في قوله تعالى عزّ وجل; رحمة منا ; و رحمة من عندنا

[حور عين]

بسم الله الرحمن الرحيم

*في قوله تعالى عزّ وجل; ما الفرق بين
رحمة منا
و رحمة من عندنا ؟

في القرآن يذكر سبحانه ويستخدم
رحمة من عندنا بصورة أخص
من رحمة منا،
لا يستعمل رحمة من عندنا
إلا مع المؤمنين فقط
أما رحمة منا فعامة يستعملها مع المؤمن والكافر.

(وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ
هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً رحمةعامة
من لدن أرحم الراحمين

قال سيدنا نوح;
(وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِه ،
(من عندنا)

يذكرها سبحانه ويستخدمها بصورة خاصة
و (منا) بصورة عامة.

حتى (نعمة منا) و (نعمة من عندنا)،
يذكرعزّ وجل; لفظ (منا) بمعنى نعمة عامة
و
( نعمة من عندنا) بمعنى نعمة خاصة

(فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً
مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ )

(إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ
نِعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ .

حتى لو ورد هذان التعبيران في نبي واحد
يختلف السياق، مثلاً في سيدنا أيوب
على نبينا وآله وعليه السلام

(وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ
بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ, ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ
وَشَرَابٌ, وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً
مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ, وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ
بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ
إِنَّهُ أَوَّابٌ )

في سيدنا أيوب في سورة الأنبياء
(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ
وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ, فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ
مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ
رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ )

قصة واحدة لكن مرة قال رحمة منا ومرة
رحمة من عندنا.

ننظر السياق في سورة ص قال تعالى;
(إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ)

وقال تعالى في سورة الأنبياء
(إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)

في سورة ص، لم يقل (وأنت أرحم الراحمين)
لم يذكر رحمته،
أرحم الراحمين يوسع عليه يعطيه أكثر
وكأنه يستجدي من الله، يطلب رحمته سؤال
برحمته،

قال ربنا (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ)
ولم يقلها في سورة ص،
(فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ) ما قالها في سورة ص،
لم يقل فاستجبنا له ولم يقل فكشفنا
ما به من ضر.

(وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ) وفي سورة ص قال عزّ وجل;
(وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ)
الإيتاء يشمل الهبة وزيادة في اللغة،
الإيتاء يشمل الهبة وقد يكون في الأموال
وهو يشمل الهبة وغيرها فهو أعم،

(آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا (22) يوسف)
(وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً (59) الإسراء)
لا يمكن أن نقول وهبنا (آتيناه الكتاب)
آتينا أعم من وهبنا.

قال عزّ وجل; في وفي سورة الأنبياء (وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)
وفي سورة ص قال;
(وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ)
العابدون يشملون أولي الألباب وزيادة،
المكلَّف يجب أن يكون عنده عقل وإلا كيف
يكلّف مجانين ليس عندهم عقل إذن العابدون
أولي الألباب وزيادة.

(وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) العابدين فيها خصوصية
يعني ليس فقط أولي الألباب،
أولو الألباب وزيادة فصار عندنا أرحم الراحمين

واستجبنا له وفكشفنا له والعابدين وآتيناه
رحمة من عندنا
في سورة الأنبياء

نسألكم الدعاء,,