اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية ![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
●• فاطمية متميزة •●
تاريخ التسجيل: Oct 2012
العمر: 47
المشاركات: 52
معدل تقييم المستوى: 127 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير الأنبياء وسيد المرسلين أبى القاسم محمد وعلى آله الطيبين الاطهار عظم الله لنا ولكم الاجر بذكرى استشهاد الصحابي الجليل عمار بن ياسر في التاسع من صفر عمار بن ياسر راية الحقِّ المبين مع ما تعرضت له من ظلم وتعسف وتجاوز ـ كان أخطرها وأقساها تبرئة المعتدي وتبرير أفعاله وكيل المدح له ، وإتهام البريء وإدانته وذمّه وسبه . . . بوسائل خبيثة ، وبأحاديث موضوعة على رسول الله(صلى الله عليه وآله) ـ بقيت صحبةُ رسول الله(صلى الله عليه وآله)مدرسةً رساليةً عظيمةً مقدسةً . كما لا يقدح عظمتها تلك ، ولا يضرّ قدسيتها أبداً أنه كما كان فيها المتفوقون كان فيها دون ذلك بكثير ، وكما كان فيها المجاهدون المخلصون كان فيها المتخاذلون ، وكما كان فيها المؤمنون الصادقون حقّاً كان فيها غير ذلك . . لقد كان فيها الذين زادتهم إيماناً وثباتاً ، وكانت شفاءً لما في قلوبهم . . وكان فيها الذين ما ازدادوا إلاّ نفوراً وإلاّ أذًى وتخريباً لها . . . وخلاصة القول : كان فيها محسنٌ وظالم لنفسه مبين ، وهم بالآخرة بين شقيّ وسعيد {فأما الذين شَقُوا ففي النار . . .* خالدين فيها . . .} {وأمّا الذين سُعِدُوا ففي الجنة خالدين فيها . . .}1 . لقد تعرضت هذه المدرسة المباركة لحالتي الإغواء والابتلاء ، فارتفعت أعلام وسقطت أخرى ، وتألقت نفوسٌ وهوت غيرها ، وفاز جمع وخاب آخر . . . ومع هذا كلّه وغيره الكثير ، بقيت هذه المدرسة المحمدية أعظمَ مدرسة عرفتها الدنيا! ونموذجاً فذاً لم يعهد مثله التاريخ وكيف لا تكون كذلك ، وقد راحت السماء تغذيها وتمدّها وتنمّيها وتجذرها في قلوب مؤمنة صادقة ، راحت غير عابئة بما يحيط بها من أذًى ومن تعسف ومن ظلم وقسر واضطهاد تبشر بآيات الله وسنّة نبيه لتحملها مفاهيمَ ومبادئ وأحكاماً إلى الناس كافة؟! لقد خلقت قلوباً أبيّة ، ونفوساً كبيرة يحتضنها رجالٌ أفذاذ ، صحابةٌ أجلاّء ، تركوا آثارهم على تأريخنا بل على تأريخ الإنسانية عطاءً وعلماً ، وتضحيةً وجهاداً ، وأخلاقاً وآداباً . . . لقد آمن هؤلاء والإسلام يعيش أحرج ظروفه وأقساها من حيث القلة والضعف والهوان في ساحة يحيطها الأعداء من كلّ مكان . آمنوا وقدموا كلّ ذاك العطاء وكلّ تلك التضحيات . . . بسبب ولائهم الصادق لرسول الله(صلى الله عليه وآله)وحبهم العظيم له ولما حمله من قيم السماء . وهو ما شهد به أبو سفيان يوم كان زعيماً لأعداء الله ورسوله : ما رأيتُ من الناس أحداً يحبّ أحداً كما يحب أصحابُ محمد محمداً . وعمار وأبوه ياسر وأمّه سمية من هذه الفئة المؤمنة حقّاً ، ومن هذه النخبة الطاهرة ، ومن هؤلاء الأصحاب ، الذين سجلوا لنا أمثلة رائعة وكبيرة للإيمان وللتضحية والفداء والصبر والحلم تشهد بذلك سجونُ قريش وسياطُها وحديدتُها المحماة ورماحُها القذرة ، التي حملتها نفوسٌ سيئة وقلوبٌ قاسية وأياد ملطخة بدماء البراءة والطهارة ، كما تشهد لهم بذلك الصبر رمضاءُ مكة وشمسُها المحرقة ، وما ذلك إلاّ لأنهم دعوا الى الله {ومَن أحسن قولا ممّن دعا الى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} . إن الكتابةَ عن «أبو اليقظان» ـ هذا الرسالي ، الذي وفّقه الله تعالى ليعيش أجواء الرسالة وأفياء مدرستها تلك بكلّ صدق ووعي وثبات ـ كتابةٌ عن أبيه ياسر ، الذي منَّ الله عليه ليكون أول شهيد عرفته المرحلة الأولى من مراحل الإسلام ودعوته ، وهي ما زالت في أول خطوة لها ، كما أنّ الكتابةَ عنه كتابةٌ عن اُمّه التي حظيت هي الأخرى بأول وسام للشهادة في الصدر الأول للإسلام ، بل هي كتابة عن كلّ المعذبين أمثال بلال وصهيب وخباب . . . والدين الجديد يخطو خطواته الأولى إلى قلوب الناس; لهديهم وإرشادهم ، وانقاذهم من الظلم والضلالة والضياع الى حيث برّ الأمان في الدنيا ، والى حيث النجاة في الآخرة . قبل الهجرة النبوية الشريفة بسبع وخمسين سنة ، في مكّة ، في حي بني مخزوم ، ولد عمّار بن ياسر ، من أب عربي يمنيٍّ وهو ياسر بن عامر بن مالك الكناني المذحجي العنسي القحطاني . قدم ياسر من بلاد اليمن مع أخويه الحارث ومالك باحثين عن أخ رابع لهم في رحلة طويلة شاقة ، انتهت بهم الى مكّة ، فرجع الحارث ومالك الى اليمن ، فيما ألقى ياسر عصاه بها ، وحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، فاقترن بسمية بنت خياط من جواري أبي حذيفة ، ثم أعتقه هذا الأخير بعد أن ولد لهما عمار ، ومن هنا صار عمّار وهو العربي القحطاني مولىً لبني مخزوم . ولكنهما (ياسر وسمية) بقيا مع أبي حذيفة الى أن مات . كان عمّار يقول : كنتُ ترباً لرسول الله(صلى الله عليه وآله) لسنّه ، لم يكن أقرب به سنّاً مني . كما كان أخاً لأمِّ سلمة زوج الرسول(صلى الله عليه وآله) من الرضاعة2 . صفاته : كان عمّار أدم اللون ، طُوالا ، جعد الشعر ، حيث توجد شعرات في مقدم رأسه ، وفي مؤخره أيضاً وما بينهما صلع ، فيه حبشية ، مجدَّع الأنف ، أشهل العينين ، لا يغير شيبه . بعيد ما بين المنكبين ، وكان شجاعاً قويّاً ذا فصاحة وبيان ورأي سديد . . ومن صفاته أيضاً أنه كان طويل الصمت ، طويل الحزن والكآبة ، وكان عامة كلامه عائذاً بالله من فتنته3 . إسلامه : وفي قصة إسلامه التي وقعت وكان له من العمر أربع وأربعون سنة في دار الأرقم ، التي كانت تدعى بدار الإسلام; لأنّها الدار التي كان يتم فيها إسلام الراغبين باعتناق الدين الجديد يقول عمّار : لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ، ورسول الله(صلى الله عليه وآله) فيها ، فقلتُ له : ما تريد؟ قال لي : ما تريد أنت؟ فقلتُ : أردتُ أن أدخل على محمد فأسمع كلامه ، قال : وأنا أريد ذلك ، فدخلنا عليه ، فعرض علينا الإسلام ، فأسلمنا ، ثم مكثنا يومنا على ذلك حتى أمسينا ، ثم خرجنا ونحن مستخفون . وكان عمار وأبواه وكذلك أخوه عبدالله من المبادرين لاعتناق الدين الإسلامي ، ومن الأوائل الذين أظهروا إسلامهم وجهروا به ، فنالوا بذلك وسام السابقين وفضلهم بعد أن حرم منهما كثيرون . ولم ينجو كلّ منهم ـ بسبب ذلك ـ من سخط وغضب مشركي قريش وزعمائهم أبي جهل وشركائه ، ونقمة بني مخزوم الذين تولوا تعذيبهم ، وأنزلوا بهم ألوان العذاب وصنوفه . باءت كلّها بالفشل ، ولم تنل من صمودهم ، ولم يحصل الطغاة إلاّ شيئاً أباحه عمار . وكان ذلك الصمود كلّه والثبات كلّه بسبب عمق العقيدة في نفوسهم ومكانتها في قلوبهم . وكانت لزيارة رسول الله(صلى الله عليه وآله) لهم في الأبطح ودعائه وأقواله لهم دور كبير في ذلك الثبات «صبراً أبا اليقظان ، صبراً آل ياسر . . . فإن موعدكم الجنة» . . لقد كانت صدورهم وصدور مَن معهم كصهيب وبلال وخباب . . . أقوى من الحجارة الرمضاء الملتهبة بحرارتها ، وكانت أجسادهم أقوى من مكاوي النار التي ينزلونها عليهم ، ومن دروع الحديد التي ألبسوها لهم وصهروهم بالشمس ، وأصبر من كلّ شيء حتى بلغ الجهد منهم كلّ مبلغ ، ففارقت روح سميّة الدنيا ونالت بذلك وسام أول شهيدة في الإسلام لم يسبقها أحدٌ الى هذا الوسام من الرجال أو النساء4 . بعد أن ربطت بين بعيرين وطعنها أبو جهل رأس الشرك والنفاق بحربة في قُبُلِها فقتلها . وقتل بعدها زوجها ، فكان هو الآخر أول شهيد من الرجال عرفته الساحة الإسلامية يومذاك . لقد كان عمار وأبوه وأمّه قوماً من المستضعفين في مكّة وهم الذين لا عشائر لهم تدفع عنهم ، وليست لهم منعة ولا قوة ، فكانت قريش لا تخشى أحداً فيهم ، فتذيقهم أشدَّ العذاب في رمضاء مكّة وفي نهارها; لعلّهم يرجعون عن دينهم ، ويتخلون عن محمد ودعوته . وما كيد هؤلاء المشركين إلاّ في تباب . لقد ترك ذلك التعذيب آثاره على هذه الأجسام المتشربة بحلاوة الإيمان لسنين طويلة مرّت عليها ، فهي على ظهر عمار حتى آخر حياته . تقول الرواية التي يقول فيها محمد بن كعب القرظي : أخبرني مَن رأى عمار بن ياسر متجرداً من سراويل ، قال : فنظرت الى ظهره فيه خيط كبير ، فقلت : ما هذا؟ قال : هذا مما كانت تعذبني به قريش في رمضاء مكّة5 . يتبع
__________________
![]() ![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فضائل آل محمد: لا راية تبقى أمام راية آل محمد عليهم السلام | أوراق الخريف | أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) | 2 | 14-08-2016 11:06 PM |
عمار بن ياسر { رض } قتيل الفئة الباغية ماذا تعرف عنه | النور الفاطمي | أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) | 6 | 04-01-2012 06:06 AM |
أتعلم ما هو البلاغ المبين؟! | زينب قدوتي | القرآن الكريم والأدعية والزيارات الأذكار اليومية أدعية لقضاء الحوائج ختمات | 3 | 06-08-2011 11:13 PM |
كيف تعرف من هو المتين والضعيف؟؟ | حروف فاطم | الأبتسامة البريئة - الضحك والفرفشة - كرسي الإعتراف | 11 | 10-07-2009 12:07 PM |