اللهم اشهد فقد برز اليهم غلام أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسولك!!

[المواليه الحيدريه]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التربية التي دعائمها تعاليم السماء مطلب في ترسيخ القرب من الله عز وجل وبالتالي نتائجها طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء كذلك الوراثة لها أثر أيضا

يختلف الأفراد في درجة تربية أبنائهم من حيث مستوى الأداء والمعلومة والطريقة والقابلية وفي المقدمة استعداد الوالدين
في هذه المنظومة منذ الطفولة كتربة زراعية تغرس وتحصد لتأتي أكلها وكلما كانت التربة صالحة والمزارع على درجة من العناية ومواصلة الجهد تكون النتيجة طيبة

البذرة الطيبة اذا زرعت في أرض مثلها وسقيت بماء كماء المطر لاشك أنها تنبت نباتا حسنا وتحمل ثمارا ناضجة مفيدة
وهذه البذرة تأصلت في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال وهذه أرضية صالحة للتربية واعداد جيل راق صالح بداية من ملازمة الإمام علي عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه وآله منذ طفولته وهو القائل :
(وَ لَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ، يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْم مِنْ أَخْلاَقِهِ عَلَماً، وَ يَأْمُرُنِي بِالاِْقْتِدَاءِ بِهِ)
ويقول سلام الله عليه :
(علمني رسول الله ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب)
وهو سلام الله عليه مدرسة الاهية محمدية علوية لاتحيد عن تعاليم السماء وتطبقه تطبيقا مانعا من الخلل والزلل
والحب هو الإتباع والإقتفاء والتطبيق قال عزوجل في محكم كتابه الكريم:
(قل ان كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم)
والحب لهم طريق سوي ممهد للوصول الى سعادة الدارين ومن يوفق لذلك فقد سعد وفاز وظفر

حب الأبناء أمر فطري محبب عند البشر وقد أودع الله سبحانه وتعالى حب الأمومة عند الأم من بداية الحمل والرضاع والفطام ثم سنوات التربية التي يتخللها التعب والمشقة ومع ذلك للأب مشاركة فعالة بجانب الأم وكلاهما عامل مشترك
يؤدي الى نتيجة ايجابية طيبة
وقد مر علينا أن الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام كانا يخبران أمهما السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بما حدث به والدهما الإمام علي عليه السلام في المسجد

الإمام الحسين سلام الله عليه تلميذ جده وأبيه عليهم السلام حيث التربية الالاهية الحقة وهو أيضا له من الأولاد كعلي ابن الحسين السجاد وعلي الأكبر عليهم السلام الذي شارك والده محنة كربلاء في يوم عاشوراء
وله مواقف بطولية اسلامية في معركة كربلاءوقد مر علينا موقفه مع أبيه الإمام الحسين سلام الله عليه
عندما سمع قول أبيه الإمام الحسين عليهم السلام يقول: إنا لله وإنا اليه راجعون ، والحمد لله رب العالمين.. سيدي.. يا خَيْرَ أهل الأرض وبقيةَ الأنبياء.. جُعِلْتُ فداك ، مِمَّ حَمِدْتَ الله واسترجعت ؟ قال الحسين: يا بنيّ إني خَفَقْتُ برأسي خَفْقَةً فَعَنَّ لي فارسٌ على فرس فقال: القوم يسيرون والمنايا تسير اليهم ، فعلمتُ أنها أنفسُنَا نُعِيَتْ إلينا !
قال له علي الأكبر: يا أبتِ لا أراكَ الله سوءاً.. أَلَسْنَا على الحق ؟
قال الحسين: بلى والذي اليه مَرجِعُ العباد .
قال: يا أبتِ إذن لا نبالي وَقَعَ الموت علينا ، أم وَقَعْنَا على الموت..
فقال له الحسين: جزاك الله من ولدٍ ، خَيْرَ ما جزى ولداً عن والدِه .

كان مولانا علي الأكبر(عليه السلام) من أصبح الناس وجهاً، وأحسنهم خُلُقاً، وكان يشبه جدّه رسول الله(عليهما السلام) في المنطق والخَلق والخُلق.
قال الإمام الحسين(عليه السلام) حينما برز علي الأكبر يوم الطف:
«اللّهُمّ اشهد، فقد برز إليهم غُلامٌ أشبهُ النّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسولك وكنا اذا اشتقنا الى رؤية نبيك نظرنا اليه »وشبيه جده صلى الله عليه وآله تنتهك حرمة جده عندما اقام منقذ العبدي وهو يشدُّ على الناس، فاعترضه وطعنه فصُرِع، واحتواه القوم فقطّعوهُ بسيوفهم.
فجاءالإمام الحسين(عليه السلام) حتّى وقف عليه، وقال: «قَتَلَ اللهُ قوماً قتلوك يا بُنَي، ما أجرأهُم على الرحمان، وعلى انتهاك حرمة الرسول».
وانهملت عيناه بالدموع، ثمّ قال(عليه السلام): «عَلى الدُّنيا بَعدَك العفا».
وقال لفتيانه: «احملُوا أخَاكُم»، فحملوه من مصرعه 00000

السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
بلغنا الله واياكم زيارتهم وشفاعتهم ونسأله التوفيق لخدمتهم مابقينا وبقي الليل والنهار 000

************************************************** ******