01-07-2012, 02:55 PM
|
#1
|
♣ رحيق الجنه ♣
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 6
معدل تقييم المستوى: 0
|
اختلاف الناس في المواهب
- اختلاف الناس في المواهب والرزق
- ورد في النص القرآني ما يشير إلى ذلك التفاوت: "وضرب اللّهُ مثلا رّجُليْنِ أحدُهُما أبْكمُ لا يقْدِرُ على شيْءٍ وهُو كلٌّ على موْلاهُ أيْنما يُوجِّههُّ لا يأْتِ بِخيْرٍ هلْ يسْتوِي هُو ومن يأْمُرُ بِالْعدْلِ وهُو على صِراطٍ مُّسْتقِيمٍ"6 والمعنى أنّ الله عز وجل نفى التساوي بين الأفراد الذين خلقهم. ولا شك أنّ التفاضل في الرزق، والتفاوت في القدرة على التصرف بالمال يعتبران من السنن التكوينية
- 6- النحل:76.
- وجزءا لا يتجزأ من التصميم الإلهي للخلق والتكوين. ولكن هذا التفاضل التكويني، والاختلاف في القدرات العقلية والجسدية إنما تؤديان ثمارهما العملية على الصعيد الاجتماعي، إذا التزم الأفراد بتطبيق مفردات الشريعة الإسلامية فحسب؛ وإلاّ أصبحت تلك الاختلافات من موارد انعدام العدالة الاجتماعية.
- وفي ضوء ذلك، جعل الإسلام في أموال الأغنياء حقا ثابتا للفقراء، وبذلك فهو لم يلغِ التفاضل الاجتماعي، بل وضع له ضريبة ثابتة تدخل في دائرة منفعة الأفراد الذين لم يوفقوا اقتصاديا واجتماعيا.
- إن الاخـتلاف في الاستعدادات ينبغي أن يوظف لخدمة مسيرة البناء، كما في اخـتـلاف طـبيعة أعضاء بدن الإنسان أوأجزاء الوردة، فمع تفاوتها إلا أنها ليست متزاحمة، بل إن البعض يعاضد البعض الآخر وصولا للعمل التام على أكمل وجه.
- وإلى هذا الأمر في خلق الله أشار أمير المؤمنين بقوله "وقسّم بينهم معيشتهم" وما يعيشون به في الحياة الدّنيا من أنواع الرّزق والخير والمنافع والنعماء، ووضع كلا منهم موضعه من الفقر واليسار والغنى والافتقار والسعة والإقتار على ما يقتضيه حكمته البالغة وتوجبه المصلحة الكاملة كما أشير إليه في قوله عزّ وجلّ "نحْنُ قسمْنا بيْنهُم مّعِيشتهُمْ فِي الْحياةِ الدُّنْيا ورفعْنا بعْضهُمْ فوْق بعْضٍ درجات"7.
- وهذا الأمر يبتني على حكمة وليس تفاضلا عبثيا ففي الحديث القدسي، "إن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر، ومن عبادي لا يصلحه إلا الغنى".
- وقد يكون ابتلاء، فإن وجود التفاضل بين الناس مهم في عملية الابتلاء فلوكان بنوالإنسان جميعهم على نمط واحد ينالون قسطا من عطاء الله متساويا لتعطل الجزء الأكبر من الابتلاء بجميع تفاعلاته ولما ظهرت خفايا كل امرئ وما تكنه الصدور.
- وفي ابتلاء الإنسان منافعٌ له ولغيره. المنفعة الأولى، هي أن الابتلاء يقرب الإنسان من ربه، فيتضرع إلى الله، يقوم الليل، ويصوم النهار، ويتصدق على المساكين والفقراء، ويدعو الله أن يمن
- 7- الزخرف:32.
عليه ويفك كربته كما إن الابتلاء، يكشف عن معدن الإنسان
__________________
قمة الصبر ان تسكت وفي قلبك جرح يتكلم
|
|
|