من الجميل أن يصادف رأس السنة هذا العام مع ذكرى اربعينية الامام الحسين، حيث ان المجتمع سيعيش الايام الاولى من هذا العام وهو تحت سماء كربلاء وهي تفيض عليه بفيوضاتها الربانية، التي لا تنتهي بل تتزايد لتروي الضماء الذين تصحرت قلوبهم فتجعلها تعود خضراء، ومن هنا تأتي الفرصة لتكون انطالقتنا في فضاء هذه السنة انطلاقة حسينية، مليئة بالاخلاق والقيم والمبادئ العاشورائية. فلنجعل فكر سيد الشهداء هو الركيزة والاساس لكافة تعاملاتنا، ولجميع حركاتنا وسكناتنا، حتى يكون عاما للرقي والرفعة، بدلا من ان يكون عاما للتسافل والانحطاط -والعياذ بالله-. وهذا هو حال من يبدأ سنته الجديدة بعصيان الله وارتكاب الكبائر من رقص وغناء وتبرج وشرب خمر وغيرها من افعال أهل المعاصي الذين يعتبرون هذه اللية فرصة لاشباع رغباتهم البهيمية.
وهذا مع شديد الاسف من الاخطاء الشائعة عند الكثير، لانهم بدلا من يتضرعوا في اول ليلة من عامهم الجديد الى الله في أن يجعله عام خير وسلام، ليبارك بايامه. بيد أنهم بدلا من ذلك يتسابقون على المعاصي، وهذا ما يسبب سلب البركة والخير وتبديل النعمة الى بلاء ونقمة.
اسأل الله أن يجعله عام خير على البشرية جمعاء ويرزقنا فيه الامن والامان، وان يجعله عام انتصار الحق بظهر الحجة المنتظر.