نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها ![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
๑♣ فاطمية نشيطة ♣๑
تاريخ التسجيل: Jul 2012
الدولة: بابل
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() العابدة معنى العبادة عند الزهراء(ع):
إذا درسنا عبادة الزهراء(ع)، فإننا نجد فيها القوة والجهد والانفتاح على الله سبحانه، فقد كانت تعي معنى القرب من الله وقيمة التضرع بين يديه والبكاء من خشيته، وهذا ما جعلها تعيش الروحانية كأصفى ما تكون، لأن العبادة عند الزهراء(ع) لم تكن مجرد حالة تقليدية وطقوس باردة يمارس من خلالها الإنسان حركات جوفاء فارغة، وإنما هي حالة يعيش فيها الإنسان عمق الإخلاص والمحبة لله سبحانه، وهذا يعني أنه كلما عبد الإنسان ربه أكثر كلما اقترب منه أكثر، وكلما أحسّ بعظمة الله أكثر استحضر نعمته أكثر وعاش معه وانفتح على الحياة وعلى عباده أكثر فأكثر . وإن مشكلة الناس أنهم بين من لا يعبد الله لأنه لا يعيش الله في قلبه وعقله إشراقةً تمكّنه من الانفتاح عليه بالعبادة وعلى المجتمع بالمسؤولية، وبين من يعبد الله عبادة مغلقة لا وعي فيها ولا روح لها، وإنما هي عادة اعتادها لا يشعر معها بالروحانية ولا بالحب لله، وبالتالي فإنه لن يتعلم أن يحب الناس جيداً، لأن من لا يحب الله لن يفلح في أن يحبّ الناس، وأما من أحب الله فلا يمكن أن يبغض عيال الله، والخلق كلهم عيال الله. عبادتها كمّاً وكيفاً: وفي إطلالة على ما حدثتنا به كتب السيرة عن عبادة السيدة فاطمة(ع)، فإننا نجد أنها كانت عبادة منقطعة النظير، وإليك بعض النصوص في هذا المجال: 1_ يروى عن الحسن البصري أنه قال :"ما كان في هذه الأمة أعبد من فاطمة، كانت تقوم حتى تتورّم قدماها"[50]. 2_ وتمتد القضية إلى ما هو أبعد من ذلك، فهذا ابنها الإمام الحسن(ع) يحدّثنا قائلاً: "رأيت أمي فاطمة(ع) قامت في محرابها ليلة جُمعتها، فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أماه لِمَ لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك، فقالت:يا بني الجار ثم الدار"[51]. فاطمة المثقلة بهموم البيت والحمل والأولاد، والمثقلة بمسؤولياتها الإسلامية في الواقع الاجتماعي، ولكنها مع ذلك كله ومع ضعف جسدها، نراها تعبد الله حتى تتورم قدماها وتجد لنفسها الوقت لتقوم الليل وتحييه بذكر الله وعبادته، وهي تختار الليل لمناجاتها، لأنه من أعظم الأوقات التي تنطلق فيها روح الإنسان من ذاته وتحلّق في أجواء المعبود والمعشوق. ولكن لمن كانت تدعو في الليل الذي كانت تنتظره لتجلس بين يدي الله وتناجيه وتذوب فيه وتخشع له؟ هل كانت تدعو لنفسها وتطلب لذاتها شيئاً كما يفعل الكثيرون منا عندما يقومون بالليل أو النهار ليعبدوا الله؟ كلا، فالمسألة كانت عندها تسـير في اتجاه آخر، فهي تستغل أجواء الليل وهدوءه وروحيته من خلال ما يفتحه أمام العبد من آفاق تسمو بروحه، تستغل ذلك لتدعـو للمؤمنين والمؤمنات؛ ولا تدعو لنفسها بشيء. تفكر بالمؤمنين والمؤمنات، هذا إنسان مريض وتلك إنسانة مريضة، وهذا إنسان ابتلاه الله بالفقر، وذاك ابتلاه ببعض المصائب أو المعاصي ... تستحضر كل ذلك وتدعو الله لهؤلاء ليقضي حوائجهم ويغفر لهم ذنوبهم ويشفي مرضاهم ويفك أسراهم ويرحم موتاهم ويسد جوعتهم.. وكان ذلك يشغلها عن الدعاء لنفسها، وهي المحتاجة لذلك من خلال ما تعانيه من أعباء وأثقال ومشاكل. ولذلك يقول لها ابنها الحسن(ع) وهو يتحسس آلامها: يا أماه لم لا تدعين لنفسك؟ ويكون الجواب الرائع :" يا بني الجار ثم الدار". هذه قيمة أهل البيت(ع)، أنهم يفكرون بالآخرين وآلامهم وحاجاتهم ومشاكلهم قبل أن يفكروا بأنفسهم، يفكرون بخلق الله وعياله لأنهم يعلمون أن أحب خلق الله إلى الله أنفعهم لعياله، وهذا جدهم رسول الله رغم ما عاناه من قريش وجورها حتى قال:"ما أوذي نبيّ مثل ما أوذيت"[52]، كان يقول :"اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون"[53]، وكان يستمهل الله في عقابهم، ويدرس ظروفهم الفكرية والنفسيّة والاجتماعية ورواسبهم التاريخية، لكي يجد لهم العذر لكل هذه العصبية التي واجهوه بها، حتى استطاع في نهاية المطاف أن يكسر الجليد الذي كان في داخل شخصياتهم ويدخلهم في دين الله أفواجاً. وعندما كان يواجه المشركين وهم يتمردون ويتمنّعون عن الاستجابة له، كان يعيش الحسرة إشفاقاً عليهم ورحمة بهم، ولذا خاطبه الله: {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات} [فاطر:8]، وقال له :{فذكّر إنما أنت مذكر* لست عليهم بمسيطر}[الغاشية:21ـ22]، وقال :{وقل الحقّ من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}[الكهف:29]، أي أنك لست المسؤول عن عدم اهتدائهم، وإنما أنت مسؤول أن تعلمهم الكتاب والحكمة وتزكيهم وتبلغهم رسالات الله، بأن تبذل كل جهدك في هذا الإطار وتقيم الحجة عليهم، وأما سلوك طريق الهداية، فهو بيدهم واختيارهم، فإن قدّر الله سبحانه لهم سلوكه كانوا من المرحومين ببركة جهودك، وإلا فلا لوم عليك ولا عتاب، بل اللوم عليهم والعقاب لهم. تسبيحها ودعاؤها: لقد سلف عند الحديث عن آلامها ومعاناتها أنها كانت تبتعد عن كل المتاعب التي تواجهها والمعاناة التي كانت محيطة بها، بالانفتاح على تكبير الله وتحميده وتسبيحه من خلال ما علّمها رسول الله من التسبيح المعروف بـ"تسبيح الزهراء"، الذي رأت به خير مسلٍّ لها عن الهموم والغموم، وأفضل من الخادم ومن خدمات كل الناس، ولذا قالت لأبيها بعدما علّمها التسبيح المذكور :"رضينا بالله ورسوله". وأما دعاؤها فكان دعاءً مميزاً تنفتح به على الله سبحانه لتستمد منه العون والطاقة على المصاعب والمتاعب والمعاناة التي تعيشها، وقد نقل لنا عنها دعاءٌ كانت تدعو به في أوقات جلوسها بين يدي الله سبحانه، وسنأتي على نقله مع ما يستفاد من فقراته في ما يأتي. أفضل ساعات الدعاء: روى الطبري الإمامي في دلائل الإمامة بإسناده عن زيد بن علي عن آبائه عن فاطمة بنت النبي(ص) قالت :"سمعت النبي(ص) يقول: إن في الجمعة لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيراً إلاّ أعطاه إياه. قالت: فقلت: يا رسول الله أي ساعة هي؟ قال: إذا تدلّى نصف عين الشمس للغروب". قال: وكانت فاطمة(ع) تقول لغلامها: اصعد على السطح، فإن رأيت نصف عين الشمس قد تدلّى للغروب فأعلمني حتى أدعو"[54]. هكذا كانت الزهراء(ع) تترقب ساعات استجابة الدعاء، لتقف بين يدي الله عز وجل وتفتح قلبها وعقلها على الله سبحانه، فتناجيه بما تحب وترغب، وتُسارّه بما يجيش في صدرها ويعتمل في قلبها من هموم وآلام ومصائب لم تجد إلى بثّها سبيلاً، وتدعوه وتتوسل إليه، لأن في الدعاء سعادة الدنيا والآخرة. |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
المزاجية في العبادة...! | زهرة الياسمين | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 3 | 18-05-2012 07:56 PM |
معنى الكوثر واختصاصه بفاطمة الزهراء | ام تقوى | نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها | 15 | 01-12-2011 11:30 AM |
معنى اسماء فاطمة الزهراء عليها السلام | معصومة اهل البيت | نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها | 29 | 02-04-2011 06:14 PM |
معنى إسم الزهراء عليها السلام | مولاتي أم أبيها | نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها | 7 | 15-11-2009 03:25 PM |