بقلمي: كيف يقبلني الحسين عليه السلام بين زواره؟؟

[فداء شسع نعل فاطمة]

لارض كربلاء هيبة عظيمة فهي من اقدس بقاع الارض ومجرد الدخول الى هذه الارض يعني الدخول في رحاب رحمة الله عز وجل والتقرب منه... ولكن هل كل من يدخل هذه الارض يدخلها ومعه اذن الدخول؟؟ وهل يكون تواجده فيها مصحوبا بالقبول من الله؟؟
ملايين الناس تقصد كربلاء من كل مكان وعبر مختلف الطرق ولكن هل جميع هؤلاء الناس مقبولين عند الحسين (عليه السلام)؟؟

ابا عبدالله الحسين كريم يحي زواره ويستقبلهم ويحفظهم من كل شر ويجازيهم على العناء الذي تحملوه من اجل الوصول اليه بأن يشفع لهم عند الله في قضاء حوائجهم وغفران ذنوبهم... فكيف للحسين ان يمنح هذه العطايا لمن يشوه مراسيم زيارته ولايحترم قدسية كربلاء!!!
لذا من المهم جدا ان ننتبه لانفسنا ونحن نتجه نحو كربلاء بلا لابد ان ننتبه ونحن نعد العدة للتوجه نحو كربلاء ... لابد لنا من تطهير انفسنا وقلوبنا قبل ان نقصد ريحانة رسول الله لابد لنا ان ندخل ارض كربلاء بكل احترام وخشوع ولابد لنا ان ننحني عند باب الحسين لنقبل تلك الاعتاب الطاهرة اتي تطأها اقدام الزائرين... ان خشوع القلب والشعور بأن العبرات بدأت تخنق الانفاس وتساقط دموع العين على الوجنات هي اذن إلهي لدخول كربلاء.. وان الاحساس والتفكر والوعي بمصائب كربلاء هي وسيلة لقبول خطواتنا فهذه المشاعر هي مواساة للحسين ولأل الحسين (روحي فداهم)، هي مواساة لقلعة الصبر الحوراء زينب لما لاقته من مصائب في ارض الطف..

اصبح لدينا الان اذن للقبول و وسيلة لنيل هذا الاذن... فكيف سنستخدم الوسيلة بصورة صحيحة توصلنا لبلوغ درجات القبول العليا؟؟
ما اروع ان تستعد النفس لان تغادر الديار لتقصد سيد الشهداء وما اروع ان نتصدق بقليل من المال بأسم صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه) قبل التحرك نحو كربلاء وما اروع ان نصلي ركعتين شكر لله لانه انعم علينا بأن نلبي نداء الحسين الشهيد ونقصد مرقده الطاهر المطهر.. هاقد اكملنا استعدادنا للتوجه نحو كربلاء وهانحن الان نسير متوجهين الى كربلاء لماذا نضيع الوقت الذي نقضيه في الطريق بتبادل الحديث والكلام الذي لانفع فيه؟؟ لماذا نستغل هذا الوقت في مناقشة امورنا الدنيوية؟؟ لنستغل من هذا الوقت الذي نستغرقه لنصل الارض المباركة في التسبيح والتقديس والحمد لنستغل ذلك الوقت بترديد الصلاة على محمد وآل محمد واهداء كل مئة منها الى احد المعصومين (عليهم السلام) لنستغل ذلك الوقت بالتفكر بما اقترفناه من ذنوب ونعترف بها مع انفسنا ونطلب من الله ان يجعل لنا في كل خطوة نخطوها نحو الحسين مغفرة لذنوبنا... لنجعل نظراتنا الى الطريق تعود بنا الى ذلك الطريق الذي سارت به الحوراء زينب معززة مكرمة مع اخوتها وكيف عادت به وحيدة مكسورة محنية الظهر ليس معها لا النساء والايتام وعليل اتعبه المرض... والان ها قد وصلنا ارض كربلاء وهاقد تنفسنا ذلك الريح العطر... لنحمدالله الذي انعم علينا بأن نستنشق هواء كربلاء وان تطأ اقدامنا ارض كربلاء ولان تضمنا كربلاء بين احضانها ونحن في ضيافة سيد الشهداء واخيه ابا الفضل العباس.. هانحن انا اصبحنا في قلب زيارة الحسين فلنجعل زيارتنا خالصة من القلب خالية من كل الشوائب، لنقضي وقتنا بالدعاء والرجاء لنقضي وقتنا في التفكر بأخرتنا وطلب الشفاعة من الحسين الشهيد لنقضي وقتنا في مواساة الزهراء بدموعنا والدعاء يتعجيل فرج مولانا صاحب العصر والزمان (روحي لتراب مقدمه الفداء)... ولاتنسي وانت تغادرين ارض كربلاء ان تتذكري زينب وهي تودع اخيها الحسين من على ظهر الناقة ودموعها تجري مجرى الانهار... ما اصعب الرحيل عن الحسين والابتعاد عن مرقده.. يصعب علينا فراق المرقد الطاهر الذي تحف به الانوار والزوار فكيف اذا بالحوراء التي ما ودعت الا جسد مقطع تحف به اجساد الاحباب التي غسلتها الدماء...

احبتي هناك الكثييييير الكثيييير من الناس يشوهون ارض كربلاء في اعمالهم وفي احاديثم وتصرفاتهم فعجبا كل العجب لقلب يجعل صاحبه يقترف الاثام والذنوب وهو في ارض كربلاء عجبا لقلب يطاوع صاحبه لان يرتكب ماحرم الله وهو في داخل صحن الحسين .. الله اكبر أي نفوس هذه واي قلوب ؟؟ اهي قلوب ام حجارة؟؟؟ لو تكلمنا عن مايجري بين الشباب الضعيفي الايمان في كربلاء وفي داخل صحن الحسين لما كفانا وقت ولا صفحات... ولخدشنا الحياء واذهلنا الاسماع....
فتنبهو يا زوار الحسين تنبهوا يا احباب الحسين ان الشيطان يتربص بكم في كل خطوة تخطوها فلا تجعلوا له طريق ومنفذ الى قلوبكم ابدا

اللهم اني اعوذ بك من عين لاتدمع ومن قلب لايخشع وهو يسمع بمصاب الحسين



اسأل الله ان يجمعنا بكم تحت قبة الحسين روحي فداه في القريب العاجل
واسأله ان يقضي حاجتي وحوائجم للدنيا والاخرة


نسألكم الدعاء