمتمات ساحر
ولكن ماذا لوكان محمد المتزوج صاحب الصوت لما لم افكر بالموضوع من قبل
ولكن لا لا ارجو ان يكون امير فاسمه اعجبني ..

"امير وريحانة "

فيهما كيمياء عجيبة ..
وايقظني من احلام اليقظة مصطفى وهو يهز كتفي بقوة
ويطردني من السيارة لانه تأخر على محاضرته ..
يتبع
__________________


زورونا في قسم السعادة الزوجية
مقاومة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إذا صعبت احلامك فلا تقول مستحيل البسمات الفاطميه الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع 7 30-04-2011 06:56 PM
لاشيء مستحيل مولية وافتخر الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع 8 22-10-2010 12:22 AM
اشياء مستحيل ان تشتريها حروف فاطم الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع 8 04-06-2009 06:00 PM


الساعة الآن 05:39 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir